إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دورة العقيده (ديننا حياتنا )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دورة العقيده (ديننا حياتنا )


    الحمد لله وكفى وصلاة على من اصطفى
    وبعد...
    هذه بفضل الله وحده
    الدورة الأولي من دورات العقيدة والتي سميتها (ديننا حياتنا )
    نظرا لأهمية العقيدة في حياة كل مسلم
    ونظرا لما ينبغي التمسك بها والمحافظة عليها
    فبها نحيا وبدونها نموت
    وبها ندخل الجنان وبقدرها في قلوبنا نباعد عن النيران
    وفيها حرصت (بقدر وسعي)على توضيح مالغز
    وبيان ماغمض ، وتيسير ماصعب

    لذا اسأل الله عزوجل الاخلاص في هذا واسأله القبول والأجر
    وأن يجعل عملى هذا في موازين حسناتي
    وأن يؤنس به وحشتي في قبري
    وأن يشفع لي عند ربي
    امين امين امين




    شرح لمعة الاعتقاد

    لابن قدامة
    رحمه الله
    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 04-03-2015, 09:28 PM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: دورة العقيده (ديننا حياتنا )


    الدرس الأول

    بين يدي الكتــــــاب

    شرح لمعة الاعتقاد

    لابن قدامة


    عرفنا أن التوحيد هو أول واجب على العبيد وأن الله لم يخلقنا هملا ولاسدى

    قال تعالى : (
    وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)

    وقال تعالى: (
    وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)

    ومع ظهور الفرق والبدع والضلالات وقنوات تشكك الناس في دينهم صار لزاما أن يحرص المسلمون على تعلم دينهم على مذهب أهل السنة والجماعة ،ومن
    المتون المعتبرة التي صنفها أئمة أهل الحديث والأثر

    خاصة في هذا الزمان ،والأن وقبل قدوم الفتن ،لأن من اسباب النجاة من الفتن طلب العلم، وخاصةعلم العقيدة ،العقيدة الصافية الصحيحة

    ومن هذا المنطلق سنبدأ معاً في شرح

    كتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة

    سبب تسميته بهذا الاسم:



    لمعة بمعنى المضيئة وهي بخلاف المظلمة وهي لمعة تضئ وتنير

    والمراد أنها تنير الطريق لطالب الحق فهي لمعة بيضاء تضئ لصفائها وصحة دليلها لانها عقيدة مستمدة من الكتاب والسنة بخلاف غيرها من الكتب المظلمة التي تشكك الناس في عقائدهم

    الاعتقاد اي المعنى الذهني الجازم الموافق للكتاب والسنة وهو لذلك الاعتقاد الصحيح بخلاف عقيدة النصارى الذين يقولون أن الله ثلاثة فهي اعتقاد باطل لانها غير موافقة للكتاب والسنة

    وخلاف عقيدة أهل التحريف الذين يقولون أن الاستواء (أي استواء الله على العرش) بمعنى الاستيلاء

    فهي تسمى عقيدة لكونهم يجزمون بها ولكنها باطلةلانها غير موافقة للكتاب والسنة .

    مؤلفها :



    موفق الدين ابومحمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي

    امام معروف مشهور له مصنفات كثيرة في مختلف العلوم ومن أشهر كتبه (المغني ) وهواسم يدل على مسماه فهو موسوعة فقهية يذكر فيه اقوال العلماء على المذاهب الاربعة

    وله كتاب روضة الناظر في أصول الفقه

    ومن مؤلفاته:



    (الكافي / العدة / المقنع / منهاج القاصدين).

    مات سنة 620هـ عن ثمانين عاما

    موضوع هذه الرسالة :



    في الاعتقاد وتنزيه الله تعالى وحقوقه على عباده ، وأدرج فيها أيضا من أمور الاعتقاد التي خالف أهل السنة فيها أهل الزيغ والضلال والبدع فتكلم عن الصحابة رضوان الله عليهم ،وأمهات المؤمنين وحقهم على المؤمنين ،والكلام عن الإمامة، وفيما يجب طاعة ولي الأمر...وغير ذلك من اعتقاد أهل السنة والجماعة



    تابع
    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 04-03-2015, 12:13 AM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: دورة العقيده (ديننا حياتنا )


      الحمد لله وكفى وصلاةعلى من اصطفى
      حياكم الله جميعا وجمعنا على طاعته
      هذا هو الدرس الثاني أسأل الله أن ينفع به

      قال المصنف:
      ( اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمَحْمُودِ بِكُلِّ لِسَانٍ )

      · الحمد : ذكر أوصاف المحمود الكاملة وأفعاله الحميدة مع المحبة والتعظيم .
      · والحمد أيضا هوالثناء بالجميل الإختياري أي الصفات التي إختارها الله سبحانه وتعالى لنفسه
      فقول القائل : الحمد لله : أي أنه يخبر بمحاسن المحمود وهو الله محبة وتعظيماً .وهذا هو الفرق بين الحمد والمدح ،
      فهما متشابهان في نفس الحروف لكن بترتيب مختلف فالمدح يذكر أوصاف الممدوح لكن لا يلزم ذلك أن يكون معه محبة ، أما الحمد فذكر الأوصاف الجميلة مع المحبة والتعظيم ، ولهذا جاء الحمد في حمد الله عز وجل (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) .
      فالإنسان قد يمدح الإنسان ، لكن لا يلزم أن يحبه .
      وكذلك يخلط البعض بين الحمد والشكرولكن الحمد غير الشكر فالحمد عرفناه

      أما الشكر فهوالثناء على النعمة المسداة كما أن الحمد يكون باللسان والقلب أما الشكر فيكون بللسان والقلب والجوارح

      والحمد يكون على الجميل الاختياري وعلى النعم أما الشكر فيكون على النعم فقط بمعنى أن الحمد يكون بمقابل وبغير مقابل أما الشكر فبمقابل فقط والحمد هو رأس الشكر

      كما قال النبي صلي الله عليه وسلم (الحمد رأس الشكر ماشكر الله عبد لم يحمده )
      حديث حسن رواه البيهقي في شعب الايمان وقال الالباني ضعيف

      · الحمد لله : فالله يحمد على جميع نعمه وعلى كل شيء ، فهو محمود على ما أمر به وعلى ما نهى عنه وعلى خلقه .
      قال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ)
      وكان صلى الله عليه وسلم يقول في الاعتدال من الركوع : ( ربنا ولك الحمد ، ملء السماء ، وملء الأرض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ) .
      · وقد أمرنا الله بحمده ، فقال تعالى : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) .
      · ومما يحمد الله عليه :
      - إنزال الكتاب .
      قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَاً) .
      - وعلى إرسال الرسل .
      كما قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) .
      - وعلى خلق السماوات والأرض .
      كما قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) .
      · قال شيخ الإسلام : ” الحمد نوعان :
      حمد على إحسانه إلى عباده ، وهو الشكر .
      وحمد لما يستحقه بنفسه من نعوت كماله ، وهذا الحمد لا يكون إلا لمن هو بنفسه مستحق للحمد ، وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال “
      · قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء الحمد لله ) .
      قال بعض العلماء : الحمد لله هي كلمة كل شاكر ، واستدلوا :
      بقول أهل الجنة (
      الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ) .
      وبقول نوح عليه السلام (
      الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) .
      وبقول أهل الجنة أيضاً (
      الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ۖ ) .
      وبقول إبراهيم عليه السلام (
      الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ) .
      وبقول داود وسليمان عليهما السلام (
      الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) .
      · الحمد لله : ( ال ) للاستغراق ، أي جميع المحامد لله تعالى ، فهو المستحق للحمد على الإطلاق .
      كما كان صلي الله عليه وسلم يقول : ( ولك الحمد كله ) .
      · بدأ بالحمد لله تأسياً بالكتاب العزيز واقتداء بالنبي .
      فأول سورة بالقرآن افتتحت بالحمد لله رب العالمين .
      وكان النبي يفتتح خطبه بالحمد لله .



      قال المصنف :

      (اَلْمَحْمُودِ بِكُلِّ لِسَانٍ) .

      أي أن الله يحمده سبحانه كل المخلوقات وكل الموجودات ، فكل المخلوقات تحمده وتسبحه .
      قال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)
      وقال تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) .
      وقال تعالى : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ) .
      وقال تعالى : (يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) .
      · ومعنى تسبيح الجمادات : لها تسبيح حقيقي قد ألهمها الله إياه .
      ولذلك قال تعالى : (وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)
      فقول بعضهم : تسبيح الجمادات دلالتها على صانعها قول ضعيف .


      قال المصنف:


      ( اَلْمَعْبُودِ فِي كُلِّ زَمَانٍ )

      · أي أن الله تعالى له العبودية .
      والعبادة : هي الذل والخضوع ، وعبودية الله قسمان :
      عامة : ومعناها أن كل الخلق مقهورون خاضعون لله سبحانه وتعالى ، يتصرف فيهم كيف يشاء ويحكم فيهم كما يريد .
      كما قال تعالى : (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) .
      وقال تعالى : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) .
      وهذه العبودية لا يخرج منها أحد ، فهي تشمل جميع الخلق .
      خاصة : وهي عبودية الطاعة العامة ( التي يتميز بها المؤمنون عن الكفار ) .
      قال تعالى : (
      وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) .
      والعبودية هي أشرف الدرجات وقدوصف الله نبيه بالعبودية في أعلى المقامات وأجلها مثل: مقام الاسراء (
      سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَ*ىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَ*امِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)
      مقام التحدي (.
      وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ .)
      مفام الدعوة (
      وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّـهِ يَدْعُوهُ )
      وفي مقامانزال الكتاب (
      الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ)
      وفي مقام الكفاية (
      أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ)
      وفي مقام الوحي(
      فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ)
      ويوم القيامة عند الشدائد العظام يقول عيسى عليه السلام للناس اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له




      يتبع
      التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 04-03-2015, 12:31 AM.
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: دورة العقيده (ديننا حياتنا )

        الدرس الثالث


        ( اَلَّذِي لَا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكَانٌ )
        فعلم الله سبحانه صفة ثابتة ،وعلمه كامل ، فإن الصفة فرع عن الذات فلما كان ذات الله جل في علاه كاملة كانت صفاته كاملة
        مباحث علم الله تبارك وتعالى :
        أولاً : علم الله شامل لكل شيء ، يشمل الجزئيات والكليات .
        فالله عزوجل يعلم مافي الارض وما بداخلها وما يكون فيها وعليها من دقائق وعظائم ويعلم مافي السموات ومايعرج فيها وما ينزل منها ويعلم سبحانه مابينهما
        قال تعالى ( وهو بكل شيء عليم ) .
        وقال تعالى ( إن الله بكل شيء عليم ) .
        وقال تعالى ( والله يعلم ما في السموات وما في الأرض ) .
        ثانياً : يعلم الماضي والمستقبل .
        قال تعالى ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهـم ) [ ما بين أيديهم ] الحاضر والمستقبل [ وما خلفهم ] الماضي .
        ثالثاً : يعلم الخفايا وما في الصدور .
        قال تعالى ( إن الله عليم بذات الصدور ) .
        رابعاً : علم الله لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان .
        قال تعالى ( ... قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ) .
        وقال تعالى ( وما كان ربك نسياً ) .
        أما علم ابن آدم فمسبوق بجهل ويلحقه نسيان كما قال تعالى ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ) .
        وكما عرفنا ان الصفة فرع عن الذات فلما كان ذات الانسان ناقصة كان علمه ناقص
        خامساً : يستوي في علم الله السر والعلانية ، والصغير والكبير والغيب والشهادة .
        قال تعالى ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) .
        وقال تعالى ( عالم الغيب والشهادة ) .
        وقال تعالى ( والله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار . عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال . سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) .

        سادساً : وليس شيء يصل إلى الأرض أو يصعد من الأرض إلى السماء إلا قد أحاط الله به علماً .
        قال تعالى ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور ) .
        سابعاً : قلة علمنا مهما بلغ .
        قال تعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) .
        ثامناً : يعلم الأمور التي لن تكون كيف تكون لو كانت .
        كما قال تعالى عن الكفار حين يكونون في النار ( ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه ) .وقال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسـدتا )



        سؤال : مالثمرة من معرفة هذه الصفة لله(العلم) ؟

        1- الحذر من الوقوع في المعصية لأنه مطلع علينا.
        2- تعظيم الله سبحانه وتعالى.
        1- اخلاص النية وصدقها مع الله وتصفيتها من الاحقاد والغل والحسد ومن مقتضيات معرفة صفة الله العليم اثبات عموم علم الله وكماله وشموله.

        (وَلَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ )
        اي لايشغله حال عن حال ولايشغله أمر عن أمر ولاخطب عن خطب
        لكمال صفاته سبحانه وتعالى وعلمه .
        فالله عز وجل لكمال صفاته لا ينشغل بسماع هذا عن هذا ، بل يدعوه مئات الألوف ويجيب من يجيبه منهم ، فيسمع في وقت واحد دعاء الداعين وأنين المتضرعين مهما كانت لغاتهم وأجناسهم .
        لا يشغله فعله عن فعل ، يخلق ويرزق ، ويحي ويميت ، يعطي هذا ويمنع هذا في نفس اللحظة .
        يذل ويفقر ، ويعز ويذل ، فهو سبحانه يدبر أمر المخلوقات كلها ، لماذا ؟ لكمال قدرته سبحانه وكمال علمه .
        لكن ابن آدم لعجزه ونقصه
        لا يستطيع أن يسمع إلى شخصين في وقت واحد
        ولا يستطيع أن يدبر أكثر من عمل في وقت واحد .
        ولايمكنه أن يعمل عملين في ذات الوقت وإن فعل فإنه يصيبه التعب والجهد والارهاق.
        قال تعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) .

        ( جَلَّ عَنْ اَلْأَشْبَاهِ وَالْأَنْدَادِ )
        جل : أي عظم وتنزه ، أي تباعد .
        الأشباه : جمع شبيه ، وهو الكفء .
        الأنداد : جمع ند ، وهو المثيل .
        فالله تعالى منزه عن الأشباه والأنداد ، فلا شبيه له ولا ند .
        قال تعالى : (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) .
        وقال تعالى : (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) أي لا يكافئه أحد و
        نفى الكفء لكمال صفاته .
        .جاء اليهود إلى رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه فقالوا له صف لنا ربك الذي تعبد .
        فنزلت (قل هو الله أحد....) سورة الاخلاص
        قال النبي صلوات ربي وسلامه عليه هذه صفة ربي
        ومعناها : أحد اي لايقبل التعدد والكثرة ليس له شريك في الذات أو الصفات أوالافعال .
        الصمد : اي الذي تفتقر إليه جميع المخلوقات مع استغناؤه عن كل موجود،يقصده العباد في الشدائد ويحتاج إليه كل مخلوق.
        وهو لايأكل ولايشرب فالذي يأكل ويشرب لايستحق أن يكون إله لأن هذا نقص والاله كامل وذلك بدليل قوله تعالى في عيسى عليه السلام وامه (كانا يأكلان الطعام...) وهذا دليل ورد على النصاري انه ليس إله لأن الضعيف هوالذي يحتاج الطعام ويموت بدونه أما الله فهو منزه عن كل نقص
        قال تعالى : ( فلا تضربوا لله الأمثال ) اي لاتشبهوه بشئ
        فائدة :لماذا سميت سورة الاخلاص بهذا؟
        قيل لان الله أخلصها لنفسه
        وقيل لأن من قرأها أخلص لله.
        فائدة 2: لماذا قيل أنها تعدل ثلث القرآن؟
        قيل لأن القرآن كله ثلاثة اقسام: (توحيد / قصص وعبر فيها وعدو وعيد / أحكام اي أوامر ونواهي).
        وهي شملت التوحيد لذا كانت ثلث القرآن
        ولأنه ثبت بالتواتر من الاحاديث أنها ثلث القرآن .
        روى مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( احشدوا [ أي اجتمعوا ] . فإن سأقرأ عليكم ثلث القرآن ) فحشد من حشد . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ : قل هو الله أحد . ثم دخل فقال : بعضنا لبعض : إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إني قلت لكم :سأقرأ عليكم ثلث القرآن . ألا إنها تعدل ثلث القرآن ) .
        فضل سورة الاخلاص:
        أنها جمعت الأصول الجامعة لوصف الله
        كما أنها ضربت أصول التشبيه عند النصارى واليهود وأبطلتها
        ولأنها أصل التوحيد الأصيل.
        ولأنها صفة الرحمن بالمتواتر
        بينت فضل الاسماء الحسنى وما لها من مكانة.




        وكذلك جل الله عن الانداد
        قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ) .
        وأعظم ذنب أن تجعل لله نداً وهو خلقك .
        أن تجعل المخلوق الضعيف والناقص الذي لايقدر شبيه للكامل القادر القوي الصمد
        لحديث ابن مسعود : ( قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم ؟ فقال : أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) .

        فائــدة 3:

        عند ورود نفى الله سبحانه لصفة ما أونفيها عنه نبيه صلى الله عليه وسلم علينا الوقوف معها موقفين:
        1- ننفيها لأن الله عزوجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم نفاها
        2- أن أثبت ضدها.
        ذلك لأن النفي المحض ليس فيه كمال
        كما أنه لا يتضمن مدحا لذا لابد من الموقفين معا..
        مثال :نفى الله عن نفسه الظلم
        اذاً نقول :
        1- الله لايظلم
        2- اثبت كمال عدله.
        مثال اخر: نفى الله عن نفسه النوم اذاً
        1- لاينام
        2- اثبت كمال قيوميته.

        التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 06-03-2015, 11:01 PM.
        يا الله
        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

        تعليق


        • #5
          رد: دورة العقيده (ديننا حياتنا )

          الدرس الرابع



          ( وَتَنَزَّهَ عَنْ اَلصَّاحِبَةِ وَالْأَوْلَادِ )
          تنزه : تقدس . الصاحبة : الزوجة .
          فالله عزوجل تقدس أن يكون له شبيه ومثيل ومكافئ من خلقه
          وتنزه عن الصاحبة والاولاد فإن اتخاذ الزوجة يدل على الاحتياج وهذا في المخلوقات نقص والله عزوجل منزه عن ذلك وعن كل حاجة ونقص

          فالله عز وجل منزه عن الزوجة والولد ، وذلك لكمال غناه .


          فالله سبحانه لا يحتاج إلى الولد وإلى الزوجة ، إنما يحتاجهما المخلوق الضعيف فالمخلوق يحتاج لزوجة تعفه وتعينه وتوفر له حياة أسرية هادئة توفر له مأكله وملبسه وإذا مرض يحتاج أن تعوده وتمرضه وتخفف عنه كما أنه يحتاج للولد وذلك لمساعدته على المعيشة ومعاونته في كبره وخدمته
          فابن أدم ضعيف يحتاج لمن يقويه وهو قوى بأولاده وأهله
          أما الله الغني القوى القادر الصمد لايحتاج لشئ أو لأحد والكل محتاج إليه سبحانه .
          فهوسبحانه لم يلد لأنه ليس له صاحبة فهوغني ومنزه عن ذلك.
          ولم يولد لأنه لو كان مولود لكان مسبوق بوالد والله منزه عن ذلك.
          قال تعالى : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ) .وقال تعالى : (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً) .
          وقال تعالى : (قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ) .
          وقال تعالى : (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً) .
          وقال تعالى : (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) .
          والذين وصفوه بأن له ولداً :
          النصارى الذين قالوا : إن المسيح ابن الله .
          واليهود قالوا : عزير ابن الله .
          كما قال تعالى ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ) .وأهل الجاهلية من المشركين الذين قالوا : الملائكة بنات الله .
          وقال تعالى ( وجعلوا لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) .
          قال تعالى : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً) .
          إداً : أي عظيما تشقق السموات والارض من شناعته
          وقال صلى الله عليه وسلم(كذبني آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك : أما شتمه إياي قوله إن لي ولداً .. ) .


          فائدة
          :- من ادعى أن لله ولد فقد شتم الله عزوجل وهل هناك مسبة أكبر من جعل ولد لله سبحانه وتعالى فهذا تنقيص والله عز وجل منزه عن النقائص والعيوب

          مالفائدة السلوكية التي نستفيدها ؟
          · تعظيم الله
          · تخليص العبادة لله وحده لأنه وحده المستحق لذلك
          · حمده لكماله وكمال صفاته


          (وَنَفَذَ حُكْمُهُ فِي جَمِيعِ اَلْعِبَادِ)
          أي أن حكمه سبحانه نافذ وواقع في جميع العباد .
          قال تعالى : ( إن الحكم إلا لله ) .
          فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، أي فلا يرد قضاء الله راد ولا يعقب أي يؤخر حكمه مؤخر ، بل هو الواحد القهار .
          فلا بد أن ينفذ حكم الله في وقته .
          قال تعالى : (إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) .
          وقال تعالى : (لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) .
          ( بخلاف المخلوق فإنه إذا قضى أمراً فإنه قد يتم وقد لا يتم ، فمن حكم عليه بالغنى استغنى ، ومن حكم عليه بالفقر افتقر ، ومن حكم عليه بالمرض مرض أو الصحة أو الهداية أو الضلال أو الجهل أو العلم نفـذ حكمه في جميع البلاد وفي جميع العباد ) .

          (لَا تُمَثِّلُهُ اَلْعُقُولُ بِالتَّفْكِيرِ, وَلَا تَتَوَهَّمُهُ اَلْقُلُوبُ بِالتَّصْوِيرِ) .

          التوهم : الظن .

          أي أن العقول والقلوب تعجز أن تصل إلى تمثيله .
          لقوله تعالى : (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) أي مهما فكروا ومهما سألوا لا يحيطون به علماً .
          وقال تعالى : (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء) .
          فالله لكمال عظمته لا يحيط به العباد ، وهم يعلمونه سبحانه .
          كما أنه تعالى يرى يوم القيامة ، لكن لا يحاط به سبحانه وتعالى لكمال عظمته ، وهو أكبر من كل شيء .
          - فالله أمر بالتفكر في مخلوقاته وآياته لا في ذاته .
          قال تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) .
          وقال تعالى (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) .
          فمهما تفكرت في ذات الله لن تصل إلى شئ لأنه أعظم وأكبر من كل ذلك .


          يا الله
          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

          تعليق


          • #6
            رد: دورة العقيده (ديننا حياتنا )

            جزاكم الله خيراً ونفع بكمـ

            تعليق

            يعمل...
            X