الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده،
وبعد..
فأنقل لحضراتكم توضيحًا لطالب العلم المبتدئ في دراسة العقيدة؛ فيه تدرج ممتاز لقراءة كتب العقيدة والاستفادة منها،
ثم فوائد تتبعه بأمر الله تعالى.. كتبه أخي في الله الداعية/ عيسى عبدالله السعدي
وعلق عليه أخوة في الله من أهل العلم، جزاهم الله جميعًا خير الجزاء، ونفعنا وإياكم بما في هذا النقل الطيب المبارك بإذن الله تعالى،
يقول الشيخ عيسى:
ينبغي لطالب العقيدة أن يتدرج في دراسة كتبها عبر مراحل معينة منها :-
1- البدء بدراسة العقيدة دراسة عامة أولية من خلال الكتب الميسرة التي وضعت لهذه المرحلة ؛كنبذة في العقيدة لابن عثيمين وشرح لمعة الاعتقاد له أيضا وكتاب أصول الإيمان الصادر عن مجمع الملك فهد بالمدينة .
2- الانتقال لركن العقيدة الأعظم وهو التوحيد ودراسته ؛فتبدأ بدراسة توحيد العبادة . وقد أفردت له كتب خاصة من أشهرها وأنفعها كتاب التوحيد ؛
ولهذا كثرت شروحه وأرى أن من أنفعها شرح كتاب التوحيد لابن قاسم ففيه صفوة الشروح . و
كذلك القول السديد لابن سعدي ،ففيه تركيز رائع على أصول هذا التوحيد ومقاصده .
ومن الكتب المفيدة في هذا الأصل دعوة التوحيد للهراس ،فقد عرض مسائله بأسلوب علمي ميسر يروق لكل من قرأه .
ثم تنتقل بعد ذلك لدراسة توحيد الصفات ؛فتدرس قواعده من خلال كتاب القواعد المثلى أوتقريب التدمرية أو كلاهما ،
وتدرس مسائله من خلال الحموية أوتلخيصها أوشرح الطحاوية للبراك ،وهوشرح عذب سلس .
وينبغي التركيز في دراسة مسائل الصفات على العلو ومايرتبط به من الصفات ؛ كالاستواء والنزول والمعية . وكذلك ينبغي التركيز على صفة الكلام وصفة الرؤية ؛ فكلها من أهم مباحث الصفات ومعالم عقيدة السلف .
3- الانتقال لدراسة العقيدة دراسة شاملة وأكثر عمقا من المرحلة الأولى ، ويحسن أن يكون ذلك من خلال شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي،
مع الاستعانة بما يسير على نفس الخط من مؤلفات ؛ كشرح الأصفهانية ، وشرح النونية ، ولوامع الأنوار.
وينبغي الاهتمام بمسائل النبوة والقدر والإيمان ومايرتبط بذلك من مسائل الاعتقاد المهمة .
4- الانتقال لدراسة الكتب المطولة في العقيدة ؛ كمختصر الصواعق للموصلي ،وهو من أهم كتب العقيدة ، وله طبعة محققة في أربعة مجلدات .
وكمجموع الفتاوى وبيان تلبيس الجهمية ومنهاج السنة والصفدية والعقل والنقل واقتضاء الصراط المستقيم وشفاء العليل وحادي الأرواح والنهاية لابن كثير ،
فكل هذه الكتب تعتبر من أهم مراجع التوسع في العقيدة ، وقد أفاد منها شارح الطحاوية كثيرا حتى إن بعض المباحث منقولة منها حرفيا.
5- ينبغي لطالب العقيدة أن يطالع كتب السلف الأولى متى آنس في نفسه القدرة على فهمها الفهم الصحيح ،
وهي كثيرة من أشهرها كتاب التوحيد لابن خزيمة ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة لأبي القاسم اللالكائي والشريعة للآجري وكتاب الايمان لأبي عبيد وردود الدارمي على المريسي وغيرها كثير ولاينبغي الغفلة عما أفرده الامام البخاري في صحيحه من كتب للعقيدة في في غاية الأهمية ؛ ككتاب الإيمان والقدر والتوحيد .
6- يحتاج طالب العقيدة أثناء البحث والمطالعة لفهم كثير من الكلمات والمصطلحات ، وقد خدم العلماء هذا الجانب بكثير من الكتب ؛
كالمفردات والنهاية ،وهي في بيان كلمات القرآن والسنة ، وككتاب المقالات والفرق بين الفرق والملل والنحل ؛
لبيان الآراء والعقائد التي تذكر في كتب الاعتقاد ، وككتاب المبين للآمدي والتعريفات للجرجاني
لإيضاح المصطلحات الكلامية والفلسفية التي ترد في كتب العقيدة .
و في العصر الحديث ظهرت الموسوعة الميسرة في الأديان والعقائد والمذاهب ،
وهي مفيدة جدا وبخاصة انها تعطي القارئ فكرة موجزة عما يبحث عنه ثم تحيله على كثير من المصادر للتوسع والتحقق .
والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
ويتبع بأمر الله تعالى...
تعليق