بسم الله، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول لله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
أما بعد..
فإنَّ صفةَ الْـعِــزَّةُ للهِ تَعَالَى؛ صِفَةٌ ذَاتيَّةٌ أَزَلِيَّةٌ،
وإنَّ اللهَ لهُ العزَّةَ كلّها سبحانه جلَّ في عُلاه، فالرَّبُّ عزيزٌ قبل أن يَخلُقَ الْخَلق، وعزيزٌ بعد أن خَلَق الَخَلق،
وقد ثبُتَت لله عزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة، كقوله تعالى:
{إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129]،
وقوله تعالى:
{فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}[النساء: 139].
معاني صفة العزة:
وصفة العزة لها ثلاث معانٍ كلها كاملة لله تعالى:
عِــزّةُ القــوَّة الدالّ عليها من أسمائه القوي المتين،
و عِــزّةُ الامتناع فإنه هو الغنيّ بذاته، فلا يحتاج إلى أحد، ولا يبلغ العبادُ ضُرَّه فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه،
و عِــزّةُ الغلبة لكل الكائنات، فهي كلها مقهورة للَّه خاضعة لعظمته.
عِـــزَّةُ الْعَـبـْــــد:
ومن أراد العزة فليهرع إلى مالِكِهَا ليُنْقِذَهُ من ذِلَّتِه، ويُعزَّهُ سبحانه بعزِّتهِ، كما أمرنا تعالى:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} [فاطر: 10]،
فإنَّ للعبد من العلوِ والعزَّة بحسب ما معه من الإيمان، قال تعالى:
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8]،
فإذا فاته حظه من العُلوِّ والعِزَّة ففي مُقابَلةِ ما فاته من حقائق الإيمان عِلمًا وعَملاً ظاهرًا وباطنًا.
***********************
والمتعبد لله جلَّ في علاه بهذه الصفة يجد العزة في قلبه، وفي بشاشة إيمانه بالله عز وجل،
وليعلم المؤمن أن كمال العزة تكون في كمال الذلِّ لله جلَّ في عُلاه، فلا يتذلَّل إلَّا لربِّه، والعبد الذي يتعبَّد لله بهذه الصفة يمشي وهو مهزومٌ في عِزِّةِ،
يمشي وهو مغلوبٌ مكروبٌ في عِزِّةِ؛ لأنَّه يعلم بأنَّ العزَّةَ كلُّهَا لله جلَّ في عُلاه.
والْمُـعــزُّ تَعَالَى يـُعِــزُّ من شَاءَ، والإعْزَازُ على ضُرُوب:
إعزَازٌ من جِهَةِ الحُكْم وَالْفِعْل، وإعزَازٌ من جِهَة الحُكْم، وإعزَازٌ من جِهَة الْفِعْل:
فَالْأول: هُوَ مَا يَفْعَله الله تَعَالَى بِكَثِير من أوليائه فِي الدُّنْيَا ببسط حَالهم وعلو شَأْنهمْ فَهُوَ إعزاز حكم وَفعل،.................................................. ....
والثَّانِي: مَا يَفْعَله تَعَالَى ذِكْرُهُ بأوليائه من قلَّة الْحَال فِي الدُّنْيَا؛ فَذَلِك امتحان من الله تَعَالَى لوَلِيِّه وَهُوَ يثيبه إِن شَاءَ الله على الصَّبْر عَلَيْهِ،
والثَّالِث: مَا يَفْعَله الله تَعَالَى بِكَثِير من أعدائه من بسط الرزق وعلو الْأَمر والثروة................................................... .................................................. ...............
فَذَلِكَ إعْزَازُ فِعْلٍ لَا إعْزَازِ حُكمٍ وَلهُ فِي الْآخِرَةِ عِنْدَ الله الْعِقَابُ الدَّائِمُ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ إمْلَاءٌ مِنَ الله تَعَالَى لَهُ واسْتِدْرَاج....
مصدر النقل: موقع طريق الإسلام
ولاستكمال الفائدة بأمر الله تعالى؛ تابعوا باقي هذه المواضيع:
الافتقار إلى الله، لُبّ العبادة
العبادة المهجورة
اسم الله العزيز
الافتقار
الله العزيز
هنــــــا
تعليق