أما آن لك أيها العبد الفقير أن تعرف ربك الرحيم ؟؟؟؟؟؟
-
إن عدم معرفة العبد بربه معرفة حقيقية توقعه في الكثير من المخالفات العقدية وتجعله يسيئ الظن بربه ,لذلك كان علم الأسماء
والصفات اشرف العلوم واهمها .
إن العبد إذا علم أن الله متفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والاحياء والأماته فان قلبه سيتعلق بالله في طلب الرزق ولن يتعلق بالمخلوق ولن يظن ان المخلوق هو الذي يرزقه وانما سيوقن ان المخلوق ما هو إلا سبب ساق الله له الرزق علي يديه.
-واذا فقد محبوب من أحبابه لم يعترض علي قضاء ربه لانه ايقن ان الخلق كلهم عبيد لله يتصرف فيهم كيف يشاء .
-واذا علم العبد بسمع الله وبصره وعلمه وانه لا يخفي عليه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض وان الله يعلم السر واخفي ويعلم ما تخفي الصدور اذا علم العبد بكل هذا فانه لن يتكلم بكلامم يسخط ربه لانه يعلم انه يسمعه , ولن يجول بفكره اي خواطر سيئه لانه يوقن ان ربه عليم بذات الصدور , وانه لن يرضي ان يعصي الله بجوارحه لانه يعلم ان ربه بصير ويعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.
-واذا علم العبد ان ربه يحب ويرضي لانه ودود رحيم عمل ما يحبه معبوده وما يرضيه وتقرب الي ربه بما يزيد حبه ووده له
وسعي ان يكون ممن قال فيهم الله ( إنِّي أحبُّ فلانًا فأحِبَّه)صحيح مسلم،
يا فرحة العبد اذا استشعر ان الله ينادي اسمه في الملأ الاعلي ( إنِّي أحبُّ فلانًا) فلو قيل لك ان اسمك سيذكر في الاذاعة او التلفاز لطار قلبك فرحا بذلك ولاشتقت لذلك اليوم الذي ينادي فيه باسمك في الاذاعة او التلفاز .
فما لنا لا نشتاق ان يهتف ملك الملوك باسمنا في الملأ الاعلي انه يحبنا , ما لنا لا نتمني ذلك؟؟؟؟؟؟؟ لو تمنينا ذلك حقا
لتعبنا وكدحا من اجل ان نصل لهذه المنزلة العظيمة كما قال ربنا ( ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليّ بالنوافلِ )صححه ابن تيمية في مجموع الفتاوى
-اذا علم العبد ان ربه يغضب ويسخط ويلعن ابتعد عن كل قول وفعل يسخط ربه عليه.
-واذا علم ان من صفات الله الصدق وانه وعده اذا عمل صالحا ان يدخله جنات تجري من تحتها الانهار , فاذا علم ان الله لا يخلف وعده دفعه ذلك للمزيد من العمل الصالح والقرب منه سبحانه.
-واذا علم ان من صفات الله الكلام وان يتكلم بما شاء علي الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالي استشعر وهو يقرأ القرآن ان ربه يكلمه فيمتلأ قلبه وجلا ومهابة لله رب العالمين, واذا علم ان الله سيكلمه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان استحي ان يقع في معصيته واعد لذلك الحساب جوابا .
-وهكذا ينبغي أن نتعامل مع كل اسماء الله وصفاته فان هذا من اسهل الطرق التي تقربك من مولاك
وتملأ قلبك بمحبته لانه محال ان تحب من لا تعرف . أسأل الله ان ييسر لنا معرفته بأسمائه وصفاته علي منهج السلف الصالح
وان يرزقنا كمال التعبد له بها إنه بكل جميل كفيل . وصلى الله علي محمد وعلي آله وصحبه وسلم
تعليق