Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن الدروس في العقيدة :
أحدُ أكبر الانحرافات التي تسرّبت إلى الدرس الإيماني / العقدي و كثير من كُتب العقيدة :
حصر الإيمان و العقيدة في مجرد العلم و الأخبار
و إخراج العمل و الأخلاق منه - ضمنًا أو تصريحا-
حتى صار بعض الذين يُسمّون أنفسهم : أهل السُّنة و الأثر ،أتباعَ السلف يقولون :
الشخصُ السلفي الأثري صحيحُ الاعتقاد مهما فعل من فواحش و منكرات = فهو خيرٌ ممن كان على بِدعة و هو من أعبدِ النّاس ..
# و مثل هذا الكلام الذي يُصوّر لهؤلاء ،و يُصوّرون هم لمُستمعيهم أنّهم يمكن أن يكونوا صحيحي الاعتقاد سُنيّين سلفيّين أثريّين بمجرد :إثبات الصفات ،و القول بأن الله يخلق أفعال العباد ،و إثبات الشفاعة و عدم الخروج على الحاكم ،و غيرها من العلم المجرّد !!!
حتى صار هؤلاء الجهلة بمعنى الإيمان ،المفرّطون في العمل به يبغون و يستطيلون بما عندهم من معلومات و معارف و ما سمّوه عقائد و حصروا فيها ( صحة الاعتقاد)!!
و صارت دروسهم في العقيدة ( مع ضحالتها و ضعفها ) هي مجرّد : إن قال لك الأشعري كذا = فقل كذا و إذا استدلّ المعتزلي عليك بكذا = فألزمْه بكذا و هكذا
و يعيشون على ذلك سنينَ عددا ينتقلون من كتاب لآخر بنفس المنهج ،و يحبون أن يكونوا غُرباء بين المسلمين مُنعزلين عنهم وهم على ظنٍّ بكونهم ( الفرقة الناجية،و الطائفة المنصورة ) بمجرّد ما هم عليه،لا يُكفّرونهم صراحة ،و إن كانوا يُعاملونهم معاملة غير المسلمين !
و يرفعون رايات العقيدة - هذه- و يبعثون خلافاتٍ قديمة و يُنعِشونها و يُثيرونها من جديد -ربّما دون أدنى داعٍ -،و يَحصرون كلامهم و دروسهم و خُطبهم فيها لأنهم يقتاتون منها ،ليس قوت الطعام و الشراب ،و لكن قُوت الشُّهرة و العُلُّو
و لأنه لو انتهى الكلام فيها لم يجدوا ما يقتاتون منه ،و يرفعون به عقيرتَهم !
و لا يتكلمون في شعائر الإسلام الجليلة العظيمة مثل الصلاة و الصيام و الزكاة و الجهاد في سبيل الله و وجوب التحاكم إلى الشريعة ونحوها
و إن تكلموا في بعضها ك( الجهاد و تحكيم الشريعة ) مثلا = حرّفوا معانيه
ففي الجهاد يشترطون شروطا لصحته ربّما لم تتوفّر في ( غزوة بدر ) !! ليُبطلوا كلّ جهاد
و في تحكيم الشريعة لا يتكلمون إلا عن : كون الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر ( بغضّ النظر عن المسألة ) ..و هكذا
لا ينشغلون بمصالح المسلمين ،و لا بآلامهم و جراحاتهم
لا نحفظُ لهم موقفًا شريفًا في ما يحدث للمسلمين
فما أقبح أثرهم على المسلمين .
و صدق ابنُ تيمية إذ قال : (( كم مِن زنديقٍ في عباء ،و كم من صِدّيق في قُباء - يقصد لبس الأعاجم ،يعني يُوجد الأولياء في غير المنسوبين إلى العلم ،كما يوجد في المنسوبين إلى العلم فاجرٌ فاسق )
قلتُ : و ميزانُ الإيمان الحق في مثل قوله تعالى:
((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ))
و قوله :((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ))
هذا و مثله هو الميزان الحق
و من بطّأ به عمله لم يُسرع به نسبُه ..
فدونك الميزان
فأبصِر نفسك ،و زِن عملك بالوحي ،و لا تنخدع بتلبيس هؤلاء .
عن الدروس في العقيدة :
أحدُ أكبر الانحرافات التي تسرّبت إلى الدرس الإيماني / العقدي و كثير من كُتب العقيدة :
حصر الإيمان و العقيدة في مجرد العلم و الأخبار
و إخراج العمل و الأخلاق منه - ضمنًا أو تصريحا-
حتى صار بعض الذين يُسمّون أنفسهم : أهل السُّنة و الأثر ،أتباعَ السلف يقولون :
الشخصُ السلفي الأثري صحيحُ الاعتقاد مهما فعل من فواحش و منكرات = فهو خيرٌ ممن كان على بِدعة و هو من أعبدِ النّاس ..
# و مثل هذا الكلام الذي يُصوّر لهؤلاء ،و يُصوّرون هم لمُستمعيهم أنّهم يمكن أن يكونوا صحيحي الاعتقاد سُنيّين سلفيّين أثريّين بمجرد :إثبات الصفات ،و القول بأن الله يخلق أفعال العباد ،و إثبات الشفاعة و عدم الخروج على الحاكم ،و غيرها من العلم المجرّد !!!
حتى صار هؤلاء الجهلة بمعنى الإيمان ،المفرّطون في العمل به يبغون و يستطيلون بما عندهم من معلومات و معارف و ما سمّوه عقائد و حصروا فيها ( صحة الاعتقاد)!!
و صارت دروسهم في العقيدة ( مع ضحالتها و ضعفها ) هي مجرّد : إن قال لك الأشعري كذا = فقل كذا و إذا استدلّ المعتزلي عليك بكذا = فألزمْه بكذا و هكذا
و يعيشون على ذلك سنينَ عددا ينتقلون من كتاب لآخر بنفس المنهج ،و يحبون أن يكونوا غُرباء بين المسلمين مُنعزلين عنهم وهم على ظنٍّ بكونهم ( الفرقة الناجية،و الطائفة المنصورة ) بمجرّد ما هم عليه،لا يُكفّرونهم صراحة ،و إن كانوا يُعاملونهم معاملة غير المسلمين !
و يرفعون رايات العقيدة - هذه- و يبعثون خلافاتٍ قديمة و يُنعِشونها و يُثيرونها من جديد -ربّما دون أدنى داعٍ -،و يَحصرون كلامهم و دروسهم و خُطبهم فيها لأنهم يقتاتون منها ،ليس قوت الطعام و الشراب ،و لكن قُوت الشُّهرة و العُلُّو
و لأنه لو انتهى الكلام فيها لم يجدوا ما يقتاتون منه ،و يرفعون به عقيرتَهم !
و لا يتكلمون في شعائر الإسلام الجليلة العظيمة مثل الصلاة و الصيام و الزكاة و الجهاد في سبيل الله و وجوب التحاكم إلى الشريعة ونحوها
و إن تكلموا في بعضها ك( الجهاد و تحكيم الشريعة ) مثلا = حرّفوا معانيه
ففي الجهاد يشترطون شروطا لصحته ربّما لم تتوفّر في ( غزوة بدر ) !! ليُبطلوا كلّ جهاد
و في تحكيم الشريعة لا يتكلمون إلا عن : كون الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر ( بغضّ النظر عن المسألة ) ..و هكذا
لا ينشغلون بمصالح المسلمين ،و لا بآلامهم و جراحاتهم
لا نحفظُ لهم موقفًا شريفًا في ما يحدث للمسلمين
فما أقبح أثرهم على المسلمين .
و صدق ابنُ تيمية إذ قال : (( كم مِن زنديقٍ في عباء ،و كم من صِدّيق في قُباء - يقصد لبس الأعاجم ،يعني يُوجد الأولياء في غير المنسوبين إلى العلم ،كما يوجد في المنسوبين إلى العلم فاجرٌ فاسق )
قلتُ : و ميزانُ الإيمان الحق في مثل قوله تعالى:
((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ))
و قوله :((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ))
هذا و مثله هو الميزان الحق
و من بطّأ به عمله لم يُسرع به نسبُه ..
فدونك الميزان
فأبصِر نفسك ،و زِن عملك بالوحي ،و لا تنخدع بتلبيس هؤلاء .
حسين عبد الرازق
منقول بتصرف يسير جدًا
منقول بتصرف يسير جدًا
تعليق