ما الردّ على مَن يقول بجواز الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) .
قرأت أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعه
وهناك من يقول انه ليس بدعه ،، وانه احدث فيه ما هو منه - اي من امرنا - .
ارجو راي فضيلتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تلك حجة واهية ، وقول ضعيف لم يقُل به أحد مِن أهل العِلْم المتقدِّمين ، وإنما يقول به أهل البِدع لتسويغ وترويج بِدعهم ، وهو قولهم : (أحدث فيه ما هو منه) ، وذلك باطِل مِن وُجوه :
الأول : أن ذلك الفَهم منهم تَرُدّه الأحاديث الأخرى الصحيحة في عموم النهي عن البدع ؛ كَقَوله عليه الصلاة والسلام : وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ . رواه مسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام : إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كُلّ مُحْدَثَة بِدْعة ، وإن كُلّ بِدْعة ضلالة . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
الثاني : لو كان مِنه (أي : مِن أمْرِنا ) لَكان أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعَمِل به أصحابه رضي الله عنهم .
وقال الحافظ ابن كثير : وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فِعل وقَول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم : هو بِدْعة ؛ لأنه لو كان خيرا لَسَبَقُونا إليه ، لأنهم لم يَتْرُكُوا خَصْلة مِن خِصال الخير إلاَّ وقد بَادَرُوا إليها . اهـ .
الثالث : أن ذلك الاستدلال يَفتح الباب على مصراعية للبِدَع ؛ لأن كل صاحب بِدعة يدّعي أنها مِن الدِّين ، فيقول : ( هي مِن أمرِنا ) !
وكذلك القول بأن هناك بِدعة حسَنة يفتح باب البِدَع والإحداث في الدِّين على مِصراعيه !
الرابع : أن الاحتفال بمناسبات ( موالِد وأعياد ) لم تكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عَمِل بها الصحابة رضي الله عنهم مُصادَمة للسنة .
قال الإمام الزهري : كان مَن مَضى مِن عُلمائنا يقولون : الاعتصام بالسُّنَّة نَجَاة .
وقال الإمام مالك رحمه الله : مثل السُّنَّة مثل سفينة نوح ؛ من رَكِبها نجا ، ومَن تَخَلّف عنها غَرِق .
وأما الاستدلال بِبعض أفعال الصحابة رضي الله عنهم على بعض البِدَع الْمُحْدَثَة ؛ فهو استدلال ضعيف ، بل هو باطل .
وذلك أن أفعال الصحابة رضي الله عنهم حُجّة على القول الصحيح عند أهل العِلْم .
ولذلك لا يُعْرَف في الصجابة رضي الله عنهم مُبْتَدِع ، بل ولا كانت البِدَع في عصرهم ، وكانوا مِن أشدّ الناس إنكارا لها .
ثم إن ما استُدِلّ به مِن مثل فِعل بلال رضي الله عنه ، مِن أنه يُصلّي ركعتين كلما توضأ ، هو مما أقرّه عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم للفِعْل يَجعله مِن (أمْرِنا ) لأن إقراره عليه الصلاة والسلام مِن السُّـنَّـة .
وكذلك إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لِمَن قال بعد الركوع " ربنا ولك الحمد حمدا طَيبا مُباركا فيه " ، فإن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم له يجعل ذلك العمل مشروعا .
ولأنه لا يُتصوّر في الصحابة رضي الله عنهم مُخالفة السنة ، فقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء باللذَين مِن بعده : أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن النجاة فيما كان عليه هو صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
قال ابن حزم : فمن أباح أن يكون للخلفاء الراشدين سُنَّة لم يَسنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أباح أن يُحَرِّموا شيئا كان حلالاً على عهده صلى الله عليه وسلم إلى أن مات ، أو أن يُحِلّوا شيئا حَرَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أن يُوجِبوا فريضة لم يُوجِبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أن يُسْقِطُوا فريضة فَرَضَها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُسقطها إلى أن مات ؛ وكل هذه الوجوه مَنْ جَوَّزَ منها شيئا فهو كافر مُشْرِك بإجماع الأمة كُلّها بلا خلاف ، وبالله تعالى التوفيق . اهـ .
بِخلاف مَن أتى مِن بعد الصحابة رضي الله عنهم ، فإن أفعالهم ليست بِحجّة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وكل قَول يَنفرد به المتأخر عن المتقدِّمين ولم يَسبقه إليه أحد منهم ، فانه يكون خطأ ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل : إياك أن تتكلم في مسالة ليس لك فيها إمام . اهـ .
عبد الرحمن السحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) .
قرأت أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعه
وهناك من يقول انه ليس بدعه ،، وانه احدث فيه ما هو منه - اي من امرنا - .
ارجو راي فضيلتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تلك حجة واهية ، وقول ضعيف لم يقُل به أحد مِن أهل العِلْم المتقدِّمين ، وإنما يقول به أهل البِدع لتسويغ وترويج بِدعهم ، وهو قولهم : (أحدث فيه ما هو منه) ، وذلك باطِل مِن وُجوه :
الأول : أن ذلك الفَهم منهم تَرُدّه الأحاديث الأخرى الصحيحة في عموم النهي عن البدع ؛ كَقَوله عليه الصلاة والسلام : وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ . رواه مسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام : إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كُلّ مُحْدَثَة بِدْعة ، وإن كُلّ بِدْعة ضلالة . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
الثاني : لو كان مِنه (أي : مِن أمْرِنا ) لَكان أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعَمِل به أصحابه رضي الله عنهم .
وقال الحافظ ابن كثير : وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فِعل وقَول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم : هو بِدْعة ؛ لأنه لو كان خيرا لَسَبَقُونا إليه ، لأنهم لم يَتْرُكُوا خَصْلة مِن خِصال الخير إلاَّ وقد بَادَرُوا إليها . اهـ .
الثالث : أن ذلك الاستدلال يَفتح الباب على مصراعية للبِدَع ؛ لأن كل صاحب بِدعة يدّعي أنها مِن الدِّين ، فيقول : ( هي مِن أمرِنا ) !
وكذلك القول بأن هناك بِدعة حسَنة يفتح باب البِدَع والإحداث في الدِّين على مِصراعيه !
الرابع : أن الاحتفال بمناسبات ( موالِد وأعياد ) لم تكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عَمِل بها الصحابة رضي الله عنهم مُصادَمة للسنة .
قال الإمام الزهري : كان مَن مَضى مِن عُلمائنا يقولون : الاعتصام بالسُّنَّة نَجَاة .
وقال الإمام مالك رحمه الله : مثل السُّنَّة مثل سفينة نوح ؛ من رَكِبها نجا ، ومَن تَخَلّف عنها غَرِق .
وأما الاستدلال بِبعض أفعال الصحابة رضي الله عنهم على بعض البِدَع الْمُحْدَثَة ؛ فهو استدلال ضعيف ، بل هو باطل .
وذلك أن أفعال الصحابة رضي الله عنهم حُجّة على القول الصحيح عند أهل العِلْم .
ولذلك لا يُعْرَف في الصجابة رضي الله عنهم مُبْتَدِع ، بل ولا كانت البِدَع في عصرهم ، وكانوا مِن أشدّ الناس إنكارا لها .
ثم إن ما استُدِلّ به مِن مثل فِعل بلال رضي الله عنه ، مِن أنه يُصلّي ركعتين كلما توضأ ، هو مما أقرّه عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم للفِعْل يَجعله مِن (أمْرِنا ) لأن إقراره عليه الصلاة والسلام مِن السُّـنَّـة .
وكذلك إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لِمَن قال بعد الركوع " ربنا ولك الحمد حمدا طَيبا مُباركا فيه " ، فإن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم له يجعل ذلك العمل مشروعا .
ولأنه لا يُتصوّر في الصحابة رضي الله عنهم مُخالفة السنة ، فقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء باللذَين مِن بعده : أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن النجاة فيما كان عليه هو صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
قال ابن حزم : فمن أباح أن يكون للخلفاء الراشدين سُنَّة لم يَسنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أباح أن يُحَرِّموا شيئا كان حلالاً على عهده صلى الله عليه وسلم إلى أن مات ، أو أن يُحِلّوا شيئا حَرَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أن يُوجِبوا فريضة لم يُوجِبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أن يُسْقِطُوا فريضة فَرَضَها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُسقطها إلى أن مات ؛ وكل هذه الوجوه مَنْ جَوَّزَ منها شيئا فهو كافر مُشْرِك بإجماع الأمة كُلّها بلا خلاف ، وبالله تعالى التوفيق . اهـ .
بِخلاف مَن أتى مِن بعد الصحابة رضي الله عنهم ، فإن أفعالهم ليست بِحجّة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وكل قَول يَنفرد به المتأخر عن المتقدِّمين ولم يَسبقه إليه أحد منهم ، فانه يكون خطأ ، كما قال الإمام أحمد بن حنبل : إياك أن تتكلم في مسالة ليس لك فيها إمام . اهـ .
عبد الرحمن السحيم
تعليق