إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"مـخـتـصــر فـقـــه الأسـمــاء الحـسـنـى"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "مـخـتـصــر فـقـــه الأسـمــاء الحـسـنـى"


    بسم
    الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مختصر فقه الأسماء الحسنى

    لفضيلة الشيخ : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر _ حفظهما الله _
    شبكة مسك الاسلامية





    الغنـــــــــــيّ

    و قد ورد هذا الاسم في ثمانية عشر موضعاً من القرآن ، قال تعالى :( وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ) ، و قال تعالى : ( يَأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )


    فهو تبارك و تعالى الغني بذاته ، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه و الاعتبارات ، لكماله و كمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه .

    و من كمال غناه أنه لا تنفعه طاعة الطائعين ، و لا تضرّه معصية العاصين ، فلو آمن أهل الأرض كلُّهم جميعا ما زاد ذلك في ملكه شيئا ً ، و لو كفروا جميعا لم ينقص ذلك من ملكه شيئاً .

    فمن عرف ربَّه بهذا الوصف العظيم عرف نفسه ، من عرف ربَّه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق ، و من عرف ربَّه بالقدرة التّامة عرف نفسه بالعجز التّام ، و من عرف ربَّه بالعزّ التام عرف نفسه بالمسكنة التام ، و من عرف ربّه بالعلم التّام و الحكمة عرف نفسه بالجهل ، و عِلْمُ العبد بافتقاره إلى الله الذي هو ثمرة هذه المعرفة هو عنوان سعادة العبد و فلاحه في الدّنيا و الآخرة .






    الـدَّيـَّـان

    و هو اسم ثابت لله عزوجلّ في سنَّة النّبيِّ صلى الله عليه و سلم ، روى الإمام أحمد في ( المسند ) و البخاريّ في ( الأدب المفرد ) و ابن أبي عاصم في ( السنة ) و الحاكم في ( المستدرك ) و غيرهم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ( بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم فاشتريتُ بعيرًا ، ثم شددت عليه رحلي ،
    فسرت إليه شهرًا حتى قدمت عليه الشّام ، فإذا عبد الله بن أُنيس رضي الله عنه فقال للبواب : قل له : جابر على الباب ، فقال : ابن عبد الله ؟ قلت : نعم فخرج يطأ ثوبه ، فاعتنقني و اعتنقته فقلت : حديثًا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم في القِصاص ، فخشيتُ أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يحشر الناس يوم القيامة – أو قال : العباد – عراةً غرلا بهما ، قال : قلنا : و ما بهما ؟ قال ليس معهم شئ ، ثم يناديهم بصوت يسمعه مَن بَـعُـد كما يسمعه من قرب : أنا الملك أنا الديَّان ، و لا ينبغي لأحد من أهل النارأن يدخل النار و له عند أحد من أهل الجنة حقٌّ حتى أُقِـصّه منه ، و لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة و لأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه ، حتى اللطمة ، قال : قلنا : كيف و إنما نأتي الله عزّ و جلّ عراة غرلا بهما ؟ قال : بالحسنات و السيئات )، زاد الحاكم : ( و تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم : (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ ) ) .


    و الدَّيَّان : معناه المجازي المحاسب ، و الله جلّ و علا يجمع الأوّلين و الآخرين يوم القيامة عُراة ليس عليهم ثياب حفاة بلا نعال ، غرلاً أي : غير مختتنين ، بُهْما ليس معهم شئ من متاع الدُّنيا ، ثم يجازيهم و يحاسبهم على ما قدّموا في حياتهم الدنيا من أعمال ، إن خيرا فخيرا ، و إن شرًّا فشرّ .

    و إذا عرف العاقل أنّ الرَّبَّ سبحانه ديَّان ، وأنَّ يوم القيامة يومُ جزاءٍ و حساب ، و أنه سيلقى الله ذلك اليوم لا محالة ، و أنه في ذلك اليوم سيجد أعماله كلها محضرة خيرها و شرها ، حسنها و سيِّئها ، فإنه سيحسب لذلك اليوم حسابه و يعدُّ له عدَّته .

    فالكيِّس من دان نفسه و حاسبها مادام في دار المهلة و العمل ، والعاجز من أهملها سادرة في غيِّها و أتبعها هواها إلى يفجأه النّدم .

    و في هذا المعنى يقول الشَّاعر :

    أما و الله إنَّ الظُلْـم لـؤمٌ ... و مازال المُسيئُ هو الظَّلُـومُ
    إلى ديَّان يوم الدِّين نَمْضِي ... و عند الله تَجْتمعُ الخُصُوم


    قال الخليفة الرّاشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم في الحساب غذًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، و تزيَّنوا للعرض الأكبر ، يومئذ لا تخفى منكم خافية ) .




    الـسـتِّـيـر

    ورد هذا الاسم في حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه المتقدّم .

    و روى ابن أبي حاتم في ( تفسيره ) ، و البيهقي في ( السنن الكبرى ) عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رجلين سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن ، فقال ابن عباس : ( إنّ الله ستير يحبُّ الستر ، كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم و لا حِجال في بيوتهم ، فربما فاجأ الرجلَ خادمُه أو ولدُه أو يتيمُه في حَجْره و هو على أهله ، فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العوراتِ التي سَمَّى الله ، ثم جاء الله بعدُ بالسُّتور ، فبَسطَ الله عليهم الرِّزق فاتخذوا السُّتورَ و اتخذوا الحجال ، فرأى الناسُ أنَّ ذلك قد كفاهم مِنَ الاستئذان الذي أُمروا به ) صحّح إسناده ابن كثير في ( تفسيره ) .

    و ( الستِّير ) أي : الساتر الذي يستر عباده كثيرا ، و لا يفضحهم في المشاهد ، الذي يحب من عباده الستر على أنفسهم ما يفضحهم و يخزيهم و يشينهم ، و هذا فضل من الله و رحمة ، و حلم منه سبحانه و كرم ، فالعبد قد يقارف شيئا من المعاصي و الآثام ، مع فقره الشّديد إلى ربه سبحانه ، و الربّ سبحانه - مع كمال غناه عن الخلق كلهم و عن طاعتهم و عبادتهم – يكرم عبده و يستره و يستحي من هتكه و فضيحته و إحلال العقوبة به ، و يقيض له من أسباب الستر ،
    ويوفقه للندم و التوبة ، و يعفو عنه و يغفر له ، و هذا من لطفه سبحانه بخلقه و رحمته بعبيده ، قال الله تعالى : (
    وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) .

    و لهذا فإنه سبحانه يكره من عبده إذا وقع في معصية أن يذيعها و يشهرها ، بل إلى أن يتوب إلى الله منها بينه و بينه ، و ستر الله مسبول عليه ، لا أن يظهرها لأحد من الناس ، و من أبغض الناس إليه من بات عاصيا و الله يستره ، ثم يصبح يكشف ستره عليه .

    ففي ( الصّحيحين ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( كلُّ أمَّتي معافى إلّا المجاهرون ، و إنّ من المجاهرة أن يعمل الرّجل بالليل عملا و قد ستره الله ،
    فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا و كذا ، و قد بات يستره ربُّه ، و يصبح يكشف ستر الله عنه )

    و من هذا المعنى السّتر على عباد الله و تجنب هتك أستارهم و تتبع عوراتهم ففي ( الصّحيحين ) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من ستر مُسلمًا ستَرهُ الله يومَ القيامة ) .

    اللهم استر عيوبنا و عوراتنا ، و اغفر ذنوبنا و زلّاتِنا ، و اختم بالصالحات أعمالنا و أعمارنَا .




    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 20-03-2015, 02:21 AM.

  • #2
    رد: "مـخـتـصــر فـقـــه الأسـمــاء الحـسـنـى"

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: "مـخـتـصــر فـقـــه الأسـمــاء الحـسـنـى"

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      بارك الله في جهودكم وأثابكم الفردوس

      تعليق


      • #4
        رد: "مـخـتـصــر فـقـــه الأسـمــاء الحـسـنـى"


        وعجلت إليك ربِّ لترضى

        تعليق

        يعمل...
        X