إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية







    أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية
    المصدر/ كتاب فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم
    للدكتور علي الصلابي



    إن الإيمان بالله, والحب في الله, وما يترتب عليهما قواعد متلازمة ينبني بعضها على البعض الآخر,
    ويتأثر اللاحق منها بالسابق, فإذا قوي الإيمان بالله في نفس المؤمن ازداد الحب في الله, وازدادت الأفعال المترتبة
    على ذلك, حتى تصبح الجماعة المسلمة, كخلايا الدم في الجسم تعمل لغرض واحد, وهدف واحد, وفي إطار واحد,
    عند ذلك تصبح الجماعة المسلمة بنية حية قوية صامدة قادرة على أداء رسالتها ودورها العظيم في حق نفسها, وفي حق البشرية جمعاء
    .(انظر: الموالاة والمعاداة (1/246).




    ولذلك جعل الله تعالى رابطة الدين والإيمان فوق كل الروابط الجاهلية الفاسدة مثل رابطة الدم, ورابطة اللون أو اللغة, أو رابطة الوطن
    أو الإقليم أو رابطة الحرفة, أو الطبقة, أو غير ذلك من الروابط الجاهلية التي تختلف اختلافًا جذريًا مع أصول
    الإسلام ومنطلقاته في الموالاة والمعاداة والحب والبغض, قال تعالى: "يَا
    أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
    شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
    "
    [الحجرات:13].


    فالمقياس لتفاوت الأفراد في الإسلام هو التقوى والعمل الصالح, وهذا المبدأ يحقق العدل
    بالنسبة لكافة المنتمين إليه, ويسع العالم أجمع دون أي تمييز بينهم فيما عدا التقوى والعمل الصالح
    (انظر: الموالاة والمعاداة (1/246)..


    إن الإيمان الحقيقي يجعل من أتباعه أخوة متحابين يعملون على رضا مولاهم العظيم, قال تعالى:
    "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ
    بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
    "
    [آل عمران:103].





    إن الفهم الصحيح لحقيقة الإيمان وكلمة التوحيد لها آثار في حياة الإنسان,
    وتلك الآثار لها أثر في التمكين, فمن أهم هذه الآثار:



    1- ما تنشئه في النفس من الأنفة وعزة النفس بحيث لا يقوم دونه شيء لأنه لا نافع إلا الله,
    وهو المحيي والمميت, وهو صاحب الحكم والسلطة والسيادة.
    ومن ثم ينزع من القلب كل خوف إلا منه سبحانه, فلا يطاطئ الرأس أمام أحد من الخلق, ولا يتضرع إليه,
    ولا يتكفف له, ولا يرتع من كبريائه وعظمته,
    لأن الله هو العظيم القادر, وهذا بخلاف المشرك والكافر.




    2- ينشأ من الإيمان بهذه الكلمة من أنفة النفس وعزتها: تواضع من غير ذل, وترفع من غير كبر,
    فلا يكاد ينفخ أوداجه شيطان الغرور ويزهيه بقوته وكفاءته
    لأنه يعلم ويستيقن أن الله الذي وهبه كل ما عنده قادر على سلبه إياه إذا شاء, أما الملحد فإنه يتكبر
    ويبطر إذا حصلت له نعمة عاجلة.




    3- المؤمن بهذه الكلمة: يعلم علم اليقين أنه لا سبيل إلى النجاة والفلاح إلا بتزكية النفس والعمل الصالح.





    4-
    من آثار الإيمان الصحيح عدم تسرب اليأس, والبعد عن القنوط, لأنه يؤمن أن الملك والخزائن لله
    رب العالمين, لذلك فهو على طمأنينة وسكينة, وأمل,
    حتى ولو طرد العبد أو أهين وضاقت عليه سبل العيش.




    5- من آثار كلمة الإيمان والتوحيد في نفس العبد إعطاء قوة عظيمة من العزم والإقدام والصبر والثبات
    والتوكل والتطلع إلى معالي الأمور ابتغاء مرضاة الله تعالى,
    مع شعوره أن وراءه قوة مالك السماء والأرض, فيكون ثباته ورسوخه وصلابته التي يستمدها من هذا التصور, كالجبال الراسية,
    وأنى للكفر والشرك بمثل هذه القوة والثبات؟.





    6- من آثار الإيمان الحقيقي تشجيع الإنسان وامتلاء قلبه جرأة؛ لأن الذي يجبن الإنسان
    ويوهن عزمه شيئان: حبه للنفس والمال والأهل, أو اعتقاده أن هناك أحدًا غير الله يميت الإنسان, فإيمان المرء بلا إله
    إلا الله يرفع عن قبله كلاً من هذين السببين,
    فيجعله موقنًا بأن الله هو المالك الوحيد لنفسه وماله, فعندئذ يضحي في سبيل مرضاة ربه بكل غال ورخيص عنده.
    وينزع الثاني بأن يلقي في روعه أنه لا يقدر على سلب الحياة منه
    إنسان ولا حيوان ولا قنبلة ولا مدفع,
    ولا سيف ولا حجر, وإنما يقدر ذلك الله وحده. من أجل ذلك لا يكون في الدنيا أشجع ولا أجرأ ممن يؤمن بالله تعالى,
    فلا يكاد يخيفه أو يثبت في وجهه زحف الجيوش, ولا السيوف المسلولة, ولا مطر الرصاص والقنابل.




    7- ومن ثمار الإيمان الصحيح, التحلي بالأخلاق الرفيعة والتطهر من الأخلاق الوضيعة.


    8- ومن ثمار الإيمان على العبد تجعله حريصًا على التمسك بشرع الله تعالى ومحافظًا عليه.


    9- ومن ثمار الإيمان تربية العبد على أن يكون جنديًا من جنود الدعوة التي تسعى لتحكيم شرع الله وتمكين دينه سبحانه وتعالى.




    إن من شروط التمكين لدين الله تعالى في الأرض تحقيق الإيمان الذي يريده الله وبيَّنه رسوله صلى الله عليه
    وسلم وتجسد في حياة أصحابه.



    إن الإيمان المطلوب هو الذي يبعثنا على الحركة والهمة, والنشاط والسعي, والجهد والمجاهدة, والجهاد والتربية,
    والاستعلاء والعزة, والثبات واليقين(انظر: في ظلال الإيمان, ص 63.)




    إن الإيمان قوة دافعة وطاقة مجمعة, فما كادت حقيقته تستقر في القلب حتى تتحرك لتعمل, ولتحقق ذاتها في الواقع,
    ولتوائم بين صورتها المضمرة وصورتها الظاهرة,
    كما أنها تستولي على مصادر الحركة في الكائن البشري كلها, وتدفعها في الطريق.





    «ذلك سر قوة العقيدة في النفس, وسر قوة النفس بالعقيدة, سر تلك الخوارق التي صنعتها العقيدة في الأرض, وما تزال في كل يوم تصنعها الخوارق التي تغير وجه الحياة من يوم إلى يوم, وتدفع بالفرد وتدفع بالجماعة إلى التضحية بالعمر الفاني المحدود في سبيل الحياة الكبرى التي لا تفنى, وتقف بالفرد القليل الضئيل أمام قوى السلطان
    وقوى المال وقوى الحديد والنار, فإذا هي كلها تنهزم أمام العقيدة الدافعة في روح فرد المؤمن,
    وما هو الفرد الفاني المحدود الذي هزم تلك القوى جميعًا, ولكنها القوى الكبرى الهائلة التي استمدت منها تلك الروح,
    والينبوع المتفجر الذي لا ينضب ولا ينحسر ولا يضعف»

    (انظر: في ظلال القرآن (6/3353).




    «تلك الخوارق التي تأتي بها العقيدة الدينية في حياة الأفراد وفي حياة الجماعات لا تقوم على خرافة غامضة, ولا تعتمد على
    التهويل والرؤى, إنها تقوم على أسباب مدركة وعلى قواعد ثابتة, إن العقيدة الدينية فكرة كلية تربط الإنسان
    بقوى الكون الظاهرة والخصبة, وتثبت روحه بالثقة والطمأنينة, وتمنحه القدرة على مواجهة
    القوى الزائلة والأوضاع الباطلة, بقوة اليقين في النصر, وقوة الثقة في الله,
    وهي تفسر للفرد علاقاته بما حوله من الناس والأحداث والأشياء, وتوضح له غايته واتجاهه وطريقه,
    وتجمع القوى والطاقات حول محور واحد, وتوجيهها في اتجاه واحد, تمضي إليه مستنيرة الهدف, في قوة وفي ثقة وفي يقين».



    ويضاعف قوتها أنها تمضي مع الخط الثابت الذي يمضي فيه الكون كله ظاهرة وخافية, وأن كل ما في الكون
    من قوى مكنونة تتجه اتجاهًا إيمانيًا, فيلتقي المؤمن في طريقه, وينضم إلى زحفها الهائل لتغليب الحق على الباطل مهما
    يكن للباطل من قوة ظاهرة لها في العيون بريق»
    (انظر: في ظلال القرآن (6/3353)..















    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 19-01-2015, 08:38 AM. سبب آخر: فك تشابك بعض الكلمات, بوركتم

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2
    رد: أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      رد: أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا ووفقنا وإياكم لمرضاته

      تعليق


      • #4
        رد: أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية


        اللهم آمين وإياكم
        بوركتم لمروركم الكريم


        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية

          المشاركة الأصلية بواسطة لؤلؤة باسلامي مشاهدة المشاركة
          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

          رحمك الله يا أمي
          ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
          وظني بكـَ لايخيبُ

          تعليق


          • #6
            رد: أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية

            جزاكم الله خيرا ونفع بكم

            اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

            تعليق


            • #7
              رد: أثر الفهم الصحيح للإيمان في تمكين الله عز وجل للأمة الإسلامية

              جزانا الله وإياكم وبوركتم لمروركم الكريم

              "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
              وتولني فيمن توليت"

              "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

              تعليق


              • #8
                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

                تعليق

                يعمل...
                X