إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خوارق العادات قد تجري على يد غير المسلمين فتنة وابتلاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خوارق العادات قد تجري على يد غير المسلمين فتنة وابتلاء



    خوارق العادات قد تجري على يد غير المسلمين فتنة وابتلاء



    السؤال:
    ما حكم هذه الحوادث : 1. القسيس/الراهب يضع الصليب على وجه ولد مسلم أعمى ، ويتكلم باسم المسيح ، ويضع ماء عليه ، وينقلب بصيرا ، هل هو غير حقيقي ، وأنه فقط تمثيلي , أم أنه حقيقي واستخدم فيه سحر ليرد البصر , أم أنه حكمة من الله ؟ 2. راهبة نصرانية دعت إلى قديس ميت تطلب منه الشفاء من مرض parkinsons disease فاستجاب لها , مع العلم أنه قد مات فذهب المرض فشفيت . هل هي قصة أكذوبة أم حقيقية ؟ ماذا يجب علينا نحن المسلمين أن نعمل ونعتقد حينما نرى الكفار مثل القساوسة والرهبان يعالجون المرضى بالصليب ، وباسم المسيح ، فيحدث الشفاء ، هل نقول سحر وشعوذة وحيل , أم نقول تمثيل , أم نقول حدث الشفاء من الله وحده لحكمة من الله ليمتحن المؤمنين ؟



    الجواب :
    الحمد لله
    إذا سمعت أو شاهدت مثل هذه الحكايات والأخبار والأحوال ، فتذكر أمرين مهمين ، لا يغيبان عن ذهنك وقلبك :
    أولهما :
    تذكر المسيح الدجال ، الذي جاءت الأحاديث المتواترة بخروجه آخر الزمان ، وامتلأت بها كتب الصحاح والسنن ، وقد ثبت فيها أن الله عز وجل يُجري على يديه العديد من خوارق العادات الظاهرة ، اختبارا للناس أيتبعونه أم يكفرون به ، حيث لا تكون الفتنة إلا بمثل هذا النوع من الخوارق العظيمة ، إلى درجة إحياء الموتى ، وإنبات الزرع ، وإنزال المطر ، وتكليم الدواب ، ونحو ذلك .
    فهل ستصدق بعد ذلك مبطلا يدَّعي تصديق باطله بخارق من خوارق العادات ؟!!
    وهل سيكون غير المسيح الدجال ، من السحرة والمشعوذين والقساوسة والرهبان والبوذيين والسيخ والهندوس والملاحدة ، وغيرهم ممن نراهم اليوم يتظاهرون بخوارق العادات – هل سيكون هؤلاء جميعا أقوى تأثيرا ، وأعظم في خوارقهم ، وتصرفاتهم ، من المسيح الدجال ، فنؤمن بأديانهم ونكذب الدجال !!
    يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :
    " ليس كل ما يظهر على يدي الإنسان من الخوارق بكرامة ، بل منها ما يكون كذلك ، ومنها ما لا يكون كذلك .
    وبيان ذلك بالمثال أن أرباب التصريف بالهمم ، والتقربات بالصناعة الفلكية ، والأحكام النجومية ، قد تصدر عنهم أفاعيل خارقة ، وهي كلها ظلمات بعضها فوق بعض ، ليس لها في الصحة مدخل ...
    وإن كان بغير دعاء كتسليط الهمم على الأشياء حتى تنفعل ، فذلك غير ثابت النقل ، ولا تجد له أصلا ، بل أصل ذلك : حال حِكْمي ، وتدبير فلسفي لا شرعي ؛ هذا وإن كان الانفعال الخارق حاصلا به ، فليس بدليل على الصحة ، كما أنه قد يتعدى ظاهرا بالقتل والجرح ، بل قد يوصل بالسحر والعين إلى أمثال ذلك ، ولا يكون شاهدا على صحته ؛ بل هو باطل صرف ، وتعد محض ، وهذا الموضع مزلة قدم للعوام ، ولكثير من الخواص ".
    انتهى باختصار من " الموافقات " (2/444-446) .
    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " تجد كثيرا من هؤلاء عمدتهم في اعتقاد كونه وليا لله : أنه قد صدر عنه مكاشفة في بعض الأمور ، أو بعض التصرفات الخارقة للعادة ، مثل أن يشير إلى شخص فيموت ؛ أو يطير في الهواء إلى مكة ، أو غيرها ، أو يمشي على الماء أحيانا ؛ أو يملأ إبريقا من الهواء ؛ أو ينفق بعض الأوقات من الغيب ، أو أن يختفي أحيانا عن أعين الناس ؛ أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فرآه قد جاءه فقضى حاجته ؛ أو يخبر الناس بما سرق لهم ؛ أو بحال غائب لهم ، أو مريض ، أو نحو ذلك من الأمور .
    وليس في شيء من هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي لله . بل قد اتفق أولياء الله على أن الرجل لو طار في الهواء ، أو مشى على الماء ، لم يغتر به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وموافقته لأمره ونهيه .
    وكرامات أولياء الله تعالى أعظم من هذه الأمور ؛ وهذه الأمور الخارقة للعادة - وإن كان قد يكون صاحبها وليا لله - فقد يكون عدوا لله ؛ فإن هذه الخوارق تكون لكثير من الكفار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين ، وتكون لأهل البدع ، وتكون من الشياطين .
    فلا يجوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه الأمور أنه ولي لله ؛ بل يعتبر أولياء الله بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دل عليها الكتاب والسنة ، ويعرفون بنور الإيمان والقرآن ، وبحقائق الإيمان الباطنة ، وشرائع الإسلام الظاهرة " .
    انتهى باختصار من " مجموع الفتاوى " (11/213) .
    ويقول أيضا رحمه الله :
    " في أصناف المشركين ، من مشركي العرب ، ومشركي الهند والترك واليونان وغيرهم ، من له اجتهاد في العلم والزهد والعبادة ؛ ولكن ليس بمتبع للرسل ، ولا يؤمن بما جاءوا به ولا يصدقهم بما أخبروا به ، ولا يطيعهم فيما أمروا ، فهؤلاء ليسوا بمؤمنين ، ولا أولياء لله ، وهؤلاء تقترن بهم الشياطين ، وتنزل عليهم ، فيكاشفون الناس ببعض الأمور ، ولهم تصرفات خارقة من جنس السحر ، وهم من جنس الكهان والسحرة الذين تنزل عليهم الشياطين ، قال تعالى : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ )
    الشعراء (221)(222)(223) . وهؤلاء جميعهم الذين ينتسبون إلى المكاشفات وخوارق العادات ، إذا لم يكونوا متبعين للرسل : فلا بد أن يكذبوا ، وتكذبهم شياطينهم ، ولا بد أن يكون في أعمالهم ما هو إثم وفجور ، مثل نوع من الشرك أو الظلم أو الفواحش أو الغلو أو البدع في العبادة ؛ ولهذا تنزلت عليهم الشياطين واقترنت بهم فصاروا من أولياء الشيطان لا من أولياء الرحمن . قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) الزخرف (36) " انتهى من " مجموع الفتاوى " (11/ 172).
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
    " خرق العادة قد يقع للزنديق بطريق الإملاء والإغواء ، كما يقع للصديق بطريق الكرامة والإكرام ، وإنما تحصل التفرقة بينهما باتباع الكتاب والسنة " انتهى من " فتح الباري " (12/385) .
    ثانيا :
    تذكر أيضا في مثل هذا المقام أن أكثر ما ينتشر على وسائل الإعلام اليوم ، إن لم يكن جميعها ، وما يشاهده الناس عيانا مما يظنونه خارقا للعادة ، إنما هي حيل وخدع بصرية ، أو مشاهد تمثيلية ، لا أكثر ولا أقل . حتى غدا تصديق أحد بدعواه خرق العادة ، في مثل ذلك ، من السذاجة بمكان ، فثمة العشرات من البرامج الوثائقية البحثية ، التي توضح هذه الحيل ، وتسمي الأشياء بمسمياتها ، وتشرح للناس طرائق التمثيل التي يتبعها هؤلاء المشتغلون بالخوارق ، حتى كان آخرها ما وقع لأحد أشهر السحرة العالميين من طيران في الهواء على مرأى من الناس ، ثم لم تلبث وسائل الإعلام أن أظهرت حقيقة ما جرى ، وأنه كان معلقا بخيوط دقيقة جدا ، ومتينة جدا ، لا تكاد تشاهدها العين بسهولة .
    وينظر للفائدة : " تلبيس إبليس " لابن الجوزي (ص 340-342) .
    هذا وقد سبق في الموقع بيان حرمة طلب الرقية من غير المسلمين ، وخاصة من القساوسة والرهبان ، وذلك في الأرقام الآتية : (
    180492) ، (149490) ، (147094) .

    والخلاصة :
    أن عامة ما يظهر من خوارق العادات التي تجري على أيدي غير عباد الله الصالحين إنما هي حيل وخداع وتمثيل ، وإن وقع منها شيء حقيقة فهو من جنس أعمال السحرة والكهان ، ومن إعانة الجن والشيطان ، وغاية الواحد منهم : أن يكون شأنه كالمسيح الدجال ؛ فكان ماذا ؟!
    والله أعلم .




    موقع الإسلام سؤال وجواب

  • #2
    رد: خوارق العادات قد تجري على يد غير المسلمين فتنة وابتلاء

    جزاكم الله خيرا وأثابكم
    ونور الله عقلك
    م
    وقلبك
    م بالإيمان
    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 09-01-2015, 02:28 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: خوارق العادات قد تجري على يد غير المسلمين فتنة وابتلاء

      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الخمري مشاهدة المشاركة
      جزاكم الله خيرا وأثابكم
      ونور الله عقلك
      م
      وقلبك
      م بالإيمان
      آمين وإياكم
      بارك الله فيكم

      تعليق


      • #4
        رد: خوارق العادات قد تجري على يد غير المسلمين فتنة وابتلاء

        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: خوارق العادات قد تجري على يد غير المسلمين فتنة وابتلاء

          آمين وإياكم
          بارك الله فيكم

          تعليق

          يعمل...
          X