إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أَعُلماء عَلمانيون؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أَعُلماء عَلمانيون؟!

    أَعُلماء علمانيون؟!
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    كنا نشتكي من علمنة العلوم التجريبية، التي ينسبونها إلى الصنم الأكبر.. الطبيعة والسنن الكونية، حتى قالوا: الطبيعة تخلق كلَّ شيء، والطبيعة تخبط خبط عشواء!.. ويتكلمون عن مكتشفِ هذه العلوم أكثر من خالقها - سبحانه-، أو ينسبونها خَلْقًا لمن اكتشفوها، أو حتى لمن سرقوها من قدماء علماء المسلمين، كما فعلوا بتراث الأندلس – رحمها الله- ثم ترجموها وكتبوا أسماءهم على طرّتها!
    إسحاق نيوتن كان نائماً تحت شجرة؛ فسقطت عليه تفاحةٌ.. فلعبقريته لم يبادر إلى أكلها، وإنما بحث عن سبب نزولها إلى الأسفل وعدم صعودها إلى السماء!!! حقًّا عبقرية... فتدبّر وقدّر ثم قدّر ثم قرر أن في الأرض جاذبية (طبيعية) تجذب الأثقال إليها.. لا نقول سبحان نيوتن العظيم.. لكني كنت أُدَرِّس تلامذتي يوماً- والله العظيم- فسألتهم فجأة: من خلق الجاذبية الأرضية؟
    فقالوا بصوت، وعلى البديهة وكأنها مُسلَّمة: نيوتن يا شيخ !!
    سبحانك ربي سبحانك... سبحانك ما أعظم شانَك!
    كان قصدي من سؤالهم أن أردهم إلى الأصل وأحاول (أَسلمة العلوم التجريبية أو رَوْحَنَتَها)، ولأذَكِّر التلاميذ بنعمة الجاذبية التي أودعها الله-سبحانه- أرضه، ولو قُدِّر أنَّا موجودون على الأرض، فانعدمت الجاذبية فجأة فإننا نتناثر من على الأرض في الفضاء، وما لقي أحد أرضا ولا سماء، وهذه من نعمة الله تعالى علينا للاستقرار على الأرض لتدور الحياة دورتها، وما كنت أتوقع أن يكون الجواب كهذا! ومن علمنة العلوم التجريبية والظواهر الطبيعية عدم نسبتها إلى الله تعالى خَلقا أو تدبيرا أو إحسانا...
    إذا كان من بلغ الاحتلام أو ناهَزَهُ من أبناء المسلمين بديهته الحاضرة أن الذي خلق الجاذبية هو نيوتن، ولا ينتبه إلاَّ باستدراك وتنبيه، فأين هي الأمة؟!.. وإنما يدل على بعد العلوم التجريبية عن خالقها بفعل العلمنة، وأن التذكير بأن الله تعالى خالق كل شيء، وإحياء العقيدة في قلوب المسلمين وأطفالهم غير واردة، أو على الأقل غير ممارسة واقعا.. نتيجة عَلمنة العلوم التجريبية...
    * * * * * * * * * *
    حدث مرة زلزالٌ شديد في إحدى البلاد (الإسلامية)، فأخذ بعضُ طلبةِ العلم من خطباء المساجد، يُذكّر الناس بأيام الله في العصاة، وأنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفِع إلا بتوبة...
    فإذا بوزير الشؤون الدينية والأوقاف-في هذه البلاد- ينتفض على منابر من عَلمانية يقول: لا تُخَوِّفوا الناس ولا ترهبوهم، وإنما هذه ظواهر طبيعية أو كوارث طبيعية، لا علاقة لها بطاعة الناس ومعصيتهم، وما دخل الدين فيها، وهي تحدث في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين!!!!
    وكأني بأناس مؤمنين؛ تتسلل إليهم عقيدة ألوهية الطبيعة، والمتنبِّي فيها الملحد داروين في عبارته الشهيرة «إن الطبيعة تخبط خبط عشواء، Nature works haphazardly ، وهو من أسباب تكفير الكنيسة له إقراره بأن الحياة وجدت على الأرض بالصدفة، وأن تفسير الحياة وتطورها بإرجاعها للإرادة الإلهية يكون بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت!
    وكأن الطبيعة ليست لله-سبحانه- أو أنها كعقيدة الضُّلَّال الذين قالوا: إن الله خلق الكون ثم تركه هملا وشأنه!!-سبحان الله وتعالى عما يقولون-
    فإذا كان هذا من وزير الدين، فماذا ننتظر من وزير الدنيا؟!
    وإذا كان هذا من وزير العلوم الشرعية، فماذا ننتظر من وزير العلوم التجريبية؟!
    وإذا كان هذا من وزير الجوامع الدينية، فماذا ننتظر من وزير الجامعات الدنيوية؟!
    إذن: كنا نشتكي مِن علمنة العلوم التجريبية...
    وهي عَلمنة لا تنبغي، وعلى الأقل أنَّ تذكير الناس بمرجعها إلى الله تعالى يدعوهم إلى شكر نعمته بها عليهم، وتسخيرها لهم.
    * * * * * * * * *
    كُنَّا نشتكي مِن هذا... فمما صِرنا نشتكي بعدها؟
    صرنا نشتكي من عَلمنة العلوم الشرعية، والمناهج الشرعية، ولكن على أيدي العَلمانيين.. على أيدي أعداء العلوم الشرعية... على أيدي الحُكَّام العَلمانيين... على أيدي أذناب الغرب... أتباع القساوسة! الذين كانوا لا يؤمنون بأن الله-تعالى- كما قال:" وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)"[الزخرف]، وإنما تركوا له السماء فليكن فيها إلها كما يشاء، أما في الأرض فإلههم من الأرض: القيصر!
    فقالوا: لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة!!
    ويقول بعضهم:" الدين لله والوطن للجميع"(القائل هو سعد زغلول.. ذنَب غربي).
    وبعضُ خفيفي الدم منهم قالوا: "الدين أقدس من أن تدنسه السياسة"!
    والسياسة بلغت القلَّتين دَنَسًا فليست قابلة للتطهير! فكما أن الماء المُتَبَحِّر لا يَخبُث، فكذلك الخُبْث المتبحر لا يطهُر، فنجاسته نجاسة عينية وليست حكمية!
    وهي القاعدة الصلبة التي قامت عليها بناية القوانين الوضعية، وحُكِّمَت في دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم بالاستيراد أو الارتداد..
    ثم .. فمم صرنا نشتكي الآن.. الآن؟!
    أمّا الآن- كما لم يمض مثله من قبل- نشتكي من .....
    يتبع إن شاء الله
    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 12-05-2014, 04:04 PM. سبب آخر: تعديل بسيط في العنوان

  • #2
    رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم ونفع بكم
    نسأل الله أن يحيينا على العقيدة الصحيحة
    في انتظار التتمة

    تعليق


    • #3
      رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      لا حول ولا قوة إلا بالله ..
      جزاك الله خيراً أخي عبد الإله
      أحسنت المقال أحسن الله إليك
      متابع معك بإذن الله
      وفقك الله لكل خير


      قال الحسن البصري - رحمه الله :
      استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
      [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


      تعليق


      • #4
        رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

        جزاكم الله خيرا الموضوع يستحق التقييم وعلينا اﻻ ننسى فقد يكون البلاء لرفع قدرنا كما قد يكون تكفيرا لذنوبنا

        اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

        تعليق


        • #5
          رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

          المشاركة الأصلية بواسطة ام هالة30 مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          بارك الله فيكم ونفع بكم
          نسأل الله أن يحيينا على العقيدة الصحيحة
          في انتظار التتمة

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          آمين وجزاكم الله خيرا

          تعليق


          • #6
            رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

            المشاركة الأصلية بواسطة أبوساجد الشامي مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            لا حول ولا قوة إلا بالله ..
            جزاك الله خيراً أخي عبد الإله
            أحسنت المقال أحسن الله إليك
            متابع معك بإذن الله
            وفقك الله لكل خير

            شكر الله لكم وبارك فيكم وأحسن الله غسلامنا وإسلامكم وخواتيمنا جميعا

            تعليق


            • #7
              رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

              اﻻخ الفاضل هل بامكانكم اﻻنضمام لنا في فريق متابعي العلمية ان كان باﻻمكان فنرجوا تقديم طلب هناhttps://forums.way2allah.com/showthread.php?t=265667

              اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

              تعليق


              • #8
                رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

                المشاركة الأصلية بواسطة راجية حب الرحمن مشاهدة المشاركة
                جزاكم الله خيرا الموضوع يستحق التقييم وعلينا اﻻ ننسى فقد يكون البلاء لرفع قدرنا كما قد يكون تكفيرا لذنوبنا
                بارك الله فيكم
                رفع الله قدركم
                نعم ما أصابنا فبما كسبت أيدينا..
                ونسأل الله تعالى أن يكون ابتلاءً لا بلاءً،

                وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن

                تعليق


                • #9
                  رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

                  أمّا الآن- كما لم يمض مثله من قبل- نشتكي من .....
                  أمّا الآن- كما لم يمض مثله من قبل- نشتكي من تَعَلْمُن علماء شريعة!.

                  أمَّا الآن – كما لم يحدث من قبل- نشتكي من علمنة علماء دين، ودعاة دولة إسلامية، وخلافة على منهاج النبوة.. زَعَموا!
                  وقبل الخوض على أطراف بركتها، دون الخوض في مستنقعها، نوجز في التعريف بالعَلمانية:
                  أولا هي عَلمانية (بفتح العين) من عَالَم، وليست عِلمانية (بكسر العين)، فعِلمانية بكسر العين من العِلم، ولا علاقة لها بالعِلم، بل هي الجهل والجاهلية.
                  فأصل الكلمة عَـالمانية؛ أي عالَم دنيوي لا ديني، ثم اختُصِرَت- عربيًّا- إلى عَلمانية، ومعناها عند أهلها وفي قواميسهم ودوائر تعريفهم:" اللادينية أو الدنيوية، أو الاتجاه الذي لا يَعتبر الدين، ولا يهتم به، ولا يقيم له وزناً في شؤون الحياة الدنيا " والدنيوية التي تُرجمت بالعَلمانية لا تؤمن بشيء وراء الدنيا([1])، فأصدق تعريفات العلمانية وأصرحها أنها "مذهب هدَّام يراد به فصل الدين عن الحياة كلها وإبعاده عنها، إما قهراً، ومحاربته علناً كما فعلت الشيوعية، وإما بالسماح به وبضده من الإلحاد كما هو الحال في الدول الغربية أو من قلَّدها من العربية، وتسمية ذلك حرية شخصية وديمقراطية"([2]).
                  فهي باختصار: فصل الدين عن الدولة، وفصل السياسة عن الدين، فلا يتدخل الدين في السياسة.. أما السياسة فلا تتدخل في الدين فحسب.. بل تتحكم في الدين مستعينة بالسلطان... بقيصر وجنوده وبفتوى القس!
                  ولم تقل العلمانية الحديثة للناس لا تُصَلُّوا.. بل إن سدنتها يبنون المساجد ويرتبون لها أئمة راتبين... وبعض رؤوسها والقُيَّاد.. يصلون الجمعة والأعياد!
                  ولم تقل العلمانية للناس لا تقرؤوا القرآن.. بل هي تُشرف على طبع المصاحف وتتقن وتتفنن..
                  ولم تقل العلمانية للناس لا تحجوا إلى بيت الله الحرام... بل تشرف على الحج وبعض رؤوسها يحجون ويعتمرون!
                  ولم تقل العلمانية للناس لا تحبوا الرسول-صلى الله عليه وسلم- بل بعض رؤوسها يصلون عليه ويحتفلون بالمولد النبوي الشريف، ويسمُّون أبناءهم بأسمائه-صلى الله عليه وسلم-!
                  ولم تقل العلمانية للناس لا تتعلموا العلم الشرعي، بل شَيَّدت لذلك الجامعات وبنت المعاهد والمؤسسات!..
                  شيء واحد يقلقها وهو : أن تكون السياسة من الدين! .. أن يكون للدين توجيه لدفة الحياة... أن يكون الله إله الأرض كما هو إله السماء... أن تكون الآلهة إله واحداً...أما تنحية الشريعة عن الحكم فهو مظهر العَلمانية.
                  وننبه بعد السابق وقبل اللاحق أننا لا نرمي ولا نروم أن نحكم على معيَّنٍ بحكم، وإنما قصدنا فقط بيان الحقيقة، توصيفا لا تشخيصاً.
                  ولا أطيل (كثيرا) بنقل الكثير-لا كثَّره الله- من كثير مما يقوله كثيرون منهم-لا كَثَّرَهم الله-... وأكتفي بمثالين عن اثنين ممن ضلَّ الطريق في هذه المسألة، وأضلَّ كثيرا-لا كثرهم الله- بسبب الجهل أو التقليد الأعمى أو التعلق بالأشخاص، أو الانبهار بالغرب الغريب، أو الخوف وطلب السلامة.. أو: اثَّــاقلوا إلى الأرض ورضوا بالحياة الدنيا من الآخرة !!
                  * * * * * * *
                  المثال الأول:
                  يقول أحدهم قبل سنين:"أرى أنَّ مقولة: دَعْ ما لقيصر لقيصر وما لله لله، كلمة حكيمة تصلح لزماننا، ذلكم أن الانفصام بين الدين وبين الدولة صار أمراً مقضياً لا مرد له، ولا طاعن عليه، ولا محيد عنه!" ([3]).
                  والانفصام هو الانفصال، فأقر بانفصال الدين عن الدولة إلى الأبد، يرضى به كما يرضى بالقضاء والقدر، بل ولا يطعن عليه، ولا يحيد عنه!!..
                  وبعض منسوبي هذا الأخير يقول:"نحن رجال الدين؛ والسياسة لها رجالها"!!
                  وأنا أعرف هذا الأخير عن قرب-لا قرَّبني الله إليه-، لا هو رجل دين ولا رجل سياسة، بل هو من أشباه الرجال، لكنه ركب ظهور الرجال (....!).
                  هل ترون شرعنة للعلمانية على أيدي (علماء) كهذه؟!
                  هل ترون عَلمانية العلماء إلى أين وصلت؟!.. إن العذر قد يصح للحكام لجهلهم.. وأقول : قد!.. أما أن يُعذر العلماء بالجهل في معلوم من الدين بالضرورة، فلعل العالم الذي يفتي في هذا لم يولد بعد! ونسأل الله تعالى ألاَّ يولد، فضلا عن أن يلِد ويورِّث!
                  إن مقولة:"دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" جاءت في "إنجيل متى" وهي مقولة ينسبها المسيحيون لعيسى عليه السلام! ولا يمكن قطعاً أن يقول نبي الله هذه العبارة، على هذا المفهوم الذي يروِّجون له..
                  ورغم أن هذا العالم السلفي يتشدد في الأخذ من غير السنة، ويردد قوله-صلى الله عليه وسلم- لعمر-رضي الله عنه- حين وجده يقرأ في صحيفة من التوراة فقال له:"أمتهوكون أنتم يا ابن الخطاب؟! والله لو كان أخي موسى حيًّا بين أظهركم ما وسعه إلا اتِّباعي" ومع ذلك تجده يأخذ عن "إنجيل متى" العقيدة والمنهج والسياسة الشرعية.. وهي العبارة التي اعتمدتها أوروبا في طرد الدين من السياسة، وعلمنة الدولة. جاء بها الشيخ ليُقرضها للدول (الإسلامية) قرضا حسنا أو بفائدة!!
                  وهذه المقولة معناها الشرك بالله تعالى، حيث إنه قسم بين الله تعالى وبين قيصر.. وقيصر هنا هو الملِك أو الحاكم أو الرئيس أو متغلبا كان أو مُعَيَّنا أو مفروضاً أو منتخَباً!
                  الشرك في خَلق هذا الكون وأمره... فأعطوْا للهَ الخلق ومنعوه الأمر، وأعطوْا لقيصر الأمر، فيأمر بما يشاء وينهى عمّا يشاء، ويشرع ما يشاء مما لم يأذن به الله، ويحلل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويحكم بالشريعة التي شاء..
                  بينما في القرآن الكريم يقول الله تعالى:" أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)"[الأعراف]، فالخلق لله والأمر لله، فتوحيد الله في الخلق (الربوبية)، كتوحيده في الأمر (الألوهية)، والإشراك به-سبحانه- في الخلق (الربوبية) كالإشراك به في الأمر (الألوهية)، كلاهما مخرج من الملة... ومن سلَّم لقيصر بأن الوطن له، أو أن هذا الجزء من الأمر لقيصر، فقد آمن بالشرك!!!
                  قال الشيخ ابن باز-رحمه الله-:(فالله سبحانه هو رب الناس وإلههم وهو الذي خلقهم وهو الذي يأمرهم وينهاهم ويميتهم ويحاسبهم ويجازيهم وهو المستحق للعبادة دون كل ما سواه قال تعالى" ألا له الخلق والأمر" فكما أنه الخالق وحده فهو الآمر سبحانه والواجب طاعة أمره)([4]).
                  قال تعالى:" أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله.."[الشورى: 21].
                  فهذه المقولة تفصل بين الخلق والأمر؛ ومدحُ هذه المقولة مدحٌ للشرك بالله تعالى والرضا به، وتكريسه والدعوة إليه دعوة إلى الشرك باسم العلم الشرعي، ودعوة إلى الانحراف باسم استقامة المنهج، ودعوة للضلال باسم الهدى..
                  وقول القائل:"أرى أنَّ مقولة: دَعْ ما لقيصر لقيصر وما لله لله، كلمة حكيمة تصلح لزماننا، ذلكم أن الانفصام بين الدين وبين الدولة صار أمراً مقضياً لا مرد له، ولا طاعن عليه، ولا محيد عنه!"
                  "... صار أمراً مقضياً لا مرد له، ولا طاعن عليه، ولا محيد عنه"!! أترى قائل هذا القول يؤمن بالمبشرات التي بشر بها رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بأن الإسلام سيعود بعد غربته، وأن خلافة على منهاج النبوة ستكون، وأن المسلمين سيقاتلون اليهود حتى يشاركهم جهادهم الحجر والشجر إلا الغرقد اليهودي... أتراه يؤمن بمثل هذه الأحاديث؟! وهي كلها وعود ربانية نبوية بأنها ترد وتطعن وتحيد عن الإسلام غربته، وتحيد هذه العلمانية عن الطريق، بينما عالِمنا لا يرد ولا يطعن ولا يحيد!!!!!!
                  فهي إذن مقولة أثيمة، وليست مقولة حكيمة.. ألا بئس ما يفترون في دين الله وعليه!
                  إن قائل هذه المقولة كان قد أثقل جنب الشيخ الألباني-رحمه الله- -جلوسا عنده، وأوجع طبلتي أذنيه صلصلة عنده، يهز أعواد المنابر! على مسمعه وبين ناظريه-، يشار إليه بالبنان: يرى أن العلمانية حكيمة!! يعني ينسب الحكمة للكفر، وكفى مدحا للكفر وإعجاباً به وتسليما له أن تصفه بالحكمة.. ولا أريد أن أحكم على قائل هذه الطامة..
                  يا ما قيل عن هذا القائل بأنه عالم نحرير وسلفي جليل وخطيب ملهم يهز أعواد المنابر...
                  ويا ما قيل عنه: فقيه وأديب سلفي، وأصولي بارع حفظة الله وأتم به النعمة في بلاد الشام بعد وفاة محدثها الألباني رحمه الله.
                  ويا ما سمعها منه مظنون بهم خيرا فسكتوا.. ، فاتَّخذ الأغرارُ ذلك رضاً وإقراراً! شعروا أم لم يشعروا.
                  إلى هذا الحد صار بعض (العلماء) علمانيين!

                  ... يتبع إن شاء الله....


                  [1]- عبد الرّحمن حسن حَبَنّكة الميداني، كـواشف زيوف في المذاهب الفكريّة المعاصرة، دمشق، دار القلـم، ط 2، 1412هـ/ 1991م، 163 .

                  [2]- انظر: غالب بن علي عواجي، المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها، جدة، المكتبة العصرية، ط1، 1427هـ/ 2006م، 2، 683.

                  [3]- كتاب «هي السلفية، نسبة وعقيدة ومنهجا» ص184، لإبراهيم شقرة، في (www.almaktabh.net).

                  [4] - وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه" الشيخ ابن باز طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (1409هـ)

                  تعليق


                  • #10
                    رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

                    ونواصل من حيث وصلنا..

                    والآخَر وليس الآخِر.. ممن كان مظنوناً بهم خيراً! .. وفي أيَّامنا هذه يخرج علينا بتصريح بصوت عالٍ يقول:(
                    فقد ألزمت اليوم أخي ... أن ترجع قناة الرحمة إلى قناة الرحمة، وأن تبتعد كل البعد عن كل البرامج السياسية، وإنما ترجع لتعلم الناس دين الله تبارك وتعالى، وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهو الأصل، وهو كذلك، عندنا برنامج ولَّا اتنين، يتْلِغِي البرنامج خالص، يتْلِغِي خالص، بقولها بصوت عالٍ، يتْلِغي خالص، أنا عاوز أعلم الناس الدين، واللي عاوز يتعلم سياسة يروح أيِّ مكان يتعلم سياسة، يتعلم سياسة في أي حتة بعيدا عن الرحمة، الرحمة رحمة...)[ فَرَّغتُها بألفاظها، حتى العامية، وهي على اليوتيوب لمن أراد]
                    لقد أحزنني هذا جدَّا.. وآسفني.. وآلمني.. ولمَّا أردت أن أختصر التعليق عليها..ازدحمت الأفكار فلم أدر ما أقدم منها وما أُوَخِّر، فهو تصريح على قِصره يحوي الطّوام..فقوله:"ألزمتُ.." تحتاج تعليق!
                    وقوله: " ترجع قناة الرحمة إلى قناة الرحمة" تحتاج إلى تعليق..." وأن تبتعد كل البعد عن كل البرامج السياسية" تأكيد بعد تأكيد.. تبتعد كل البعد وتبدو في الأعراب عن مدينة السياسة! سبحان الله؛ تذكرتُ قول الله تعالى في صنف من الناس، يهلعون ويجزعون عند كل مَسَّة ولمسة، وكل صيحة ولو لم تكن عليهم.. قال الله-تعالى- فيهم:" يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَـــــــــــــــــــــــــــــادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)"[الأحزاب]، أي: إذا جاء الجند والأحزاب يودُّون أن لو كانوا في البادية، بعيداً عن المدينة، و( يتمنون من الخوف والجبن أنهم غيب عنكم في البادية مع الأعراب خوفا من القتل)([1]). قلتُ: وهي بمعناها تشمل البعد الحسي والبعد المعنوي، أو البداوة المعنوية والحسية، فإذا اشتد الأمر، يودُّون لو أنهم بعيدون عنكم كل البعد، بعيدون عن مدينة السياسة التي تجلب التعب والنصب والوصب!.. بعيدون عن ميدان أنتم فيه، عِلما وتعليما وعملا... يودّون لو أنهم ما شاركوكم في كلمة تشهد عليهم، أو يؤاخَذون بها، يتمنون لو يكونون بعيدين عنكم كل البعد، ويسألون عن أخباركم وماذا حدث لكم من بعيد.. لكن في هذه الآيات أنهم إذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد... بل وشهدت الأيام أنهم لمّا كانوا فيكم ما أعانوكم.. بل ما زادوكم إلا خبالا، بل بعضهم ذُبِح المسلمون بسكين (اجتهادهم)!
                    في بلدنا السَّليخ! تبدَّلت الأيام يوماً، وجاء الخوف في بلدنا، فلاذ كثير من الملتزمين بالفرار، وصاروا بادين في بيوتهم.. فلقيت أحدَهم في دُكَّان يتبضَّع، وحاولت أن أنصحه وأُذكِّره بمن في يده الرزق والأجل، وأن الفرار يكون إلى الله وليس من الله.. :"فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)[الذاريات]، فقال:" أريد لو استطعتُ أن أُنْسِيَ الناس أني كنت يوما كنتُ ملتزماً"!!!! أسأل الله العافية.. قالها ليبدو بــــــــــــــــــــــــــــــــــاديا في الأعراب، بعيداً عن ساحة الملتزمين حتى لا يُتَّهم بهم ولا يُعتَقل!
                    نعود إلى قوله:" وأن تبتعد كل البعد عن كل البرامج السياسية " مسح كامل لكل ما يمت إلى السياسة بصلة!ثم قال بعدها: "وإنما ترجع لتعلم الناس دين الله تبارك وتعالى، وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهو الأصل.." ترجع بعد أن ذهبت.. ترجع لتعلم الناس دين الله.. يعني ذهبت بعيدًا عن الدين بدخولها مدينة السياسة.. ثم رجعت منها إلى الدين.. عين الفصل بين السياسة والدين!
                    ترجع من البرامج السياسية أو ترجع من السياسة إلى الدين، وكأنها بيع العينة! وهو نوع من بيوع الربا، فقد قال لهم النبي-صلى الله عليه وسلم- :« إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»([2])، فانظر كيف سمَّى النبي-صلى الله عليه سلم- ترك الربا الخارج عن معاملات الإسلام وشرائعه رجوعا إلى الدين، فهو من خارج عن الشيء، وعلى هذا فتعبيرهم بالرجوع إلى تعليم الناس الدين، مما كانت تعلمهم إياه من السياسة هو اعتبارٌ للسياسة خارجة عن الدين!
                    "لتعلم الناس دين الله" وكأن السياسة ليست من دين الله! وكأن دين الله ليس فيه سياسة! أليست هذه هي دعوة العلمانية؟! أليست هذه علمانية يدعو إليها عالم؟!
                    أليس في تعريف السياسة للخلافة والإمامة، قالوا:" هي خلافة صاحب الشرع في أمته بشريعته".. وعلى هذا هم يعتزلون تعليم الناس كيف يُخلف النبي-صلى الله عليه وسلم- في أمته بشريعة الإسلام.. وهي ليست من دين الله عندهم!
                    من دين الله وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ومن دينه:" لتأخذوا عني مناسككم"، ومن دينه:" وضوء النبي-صلى الله عليه وسلم- كأنك تراه"، من دينه:" آداب التخلي.. أحطُّ شيء في حياة الإنسان.. فعن سلمان-رضي الله عنه-، قال له يهودي: قد علمكم نبيكم كلَّ شيء حتى الخراءة! فقال: أجل «لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط، أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم»([3]).
                    كل ذلك من الدين، ليس فيه عندنا حقير ولا قشور.. أما سوسوا كما رأيتموني أسوس.. فليست من الدين عند قوم!
                    يقول الماوردي-رحمه الله-:"الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدُها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع"([4]). طبعا كل ما يتعلق بالحكم والإمامة والخلافة تحصيلا وتأصيلا وتفصيلا هو سياسة.. وهي كما تراها خلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الأوطان على مقتضاه... ألا يكفيها هذا أن تكون من الدين؟!..
                    يقول الإمام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-:"يجب أن يُعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها. فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس، حتى قال النبي( صلى الله عليه وسلم): «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمّروا أحدهم»([5])، فأوجب (صلى الله عليه وسلم) تأميرَ الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر، تنبيها بذلك على سائر أنواع الاجتماع. ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة. وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم، وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة؛ ولهذا روي :«إن السلطان ظل الله في الأرض»([6])[ انظر: ابن تيمية، السياسة الشرعية، 168].
                    فانظر كيف يوجب شيخ الإسلام هذا الأمر، ويوجب السعي إلى تحصيله، ويجعله من الدين.. ثم في آخر الزمان يصبح خارج الدين.. ويدعون إلى الرجوع منه إلى الدين وعلى يد بعض ممن يُسَمَّوْن علماء!.. وإذا لم يتول أهلُ العلم والتقوى هذا المنصب ليأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويجاهدوا الأعداء... فلا بد أن يتولاه من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ويجاهد في سبيل الشيطان.. والواقع ناطق.
                    أليست هذه علمانية يدعو إليها علماء؟!ثم؛ لماذا أذهب بعيداً.. لا أذهب بعيدا عن السنة والسيرة النبوية، ومن لم تسعه السنة فلا وسَّع الله له.أليس النبي-صلى الله عليه وسلم- هو أتقى الناس وأخوفهم لله؟ أليس النبي-صلى الله عليه وسلم- أو أعبد الناس وأزهدهم وأورعهم وأروعهم؟!
                    أليس هو –صلى الله عليه وسلم- أشد الناس دينا، وأكثرهم تعليما للناس دينهم؟! أليس هو الذي هو كله رحمة مهداة، وليس فناة رحمة فقط؟!
                    ألم يكن هو السائس الأعظم في تاريخ البشرية لآخر وخير أمة أخرجت للناس؟!... أكان يمارس شيئا ليس من الدين.. يتنزَّه عنه علماء آخر الزمان؟!
                    ألم يكن هو القائد الحاكم؟! أليس من السياسة حكم الناس بشريعة رب الناس، وبسياسة ضمَّنها شريعته؟
                    إذا كانت السياسة رجسا فكيف اقترب منها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-؟
                    أما كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى تحكيم شريعة الله-سبحانه-، يتلو فيها الآيات ويقول فيها الأحاديث؟ آكان يدعو إلى شيء من الدين أم شيء من الرجس يدعو (علماء) إلى التطهر منه؟!
                    أفيكون غير رسول الله–صلى الله عليه وسلم- أكثر تديُّنا منه، وأعبد لربه منه وأتقى، وأعلم لحدود ما أنزل الله عليه؟!هذا من سيرته-صلى الله عليه وسلم-..نقول- وبإجماع أهل السنة- أن أفضل البشر بعد الأنبياء هو أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-، علما وخلقا ونية... ولم يبغِ الصحابة –رضي الله عنهم- بديلا عنه في رأس السياسة وقمتها، أمَّا بعض علماء هذا الزمان فـ(يتطهَّرون) عنها، فما لأبي بكر خاضها، أهم أطهر منه؟! أعلم منه؟! أتقى وأنقى منه؟!
                    ثم اختاروا أفضل رجل في صحابة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ذهب بتسعة أعشار العلم، يسلك الشيطانُ غير فَجِّه، يصير كالحلس البالي خشية من الله، تصرعه الآية حتى يُعاد الشهر مريضا... ثم يمارس السياسة ولا يتطهر عنها كما يفعل بعض علماء الزمان يترفعون! إنه عمر الملهم-رضي الله عنه-
                    ثم ثالث خير الناس في خير جيل ورعيل في خير أمة أخرجت للناس، عثمان – رضي الله عنه- يتولى السياسة ولا يتنزَّه ولا يتطهر منها، بل كان موته فيها شهادة، ولم يكن فتنة، وإنما الفتنة على من فَتن، والظلم على من ظَلم!
                    فما لهؤلاء القوم يختارون للسياسة أفضلهم، أعلمهم ، أتقاهم، أأمنهم، أعدلهم، أبرهم.. بل هذا عمر -رضي الله عنه- يستدل على على أولوية الصديق بالصلاة..قال يوم البيعة:


                    :" والله لا نتولى هذا الأمر عليك، فإنك أفضل المهاجرين، وثاني اثنين إذ هما في الغار، وخليفة رسول الله على الصلاة، والصلاة أفضل دين المسلمين، فمن ذا ينبغي له أن يتقدمك، أو يتولى هذا الأمر عليك"([7])
                    فانظر كيف جعل الأولى بخير الدين أولى بسياسة الدنيا!!

                    هذا من سيرته -صلى الله عليه وسلم- وسيرة خلفائه الراشدين في سياستهم الراشدة..


                    [1] - الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق شاكر، 20/ 234.

                    [2] - الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم: 11، وقال: صحيح لمجموع طرقه.

                    [3] - صحيح مسلم: 262

                    [4] - أبو الحسن، على بن محمد، الماوردي، (450هـ/1058م)، الأحكام السلطانية، تحقيق أحمد المبارك البغدادي، الكويت، مكتبة دار ابن قتيبة، ط1(1409هـ، 1989م)، 3.
                    [5] - الألباني، السلسلة الصحيحة، 3، 314، حديث (1322).
                    [6] -الألباني، ظلال الجنة، برقم: 1024 ، وقال: حسن.


                    [7] -انظر:ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، حديث السقيفة، (3، 203). - وابن الأثير، الكامل في التاريخ، حديث السقيفة وخلافة أبي بكر الصديق، (2، 189).- وابن كثير، البداية والنهاية، قصة سقيفة بني ساعدة، (8، 81). ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، خبر السقيفة، (2، 487)




                    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 08-05-2014, 01:51 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

                      تنبيه:
                      وقع لي خطأ في أرقام الهوامش، وهي كالتالي:


                      [1] - الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق شاكر، 20/ 234.

                      [2] - الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم: 11، وقال: صحيح لمجموع طرقه.

                      [3] - صحيح مسلم: 262

                      [4] - أبو الحسن، على بن محمد، الماوردي، (450هـ/1058م)، الأحكام السلطانية، تحقيق أحمد المبارك البغدادي، الكويت، مكتبة دار ابن قتيبة، ط1(1409هـ، 1989م)، 3.
                      [5] - الألباني، السلسلة الصحيحة، 3، 314، حديث (1322).
                      [6] -الألباني، ظلال الجنة، برقم: 1024 ، وقال: حسن.


                      [7] -انظر:ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، حديث السقيفة، (3، 203). - وابن الأثير، الكامل في التاريخ، حديث السقيفة وخلافة أبي بكر الصديق، (2، 189).- وابن كثير، البداية والنهاية، قصة سقيفة بني ساعدة، (8، 81). ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، خبر السقيفة، (2، 487)
                      فأرجو ممن يملك صلاحية التعديل إن يصلحها.. أصلح الله بالنا وباله

                      تعليق


                      • #12
                        رد: أَعُلماء عَلموانيون؟!

                        حياكم الله
                        تم التعديل بارك الله فيكم

                        تعليق


                        • #13
                          رد: أَعُلماء عَلمانيون؟!

                          للرفع

                          تعليق


                          • #14
                            رد: أَعُلماء عَلمانيون؟!

                            المشاركة الأصلية بواسطة ام هالة30 مشاهدة المشاركة
                            للرفع
                            رفع الله قدركم وأصلح بالكم وبارك فيكم

                            تعليق


                            • #15
                              رد: أَعُلماء عَلمانيون؟!

                              توقفنا على قولنا: أما من سنَّته فقد قال صلى الله عليه وسلم-:«.......(الحلقة القادمة إن شاء الله)
                              أما من سنَّته فقد قال صلى الله عليه وسلم-:" كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء؛ كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي..» الحديث([1])، قال الإمام النووي:( أي يتولون أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرعية، والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه) ([2]).
                              وقال: المجددي:( تسوسهم الأنبياء من السياسة، وهي الرياسة والتأديب على الرعية، ولا يناقَض هذا بقصة طالوت فإنه كان ملكا لا نبيا، ونبيهم كان الشمويل- عليه السلام- لأن الملوك كانوا تباعا لأنبيائهم؛ فلما أُمِروا به أطاعوهم فكانت السياسة حقيقة للنبي، والملِك كان نائباً منه)([3]).
                              كان النبي-صلى الله عليه وسلم- الداعية والمربي والحاكم، والمُشرِّع بإذن الله تعالى وأمره-سبحانه-... فهل جعل للسياسة (رجالا) وبقي هو-صلى الله عليه وسلم- يعلم الناس (الدين)؟!
                              هل قال لهم: الذي يريد أن يتعلم السياسة يذهب بعيدا عن دار أرقمنا، أو عن مسجدنا، أو عن مجالسنا؟
                              هل ألزمَ إخوانه الأقربين ووزراءه الأتقياء الأنقياء-أبا بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم- بأن يعتزلوا السياسة، وأن يلغوا كل برامجهم السياسية، أو يلغوا البرامج السياسية من حياتهم وقنواتهم ومجالسهم؟!
                              أم أن الأمر على العكس ن ذلك تماما، بل تركهم على قمة الهرم السياسي للدولة الإسلامية! فورثها لأعلمهم وأتـقاهم وأفضلهم بإجماع المسلمين، ولم يقل له أنتم من العلماء طَهِّر نفسك من السياسة ولعن الله السياسة!!!!
                              ولما حضر أبا بكر الموتُ، وقيل له: ماذا تقول لربك وقد وليت عمر؟ قال: أقول له: وليت عليهم خيرهم.
                              إننا نسمي العَلمانيين من ساسة وكُتَّاب وإعلاميين بالعلمانيين، لأنهم ينادون بفصل الدين عن السياسة، فإذا فعلها عُلماء شريعة، فلا يمكن إلا وصفهم بالعلمانية، لأن علة الحكم قد تحققت فيهم...
                              ومع ذلك نتحرج فنقول: ليس كل من وقع في العَلمانية وقعت العَلمانية عليه، لكنهم دعاة إلى العلمانية، دعاة إلى ضلالة؛ شعروا أم لم يشعروا، قصدوا أم لم يقصدوا!!!
                              قال الشيخ العثيمين-رحمه الله- في شرح رياض الصالحين:( فالنبي عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء، ولكن جعل الله له خلفاء؛ خلفاء في العلم، وخلفاء في السلطة، والمراد بالخلفاء في هذا الحديث: خلفاء السلطة)([4]).
                              وقال الشيخ العثيمين-رحمه الله – أيضا:( وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((تسوسهم الأنبياء)) دليلٌ على أن دين الله- وهو دين الإسلام في كل مكان وفي كل زمان- هو السياسة الحقيقية النافعة، وليست السياسة التي يفرضها أعداء الإسلام من الكفار. السياسة حقيقة ما جاء في شرع الله، ولهذا نقول إن الإسلام شريعة وسياسة، ومن فرق بين السياسة والشريعة فقد ضلّ)([5]).. إلى أن قال:(.. فالمهم أن الدين دين الله وأن الدين سياسة: سياسة شرعية، سياسة اجتماعية، سياسة مع الأجانب، ومع المسالمين، ومع كل أحد. ومن فصل الدين عن السياسة فقد ضل؛ وهو بين أمرين:
                              إما جاهل بالدين ولا يعرف، ويظن أن الدين عبادات بين الإنسان وربه، وحقوق شخصية وما أشبه ذلك؛ يظن أن هذا هو الدين فقط.
                              أو أنه قد بهره الكفرة وما هم عليه من القوة المادية، فظن أنهم هم المصيبون.
                              وأما من عرف الإسلام حق المعرفة عرف أنه شريعة وسياسة، والله الموفق.)[ شرح رياض الصالحين، دار الوطن للنشر، الرياض، الطبعة: 1426 هـ، : 3/637].
                              وأضيف قائلا: وإما أنه عرف ولم يجهل، ولم ينبهر بالكفرة، وإنما جَبُن عن قول الحق، ولم يثبت أمام الابتلاء، ولم يسعه أن يصمت لمَّا عجز عن الخير، فسقط في الفتنة وراح يتعلمن ليرضي أصحاب العصا الغليظة أو ليسلم من عصاهم! وفي الحديث :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"
                              فالسياسة عمل الأنبياء، بما فيهم نبينا- صلى الله عليه وسلم-، فهل كان –صلى الله عليه وسلم- يعملها خارج الدين، حتى يقولون نرجع منها إلى الدين أو إلى تعليم الناس الدين..؟!
                              هل ينسبون إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه ساس بغير الدين، أم ينفون عنه أنه ساس الأمة؟!
                              أيهما قالوا فقد كذب زعمهم.
                              ألم يكن-صلى الله عليه وسلم- معلما لنا بالقول والفعل.. وهذا مما عَلَّمَنَاه؟!
                              ومعنى "لا نبي بعدي"، أن الذي يسوس الأمة بعده ورثته في تركته، وهم العلماء، ولذلك كان من صفات الخليفة أن يكون عالما مجتهدًا، إلا إن تعذَّر، أما علمانية بعض العلماء فتقول: ندع السياسة للجهلة والمارقين والماردين... ولا ندخل السياسة لأنها رجس وسوسة!!
                              وهل فعلت العلمانية أكثر من أخرجت الدين من السياسة وأخرجت السياسة من الدين؟! أليست هذه علمانية يدعو إليها عالم؟!! ويؤصِّل لها وبلا دليل؟!
                              هل طلبت العلمانية من الناس ترك الصلاة، والصيام والحج، بل هل طلبت منهم طلب العلم الشرعي؟ وها هي جامعات العالم تدرِّس العلوم الشرعية، حتى في جامعة السربون في أم العلمانية .. فرنسا؟
                              بل ها هي العلمانية تسمح بتعليم الناس دين الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في قنوات (إسلامية..!) بشرط ألا تعلمهم السياسة الشرعية التي يعرفون بها حقوقهم وواجباتهم، ويعرفون فيها توحيد الله تعالى في مجال الحياة! هل يمكننا أن نقول:" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)"[البقرة]، ويكفي أن تتبع ملتهم في فصل الدين عن الدولة، وتقسيم الدين وتقطيع أوصاله، فتمارس بعضا، وتترك بعضا لقيصر يفعل فيه ما يشاء! ويكفيها هذا الاتباع لترضى عنك، وتفتح لك المجال والأثير..
                              ومِن قبلُ قالت العلمانية للأنبياء، ما شأن الدين وشؤون الحياة، ما شأن الدين والتعري على الشواطئ.. ترويح واستجمام وحرية شخصية.. ما شأن الدين والاقتصاد وأن نفعل في أموالنا ما نشاء؟! عليكم صلواتكم وعباداتكم، واتركونا وشأننا:" قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)"[هود]؟! عجيب هذا الذي تفعلونه أيها العلماء والدعاة.. أتُدْخِلون الدين في الدنيا؟! أَتَحكُمون الدنيا بالدين؟! أتُساوون بين الصلاة والأموال وشؤون الحياة.. أكلها يتدخل فيها الدين؟! اعزلوا الدين والصلاة وافصلوه عن مجريات الحياة...!
                              (يتبع إن شاء الله)


                              [1]- البخاري، الجامع الصحيح، أحاديث الأنبياء (60) باب ما ذُكر عن بني إسرائيل (50)، حديث (3455)، 2، 492.
                              - ومسلم، صحيح مسلم، كتاب الإمارة(33)، وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول بالأول..(10)، حديث(1842)، 2، 894.

                              [2]- شرح صحيح مسلم للنووي، حديث 1842.

                              [3] - محمد عبد الغني المجددي الحنفي (ت 1296 هـ)، إنجاح الحاجة،

                              [4] - ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، 3/635.

                              [5] - ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين:3/636.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X