رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)
سؤال الناس بغير حاجة
تجد بعض من يسافر للحج أو العمرة إذا رأى أحداً يُوَزّع مالاً أو طعاماً, يُهرَع إليه, ليأخذ منه, وهو غير محتاج، وهذا لا يليق بالمسلم العفيف، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((لا تَحِلُّ الصدقة لِغَنِىّ, ولا لِذِى مِرَّة سَوِىّ)) [سنن أبى داود والترمذى, صحيح الجامع:7251] “ذى مِرَّة” أى ذى قوَّة.
وكذلك من يتنافسون فى أخذ المال من المساجد, أو من المارَّة بالشوارع, واخْتِلاق الأمراض والأعذار, لأكْلِ أموال الناس بالباطل, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ما زال الرجلُ يسألُ الناسَ, حتى يأتىَ يومَ القيامةِ وليس فى وجهِهِ مُزعَة لحم)) [متفق عليه] وقال: ((من سَأَلَ شيئاً وعنده ما يُغنيه, فإنما يَسْتَكْثِر من جَمْرِ جَهَنَّم)) قالوا: وما يُغنيه؟ قال: ((قَدْر ما يُغَدّيه, ويُعَشّيه)) [صحيح الجامع:6280] وقال: ((لأن يأخذ أحَدُكُم حَبْلَه, فيأتى الجبل, فَيَجِىء بِحِزمَة الحطَب على ظهرِهِ, فيبيعها, فَيَكُفُّ الله بها وجهَهُ, خير له من أن يسأل الناس, أعْطَوْهُ, أو مَنعوه)) صحيح الجامع:5041
وسبحان الله! تجد الذين يسألون بغير حاجة, لا يُبارَك لهم فيما يأخذونه, ولا يزدادون إلا فقراً، وهذا المعنى ورد فى الحديث التالى, والذى بعده, عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ثلاث أقسِمُ عَليهنَّ: ما نَقَصَ مالِ عبدٍ مِن صدقة, ولا ظُلِمَ عبدٌ مَظلمةً صَبَرَ عليها, إلا زادَهُ الله عز وجل عِزّاً, ولا فَتَحَ عبدٌ بابَ مَسألةٍ, إلا فَتَحَ الله عليهِ بابَ فقرِ, وأُحَدّثُكُم حديثاً فاحفظوه, إنما الدنيا لأربعةِ نَفَرٍ: عبدٍ رَزَقَهُ الله مالاً وعِلماً, فهو يتقى فيهِ ربَّه, ويَصِلُ فيهِ رَحِمَهُ, ويعملُ للهِ فيه حقاً, فهذا بأفضلِ المنازِلِ, وعبدٍ رزقه الله تعالى عِلماً, ولم يرزقه مالاً, فهو صادق النيَّة, يقول: لو أنَّ لى مالاً, لَعَمِلتُ بعملِ فُلان, فهو بنيَّته, فأجرهما سواء, وعبدٍ رزقه الله مالاً, ولم يرزقه علماً, يَخْبِطُ فى مالهِ بغيرِ علم, لا يتقى فيه ربَّه, ولا يَصِلُ فيه رَحِمَهُ, ولا يعملُ للهِ فيه حقاً, فهذا بأخبَثِ المنازِل, وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا عِلماً, فهو يقول: لو أنَّ لى مالاً, لَعَمِلتُ فيهِ بعملِ فُلان, فهو بنيَّته, فَوِزرُهما سَواء)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:3024] وقال: ((إن هذا المال خَضِرٌ حُلْوٌ, فمن أخذه بحقّهِ, بُورك له فيهِ, ومن أخذه بإشرافِ نفسٍ, لم يُبارك له فيهِ, وكان كالذى يأكل ولا يشبع, واليدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفلَى)) صحيح الجامع:2550
ونهيبُ بالإخوة الأفاضل القائمين على شئون المساجد, ومساعدة الفقراء, أن يهتموا بتعليمهم دينهم, مع مساعدتهم ماديّاً، والذين يوزّعون المواد الغذائية (فى رمضان مثلاً) أن يضعوا معها كتيّبات دينية صغيرة, مثل التى بها (صِفَةُ صلاةِ الرسولِ صلي الله عليه وسلم) أو ما شابهها, فالدين أهم من المال, وقد قام بالفعل بعض الإخوة بإعطاء دروس فى تجويد وحفظ القرآن الكريم، وغيره من العلوم الشرعية، وتوزيع جوائز على المتفوّقين، وجعلوا حضور مجالس العلم مُقترناً بصرف المرَتّبات الشهرية.. فجزاهم الله خيراً.
وأحب أن أنبّه على شىء: وهو أن بعض الناس يَنهَر السائلين.. فيقول مثلاً: ياعَم رُوح اشتَغَل, مانْتَ فِيك صِحَّة, لا يا إخوتى.. لقد نهانا الله عز وجل عن ذلك, حيث قال: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} [الضحى:10] وإذا أعطيته وهو غير محتاج, فَلَكَ أجرك, وعليه وزره. ويجوز للغنى أن يأكل من طعام الفقير, ويأخذ هديته, حتى لو عَلِمَ أنها صدقة. أظنُّ أنكم تقولون انت حَيّرتِنا.. انت مِش لِسَّه قايِل حرام؟ لا- هناك فرق بين طلبها بنفسه, وأخذها كهدية, والدين الإسلامى دين الأدب والأخلاق والذوق الرفيع، فهل يؤذى مشاعر الفقير بِرَدّ هديته, أو طعامه؟ قال صلي الله عليه وسلم: ((إذا ساقَ الله إليكَ رِزقاً من غيرِ مَسألَةٍ, ولا إشرافِ نفسٍ, فَخُذْهُ, فإن الله أعطاكَهُ)) [صحيح الجامع:590]* اللهم تب علينا, وعلى المسلمين, اللهم اكفنا وإياهم بحلالك عن حرامك, وأغنِنا بفضلك عن مَن سواك.
وهناك شِحاذة من نوع آخر: تجد من يَلِحُّ على الناس ليأخذ ما يريده, بغير رضاهم، ومن أمثلته ما يسمونه: الحلاوَة (إذا كانت بغير رِضا) أو يتحايل ليأخذه بما سَمّاه العلماء (سَيْف الحياء) ومعناه أن الإنسان يأخذ ما يريده, بإحراج صاحبه، كأن يرى عليه ثوباً يعجبه, أو مَتاعاً فى شقَّتِهِ.. فيقول له: الحاجة دِى عاجْبانى.. تِدّيهالى – تِدّيلى الساعة دِى – تِدّيلِى الطبَق دَه – تِدّيلِى التليفون دَه – تِدّيلِى الجلابِيَّة دِى – تِدّيلِى كذا – تِدّيلِى كذا. أو التى تقول لتلاميذها: قولوا لماما المدَرّسَة عايزَة هديَّة فى عيد الأم! ,ولا يوجد عيد أم في الاسلام أساسآ . أو من يُبدِى إشرافاً (رغبة) وإعجاباً شديداً بشىء مُعَيَّن, حتى يُحْرِج صاحبه, فيعطيه له. ويَلْحَق بذلك أيضاً مَن يطلب خدمات من الناس دون أجْر, فى حين أنها لا تُؤدَّى إلا بأجْر, كمن يذهب مع مريض إلى الطبيب, ثم يقول للطبيب: لو سمحت يا دكتور.. أنا حاسِس بكذا, آخُد لُه إيه, أو يقول: مَعْلِش يا دكتور.. شُوف لى ابنى كِدَه عَنده إِيه, (دون أن يدفع ثمن الكشف) أو من يقول لجاره سائق التاكسى: مَعْلِش يا عَم فُلان, خُدْنى فى سِكّتَك (دون أن يدفع له أجراً) وهناك أمثلة كثيرة من هذا القبيل, مثل من يأكل من طعام الناس, بغير إذنهم, وللأسف.. فإن هذا يحدث كثيراً, وخصوصاً بين طَلَبَة المدارس, ويعتبرون هذا من الفُكاهَة, أو رفع الكُلْفَة, وقد قال العلماء: إن ما أُخِذَ بسيفِ الحياء فهو حرام, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((لا يَحِلُّ مالُ امرئٍ مسلم إلا بِطِيبِ نفسٍ مِنهُ)) [صحيح الجامع:7662] وقال: ((إن الله تعالى إذا أنعَمَ على عبد نِعمَة, يُحِبُّ أن يَرَى أثَر النعمَة عليه, ويكرَه البؤس والتباؤس, ويبغض السائل الملحِف, ويحب الحَيِىّ, العفيف, المتعفّف)) [صحيح الجامع:1711] (( وقد ذهب رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال له: دُلّنى على عمل إذا عملته أحَبَّنى الله, وأحَبَّنى الناس، فقال له: - ازهَد فى الدنيا, يُحبّك الله, وازهد فيما فى أيْدِى الناس, يُحبّك الناس)) صحيح الجامع:922
وهناك بعض الناس لا يشحذون – لا صراحة ولا بسيف الحياء – ولكنهم يحبون استغلال الناس فى قضاء حوائجهم, بغير ضرورة (يخدّمونهم) فمثلاً: بعض النساء إذا دَخَلَت على إحداهنَّ ضيفة.. تجعلها تنظّف لها الصحون, أو الأرض, أو الملابس, أو غير ذلك, ومثل من يقول: ناوِلنى كذا – هات لى كذا – اذهب لفُلان وقُلْ له كذا – رُوح – تعالى – هات – اعمل… إلخ. وحتى لا تقولوا: وإيه يَعنى, دِى الناس لِبَعْضيها, أذكر لكم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((أتانى جبريل فقال: يا محمد.. عِش ما شئتَ فإنك مَيّت, وأحْبِب مَن شئتَ فإنك مُفارِقه, واعمل ما شئتَ فإنك مَجْزِىّ بِه, واعلم أن شَرَفَ المؤمن قيامه بالليل, وعِزَّه استغناؤه عن الناس)) [صحيح الجامع:73] *وقوله: ((لا تسأل الناس شيئاً, ولا سَوْطك وإن سقطَ مِنكَ, حتى تنزل إليهِ فتأخذه)) [صحيح الجامع:7307] ما رأيكم؟ هل هناك تَعَفُّف عن سؤال الناس أكثر من أن تنزل من على دابّتِكَ, لتأخذ ما وقع مِنكَ بنفسك؟
وأخيراً.. أُبَشّر الذين يتعفّفون عن سؤال الناس, بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذى قال فيه: ((مَن يَتَكَفَّل لى أن لا يسألَ الناسَ شيئاً, أتَكَفَّلْ لَهُ بالجنة)) [صحيح الجامع:6604] اللهم خَلّقنا بأخلاق رسولك صلي الله عليه وسلم حتى نفوز بسعادة الدنيا والآخرة.هذا والله تعالي اعلم.
سؤال الناس بغير حاجة
تجد بعض من يسافر للحج أو العمرة إذا رأى أحداً يُوَزّع مالاً أو طعاماً, يُهرَع إليه, ليأخذ منه, وهو غير محتاج، وهذا لا يليق بالمسلم العفيف، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((لا تَحِلُّ الصدقة لِغَنِىّ, ولا لِذِى مِرَّة سَوِىّ)) [سنن أبى داود والترمذى, صحيح الجامع:7251] “ذى مِرَّة” أى ذى قوَّة.
وكذلك من يتنافسون فى أخذ المال من المساجد, أو من المارَّة بالشوارع, واخْتِلاق الأمراض والأعذار, لأكْلِ أموال الناس بالباطل, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ما زال الرجلُ يسألُ الناسَ, حتى يأتىَ يومَ القيامةِ وليس فى وجهِهِ مُزعَة لحم)) [متفق عليه] وقال: ((من سَأَلَ شيئاً وعنده ما يُغنيه, فإنما يَسْتَكْثِر من جَمْرِ جَهَنَّم)) قالوا: وما يُغنيه؟ قال: ((قَدْر ما يُغَدّيه, ويُعَشّيه)) [صحيح الجامع:6280] وقال: ((لأن يأخذ أحَدُكُم حَبْلَه, فيأتى الجبل, فَيَجِىء بِحِزمَة الحطَب على ظهرِهِ, فيبيعها, فَيَكُفُّ الله بها وجهَهُ, خير له من أن يسأل الناس, أعْطَوْهُ, أو مَنعوه)) صحيح الجامع:5041
وسبحان الله! تجد الذين يسألون بغير حاجة, لا يُبارَك لهم فيما يأخذونه, ولا يزدادون إلا فقراً، وهذا المعنى ورد فى الحديث التالى, والذى بعده, عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ثلاث أقسِمُ عَليهنَّ: ما نَقَصَ مالِ عبدٍ مِن صدقة, ولا ظُلِمَ عبدٌ مَظلمةً صَبَرَ عليها, إلا زادَهُ الله عز وجل عِزّاً, ولا فَتَحَ عبدٌ بابَ مَسألةٍ, إلا فَتَحَ الله عليهِ بابَ فقرِ, وأُحَدّثُكُم حديثاً فاحفظوه, إنما الدنيا لأربعةِ نَفَرٍ: عبدٍ رَزَقَهُ الله مالاً وعِلماً, فهو يتقى فيهِ ربَّه, ويَصِلُ فيهِ رَحِمَهُ, ويعملُ للهِ فيه حقاً, فهذا بأفضلِ المنازِلِ, وعبدٍ رزقه الله تعالى عِلماً, ولم يرزقه مالاً, فهو صادق النيَّة, يقول: لو أنَّ لى مالاً, لَعَمِلتُ بعملِ فُلان, فهو بنيَّته, فأجرهما سواء, وعبدٍ رزقه الله مالاً, ولم يرزقه علماً, يَخْبِطُ فى مالهِ بغيرِ علم, لا يتقى فيه ربَّه, ولا يَصِلُ فيه رَحِمَهُ, ولا يعملُ للهِ فيه حقاً, فهذا بأخبَثِ المنازِل, وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا عِلماً, فهو يقول: لو أنَّ لى مالاً, لَعَمِلتُ فيهِ بعملِ فُلان, فهو بنيَّته, فَوِزرُهما سَواء)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:3024] وقال: ((إن هذا المال خَضِرٌ حُلْوٌ, فمن أخذه بحقّهِ, بُورك له فيهِ, ومن أخذه بإشرافِ نفسٍ, لم يُبارك له فيهِ, وكان كالذى يأكل ولا يشبع, واليدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفلَى)) صحيح الجامع:2550
ونهيبُ بالإخوة الأفاضل القائمين على شئون المساجد, ومساعدة الفقراء, أن يهتموا بتعليمهم دينهم, مع مساعدتهم ماديّاً، والذين يوزّعون المواد الغذائية (فى رمضان مثلاً) أن يضعوا معها كتيّبات دينية صغيرة, مثل التى بها (صِفَةُ صلاةِ الرسولِ صلي الله عليه وسلم) أو ما شابهها, فالدين أهم من المال, وقد قام بالفعل بعض الإخوة بإعطاء دروس فى تجويد وحفظ القرآن الكريم، وغيره من العلوم الشرعية، وتوزيع جوائز على المتفوّقين، وجعلوا حضور مجالس العلم مُقترناً بصرف المرَتّبات الشهرية.. فجزاهم الله خيراً.
وأحب أن أنبّه على شىء: وهو أن بعض الناس يَنهَر السائلين.. فيقول مثلاً: ياعَم رُوح اشتَغَل, مانْتَ فِيك صِحَّة, لا يا إخوتى.. لقد نهانا الله عز وجل عن ذلك, حيث قال: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} [الضحى:10] وإذا أعطيته وهو غير محتاج, فَلَكَ أجرك, وعليه وزره. ويجوز للغنى أن يأكل من طعام الفقير, ويأخذ هديته, حتى لو عَلِمَ أنها صدقة. أظنُّ أنكم تقولون انت حَيّرتِنا.. انت مِش لِسَّه قايِل حرام؟ لا- هناك فرق بين طلبها بنفسه, وأخذها كهدية, والدين الإسلامى دين الأدب والأخلاق والذوق الرفيع، فهل يؤذى مشاعر الفقير بِرَدّ هديته, أو طعامه؟ قال صلي الله عليه وسلم: ((إذا ساقَ الله إليكَ رِزقاً من غيرِ مَسألَةٍ, ولا إشرافِ نفسٍ, فَخُذْهُ, فإن الله أعطاكَهُ)) [صحيح الجامع:590]* اللهم تب علينا, وعلى المسلمين, اللهم اكفنا وإياهم بحلالك عن حرامك, وأغنِنا بفضلك عن مَن سواك.
وهناك شِحاذة من نوع آخر: تجد من يَلِحُّ على الناس ليأخذ ما يريده, بغير رضاهم، ومن أمثلته ما يسمونه: الحلاوَة (إذا كانت بغير رِضا) أو يتحايل ليأخذه بما سَمّاه العلماء (سَيْف الحياء) ومعناه أن الإنسان يأخذ ما يريده, بإحراج صاحبه، كأن يرى عليه ثوباً يعجبه, أو مَتاعاً فى شقَّتِهِ.. فيقول له: الحاجة دِى عاجْبانى.. تِدّيهالى – تِدّيلى الساعة دِى – تِدّيلِى الطبَق دَه – تِدّيلِى التليفون دَه – تِدّيلِى الجلابِيَّة دِى – تِدّيلِى كذا – تِدّيلِى كذا. أو التى تقول لتلاميذها: قولوا لماما المدَرّسَة عايزَة هديَّة فى عيد الأم! ,ولا يوجد عيد أم في الاسلام أساسآ . أو من يُبدِى إشرافاً (رغبة) وإعجاباً شديداً بشىء مُعَيَّن, حتى يُحْرِج صاحبه, فيعطيه له. ويَلْحَق بذلك أيضاً مَن يطلب خدمات من الناس دون أجْر, فى حين أنها لا تُؤدَّى إلا بأجْر, كمن يذهب مع مريض إلى الطبيب, ثم يقول للطبيب: لو سمحت يا دكتور.. أنا حاسِس بكذا, آخُد لُه إيه, أو يقول: مَعْلِش يا دكتور.. شُوف لى ابنى كِدَه عَنده إِيه, (دون أن يدفع ثمن الكشف) أو من يقول لجاره سائق التاكسى: مَعْلِش يا عَم فُلان, خُدْنى فى سِكّتَك (دون أن يدفع له أجراً) وهناك أمثلة كثيرة من هذا القبيل, مثل من يأكل من طعام الناس, بغير إذنهم, وللأسف.. فإن هذا يحدث كثيراً, وخصوصاً بين طَلَبَة المدارس, ويعتبرون هذا من الفُكاهَة, أو رفع الكُلْفَة, وقد قال العلماء: إن ما أُخِذَ بسيفِ الحياء فهو حرام, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((لا يَحِلُّ مالُ امرئٍ مسلم إلا بِطِيبِ نفسٍ مِنهُ)) [صحيح الجامع:7662] وقال: ((إن الله تعالى إذا أنعَمَ على عبد نِعمَة, يُحِبُّ أن يَرَى أثَر النعمَة عليه, ويكرَه البؤس والتباؤس, ويبغض السائل الملحِف, ويحب الحَيِىّ, العفيف, المتعفّف)) [صحيح الجامع:1711] (( وقد ذهب رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال له: دُلّنى على عمل إذا عملته أحَبَّنى الله, وأحَبَّنى الناس، فقال له: - ازهَد فى الدنيا, يُحبّك الله, وازهد فيما فى أيْدِى الناس, يُحبّك الناس)) صحيح الجامع:922
وهناك بعض الناس لا يشحذون – لا صراحة ولا بسيف الحياء – ولكنهم يحبون استغلال الناس فى قضاء حوائجهم, بغير ضرورة (يخدّمونهم) فمثلاً: بعض النساء إذا دَخَلَت على إحداهنَّ ضيفة.. تجعلها تنظّف لها الصحون, أو الأرض, أو الملابس, أو غير ذلك, ومثل من يقول: ناوِلنى كذا – هات لى كذا – اذهب لفُلان وقُلْ له كذا – رُوح – تعالى – هات – اعمل… إلخ. وحتى لا تقولوا: وإيه يَعنى, دِى الناس لِبَعْضيها, أذكر لكم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((أتانى جبريل فقال: يا محمد.. عِش ما شئتَ فإنك مَيّت, وأحْبِب مَن شئتَ فإنك مُفارِقه, واعمل ما شئتَ فإنك مَجْزِىّ بِه, واعلم أن شَرَفَ المؤمن قيامه بالليل, وعِزَّه استغناؤه عن الناس)) [صحيح الجامع:73] *وقوله: ((لا تسأل الناس شيئاً, ولا سَوْطك وإن سقطَ مِنكَ, حتى تنزل إليهِ فتأخذه)) [صحيح الجامع:7307] ما رأيكم؟ هل هناك تَعَفُّف عن سؤال الناس أكثر من أن تنزل من على دابّتِكَ, لتأخذ ما وقع مِنكَ بنفسك؟
وأخيراً.. أُبَشّر الذين يتعفّفون عن سؤال الناس, بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذى قال فيه: ((مَن يَتَكَفَّل لى أن لا يسألَ الناسَ شيئاً, أتَكَفَّلْ لَهُ بالجنة)) [صحيح الجامع:6604] اللهم خَلّقنا بأخلاق رسولك صلي الله عليه وسلم حتى نفوز بسعادة الدنيا والآخرة.هذا والله تعالي اعلم.
تعليق