إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عاشوراء ودعوى محبة الحسين.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عاشوراء ودعوى محبة الحسين.


    الحب فطرة فطر الله -تعالى- الناس عليها يقابلها البغض، وهما من أعمال القلوب التي ترتبط بالعبادة والتكليف في الإسلام، بل هما أوثق عُرا الإيمان، كما في الحديث "أوثق عُرا الإسلام: أن تحب في الله، وتبغض في الله". وقد جاءت شريعة الإسلام بمنهج قويم يرعى هذين الطبعين في النفس بما يقومهما ويوجههما التوجيه الصحيح، فلا يقع فيهما إفراط وغلو، ولا تفريط وانحلال.

    ومن ثَمَّ ينبغي للمسلم أن يتعلم منهج الإسلام في الحب والكره، أو يسأل عنه لا سيما فيما يشتبه عليه من أمور، وفي وقت الفتن، وقد وقعت بسبب الضلال عن منهج الإسلام في ذلك انحرافات عدة وفتن كثيرة، بل استغل أعداء الإسلام ذلك في إيقاع الفتن بالأمة ونشر الضلال بين أبنائها، وذلك في جوانب كثيرة. ولعل من أبرز الأمثلة في ذلك حب آل البيت، حيث غالت فرق في بعض آل البيت حتى ادعى بعضهم فيهم أو في أفراد منهم الألوهية، ومنهم من زعم لهم العصمة.. إلى آخر ما هو معروف في تاريخ الملل، ومنهم من فرط.

    ونحن هنا نود أن نلقي نظرة سريعة إلى هذه القضية، نتعرف فيها موقف أهل السنة والجماعة منها، عبر مقتطفات من كلام بعض العلماء، ليكون المسلم على بصيرة من دينه، ويعرف الحق من الباطل، والصواب من الخطأ، والصدق من الزور، وخصوصًا في هذا اليوم الذي يقيم الشيعة فيه مآتم حزن على مقتل الحسين رضي الله عنه بدعوى المحبة الشديدة، وفي المقابل تحتفل فئات في عدد من الدول الإسلامية، بيوم عاشوراء، وتخصص فيه أنواع من الحلوى والأطعمة، ولا يعلم أكثرهم أصل الاحتفال به.


    منشأ الضلال والافتراء في احتفالات عاشوراء
    قال الشيخ علي محفوظ: لقد أحدث الشيطان الرجيم بسبب قتل الحسين بدعتين:

    الأولى: الحزن والنوح واللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي، وما إلى ذلك من سب السلف، ولعنهم، وإدخال البريء مع المذنب، وقراءة أخبار مثيرة للعواطف مهيجة للفتن وكثير منها كذب، وكان قصد من سن هذه السنة السيئة في ذلك اليوم فتح باب الفتنة والتفريق بين الأمة. وهذا غير جائز بإجماع المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة وتجديد المصائب القديمة من أفحش الذنوب وأكبرالمحرمات.

    والثانية: بدعة السرور والفرح، واتخاذ هذا اليوم عيدًا يلبس فيه ثياب الزينة، ويوسع فيه على العيال...

    وذلك أنه كان بالكوفة قوم من الشيعة يغلون في حب الحسين وينتصرون له، رأسهم المختار بن عبيد الكذاب الرافضي الذي ادعى النبوة، وقوم من الناصبة يبغضون عليًّا وأولاده، ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي أنه قال: "سيكون في ثقيفة كذاب ومبير".
    والمبير: المسرف في إهلاك الناس... فكان ذلك الشيعي هو الكذاب، وهذا الناصبي هو المبير، فأحدث هؤلاء الحزن، وهؤلاء السرور... وهذه كلها بدع أصلها من خصوم الحسين، كما أن بدعة الحزن وما إليه من أحبابه، والكل باطل وبدعة وضلالة. قال العلامة ابن العز الحنفي: إنه لم يصح عن النبي في يوم عاشوراء غير صومه".



    عقيدة أهل السنة في محبة أهل البيت
    يقول الشيخ عبد المحسن العباد: "عقيدةُ أهل السُّنَّة والجماعة وسَطٌ بين الإفراطِ والتَّفريط، والغلُوِّ والجَفاء في جميعِ مسائل الاعتقاد، ومِن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرَّسول، فإنَّهم يَتوَلَّونَ كلَّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبد المطلِّب، وكذلك زوجات النَّبِيِّ جميعًا، فيُحبُّون الجميعَ، ويُثنون عليهم، ويُنْزلونَهم منازلَهم التي يَستحقُّونَها بالعدلِ والإنصافِ، لا بالهوى والتعسُّف، ويَعرِفون الفضلَ لِمَن جَمع اللهُ له بين شرِف الإيمانِ وشرَف النَّسَب، فمَن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله، فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه، ولصُحبَتِه إيَّاه، ولقرابَتِه منه، ومَن لَم يكن منهم صحابيًّا، فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه، ولقربه من رسول الله، ويَرَون أنَّ شرَفَ النَّسَب تابعٌ لشرَف الإيمان، ومَن جمع اللهُ له بينهما فقد جمع له بين الحُسْنَيَيْن، ومَن لَم يُوَفَّق للإيمان، فإنَّ شرَفَ النَّسَب لا يُفيدُه شيئًا، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ"، وقال في آخر حديث طويلٍ رواه مسلم في صحيحه (2699) عن أبي هريرة : "ومَن بطَّأ به عملُه لَم يُسرع به نسبُه".

    وقال شيخ الإسلام ابنُ تيمية -رحمه الله- في العقيدة الواسطية:"ويُحبُّون (يعني: أهل السنَّة والجماعة) أهلَ بيت رسول الله ويتوَلَّوْنَهم، ويحفظون فيهم وصيَّة رسول الله، حيث قال يوم غدير خُمّ: "أُذكرُكم الله في أهل بيتِي".

    وقال أيضًا للعباس عمّه -وقد اشتكى إليه أنَّ بعضَ قريش يجفو بَنِي هاشم- فقال: "والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتَّى يُحبُّوكم لله ولقرابَتِي".

    وقال: "إنَّ اللهَ اصطفى مِن بَنِي إسماعيل كِنانَةَ، واصطفى من كنَانَة قريشًا، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم".

    ويتوَلَّون أزواجَ رسول الله أمَّهات المؤمنين، ويؤمنون بأنَّهنَّ أزواجُه في الآخرة، خصوصًا خديجة رضي الله عنها، أمُّ أكثر أولاده، وأوَّل مَن آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنها، التي قال فيها النَّبِيُّ: "فضلُ عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام".

    ويتبرَّءون من طريقة الروافض الذين يُبغضون الصحابةَ ويَسبُّونَهم، وطريقةِ النَّواصب الذين يُؤذون أهلَ البيت بقول أو عمل".
    وقال أيضًا كما في مجموع فتاواه (28/491): "وكذلك أهل بيت رسول الله تجبُ مَحبَّتُهم وموالاتُهم ورعايةُ حقِّهم".




    تهمة رموا بها غيرهم.. وهم واقعون فيها
    أما اتهام الرافضة وبعض الصوفية أهل السنة بجفائهم أهل البيت وغير ذلك من البهتان فكذب، فأهل السنة محبون لأهل البيت أشد من غيرهم، ويعرفون لهم الحق الشرعي الذي لا غلو فيه ولا تفريط، والدلائل كثيرة لا يتسع لها المقام، لكن من أمثلة ذلك تسمية كثير من أهل السنة أولادهم بأسماء أهل البيت، بل كثير من الأفاضل والعلماء، وهذا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- له ستَّةُ بنين وبنت واحدة، وهم عبد الله وعلي وحسن وحسين وإبراهيم وعبد العزيز وفاطمة، وكلُّهم بأسماء أهل البيت ما عدا عبد العزيز، واختياره تسمية أولاده بأسماء هؤلاء يدلُّ على مَحبَّته لأهل بيت النَّبِيِّ وتقديره لهم، وقد تكرَّرت هذه الأسماء في أحفادِه.

    وعلى الضد فعقائد الرافضة اليوم منطوية على بغض السلف الصالح، وعلى الأخص أبو بكر وعمر وعثمان وأزواج رسول الله أمهات المؤمنين، ومبنية على إنكار القرآن الموجود بأيدي الناس وسنة رسول الله ، والعقائد التي أخذوها عن عبد الله بن سبأ وتوارثوها عن اليهودية البغيضة، وهم في ذلك مخالفون لآل البيت، فلقد ذكر الشيعة أنفسهم بأن عليًّا رضي الله عنه سمى أبناءه بأسماء الخلفاء الراشدين السابقين الثلاثة، بأبي بكر وعمر وعثمان، وابنه الحسين كذلك سمى أبناءه بأبي بكر وعمر. وكذلك الآخرون من أبناء علي وأبناء الحسين سموا أبناءهم بأسماء هؤلاء الأخيار البررة؛ تحببًا إليهم وتبركًا بهم.

    فكيف يدعي الرافضة محبة آل البيت وهم يخالفونهم؟! ومن أولى إذن بآل البيت ومحبتهم؛ من يخالفهم أم من يقتدي بهم؟!



    ادعاء المحبة.. والمتاجرة بها
    دعوى المحبة لأهل البيت كانت مدخلاً لأعداء الدين للترويج للفتن والضلالات بهدف هدم الدين ونشر الفرقة بين المسلمين؛ لأن فكرة المحبة لها سوق كبير بين الناس لا سيما العامة، ومن هذا المدخل ولج اليهودي ابن سبأ بفتنة التشيع التي صارت داء مزمنًا أصاب وحدة المسلمين، وأضل بها فريقًا منهم.

    وهي فتنة كانت لها أهداف كبيرة ما زالت قائمة إلى اليوم، ويسعى أنصارها إلى إحيائها كلما مر عليهم زمان كبتوا فيه، حتى إذا وجدوا مخرجًا أظهروا باطلهم وضلالهم يبغون به فتنة الناس وإغواءهم.

    قال الدكتور عبد الله محمد الغريب ما مختصره: "لقد اندحر الباطل ممثلاً بالجيش الفارسي الجرار أمام الجيش الإسلامي الذي يرفع ألوية الحق خفاقة لا تقهر... وليس من سبيل أمام معظم الفرس المغلوبين إلا أن يتظاهروا بالدخول في الإسلام، وبدأت محاولات الفرس في الانتقام من المسلمين، وكانوا يعلمون علم اليقين أن الفاروق عمر وراء فتح بلادهم ووالي ملكهم، فكان اغتياله باكورة حربهم لهذا الدين وحملته... واستمر الرافضة المجوس في حرب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد وفاته، ومن منهجهم في التشيع شتم عمر، وما ذلك إلا لأنه طهَّر الأرض من ظلمهم، وأطفأ نار بيوتهم.



    ماذا وراء تشيع المجوس لآل البيت؟
    في عام 35هـ وقع الخلاف المشهور بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- فكان هذا الخلاف فرصة العمر التي لا تعوض عند المجوس فأعلنوا أنهم شيعة علي، والوقوف مع علي رضي الله عنه حق، لكن المجوس أرادوا من وراء هذا الموقف تفريق كلمة المسلمين، والدعوة لآل البيت ورقة رابحة تجد رواجًا لدى جميع الناس وخاصة عند العامة، ومن ذا الذي لا يحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم! وأراد المجوس من وراء الدعوة لآل البيت تحقيق الأهداف التالية:

    1- لا بد من عائلة مقدسة تتولى شئون الدين... وفي تشيعهم لآل البيت إحياء لعقائد زرادشت ومانو ومزدك،.. وقالوا للناس بأن آل البيت هم ظل الله في الأرض، وأن أئمتهم معصومون، وتتجلى فيهم الحكمة الإلهية.

    2- تزوج الحسين رضي الله عنه شهربانو ابنة يزدجرد ملك إيران بعد ما جاءت مع الأسرى، وكان هذا الزواج من الأسباب التي ساعدت على وقوف الإيرانيين مع الحسين بالذات؛ لأنهم رأوا أن الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين وفي أولاده دم إيراني من قبل أمه.



    ولا ندري.. ما آخرها؟
    واليوم بعد أن لاحت الفرصة للرافضة لتجميع صفوفهم، ولا سيما في العراق ودول الخليج، بعد قيام دولتهم في إيران، تجد منهم سعيًا دءوبًا للهيمنة والانتشار، حتى علا صوتهم، وصار لهم ولباطلهم وزن وقدر في بلاد السنة، ومن مظاهر ذلك تسليط الضوء على احتفالاتهم ومآتمهم في ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه في عاشوراء، وخصوصًا في العراق، حيث يركزون على مظهر الأعداد التي تبلغ مئات الآلاف للدلالة على كثرة عددهم.
    وفي دول أخرى صاروا يطالبون بإقامة أعياد رسمية تعطل فيها الدوائر والمصالح الحكومية، ويخصص لهم برامج لبث مراسم احتفالاتهم بذكرى مقتل الحسين، وأنشئوا الكثير من المواقع التي تدعو إلى باطلهم وزورهم، هذا غير الانتشار الصامت لهم في البلاد المحيطة، وكأن الناس نسيت أو تناست مواقف الرافضة من الغدر والخيانة على مدى التاريخ، وأوَّلها خزيهم لآل البيت، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين رضي الله عنهم، ولا ندري متى آخرها ولا ما آخرها؛ فنشاطهم مريب يحتاج إلى وقفة حذر، وراجع في ذلك على سبيل المثال كتاب (الرافضة في بلاد الحرمين) للشيخ ناصر بن سليمان العمر، ففيه حقائق محزنة، ونذر خطر كبير، حريٌّ بالمسلمين أن ينتبهوا لها.


    المصدر: موقع المسلم.



    وعجلت إليك ربِّ لترضى


  • #2
    رد: عاشوراء ودعوى محبة الحسين.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا أختنا، نقل طيب موفق

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: عاشوراء ودعوى محبة الحسين.
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم


      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        رد: عاشوراء ودعوى محبة الحسين.

        اللهم آمين وإياكم...الحمد لله

        وعجلت إليك ربِّ لترضى

        تعليق


        • #5
          رد: عاشوراء ودعوى محبة الحسين.

          وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
          جزاكم الله خيراً ونفعَ بكم


          هونيها تهون .. واجعلي الهم هم الآخرة
          _ يا جَبار إجبرني

          تعليق


          • #6
            للرفع

            وعجلت إليك ربِّ لترضى

            تعليق

            يعمل...
            X