إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة ***كيف تتعبد بأسماء الله الحسني ***

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة ***كيف تتعبد بأسماء الله الحسني ***

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

    إن الحمدَ لله أحمدُه تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.اللهم صلِ على محمد وعلى آلِ محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}]آل عمران: 102[.

    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}]النساء: 1].





    أحبتي في الله ،،،

    كيف حالكم مع الله؟.. (اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين)، كيف حال قلوبكم مع الله.. مع هذه الدنيا.. في هذه الأيام التي شحنت بالفتن؟ (اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم عافنا وعاف المسلمين والمسلمات من كل بلاء، ونجنا من كل فتنة، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل).
    فتن ..فتن ..(اللهم نجنا من الفتن)

    كيف حالكم؟.. لاشك أننا نستشعر فعلًا في هذه الأيام.. حقيقة.. أن القابض على دينه كالقابض على الجمر، هذا الكلام لعلنا نقوله منذ سنين، ولكنّ الأمور أظنّها تشتد يومًا بعض يوم.. في فتن محدقة، وكثيرًا ما يتطرق إلى القلب أو إلى الذهن مباشرة (فتنة النساء)، ولكن ليست تلكم القضية الوحيدة بل هناك (فتنة المال)، في هذه الأيام فتنة شديدة (اللهم وسع أرزاق المسلمين بالحلال) وفتنة استعلاء الزوجات والنساء، و(تربية الأولاد) من الفتن الشديدة أيضًا، ولا شك أيضًا أن (فتنة أكل الحلال) -وهو أمر صعب أيضًا في هذه الأيام- فتنة شديدة، وعدد فتنا لا تنتهي (اللهم نجنا من الفتن)؛ ولذلك تجد كثيرًا من الناس يتساقطون على الطريق، ولم تعد القضية قضية لحية، فبعض الناس يفتن فيحلق لحيته، ولكن الأكثر شرًا أن تظل اللحية في وجهه وهو مفتون (اللهم نجنا من الفتن وثبت قلوبنا على الإيمان وعافنا اللهم من كل بلاء). نعم عندما يلتفت القلب عن الله وتجده بعيدًا يطلب الدنيا ويقع في المعاصي.
    وكما قال العلماء: "الفتنة أن تستحل ما كنت تراه حرامًا"، فابتداءً في دخول الالتزام كان حرامًا عنده أن يقتني تلفازا ثم رأى بعد ذلك أن الأمر هين، ليست المشكلة مشكلة التلفاز فهو مفتون، أو كان عنده الأمر في الأصل ألا يتكلم مع النساء مطلقًا ثم صار عنده الأمر بسيط مجرد كلام فقط، كان الأمر عنده وجوب صلاة الجماعة في المسجد ثم صار إلى أنه ليست المشكلة مشكلة الجماعة المهم أنك تصلي.. مفتون وعلى هذا فقس، فلذلك تجد المفتونين في عصرنا كثيرين (اللهم نسألك يا مقلب القلوب والأبصار أن تثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب والأبصار اصرف قلوبنا إلى طاعتك وطاعة نبيك).

    نشكو الله كثيرًا لكن لا نذكر نعم الله (اللهم ارزقنا شكر نعمتك).

    ولذلك جئت اليوم أذكركم بنعمة.. نعمة من نعم الله علينا جميعًا وهذه النعمة العظيمة هي نعمة من النعم.. والنعم لا تعد ولا تحصى {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}]إبراهيم: 34[، ولكن يجب علينا تذكر النعم {فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}]الأعراف: 69[، {فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ }، ولذلك ذكرت في قضية التملق.. أن تتملق الله.. أن تذكره بنعمه مثلًا كأن تقوم بالليل وتقول: (يا رب لك الحمد ألم تعطني كذا وكذا، وصرفت عني كذا وكذا، ونجيتني من كذا وكذا، وسترتني في كذا وكذا، ولطفت بي)، فاذكر نعمة الله عليك.. قلها.. هذا مطلب شرعي {فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ }.
    ما معنى (آلاء الله) ؟

    نِعَم الله {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} ]الضحى: 11[، فهل حصل لك أنك جلست مع أحدهم وقلت له: (أن ربنا كريم جدًا فقد أعطاني كذا وكذا.. إلخ)، فنحن نجلس كثيرًا لنشتكى من ربنا، فعندما تسأله: (ما أخبارك؟)، يقول: (ادع لنا ربنا يفرجها،







    والولد مريض والزوجة معها مشاكل والمدارس والظروف و... إلخ)، أليس كذلك؟ فنحن نشكو الله كثيرًا، لكن لا نذكر نعم الله! أرني أحدهم جلس معك وذكر نعم الله عليه (اللهم ارزقنا شكر نعمتك).
    نعمــــــــــــــة الإمهـــــــــــــــــــال


    (اللهم استرنا ولا تفضحنا)
    من الشكر ذكر النعم.. النعمة التي أود أن أنبه إليها الليلة: ((نعمة الإمهال)) أن الله قد تركك إلى اليوم (اللهم استرنا ولا تفضحنا)،نعمة الإمهال وهي نعمة عظيمة. وقد ينظر بعضكم الآن إلى بعض ويتساءل: (ما هو الموضوع؟)، وسأقول لك ما الموضوع، هل تذكر أنك أذنبت ذنبًا مرة وسترك الله ثم تبت منه؟ هل حصل هذا في حياتك؟ أجيبوا.. هذا هو الإمهال.. أن الله سترك وحَلُمَ عليك حتى تبت.


    لو تذكر نعم ربنا عليك فلقد أعطاك عينين وتعصيه بها، وأعطاك لسانا وتعصيه به، وأعطاك عقلا وتدير به للحرام، وأعطاك أموالا وتعصيه بها، وأعطاك صحة وتعصيه بها، فهل تحبه؟.. ستقول: (نعم)، فإنك تحبه لأنه مازال يعطيك، فرغم أنك على ما تفعله من معاصٍ ومازال يعطيك وهذا من مقتضى اسم الله .. الحليـم


    يعني أيه بقي أسم الله الحليـــــم

    تابعونِ


    منقول من طيب كلام شيخنا المبارك
    (محمد بن حسين يعقوب حفظه الله )
    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 20-10-2014, 06:27 PM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: سلسلة ***كيف تتعبد بأسماء الله الحسني ***

    الحليـــــــــــــــم

    (الحليم) من أسماء الله الحسنى العظيمة التي يعيش معها الإنسان، وعندما نعيش مع أسماء الله .. تعيش حياة حلوة في زمن الكرب الذي نحن نعيشه والفتن والمآسي،
    .. فنحن كذلك مشغولون بالدنيا أليس كذلك؟.. (هل ارتفعت أسعار الزيت أو السكر أو الأرز ومصاريف الأولاد والمدرسة أو...إلخ)،


    [، فعندما يقولون الأسعار ارتفعت.. فكم سعر الجنة الآن؟، أو إذا الأسعار انخفضت فبكم الجنة اليوم؟.. هذا هو تعلق القلب بالآخرة، فهذا هو القلب المتعلق بالآخرة.. أن يكون قلب الإنسان متعلقًا بالله هذه هي ألذ وأمتع حياة.
    هل عشت الأنس بالله ؟
    يوجد في هذا الطريق منارات ومحطات وعلامات مميزة، والذي لم يمر عليها فإنه لم يصل. فمثلا لو أحدهم قال: (ذهبت إلى الإسكندرية)، نقول له: (هل رأيت كذا؟)، يقول: (لم أره)، فمعنى هذا أنه لم يذهب. ومن هذه المحطات في طريق الالتزام ((الأنس بالله)).. فهل عشت الأنس بالله؟.. لا.. لم تمشِ إلى الله نهائيا لأن الأنس فيه لحظات تحتاج.. لا إلى هاتف ولا إلى الناس ولا بشر ولا خلق ولا إلى أي شيء إلا الجلوس مع الله، وهذه هي التي أقولها لك أنك لابد أن تعرفه جيدًا، لهذا دخلت لك مباشرة على اسم الله (الحليم) من أجل أن تعرفه.
    ألذ شئ في الجنة ..؟
    وكمال اللذة على قدر كمال العلم والمحبة...!
    ابن القيم لديه كلمة خطيرة يقول فيها: "ألذ شيء في الجنة النظر إلى وجه الله الكريم" (اللهم ارزقنا النظر إلى وجهك الكريم اللهم لا تحرمنا النظر إلى وجهك الكريم)، ويقول: "...وكمال اللذة على قدر كمال العلم والمحبة"،


    ## طبعاً هترجم ##
    بس صلي علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم

    كمال اللذة.. يعني أنني أرى الله سبحانه وتعالى.. بكم اللذة بالنظر إلى وجهه الكريم؟ بقدر ما تعرفه.. فعلى قدر ما تعرفه ستتلذذ بالنظر والمحبة على قدر محبتك لله ومعرفتك له، فهل القضية هي مجرد النظر؟ لا فهذه لذة ومتعة هذه حياة، لذلك لابد أن تعرفها جيدًا، ومشكلة أهل عصرنا الكبيرة أن الناس لا يعرفون الله،
    هيا تكلم عنه .. ردد معي إنه حبيبي
    فحبيبك تتكلم عنه كثيرًا لابد أن تتكلم عنه كثيرًا.
    "الله".. هل رأيت ربنا؟.. فهل جلست وقلت هذا؟ وتقول لي أنه حبيبك!! فأين هو الدليل على أنه حبيبك؟ فحبيبك تتكلم عنه كثيرًا لابد أن تتكلم عنه كثيرًا. فلذلك لابد أن نتكلم عن ربنا، فتعالوا نتحدث عن الله واسمه (الحليم)، وقلنا أن جمال ومتعة وكمال الدنيا أن تعيش مع الله وتعيش معه.. عندما تعرفه معرفة حقيقية. لذلك اسم الله الحليم

    ومعنى الحليم (في اللغة): "الذي يقدر ويصبر". فهو يقدر الآن أن يخسف بك الأرض وقد تركك للآن.. لذلك فالناس الذين قالوا عن قارون {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا}]القصص: 79-82[.



    حليــــــــــــــــــــــــم .... حليـــــــــــــــــــــــــــم

    ونعيش اليوم مع اسم الله (الحليم) الذي يقدر ويصبر، قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} ]النحل: 61[، هذا هو الحليم الذي هو ماذا؟ ولو يؤاخذ الناس بظلمهم.. ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم لأنه.. حليم.. حليم.. "إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق:إن رحمتي سبقت غضبي، فهو مكتوب عنده فوق العرش"[البخاري: 7554].


    علماؤنا يقولون فوق العرش من أجل أنه وسع كرسيه السماوات والأرض، فلذلك تكون هذه الرحمة تتسع للسموات والأرض فهذا هو الحليم سبحانه وتعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرا}]فاطر: 45[، والله تخوف والله يقشعر منها الجلد.. أصل هذه مثل قول الله: {أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ]فصلت: 40[، يقول لك اعمل الذي تريده ولكنني سأريك.


    احذر .....!
    من أجل هذا أريد أن أقول أن اسم الله (الحليم).. ولكن احذر أن تغتر بحلمه.. فالله سبحانه وتعالى يمهل كأنه يهمل، ثم إذا أخذ.. أخذَ جبار، قال رسول الله r: "إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته" [صحيح - صحيح ابن ماجة: 3261]، فهو يتركك مرة ومرتين وثلاثة وعشرة ومائة وألف.. لكن عندما يأخذك سيأتي بالقديم والجديد.. فالخوف من هذا.



    الفرق بين الحليم والصبور
    اسمه (الحليم) واسمه (الصبور)، فما هو الفرق بين الحليم والصبور؟.. الحليم مثلًا حلم على خالد ابن الوليد حتى أسلم، والصبور صبر على أبي جهل حتى قتل.. فممكن أنه يصبر عليك حتى تقابله وإذا قابلته ستحاسب.

    تابعونِ








    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة ***كيف تتعبد بأسماء الله الحسني ***



      حقه ......ومع ذلك فهو حليــــــــــم !!!!!


      نحن أمة مرحومة.. نحن أمة.. نعم مرحومة.. فالله يقول لنا: {وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ} ]البقرة:220[، هل تعرفون ما معناها؟.. يعني أن الله كان قادرًا على أن يتعبكم {وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ}.. { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..} ]البقرة: 185[، وكان قادرًا على ذلك، ومن حقه فأنت عبده ويتصرف بك كما يشاء، يقدر أن يتعبك أم لا يقدر؟.. يقدر وهو لا يظلمك، فلو أتعبك فأنت عبده ومن حقه، لذلك كان يستطيع سبحانه وتعالى أن يُحَرِّجْ عليك أن لا تقول اسمه إلا بالتعظيم والإجلال، وأنت ساجد وتضع على لسانك التراب حقه أليس كذلك؟ ومع ذلك فإن الملك الحليم فيقول: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ..} ]البقرة: 225[هل هو كريم؟
      أنظر إلى وقاحــــــتنا...... أصبح الاسم على ألسنتنا ونحن لا ندري.؟

      مثلًا احدهم يقول لي: (اشرب)، وأنا أقول له: (والله إني شربت)، وأنا لم اشرب ولا أي شيء، فالكريم يسامح. أو تقول: (والله إني أكلت)، (والله أنك تأتي)، (والله تركب)، (والله....)، (والله...). انظر إلى وقاحتنا فنحن نقول والله.. والله.. والله.. فأصبح الاسم على ألسنتنا ونحن لا ندري!
      يحذرنا السلف منها

      وهذه هي المصيبة التي حذر منها السلف.. (ذكر الله على الغفلة)



      حليم، حلمه كبيـــــــــــــــــر

      بل انظر إلى الحليم.. فحلمه أكبر من هذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها ، فليأت الذي هو خير ، وليكفر عن يمينه" [صحيح – صحيح مسلم: 1650]. وفي رواية "من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها، فليأت التقوى" [صحيح – صحيح مسلم: 1651]




      iقف ..قفi





      أيضا في سورة البقرة، هذه الآية بصراحة جعلتني أقف عندها من وقت ما قرأتها وأنا .. (يا رب استرنا يا رب)، انظر ماذا يقول الله سبحانه وتعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ]البقرة: 235[
      هل تجعلك تفكر كثيرًا؟
      {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} يعني مثلًا هناك من يجلس معنا الآن، وهو في نفسه ولم ينطق ولم تظهر ؟)، فالله يراه {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ...} ماذا؟ {...يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ} فماذا؟َ آه {...فاحْذَرُوهُ}.. فاحذر إذن، لأنني قلت في قضية .. امتحان القلوب لإظهار العيوب.. أنه ما أسر أحد سريرة إلا وابتلاه الله ليظهر ما في قلبه




      يا بني أحبــــــه ..!
      نأخذ آية أخرى من أجل لا نطيل عليكم قال تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} ]الحج: 58-59]، الله.. هل ما زلت لا تحب الله؟ يا بني أحبه.


      إنه حليــــــــم
      هل تتيقين من ذلك
      الله حليـــــــــــــم



      لذلك كان أحد السلف دخل على حاكم ظالم، فأمره ونهاه، فأمر الحاكم بقطع يديه ورجليه وألقاه في الشارع، فجعل يضحك قيل: "مِمَّ تضحك؟"، في وضعك هذا؟، قال: "اللهم إن كان هذا حلمك على من آذى أولياءك، فكيف حلمك على من أُذيَ فيك؟". هل هو حليم؟ نعم، انظر إلى الطغيان والتهديدات والكفر والاستعلاء ومع ذلك فإن الله -ماذا؟- حليم، فتعجب أنت من حلم الله لكن مع الصابر الذي يقوم بحق الله وأمره {لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ}.
      · هو دواء، متعة، حلاوة، اقرأه وتعجب معي ...!
      بسرعة نأخذ آخر آيتين، قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ]فاطر: 41[،... الله.. الله.. الله.! فكلام ربنا يا جماعة دواء فينزل على قلبك دواءً.. القرآن فأنت لم تعش نعمة القرآن ولذة القرآن ومتعة القرآن وحلاوة القرآن .. الله أكبر!.. القرآن.
      انظر إلى الله سبحانه وتعالى يقول جل جلاله: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}.




      والآية الأخيرة.. يقول الله سبحانه وتعالى: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن: 17] سبحان الملك!. {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ} فالمال ماله، والعبد عبده، وكل شيء ملكه، وهو يطلبه منك قرضًا.. سبحان الله العظيم!.. قرض!!.. هل رأيت في حياتك مثل هذا؟.. سبحان الله العظيم


      يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "إذا أديت لله طاعة ولم تجد ثمرتها فاتهم عملك فإنَّ المعبود شكور"، فإذا أديت طاعة فإنّه يشكرك عليها والله شكور حليم، فهو حليم فسيصبر عليك إلى حد ما تقرضه، وإذا لم تقرضه يصبر عليك حليم إلى أن تموت، ويأتي لك ملك يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان يأخذ بِلِهْزِمِتَيْكَ شقي يقول: أنا كنزك .. أنا مالك (اللهم ارزقنا شكر نعمتك وحسن عبادتك).
      دعوة للتفكر.. دعوة للشكر
      هنا نتوقف مع اسم الله الحليم من أجل أن تعيش مع هذا الاسم يومين أو ثلاثة وتفكر أن الله حليم معك جدًا جدًا




      فمن أخلاق المسلم الحلم، بأنك تحلم على من جهل عليك {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} ]الفرقان:63[، وقالالعلماء: "ليس هناك أحسن مكافئة لمن عصى الله فيك أن تطيع الله فيه، ولمن لم يتقِ الله فيك أن تتقي الله فيه"، فهذا هو الحلم الذي لا نراه في واقعنا المر في أيامنا هذه فنحن لا نرى.. حلم؛ لذلك الشاعر يقول: "من لي بصاحب يروق ويصفو إن كدرت عليه"، فمن أين آتي بصاحب الذي يروقني حتى وإن أنا كدرت عليه وغدرت به يبقى دائمًا صاحبي ولا يتركني، فقد قال الرشيد: "خذ مني الخلافة وأعطني هذا الصاحب"، آه.. فمن أين آتي بالصاحب الذي لا أعطيه ولكنه رغم ذلك يأتي ويسأل عني، ولا أزوره وهو يزورني، ولا اطمئن عليه وهو يطمئن علي، هذا هو الحلم. (اللهم ارزقنا الحلم يا رب العالمين).


      التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 20-10-2014, 06:28 PM.
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة ***كيف تتعبد بأسماء الله الحسني ***

        أسم الله
        (الديــان)

        فـــــــي هــــــذا اليـــــــــــوم


        أحبتي في الله ،،،
        في "بصائر للمسلم المعاصر" من قرآن ربنا سبحانه وتعالى وكتابه الكريم.. وقفنا مع الاستعاذة والبسملة والحمدلة حينا ونتوغل اليوم خطوة في الطريق إلى الله.. فنقول.. من لم يدخل في دين الملك أهلكه الملك إلى يوم الدين.. من لم يدخل في دين الملك أهلكه الملك إلى يوم الدين، مالك يوم الدين جل جلاله.. الله.. هو الملك والله هو المالك لهذا اليوم العظيم {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} ]غافر: 16[ لله جل جلاله..
        هذا اليوم العظيم.. وهذا اليوم العصيب الذي حدث به الله جل جلاله فأخبر عن المؤمنين قولهم: {إنا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}]الإنسان: 10[.
        هذا اليوم.. الذي يتبرأ فيه كل أحد من كل أحد، قال الله سبحانه وتعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}] عبس: 34-37[.
        في هذا اليوم.. الذي ترتعد فيه فرائس الملائكة والأنبياء، فإذا أتوا نبيًا قال: "إن ربي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري" وعامة دعاء الملائكة يومئذ.. سلم.. سلم.. يا رب سلم.
        في هذا اليوم.. الذي ينسى كل حبيب حبيبه، قالت عائشة رضي الله عنها: "أتذكرون أهليكم يوم القيامة يا رسول الله r؟ قال: أما عند ثلاث فلا: تطاير الصحف والميزان والصراط". ينسى الحبيب حبيبه ويتبرأ كل حبيب من حبيبه {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} ]الزخرف_آية: 67 [.
        في هذا اليوم العصيب.. حين تحشر يوم القيامة حافيًا عاريًا.. لا تملك من أمر نفسك شيئًا، فأنت بين {..سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} ]ق:21 [,تحمل ذنوبك على ظهرك {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} ]الأنعام: 31[..
        في هذا اليوم العظيم.. {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ,أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ} ]ص: 67-68[. هذا النبأ العظيم.. نبأ الآخرة والخبر العظيم والأمر العظيم واليوم عظيم {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ]المطففين: 4-6[..




        هذا اليوم العصيب.. لابد من تأمين حالك يومئذ، قال الله الملك.. مالك يوم الذين {هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} ]النساء: 109[.
        أين المحامي الذي وكلته ؟
        كما ذكرت قبل ذلك في خطبة جمعة (الله وكيلك)، أنه من رفعت عليه قضية وجاءه إعلانها فإن أول شيء يفعله.. أن يوكل من يدافع عنه وأنت قد رفعت عليك قضية.. حق الله.. حق الله عليك.. وكما قال ربنا جل جلاله: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} ]عبس: 2[. فحق الله عليك عظيم وأنت لم تؤدِ شيئًا من حقه، فإن عاملك بمقتضى حقه.. ضعت ولابد، فلابد لك من وكيل يدافع عنك.. فمن يدافع عنك؟ فمن يدافع عنك يوم القيامة أمام الله؟ من المحامي الذي يترافع عنك فيسوق أدلة براءتك ويرد على أدلة اتهامك ويفندها؟ من؟؟؟ هل أبوك؟.. أم أمك؟؟.. أخوك؟؟.. أختك؟؟.. زوجتك؟؟.. أولادك؟.. هل الأنبياء؟


        كل هؤلاء سيفرون منك!!
        سيفروووووووووووووووووووووووووون

        كل هؤلاء سيفرون منك، هل الملائكة؟ كل هؤلاء سيفرون منك، لم يبقَ إلا أن تدافع عن نفسك وحتى نفسك ستتبرأ منك {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ]فصلت:




        ليس لك إلا ...؟
        فمن إذن يدافع عنك يومها؟ وأنت كما وصفت لك عريان.. حافٍ.. مسكين.. تحمل ذنوبك فوق ظهرك، من يدافع عنك يوم القيامة؟ لا أبوك، ولا أمك، ولا صاحب، ولا صديق {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ,وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ,وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ,وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ} ]المعارج: 11-14[، الكل يريد أن يفتدي بك، فمن لك يومئذ؟؟؟. ليس لك إلا الله .. الله .. الله وحده هو مالك يوم الدين.. هو الملك يومئذ سبحانه يقول: (أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ أين ملوك الأرض؟) ثم يجيب نفسه: {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}] غافر: 16[ الله وحده لك ولكن لن يكون لك إلا إذا كنت له.


        [.. الله الملك .. ملك.. يوم الدين.. هذا اليوم العظيم.. يوم الجزاء {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا..}]يس: 54[.
        الديــــــــــــــــــان

        ولذلك من أسماء الله الحسنى .. الديّان.. اسمه.. الديان

        تابعونا مع اسم الله الديان



        يا الله
        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة ***كيف تتعبد بأسماء الله الحسني ***

          الديـــــــــــــــــــــــان

          ولذلك من أسماء الله الحسنى .. الديّان.. اسمه.. الديان.
          معنى الديان: المجازي الذي يجازي كل إنسان على عمله.
          والله عز وجل كما وصف نفسه {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ..} ]النساء: 40 [، وقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي" ]أخرجه مسلم[. فلذلك المجازي لا يظلم وقال بعض العلماء: الديان هو الحاكم الذي يحكم في أمور خلقه.. مالك يوم الدين هو المجازي.
          ستقف وحدك أمامه . سيكلمك وحدك
          الكل .. وبلا استثناء


          وكما ذكرت لك غير مرة.. أن اخطر ما في القضية.. أن الذي يراك اليوم على معصيتك.. يشاهدك وأنت تخالف أمره، يعلم من سرك أنك غافل عنه غير مهتم به ولا مشغول بطلب رضاه هو.. هو الذي ستقف أمامه يحاسبك.

          "جاء رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله من سيحاسبنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله
          صلي الله عليه وسلم: الله: الله نفسه، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: نعم".
          فالشاهد أن الله سبحانه وتعالى سيحاسب الخلق بنفسه جل جلاله، أنت.. وأنت.. وأنت وكل واحد منا، قال رسول الله
          صلي الله عليه وسلم: "إن منكم إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه " ]صحيح- الجامع الصحيح[، فالكل بلا استثناء كافر ومسلم.. صغير وكبير.. رجل وامرأة.. الكل سيكلمه ربه.. فتخيل أنت هذا الموقف العظيم أيها المخلوق الصغير.. الحقير.. الذي لا تساوي ذرة من ذرات الأرض في ملك الله ستقف أمام هذا المالك العظيم، يوم غضب غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، فمن ينجيك من قبضته يومئذ؟ هذا هو الخطر الشديد.
          يقول ألم ....؟ ألم .....؟ فلما .......؟
          بم ستجيبه ...؟
          ولذا قال الله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} ]الرحمن: 46[.. هذا المقام يوم تقف بين يديه فيسألك.. سبحان الله العظيم..

          إنك إذا وقفت أمام وكيل نيابة أو ضابط شرطة أو أقل من ذلك قد ترتعد فرائسك، فما بالك وأنت تقف أمام الملك ولا أب ولا أم ولا محامي ولا معرفة ولا شيء..؟ ثم هو يعرف سرك ونجواك فحين يقول لك: عبدي لمَ عصيتني؟ عبدي لمَ غفلت عن طاعتي؟ عبدي ألم أخلقك وأزوجك وأذرك ترأس وتربع؟ ألم أعطك كذا وأعلمك كذا وأسمعك كذا وأرسل إليك كذا وكذا؟ عبدي لمَ عصيتنني؟... فبمَ ستجيب؟ وماذا ستقول؟.. هذا هو اليوم العظيم.
          فقط .. تخيل ...مَن لك ؟



          وكما ذكرت لك تخيل أنك تقف أمام ملك غضبان.. فر الأنبياء من الشفاعة عنده فيك "يا إبراهيم أنت خليل الله اتخذك ربك خليلًا ألا ترى ما نحن فيه اشفع لنا إلى ربنا فيقول: اذهبوا إلى غيري نفسي نفسي" وأنت أتيته فوقفت بين يديه وأنت في قبضته، من لك؟ من لك يومئذ؟ ومن سيعطيك ومن سينقذك؟
          إننا بحاجة -أيها الإخوة- إلى أن نقدر هذا المقام قدره.. مالك يوم الدين.. الديان هو الله سبحانه وتعالى.


          هذا هو الديان

          الديان هو المجازي للناس بأعمالهم سبحانه وتعالى.. يجازي كل إنسان بعمله وهو المحاسب المجازي الذي يجازي بالخير خيرًا وبالشر شرًا وقال بعضهم: الديان.. القهار.. الحاكم.. القاضي والديان من فعال.. {..فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} ]هود: 107 [ سبحانه وتعالى.. فلذلك اعرف الآن اسم الديان.. المحاسب.. المجازي للعباد.. الحاكم.. القاهر فوق عباده.. قهار قهرهم فدانوا له.
          ولذلك مالك يوم الدين لن تنجو منه يوم الدين إلا إذا دخلت في دين الملك.. كنت من عبيده ورعيته وفي ملكه.. تسعى لأمره وتخدم كما يخدم الخادم السيد.. لا تملك من أمر نفسك شيء.. هذا هو السبيل الوحيد للنجاة.

          ثم الديان هو الذي يقتص للخلق من بعضهم لبعض وهذه في الدنيا والآخرة.




          يا الله
          علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة ***كيف تتعبد بأسماء الله الحسني ***

            أسم الله
            الديان


            وقبل أن أصل إلى نقطة الديان الخاصة بيوم القيامة، فالديان في الدنيا سبحانه.. الحاكم.. القاهر فوق عباده، الديان في الدنيا كما قال سبحانه وتعالى في التعامل مع الخلق: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ...}]النساء: 14 [..الديان، وقال تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا...}]النمل: 50[.. الديان، وقال سبحانه: {َإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون،اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ...} ]البقرة: 14-15[.. الديان، {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ..} ]الصف: 5[.. الديان، {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا، وَأَكِيدُ كَيْدًا } ]الطارق: 15-16[.. الديان.

            يعاملك بالذي أنت فيه

            الديان.. المجازي كل إنسان بعمله ما يوجد بداخلك؟ وكيف هي تصرفاتك؟ وماذا أنت تنوي؟ فيعاملك بالذي أنت فيه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} ]يونس: 23[. ولذلك قال العلماء: من سل سيف البغي قتل به، وأمثلة لمثل هذه الأقوال كثيرة.. "من حفر لأخيه حفرة وقع فيها"، فهذا مقتضى اسم الديان الذي هو في الحديث الذي يروى موقوفًا على أبي الدرداء رضي الله عنه ويروى مرفوعًا إلى النبي rالحديث الذي هو في قول النبي –صل عليه– صلى الله عليه وسلم: "والديان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان" فالديان لا يموت.. لذلك في هذه الدنيا.. الله عز وجل يجازي كل إنسان بعمله.



            مثلما تُعامِل .. سُتعامَل
            وانظر إلى علمائنا ماذا يقولون. فقد قال منصور بن عمار عليه رحمة الله: "من أبصر عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره ومن تعرى عن لباس التقوى لم يستتر بشيء، ومن رضي برزق الله لم يحزن على ما في يد غيره، ومن سلَّ سيف البغي قطع به يده، ومن احتفر بئرا لأخيه وقع فيها، ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورته". فقد قال رسول الله r: "يا معشرمن آمن بلسانهولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم،تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته"] صحيح- صحيح الجامع[،فهكذا هي، فالذي يتتبع أخبار الناس.. ماذا فعل فلان وماذا قال فلان... فتمشي تتبع عورات المسلمين فسيتتبع عورتك وسيوكل الله ويسخر من يفضحك الديان. - قال رسول الله r: "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة" ]صحيح-صحيح ابن ماجه[ . - قال رسول الله r: "من فرج عن مسلم كربة من كروب الدنيا فرج الله عنه كربة من كُرَب يوم القيامة، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومنفرج عن مسلمكربة ، فرج الله عنه بهاكربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة"]صحيح - صحيح الجامع[. - قال رسول الله

            : "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" هذا هو اسم الديان.

            –مقتضى التعبد بهذا الاسم —
            مقتضى التعبد بهذا الاسم أن تكون متيقظا.. أنك ستعامل على مقتضى عملك، يقول الشيخ رحمه الله تعالى: "ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورته ومن نسي زلل نفسه استعظم زلت غيره



            قــــــــوانيـــــــــــــــن

            في التعامل مع أسم الله الديان

            v من نسي زلل نفسه.. استعظم زلة غيره.
            v من كابد الأمور عطب، ومن خاطر بنفسه هلك.
            v ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل.
            v ومن تعمق في العمل مل، ومن افتخر على الناس قُسِمْ، ومن سفه على الناس شُتِمْ.
            v ومن صاحب الأرذال حقر، ومن جالس العلماء وقر.
            v ومن دخل مدخل السوء اتهم، ومن تهاون بالدين ارتطم.
            v ومن اغتنم أموال الناس افتقر، ومن انتظر العافية اصطبر.
            v ومن ذل مواقع قدمه مشت في ندامة، ومن خشي الله فاز.
            v ومن لم يجرب الأمور خدع، ومن صارع أهل الحق صرع، ومن احتمل ما لا يطيقه عجز.
            v ومن عرف أجله قصر أمله، ومن تعود طريق الجهل ترك طريق العدل.. هذه مقابلات وأمور مجربة وواضحة.
            v ولذلك ما نأخذه هنا أيضًا.. أنه من أخذ أموال الناس سلط الله عليه من يأخذ ماله..
            v لابد.. ومن آذى الناس.. سلط الله عليه من يؤذيه.
            v ومن أذل مخلوقًا.. سلط الله عليه من يذله..


            فلابد.. فهذه قوانين من اسمه الديان وممكن تكون هناك أشياء لا تراها.. فترى شخصا متسلطا ومتكبرا ويذل الناس فلا تعرف من وراءه من يذله لكن أكيد أنه موجود ويعمل فيه أكثر مما يعمله هو في الناس، فلابد أن يسلط على الظالم ظالمًا أظلم منه، كما قال عز وجل: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} ]الأنعام: 129 [،هذه المظالم في الدنيا والديان لا يموت فاعمل ما شئت فكما تدين تدان.


            تابعونا مع أسم الله الديان
            يا الله
            علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة ***كيف تتعبد بأسماء الله الحسني ***



              بارك الله فيكي ونفع بكي
              اقسم بالله العلي العظيم تكاد الكلمات تلمس قلبي
              اللهم ارزقنا التوبة الصادقة وكرهنا في الدنيا وحببنا في الاخرة
              التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 20-10-2014, 04:43 PM. سبب آخر: تصحيح لغوي
              .

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة ***كيف تتعبد بأسماء الله الحسني ***

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرا ونفع بكم

                تعليق

                يعمل...
                X