أَعُلماء علمانيون؟!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
كنا نشتكي من علمنة العلوم التجريبية، التي ينسبونها إلى الصنم الأكبر.. الطبيعة والسنن الكونية، حتى قالوا: الطبيعة تخلق كلَّ شيء، والطبيعة تخبط خبط عشواء!.. ويتكلمون عن مكتشفِ هذه العلوم أكثر من خالقها - سبحانه-، أو ينسبونها خَلْقًا لمن اكتشفوها، أو حتى لمن سرقوها من قدماء علماء المسلمين، كما فعلوا بتراث الأندلس – رحمها الله- ثم ترجموها وكتبوا أسماءهم على طرّتها!
إسحاق نيوتن كان نائماً تحت شجرة؛ فسقطت عليه تفاحةٌ.. فلعبقريته لم يبادر إلى أكلها، وإنما بحث عن سبب نزولها إلى الأسفل وعدم صعودها إلى السماء!!! حقًّا عبقرية... فتدبّر وقدّر ثم قدّر ثم قرر أن في الأرض جاذبية (طبيعية) تجذب الأثقال إليها.. لا نقول سبحان نيوتن العظيم.. لكني كنت أُدَرِّس تلامذتي يوماً- والله العظيم- فسألتهم فجأة: من خلق الجاذبية الأرضية؟
فقالوا بصوت، وعلى البديهة وكأنها مُسلَّمة: نيوتن يا شيخ !!
سبحانك ربي سبحانك... سبحانك ما أعظم شانَك!
كان قصدي من سؤالهم أن أردهم إلى الأصل وأحاول (أَسلمة العلوم التجريبية أو رَوْحَنَتَها)، ولأذَكِّر التلاميذ بنعمة الجاذبية التي أودعها الله-سبحانه- أرضه، ولو قُدِّر أنَّا موجودون على الأرض، فانعدمت الجاذبية فجأة فإننا نتناثر من على الأرض في الفضاء، وما لقي أحد أرضا ولا سماء، وهذه من نعمة الله تعالى علينا للاستقرار على الأرض لتدور الحياة دورتها، وما كنت أتوقع أن يكون الجواب كهذا! ومن علمنة العلوم التجريبية والظواهر الطبيعية عدم نسبتها إلى الله تعالى خَلقا أو تدبيرا أو إحسانا...
إذا كان من بلغ الاحتلام أو ناهَزَهُ من أبناء المسلمين بديهته الحاضرة أن الذي خلق الجاذبية هو نيوتن، ولا ينتبه إلاَّ باستدراك وتنبيه، فأين هي الأمة؟!.. وإنما يدل على بعد العلوم التجريبية عن خالقها بفعل العلمنة، وأن التذكير بأن الله تعالى خالق كل شيء، وإحياء العقيدة في قلوب المسلمين وأطفالهم غير واردة، أو على الأقل غير ممارسة واقعا.. نتيجة عَلمنة العلوم التجريبية...
فإذا بوزير الشؤون الدينية والأوقاف-في هذه البلاد- ينتفض على منابر من عَلمانية يقول: لا تُخَوِّفوا الناس ولا ترهبوهم، وإنما هذه ظواهر طبيعية أو كوارث طبيعية، لا علاقة لها بطاعة الناس ومعصيتهم، وما دخل الدين فيها، وهي تحدث في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين!!!!
وكأني بأناس مؤمنين؛ تتسلل إليهم عقيدة ألوهية الطبيعة، والمتنبِّي فيها الملحد داروين في عبارته الشهيرة «إن الطبيعة تخبط خبط عشواء، Nature works haphazardly ، وهو من أسباب تكفير الكنيسة له إقراره بأن الحياة وجدت على الأرض بالصدفة، وأن تفسير الحياة وتطورها بإرجاعها للإرادة الإلهية يكون بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت!
وكأن الطبيعة ليست لله-سبحانه- أو أنها كعقيدة الضُّلَّال الذين قالوا: إن الله خلق الكون ثم تركه هملا وشأنه!!-سبحان الله وتعالى عما يقولون-
فإذا كان هذا من وزير الدين، فماذا ننتظر من وزير الدنيا؟!
وإذا كان هذا من وزير العلوم الشرعية، فماذا ننتظر من وزير العلوم التجريبية؟!
وإذا كان هذا من وزير الجوامع الدينية، فماذا ننتظر من وزير الجامعات الدنيوية؟!
إذن: كنا نشتكي مِن علمنة العلوم التجريبية...
وهي عَلمنة لا تنبغي، وعلى الأقل أنَّ تذكير الناس بمرجعها إلى الله تعالى يدعوهم إلى شكر نعمته بها عليهم، وتسخيرها لهم.
صرنا نشتكي من عَلمنة العلوم الشرعية، والمناهج الشرعية، ولكن على أيدي العَلمانيين.. على أيدي أعداء العلوم الشرعية... على أيدي الحُكَّام العَلمانيين... على أيدي أذناب الغرب... أتباع القساوسة! الذين كانوا لا يؤمنون بأن الله-تعالى- كما قال:" وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)"[الزخرف]، وإنما تركوا له السماء فليكن فيها إلها كما يشاء، أما في الأرض فإلههم من الأرض: القيصر!
فقالوا: لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة!!
ويقول بعضهم:" الدين لله والوطن للجميع"(القائل هو سعد زغلول.. ذنَب غربي).
وبعضُ خفيفي الدم منهم قالوا: "الدين أقدس من أن تدنسه السياسة"!
والسياسة بلغت القلَّتين دَنَسًا فليست قابلة للتطهير! فكما أن الماء المُتَبَحِّر لا يَخبُث، فكذلك الخُبْث المتبحر لا يطهُر، فنجاسته نجاسة عينية وليست حكمية!
وهي القاعدة الصلبة التي قامت عليها بناية القوانين الوضعية، وحُكِّمَت في دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم بالاستيراد أو الارتداد..
ثم .. فمم صرنا نشتكي الآن.. الآن؟!
أمّا الآن- كما لم يمض مثله من قبل- نشتكي من .....
يتبع إن شاء الله
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
كنا نشتكي من علمنة العلوم التجريبية، التي ينسبونها إلى الصنم الأكبر.. الطبيعة والسنن الكونية، حتى قالوا: الطبيعة تخلق كلَّ شيء، والطبيعة تخبط خبط عشواء!.. ويتكلمون عن مكتشفِ هذه العلوم أكثر من خالقها - سبحانه-، أو ينسبونها خَلْقًا لمن اكتشفوها، أو حتى لمن سرقوها من قدماء علماء المسلمين، كما فعلوا بتراث الأندلس – رحمها الله- ثم ترجموها وكتبوا أسماءهم على طرّتها!
إسحاق نيوتن كان نائماً تحت شجرة؛ فسقطت عليه تفاحةٌ.. فلعبقريته لم يبادر إلى أكلها، وإنما بحث عن سبب نزولها إلى الأسفل وعدم صعودها إلى السماء!!! حقًّا عبقرية... فتدبّر وقدّر ثم قدّر ثم قرر أن في الأرض جاذبية (طبيعية) تجذب الأثقال إليها.. لا نقول سبحان نيوتن العظيم.. لكني كنت أُدَرِّس تلامذتي يوماً- والله العظيم- فسألتهم فجأة: من خلق الجاذبية الأرضية؟
فقالوا بصوت، وعلى البديهة وكأنها مُسلَّمة: نيوتن يا شيخ !!
سبحانك ربي سبحانك... سبحانك ما أعظم شانَك!
كان قصدي من سؤالهم أن أردهم إلى الأصل وأحاول (أَسلمة العلوم التجريبية أو رَوْحَنَتَها)، ولأذَكِّر التلاميذ بنعمة الجاذبية التي أودعها الله-سبحانه- أرضه، ولو قُدِّر أنَّا موجودون على الأرض، فانعدمت الجاذبية فجأة فإننا نتناثر من على الأرض في الفضاء، وما لقي أحد أرضا ولا سماء، وهذه من نعمة الله تعالى علينا للاستقرار على الأرض لتدور الحياة دورتها، وما كنت أتوقع أن يكون الجواب كهذا! ومن علمنة العلوم التجريبية والظواهر الطبيعية عدم نسبتها إلى الله تعالى خَلقا أو تدبيرا أو إحسانا...
إذا كان من بلغ الاحتلام أو ناهَزَهُ من أبناء المسلمين بديهته الحاضرة أن الذي خلق الجاذبية هو نيوتن، ولا ينتبه إلاَّ باستدراك وتنبيه، فأين هي الأمة؟!.. وإنما يدل على بعد العلوم التجريبية عن خالقها بفعل العلمنة، وأن التذكير بأن الله تعالى خالق كل شيء، وإحياء العقيدة في قلوب المسلمين وأطفالهم غير واردة، أو على الأقل غير ممارسة واقعا.. نتيجة عَلمنة العلوم التجريبية...
* * * * * * * * * *
حدث مرة زلزالٌ شديد في إحدى البلاد (الإسلامية)، فأخذ بعضُ طلبةِ العلم من خطباء المساجد، يُذكّر الناس بأيام الله في العصاة، وأنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفِع إلا بتوبة... فإذا بوزير الشؤون الدينية والأوقاف-في هذه البلاد- ينتفض على منابر من عَلمانية يقول: لا تُخَوِّفوا الناس ولا ترهبوهم، وإنما هذه ظواهر طبيعية أو كوارث طبيعية، لا علاقة لها بطاعة الناس ومعصيتهم، وما دخل الدين فيها، وهي تحدث في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين!!!!
وكأني بأناس مؤمنين؛ تتسلل إليهم عقيدة ألوهية الطبيعة، والمتنبِّي فيها الملحد داروين في عبارته الشهيرة «إن الطبيعة تخبط خبط عشواء، Nature works haphazardly ، وهو من أسباب تكفير الكنيسة له إقراره بأن الحياة وجدت على الأرض بالصدفة، وأن تفسير الحياة وتطورها بإرجاعها للإرادة الإلهية يكون بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت!
وكأن الطبيعة ليست لله-سبحانه- أو أنها كعقيدة الضُّلَّال الذين قالوا: إن الله خلق الكون ثم تركه هملا وشأنه!!-سبحان الله وتعالى عما يقولون-
فإذا كان هذا من وزير الدين، فماذا ننتظر من وزير الدنيا؟!
وإذا كان هذا من وزير العلوم الشرعية، فماذا ننتظر من وزير العلوم التجريبية؟!
وإذا كان هذا من وزير الجوامع الدينية، فماذا ننتظر من وزير الجامعات الدنيوية؟!
إذن: كنا نشتكي مِن علمنة العلوم التجريبية...
وهي عَلمنة لا تنبغي، وعلى الأقل أنَّ تذكير الناس بمرجعها إلى الله تعالى يدعوهم إلى شكر نعمته بها عليهم، وتسخيرها لهم.
* * * * * * * * *
كُنَّا نشتكي مِن هذا... فمما صِرنا نشتكي بعدها؟صرنا نشتكي من عَلمنة العلوم الشرعية، والمناهج الشرعية، ولكن على أيدي العَلمانيين.. على أيدي أعداء العلوم الشرعية... على أيدي الحُكَّام العَلمانيين... على أيدي أذناب الغرب... أتباع القساوسة! الذين كانوا لا يؤمنون بأن الله-تعالى- كما قال:" وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)"[الزخرف]، وإنما تركوا له السماء فليكن فيها إلها كما يشاء، أما في الأرض فإلههم من الأرض: القيصر!
فقالوا: لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة!!
ويقول بعضهم:" الدين لله والوطن للجميع"(القائل هو سعد زغلول.. ذنَب غربي).
وبعضُ خفيفي الدم منهم قالوا: "الدين أقدس من أن تدنسه السياسة"!
والسياسة بلغت القلَّتين دَنَسًا فليست قابلة للتطهير! فكما أن الماء المُتَبَحِّر لا يَخبُث، فكذلك الخُبْث المتبحر لا يطهُر، فنجاسته نجاسة عينية وليست حكمية!
وهي القاعدة الصلبة التي قامت عليها بناية القوانين الوضعية، وحُكِّمَت في دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم بالاستيراد أو الارتداد..
ثم .. فمم صرنا نشتكي الآن.. الآن؟!
أمّا الآن- كما لم يمض مثله من قبل- نشتكي من .....
يتبع إن شاء الله
تعليق