إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


    سؤال الناس بغير حاجة

    تجد بعض من يسافر للحج أو العمرة إذا رأى أحداً يُوَزّع مالاً أو طعاماً, يُهرَع إليه, ليأخذ منه, وهو غير محتاج، وهذا لا يليق بالمسلم العفيف، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
    لا تَحِلُّ الصدقة لِغَنِىّ, ولا لِذِى مِرَّة سَوِىّ)) [سنن أبى داود والترمذى, صحيح الجامع:7251] “ذى مِرَّة” أى ذى قوَّة.

    وكذلك من يتنافسون فى أخذ المال من المساجد, أو من المارَّة بالشوارع, واخْتِلاق الأمراض والأعذار, لأكْلِ أموال الناس بالباطل, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
    ما زال الرجلُ يسألُ الناسَ, حتى يأتىَ يومَ القيامةِ وليس فى وجهِهِ مُزعَة لحم)) [متفق عليه] وقال: ((من سَأَلَ شيئاً وعنده ما يُغنيه, فإنما يَسْتَكْثِر من جَمْرِ جَهَنَّم)) قالوا: وما يُغنيه؟ قال: ((قَدْر ما يُغَدّيه, ويُعَشّيه)) [صحيح الجامع:6280] وقال: ((لأن يأخذ أحَدُكُم حَبْلَه, فيأتى الجبل, فَيَجِىء بِحِزمَة الحطَب على ظهرِهِ, فيبيعها, فَيَكُفُّ الله بها وجهَهُ, خير له من أن يسأل الناس, أعْطَوْهُ, أو مَنعوه)) صحيح الجامع:5041

    وسبحان الله! تجد الذين يسألون بغير حاجة, لا يُبارَك لهم فيما يأخذونه, ولا يزدادون إلا فقراً، وهذا المعنى ورد فى الحديث التالى, والذى بعده, عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
    ثلاث أقسِمُ عَليهنَّ: ما نَقَصَ مالِ عبدٍ مِن صدقة, ولا ظُلِمَ عبدٌ مَظلمةً صَبَرَ عليها, إلا زادَهُ الله عز وجل عِزّاً, ولا فَتَحَ عبدٌ بابَ مَسألةٍ, إلا فَتَحَ الله عليهِ بابَ فقرِ, وأُحَدّثُكُم حديثاً فاحفظوه, إنما الدنيا لأربعةِ نَفَرٍ: عبدٍ رَزَقَهُ الله مالاً وعِلماً, فهو يتقى فيهِ ربَّه, ويَصِلُ فيهِ رَحِمَهُ, ويعملُ للهِ فيه حقاً, فهذا بأفضلِ المنازِلِ, وعبدٍ رزقه الله تعالى عِلماً, ولم يرزقه مالاً, فهو صادق النيَّة, يقول: لو أنَّ لى مالاً, لَعَمِلتُ بعملِ فُلان, فهو بنيَّته, فأجرهما سواء, وعبدٍ رزقه الله مالاً, ولم يرزقه علماً, يَخْبِطُ فى مالهِ بغيرِ علم, لا يتقى فيه ربَّه, ولا يَصِلُ فيه رَحِمَهُ, ولا يعملُ للهِ فيه حقاً, فهذا بأخبَثِ المنازِل, وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا عِلماً, فهو يقول: لو أنَّ لى مالاً, لَعَمِلتُ فيهِ بعملِ فُلان, فهو بنيَّته, فَوِزرُهما سَواء)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:3024] وقال: ((إن هذا المال خَضِرٌ حُلْوٌ, فمن أخذه بحقّهِ, بُورك له فيهِ, ومن أخذه بإشرافِ نفسٍ, لم يُبارك له فيهِ, وكان كالذى يأكل ولا يشبع, واليدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفلَى)) صحيح الجامع:2550

    ونهيبُ بالإخوة الأفاضل القائمين على شئون المساجد, ومساعدة الفقراء, أن يهتموا بتعليمهم دينهم, مع مساعدتهم ماديّاً، والذين يوزّعون المواد الغذائية (فى رمضان مثلاً) أن يضعوا معها كتيّبات دينية صغيرة, مثل التى بها (صِفَةُ صلاةِ الرسولِ صلي الله عليه وسلم) أو ما شابهها, فالدين أهم من المال, وقد قام بالفعل بعض الإخوة بإعطاء دروس فى تجويد وحفظ القرآن الكريم، وغيره من العلوم الشرعية، وتوزيع جوائز على المتفوّقين، وجعلوا حضور مجالس العلم مُقترناً بصرف المرَتّبات الشهرية.. فجزاهم الله خيراً.

    وأحب أن أنبّه على شىء: وهو أن بعض الناس يَنهَر السائلين.. فيقول مثلاً: ياعَم رُوح اشتَغَل, مانْتَ فِيك صِحَّة, لا يا إخوتى.. لقد نهانا الله عز وجل عن ذلك, حيث قال: {
    وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} [الضحى:10] وإذا أعطيته وهو غير محتاج, فَلَكَ أجرك, وعليه وزره. ويجوز للغنى أن يأكل من طعام الفقير, ويأخذ هديته, حتى لو عَلِمَ أنها صدقة. أظنُّ أنكم تقولون انت حَيّرتِنا.. انت مِش لِسَّه قايِل حرام؟ لا- هناك فرق بين طلبها بنفسه, وأخذها كهدية, والدين الإسلامى دين الأدب والأخلاق والذوق الرفيع، فهل يؤذى مشاعر الفقير بِرَدّ هديته, أو طعامه؟ قال صلي الله عليه وسلم: ((إذا ساقَ الله إليكَ رِزقاً من غيرِ مَسألَةٍ, ولا إشرافِ نفسٍ, فَخُذْهُ, فإن الله أعطاكَهُ)) [صحيح الجامع:590]* اللهم تب علينا, وعلى المسلمين, اللهم اكفنا وإياهم بحلالك عن حرامك, وأغنِنا بفضلك عن مَن سواك.

    وهناك شِحاذة من نوع آخر: تجد من يَلِحُّ على الناس ليأخذ ما يريده, بغير رضاهم، ومن أمثلته ما يسمونه: الحلاوَة (إذا كانت بغير رِضا) أو يتحايل ليأخذه بما سَمّاه العلماء (سَيْف الحياء) ومعناه أن الإنسان يأخذ ما يريده, بإحراج صاحبه، كأن يرى عليه ثوباً يعجبه, أو مَتاعاً فى شقَّتِهِ.. فيقول له: الحاجة دِى عاجْبانى.. تِدّيهالى – تِدّيلى الساعة دِى – تِدّيلِى الطبَق دَه – تِدّيلِى التليفون دَه – تِدّيلِى الجلابِيَّة دِى – تِدّيلِى كذا – تِدّيلِى كذا. أو التى تقول لتلاميذها: قولوا لماما المدَرّسَة عايزَة هديَّة فى عيد الأم! ,ولا يوجد عيد أم في الاسلام أساسآ . أو من يُبدِى إشرافاً (رغبة) وإعجاباً شديداً بشىء مُعَيَّن, حتى يُحْرِج صاحبه, فيعطيه له. ويَلْحَق بذلك أيضاً مَن يطلب خدمات من الناس دون أجْر, فى حين أنها لا تُؤدَّى إلا بأجْر, كمن يذهب مع مريض إلى الطبيب, ثم يقول للطبيب: لو سمحت يا دكتور.. أنا حاسِس بكذا, آخُد لُه إيه, أو يقول: مَعْلِش يا دكتور.. شُوف لى ابنى كِدَه عَنده إِيه, (دون أن يدفع ثمن الكشف) أو من يقول لجاره سائق التاكسى: مَعْلِش يا عَم فُلان, خُدْنى فى سِكّتَك (دون أن يدفع له أجراً) وهناك أمثلة كثيرة من هذا القبيل, مثل من يأكل من طعام الناس, بغير إذنهم, وللأسف.. فإن هذا يحدث كثيراً, وخصوصاً بين طَلَبَة المدارس, ويعتبرون هذا من الفُكاهَة, أو رفع الكُلْفَة, وقد قال العلماء: إن ما أُخِذَ بسيفِ الحياء فهو حرام, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
    لا يَحِلُّ مالُ امرئٍ مسلم إلا بِطِيبِ نفسٍ مِنهُ)) [صحيح الجامع:7662] وقال: ((إن الله تعالى إذا أنعَمَ على عبد نِعمَة, يُحِبُّ أن يَرَى أثَر النعمَة عليه, ويكرَه البؤس والتباؤس, ويبغض السائل الملحِف, ويحب الحَيِىّ, العفيف, المتعفّف)) [صحيح الجامع:1711] (( وقد ذهب رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال له: دُلّنى على عمل إذا عملته أحَبَّنى الله, وأحَبَّنى الناس، فقال له: - ازهَد فى الدنيا, يُحبّك الله, وازهد فيما فى أيْدِى الناس, يُحبّك الناس)) صحيح الجامع:922

    وهناك بعض الناس لا يشحذون – لا صراحة ولا بسيف الحياء – ولكنهم يحبون استغلال الناس فى قضاء حوائجهم, بغير ضرورة (يخدّمونهم) فمثلاً: بعض النساء إذا دَخَلَت على إحداهنَّ ضيفة.. تجعلها تنظّف لها الصحون, أو الأرض, أو الملابس, أو غير ذلك, ومثل من يقول: ناوِلنى كذا – هات لى كذا – اذهب لفُلان وقُلْ له كذا – رُوح – تعالى – هات – اعمل… إلخ. وحتى لا تقولوا: وإيه يَعنى, دِى الناس لِبَعْضيها, أذكر لكم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
    أتانى جبريل فقال: يا محمد.. عِش ما شئتَ فإنك مَيّت, وأحْبِب مَن شئتَ فإنك مُفارِقه, واعمل ما شئتَ فإنك مَجْزِىّ بِه, واعلم أن شَرَفَ المؤمن قيامه بالليل, وعِزَّه استغناؤه عن الناس)) [صحيح الجامع:73] *وقوله: ((لا تسأل الناس شيئاً, ولا سَوْطك وإن سقطَ مِنكَ, حتى تنزل إليهِ فتأخذه)) [صحيح الجامع:7307] ما رأيكم؟ هل هناك تَعَفُّف عن سؤال الناس أكثر من أن تنزل من على دابّتِكَ, لتأخذ ما وقع مِنكَ بنفسك؟

    وأخيراً.. أُبَشّر الذين يتعفّفون عن سؤال الناس, بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذى قال فيه: ((
    مَن يَتَكَفَّل لى أن لا يسألَ الناسَ شيئاً, أتَكَفَّلْ لَهُ بالجنة)) [صحيح الجامع:6604] اللهم خَلّقنا بأخلاق رسولك صلي الله عليه وسلم حتى نفوز بسعادة الدنيا والآخرة.هذا والله تعالي اعلم.
    إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
    فإدعوا لي
    راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

    تعليق


    • #62
      رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


      أحاديث مُلَفَّقَة

      يقولون إن العين تِقصِف الحَجَر، ويُورِدُون فى ذلك شيئاً يختلقونَه على رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه عندما ولدت إحدى بناته (رضى الله عنهن وأرضاهنَّ) أمرها ألا تضع ابنها بجانبها, وتضع حَجَراً بدلاً منه, وتغطّيه, حتى ينتهى دخول المهَنّئين عليها, ويزعمون أنها بعد انصرافهم وجدت الحجر قد كُسِرَ.. سبحان الله! من أين جاءوا بهذا الكلام؟ نعم.. إن الحسد ذكره الله عز وجل فى كتابه الكريم, ولكنه ليس فاعلاً بذاتِه, بل بأمر الله سبحانه وتعالى, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
      العينُ حقٌ, ولو كان شىء سابَقَ القَدَر, سَبَقَته العَيْن)) صحيح مسلم.

      يزعمون أن مَلَك الموت جاء ظاهراً للسيدة فاطمة, رضى الله عنها وأرضاها, وأخبرها أنه سَيقبِض روح والدها صلي الله عليه وسلم فخافت منه, وقالت كذا وكذا، فأمره الرسول صلي الله عليه وسلم ألا يأتى بعد ذلك لأمَّته ظاهراً.

      وبالمناسبة.. ننصح إخواننا بتجنّب كَثرَة رواية الأحاديث, بغير التحقّق من صحّتها، لأننا نلاحظ كثرة تداوُل الأحاديث الضعيفة, والموضوعة, بلا مُبالاة (وللأسف من بعض من يَتصدَّوْن لتعليم الناس بغير علم) مثل: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً, واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً, اتقِ شرَّ من أحسنتَ إليه, اتقِ شَر الحليم إذا غضب, لو اطِّلَعتُم على الغيب لاخترتُم الواقع, اوْعِظ صاحبك من الظهر إلى العصر وإن ماتْوَعَظش ضِلُّه, لَعَنَ الله الرجل الأمْلَس والمرأة الْمُشعِرَة, النبى بِقُدرِتُه عَدَّى البحر بمهْرِتُه (ولم يثبت أن الرسول صلي الله عليه وسلم ركب البحر قط), وينسبون كل هذا للرسول صلي الله عليه وسلم زوراً وبُهْتاناً, وربما ينسبونه لله عز وجل! وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إ
      ن كَذِباً علىَّ ليس كَكَذِبٍ على أحدٍ, فمن كَذَبَ علىَّ مُتعمّداً, فَليَتبوَّأْ مَقعدَهُ من النار)) [صحيح مسلم] وقال: ((إيّاكم وكَثرَة الحديث عنّى, فمن قال علىَّ, فَلْيَقُل حقّاً, أو صِدقاً, ومن تقوَّل علىَّ ما لم أقُل, فليتبوَّأْ مَقعدَهُ من النار)) [سنن ابن ماجه, صحيح الجامع:2684]
      إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
      فإدعوا لي
      راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

      تعليق


      • #63
        رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


        تقبيل النقود


        تقبيل النقود, والخبز, واليد من الناحيتين.. لإظهار الشكر، كما يفعل بعض أصحاب المحلات حين يبيعون أول شىء, فيقبّلون ثمنه! وكما يفعل البعض, عندما يقع خبز على الأرض, يأخذونه ويقبّلونه! وإذا جاءتهم نعمة قالوا دَه احْنا نِبُوس إيدينا وِشْ وضَهْر. والشكر لا يكون بهذا، ولكن بالحمد لله, وتصريف النِّعَم فيما يرضيه جل وعلا، وألا نعصيه بنِعَمِه سبحانه وتعالى, فلا يجوز مثلاً أن ننظر إلى الحرام, ثم نقبّل أيدينا, ونقول الحمد لله على نعمة البصر, أو نسمع الغيبة, والنميمة, والأغانى, والموسيقى, ونقول الحمد لله على نعمة السمع, وكذلك نعمة الكلام, والمال, والأولاد… إلخ.

        وبخصوص وقوع الطعام على الأرض, فإن السنَّة أن ننظّفه, ونأكله, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
        إن الشيطانَ يحضرُ أحَدَكُم عِندَ كُلِّ شىءٍ من شَأنِهِ, حتى يحضُرَهُ عِندَ طَعامِهِ, فإذا سَقَطَت من أحدِكُم اللُقمَة, فَلْيُمِط ما كان بها من أذَى, ثم لِيَأكُلْها, ولا يَدَعْها للشيطانِ, فإذا فَرَغَ, فَلْيَلْعَقْ أصابِعَهُ, فإنه لا يَدرى فى أىِّ طَعامِهِ تكونُ البرَكَة)) صحيح مسلم

        والذين لا يجدون بَرَكَة فى طعامهم, ننصحهم بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
        اجتمعوا على طعامِكُم, واذكروا اسم الله, يُبارَك لكم فيه)) [صحيح الجامع:142] وقوله: ((كُلُوا فى القصعةِ من جوانِبِها, ولا تأكلوا من وَسَطِها, فإن البركة تنزل فى وَسَطِها))مسند أحمد, صحيح الجامع:4502
        إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
        فإدعوا لي
        راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

        تعليق


        • #64
          رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


          المشاجَرات

          عند وَصْف مُشاجَرَة كبيرة, يقولون كانت خِناقة لِرَبّ السَِّما. سبحان الله! ما دَخْل المشاجرة بالله سبحانه وتعالى؟ وهنا أريد أن أسأل: لِمَ كل هذه المشاجَرَات فى البيوت, وفى الشوارع, وفى كل مكان, ليل نهار, بين الأزواج, والإخوة, والأقارب, والجيران, والأصدقاء, والزملاء؟ حتى إننا نسمع كلمات البَغْى والعدوان (اللى يرُشّنى بالميَّه ارُشُّه بالدَّم – واللى يِدّيلِى كلمة ادّيلُه عَشَرَة – واللى يِفقَع لى عِين افقعلُه اثنين – دَه انا هاخلّى اللى مايشترى يتفرَّج – دَه انا هاخلّى عالِيها واطِيها… إلخ) أين قول الله جل وعلا: {
          وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ} [النحل:126] وقوله: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُور} [الشورى:43] وقوله: {وَجَزَاؤا سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى:40] ونرى من يقول لأبنائِهِ: اللى يضربك قَلَم اضربُه قَلَمِين, إتغَدَّى بِيه قبل مايِتعَشَّى بِيك!

          أهكذا نُرَبّى أولادنا يا عباد الله؟ ثم مع مَن تتشاجرون؟ ألَسنا مسلمين, وهم مسلمون؟ ألم يأمرنا الله عز وجل فى كتابه الكريم, فى أكثر من آية, أن نتعامل بالحسنى؟ {
          ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34] {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {199} وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم} [الأعراف:199-200] {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:36] {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} [الإسراء:53] وآيات أخرى كثيرة, وأحاديث كثيرة, يحفظها الكبار والصغار, ونرددها، ولكن للأسف لا نعمل بها إلا قليلاً.. مثل قوله صلي الله عليه وسلم: ((كل سُلامَى من الناس عليهِ صدقة كل يوم تطلُع فيه الشمس, تعدِل بين الاثنين صدقة, وتُعينُ الرجلَ على دابّتِهِ, فيحمل عليها, أو ترفع له عليها مَتاعَه صدقة, والكلمة الطيبة صدقة, وكل خُطوَة تخطوها إلى الصلاة صدقة, ودَلُّ الطريق صدقة, وتُمِيطُ الأذى عن الطريق صدقة)) [صحيح الجامع:4528] ((كل سُلامَى)) معناها كل مِفصَل, ((ودَلّ الطريق)) إذا وجدت تائِهاً لا يعرف الطريق, فَدُلّه عليه، بشرط ألا يكون ذاهباً لخمّارة – مثلاً – أو مسرح, أو سينيما, أو لأى معصية, ومثل قوله صلي الله عليه وسلم: ((مَثَلُ المؤمنينَ فى توادّهِم وتراحُمِهِم وتعاطُفِهِم, مَثلُ الجسد, إذا اشتكى منه عُضوٌ, تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمَّى)) [صحيح مسلم] وقوله: ((المسلمُ أخو المسلم, لا يظلِمُهُ, ولا يُسلِمُهُ, ومن كان فى حاجةِ أخيهِ, كان الله فى حاجتِهِ, ومن فرَّج عن مسلم كُربَة, فرَّج الله عنهُ بها كُربَة من كُرِبَ يومِ القيامة, ومن سترَ مُسلماً, سترَهُ الله يومَ القيامة)) [متفق عليه] وقوله: ((لا تحاسَدُوا, ولا تناجَشُوا, ولا تباغَضُوا, ولا تدابَرُوا, ولا يَبِع بعضُكُم على بَيْعِ بعض, وكونوا عبادَ الله إخواناً, المسلمُ أخو المسلم, لا يُسْلِمه, ولا يَخْذله, ولا يَحْقِره, التقوى هاهنا – وأشار إلى صدرهِ – بِحَسْبِ امرئٍ من الشرِّ أن يَحْقِر أخاه المسلم, كُلُّ المسلم على المسلم حرام, دَمُه, وماله, وعِرْضه)) صحيح الجامع:7242

          أرأيتم كيف نُهِينا عن احتقار المسلم، وهو شائع كثيراً جداً, ويُسَمُّونَه هِزار وتَرْيَقَة, وكيف أن دَمَهُ حرام (اللى تِعرَف دِيّتُه اقتِلُه, لازِم اعَوَّرُه, لازِم اقتِلُه, دَه انا هاقَطَّعُه, دَه انا هاشْرَب من دَمُّه) ومالَهُ حرام (إن سَرَقْت اسرق جَمَل) وعِرضَه حرام- دَه ابن كذا, دِى بنت كذا, دَه انا شُفتَها ماشيَة مع فُلان.

          والعجيب يا إخوانى أنهم فى الخناقات يطلبون مساعدة أقاربهم, ومعارفهم، ويأتى هؤلاء بالسِّنَج, والمطاوِى, ويضربون بغير تفاهُم.. يا ناس يا مسلمون.. هل تدرون من المخطئ؟ هل تدرون من بَدَأ بالشر؟ ألَيسَ من الظلم أن تتخانقوا, وتضربوا, بغير سبب, لمجرَّد أنه قريبكم, أو صاحبكم؟ ألم تعلموا قول ربكم جل وعلا: {
          يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6]؟ وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة:8]؟ وقول رسولكم صلي الله عليه وسلم: ((لا ترجعوا بعدى كُفّاراً, يضربُ بعضُكُم رِقابَ بعض, ولا يُؤخذُ الرجُلُ بجَرِيرَةِ أبيه, ولا بجريرةِ أخِيه))؟ سنن النسائى, صحيح الجامع:7277

          أرأيتم كيف نهانا الله عز وجل أن يحملنا بُغْض قوم {شَنَئانُ قَوْمٍ} على ظلمهم؟ وكيف نهانا رسوله صلي الله عليه وسلم أن يؤاخَذ الرجل بذنب أبيه, أو أخيه؟ (مِشْ انا واخُويا على ابن عمّى, وانا وابن عمّى على الغريب) ألَيسَ الأجدر بكم أن تُصلِحوا بين المتخاصمين, بدلاً من أن تُشعلوها ناراً؟ اسمعوا قول ربكم جل وعلا: {
          إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات:10] وقوله: {وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} [الأنفال:1] وإذا رأيتم قريبكم أو صديقكم قد جُرِحَ, أو أُصيبَ, فلا تتعجَّلوا, فربما كانت إصابة خَصْمِهِ أشَدّ.
          إننا نرى المشاجَرات، وربما القتل (فى بعض القرى) على أتفه الأسباب، ربما على كلمة, أو بِضعَة جنيهات, أو – كما يقولون – عَيّل ضرب عَيّل، وتستمر العداوة بين الأُسَر سنين، ويستمر الثأر, ويروح فيها رجال كثيرون.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

          أين التسامح, والعفو, والمغفرة؟ لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يغضب لنفسِهِ قط, إلا إذا انتُهِكَت حُرُمات الله، أما نحن فَنِشِيل الدنيا ونقعدها (كما يقولون) إذا أساء إلينا أحد, أما إذا انتُهِكَت حُرُمات الله, فلا حَرَج. إننا نسمعُ سَبّ الدين فى الليل والنهار, من الكبار والصغار – وإنا لله وإنا إليه راجعون – ولا تجد أحداً يُنكِر عليهم, ولو بكلمة, الكل مشغول بحالِه، ويقول لك يا عَم احْنا مالْنا, هانِعمِلُّهم إيه, هو احْنا نِقدَر عليهم.

          هل إذا سمعتم إهانَتَكم, أو إهانَة أهليكم.. أكنتم تلتزمون الصمت هكذا؟ لا والله.. دَه يكون نهار مِش فايِتْ (على حَدّ قولكم) أأصبَحَت أنفسكم, وأهلوكم, أغلى عندكم من دينكم؟ اللهم اهدنا, واهدِ خَلْقَك من الإنس والجن, اللهم رُدَّنا والمسلمين إليكَ رَدّاً جميلاً, وتب علينا وعليهم أجمعين.
          يتبع ... غدآ إن شاء الله

          إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
          فإدعوا لي
          راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

          تعليق


          • #65
            رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


            أقوال خاطئة عن غَير قَصد


            قول: لا حَوْلِ الله يا رب.. والصحيح كما نعلم: لا حَوْل ولا قوَّة إلا بالله, البعض يظن أن الضمَّة على الهاء من لفظ الجلالة واو.. فيقول أو يكتب: الله وأكبر, وبعضهم يقول: الله أجبَر, والصحيح كما نعلم: اللهُ أكبر, قول: أستغفرُ الله.. البعض يقولونه: أستخفر الله, أو: أستَخفَرلاه, يقولون عبد الرِّحيم (بكسر الراء) بدلاً من عبد الرَّحيم (بفتح الراء) وعبد الرُّحمن (بضم الراء) بدلاً من عبد الرَّحمن (بفتح الراء) وعبد الكِريم (بكسر الكاف) بدلاً من عبد الكَريم (بفتح الكاف) وعبد الوَهَاب (بتخفيف الهاء) بدلاً من عبد الوَهّاب (بتشديد الهاء) وعبد المِجيد (بكسر الميم) بدلاً من عبد المَجيد (بفتح الميم)

            البعض يقول: يِنُوبُه صواب, بدلاً من ثواب, قَوْل أو كتابة: صورَة من القرآن, بدلاً من سورة, كلمة (الحمدُ لله) البعض يقولونها: الحمد الله (بزيادة ألِف), يطلقون اسم (الجنان) على الجنون, وربما سبّوا وقالوا: يخرب بيت الجنان, مع أن الجنان معناها الجنات, البعض يكتبون إنشاء الله بدلاً من إن شاء الله, أحياناً يَرُدُّ عليكَ من تَعرِض عليه خِدمَة لا يريدها (كَأَن تعمل له كوب شاى مثلاً) بِقَوْلِه: لا جزاكَ الله خيراً, وهى أَشْبَه بالدعاء عليكَ ألا يَجْزِيَكَ الله خيراً, رغم أنه لا يِقصدُها, فالأفضل أن يقول: لا.. وجزاكَ الله خيراً (بزيادة واو)
            أظن أنكم ستقولون انت ماسِك لِنا على الواحدة! لا يا أحِبَّتى فى الله.. إنه مجرَّد تصحيح للكلمات, وبالله التوفيق.

            إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
            فإدعوا لي
            راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

            تعليق


            • #66
              رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


              أقوال وأفعال متفرقة يجب أن ننتهى عنها

              هناك بعض الأقوال والأفعال, التى ينبغى لنا أن ننتهى عنها, وليس معنى هذا أننا لا ننتهى عن غيرها, مما ورد فى هذا الكتاب, أو غيره, ولكن لكثرتها, وعدم ارتباطها ببعضها, جعلتُ لها هذا العنوان, ومن أمثلتها ما يأتى:
              قولهم إن يوم الجمعة فيه ساعة نَحْس, وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
              أفضلُ الأيامِ عِندَ اللهِ يومُ الجمُعة)) [صحيح الجامع:1095] وقال: ((إن فى الجمُعةِ لساعةً, لا يُوافِقُها مسلمٌ قائمٌ يصلى, يسألُ الله خيراً, إلا أعطاهُ إيّاه)) [صحيح مسلم] فسبحان الله! ساعة الإجابة سَمَّوها ساعة نَحْس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

              أقوال بعض المتصوفين مثل: دَه من مَحاسِيب سيدنا الحسين, أو مَحاسِيب السِّت, دَه واصِل, دَه وَلِىّ من أولياء الله, العارِفُ بالله الشيخ فلان… إلخ, قال الله عز وجل: {
              أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس:62-64] فوِلايَة الله عز وجل – كما هو واضح من الآيات الكريمة – بالإيمان والتقوى, وليس بلبس المهَلهل من الثياب, أو المسْكَنَة, أو الدَّرْوَشَة أو… إلخ.

              قول: البقيَّة فى حياتك.. حياتك الباقية, هذه العبارة خاطِئَة من كِلا طَرَفَيْها, فهل الذى مات ترك شيئاً من عمره, ليكمله أحد غيره؟ وهل البقاء لأحد إلا لله؟ قال الله عز وجل: {
              لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد:38] وقال سبحانه: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُون} [الأعراف:34] وقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ {26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} [الرحمن:26-27] والأصَحّ أن يُقال: البقاء لله، أو لله ما أخذ وله ما أعطى, وكل شىء عنده بأجل مُسَمَّى, كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما مات ابن ابنته.

              كلمة: عيب خِلْقى.. قال العلماء إنها خطأ, لأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شىء بحكمة, وإن كنا لا نعلمها, بدليل قوله عز وجل: {
              الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَه} [السجدة:7] و{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل:88] و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] فالأفضل فى هذه الأحوال أن نقول: مرض خِلْقى, أو ما شابهها.

              قول: من تعمَّق فى الدين كَفَر. سبحان الله! أيوجد أحد أكثر تعمُّقاً فى الدين من الرسول صلي الله عليه وسلم أو صحابته الكرام رضي الله عنهم وارضاهم أو التابعين, أو الأئمة الأربعة, أو… إلخ؟
              يقولون: دَه زَرْع شيطانى.. بمعنى أنهم لم يرموا بذوره, وأنه خرج تِلقائِياً, وهل الشيطان يزرع شيئاً؟ {
              أَفَرَءيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ {63} ءأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُون} الواقعة:63-64
              البعض يقول لمن يَعِظُه بالكَفّ عن المعاصى, لِئَلا يتعرَّض لعذاب الله: ساعة الله يِحَلَّها الله, أو يقول: احيينى النهاردَه ومَوِّتنى بُكْرَة.. وهذا من الاستخفاف بعقاب الله جل وعلا, إذ كيف يحلّها يوم القيامة؟ هل سيُغيّر كلامه سبحانه وتعالى؟ {
              مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِّلْعَبِيد} ق:29

              تسمية بعض الأشياء الْمَهينة بأسماء الصالحين, مثل شِبشِب زنُّوبَه, وشِبشِب خَدُّوجه، حتى إنهم ابتكروا حذاء له مُقدّمَة رفيعة مُدَببَة, وسَمّوه علاء الدين, يا الله.. ألهذا الحدّ وصل الاستهزاء! اللهم اعْفُ عنّا وعن المسلمين.
              أحياناً يقول الإنسان لمن يطلب منه خدمة: الثواب اللى من ناحيتك مِشْ عايزُه, وهذا فيه جُرأَة على الله سبحانه وتعالى, وكَأَنَّه لا يريدُ مِنهُ ثواباً.
              إذا فعل أحد شيئاً بكثرة, أو بشدَّة.. يقولون دَه فعل كذا بِدِينُه، مثلاً: دَه أَكَل بدينُه, أو دَه اتفسَّح بدينُه… إلخ, وعندما يَصِفُون شيئاً أعجَبَهُم قالوا: شُفْت حِِتّة دِين كذا.

              قولهم: كُل اللى لِيه نبى يصلّى عليه.. كيف يُقال هذا بين المسلمين, وهم أتباع نبى واحد صلي الله عليه وسلم؟
              يقولون على الْمُبتَلى, أو من به ضُرّ: لو الزمن صَلَح حالُه, ويقولون: مِن سَعَدَها زَمَنها جابِت بناتها قبل صُبيانها، سبحان الله! من يُصلِح الحال, ويُسعدُ الإنسان؟ الله أم الزمن؟ ويقولون على الذى تدهوَرَت أحواله: الزمن جار عَلِيه, الزمن مال بِيه، الزمن حَوَجُه.. أى أن الزمن جعله محتاجاً, ويقولون: كتَّر خير الدنيا (مثل: كتَّر خير الدنيا ان فلان اتجوّز) وهل تفعل الدنيا شيئاً؟ وكذلك يقولون: كُلُّه من خِيرَك, والخير كله من الله {
              قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ} النساء:78

              قولهم على العبيط: دَه اللاوِى, دَه شِيخ, دَه بَرَكَة, دَه وَلِى من أولياء الله, دَه مَجْذُوب (بمعنى أنه مجذوب لله) خَلّيه يِدْعِيلَك, دَه دَعْوِتُه مُستجابَة.. إلخ, وكل هذا لا يَصِح.
              يقولون: خُدُوا فالْكُو من عِيالْكُو, ويقولون: دُول مكشوف عنهُم الحجاب، لدرجة أنهم يسألونهم عن غيبيّات, مثل الحامل ستلد ذكراً أم أنثى؟ سبحان الله! وهل يعلم الغيب إلا الله؟

              قولهم: مصر هِبَةُ النيل.. وهل النيل يَهَبُ شيئاً, أم أن الله سبحانه وتعالى هو الوَهّاب؟, ويقولون: وَهَبتُه الطبيعة قوَّة.. وهل تفعل الطبيعة شيئاً؟, ويقول البعض: الدين لله والوطن للجميع, والصحيح أن الدين, والوطن, وكل شىء, لله رب العالمين {
              إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [الأعراف:128], ويقولون: زَهرَة عبّاد الشمس, وزيت عبّاد الشمس, وهذا خطأ, لأن الكون كله, بما فيه, ومن فيه, عبيد لله سبحانه وتعالى, فالأفضل أن نقول: زهرة الشمس, أو كلمة نحوها.

              قول: الإيد البطّالة نِجْسَة.. ولا يجوز أن يُقال على المسلم أنه نَجِس, بأىّ حال، سواء الجُنُب, أو الحائِض, أو النُّفَساء.. إلخ، لأن المشرك هو النَّجِس، قال الله عز وجل: {
              إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة:28] وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إنَّ المؤمنَ لا يَنْجُس))متفق عليه
              إذا ذُكِرَ ميّت قالوا: دَه هُوَّ فى دار الحق, واحْنا فى دار الباطِل.. نعم هو فى دار الحق, ولَكِنّا لسنا فى دار الباطل, وكذلك من يقولون: الدنيا دِى مالْهاش لَزمَة, وكأنَّ الله قد خَلقَها لغير حكمة, مع أن الله سبحانه وتعالى قال: {
              وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ} [الحجر:85] وقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} ص:27

              عندما يأمر أحد غيره بفعل الخيرات.. يقول له اعمل كذا عشان عَضْم التُّربَة (أى من أجل الموتى) والمفروض أن العمل يكون لله سبحانه وتعالى.
              يقولون بعض العبارات التى تنهَى عن المعروف, مثل: يا مزَكّى حالَك يِبَكّى, الصبر يوَدّى القبر, السَّلَف تَلَف والرَّد خسارة (مع أن أجْر القَرض أعلى من أجر الصدقة, ورَدّه فَرض), خيراً تِعمِل شَرّاً تِلقَى, جزاء المعروف ضرب الكُفوف, وأنا أعلم أنهم يقصدون أن بعض الناس يردُّون بالسيئَة مُقابِل الحسنَة، وأقول لهم: إنكم حين عملتم هذا المعروف انتظرتم, أو توقَّعتُم الجزاء منهم، ولكن اعملوا المعروف لله تعالى, فعندئذ لا يضيع أبداً (وليس كما يقولون: اعْمِل الخير وارْمِيه البحر) قال الله تعالى: {
              هَلْ جَزَاء الإحْسَانِ إِلا الإِحْسَان} [الرحمن:60] وقال: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} المزمل:20

              يقولون على الذى يتزوج أكثر من واحدة: دَه يا إمّا قادر يا إمّا فاجر، أى أنه إمّا غنى, أو فاجر, سبحان الله! كيف يُوصَف الحلال بالفجور, والعياذ بالله؟ أو كيف يوصف بالخيانة, كالتى تقول على زوجها إذا تزوج بغيرها: دَه خانّى وراح اتجوّز علىَّ؟
              هناك من يدعو على نفسه عند موت حبيب له, أو ابتلاء, أو ضيق، أو يدعو على أولاده, وأمواله, ومنهم من يدعو على نفسه, لمجرَّد مجامَلة الضيوف, كما نسمع – مثلاً – من تقول: إلهى يِقطَعنى, إلهى تِعْدَمِينى لو ماكَلْتِيش كذا, إلهى اللى ياكُلْها غيرك يِطفَحها, وغير ذلك كثير, وهذا كله مخالف للسنَّة.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
              لا تدعوا على أنفُسِكُم, ولا تدعوا على أولادِكُم, ولا تدعوا على أموالِكُم, لا تُوافِقوا من الله ساعةً, يُسأَلُ فيها عَطاءً, فيستجيبُ لَكُم)) [صحيح مسلم] فبدلاً من قولنا لأبنائنا: ربنا ياخُدْكُم, نقول لهم: ربنا يهديكم.
              وأوَدُّ أن أسأل من يدعو على نفسه, ويقول: يا رب خُدْنى عَشان استَرَيَّح.. هل تعلم يقيناً أن راحتك فى موتك؟ إن بعد الموت إما رَوْضَةً من رِياض الجنة, أو حُفرَةً من حُفَرِ النار (اللهم إنا نسألك رضاك والجنة, ونعوذ بك من سَخَطِكَ والنار) قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
              لا تدعوا بالموت, ولا تتمنَّوْه, فمن كان داعياً لا بُدّ, فَلْيَقُل: اللهم أحْيِنى ما كانت الحياةُ خَيراً لى, وتَوَفَّنى إذا كانت الوَفاةُ خَيراً لى)) [سنن النسائى, صحيح الجامع:7265] وقال: ((لا يَتَمَنَّ أحدُكُم الموتَ, ولا يَدْعُ بِهِ من قَبلِ أن يأتِيَهُ, إنه إذا مات أحَدُكُم انقَطَعَ عَمَلُهُ, وإنه لا يَزيدُ المؤمنَ عُمْرُهُ إلا خَيراً)) صحيح مسلم

              إذا مرض إنسان, وكان غالياً عليهم, قالوا هو عمل اِيه فى دُنْياتُه, عَشان ربّنا يِعمِل فيه كِدَه, وهذا اعتراض على قَدِرِ الله, وإن كانوا يكرهونه قالوا احْسَن, دَه يِسْتاهِل، دَه عَمَلُه اسْوِد، شُوف ربّنا عَمَل فِيه إِيه؟ ونقول لهؤلاء: إن المرض لا يترك أحداً.. مسلماً كان, أو كافراً، ولكن العِبرَة بالعمل.. فإن كان المريض مُطيعاً لله سبحانه وتعالى، مُستقيماً على أمْرِه، صابراً مُحْتَسِباً، راضِياً بقضاء الله، لا يشكو لأحد غير مَوْلاه، كان المرض تكفيراً لذنوبه, وفى ميزان حسناته يوم القيامة, وإن كان عاصياً، ساخِطاً على قَدِرِ الله، فهو عليه وِزْر.
              ونُبَشّر إخواننا المرضى – عافانا الله وإياهم والمسلمين أجمعين – بالبشرى العظيمة التى جاءت فى كتاب ربنا جل وعلا {
              إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمَر:10] وبحديث رسولنا صلي الله عليه وسلم الذى قال فيه: ((ليَوَدَّن أهلُ العافيةِ يوم القيامةِ أن جُلُودَهُم قُرِضَت بالمقاريض, مما يَرَوْنَ من ثواب أهلِ البلاء)) صحيح الجامع:5484

              يقولون إن الرجل لا يُعيبُه شىء, إلا نقص المال (الراجل عِيبُه جيبُه) فى حين أن نقص ماله ليس عَيْباً, بقَدْر نقص تديّنه وأخلاقه. وأريد أن أسأل من يقول: الراجل يعمل أى حاجه مِش عيب, ومن يقول: انا اعمل اللى انا عاوْزُه.. أنا راجِل مِش سِِت, فأقول له: إن كان المجتمع لا يَلُوم عليك فعل المنكرات, فأين الخوف من الله؟ وهل عقابك يوم القيامة سيكون أقل من المرأة؟ أم هل تُحاسَب الإناث, ولا يُحاسَب الذكور؟!
              يقولون على بعض الأشياء المتوافِرَة بكَثرَة: زَىّ الهَم ما يِتْلَم, وأكْتَر من الهَم على القلب, ويقولون: ماحَدِّش فى الدنيا مِسْتَرَيَّح. وهذه الأقوال فيها إيحاء بأن الغالب على أحوال العباد هو الهَمّ, والضِيق, والضَّنك, مع أن نِعَم الله هى الغالِبَة, ولكن الإنسان لا يشعر بها, إلا عند فَقْدِها, أو عند النظر لمن حُرِمَ منها.

              شاع مؤخَّراً قول الرجل لزوجته ماما, وقولها له بابا.. بحجَّة تعليم أطفالهم, وقد قال العلماء إن هذا مُضاهاة للظِّهار, الذى نُهِينا عنه, فى قول الله تعالى: {
              الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا الائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُور} المجادلة:2

              بعض الناس إذا سألوا أحداً عن شىء, فقال لهم: نِسِيت, قالوا له: نِسِيك الموت, وبهذا يَنسِبُون النسيان لله سبحانه وتعالى, وهم لا يشعرون.
              عندما يَذكُر أحد أنه من بلد مُعيَّن (من الصعيد مثلاً, أو الفلاحين) يَرُدّ عليه سامِعهُ (مُجامَلةً له) فيقول: احسن ناس, مع أن المجامَلة لا تُبَرر له الوقوع فى الكذب, كما أن هناك من يقول لمن يخاطبها: يا سِتِّ الكُل, وقد علَّمنا ربنا جل وعلا أن أحسن ناس هم المتقون, بغضّ النظر عن جِنسهم, أو غِناهم, أو جَمالهم {
              إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم} [الحجرات:13] وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى لا ينظرُ إلى صُوَرِكُم, وأموالِكُم, ولكن إنما ينظرُ إلى قلوبِكُم, وأعمالِكُم)) صحيح الجامع:1862

              قول البعض: اللهم اكْفِنى شَر أصدقائى.. أمّا أعدائى فأنا كَفيلٌ بِهِم, وهذه العبارة لا تَصِحّ, لأنها تُوحى بالاستغناء عن الله سبحانه وتعالى فى كَفّ الشر, وهذا مُستحيل, كما أن فيها سوء ظن بالأصدقاء.
              بعض المستهترين يرفع صوت الأذان فى رمضان, قبل المغرب بدقائق, لِيُوهِم الناس أنه قد حَلَّ وقت الإفطار، ويضحك عندما يتحقق مُراده.
              مِزاح البعض مع أولادهم (أو غيرهم) بقَولِهم: دَه ابن حرام, أو دَه ابن أبالسَة.
              قولهم: إدّيلى عُمْر وارْمِينى فى البحر.. فمن يعطى العمر؟ الله أم البشر؟ وقولهم: لِعْبة الأيام.. فهل الأيام تفعل شيئاً؟
              قولهم: الجنَّة من غِير ناس ما تِنْداس, وقولهم: تِغُور يا قبر بِمِيتْ جنَّة فيك (أى بمائة جنَّة) وفى هذا استِهانَة بما أعدَّه الله من النعيم لعباده الصالحين.
              إهانَة الأقارب بقولهم: الأقارب عقارب, وقولهم: ماتْجِيش المصايِبْ إلا من القرايِبْ.

              أقوال تَعنِى الأنانية والكِبْر, مثل: أنا وبعدى الطُّوفان, إن جالَك الطُّوفان حُطْ عِيالَك تحت رِجْلِيك, يا أرض انْهَدّى ما عليكى أَدّى.
              أقوال تحكُم على مصير الناس بغير علم, مثل: دَه هايْخُشْ النار حَتْف, ودَه هايْخُش الجنَّة من أوْسَع أبوابها, وهذا وأمثاله لا يَصِحّ, لأن الجنة والنار بِيَدِ الله سبحانه وتعالى, ولا يعلم أحد من سيكون من أهل هذه أو تِلْكَ, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
              احتجَّت الجنة والنار, فقالت الجنة: يَدخلنى الضعفاء والمساكين, وقالت النار: يَدخلنى الجبّارون والمتكبرون, فقال الله للنار: أنتِ عذابى أنتقمُ بِكِ ممن شِئتُ, وقال للجنة: أنتِ رحمتى أرحمُ بِكِ من شِئتُ, ولِكُلٍ واحدة مِنكُما مِلْؤها)) [صحيح الجامع:185] وقال: ((إن الرجلَ ليعملُ عَمَلَ أَهلِ الْجنَّةِ فِيمَا يَبْدُو للنَّاسِ, وهو من أَهلِ النار, وإن الرجلَ ليعملُ عَمَلَ أهلِ النارِ فِيمَا يَبْدُو للناسِ, وهو من أهلِ الجنَّة)) متفق عليه

              وهناك أقوال أخرى متفرقة, مثل: الدنيا فُونيَة (استهزاء بعبارة الدنيا فانية), الغايَة تُبَرر الوسيلَة, أنا عبد المأمور, دَه احْنا على كَفّ عفريت, يا مِستَعجِل عَطَّلَك الله, مرض لَعِين, قَطْع الخبز على العين عند القَسَم, وقولهم: وِحْياة النِّعمَة دِى على عِنَييا, عندى فِكرَة جُهَنميَّة, ماحْنا عارفين إن عِيشِتنا كلها حرام فى حرام, كُلّنا داخلين النار (والعياذ بالله), الفقير ريحتُه وِحْشَه, الشيطان شاطِر, مع أن الله عز وجل قال: {
              إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء:76], قَلْب الشبشب فى المشاجَرات, وقولهم: طُوبَة على طُوبَة خَلّى العارْكَة مَنصوبَة (نعوذ بالله).

              وبالجملة.. فإنه ينبغى للمسلم أن يراقب الله عز وجل فى كل فعل, أو قول: {
              مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18] وأن يعلم أنه سيحاسبه على كل كبيرة وصغيرة, فى يوم {يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} [المزمل:17] و{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فصِّلت:40 هذا والله اعلم
              يتبع ... غدآ إن شاء الله

              إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
              فإدعوا لي
              راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

              تعليق


              • #67
                رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


                بعض المفاهيم والأفعال الخاطئة

                هناك بعض المفاهيم والأفعال الخاطئة لَدَى كثير من المسلمين, ومن أمثلتها ما يلى:
                تلطيخ الحوائط والأطفال بدم الذبائِح لدفع الحسد, ولا يَخفَى أن هذا من البِدَع المنكَرَة.
                ترى الكثير من الناس ينشغلون بالعمل عن أداء الصلاة فى أوقاتها, ويضيّعون صلاة الفجر, ويُفَرّطون فى عبادات كثيرة، وإذا نصحتهم بعدم التقصير فى حق ربهم، قالوا لك العمل عبادة! أىُّ عبادة هذه التى تصدّكم عن ذكر الله, وعن الصلاة؟ ولِمَن هذه العبادة, إذا كان الذى تدَّعون عبادتكم له بالعمل, هو الذى أمركم بالصلاة فى أوقاتها؟ فقال عز وجل: {
                إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} [النساء:103] وقال: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238] وقال رسوله صلي الله عليه وسلم: ((أفضلُ الأعمال الصلاة فى أوّل وقتها))صحيح الجامع:1093

                صحيح أن ديننا قد حَثَّنا على السعى لكسب أرزاقِنا، ولكن بشرط أن يكون هذا العمل حلالاً، وألا يكون هو أكبر هَمّنا، وألا يَشغلنا عن العبادات الأخرى التى أُمِرنا بها. وهناك حديث شائع بين الناس بعكس معناه، يقولون إنه كان هناك رجلان على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم أحدهما يعمل, والآخر مُنقَطِع للعبادة، فزعموا أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال للذى يتعبَّد (أخوك أعْبَد منك) وهذا غير ما حدث تماماً. والصحيح أن أحدهما كان يأتى للرسول صلي الله عليه وسلم ليتعلَّم منه، والآخر يَتكَسَّب, فاشتكى الذى يتكَسَّب للرسول صلي الله عليه وسلم من أخيه، فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم: ((
                لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:5084] ومعناه واضح.. وهو كما يقول أحدنا, عندما يرى من يَعُول يتيماً, أو مسكيناً: الله أعلم.. دَه يِمْكِن ربنا بِيُرْزُقُه عَشانُه.

                يقولون لا حَياءَ فى الدين, وهذه العبارة خاطئة, لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ((
                الحياءُ من الإيمان)) [متفق عليه] والصحيح: لا حَرَجَ فى الدين, قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} الحج:78

                يظن البعض أن عِلْم الله بحالِ العبد يُغنِى عن الدعاء, ويقولون: عِلْمُه بحالى يغنيه عن سؤالى, بل وينسبون هذا القول لسيدنا إبراهيم (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) عندما رماه قومه فى النار, وهذا خطأ, فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                إنه من لم يَسألِ الله تعالى يَغضبْ عليه)) [صحيح الجامع:2418] وقال: ((الدعاء هو العبادة)) سنن أبى داود والترمذى, صحيح الجامع:3407
                البعض يظن أنه إذا أخذ فتوى من أى شيخ – ولو كان قليل العلم – فليس عليه حرج فيما أفتاه به, ويقولون: حُطَّها فى رَقَبِة عالِم, واطْلَع منها سالِم.

                يقولون: ربنا رب قلوب, ويقصدون أن المهُمْ هو نيَّة العبد, بغَضِّ النظر عن عمله, مع أن الإيمان ما وَقَرَ فى القلب, وصَدَّقه العمل.
                يعتقدون أن المرأة تخرج من بيتها بعد الطلقة الأولى والثانية, والصحيح أنها تمكث فى بيتها مع زوجها, ما دامت فى عدتها, وتؤاكله, وتُشاربه, وتتزين له, إلا أنه لا يجامعها إلا إذا راجعها, ومن العلماء من قال إنه لو جامعها فقد راجعها, قال تعالى: {
                يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً} الطلاق: 1.

                كما أنهم يعتقدون أن الزوج إذا أراد مراجعة زوجته فى عدتها, فلابد أن يذهب إلى أحد الشيوخ ليردها له, والصحيح أنه يردها بنفسه, كأن يقول لها: (أرجعتك إلى عصمتى) أو أى كلمة فى معناها, كأن يقول لها بلهجتنا العامّية: رجّعتك إلىَّ, أو رجّعتك لعصمتى.

                البعض ينظر للتى تتزوج بعد طلاقها, أو موت زوجها, نظرة احتقار, خصوصاً لو تزوجت أكثر من مرة, لدرجة أن بعض أقاربها يقاطعها, وكأنها فعلت جريمة! ونقول لهم: لماذا تظلمونها؟ ألم تفعل ما أحَلّه الله؟ وهل هذا أفضل لها, أم الفتنة فى دينها؟, وكذلك يُسقِطون التى تتزوج رَجُلاً مُتزوّجاً من أعينهم, ويقولون: دِى خادِتُه مِن على مراتُه (أى زوجته) أو مِن على مراتُه ووُلادُه, والبعض يُهينها, ويُسْمِعْها من فاحِش القَوْل, ويَسعَى فى طلاقِها, وكل هذا لا يرضى الله سبحانه وتعالى, لأنه هو الذى شَرَع تعدد الزوجات, وله من الحِكَم الكثير, ولكن ليس هنا مقام ذِكرها. ولو أن التى تزوَّج زوجها بغيرها, نظرت لزوجته على أنها أختها فى الله, لَمَا حدث كل هذا, ولو أنها استحضرت فى قلبها ثوابها عند ربها على ابتلائِها, لَصَبَرَت عليه, ولَمَا تَضَرَّرت منه. ولكن ينبغى للزوج أن يَعدِل بين زوجاته, حتى لا يُبْعَثَ يوم القيامة مَشْلُولاً, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                مَن كانت لهُ امْرَأتانِ, فَمالَ إلى إحداهُما, جاءَ يوم القيامةِ وشِقُّهُ مائِل)) سنن أبى داود, صحيح الجامع:6515

                كثير من الناس يقولون إن أهم شىء يمتلكه الإنسان هو صِحّته، حتى إنهم إذا أرادوا مُواساة أحد أصابه مكروه, قالوا له: ماتِزعَلشْ, ولا يهِمَّك, أهم حاجَة صِحّتك. ولكن هذا القول غير صحيح، لأن أهَمّ, وأعظم شىء نمتلكه, هو ديننا, وقولوا لى بربكم: ماذا تنفع الصحة, لو أن الإنسان كان كافراً, والعياذ بالله؟ فالحمد لله على نعمة الإسلام, وما أعظمها من نعمة.

                يعتقدون أن الذى مات موتة سريعة, مثل السَّكْتَة القلبيَّة (عافانا الله وإياكم) أو مات فى رمضان, أو يوم الجمعة, أنه مات مُوتَه حِلوَة (بمعنى أن الله راضٍ عنه) بِغَضّ النظر عن عمله.. أهو مُطيع لله عز وجل, أم عاصٍ, وكذلك من مات موتة صعبة, نتيجة الحوادث وغيرها (عافانا الله وإياكم) قالوا إنه شهيد.. بغض النظر عن عمله, وإيمانه من قبل.

                يا إخوتى: إن العبرَة ليست بالأيام, أو الأماكن, أو طريقة الموت, بقدر ما تكون بعمل الإنسان, وربما تشتد السكرات على المطيع, ولا يكون هذا غضباً عليه, بل تكفيراً لذنوبه.

                وأجيبونى بارك الله فيكم: هل من مات سريعاً, أو يوم الجمعة, أو فى رمضان, أو فى مكة المكرَّمَة, أو المدينة المنوَّرَة.. وكان سارقاً مثلاً, أو مُرتَشِياً, أو شارباً للخمر, أو آكلاً لمال اليتيم, أو ذاهباً للحج والعمرة بمال حرام, أو غير ذلك من الموبِقات, هل هذا ينفعه؟
                ثم إنه من الخطأ أن نحكم على أحد بأنه شهيد، لأن الذى يعلم بحاله هو الله عز وجل, ولكننا نقول مثلاً: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبَّله فى الشهداء، أو نَحْسبه شهيداً, ولا نُزَكِّى على الله أحداً. وكذلك لا يَصِحّ أن نَمنَح الشهادة لمن نشاء, بغير دليل من الكتاب والسنَّة, فلا ينبغى أن نقول مثلاً: شهيد الواجِب, شهيد الوطن, … إلخ.

                يعتقدون أنه إذا دُفِنَ طفل بجانب ميّت, أنه يرحمه, ويقولون على الميّت: دُفِنَ فى مثواه الأخير, مع أن المثوَى الأخير هو الجنَّة أو النار, وليس القبر (اللهم إنا نسألك رضاكَ والجنة, ونعوذ بك من سَخَطِكَ والنار)

                يُسَمُّون الشذوذ الجنسى بين الرجال (اللواط) وهذه الكلمة خطأ, لأنها مأخوذة من اسم سيدنا لوط – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – وهو الذى كان يَنهَى قومه عن هذا الفعل الشنيع, فالأَصَحّ أن يُقال: فِعْل قوم لوط.
                يقولون على الذى كبُرَت سِنّه, ولم يُنجِب, أو ليس عنده مال: دَه ماطْلِعْش بحاجة من الدنيا, والذى عنده قليل من الأطفال, أو المال: دُول هُمَّ اللى طِلِعْ بِيهُم من الدنيا. مع أن العِبرَة ليست بالمال, ولا بالأطفال, ولكن الإنسان لا يخرج من الدنيا إلا بعمله {
                يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ {88} إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} الشعراء:88-89

                كثير من الناس ينظر لبعض المِهَن نظرة احتقار (كالخِدمَة فى البيوت مثلاً) وينظرون لمن يعمل بها نظرة دُونِيَّة, مع أنها حلال, وأفضل من التسَوُّل, فى حين أنهم يُعَظّمون وظائف أخرى, وإن كانت حراماً, وينظرون للمرأة الفقيرة, العفيفة, المحجَّبة, التى تعمل مثل هذه الأعمال, بازدِراء, فى حين أنهم ينظرون للمرأة المتَبرّجَة أشَدّ التبرُّج, نظرة إكْبار, لأن عملها عندهم أفضل من عمل الفقيرة, أو لأنها أغنى منها, وهذه النظرة الظالمة من المجتمع, تجعل البعض يعيشوا على الصدقات, ولا يعملوا مثل هذه الأعمال الشريفة المتواضعة, مع أن هذه المقاييس لا تُرضى الله سبحانه وتعالى, وقد كان كثير من الصحابة عبيداً, وهُمْ من أهل الجنَّة, رضى الله عنهم وأرضاهم.

                يعتقدون أن العفاريت تطلع مكان خروج روح القتيل، فلو كان هذا صحيحاً, لكانت المستشفيات أكثر عَفاريتاً!
                إذا ذُكِرَ الموْت خافوا, وقالوا بِعْدِ الشَّر، أو بِعيد عن السّامْعين، أو بَرَّه وبِعيد، ويتضايقون من ذِكْرِه، وإذا قال أحد إن الميّت, أو المريض, قَدّ فُلان (أى مثله فى العمر) خافوا, وقالوا قَدّ نفسه.. خَوْفاً على السليم من الموت, أو المرض, وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((أ
                كثروا ذِكْر هادِم اللذات: الموت, فإنه لم يَذكُره أحد فى ضِيق من العَيْش, إلا وَسَّعَه عليه, ولا ذَكَرَه فى سَعَةٍ, إلا ضيَّقَها عليه)) [صحيح الجامع:1211] أى أن الإنسان إذا ذكر الموت, وهو فى ((ضِيق)) فإن هذا يُهوّن عليه ضِيقه, لعلمه أن هذا البلاء سينتهى, وأن الدنيا كلها ستنتهى, فلِمَ كل هذا الحزن؟ كما أن الموت يذكّره بثواب صبره بعد موته, على ما هو فيه من الضيق. وكذلك إن ذَكَرَه فى ((سَعَة)) فإنه يُضيّقها عليه, حتى لا يُخْرِجُه فَرَحُه عن طاعة ربه, ويعلم أن كل شىء سينتهى, فلِمَ كل هذا الفَرْح؟ قال الله عز وجل: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {22} لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}الحديد:22-23

                ويا إخوتى إن العِبرَة ليست بِطُول العُمر، بل بالبَرَكَة فيه, فَكَمْ ممن عاشوا زمناً طويلاً, ولكنهم لم يفعلوا خَيراً قَط، وآخرين عاشوا أعماراً قصيرة, ولكنهم غَنِموا فيها رضا الله عز وجل, فَبَدَلاً مِن قَوْل: ربنا يِدّيك طُولة العُمر.. قولوا ربنا يبارك فى عمرك.
                يقول من اجتهد فى تحصيل شىء: عَمَلْت اللى عَلىَّ, والباقى على الله. فى حين أن أعمالهم كلها بقَدَر الله سبحانه وتعالى, ولولا أنه وفَّقهم لَمَا عَمِلوها, فالأفضل أن يقولوا: عَمَلْت اللى علىَّ, والتوفيق من الله.

                يعتقدون أن المرأة الحامِل إذا نظرت للجَمِيل تَلِدُ جَمِيلاً, ويعتقدون أنها حال ولادتها تَحُوطها الملائكة، وأن دعاءها مُستجاب، لدرجة أنهم يظنون أن مَلَك الموت, وسيدنا جبريل – عليهما السلام – يحضران ولادتها! ويطلبون منها – وهى فى أشد التعب – أن تدعو لفلان وفلان, فى حين أنها هى المحتاجة للدعاء, ويظنون أن الذى يحضر الولادة ويكون مُخُّه ناشِف (على حَدِّ قَوْلهم) يعطَّل ولادتها, ويَرْمُون المشِيمَة (الخَلاصْ) فى نهر النيل, ويقولون إن التى ترمِيه لابُدّ أن تَضْحَك, حتى يكون الطفل ضَحُوكاً, ويُلْبِسُون الطفل ملابس سوداء, لدفع الحسد.

                يعتقدون أن المرأة هى المسئولة عن إنجاب البنين, لدرجة أن زوجها يطلقها, إن لم تُنجِب له ولداً, مع أن الله سبحانه وتعالى قال: {
                أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى {36} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى {37} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى {38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى {39} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة:36-40] قوله تعالى: {فَجَعَلَ مِنْهُ} أى من ماء الرجل. وقد أثبت العلم أن المسئول عن إنجاب البنين والبنات – بعد الله عز وجل – هو ماء الذكر, وليست الأنثى.

                يعتقدون أن تخويف من لم يُنجِب, يجعله يُنجِب.. ويقولون: عايْزِين نِخُضُّه عَشان يِخَلّف, ويعتقدون أن المرأة التى تشتهى طعاماً, ولا تأكله وهى حامل, يظهر أثره فى جسد ابنها, أو ابنتها, ويُسَمُّونها (وَحْمَة) فى حين أن هذه البُقَع الجِلديَّة لها تفسير علمى, لا علاقة له بالطعام.
                يظنون أن قَوْل: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} خاصّ بالموت، فإذا قالها أحد.. قالوا له: أعوذ بالله, هُوَّ إِيه اللى حَصَل, هُوَّ فى مصيبة ولْلا حَدْ مات. مع أنها تُقال عند حدوث أى بلاء. ويعتقدون أن كلمة (ربنا يرحمه) خاصَّة بالأموات, مع إننا محتاجون لرحمة الله سبحانه وتعالى فى الدنيا والآخرة. وكذلك لو سمع بعض الناس قرآناً يُتلَى, يحسبون أن هناك جنازة منصوبة لميّت.

                يعتقدون أن لَيلَة القَدْر تكون على هَيئة نور, يراه بعض الأشخاص، ويقولون إن ليلة القدر طِلْعِت لُه.
                البعض يُعَرُّون رؤوسهم عند الدعاء (وخصوصاً النساء) ويظنون أنه يُستجاب هكذا.
                يقولون إن الذى يريد أن يذبح دجاجة, أوبطَّة, أو غير ذلك.. لابد أن يستأذن من جَزّار, وأن تكون السكِّين لها ثلاثة مسامير.
                إذا قلت لأحد ربنا يهديك.. قال لك هو انا معَفرَت ولْلا إِيه؟ يا أخى قُلْ آمين، فَمَن ذا الذى لا يريد أن يَهدِيَه الله؟ وإن كنتَ مُهتدياً, فاطلب من الله الزيادة {
                وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُم} محمد:17

                إذا قلت لأحد: اتق الله.. غَضِبَ, وقال أنا بَتّقِى الله أحسن مِنَّك. يا أخى لا تغضب، لقد قالها الله عز وجل لِمَن هو أفضل منى ومنك, ومن الخلق أجمعين {
                يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّه} [الأحزاب:1] ولكن ينبغى للمسلم ألا يقولها لأخيه من باب السخرية والاستهزاء، ولا فى كل الأحوال، حتى لا يُوقِعه فى أشد مما هو فيه.
                وكذلك لا يقول للغضبان بالِغ الغضب: صَلِّ على النبى أو: وَحِّد الله, لأن البعض لا يملك نفسه عند الغضب, وربما تَفَوَّه بألفاظ تخرجه من الملَّة (والعياذ بالله). ولا ينبغى أن يفهم أحد من كلامى هذا أنى أنْهَى عن قول هذه الكلمات, ولكنى أقصد ألا نقولها فى كل الأحوال.

                إذا قلت لأحد: النبى صلي الله عليه وسلم كان يعمل كذا وكذا، يقول لك دَه النبى.. هو احْنا زَى النبى. ألَيسَ هو قُدوَة لنا؟ ألم يَقُل الله عز وجل: {
                لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الاحزاب:21]؟

                يقولون: كل واحد له رسالة فى الحياة, لازم يِأَدّيها, ويقولون: الفن رسالة, الأدب رسالة… إلخ. ما هذه الرسالة يا إخوانى؟ إن الرسالة تستلْزِم وجود مُرسِل, ورسول, ومُرسَل إليه, فأين هم؟ ولكن الأصَح هو ما ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فى الحديث الذى ذكرناه من قبل: ((
                كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مَسئولٌ عن رَعِيَّتِهِ))
                بعض الناس يُعطّلون زواج أولادهم, ويُحَرّمون على أنفسهم الحلويات, وبعض المفروشات.. لماذا؟ لأن أحد أقاربهم, أو معارفهم, مات!
                أحياناً نسمعُ الأم إذا أُصِيبَ ولدها بمرض.. تقول له يا رِيت الْلى فِيك يِيجى فِيَّه. لا يا أختى.. اسألى الله العافية, لكِ, ولولدِكِ, وللمسلمين أجمعين, فإن الله سبحانه وتعالى جَوادٌ كريم, وقد نُهِينا عن تَمَنّى البلاء، وأُمِرْنا بسؤال الله العافية، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                سَلُوا الله العَفْو والعافِيَة, فإن أحداً لَمْ يُعْطَ بعدَ اليقينِ خَيراً مِن العافِيَة))صحيح الجامع:3632

                ولا تكونى أيضاً كالَّتِى تشتكى – وربما تكذب – لتدفع الحسد عن أولادها، فإذا رأى أحد ابنها أو ابنتها قالت دَه الوادْ سُخْنْ, ومانَمْشْ طُول اللِيل من الكُحَّة, والْبِت تَعبانَة, ومانَيّمِتنيش طُول الليل من المغَص الْلى عندها.. إلخ. ونقول لها: إن كان وَلدك (أو ابنتك) مريضاً فِعلاً, وأنتِ لا تقصدين دفع الحسد.. فَلِمَ تشتكينَ لغير الله؟ لقد قال الله عز وجل: {
                فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً} [المعارج:5] وقد قال العلماء: إن الصبر الجميل, هو الصبر بِغَير شكوى.

                بعض الناس إذا كانت لهم أُمنيَة, يريدون أن تتحقق, قالوا مثلاً: يا رب تِتفِقِع لى عِين, بَس ربنا يِدّيِلى كذا. وبعضهم يقول: انا مِش عايِز من ربنا إلا الصحة والسَّتر.
                يا إخوتى فى الله.. اطلبوا من الله ما تريدون, بغير ما يُقابِله من البلاء, فإنه سبحانه وتعالى خَير من سُئِلَ, وأكْرَم مَن أعْطَى, ونحن لا نستغنى عن الله طَرفَة عَين, ونريد أن يوفّقنا لكل خَير, ويَصرِف عنّا كل شَر, ولا نريد الصحة والسَّتر فقط, وفَّقنا الله وإيّاكم لما يحب ويرضى.
                هذا والله تعالي أعلم
                يتبع ... غدآ إن شاء الله

                إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
                فإدعوا لي
                راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

                تعليق


                • #68
                  رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


                  أقوال وأفعال لا دليل عليها

                  هذه بعض الأقوال والأفعال التى لم تَرِد فى الكتاب ولا السنَّة, ولا دليل عليها من علوم الدنيا:
                  قولهم إذا آتاهم الله ما يحبون من متاع الدنيا (كَسيّارَة, أو منزل, أو وظيفة, أو زوجة, أو ولد… إلخ): دَه انا ربنا بِيْحِبّنى, دَه ربنا بِيْحِبُّه, دَه ربنا راضى عَنُّه.. إلخ, وهذا ليس مِقياساً لحب الله تعالى، فنحن نرى الكَفَرَة يتمتعون بالمال والجمال والعِيال, فهل ربنا سبحانه وتعالى يحبهم؟ ولكن مِقياس حُبّ الله تعالى هو التوفيق لطاعتِه, والْمُسارعة فى مَرْضاتِه جل وعلا, قال تعالى: {
                  أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ {55} نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُون} [المومنون:55-56] وقال: {أَفَرَءيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ {205} ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ {206} مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} [الشعراء:205-207] وقال رسوله صلي الله عليه وسلم : ((إن الله قَسَمَ بَينَكُم أخلاقَكُم, كما قَسَمَ بَينَكُم أرزاقَكُم, وإن الله عز وجل يُعطِى الدنيا مَن يُحِبُّ, ومَن لا يُحِبُّ, ولا يُعطِى الدين إلا لِمَن أَحَبَّ, فَمَن أعطاهُ الله الدينَ, فقد أحَبَّهُ)) [مسند أحمد] وقال: ((إذا رأيتَ الله تعالى يُعطِى العبد من الدنيا ما يُحِب, وهُوَ مُقِيم على مَعاصِيه, فإنما ذلكَ مِنْهُ اسْتِدْراج)) صحيح الجامع:561

                  وينبغى التنبيه هاهُنا على عدم المسارعة بالحُكْم على الناس بالصلاح, أو عكسه، لأن الذى يعلم بالعباد, هو خالقهم سبحانه وتعالى، كما قال فى كتابه الكريم: {
                  فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32] وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لِمَن مَدَحَ شَخصاً فى وَجْهِه: ((وَيْلَكَ! قطعتَ عُنقَ صاحبك, من كان منكم مادِحاً أخاه لا مَحالَة, فَلْيَقُل: أحْسَبُ فُلاناً, والله حَسِيبه, ولا أُزَكّى على اللهِ أحداً, أَحْسِبُهُ كذا وكذا, إن كانَ يَعلَمُ ذلكَ مِنْهُ)) [صحيح الجامع:7140] أى أنّك لو أردتَ أن تمدح شخصاً, فلا تمدحه فى وَجْهِه, لأن هذا يُفسده, وربما أَدخَلَ عليه العُجْب, والغرور, والرِّياء، وكُلّ هؤلاء من الْمُهْلِكات. ولكن إن كان لابُد من مَدْحِه, فَلْيَكُن فى غَيبَتِه, فإذا أردتَ مثلاً أن تقول إنه طَيّب.. فَقُل: أحسبه طَيّباً, ولا أُزَكّى على اللهِ أحداً.

                  وهنا أُذَكّر إخوانى أن العِبرَة بالخواتيم، حتى لا نَغتَرّ بأعمالنا, ولا نَحْكُم على أحد أنه من أهل الجنة, أو من أهل النار. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                  إن أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فى بطنِ أمِّهِ أربعينَ يوماً, ثم يكونُ عَلَقَةً مِثلَ ذَلِكَ, ثم يكونُ مُضْغَةً مثلَ ذَلِكَ, ثم يَبْعَثُ الله إلَيهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ, فَيُكْتَبُ عملُهُ, وأجلُهُ, ورزقُهُ, وشَقِىٌّ, أو سعيدٌ, ثم يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ, فإن الرَّجُلَ لَيَعمَلُ بِعَمَلِ أهلِ النارِ, حتى ما يكونُ بيْنَهُ وبيْنَهَا إلا ذِراعٌ, فَيَسْبِقُ عليْهِ الكتابُ, فيعملُ بِعَمَلِ أهلِ الجنّةِ, فيدخُلُ الجنّةَ, وإن الرَّجُلَ لَيَعمَلُ بِعَمَلِ أهلِ الجنّةِ, حتى ما يكونُ بَينَهُ وبَينَهَا إلا ذِراعٌ, فَيَسْبِقُ عَلَيهِ الكتابُ, فَيَعمَلُ بِعَمَلِ أهلِ النّارِ, فَيَدخُلُ النّارَ)) [صحيح البخارى] اللهم أحْسِن خِتامنا أجمعين.

                  إن طالت سَكَرات الموْت على أحد, قالوا: دِى رُوحُه مِتعَلَّقة بِوْلادُه, ويقولون عن الذباب الأخضر إنه روح فُلان, وإذا جاء ذِكْره, يقولون إن رُوحُه طَلَبِت الرحمة, وإذا ذكروه بكثرة, قالوا رُوحه بِتْحُوم حَوَاليّه, وإذا خاف أحد من شىء, قال رُوحى وِقعِت فى رِجْلَيَّه, ويقولون على من عافاه الله بعد عِدَّة أمراض, أو إصابات: دَه عامِل زَى القُطَطْ بِسَبَع أرواح {
                  قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} الإسراء:85

                  يقولون: تارِك الصلاة ملعون, والْلى يُخرُج من صُلْبُه ملعون.. صحيح إن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: ((
                  العَهدُ الذى بيننا وبينهم الصلاة, فَمَن تركَها فقد كَفَرَ)) [سنن الترمذى والنسائى وابن ماجه, صحيح الجامع:4143] ولكن ما ذنب أولاده؟ أين هذا من قول الله تبارك وتعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر:18]؟ ثم إننا نُهينا أن نلعن أحداً لم يَرِد الدليل الصحيح على لعنه, ولكن نسأل له ولنا الهداية.

                  عندما يموت مريض بمرض شديد, قالوا دَه ربنا ريَّحُه.. حتى لو كان تاركِاً للصلاة, أو سبّاباً للدين.
                  عندما يشرب الضَّيف, ويترك بعض الشَّراب, يقولون بناتنا هاتْعَنِّس! وإذا انكسر إناء, يقولون خَد الشَّر وُراح.. فى حين أنه لم يأخذ خَيراً ولا شرّاً, ويأمرون برفع مائدة الطعام بعد الأكل بسرعة, لأن الملائكة – على حد قولهم – شايْلِينْها على دماغهم!
                  تنتشر على ألْسِنَة كثير من الناس عِبارَة: كُتْر السلام يِقِلّ المعرِفَة.. وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                  إذا لَقِىَ أحدُكُم أخاه, فَلْيُسَلّم عَلَيْهِ, فإن حالَت بينهما شجرة, أو حائِط, أو حَجَر, ثم لَقِيَهُ, فليُسَلّم عَلَيْهِ)) [صحيح الجامع:789] وقال: ((تُطعِم الطعام, وتَقرَأ السلام, على مَن عَرَفَتَ, ومَن لم تَعرِف)) [متفق عليه] وذلك حينما سأله رجل وقال له: أى الإسلام خَير.

                  ويَجْدُرُ بنا أن ننصح إخواننا, وأخواتنا, ألا يُفَوّتوا على أنفسهم أجر تحية الإسلام, التى سَمّاها الله عز وجل {
                  تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور:61] وليس كما يقول البعض: صباح الخير, ومساء الخير, أو العَوافى, وتُقعُدُوا بالعافْيَة, أو يقولون سلام, بدلاً من السلام عليكم. كما أن البعض عندما تلقى عليه السلام, يجيبك بقوله: أهلاً, أو نهاره أبيض, أو سلام, أو اتفضل, وهذا كله لا يُجزئ, لأن رد السلام فرض.
                  يضعون مقشَّة تحت الكرسى الذى يجلس عليه الضيف, حتى يمشى من عندهم بسرعة, وإذا أطال عندهم الجلوس, قالوا: دَه احْنا نِكسَر وَراه قُلَّة, أو زِير, عشان مايْجِيشْ تانى. وهذه الأشياء لا تجعله يغادر بيتهم بسرعة, ولا تمنعه من المجىء إليهم مرة أخرى, ولكن نريد أن نلفِت النظر إلى آداب الزيارة, وعدم الإثقال على أهل المنزل, حتى لا يقعوا فى الحرج، وخصوصاً المرضى, فإن السنَّة فى عِيادَتِهِم التخفيف، لأن طُول الزيارة يَشُقُّ عليهم, ويزيد فى مرضهم، إلا إذا عَلِمْتَ يقيناً أن جلوسك معهم يُدخِل السرور عليهم, وكذلك لا تأكل ولا تشرب عندهم (بالطبع لا أقصد الماء) حتى لا ينقص أجرك، إلا إذا عَلِمْتَ أيضاً أن ذلك يُدخِل السرور عليهم. وإذا دُعِيتَ إلى طعام وليمة – مثلاً – أو غيرها, فلا تذهب قبلها بوقت كبير (إلا للمساعدة) ولا تَمْكُث بعد الطعام وقتاً طويلاً, لأن ذلك يَشُقُّ عليهم ويُرهقهم.

                  ربما تقولون انتَ عَمّال تِدّينا فى أوامِر.. هُوَّ انتَ مِين عَشان نسمع كلامك؟ وأقول لكم إنى عبد فقير إلى الله, ولا أتكلُّفُ شيئاً من عِندى, ولكن الله تعالى قال فى كتابه الكريم: {
                  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} [الأحزاب:53] {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} معناها غير منتظرين نُضْجَه, وليس ذلك خاصاً ببيوت النبى صلي الله عليه وسلم ولكنه تشريع للأُمَّة كلها.

                  وبالمناسبة.. هنا يقال مَثَل خاطئ: وهو الضِّيف المجنون ياكُلْ وِيْقُوم، أرأيتم كيف أنه مخالف للآية الكريمة: {
                  فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا}؟ وهناك مَثَل آخر يقول: كُل يا ضِيفْ وبَحْلَقْ عِينِيكْ, أَهِى أَكْلَه واتْحَسَبِتْ عَلِيك, مع أن ذلك مخالف للسنَّة الْمُطَهَّرَة، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ما مَلأ آدَمِىّ وَعاءً شَرّاً مِن بَطنِهِ, بِحَسْبِ ابن آدم أَكَلات يُقِمْنَ صُلْبَهُ, فإن كان لا مَحالَةَ, فَثُلُثٌ لَطَعامِهِ, وثُلُثٌ لِشَرابِهِ, وثُلُثُ لِنَفَسِهِ))صحيح الجامع:5674

                  وأُذَكّر إخوانى أن يهتموا بفقراء المسلمين, وأن يُطعموهم لوجه الله تعالى, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ي
                  ا أيّها الناسُ أفْشُوا السلام, وأَطْعِمُوا الطعام, وصِلُوا الأرحام, وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نِيام, تدخلوا الجنَّةَ بسلام)) [صحيح الجامع:7865] فإننا نُلاحِظ الاهتمام الشديد, وتحضير ما لَذَّ وَطَاب للأغنياء, وربما كان ذلك للتفاخُر، أما الفقراء فلا يُعْطَون إلا القليل الزهيد, وهذه عادة مذمومة, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((شَرُّ الطَّعامِ طَعامُ الوليمةِ, يُدْعَى لها الأَغنياءُ, ويُترَكُ الفقراءُ, ومَن تَرَكَ الدَّعْوَةَ, فقد عَصَى الله ورسولَهُ صلي الله عليه وسلم)) [صحيح البخارى] وقال: ((شَرُّ الطَّعامِ طَعامُ الوَلِيمَةِ, يُمْنَعُها مَن يَأتِيها, ويُدْعَى إلَيْها مَن يَأباها, ومَن لا يُجِبِ الدَّعْوَة, فقد عَصَىَ الله ورسولَه)) [صحيح مسلم] قال العلماء: المقصود بالوَلِيمَة فى الحديث الشريف أنها وَلِيمَة العُرْس, ((يُمْنَعُها مَن يأتيها)) أى الفقراء, ((ويُدْعَى إليها من يَأباها)) أى الأغنياء.

                  وأريدُ أن أسألكم: لماذا يُهان الفقير, ويُعطَى المتبقِّى من الطعام, والبالِى من الثياب؟ إننا نجد الكثير يتصدق بأزهد الأشياء، ويعطى الفقير المهلهل من الثياب, وما كاد يَفْسَد من الطعام, ألَيْسَ للفقراء إحساس كَسائِر الناس؟ اسمعوا لقول ربكم جل وعلا فى كتابه الكريم: {
                  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [البقرة:267] وقوله: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّون} [آل عمران:92] وقول رسوله صلي الله عليه وسلم: ((لا تُطْعِمُوا المساكينَ مِمّا لا تأكلون)) [صحيح الجامع:7364] وتطبيق الآية الأخيرة يحتاج لعزيمة قوية, ويقين بأن ما عند الله خير وأبقىَ, لماذا؟ لأنها تَحُثّ على الإنفاق من الغالى علينا فى الْمَطْعَم, والْمَلْبَس, وغير ذلك, وهذا تَضِنُّ به نفوس الكثير من الناس.
                  قد يعترض البعض ويقول: يَعْنِى هانْجِيبْ لُهُمْ مِنين, يَعْنِى نِأَكّلْهُمْ وبَلاشْ احْنا, وأقول لكم إنى لا أقصدُ هذا، ولكن أقصد أن تشعروا بهم، وأن ترضَوْا لهم ما ترضَوْنه لأنفسكم, لو كنتم مكانهم، وربنا يعيننا ويعينكم على فعل الخيرات. ولا يمنعكم كلامى من التصدق بالأشياء القليلة, أو القديمة، لأن بعض الفقراء لا يجدون قليلاً ولا كثيراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                  ما منكم أحَدٌ إلا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ, لَيْسَ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ تُرْجُمان, فَيَنظُرُ أيْمَنَ مِنْهُ فَلا يَرَى إلا ما قَدَّمَ مِن عَمَلِهِ, ويَنظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلا يَرَى إلا ما قَدَّم, ويَنظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلا يَرَى إلا النار تِلْقاءَ وَجْهِهِ, فاتقوا النارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ, وَلَوْ بَكَلِمَةٍ طَيّبَة))صحيح البخارى.

                  بعض الناس إذا جاءت شَرْقَة فى حُلُوقِهِم, ظنُّوا أن أحداً يغتابهم.. وقالوا يا تَرَى مِين الْلى جايِبْ سِيرْتى, أو الْلى جايِبْ سِيرْتى يِحْتار حِيرْتِى.
                  فاتَكْ نُصْ عُمْرَك.. تُقال عند فَوات رؤية شىء, ولو كان تافِهاً, أو حراماً, كالأفلام, والحفَلات, والمسرَحِيّات, وعند نُطْق كلمة قبل أن ينطقها الآخر.. يقول له عُمْرَك اطْوَل مِن عُمْرى.
                  عند نُطْق اثنين بكلمة واحدة, فى آنٍ واحد, يقولون يِبْقَى حَد هايِفْتِن علينا.
                  يَدْعُون للميّت, فيقولون: ربنا يِبَشْبِشْ الطُّوبَة الْلى تحت راسُه.. وماذا يستفيد الميّت من هذا؟
                  عندما يأتيهم ضيف, ويجد عندهم طعاماً لذيذاً, قالوا له: حَماتَك بِتحِبّك, وعندما يطلب أحد من غيره أن يَسقِيَه, يقول اسْقُوا مَوْتاكم, وعندما يشرب رجل بعد امرأة, يقول لها: عَشان اجْرى وَراكِى, وإذا شَرِبَت بعده, قالت له: عَشان اجْرى وَراك, وهذا الضَّحِك بين الرجال والنساء غير المحارم – وما شابَهَهُ – لا يجوز.. فضلاً عمّا فيه من كذب.

                  يقولون الهَدِيَّة لا تُهْدَى ولو بعد حِين, وقد ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم أنه كان يُهادِى بالهَدِيَّة.
                  يقولون على من أُوتِىَ شيئاً مِن مَتاع الدنيا: دَه حَظُّه حِلْو, ومن أُصِيبَ بمكْرُوه: دَه حَظُّه وِحِش، وهذه ليست مَقاييس السعادة أو الشقاء، ولكن المِقياس هو التقوى, والعمل الصالح, فضلاً عن أن كل شىء يَتِمُّ بقَدِرِ الله عز وجل.
                  قولهم على الميت: المرحوم فُلان, والمغفور له فلان. والأفضل أن نقول: فلان رَحِمَهُ الله, أو غفر الله له.
                  عندما يَرَوْنَ مَولوداً, يقولون شُفْنا وِشْ جديد ارْزُقنا برِزْق جديد, ويقولون دَه وِحِشْ.. ليَدفعوا عنه الحسد, وعندما يتبّول على أحدهم, يقولون دَه هايِتْكِسِى (يعنى ستأتيه كُسْوَة جديدة) ويتفاءلون بتبرّز العصفورة على ثيابهم.
                  إذا ضَحِكَ الطفل وهو نائم, قالوا الملايْكَة بِتضَحَّكُه, وإذا وَقَعَ على الأرض, قالوا له وِقِعْت على اخْتَك الْلى احْسَن مِنَّكْ, وإذا قام لِيَقِف, قالوا هُوبّالِيصا.. وأنا لا أعلم معناها، ولكن لِمَ لا نقول له {
                  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}!!

                  يقولون: الأَكْلَة دِى مابِتْحِبّنِيشْ.. حَياءً من أن يقولوا انا مابَحِبّهاشْ، ونقول لهم: لا حَرَجَ أن تقولوها، بَلْ هى أوْلى من الكَذِب، فإن الطعام لا يَعْقِل, ولكن الأفضل هو اتِّباع السنَّة، فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا اشتهى الطعام أَكَلَهُ, وإلا تَرَكَهُ، أى أنه إذا أعْجَبَهُ أَكَلَه, وإن لم يُعْجِبه تَرَكَه, دون أن يذُمَّه.
                  يلومون على من يتحرى النظافة التامة فيما يأكل أو يشرب, ويقولون له: النفس الحلوة لها الجنة, ففى بعض البلاد (مثل الصين) يأكلون الحشرات, فهل لهم الجنة؟!
                  تقبيل الأصابع, ومسح العين بها عند سماع الأذان, وقَوْلِهِم: الله أَعْظَم والعِزَّة لله – وهذا حق – ولكن السنَّة هى ترديد قَوْل المؤذِّن, ثم الصلاة على النبى صلي الله عليه وسلم والدعاء له بما وَرَدَ عنه, ثم سؤال الله العافية, وما ترجوه من خَيْرَى الدنيا والآخرة.
                  يقولون: رَشْ المَيَّه عداوة.. مع أنه يكون أحياناً من السنَّة, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                  رَحِمَ الله رَجُلاً قامَ مِن الليلِ فَصَلَّى, وأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ, فإن أبَتْ نَضَحَ فى وَجْهِها الماءَ, ورَحِمَ الله امْرَأَةً قامَتْ مِن الليلِ فَصَلَّتْ, وأَيْقَظَتْ زَوْجَها فَصَلَّى, فإن أبَى نَضَحَتْ فى وَجْهِهِ الماءَ)) [مسند أحمد, صحيح الجامع:3494] ولكن ينبغى على المرأة أن تكون عالِمَة بزوجها, هل سَيَقبَل هذا الفعل, أمْ لا, وكذلك الزوج, حتى لا يُوقِع أحدهما الآخر فى أقوال, أو أفعال, لا ترضى الله سبحانه وتعالى.

                  يقولون لِمَن انتهى من صلاتِهِ حَرَماً, أو تَقبَّل الله, وللمُتَوَضِّئ: مِن زَمزَم – ولا أقول إن هذا حرام – ولكن الأوْلى هو اتِّباع هَدْى النبى صلي الله عليه وسلم ولَمْ يكن ذلك من فعله, ولا من عادته. وكذلك فإن مصافحة الجالس على اليمين والشمال بعد الصلاة, لم تَرِد عن الرسول صلي الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ولا التابعين, ولكن ينبغى ألا نُحْرِجَ أحداً, فَلَوْ سَلَّمَ علينا بعد الصلاة.. نُسَلِّم عليه, ولا نُحْرِجُه.

                  يُقال للمُغْتَسِل: نَعِيماً, وللخارِج من الخلاء: شُفِيتًم, وللمُتَجَشِّئ (الذى يتكرَّع): صِِحَّة وعافْيَة.. مع أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال للمُتَجَشِّئ: ((
                  أَقْصِرْ مِن جِشائِكَ, فإن أكثرَ الناسِ شِبَعاً فى الدنيا, أكثرهُم جُوعاً فى الآخرة)) [مستدرك الحاكم, صحيح الجامع:1179] وذلك لأن هذا الصوت لا يخرج من الفَم إلا عند امتلاء المعِدَة, وهو مخالف للسنَّة كما نعلم.
                  من قال الحمد لله, يقولون له: تِسْتاهِل الحَمْد, مع أن الحَمْد لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى, فى حين أنهم يقولون (الشكرُ لله) لمن قال لهم شكراً, مع أن الشكر يكون لله, وللناس أيضاً, قال تعالى: {
                  أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك} لقمان:14
                  البعض يقول عند العُطاس: أشهد.. يعنى أشهد أن لا إله إلا الله, نعم.. سبحانه وتعالى لا إله غيره, ولا رب سواه، ولكن السنَّة ليست هكذا, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                  إذا عَطَسَ أحَدُكُم فَلْيَقُلْ: الحمدُ لله, وَلْيَقُلْ لَهُ أخُوهُ أو صاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ الله, فإذا قال لَهُ: يَرْحَمُكَ الله, فَلْيَقُلْ: يَهديكُمُ الله ويُصْلِحُ بالَكُمْ)) [صحيح البخارى] وقال: ((إذا عَطَسَ أحَدٌكُم فَلْيَقُلْ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين, وَلْيَقُلْ لَهُ من يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَرْحَمُكَ الله, وَلْيَقُلْ هو: يَغفرُ الله لنا ولَكُمْ)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:686] وقال: ((إذا عَطَسَ أحدُكُم فَلْيُشَمِّتُهُ جَلِيسُهُ, فإن زادَ على ثلاثٍ, فَهُوَ مَزكوم, ولا يُشَمَّت بعد ثلاث)) [صحيح الجامع:684] ((لا يُشَمَّت بعد ثلاث)) أى لا يُقال له (يرحمك الله) بعد ثلاث مرات, لأنه فى هذه الحالة يكون مزكوماً, وربما زاد فى عطاسه على عشر مرات.

                  بعض الناس حين يَدْعو الله لنفسه, أو لغيره, يقول: {إِن شَاء اللّهُ} فيقول مثلاً: ربنا يهدينى إن شاء الله, ربنا يصلح حالنا إن شاء الله, ربنا يبارك فيك إن شاء الله, ربنا ينجَّح أولادك إن شاء الله… إلخ. وقد نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم عن قول (إن شئتَ) فى الدعاء.. فقال: ((
                  لا يَقُولَنَّ أحدُكُم: اللهم اغفر لى إن شِئتَ, اللهم ارحمنى إن شِئتَ, لِيَعْزِمْ المسألة, فإنهُ لا مُكْرِهَ لَهُ)) [صحيح البخارى] أى أن الله سبحانه وتعالى لا يُكْرِهُهُ أحد على فعل شىء, أو عدم فِعله.
                  والذين يدعون ربهم, ثم لا يجدون ما تمنَّوْه، نبشرّهم بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذى قال فيه: ((
                  ما من رجل يدعو بدعاء إلا استُجيبَ له, فإمّا أن يُعَجَّل له فى الدنيا, وإمّا أن يُدَّخر له فى الآخرة, ما لم يَدْعُ بإثم, أو قطيعة رحم, أو يستعجل, يقول: دَعَوْتُ ربى, فما استجاب لى)) [صحيح الجامع:5177] وقوله: ((لا يُغنى حَذَر من قَدَر, والدعاء ينفع مما نزل, ومما لم ينزل, وإن البلاء لَيَنزل, فيتلقّاه الدعاء, فيَعتَلِجان إلى يوم القيامة)) [صحيح الجامع:7739] أى أن الدعاء إن لم يُحَقَّق, فإنه يمنع نزول البلاء. فينبغى للمسلم أن يكون راضياً بقضاء الله وقَدَره، وأن يُحسِن الظن بربه، وأن يعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يُقدِّر إلا الخير, وإن خفيت علينا حكمته, وكَمْ من أمنيات تمنيناها, وتبيَّن لنا أنها لم تكن فى صالحنا, وكَمْ من أمور حدثت, وكانت صعبة على نفوسنا, ثم تبيَّن منها أنها الأفضل لنا, فسبحان الذى قال: {وعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:216] وقال: {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} النساء:19

                  إذا سافر عزيز عليهم رجعوا به خطوة داخل المنزل, ليضمنوا عودته, وقالوا له: لا إله إلا الله، ويَرُد هو بقوله: محمد رسول الله، أو العكس، ويقولون هذا فى آخر لقاءاتهم, ومحادثاتهم التليفونية, أى إنهم سيعودون للّقاء مرة أخرى, مثل التقاء لا إله إلا الله محمد رسول الله. سبحان الله! إن هذا لم يَرِد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فَمِن أين جاءوا به؟ ولكن السنَّة أن يُقال فى ختام المجلس ما ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                  من جلسَ فى مجلسٍ, فكَثُرَ فيه لَغَطُه, فقال قبل أن يقوم من مَجلِسه ذلك: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنتَ, أستغفركَ وأتوب إليك, إلا غفر له ما كان فى مجلسه ذلك)) [صحيح الجامع:6192] وكان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم إذا افترقوا, يقرأ أحدهم على أخيه سورة العصر, ويقول المسافر لأهله: أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه, ويقولون له: أستودع الله دينك, وأمانتك, وخواتيم عملك، كما ورد أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان إذا ودَّع رجلاً, أخذ بيده, فلا يَدَعها, حتى يكون الرجل هو الذي يَدَع يده.. ويقول: ((أستَودِعُ الله دينكَ, وأمانتكَ, وخواتيم عملك)) صحيح الجامع:4795

                  يقول البعض عند تشييع الجنازة لا إله إلا الله.. بصوت مرتفع، أو الله يا دايم هو الدايم ولا دايم غير الله. أهى مظاهرة؟ إن السنَّة فى ذلك الصمت التام, للتفَكُّر والموعظة، لأننا فى يوم من الأيام سَنُحمَل على الأعناق, مثل هذا الميت.
                  كلمة الفاتحة للنبى, أو الفاتحة للنبى وأهل بيته, والفاتحة على روح فلان, أو بعد قراءة القرآن الكريم, أو عند الصلح بين المتخاصمين, وعند إبرام العقود والاتفاقات.. لم يَرِد بها أى دليل.
                  يقول المتحدّث عن نفسه: أنا.. وأعوذ بالله من كلمة أنا، ونقول له لا حَرَج من قول أنا.. طالما أنك لا تقولها بفخر, أو غرور.
                  بعض الناس يقول على كل شأن من شئونه {إِن شَاء اللّهُ} فإذا قلتَ له اسمك إيه, يقول فلان إن شاء الله, وإذا سألتَهُ: هل عملتَ كذا, يقول: عملتُه إن شاء الله. والصحيح أنها لا تقال إلا على المستقبل {
                  وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً {23} إِلا أَن يَشَاءَ اللَّه} الكهف:23-24

                  عدم الإفطار فى رمضان (أو غيره) إلا بعد أن يتشهَّد المؤذّن, ويقولون: اسْتنَّى لما يتشاهد. والصحيح هو الإفطار حين دخول الوقت, سواء أذَّن المؤذِّن, أمْ لم يُؤذِّن.
                  عندما يأكلون يخلعون أحذيتهم, ويضعون منديل على يَد العريس, ووَكيل العَرُوس, عند العقد, وإذا انكسر شىء, قالوا فِداك, وإذا شَفَى اللّهُ مريضاً مرضاً شديداً, قالوا ربنا نفخ فى صورته, وإذا دَعَوْا ربهم, قالوا: بِحَق الشهر الْمُفْتَرَج, وبِحَق اليوم المفترج, وبِحَق المغارِب الغارْبَة والذنوب الهارْبَة, ويقولون عن الجمعة الأخيرة فى شهر رمضان: الجمعة اليتيمة, ويقولون على العروسة: اللى تِقْرُصْها فى رُكبِتها تِحَصّلها فى جُمْعِتها, وعلى الذى يُقبّل الميّت بين عينيه ينسى.. أى أنه يصبح كثير النسيان, وعلى الذى يترك سجّادة الصلاة مفروشة بعد أن يصلى: لازِم تلِمَّها عَشان الشياطين ماتِلْعَبْشْ عليها,

                  ويقولون أقوالاً كثيرة لا دليل عليها, مثل:
                  الباب المقفول يِرُدْ القَضا المستعجل, الأطفال عصافير الجنة, العيال أحبابُ الله, العنكبوت يجيب الفقر , كُل قَصِير مَكِير, كل طويل هَبيل, كُل ذِى عاهَةٍ جبّار, الممرضات ملائكة الرحمة, الكلام على الأكل قِلّة أدب, لا سلام على الطعام, اللى يضحك كِتير يِنَكّد كِتير, عُمْر الشَّقِى بَقِى, اللى يِبُص فى المِرايَة كِتِير يِتْجنّن, عينى بِتْرِف يِبْقَى هاتِحصَل حاجة, إيدى بتاكُلنى يبقى هاتجيلى فلوس, نوم الظالم عبادة, المغرب غريبة, يا لِيلة الجمعة يا سِت الليالى, الْلِى يِجَوّز اربع بنات يِبْقَى حَج اربع حِجّات, كل تأخيرَه وفيها خِيرَه (ليس كل التأخير فيه خير) الجوع كافر, وهل الجوع يؤمن أو يكفر؟
                  هدانا الله واياكم لما فيه الخير هذا والله تعالي اعلم.

                  إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
                  فإدعوا لي
                  راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

                  تعليق


                  • #69
                    رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


                    أقوال من الأفضل تغييرها


                    إذا رأيتَ ما يعجبك من خَلق الله جل وعلا, فقل سبحان الله, وقل رأيت مناظر من خلق الله، ولا تقل مناظر طبيعية (ولا أقول إنها حرام) لأن كلمة (طبيعية) من وضع الملحدين, الذين لا يؤمنون برب العالمين, ويُرْجعون كل شىء للطبيعة, ألا تراهم يقولون عن البراكين, والزلازل, والأعاصير, إنها غضب الطبيعة – وللأسف نحن نقلدهم – ويقولون عدالة السماء أو حرب السماء, وهل السماء تفعل شيئاً؟

                    كثير من الناس يقولون عن بعض الأمراض إنها تِيجِى لِوَحدها, وِترُوح لِوَحدها.. ونحن نعلم أن كل شىء بأمر الله، فالأفضل أن نقول تِيجِى بأمر الله, وتروح بأمر الله {
                    وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} الشعراء:80
                    من الأفضل إذا حدث لك أمر, بدون ترتيب منك, ألا تقول إنه حدث صدفة، ولكن قل حدث بقَدَر الله، لأن كل شىء بقَدَر, وفى كتاب مبين, قبل خلق السموات والأرض، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                    إن أول ما خلق الله القلم, فقال له: اكتب, قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القَدَر, ما كان, وما هو كائن إلى الأبد)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:2017]
                    وإذا حدث ما لا يَسُرّك, فلا تقل يا رِيت الْلى جَرَى ما كان، وارْضَ بما قسم الله لك.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                    المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفى كُلٍّ خير, احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجَز, وإن أصابك شىء, فلا تقل لو أنى فعلت كان كذا وكذا, ولكن قل قدر الله وما شاء فعل, فإن لو تفتح عمل الشيطان)) صحيح مسلم

                    إن ((المؤمن القوى)) ليس كما يفهمه البعض, أنه الذى تهابه الناس, وتعمل له ألف حساب خوفاً منه (مِشْ كُل الطِّير الْلى يِتّاكِل لَحمُه, دَه انا لحمى مُر, دَه انا ماحَدّش يِقدَر يدُوس لى على طَرْف, دَه ما اتْخَلَقْشْ الْلى يِبُصْ لى بِطَرْف عِينُه) ولكنه القوى فى إيمانه, فى نُصرة الحق, فى مجاهدة أعداء الله… إلخ, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                    ليس الشديد بالصُّرَعَة, إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب)) متفق عليه

                    وقد وصف لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أشياء لدفع الغضب، منها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم, والوضوء, وإذا كان الإنسان واقفاً أن يجلس, وإذا كان جالساً أن يضطجع (يرقد) قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                    ما من شىء يوضع فى الميزان أثقل من حسن الخلُق, وإن صاحب حسن الخلُق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:5726] وقال: ((من كتم غيظاً, وهو قادر على أن يُنْفِذَه, دعاهُ الله على رءوس الخلائق, حتى يُخَيِّرَهُ من الحور العين, يزوّجه منها ما شاء)) [صحيح الجامع:6518] ((قادر على أن ينفذه)) أى قادر على الانتقام. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق, لا يهدى لأحسنها إلا أنت, واصرف عنا سيّئها, لا يصرف عنا سيّئها إلا أنت.

                    يقولون: ربنا واقِف جنبى, وربنا يُقَف معاك. والأفضل أن يقولوا: ربنا معايا, وربنا يعينك.
                    يقولون: أستغفرُ الله العظيم من كل ذنب عظيم. وهل الاستغفار لا يكون إلا من الذنوب العظيمة؟ لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يستغفر فى اليوم الواحد أكثر من مائة مرة.
                    بعض المدرّسين, أو الآباء, يقولون إذا عمل أحداً عملاً يضايقهم: الْلى عَندُه شجاعة أدبيّة, يقول انا الْلى عملت كذا. ما هذه الشجاعة الأدبية يا إخوتى؟ ألَيس من الأفضل أن تقولوا: الْلى خايف من ربنا يقول انا اللى عملت كذا؟
                    يقولون لازِم الواحد يِراعى ضَمِيرُه, أو لازِم الواحد يِخَلّى عَندُه دم. والأفضل أن يقولوا لازِم الواحد يخاف من ربنا, أو يتقى الله.
                    أحيانا يَرُدّ عليكَ من تقول له (جزاك الله خيراً) بقوله: على إِيه يَعنى انا معملتش حاجة. يا أخى قل آمين, فإن يوم القيامة يوم عظيم, يتمنى الإنسان فيه ولو حسنة واحدة.
                    كثير من الناس يقولون: ماحَدّشْ واخِدْ من الدنيا حاجة. والأفضل أن يقولوا: ماحَدّشْ واخِدْ من الدنيا إلا عمله.
                    عند القيام بأعمال ثقيلة على نفوسهم, يقولون استعنا على الشَّقا بالله. وربما تكون أعمال بِرّ وخَير، والسنَّة فى مثل هذه الأحوال أن يُقال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
                    عند رفع شىء ثقيل, يقولون هِيلا هُوبْ, وعند إصابة هدف (عند لعب الكرة وغيرها) يقولون أُوبّا! والأَوْلى أن يُقال فى الأولى: {
                    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم} وفى الثانية: {الْحَمْدُ للّهِ}

                    نجد بعض مُدَرّبى الرياضة (لبدء الجَرْى مثلاً) وبعض الأطباء (عند نزع الخراطيم بعد العمليات, أو عمل أشعِّة) إذا أرادوا أن يعطوا أوامر, لِتُنَفَّذ بعد وقت قصير, يقولون: هانْعِِدْ ثلاثة, وبعدها نِبدأ.. ها.. واحد.. اثنين.. ثلاثة! وهذا ليس حراماً، ولكن ألَيس الأفضل من ذلك أن يقولوا: هانقول: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم} وبعدها نبدأ؟ وهناك بعض الأوامر الرياضية تقول: على الشمال معتاداً مَرْش. فلماذا لا نبدأ بالقدم اليمنى؟ فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبدأ بيمينه فى أكْلِه, وشُرْبِه, ولِبْسِه, وتَرَجُّلِه… إلخ.
                    لا تظنوا أن هذا من التشدُّد, ولكنى أحبُ لكم الخير والثواب من الله سبحانه وتعالى، فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يذكر الله على كل حال.

                    إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
                    فإدعوا لي
                    راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

                    تعليق


                    • #70
                      رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


                      النُّكَت


                      النُّكَت يتهاون بها الناس, ويرددونها كثيراً, وهى – فى معظمها – حرام, لأنها كذب, وفى كثير من الأحيان تكون غِيبَة للمسلمين, مثل الصعايدة, أو أصحاب مِهَن مُعيّنة. وإذا قلتَ لأحدهم حرام، يقول لك يا عَم الشيخ احْنا بِنهَرَّج، ساعة لقلبَك وساعة لربك. ونقول لهم إن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: ((
                      ويلٌ للذى يُحَدّث فيكذب, ليضحك به القوم, ويل له, ويل له)) [سنن أبى داود, مسند أحمد, صحيح الجامع:7136]

                      ونقول لهم: ألا تحبون أن تكونوا من المؤمنين, الذين وصفهم الله عز وجل فى كتابه الكريم بقوله: {
                      قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:1-3]؟ ثم من أين جئتم بساعة لقلبك وساعة لربك, وقد قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163]؟
                      يقولون لك: النبى هو الْلى قالها، ويقصدون قول الرسول صلي الله عليه وسلم لسيدنا حنظلة رضي الله عنه حين اشتكى له أنه يكون بحضرته فى حالة إيمانية عالية, ثم عند ذهابه لزوجته وأولاده, يلاعبهم, وينشغل بهم: ((
                      والذى نفسى بيده, إنْ لو تدومون على ما تكونون عندى, وفى ذكر الله, لصافحتكم الملائكة على فُرُشُكم, وفى طُرُقِكُم, ولكن يا حنظلة ساعة وساعة)) [صحيح مسلم] وقد فسرها العلماء بملاطفة الزوجة والأولاد, وغير ذلك من المباحات, بغير إسراف, وليس بالحرام, كالنُّكَت, والشطرنج, والطاولة, وسماع الأغانى الماجنة, ورؤية الأفلام الخليعة, والمسرحيات التافهة, والمسلسلات الهابطة… إلخ, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((من لَعِبَ بالنَّرْدِ, فقد عصى الله ورسوله)) [موَطَّأ مالك, سنن أبى داود, صحيح الجامع:6529] والنَّرْد هو ما يُسمَّى الزَّهْر. أمّا الشطرنج, فقد قال عنه على بن أبى طالب رضي الله عنه: هو من الميسر, وقال عنه عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: إنه شَرّ مِن النَّرْد, ونَصَّ على تحريمه مالك, وأبو حنيفة, وأحمد, وكرهه الشافعى, رحمهم الله أجمعين (مختصر تفسير ابن كثير, دار القرآن ببيروت, الجزء الأول ص544

                      ونبشر الذين يتركون المزاح كذباً, بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                      أنا زعيم بيت فى رَبَضِ الجنة, لمن ترك المِراء, وإن كان مُحِقّاً, وبيت فى وَسَطِ الجنة, لمن ترك الكذب, وإن كان مازِحاً, وبيت فى أعلى الجنة, لمن حَسُنَ خُلُقه)) [صحيح الجامع:1464] ((المِراء)) هو الخصام والجدال, وهو شائع بين الناس, وعلى أتفه الأسباب, ويورث بينهم العداوة والبغضاء.
                      اللهم ألِّف بين قلوبنا, وأصلِح ذات بيننا.

                      إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
                      فإدعوا لي
                      راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

                      تعليق


                      • #71
                        رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)



                        خَسْف القمر

                        فى بعض القرى إذا خَسَفَ القمر, يقولون إنه مخنوق, ويصعدون إلى أسطُح المنازل, ويطبّلون, ويقولون أشياءً لا أذكرها, حتى ينتهى خَسْفه. والصحيح فى ذلك الأمر هو ما ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                        إن الشمس والقمر لا ينكَسِفان لموْت أحد, ولا لحياتِه, ولكنهما آيتان من آيات الله, يخوّف الله بهما عباده, فإذا رأيتم ذلك, فصَلُّوا, وادعوا, حتى ينكَشِفُ ما بِكُم)) صحيح الجامع:1644

                        توزيع ورقة

                        يوزّعون ورقة, مضمونها إن فلاناً رأى الرسول صلي الله عليه وسلم وقال له: قل للمسلمين كذا وكذا، ويطلب من الناس أن يكتبوها عدَّة مرات, ويوزّعوها, حتى يأتيهم الخير الكثير، وإلا- فسيحدث لهم من الشرور والمصائب ما لا تُحمَد عُقباه. وكل هذا كَذِب على رسول الله صلي الله عليه وسلم واستهزاء بالمسلمين. ونلاحظ أن هذه الأوراق لا تظهر غالباً إلا أيام الامتحانات, لصَرْف الطَّلبَة عن الاستذكار. فمن وصلته هذه الورقة, فَلْيحرقها, ولا يُلْقِ لها بالاً.

                        إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
                        فإدعوا لي
                        راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

                        تعليق


                        • #72
                          رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


                          السفر لبلاد الكفار

                          لا ينبغى السفر لبلاد الكفرة بغير ضرورة (للنُزهَة مثلاً) لأن هذا يعرّض المسلم للفتنة فى دينه, فضلاً عن أنه يُنَمّى ولاءه لهم, دون المسلمين. كذلك فإنه يَألَف رؤية الحرام, فعندما يذهب, ويرى المنكرات لأول مرة, ينكرها بقلبه, ثم بمرور الوقت, يعتاد رؤيتها, وربما ضَحِكَ إذا رأى من يشمئِز منها, ويقول له: أنا أول ما جِيتْ كنت زيَّك كِدَه, لكن دِلْوَقتِ اتْعوّدت خلاص, وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((
                          بَرِئَت الذّمَّة ممن أقام مع المشركين فى ديارهم)) [المعجم الكبير للطبرانى, صحيح الجامع:2718] وهذا فيمَن يقيم معهم بغير عذر, أمّا إذا كان سيسافر – مثلاً – للدعوة فى سبيل الله, أو لعلاج مرض خطير, يستعصى علاجه على المسلمين, أو لنيل شهادة علمية, يحتاجها المسلمون, ويَعلَم من نفسه أنه متمسّك بدينه وتديّنه, ولن يتأثر بانحلالهم (إن شاء الله) فلا بأس.هذا والله تعالي اعلم.

                          إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
                          فإدعوا لي
                          راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

                          تعليق


                          • #73
                            رد: (تَصْحِيحُ أَخْطَاءِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنَّ يأتى يَوْمَ الدِّينِ...)


                            الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ
                            انتهت سلسلة تصحيح أخطاء المسلمين قبل أن يأتى يوم الدين ...

                            فى الخاتمة: فإننا نهيب بالمسلمين أن يتعلموا دينهم, حتى لا يقعوا فيما يُغضِب الله سبحانه وتعالى وهم لا يشعرون، وألا يجعلوا الدنيا أكبر همهم, وألا يصبح الدين معلومات يأخذونها من هنا وهناك, ممن يعلم وممن لا يعلم، وأن يستغفروا الله ويتوبوا إليه مما فات, ويطلبوا مرضاته فيما هو آت {
                            قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر:53

                            وإتماماً للفائدة إن شاء الله تعالى..فمن كان منكم يستطيع ان ينشرها فجزاه الله خيرآ وإليكم بعض أسماء الكتب القيّمَة:
                            مختصر تفسير ابن كثير, رياض الصالحين بشرح ابن العثيمين, فتح المجيد شرح كتاب التوحيد, البيان فى كيفية قراءة القرآن, فقه السنة, زاد المعاد, الوابل الصيِّب من الكَلِم الطيب, الرحيق المختوم, اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان, إغاثة اللهفان, الزهد, التوهُّم, ففروا إلى الله, الجواب الكافى, تلبيس إبليس.. وغير ذلك كثير، والله الموفق لما يحبه ويرضاه, لا إله غيره, ولا رب سواه.


                            اللهم تب علينا وعلى جميع العُصاة والمذنبين, اللهم فقّهنا فى ديننا, وبصِّرنا بعيوبنا, وأصلحها لنا يا رب العالمين, وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه, وجميع الأنبياء والمرسلين, ومن تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين, واجعلنا منهم بفضلك, وكرمك, وجودك, يا أكرم الأكرمين.. اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

                            إلي زُواري الأعِزاء إن قَل تَواجدي مَعكم فأعتذر,وإن غِبت ولم تَجدوني فاذكروني بالخير,فسَأكون وقتها بحاجة للدعاء
                            فإدعوا لي
                            راجيآ من الله أن يَكون مَوعِدي مَعكم حوض النبي مُحمد صلي الله عليه وسلم ثم الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

                            تعليق

                            يعمل...
                            X