1- الحَمْدُ للهِ لا يُحْصَى لَهُ عَدَدُ
ولا يُحِيْطُ بِهِ الأَقْلامُ والمُدَدُ
2- حَمْدَاً لِرَبِّي كَثيراً دَائماً أبَدَاً
في السِّرِّ والْجَهْرِ في الدَّارَيْنِ مُسْتَرَدُ
3- مِلْءَ السَّمواتِ وَالأَرْضِيْنَ أَجْمَعِهَا
وَمِلْءَ مَا شَاءَ بَعْدُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ
4- ثُمَّ الصَّلاةُ عَلى خَيْرِ الأَنَامِ رَسُولِ
اللهِ أَحْمَدَ مَعْ صَحْبٍ بِهِ سَعِدوا
5- وأَهْلِ بَيْتِ النَّبِيْ وَالآلِ قاطِبَةً
وَالتَّابعينَ الأُلَى للدِّيْنِ هُمْ عَضُدُ
6- وَالرُّسْلِ أجْمَعِهِمْ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ
مِنْ دُوْنِ أَنْ يَعْدِلوا عَمَّا إليهِ هُدُوا
7- أَزْكَى صَلاةٍ مَعَ التّسْليْمِ دَائِمَةً
مَا إِنْ لَهَا أَبَدَاً حَدٌّ وَلاَ أَمَدُ
8- وَبَعْدُ ذِي في أُصُوْلِ الدِّيْنِ (جَوهَرةٌ
فَرِيْدَةٌ) بِسَنَا التَّوحِيْدِ تَتَّقِدُ
9- بِشَرْحِ كُلِّ عُرَى الإِسْلامِ كَافِلةٌ
وَنَقْضِ كُلِّ الذي أَعْداؤهُ عَقَدُوا
10- وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي مِنْ لَوازِمِهَا
وَ أَحْمَدُ اللهَ مِنْهُ الْعَوْنُ والرَّشَدُ
11- وَاللهَ أَسْـأَلُ مِنْـهُ رَحْمَـةً
فَضْـلاً َمَـا لِيَّ إِلاَّ اللهُ مُسْتَنَـدُ
مقدمةٌ
في براءةِ المتَّبِعيْن.مِنْ جَرَاءَةِ المبدِّعين. وافتراءَاتِ المبتدعين.
12- إِنّي بَرَاءٌ مِنَ الأَهْوا وَمَا وَلَدَتْ
وَوَالدِيْها الحَيَارى سَاءَ مَا وَلَدُوا
13- وَاللهِ لَسـْتُ بِجَهْمِيٍّ أَخَا جَدَلٍ
يَقُوْلُ في اللهِ قَوْلاً غَيْرَ مَا يَرِدُ
14- يُكَذِّبُونَ بِأَسْمَاءِ الإِلهِ وَأوْصَافٍ
لَهُ بَلْ لِذاتِ اللهِ قَدْ جَحَدُوا
15- كَلاّ وَلسْتُ لِرَبِّي مِنْ مُشَبِّهَةٍ
إِذْ مَنْ يُشَبِّهُهُ مَعْبوْدُهُ جَسَدُ
16- وَلاَ بِمُعْتَزليٍّ أَوْ أَخَا جَبَرٍ
في السَّيئاتِ عَلى الأَقْدَارِ يَنْتَقِدُ
17- كَلاّ وَلَسـْتُ بِشيْعيٍّ أَخَا دَغَلٍ
في قَلْبِهِ لِصِحَابِ الْمُصْطَفَى حُقَدُ
18- كَلاّ وَلاَ نَاصِبيٍّ ضِدَّ ذَلِكَ بَلْ
حُبُّ الصَّحَابَةِ ثُمَّ الآلِ نَعْتَقِدُ
19- وَمَا أَرِسْطُو وَلاَ الطُّوْسِيْ أئمَّتَنَا
وَلاَ ابنُ سَبْعِيْنَ ذَاكَ الْكاَذِبُ الفَنِدُ
20- وَلاَ ابنُ سِيْنَا وَفَارَابِيْهِ قُدْوَتَنَا
وَلاَ الّذِي لِنُصُوصِ الشَّرِّ يَسْتَنِدُ
21- مُؤَسِّسُ الزَّيْغِ وَالإِلْحَادِ حَيْثُ يَرَى
كُلَّ الْخَلائقِ بِالْبَارِي قَدِ اتّحدوا
22- مَعْبُودُهُ كُلُّ شَيءٍ في الْوُجُوْدِ بَدَا
الكَلْبُ وَالقِرْدُ وَالخِنْزِيْرُ وَالأَسَدُ
23- وَلاَ الطَّرَائقُ وَالأَهْوَاءُ وَالْبدعُ الـ
ـضُّلاَّلُ مِمَّنْ عَلَى الوَحْيَيْنِ يَنْتَقِدُ
24- وَلاَ نُحَكِّمُ في النّصِّ الْعُقُوْلَ وَلاَ
نَتَائِجَ الْمَنْطِقِ المْمحُوْقِ نَعْتَمِدُ
25- لَكِنْ لَنَا نَصُّ آيَاتِ الْكِتَابِ وَمَا
عَنِ الرَّسُوْلِ رَوَى الأَثْبَاتُ مُعْتَمَدُ
26- لَنَا نُصُوْصُ الصَّحِيْحَيْنِ اللّذَيْنِ لَهَا
أَهْلُ الوِفَاقِ وَأهْلُ الخُلْفِ قَدْ شَهِدُوا
27- وَالأَربَعُ السُّنَنُ الغُرُّ التي اشْتَهَرَتْ
كُلٌّ إلَى المُصْطَفى يَعْلو لَهُ سَنَدُ
28- كَذَا الْمُوَطّا مَعَ المُسْتَخْرَجَاتِ لَنَا
كَذَا المَسَانِيْدُ للْمُحْتَجِّ مُسْتَنَدُ
29- مُسْتَمْسِكِيْنَ بِهَا مُسْتسْلِمِيْنَ لَهَا
عَنْهَا نَذُبُّ الْهَوَى إِنّا لَهَا عَضُدُ
30- وَ لاَ نُصـِيْخُ لِعَصْرِيٍّ يَفُوْهُ بِمَـا
يُنَاقِـضُ الشَّـرْعَ أوْ إيَّـاهُ يَعْتَقِـدُ
31- يَرَى الطَّبيِعَةَ في الأَشْيَا مُؤثِّرَةً
أَيْنَ الطَّبِيعَةُ يَا مَخْذُوْلُ إِذْ وُجِدُوا؟*******
32- وَمَا مَجَلاَّتُهُمْ وِرْدِي وَلاَ صَدَرِي
وَمَا لِمُعْتَنِقِيْهَا في الفَلاَحِ يَدُ
33- إِذْ يُدْخِلُوْنَ بِهَا عَادَاتِهِمْ وَسَجَا
يَاهُمْ وحكمَ طَوَاغِيْتٍ لَهُمْ طَرَدوا
34- مُحَسِّنِيْنَ لَهَا كيما تَرُوْجُ عَلَى
عُمْي الْبَصَائِرِ مِمَّن فَاتَهُ الرَّشَدُ
35- مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَدْ أَضْحَى زَنَادِقَةٌ
كَثِيْرُهُمْ لِسَبِيْلِ الغَيِّ قَدْ قَصَدُوا
36- يَرَوْنَ أَنْ تَبْرُزَ الأُنْثَى بِزِيْنَتِهَا
وَبَيْعَهَا الْبُضْعَ تَأْجِيْلاً وَتَنْتقِدُ
37- مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بِالإِفْرَنْجِ قَدْ شُغِفُوْا
بِهُمْ تَزَيّوا وَفي زَيّ التُّقى زَهِدُوا
38- وَبِالْعَوَائِدِ مِنْهُمْ كُلِّهَا اتّصَفُوا
وَفِطْرَةَ اللهِ تَغَييراً لَهَا اعْتَمَدُوا
39- عَلَى صَحَائِفِهِمْ يَا صَاحِ قَدْ عَكَفُوا
وَلَوْ تَلَوْتَ كِتَابَ اللهِ مَا سَجَدُوا
40- وَعَنْ تَدَبُّرِ حُكْمِ الشَّرعِ قَدْ صُرِفُوا
وَفي الْمَجَلاَّتِ كُلَّ الذّوْقِ قَدْ وَجَدُوا
41- وَللشَّوَارِبِ أَعْفُوا واللِّحَى نَتَفُوا
تَشَبُّهَاً وَمَجَارَاةً وَمَا اتَّأَدُوا
42- قالوا رُقِيَّاً فَقُلْنَا لِلْحَضِيْضِ نَعَمْ
تُفْضُوْنَ مِنْهُ إِلَى سِجِّيْنَ مُؤْتَصَدُ
43- ثَقَافَةٌ مِنْ سَمَاجٍ سَاءَ مَا أَلِفُوا
حَضَارَةٌ مِنْ مُرُوْجٍ هُمْ لَهَا عَمَدُوا
44- عَصْرِيَّةٌ عَصَرَتْ خُبثَاً فَحَاصِلُهَ
سُمٌّ نَقِيْعٌ وَيَا أَغْمَارُ فازْدَرِدُوا
45- مَوْتٌ وَسَمُّوْهُ تَجْدِيْدَ الْحَيَاةِ فَيَ
ليْتَ الدُعَاةَ لَهَا في الرَّمْسِ قَدْ لُحِدُوا
46- دُعَاةُ سُوْءٍ إِلَى السَّوْأى تَشَابَهَتِ الْ
قُلُوْبُ مِنْهُمْ و في الإضْلاَلِ قَدْ جَهِـدُوا
47- مَا بَيْنَ مُسْتَعْلِنٍ مِنْهُمْ وَمُسْتَتِرٍ
وَمُسْتَبِدٍّ وَمَنْ بِالْغَيْرِ مُحْتَشِدُ
48- لَهُمْ إِلَى دَرَكَاتِ الشَّرِّ أَهْوِيَةٌ
لَكِنْ إِلَى دَرَجَاتِ الخَيْرِ مَا صَعَدُوا
49- وَ في الضَّلاَلاَتِ والأَهْوَا لَهُمْ شُبَهٌ
وَعَنْ سَبِيْلِ الْهُدَى والحَقِّ قَدْ بَلِدُوا
50- صُمٌّ وَلَوْ سَمِعُوْا بُكْمٌ وَلَوْ نَطَقُوا
عُمْيٌ وَلَوْ نَظَرُوا بُهْتٌ بِمَا شَهِدُوا
51- عَمُوا عَنْ الحقَّ صُمُّوا عَنْ تّدَبُّرِهِ
عَنْ قَوْلِهِ خَرِسُوْا في غَيِّهم سَمَدُوا
52- كَأَنَّهُمْ إِذْ تَرَى خُشْبٌ مُسَنَّدَةٌ
وَتَحْسَبُ الْقَوْمَ أيْقَاظاً وَقَدْ رَقَدُوا
53- بَاعُوا بِهَا الدِّيْنَ طَوْعاً عَنْ تَرَاضِ وَمَا
بَالَوا بِذَا حَيْثُ عِنْدا اللهِ قَدْ كَسَدُوا
54- يَا غُرْبَةَ الدِّيْنِ والمُسْتـَمْسِكيْنَ بِهِ
كَقَابِضِ الْجَمْرِ صَبْرَاً وَهْوَ يَتَّقِدُ
55- المُقْبِلِيْنَ عَلَيْهِ عِنْدَ غُرْبَتِهِ
وَالمُصْلِحِيْنَ إِذا مَا غَيْرُهُمْ فَسَدُوا
56- إِنْ أَعْرَضَ النَّاسُ عَنْ تِبْيَانِهِ نَطَقُوا
بِهِ وَإِنْ أَحْجَمُوا عَنْ نَصْرهِ نَهَدُوا
57- هَذَا وَقَـدْ آنَ نَظْمُ الْعِقْـدِ مُعْتَصِمَاً
بِاللهِ حسْبي عَليهِ جَــلَّ أَعْتَمِـدُ
أَبـوابُ أُمُـور الـدِّين
58- والدِّيْنُ قَوْلٌ بِقَلْبٍ واللِّسَانِ وأعْـ
ـمَالٌ بِقَلْبٍ وَبِالأَرْكَانِ مُعْتَمِدُ
59- يَزْدَادُ بالذِّكْرِ وَالطَّاعَاتِ ثُمَّ لَهُ
بِالذَّنْبِ وَالْغَفْلةِ النُّقْصَانُ مُطَّرِدُ
60- وَ أَهْلُهُ فِيْهِ مَفْضُوْلٌ وَفَاضِلُهُ
مِنْهُمْ ظَلُومٌ وَسَبَّاقٌ وَمُقْتَصِدُ
61- وَ هَاكَ مَـا سَأَلَ الـرُّوْحُ الأَمِيْنُ رَسُـوْ
لَ اللهِ عَنْ شَرْحِهِ وَالصَّحْبُ قَدْ شَهِـدُوا
62- فَكَانَ ذَاكَ الْجَـوَابُ الدِّيْنَ أَجْمَعَـهُ
فَافْهَمْـهُ عِقْدَاً صَفَا ما شَابَهُ عُقَـدُ
بَابُ الإيمانِ باللهِ تعالى وأَسمائهِ وَصِفَاتِهِ
63- باللهِ نُؤْمِنُ فَرْدٌ وَاحِدٌ أَحَدٌ
وَلَمْ يَلِدْ لاَ وَلَمْ يُولَدْ هُوَ الصَّمَدُ
64- وَلاَ إِلَهَ وَلاَ رَبَّ سِوَاهُ وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً مِنْ خَلْقِهِ أَحَدُ
65- حَيٌّ سَمِيْعٌ بَصِيْرٌ جَلَّ مُقْتَدِرٌ
عَدْلٌ حَكِيْمٌ عَليْمٌ قَاهِرٌ صَمَدُ
66- هُوَ الْعَليُّ هُوَ الأَعْلى هُوَ المُتَعَا
لي كُلُّ مَعْنَى عُلُوِّ اللهِ نَعْتَقِدُ
67- قَهْراً وَقَدْرَاً وَذَاتَاً جَلَّ خَالِقُنَا
مَا حَلَّ فِينَا وَلاَ بالْخَلْقِ مُتَّحِدُ
68- في سَبْعِ آيٍ مِنَ القُرآنِ صَرَّحَ بِاسْ
ـتَوَى عَلَى العَرْشِ رَبّي فَهْوَ مُنْفَرِدُ
69- وَلَفْظُ فُوقٍ أتَى مَعَ الاقْتـِرانِ بِمِنْ
وَدُوْنَهَا لِمُرِيْدِ الحَقِّ مُسْتَنَدُ
70- وَفي السَّماءِ اتلُهَا في المُلْكِ وَاضِحَةً
وَكَمْ حَدِيْثاً بِهَا يَعْلُوا بِهِ السَّنَدُ
71- وَتَعْرُجُ الرُّوْحُ وَالأَمْلاكُ صَاعِدَةً
أمَا إلى رَبِّهِمْ نَحْوَ الْعُلى صَعَدُوا
72- وَهَكذَا يَصْعَدُ المَقْبُوْلُ مِنْ عَمَلٍ
مِنَ العِبَادِ لِمَنْ إيّاهُ قَدْ عَبَدُوا
73- كَذا عُرُوْجُ رَسُولِ اللهِ حِيْنَ سَرَى
قُلْ لي إلى مَنْ لَهُ قَدْ كَانَ مُصْطَعدُ؟
74- وَحِيْنَ خُطْبَتِهِ في جَمْع حَجَّتِهِ
أَشَارَ رَأْسٌ لَهُ نَحْوَ العُلَى وَيَدُ
75- أَلَيْسَ يَشْهَدُ رَبُّ الْعَرْشِ جَلَّ عَلَى
تَبْلِيْغِهِ ثُمَّ أَهْلُ الجَمْعِ قَدْ شَهِدُوا
76- وَسَنَّ رَفْعَ المَصَلِّي في تَشَهُّدِهِ
سبَّاحَةً لِعُلُوِّ اللهِ يَعْتَقِدُ
77- وَكُلُّ دَاعٍ إِلى مَنْ رَافعٌ يَدَهُ ؟*
إِلاّ إلى مَنْ يَجِي مِنْ عِنْدِهِ المَدَدُ
78- وَكَمْ لِهَذَا برَاهِيْنَاً مُؤَيِّدَةً
وَحِيْنَ يَسْمَعُهَا الجَهْميُّ يَرْتَعِدُ
79- وَنَحْنُ نُثْبتُ مَا الْوَحْيَانِ تُثْبِتُهُ
مِنْ أَنَّ ذَا الْعَرْشِ فَوْقَ الْعَرْشِ مُنْفَرِدُ
80- يَدْنـُوَ كَمَا شَاءَ مِمَّنْ شَا وَيَفْعَلُ مَا
يَشَا وَلاَ كَيْفَ في وَصْفٍ لَهُ يَرِدُ
81- وَكُلُّ أَسْمَائهِ الحُسْنَى نُقِرُّبِهَ
مِمَّا عَلِمْنَا وَ مِمَّا اسْتأْثَرَ الأَحَدُ
82- مُسْتَيْقِينِيْنَ بِمَا دَلَّتْ عَلِيْهِ وَمِنْ
ثَلاثَةِ الأوْجُهِ اعْلمْ ذِكْرَها يَرِدُ
83- دَلَّتْ عَلَى ذَاتِ مَوْلاَنَا مُطَابقةً
بِهِ تَليْقُ بِهَا الرَّحْمنُ مُنْفَرِدُ
84- كَذَا تَضَمَّنَتِ الْمُشْتَقَّ مِنْ صِفَةٍ
نَحْوَ الْعَلِيْمِ بِعِلْمٍ ثُمَّ تَطَّرِدُ
85- كَذَلِكَ اسْتَلْزَمَتْ بَاقي الصِّفَاتِ كَمَا
لِلْقُدْرَةِ اسْتَلْزَمَ الرَّحْمنُ وَالصَّمَدُ
86- وَكُلُّ مَا جَاءَ في الْوحْيـَيْنِ مِنْصِفَةٍ
للهِ نُثْبِتُهَا والنَّصَّ نَعْتَمِدُ
87- صِفَاتُ ذَاتٍ وَأَفْعَالٌ نُمِرُّ وَلاَ
نَقُوْلُ كَيْفَ وَلاَ نَنْفي كَمَنْ جَحَدُوا
88- لَكِنْ عَلَى مَا بِمَوْلاَنَا يَليْقُ كَمَا
أرَادَهُ وَعَناَهُ اللهُ نَعْتَقِدُ
89- وَفي الشَّهادَةِ عِلْمُ القَلْبِ مُشْتَرَطٌ
يَقِيْنُهُ اُنْقَدْ قَبُوْلٌ لَيْسَ يُفْتَقَدُ
90- إِخْلاصُكَ الصِّدْقُ فِيْهَا مَعْ مَحَبَّتِهَ
كَذَا الْوَلاَ وَالْبَرا فيها لَهَا عُمُدُ
91- فيهِ تُوالي أولى التّقْوَى وَتنْصُرُهُمْ
وَكُلُّ أَعْدائـهِ إِنَّـا لَهُـمْ لَعَـدُو
فَصْــلٌ
[في بيان الشرك بالله سبحانه وتعالى ]*
92- والشِّرْكُ جَعْلُكَ نِدّاً لِلإِلهِ وَلَمْ
يُشارِكِ اللهَ في تَخْليْقِنَا أَحَدُ
93- تَدْعُوْهُ تَرْجُوْهُ تَخْشَاهُ وَتَقْصِدُهُ
لِدَفْعِ شَرٍّ وَمِنهُ الْخَيْرَ تَرْتَفِدُ
94- وَعِلْمُهُ بِكَ مَعْ سَمْعِ الدُّعَاءِ وَقُدْ
رَةٍ وسُلْطَانِ غَيْبٍ فيْهِ تَعْتَقِدُ
95- مَثْلَ الأُلى بِدُعَا الأَمْوَاتِ قَدْ هَتَفُوا
يَرْجُوْنَ نَجْدَتَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا لُحِدُوا
96- وَكَمْ نُذُوْرَاً وَقُرْبَانَاً لَهَا صَرَفوا
ظُلْمَاً وَمِنْ أَنْفَسِ الْمَنْقُوْشِ كَمْ نَقَدُوا
97- وَكَمِ قِبَابَاً عَلِيْهَا زُخْرِفَتْ وَلَهَا
أُعْلِي النَّسِيْجُ كِسَاءً لَيْسَ يُفْتَقَدُ
98- فَهُمْ يَلُوْذُوْنَ في دَفْعِ الشُّرُورِ بِهَ
كَمَا لَهَا في قَضَا الْحَاجَاتِ قَدْ قَصَدُوا
99- وَيَصْرِفُونَ لَهَا كُلَّ الْعِبَادَةِ دُوْ
نَ اللهِ جَهْرَاً وَلِلتّوحِيْد قَدْ جَحَدُوا
100- إِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الأَفْعَالُ يَا عُلَمَا
شِرْكَاً فَمَا الشِّرْكُ؟قولوا لي أَوِ ابْتَعِدُوا
101- إِنْ لَمْ تَكُنْ هَـذِهِ شِرْكَاً فَليْسَ عَلَى
وَجْـهِ الْبَسِيْطَةِ شِرْكٌ قَـطُّ يُنْتَقَـدُ
بابُ الإِيمـانِ بالمـلائكـة
102- وَبِالْمَلاَئِكَةِ الرُّسْلِ الْكِرامِ عِبَا
دِ اللهِ نُؤْمِنُ خَابوا مَنْ لَهُمْ عَبَدُوا
103- مِنْ دُوْنِ رَبِّي تَعَالَى وَالتَّبَابُ لِمَنْ
كَانُوا لَهُ وَلَهُمْ والْمُرْسَليْنَ عَدُو
104- بَلْ هُمْ عِبَادٌ كِرَامٌ يَعْمَلَوْنَ بِأَمْ
ـرِ اللهِ ليْسَ لَهُ نِدٌّ وَلاَ وَلَدُ
105- مِنْهُمْ أَميْنٌ لِوَحْيِ اللهِ يُبْلِغُهُ
لِرُسْلِهِ وَهْوَ جِبْرِيْلٌ بِهِ يَفِدُ
106- وَللرِّيَاحِ وَقَطْرٍ وَالسَّحَابِ فَمِيْ
ـكَالٌ بِذَاكَ إِليْهِ الْكِيْلُ وَالْعَدَدُ
107- كَذَاكَ بالصُّوْرِ إِسْرافيْلُ وُكِّلَ وَهْ
ـوَ الآنَ مُنْتَظِرٌ أَنْ يَأْذَنَ الصَّمَدُ
108- وَحَامِلُوا الْعَرْشِ مَعْ مَنْ حَوْلَهُمْ ذُكِرُوا
وَزَائِرُوا بَيْتِهِ الْمَعْمُوْرِ مَا افْتُقِدُوا
109- والحَافِظُوْنَ عَليْنَـا الكَاتِبُوْنَ لِمَا
نَسْعَـَى وفي الْحَشْرِ إِذْ يُؤْتَى بِهِمْ شَهِدُوا
110- وَآخَرُوْنَ بِحِفْظِ العَبْدِ قَدْ وُكِلُوا
حَتَّى إِذا جَاءهُ المَقْدُورُ لَمْ يَفِدُوا
111- وَالْمَوْتُ وُكِّلَ حَقَّاً بِالْوَفَاة لِرُو
حِ الْعَبْدِ قَبْضَاً إذَا مِنْهَا خَلا الجَسَدُ
112- وَمُنْكَرٌ وِنَكِيْرٌ وُكِّلاَ بِسُؤَا
لِ العَبْدِ في القَبْرِ عَمَّا كَانَ يَعْتَقِدُ
113- كَذَاكَ رِضْوَانُ في أَعْوَانِهِ خَزَنُوا
لِجَنَّةِ الخُلْدِ بُشْرَى مَنْ بِهَا وُعِدُوا
114- كَذَا زَبَانِيَةُ النِّيْرَانِ يَقْدُمُهُمْ
في شَأْنِهَا مَالِكٌ بِالْغيْظِ يَتَّقِدُ
115- وَآخَرُوْنَ فَسَيَّاحُوْنَ حَيْثُ أَتوَا
مَجَالِسَ الذِّكْرِ حَفُّوا مَنْ بِهَا قَعَدُوا
116- وَغَيْرُهُمْ مِنْ جُنُوْدٍ لَيْسَ يَعْلمُهَا
إِلاَّ الْعَـلِيْـمُ الْخَبِـيرُ الْوَاحِـدُ الأَحَـدُ
بَابُالإيمانِ بِكُتْبِ اللهِ المُنْزَلَة
117- وَكُتْبُهُ بِالْهُدَى وَالْحَقِّ مُنْزَلَةٌ
نُوْرَاً وَذِكْرَىً وَبُشْرَى للّذِيْنَ هُدُوا
118- ثُمَّ القُرَآن كَلاَمُ اللهِ لَيْسَ كَمَا
قَالَ الَّذيْنَ عَلى الإِلْحَادِ قَدْ مَرَدُوا
119- جَعْدٌ وَجَهْمٌ وَبِشْرٌ ثُمَّ شِيْعَتُهُمْ
أَلاَ فَبُعْدَاً لَهُمْ بُعْدَاً وَقَدْ بَعِدُوا
120- تَكَلَّـمَ اللهُ رَبُّ العَالَميْنَ بِهِ
قَوْلاً وَ أَنْزَلَهُ وَحْيَاً بِه ِالرَّشَدُ
121- نَتْلُوْهُ نَسْمَعُهُ نَرَاهُ نَكْتُبـُهُ
خَطّاً وَنَحْفَظُهُ بِالْقَلْبِ نَعْتَقِدُ
122- وَكُلُّ أَفْعَالِنَا مَخْلُوْقَةٌوَكَذَا
آلاتُنَا الرَّقُّ والأَقْلامُ وَالْمُدَدُ
123- وَلَيْسَ مَخْلُوْقَاً الْقُرآنُ حَيْثُ تُلِى
أَوْ خُظَّ فَهْوَ كَلاَمُ اللهِ مُسْتَرَدُ
124- وَالْوَاقِفُوْنَ فَشَرٌّ نِحْلَـةً وَكَـذَا
لَفْظِيَّة ٌسَاءَ مَا رَاحُوا وَمَاقَصَدُوا
بَابُ الإيمانِ بالرُّسُلِ، عَليْهِمُ السّلام
125- وَالرُّسْلُ حَقٌّ بِلاَ تَفْرِيْقَ بَيْنَهُمُ
وَكُلُّهُمْ لَلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْمِ هُدُوا
126- وَبِالْخَوَارِقِ وَالإِعْجَازِ أَيَّدَهُمْ
رَبِّي عَلَى الْحَقِّ مَا خَانُوْا وَمَا فَنَدُوا
127- وَفَضَّلَ اللهُ بَعْضَ الْمُرْسَلِيْنَ عَلَى
بَعْضٍ بِمَا شَاءَ في الدُّنْيَا وَمَا وُعِدُوا
128- مِنْ ذَاكَ أَعْطَى لإِبْرَاهِيْمَ خُلَّتَهُ
كَذَا لأَحْمَدَ لَمْ يَشْرُكْهُمَا أحَدُ
129- وَكَلَّمَ اللهُ مُوْسَى دُوْنَ وَاسِطَةٍ
حَقَّاً وَخَطَّ لَهُ التَّوْرَاةَ فاعْتَمِدُوا
130- وَكَانَ عِيْسَى بإِذْنِ اللهِ يُبْرِئُ مِنْ
عَلاَّتِ سُوْءٍ ويُحْيي الْمَيْتَ قَدْ فُقِدُوا
131- والكُلُّ في دَعْوةِ التَّوْحِيْدِ مَا اخْتَلَفُوا
أَمَّا الْفُرُوْعُ فَفِيْهَا النَّسْخَ قَدْ تَجِدُ
132- إِلاَّ شَرِيْعَتَنَا الْغَرَّا فَلَيْسَ لَهَا
مِنْ نَاسِخٍ مَا رَسَى في أرْضِهِ أُحُدُ
133- إِذْ كَانَ أَحْمـدُ خَتْمَ الْمُرْسَلِيْنَ فَمَنْ
مِنْ بَعْدِهِ رَامَ وَحْيَاً كَاذِبٌ فَنِدُ
134- وكَانَ بـِعْثَتُهُ لـِلْخَلْقِ قَاطِبَةً
وَشَرْعُهُ شَامِلٌ لَمْ يَعْدُهُ أَحَدُ
135- وَلَـمْ يَسـَعْ أَحَـداً عَنْها الخـروْجُ وَلَـوْ
كَـانَ النَّبيونَ أَحْيَاءً لَهَا قَصَـدُوا
بَابُ الإِيمَانِ باليومِ الآخر
136- وَالْيَوْمُ الآخِرُ حَقٌّ ثُمَّ سَاعَتُهُ
بِمُنْتَهى عِلْمِهَا الرَّحْمنُ مُنْفَرِدُ
137- وَالْمَوْتُ حَقٌّ وَمَنْ جَاءَتْ مَنِيَّتُهُ
بأَيِّ حَتْفٍ فَبِالْمَقْدُوْرِ مُفْتَقَدُ
138- مَا إِنْ لَهُ عَنْهُ مِنْ مُسْتَأْخِرٍ أَبَدَاً
كَلاَّ وَلاَ عَنْهُ مِنْ مُسْتَقْدِمٍ يَجِدُ
139- كُلٌّ إِلى أَجَلٍ يَجْرِي عَلَى قَدَرٍ
مَا لاِمْرئٍ عَنْ قَضَاءِ اللهِ مُلْتَحَدُ
وَفِتْنَةُ الْقَبْرِ حَقٌّ 140- وَالْعَذَابُ بِهِ
لِكَافِرٍ وَنَعِيْمٌ لِلأُلى سَعِدُوا
141- وَللْقِيَامَةِ آيَاتٌ إِذَا وَجَبَتْ
فَليْسَ مِنْ تَوْبَةٍ تُجْدِي وَتَلْتَحِدُ
142- مِنْ ذَاكَ أَنْ تَسْتَبينَ الشَّمْسُ طَالِعَةً
مِنْ حَيْثُ مَغْربُهَا والخلْقُ قَدْ شَهِدُوا
143- كَذَاكَ دَابَّةُ أَرْضٍ أَنْ تُكَلِّمَهُمْ ( )
جَهْرَاً وَتَفْرُقَ بِالتَّمْييزِ مَنْ تَجِدُ
144- نُزُوْلُ عِيْسَى لِدَجَّالٍ فَيَقْتُلَهُ
وَفَتْحُ سَدِّ عِبَادٍ مَا لَهُمْ عَدَدُ
145- كَذَا الدُّخَانُ وَرِيْحٌ وَهْيَ مُرْسَلَةٌ
لَقَبْضِ أَنْفُسِ مَنْ للدَّيْنِ يَعْتَقِدُ
146- وَغَيْرُهَا مِنْ أُمُوْرٍ في الْكِتَابِ جَرَتْ
ذِكْرَى وَصَحَّ بِهَا في السُّنَّةِ السَّنَدُ
وَالنَّفْخُ 147- في الصُّوْرِ حَقٌّ أَوَّلاً فَزَعٌ
فَصَعْقَةٌ فَقِيَامٌ بَعْدَ مَا رَقَدُوا
148- وَالْوَزْنُ بِالْقِسْطِ وَالأَعْمَالُ مُحْضَرَةٌ
في الصُّحْفِ تُنْشَرُ وَالأَشْهَادُ قَدْ شَهِدُوا
149- وَالْجِسْرُ مَا بَيْنَ ظَهْرَانِي الْجَحِيْمِ كَمَا
في النَّصِّ إِنْ أَحَدٌ إِلاَّ لَهَا يَرِدُ
150- يَجُوْزُهُ النَّاسُ بِالأَعْمَالِ تَحْمِلُهُمْ
عَلَيْهِ لَيْسَ الْقُوى وَالْعَدُّ وَالْعُدَدُ
151- كَالْبَرْقِ والطَّرْفِ أَوْمَرِّ الرِّيَاحَ وَكَالْ
ـجِيَادِ أَوْ كَرِكَابِ النُّوْقِ تَنْشَرِدُ
152- وَذَاكَ يَعْدُو وَذَا يَمْشِي عَليْهِ وَذَا
زَحْفَاً وَذَا كُبَّ في نَارٍ بِهِ تَقِدُ
153- وَالنَّارُ حَقٌّ وَجَنَّاتُ النَّعِيْمِ وَلاَ
نَقُوْلُ تَفْنَى وَلاَ ذَا الآنَ تُفْتَقَدُ
154- هَذي لأَعْدائهِ قَدْ أُرْصِدَتْ أَبَدَاً
وَذِي لأَحْبابِهِ وَالْكُلُّ قَدْ خَلَدُوا
155- وَحَوْضُ أَحْمَدَ قَدْ أَعْطَاهُ خَالِقُهُ
غَوْثاً لأُمَّتِهِ في الْحَشْرِ إِذْ تَرِدُ
156- وَالرُّسْلُ تَحْتَ لَوَاءِ الْحَمْدِ تُحْشَرُ إِذْ
ذَاكَ اللِّوَا لِخِتَامِ الرُّسْلِ يَنْعَقِدُ
157- كَذَا المَقَامُ لَهُ الْمَحْمُودُ حَيْثُ بِهِ
في شَأْنِهِ كُلُّ أَهْلِ الْجَمْعِ قَدْ حَمِدُوا
158- وَهْوَ الشَّفَاعَةُ في فَصْلِ الْقَضَاءِ وفي
فَتْحِ الْجِنَانِ لأهْلِيْهاِ إِذَا وَفَدُوا
159- وَفي عُصَاةِ أُولي التَّوْحِيْدِ يُخْرِجُهُمْ
مِنَ الْجَحِيْمِ وَيُدْرِيْهِمْ بِمَا سَجَدُوا
160- وَبَعْدَهُ يَشْفَعُ الأَمْلاَكُ وَالشُّهَدَا
وَالأَنْبِيَاءُ وَأَتْبَاعٌ لَهُمْ سَعِدُوا
161- فَيُخْرجُوْنَهُمو فَحْمَاً قَدِ امْتَحَشُوا
مِنَ الجَحِيْمِ قَدِ اسّودُّوا وَقَدْ خَمَدُوا
162- فَيُطْرَحُوْنَ بِنَهْرٍ يَنْبُتُونَ بِهِ
نَبْتَ الْحُبُوبِ بِسَيْلٍ جَاءَ يَطَّرِدُ
163- ثُمَّ الشَّفَاعَةُ مُلْكٌ للإِلَهِ وَلاَ
شَرِيْكَ جَلَّ لَهُ في مُلْكِهِ أَحَدُ
164- فَلَيْسَ يَشْفَعُ إِلاَّ مَنْ يَشَاءُ وَفي
مَنْ شَاءَ حِيْنَ يَشَاءُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ
165- وَيُخْرِجُ اللهُ أَقْوَامَاً بِرَحْمَتِهِ
بِلاَ شَفَاعَةَ لاَ يُحْصَى لَهُمْ عَدَدُ
166- وَلَيْسَ يَخْلُدُ في نَارِ الجَحيْمِ سِوَى
مَنْ كَانَ بالكُفْرِ عَنْ مَوْلاَهُ يَبْتَعِدُ
167- يَا عُظْمَ مَا رَكِبـوا يـَا سُـوْءَ مـَا نَكَبُـوا
عَنْ رَبِّهِمْ حُجِبُوا مِنْ فَضْلِهِ بُعِـدُوا
بَابُ الإيمَانِ بالنظرِ إلى اللهِ عزَّ وَجلَّ في الدارِ الآخِرَة
168- وَالْمُؤْمِنُوْنَ يَرَوْنَ اللهَ خَالِقَهُمْ
يَوْمَ اللِّقَا وَعْدُهُ الصِّدْقُ الذِي وُعِدُوا
169- يَرَوْنَهُ في مَقَامِ الْحَشْرِ حِيْنَ يُنَا
دِيْهِمْ لِيَتَّبِعِ الأَقْوَامُ مَا عَبَدُوا
170- فَيَتْبَعُ الْمُجْرِمُ الأَنْدَادَ تَقْدُمُهُمْ
إِلى جَهَنَّمَ وِرْدَ اً سَاءَ مَا وَرَدُوا
171- وَالْمُؤْمِنُوْنَ لِمَوْلاَهُمْ قَدِ انْتَظَرُوا
إِذَا تَجَلَّى لَهُمْ سُبْحَانَهُ سَجَدُوا
172- إِلاَّ الْمُنَافَقُ يَبْقَى ظَهْرُهُ طَبَقَاً
إِذْ في الْحَيَاةِ إِذَا قِيْلَ اسْجُدُوا مَرَدُوا
173- كَذَا الزِّيَادَةُ في يَوْمِ الْمَزِيْدِ إِذَا
عَلَى النَّجَائِبِ للرَّحْمَانِ قَدْ وَفَدُوا
174- فَالأَنبِيَاءُ كَذَا الصِّدِّيْقُ وَالشُّهَدَا
عَلَى مَنَابِرَ نُوْرٍ في الْعُلا قَعَدُوا
175- وَغَيْرُهُمْ مِنْ أُولى التقْوَى مَجَالِسُهُمْ
كُثْبَانُ مِسْكٍ أَلاَ يَا نِعْمَتِ الْمُهُدُ
176- مِنْ فَوْقِهِمْ أَشْرَفَ الرَّحْمَنُ جَلَّ وَنَا
دَاهُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كُلُّهم شَهِدُوا
177- يَرَوْنَهُ جَهْرَةً لاَ يَمْتَرُوْنُ كَمَا
للشَّمسِ صَحْوَاً يَرَى مَنْ مَا بِهِ رَمَدُ
178- هُنَاكَ يَذْهَلُ كُلٌّ عَنْ نَعِيْمِهِمُ
بِذَا النَّعِيْمِ فَيَا نُعْمَى لَهُمْ حُمِدُوا
179- وَذَا لَهُمْ أَبَـدَاً في كـُلِّ جُمْعَتِهِـمْ
بُشْرَى وَطُوْبَى لِمنْ في وَفدِهِمْ يَفِدُ
بابُ الإيمانِ بالقدرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ
180- كَذَاكَ بَالْقَدَرِ الْمَقْدُوْرِ نُؤْمِنُ مِنْ
خَيْرٍ وَشَرٍّ وَذَا في دِيْنِنَا عُمُدُ
181- وَلاَ مُنَافَاةَ بَيْنَ الشَّرْعِ وَالْقَدَرِ الْ
ـمَحْتُومِ لَكِنْ أُوْلُوا الأَهْوَاءِ قَدْ مَرَدُوا
182- فَإِنَّ الإِيْمَانَ بِالأَقْدَارِ مُرْتَبِطٌ
بِالشَّرْعِ ذَا دُوْنَ هَذَا لَيْسَ يَنْعَقِدُ
183- إِيَّاهُ نَعْبُدُ إِذْعَانَاً لِشِرْعَتِهِ
بِالنَّهْيِّ مُنْزَجِرِيْنَ الأَمْرَ نَعْتَمِدُ
184- وَنَسْتَعِيْنُ عَلى كُلِّ الأُمُوْر بِهِ
إِذْ كُلُّهَا قَدَرٌ مِنْ عِنْدِهِ تَرِدُ
185- أَحَاطَ عِلْمَاً بِهَا رَبِّي وَقَدَّرَهَ
دِقَّاً وَجُلاًّ وَمَنْ يَشْقَى وَ مَنْ سَعِدُوا
186- مِنْ قَبْلِ إِيْجَادِهَا حَقَّاً وَسَطَّرَهَ
في اللَّوْحِ جَفَّتْ بِهَا الأَقْلاَمُ وَالْمُدَدُ
187- كَيْفيّةٌ وَزَمَانٌ وَالْمَكَانُ فَلاَ
يَعْدُو امْرُؤٌ مَا قَضَاهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ
188- بِقَوْلِ كُنْ مَا يَشَا أَمْضَى بِقُدْرَتِهِ
بِالْخَلْقِ وَالأَمْرِ ربُّ الْعَرْشِ مُنْفَرِدُ
189- وَقُدْرَةُ الْعَبْدِ حَقَّاً مَعْ مَشِيْئَتِهِ
لَكِنْ لِمَا شَاءَ مِنْهُ اللهُ نَعْتَقِدُ
190- إِذْ كَانَ ذَاتَاً وَفِعْلاً كُلُّهُ عَدَمٌ
إِلاَّ إِذَا جَاءَهُ مِنْ رَبِّهِ الْمَدَدُ
191- مَنْ يَهْـدِهِ اللهُ فَهْوَ الْمُهْتدي وَكَـذَا
مَـنْ شَـاءَ إِضْـلاَلَـهُ أَنّى لَـهُ الرَّشَـدُ
تعليق