السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قضاء الله عز وجل _ ينقسم إلى قسمين :
1. قضاء شرعي
2. قضاء كوني
فالقضاء الشرعي : يجوز وقوعه من المقضي عليه وعدمه ، ولا يكون إلاّ فيما يحبه الله .
مثال ذلك : هذه الآية : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ) [الإسراء:23]
فتكون قضى بمعنى : شرع ، أوبمعنى : وصّى ، وما أشبههما .
والقضاء الكوني : لا بد من وقوعه ، ويكون فيما أحبه الله ، وفيما لا يحبه .
مثال ذلك : قوله تعالى : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا )
[الإسراء:4]
فالقضاء هنا كوني لأن الله لا يشرع الفساد في الأرض ، ولا يحبه .
إذا قيل : ثبت أن الله قضى كوناً ما لا يحبه ؛ فكيف يقضي الله ما لا يحبه ؟
فالجواب : أن المحبوب قسمان :
ـ محبوب لذاته .
ـ محبوب لغيره .
فالمحبوب لغيره قد يكون مكروهاً لذاته ، ولكن يحب لما فيه من الحكمة والمصلحة
فيكون حينئذ محبوباً من وجه ، مكروها ًمن وجه آخر . مثال ذلك : الفساد من بني
إسرائيل في حد ذاته مكروه إلى الله ؛ لأن الله لا يحب الفساد ، ولا المفسدين
ولكن للحكمة التي يتضمنها يكون بها محبوباً إلى الله عزوجل من وجه آخر .
فإن قيل : كيف يتصور أن يكون الشيء محبوباً من وجه مكروهاً من وجه آخر ؟
فيقال : هذا الإنسان المريض يعطى جرعة من الدواء مرة كريهة الرائحة واللون فيشربها
وهو يكرهها لما فيها من المرارة واللون والرائحة ، ويحبها لما فيها من الشفاء ، وكذا
الطبيب يكوي المريض بالحديدة المحماة على النار ، ويتألم منها ؛ فهذا الألم مكروه
له من وجه محبوب له من وجه آخر .
فإن قيل : لماذا لم يكن قوله : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ) من باب القضاء القدري ؟
أجيب : بأنه لا يمكن ؛ إذ لو كان قضاءً قدرياً لعبد الناس كلهم ربهم ، لكنه قضاء شرعي
قد يقع ولا يقع .
من فوائد شرح الشيخ ابن عثيمين لكتاب التوحيد
قضاء الله عز وجل _ ينقسم إلى قسمين :
1. قضاء شرعي
2. قضاء كوني
فالقضاء الشرعي : يجوز وقوعه من المقضي عليه وعدمه ، ولا يكون إلاّ فيما يحبه الله .
مثال ذلك : هذه الآية : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ) [الإسراء:23]
فتكون قضى بمعنى : شرع ، أوبمعنى : وصّى ، وما أشبههما .
والقضاء الكوني : لا بد من وقوعه ، ويكون فيما أحبه الله ، وفيما لا يحبه .
مثال ذلك : قوله تعالى : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا )
[الإسراء:4]
فالقضاء هنا كوني لأن الله لا يشرع الفساد في الأرض ، ولا يحبه .
إذا قيل : ثبت أن الله قضى كوناً ما لا يحبه ؛ فكيف يقضي الله ما لا يحبه ؟
فالجواب : أن المحبوب قسمان :
ـ محبوب لذاته .
ـ محبوب لغيره .
فالمحبوب لغيره قد يكون مكروهاً لذاته ، ولكن يحب لما فيه من الحكمة والمصلحة
فيكون حينئذ محبوباً من وجه ، مكروها ًمن وجه آخر . مثال ذلك : الفساد من بني
إسرائيل في حد ذاته مكروه إلى الله ؛ لأن الله لا يحب الفساد ، ولا المفسدين
ولكن للحكمة التي يتضمنها يكون بها محبوباً إلى الله عزوجل من وجه آخر .
فإن قيل : كيف يتصور أن يكون الشيء محبوباً من وجه مكروهاً من وجه آخر ؟
فيقال : هذا الإنسان المريض يعطى جرعة من الدواء مرة كريهة الرائحة واللون فيشربها
وهو يكرهها لما فيها من المرارة واللون والرائحة ، ويحبها لما فيها من الشفاء ، وكذا
الطبيب يكوي المريض بالحديدة المحماة على النار ، ويتألم منها ؛ فهذا الألم مكروه
له من وجه محبوب له من وجه آخر .
فإن قيل : لماذا لم يكن قوله : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ) من باب القضاء القدري ؟
أجيب : بأنه لا يمكن ؛ إذ لو كان قضاءً قدرياً لعبد الناس كلهم ربهم ، لكنه قضاء شرعي
قد يقع ولا يقع .
من فوائد شرح الشيخ ابن عثيمين لكتاب التوحيد
تعليق