إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الادله علي ثبوت عذاب القبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جديد] الادله علي ثبوت عذاب القبر




    الأدلة من القرآن الكريم على عذاب القبر ونعيمه


    الأدلة في القرآن كثيرة ومنها:-
    1- قوله تعالى: {وَلَوتَرَى إِذِالظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّوَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}(الأنعام: 93)



    قال ابن القيم رحمه الله: وهذا خطاب لهم عند الموت، وقد أخبَرَت به الملائكة – وهم الصادقون –، ولو كانوا حينئذ في الدنيا لما صحّ أن يقال لهم: اليوم تجزون.



    2- وقوله تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}(غافر 45 – 46).


    فذكر عذاب الدارين ذكرا صريحا لا يحتمل غيره.



    3- وقوله تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} (الطور: 45 – 46).


    وهذا يحتمل أن يراد به عذابهم بالقتل وغيره في الدنيا، وأن يراد به عذابهم في البرزخ, لأن كثيرا منهم مات ولم يعذب في الدنيا.
    وقد يقال – وهو أظهر -: إن من مات منهم عذب في البرزخ, ومن بقي منهم عذب في الدنيا بالقتل وغيره, فهو وعيد بعذابهم في الدنيا والبرزخ.



    4 - قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} ]إبراهيم: 27 [.
    في الصحيحين والسنن عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم إذا سئل في قبره شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله" –
    وفي لفظ:
    "نزلت في عذاب القبر" يقال له من ربك؟ فيقول: ربي الله, وديني الإسلام, ونبيّي محمد – وذلك قول الله تعالى -
    : {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَآمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِيالآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} [إبراهيم: 27 ]

    .


    قال ابن عباس: المخاطبة في القبر يقول: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وفي الآخرة: مثل ذلك.



    5- قال تعالى: {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}] المؤمنون: 100



    فعذاب القبر ونعيمه اسم لعذاب البرزخ ونعيمه, وهو ما بين الدنيا والآخرة, وهذا البرزخ يشرف أهله فيه على الدنيا والآخرة, وسمي عذاب القبر ونعيمه, لأنه روضة أو حفرة نار, باعتبار غالب الخلق, فالمصلوب, والحريق, والغريق, وأكيل السباع والطيور له من عذاب البرزخ ونعيمه قسطه الذي تقتضيه أعماله, وإن تنوعت أسباب النعيم والعذاب وكيفياتهما.


    الأدلة من السنة المطهرة على عذاب القبر ونعيمه


    وهي - أيضا – كثيرة نذكر منها:
    1- في"البخاري" عن عائشة رضي الله عنها, أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر, فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر. فقال:
    "نعم, عذاب القبر حق"

    قالت
    عائشة رضي الله عنها: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدُ صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.



    2- وفي "صحيح مسلم" عن عروة ين الزبير أن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود وهي تقول: هل شعرت أنكم تفتنون في القبور؟
    قالت: فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
    "إنما تفتن يهود". قالت عائشة: فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور؟"

    قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يستعيذ من عذاب القبر.


    3- عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا, فقال: "يهود تعذب في قبورها"



    4- وفي "الصحيحين" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير, أما أحدهما: فكان لا يستتر من بوله, وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة" ثم دعا بجريدة رطبة فشقها نصفين, ثم غرز في كل قبر واحدة. فقالوا: يا رسول الله, لم فعلت هذا؟ قال: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"




    5- وفي "صحيح مسلم" عن زيد بن ثابت قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له – ونحن معه – إذ حادت به فكادت تلقيه, فإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة. فقال:
    "من يعرف هذه الأقبر؟" فقال رجل: أنا. قال: "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها, فلولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه". ثم أقبل علينا بوجهه فقال: "تعوٌذوا بالله من عذاب النار" قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. قال "تعوٌذوا بالله من عذاب القبر" قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: "تعوّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن" قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال "تعوّذوا بالله من فتنة الدجال" قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال

    قال القرطبي – رحمه الله تعالى – وإنما حادت به البغلة لما سمعت من صوت المعذبين, وإنما لم يسمعه من يعقل من الجن والإنس, لقوله عليه الصلاة والسلام:

    "لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر"



    فكتمه الله سبحانه عنا حتى نتدافن بحكمته الإلهية ولطائفه الربانية سبحانه جل جلاله الرحيم, لغلبة الخوف عند سماعه, فلا نقدر على القرب من القبر للدفن, أو يهلك الحي عند سماعه, إذ لا يطاق سماع شيء من عذاب الله في هذه الدار لضعف هذه القوى, ألا ترى أنه إذا سمع الناس صعقة الرعد القاصف أو الزلازل الهائلة هلك كثير من الناس؟ وأين صعقة الرعد من صيحة الذي تضربه الملائكة بمطارق الحديد التي يسمعها كل من يليه؟

    وقال صلى الله عليه وسلم – في الجنازة -:

    "إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم, فإن كانت صالحة قالت: قدموني, وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها, أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان, ولو سمع الإنسان لصعق".



    قلت: هذا وهو على رؤوس الرجال من غير ضرب ولا هوان, فكيف إذا حل به الخزي والنكال، واشتد عليه العذاب والوبال؟

    فنسأل الله معافاته, ومغفرته, وعفوه, ورحمته, ومنه, وهو الرحيم, وهو البر الكريم سبحانه جلا جلاله.
    ومن الأدلة كذلك:
    6- ما جاء في "صحيح مسلم" من حديث جابر بن عبد الله الطويل, أن النبي لما قضى حاجته، واستتر بظل شجرة قال: "يا جابر, هل رأيت مقامي؟" قلت: نعم يا رسول الله. قال: "فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا فأقبل بهما, حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك"
    قال جابر: فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته فانذلق لي, فأتيت الشجرتين, فقطعت من كل واحدة منهما غصنا, ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري, ثم لحقته فقلت: قد فعلت يا رسول الله, فعم ذاك؟ قال: "إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين".



    7 – عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    "العبد إذا وضع في قبره, وتولى وذهب أصحابه – حتى إنه ليسمع قرع نعالهم – أتاه ملكان فأقعداه, فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال: انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فيراهما جميعا. وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس. فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه, فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين"

    .


    8- وكان صلى الله عليه وسلم - في غير ما موضع - يستعيذ بالله من عذاب القبر، بل ويعلم صحابته كثرة التعوذ منه.
    · عن موسى بن عقبة قال: حدثتني ابنة خالد بن سعيد بن العاص: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ من عذاب القبر.
    · عن عمرو بن ميمون الأوديّ قال: كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة: "
    اللهم إني أعوذ بك من الجبن, وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر, وأعوذ بك من فتنة الدنيا, وأعوذ بك من عذاب القبر".



    · عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز, والكسل, والجبن والهرم, وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات, وأعوذ بك من عذاب القبر"
    .


    · عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع, يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم, ومن عذاب القبر, ومن فتنة المحيا والممات, ومن شر فتنة المسيح الدجال".




    · عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم متّعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبأبي أبي سفيان, وبأخي معاوية, قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

    "قد سألت الله لآجال مضروبة, وأيام معدودة, وأرزاق مقسومة, لن يعجل شيئا قبل حله, أو يؤخر شيئا عن حله, ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرا وأفضل"
    .


    · وعن عروة بن الزبير, عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: "

    اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر, وأعوذ بك من فتنة المسيخ الدجال, وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات, اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم".




    فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم! فقال "إن الرجل إذا غرم؛ حدث فكذب, ووعد فأخلف".
    وحضرني الآن عجب:
    هؤلاء الذين ينكرون عذاب القبر, أتراهم لا يستعملون هذه الأحاديث – أقصد الاستعاذة في الصلاة بعد التشهد؟
    لو كانوا لا يستعيذون, فإنه لخطب عظيم ابتلوا به، فظني أنهم صرفوا ليعذبوا – اللهم غفرانك – ولله في خلقه شؤون, سبحانه جل جلال الله.
    * * * * *

    من أقوال السلف في إثبات عذاب القبر،
    وما كانوا يخافونه من هول المطلع



    1- عن ابن عباس قال: دخلت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين طعن فقلت: أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين, أسلمت حين كفر الناس, وجاهدت مع رسول الله حين خذله الناس, وقبض رسول الله وهو عنك راض, ولم يختلف في خلافتك اثنان, وقتلت شهيدا. فقال أعد علي: فأعدت عليه, فقال: والله الذي لا إله غيره, لو أن لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع.




    2- كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته, فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي, وتبكي من هذا. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن القبر أول منزل من منازل الآخرة, فإن نجا منه فما بعده أيسر منه, وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه"
    قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه"




    3- وعن علي رضي الله عنه قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} ]التكاثر: 1 – 2 [.



    4- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن أحدكم ليجلس في قبره إجلاساً فيقال له: ما أنت؟ فإن كان مؤمنا قال: أنا عبد الله حيا وميتا, أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, فيفسح له في قبره ما شاء الله، فيرى مكانه من الجنة, وينزل عليه كسوة يلبسها من الجنة.
    وأما الكافر فيقال له: ما أنت؟ فيقول: لا أدري. فيقال له: لا دريت ولا تليت, فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه, أو تتماس أضلاعه, ويرسل عليه حيات من جوانب قبره ينهشنه ويأكلنه, فإذا جزع فصاح، قمع بمقمع من نار من حديد.




    5- عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال: أعمقوا لي قبري, تخرج نفس المؤمن وهي أطيب ريحا من المسك, قال: فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها، فتتلقاهم الملائكة دون السماء, فيقولون: من هذا معكم؟ فيقولون: فلان ويذكرونه بأحسن عمله, فيقولون: حياكم الله وحيا من معكم.
    قال: فتفتح له أبواب السماء، فيشرق وجهه, قال: فيأتي الرب تعالى ووجهه برهان مثل الشمس.



    قال: وأما الآخر فتخرج نفسه وهي أنتن من الجيفة، فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها, فتتلقاهم ملائكة دون السماء, فيقولون: من هذا معكم؟ فيقولون: فلان ويذكرونه بأسوإ عمله.
    قال: فيقولون: ردوه ردوه, فما ظلمه الله شيئا. فقرأ أبو موسى رضي الله عنه:

    {وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} ] الأعراف: 39 – 40 [

    .


    6- عن عمير بن سلمة قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه وهو مريض فقال: يا أبا الدرداء, إنك قد أصبحت على جناح فراق الدنيا, فمرني بأمر ينفعني الله به، وأذكرك به. فقال: إنك بين أمة معافاة, فأقم الصلاة, وأدّ زكاة مالك إن كان لك, وصم رمضان, واجتنب الفواحش, ثم أبشر.
    فأعاد الرجل على أبي الدرداء رضي الله عنه، فقال أبو الدرداء: اجلس ثم اعقل ما أقول لك, أين أنت من يوم ليس لك من الأرض إلا عرض ذراعين في طول أربعة أذرع, أقبل بك أهلك – الذين كانوا لا يحبون فراقك – وجلساؤك وإخوانك, فأتقنوا عليك البنيان, ثم أكثروا عليك التراب, ثم تركوك, ثم جاءك ملكان أسودان أزرقان جعدان.
    أسماؤهما: منكر ونكير, فأجلساك ثم سألاك: ما أنت؟ أم: على ماذا كنت؟ أم: ماذا تقول في هذا الرجل؟
    فإن قلت: والله ما أدري, سمعت الناس قالوا قولا فقلت قول الناس, فقد والله رديت وهويت.
    فإن قلت: محمد رسول الله أنزل عليه كتابه, فآمنت به, وبما جاء معه, فقد والله نجوت وهديت, ولن تستطيع ذلك إلا بتثبيت من الله تعالى مع ما ترى من الشدة والتخويف.




    7- عن سعيد بن المسيب, عن أبي هريرة, أنه صلى على منفوس ثم قال: اللهم إني أعيذه من عذاب القبر.



    8- وعن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت: يسلط على الكافر في قبره شجاع أقرع, فيأكل لحمه من رأسه إلى رجليه, ثم يكسى اللحم, فيأكل من رجليه إلى رأسه, ثم يكسى اللحم، فيأكل من رأسه إلى رجليه, فهو كذلك.



    9- عن أم خارجة مولاة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم أنها حضرت امرأة تموت, فجعلت تقول لها: إنك تسألين عن ربك وعن النبي, فجعلت تثبتها.



    10- عن ابن عباس في قوله تعالى:
    {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم: 27],

    قال: إن المؤمن إذا حضره الموت شهدته الملائكة يسلمون عليه ويبشرونه بالجنة, فإذا مات مشوا مع جنازته, ثم صلوا عليه مع الناس, فإذا دفن أجلس في قبره, فيقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. ويقال له: من رسولك؟ فيقول محمد. فيقال له: ما شهادتك؟ فيقول: أشهد أن لا إله الله وأن محمدا عبده ورسوله, فيوسع له قبره مدّ بصره.


    وأما الكافر فتنزل الملائكة فيبسطون أيديهم – والبسط هو الضرب – يضربون وجوههم وأدبارهم عند الموت, فإذا دخل قبره أقعد, فقيل له: من ربك؟ فلم يرجع إليهم شيئا، وأنساه الله ذكر ذلك, وإذا قيل له: من رسولك الذي بعث إليك؟ لم يهتد له، ولم يرجع إليهم شيئا, يقول الله تعالى:

    {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ}.



    11- قال عطاء والحسن البصري في قوله تعالى لنبيه:
    {
    وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}[الإسراء: 74 – 75 [.
    قال: ضعف الممات. قال: هو عذاب القبر.



    12- وقال قتادة: عذاب القبر ثلاثة لثلاث: ثلث من الغيبة وثلث من النميمة, وثلث من البول.
    13- وعن عبد الله بن الشخير قال: بينما رجل يسير في أرض إذ انتهى إلى قبر, فسمع صاحبه يقول: آه آه.
    فقام على قبره وقال: فضحَك عملك, وافتضحت.
    * * * *


    من أقوال علماء أهل السنة في إثبات عذاب القبر ونعيمه
    · قال المروزى: قال أبوعبد الله – يعني الإمام أحمد -: عذاب القبر حق لا ينكره إلا ضال مضل.
    قال حنبل: قلت لأبي عبد الله في عذاب القبر. فقال: هذه أحاديث صحاح نؤمن بها ونقر بها, كلما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد جيد أقررنا به, إذا لم نقر بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضناه ورددناه, رددنا على الله أمره. قال الله تعالى:
    {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [ الحشر: 7 [.


    قلت له: وعذاب القبر حق؟ قال: حق يعذبون في القبور.
    قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: نؤمن بعذاب القبر, ومنكر ونكير, وأن العبد يسأل في قبره
    فـ {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27 ] في القبر. اهـ.



    · قال الإمام الطحاوي في ذكر العقيدة الإسلامية: ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين, وبعذاب القبر لمن كان له أهلا, وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه, ونبيه, على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم, والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران. اهـ.
    · وقال الإمام القرطبي في "التذكرة":
    الإيمان بعذاب القبر وفتنته واجب، والتصديق به لازم, حسب ما أخبر به الصادق, وأن الله تعالى يحيي العبد المكلف في قبره برد الحياة إليه, ويجعله من العقل في مثل الوصف الذي عاش عليه, ليعقل ما يسأل عنه, وما يجيب به, ويفهم ما أتاه من ربه, وما أعد له في قبره من كرامة أوهوان, وبهذا نطقت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وعلى آله آناء الليل وأطراف النهار, وهذا مذهب أهل السنة والذي عليه الجماعة من أهل الملة, ولم تفهم الصحابة – الذين نزل القرآن بلسانهم ولغتهم – من نبيهم عليه الصلاة والسلام غير ما ذكرنا, وكذلك التابعون بعدهم إلى هلم جرا. ا هـ.



    سبحان الملك العظيم! بعد كل ما مر معنا من آيات من كلام الملك جل جلاله, وأحاديث صحاح من أصح الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم أقوال الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وأكابر العلماء وإجماع الأمة قاطبة على مر الدهور وتكرار العصور, ثم يأتي جاهل مغمور مارق ليطعن في عقائد المسلمين، ويسأل المناظرة. علام تناظر يا هذا؟ ومن تناظر؟.

    استهد الله يهدك, وسل الله العافية.
    * * * * *






    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 02-08-2014, 03:21 PM. سبب آخر: فك حروف متشابكة...بارك الله فيكم
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2
    رد: الادله علي ثبوت عذاب القبر

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيراً
    وفقكم الله لكل خير


    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: الادله علي ثبوت عذاب القبر

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      بارك الله فيكم ونفع بكم

      تعليق


      • #4
        رد: الادله علي ثبوت عذاب القبر


        وعجلت إليك ربِّ لترضى

        تعليق

        يعمل...
        X