هو المنفرد بالعزة، الظاهر الذي لا يقهر، القوي الممتنع فلا يغلبه شيء وهو غالب كل شيء. العزيز من العزة أي القوة والغلبة، وهو من الشيء العزيز أي النادر الذي يصعب وجود مثله، وهو أيضاً بمعنى الممتنع، والخطير الذي يقل وجوده، وتشتد الحاجة إليه ويصعب الوصول إليه. مصدر الزجاجي "اشتقاق الأسماء"
المعنى اللغوي لأسم العزيز
العزيز لغة: يدور حول ثلاثة معانٍ: القوة والشدةوالغلبة منه قول الله تعالى "وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ"[ص/23] يعني غلبني فيه وقوله "فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ"[يس/14]
أي فقوينا وشددنا بثالث (وعز الشيء) إذا قل أو ندر فهو شيء عزيز أي أصبح نادرًا لذلك هذه صفة اختص الله بها نفسه فلا يشاركه فيها أحد لذلك قال "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ"[المنافقون/8]
استأثر بالعزة نفسه هو سبحانه وتعالى فله الغلبة وله القوة وله البأس سبحانه وتعالى.
أسم العزيز في القرآن
أسم العزيز يتقدم في القرآن على أسم
العزيز الرحيم: سورة الشعراء : "وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ" [26]
العزيز الحكيم: سورة الروم : "وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [27]
العزيز العليم: سورة الأنعام :
"فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ"[96]
الله العزيز العليم: سورة غافر : "تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" [2]
العزيز الحميد: سورة إبراهيم : "الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" [1]
الله العزيز الحميد: سورة البروج : "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" [8]
عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم: سورة السجدة : "ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" [6]
ربك العزيز الوهّاب: سورة ص : "أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ" [9]
رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار: سورة ص : "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ"[66]
العزيز الغفار: سورة غافر : "تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ" [42]
الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر: سورة الحشر : "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" [23]
الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى: سورة الحشر : "هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [24]
الملك القدوس العزيز الحكيم: سورة الجمعة : "يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"[1]
سورة التغابن : "عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [18]
الله العزيز الحكيم: سورة النمل : "يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [9]
العزيز الغفور: سورة الملك : "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"[2]
أسم
" الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن القوي"
يتقدم على أسم العزيز
القوي العزيز: سورة الشورى : "اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ" [19]
الجبار المتكبر: سورة الحشر : "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" [23]
جمع أسم مع أسم من أسماء الله الحسنى
يعتبر كمال فوق الكمال
مثال على ذلك: "العزيز الحكيم". فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً. فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم، والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم ويجور ويسيء التصرف. وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم
المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل.
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله .. اللهم بارك
موضوع راااااائع جدًا
بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم خير الجزاء
متابعون معكم بإذن الله
إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة. الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله
الأول: جبر القوة، فهو سبحانه وتعالى الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته.
الثاني: جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله.
الثالث: جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم، قال ابن القيم في النونية في معنى الجبار.
اسم الجبار في القرآن
ورد هذا الاسم في القرآن مرة واحدة في قول الله تعالى في سورة الحشر {
اسم الجبار في السنه
عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- أن النبيقال: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة "[الصحيحين] . قالوا ومعنى يكفؤها الجبار بيده: أي: يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي. فلماذا استخدم اسم الله الجبار في هذا الحديث ؟ لأنه لا شك فيه دلالة على قهره سبحانه وتعالى، فيوم القيامة يقول الله عزوجل {ِلمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}[ غافر/16] فيتناسب هذا مع هذا المقام أنه مقام عزة ومقام جبروت.
الدعاء باسم الجبار
من دعاء الطلب والمسألة بهذا الاسم، عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنه- أن النبي كان يقول "اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني"[الترمذي] يقولها بين السجدتين، فالجبر هو جبر للكسر ونحو ذلك، من جبر الله مصيبته أي رد عليه ما ذهب منه. وعن عوف بن مالك أن النبي يقول في ركوعه "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة "[سنن أبي داود] والمقام واضح لماذا يستخدم هذا في هذا المقام لا شك هذا مقام الذل والافتقار لله سبحانه وتعالى.
المتكبر هو من الكِبر أو الكِبَر نقيض الصغر، وكبر الأمر جعله كبيرًا منه{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}[يوسف/31] أي عظمه..فالتكبير التعظيم. والكِبر هو الرفعة في الشرف، والكبرياء الملك، كقول الله تعالى: {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ}[ يونس/78] أي العظمة والتجبر.
اسم المتكبر في القرآن
ورد اسم الله تعالى المتكبر في آية واحدة أيضًا من القرآن وهو قول الله تعالى: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ}[الحشر/23]
اسم الكبير في القرآن
ورد اسم الله الكبير في ستة مواضع من منها: 1/قول الله تعالى {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[ الحج/62]
المتكبر فمعناه الذي تكبر عن كل شر، فسبحانه وتعالى تكبر عن ظلم العباد، يقول النبي فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا . فلا تظالموا"[رواه مسلم]
ومعناه الذي تكبر وتعالى عن صفات الخلق فلا يلحقه نقص، ولا يعتريه سوء سبحانه. هو الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فيعاملهم بكبريائه سبحانه وتعالى. وهو الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله، هو الذي تكبر عن كل سوء، المتعظم عما لا يليق من صفات الذم، وقال بعضهم: المتكبر: البليغ الكبرياء والعظمة. أما الكبير - اسم الله الكبير - فقال أهل العلم كابن جرير الطبري: الكبير هو: العظيم الذي كل شيء دونه، ولا أعظم منه. وقال الخطابي: الكبير هو: الموصوف بالجلال وكبر الشأن فصغر دون جلاله كل كبير. على هذا يكون اسم الله المتكبر والكبير معني به أمور :
التكبر عن كل سوء وظلم،
التكبر عن صفات الخلق وعن مشابهة الحوادث،
التكبر والتعاظم على كل شيء دونه، فكل شيء دونه حقير صغير، أما الله فهو الكبير المتكبر سبحانه. وهو الذي له الكبرياء في السماوات والأرض أي له السلطان والعظمة.
ما يورثه اسم الله الكبير:
هذا الاسم يورث في نفس العبد الثقة بالله سبحانه وتعالى، ويورثه أيضًا المعنى الذي توقفنا عنده ابتداءً في اسم الله الجبار، معنى العلو الذي يليق بالله سبحانه وتعالى، فترتقي همته إلى الله، ويدع ما دونه من سفاسف الأرض.
معنى اسم الخالق
الخلق في اللغة يدور حول معنيين: المعنى الأول: هو إيجاد الشيء من الشيء، أو إيجاد الشيء من العدم.أي يأتي الخلق بمعنى الإنشاء والإبداع، ويأتي بمعنى تقدير الشيء. فمن ذلك قولُ الله جل وعلا {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ} [السجدة:7]، وقول الله تعالى {هذَا خَلْقُ اللَّهِ }[لقمان: 1] أي هذه مخلوقات الله {فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[لقمان: 11] فالمعنى هنا أصله التقدير وإبداع الشيء من غير أصل. المعنى الثاني:.هو تقدير الشيء أو تركيبه وترتيبه يدل عليه قوله تعالى {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً} أي قدرناها كذلك{ثم خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:14].
اسم الخالق في القرآن
ذكر الله تبارك وتعالى تسمية نفسه باسم الخالق في القرآن الكريم إحدى عشر مرة كالتالي
[*=center]منها ثمان مرات بصيغة المفرد.
في سورة الأنعام قال الله ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ .[1] في سورة الرعد قال الله قل مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ .[2] في سورة الحجر قال الله وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ .[3] في سورة فاطر قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاً هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)﴾ (سورة فاطر) في سورة ص قال الله تعالى : ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)﴾ (سورة ص) في سورة الزمر قال الله تعالى : ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)﴾ (سورة الزمر) في سورة غافر قال الله تعالى : ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلاً هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62)﴾ (سورة غافر) في سورة الحشر قال الله تعالى : ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)﴾ (سورة الحشر)
[*=center]
[*=center]منها مرتين بصيغة التفضيل
في سورة المؤمنون قال الله تعالى : ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)﴾ (سورة المؤمنون) في سورة الصافات قال الله تعالى : ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)﴾ (سورة الصافات)
[*=center]مرة واحدة بصيغة الجمع
في سورة الواقعة قال الله تعالى : ﴿أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)﴾ (سورة الواقعة)
اسم الخالق في السنة
وقد ورد في السنة إثبات هذا الاسم كذلك، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وصححه الألباني من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: غلا السعر على عهد رسول الله فقالوا: يا رسول الله، غلا السعر، فسعر لنا سعرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المُسعِّر، وإني لأرجو أن ألقى الله ، ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دمٍ ولا مال"[صححه الألباني]
وقفة مع مسألة مهمة في القضاء والقدر:
كل مخلوق مهما عظم شأنه أو دق حجمه لابد أن يمر بأربعِ مراحل أو مراتب: المرتبة الأولى: مرتبة التقدير،
المرتبة الثانية: مرتبة الكتابة،
المرتبة الثالثة: مرتبة المشيئة،
المرتبة الرابعة: مرتبة الخلق والإيجاد والتكوين.
أي شيء قدره الله تعالى لابد أن يمر بهذه المراتب الأربعة.أول مرحلة: مرحلة التقدير وحساب المقادير:وهذه تعني أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى في علمه السابق قدَّر كل شيء قبل تصنيعه. ذكرنا عندما تدارسنا اسم الله تعالى العليم أنه جل وعلا يعلم قبل إيجاد الشيء وصف هذا الشيء وما سيكون وحاله. فالله سبحانه وتعالى يعلم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ، وفي نفس الوقت قدر لهم كل شيء قبل أن يُوجدوا. إذًا أول شيء قبل أن يوجد ذلك الشيء كان في علم الله مُقدَّر ثم..المرحلة الثانية: كُتب في اللوحِ المحفوظ: هذه هي المرحلة الثانية التي هي مرحلة الكتابة، فكُتِب فيه تفصيل هذا الخلق وما يلزم لنشأته وإعداده وهدايته وإمداده وجميع ما يرتبط بتكوينه. ثم بعد ذلك.. المرحلة الثالثة: وهي المشيئة :ونعني بذلك أن الله سبحانه وتعالى شاء لهذا الشيء أن يوجد في هذا الزمان وهذا المكان فما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن.وبعدها جاءت مرحلة التنفيذ والخلق: وهي المرتبة الأخيرة أن وجد هذا الشيء وقُدَّرَ له كل تفاصيل حياته ، فكانت المرحلة الرابعة، مرحلة خلق الأشياء وتكوينها وتصنيعها وتنفيذها وفق ما قُدر له بمشيئة الله في اللوح المحفوظ.وقد علق ابن القيم على هذه المراتب في كتابه الماتع شفاء العليل فقال: "مراتب القضاء والقدر التي من لم يؤمن بها، لم يؤمن بالقضاء والقدر"وانتبه..فهذه جملة خطيرة.. فأنت حين تقول "أؤمن بالقدر خيره وشره" يجب أن تكون مؤمنا بهذه المراحل إيمانا جازما..تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قبل أن يقدر الشيء كان يعلمه، وتؤمن بأن كل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ، وتعلم علم اليقين أنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وتؤمن بقدرة الله على التقدير ومرحلة الإيجاد. تؤمن بهذه الأربعة إيمانًا جازمًا لا نقاش فيه ولا جدال وإن لم يدركها عقلك وأن تسلم بترتيب هذه المراحل وتدرجها ولا تعمل فيها عقلك لأنه قاصر عن إدراك مثلها-كما ذكرنا من قبل-.إذًا معنى الخلق يدور حول معنيين شريفين عظيمين. المعنى الأول معنى الإنشاء وإيجاد الشيء من العدم، والمعنى الثاني معنى تقدير الشيء وتكوينه على هذه الصفة التي تقدمت معنا.
يقال برأَ إذا تخلص، كما في قوله تعالي "برَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ" التوبة:1 قالوا هذا إعذار وإنذار, بمعني أعذر وأنذر وتقول مثلاً برأَ الرجل من هذا المرض ..برأ أي أنه تعالج منه, برأ وصار صحيحًا بعد أن كان عليلاً فتخلص من هذا المرض · ويقال برأ أي تنزه وتباعد ،وفي حق الله سبحانه وتعالي معناه المنزه عن كل عيب، منزه عن كل نقص. وفي حق الإنسان هو أن تتباعد وتتنزه عن السفاسف، كما قال النبي "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها" السفاسف أي دنايا الأمر، فيتنزه عن الخطايا والمعاصي التي تودي به إلي الهلكات، وتباعده عن ربه. برِأَ: تخلص وتنزه وتباعد وأعذر وأنذر.
معنى الاسم في حق الله سبحانه وتعالى:
البارئ :الذي أوجد الخلق بقدرته.
قال الزجاج: يقال برأ الله الخلق: إذا فطرهم وخلقهم وأوجدهم..فكل مبروء مخلوق. وقال الشوكاني: البارئ أي الخالق، وقيل: أي المبدع، المحدث الشيء على غير نظير.
نخلص معنى البارئ الى أربعة معاني:
1 – البارئ هو: الموجد، المبدع، من برأ الله الخلق أي خلقه. وبهذا يكون مرادف ومشابه لاسم الله (الخالق).
2 – البارئ: الذي فصل بعض الخلق عن بعض، أي: ميَّز بعضهم عن بعض، وهذا مثل ما قلنا برأ الشيء بمعنى قطعه وفصله. ميَّز الخلق هذا أبيض وهذا أسود، هذا عربيّ وهذا أعجمي،
3 –البارئ يدل على أنه تعالى خلق الإنسان من التراب، قال {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:55]
لأنه في لغة العرب يقولون: البرىّ هو التراب.
4 – البارئ هو: الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت، { مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ}[الملك:3]
أي خلقهم خلقًا مستويًا، ليس فيه اختلاف ولا تنافر، ولا نقص ولا عيب ولا خلل، فهم أبرياء من ذلك كله.
يُقال: المصوِّر صَوْر الشيء بمعنى الميل. قال: رجل أصور أي مائل، وصُرتُ إلى الشيء أي أملته إليك ومنه
قول الله تعالى " فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ " البقرة:260, أي أمِلهن وأجمعهن إليك ويقال تصور الشيء أي تخيله وتوهمه. والتصاوير أي التماثيل وصورة الأمر كذا وكذا: أي صفته، وضربه فتصور :أي سقط. يُقال صوّر الشيء: أي جعل له شكلا معلوما، قطعه وفصله وميزه وهذا قريب أيضًا من اسم الله البارئ فهو فيه معنى التمييز للشيء. وفيه معنى الخلق وتصويره: جعله على شكل متصور وعلى وصف متعين أو وصف معين . هكذا ذهب اللغويين فى شرح هذا الاسم.
معنى المصور في حق الله كما قال أهل العلم:
الطبري يقول":المصور أي الذي صور خلقه كيف شاء وكما شاء" وقال في تفسير قول الله تعالى" الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ *فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ" "الانفطار:7-8" أي صرفك وأمالك إلى أي صورة شاء. يعني وكأن الخلق في البداية يكون كقطعة طين ثم يميله إلى جنس معين، فهذا من جنس عربي وآخر من جنس أعجمي، وهذا أبيض وذاك اسمر، وهذا أماله إلى صوره حسنة وذاك إلى صورة قبيحة أو إلى صورة بعض القرابات مثلا، فهذا يشبه أباه وهذا يشبه أمه وهذا يشبه خاله وآخر يشبه عمه وهكذا.
قال الزجاج: "المصور هو مصور كل صورة لا على مثال احتذاه ولا على رسم ارتسمه بل يصوره كيفما شاء سبحانه وتعالى". قال ابن كثير: "الخالق البارئ المصور أي الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد والصورة التي يختار". · ويقول الخطابي: "هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها قال:"وَصَورَوَّكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ" التغابن:3, لأنه لو وجد شخصين يتشابهان تماما لن يتمكن الناس من التفريق بينهما، وهذه الحكمة تغلق باب الاستنساخ لأنه يناقضها.
إذا فمعنى المصور على أمرين:
إذا فمعنى المصور على أمرين الأول: الذي أمال خلقه وعدلهم إلى الأشكال والهيئات التي توافق تقديره وعلمه ورحمته التي تتناسب مع مصالح الخلق ومنافعهم.والثاني: أنه الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة وهيئات متباينة من الطول والقصر والحسن والقبح والذكورة والأنوثة كل واحد بصورته الخاصة.
اسم المصور في القرآن:
ورد هذا الاسم مرة واحدة في القرآن وهو قوله تعالى "هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ"الحشر:24 وجاء بصيغة الفعل مرات " هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ "آل عمران:6
"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ" الأعراف:11 "وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ " التغابن:3
لفته لمناقشة قضية التصوير:
قضية التصوير:
والحديث رواه مسلم والإمام أحمد من حديث سعيد بن أبي الحسن أنه قال جاء رجل الى ابن عباس فقال: "إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها"، فقال ادنُ مني فدنى منه ثم قال ادنُ مني فدنى حتى وضع يده على رأسه فقال أنبئك بما سمعت من رسول الله : سمعت رسول الله يقول "كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسا تعذبه في جهنم" مسلم والإمام أحمد
هذا الأمر يشير إلى خطورة قضية التصوير وأنها من جملةِ الكبائر ويدل عليه كذلك الحديث الذي رواه الطبراني وحسنه الألباني من حديث عبد الله بن مسعود أنَّ النبي قال: " أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة رجلٌ قتل نبيًا أو قتله نبي أو رجلٌ يُضِّلُ الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل" حسنه الالباني.
غفر في اللغة أي غطى وستر ، وغفر الله لفلان أي ستره وعفا عنه .
وأصل الغفر الستر والتغطية ، ومنه المغفر وهو ما يضعه المقاتل فوق رأسه ليستر رأسه ،وليقيه الضربات. ويقال جمع غفير : أي لكثرتهم يستر بعضهم بعضا. والمغفرة من الله تعالى ستر للذنوب وعفوه عنها بفضله ورحمته .
أسم الغفار في القرآن:
جاء في القرآن بعدة صيغ منها : "غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ" غافر :3
ذُكر في القرآن الكريم مرة واحدة.
الغفور كما في قوله تعالى :" "وَرَبُّكَ الْغَفُورُذُوالرَّحْمَةِ ۖ "الكهف:58
ذُكر في القرآن الكريم 91 مرة.
غفار كما في قوله تعالى : "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى"طه:82
ذُكر في القرآن الكريم 5 مرات.
بعض ما ورد عن أسم الغفار في الإستغفار :
1- روى البخاري من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أن أبا بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه قَالَ لِلنَّبِي صلى الله عليه وسلم عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي قَالَ : " قُلِ اللهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"
2- سيد الاستغفار: " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " قال : ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة .رواه البخاري
3 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: "كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة قول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" رواه أصحاب السنن
القهَّار: من القهر، وهو الغلبة والأخذ بالقوة يُقال قهره أي غليه. وذكروا كذلك أن القهر في وضع اللغة يفيد أيضًا معنى الرياضة والتمرين، يُقال قهر الناقة فلان إذا راضها وذللها. وهذا الاسم صيغة مبالغة على وزن الفعَّال.
الفرق بين أسم الله القاهر وأسمه القهَّار:
قالوا القاهر هو: الذي له علو القهر الكلي المطلق باعتبار جميع المخلوقات وعلى اختلاف تنوعهم، فهو قاهر فوق عباده له علو القهر مقترن بعلو الشأن والفوقية.
أما القهَّار: التضعيف فعَّال تعطي معنى مبالغة وكثرة فالقهار هو الذي له علو القهر باعتبار الكثرة والتعيين في الجزء أو باعتبار نوعية المقهور، فالعباد كلهم في قهر كلي وفقا لاسم القاهر قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } [الأنعام: 18 ] أي لكل المخلوقات، أما القهر الجزئي على الأفراد فهو بالقهَّار فتقول يقهر فلان الظالم. نوعية المقهور: أما باعتبار نوعية المقهور فهو سبحانه قهار للظلمة و الجبابرة و المتكبرين في الأرض، أهلك قوم نوح وقوم هود وثمود وقهر فرعون وهامان .
هذا الاوورد هذا الاسم في السنة في الحديث حديث عائشة رضيَّ الله عنها "بينما النبي واضع رأسه في حجري بكيت، فرفع رأسه، فقال : ما أبكاك ؟ قلت : بأبي أنت وأمي : ذكرت قول الله عز وجل : {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} . فقال النبي الناس يومئذ على جسر جهنم ، والملائكة وقوف تقول : رب سلم رب سلم : فمن بين زال وزالة"
[الراوي: عائشة المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 1/319 خلاصة حكم المحدث: غريب من هذا الوجه]
وفي الحديث أيضا الذي روته أيضا أمنا عائشة أن رسول الله كان إذا تضوَّر من الليل قال : لا إله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار.
[الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4693 خلاصة حكم المحدث: صحيح]
تضوَّر أي تقلب
وهذا الحديث رواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع من السلسلة الصحيحة.
كان النبي إذا تقلب أو تضوَّر سواء كان من ألم أو غيره يقول :" لا إله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار.فيبدأ بصفة الجلال ثم يسمي بصفة الجمال العزيز الغفار"
ولم يرد -فيما أدري- أسم الله تعالى القاهر في السنة وإنما وردت إشارات إلى أسم كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني من حديث أبي هريرة رضيَّ الله عنه أن رسول الله قال في شأن يأجوج ومأجوج يقولون "قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء قسوة وعلوا" إشارة إلى أن لهم القهر فيشير النبي أن الله سبحانه وتعالى يقهرهم بعد ذلك.
وهب أي أعطى، يقال الهبة هي العطية الخالية عن الأعواض والأغراض، أي يعطي بلا عوض ولا مقابل ولا غرض ودون استحقاق وإنما يعطيك لمصلحتك.
لحظه
أن الله سبحانه وتعالى لم يذكر شأن الولد في القرآن إلا بصفة الهبة {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا...} [الأنعام: 84 ] {...يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ} [الشورى: 49 ] قال يهب ولم يقل يُنعم أو يُعطى، لأن الولد محض فضل من الله سبحانه وتعالى يعطيه لا لعوض ولا لغرض. وهذه الهبات يتودد الله بها إليك حتى تُطيعه.
كلام العلماء في معنى اسم الله "الوهَّاب":
يقول الطبري: "أي المُعطي عباده التوفيق والسداد للثبات على الدين وتصديق الكتاب وتصديق المرسلين"
وفي زمن الفتن هذا نحتاج أن نتواصى بهذا المعنى ولذلك ذكره الله في مقام {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا...} لأنه سيمُدُك بالثبات.
وقال" "الوهَّاب أي يهب لمن يشاء ما شاء من مُلكٍ وسلطان ونبوة" ولذلك دعا سيدنا سليمان عليه السلام بهذا الدعاء، محض رحمة تستوجب أن تذل وتخضع له وتُحبه.
وقال الخطابي: "الوهَّاب هو الذي يجود بالعطاء عن ظهر يد من غير استفادة" أي من غير طلب للثواب ولا مصلحة.
ويقول الحُليني: (وهو المُتفضل بالعطايا المُنعم بها لا عن استحقاق عليه).
ويقول النسفي: ( الوهَّاب هو الكثير المواهب، المُصيب بها مواقعهم، الذي يقسمها على من تقتضيه حكمته) أي يفيض بالخير على الكل على وفق الحكمة.
قال ابن القيم في النونية (وكذلك الوهَّاب من اسمائه فانظر مواهبه مدى الأزمان أهل السماوات العلا والأرض عن تلك المواهب ليس ينفكان)..
أسم الوهاب في القرآن :
1- مرة في سورة آل عمران {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8 ]
3-وقال على لسان نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [صـ: 35 ]
تعليق