إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تجميع] شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


    بسم الله و الحمد لله سوف أنطلق بإذن الله في مشروع تبيان الشبهات
    تحت عنوان ( كل يوم كشف شبهة )


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

    فالشُبهةُ في اللغة: (الِالتباس)

    قال ابن القيم رحمه الله : (الشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق...وإنما

    سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تَلبَسُ ثوب الحق على جسم الباطل)
    [مفتاح دار السعادة 442-443]

    ونحن في هذا الباب سنذكر بعض هذه الشُبه ونبين الرد الشافي عليها بإذن الله.

    من كتاب الله وسنة رسول الله وكلام السلف الصالح رحمهم الله


    الإستعراض حسب الشبهات

    1-الرد على شبهة من أجاز دفن الميت في المسجد بحجة دفنه عليه الصلاة والسلام في مسجده:


    لا شك أن إدخال القبر الشريف في المسجد الشريف كان سبباً لفتنة بعض الناس، من وضع القبور في
    المساجد والبناء على القبور، وسبق في حلقات مضت بيان الواقع وهو أن الوليد بن عبد الملك وليس
    عبد الملك، بل الوليد في خلافته لما وسع المسجد النبوي، رأى إدخال الحجرة النبوية في المسجد
    بسبب التوسعة وأنكر ذلك عليه بعض الناس، وبعض التابعين، ولكنه رأى أن التوسعة تدعو إلى ذلك
    فلهذا أدخله وصار ذلك الإدخال فتنة لبعض الناس في البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها
    وليست العلاقة بين مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وحجرته، مثل العلاقة التي بين المساجد والقبور
    الأخرى، الفرق عظيم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دفن في بيته بيت عائشة، ودفن معه صاحباه:
    أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ولم يدفن في المسجد عليه الصلاة والسلام ولا صاحباه بل كلهم دفنوا
    في البيت، وأما القبور الأخرى غير قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فهي تدفن في المساجد
    قصداً، ويظن أهلها أن هذا قربة، وأن هذا طاعة، وربما حدث المسجد بعد ذلك، يوجد قبر ثم يبنى
    عليه مسجد، كل هذا واقع فليس هذا كهذا.

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بل في الأحاديث الصحيحة:
    لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة رضي الله عنها: يحذر ما صنعوا.
    وقال عليه الصلاة والسلام: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد
    ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك
    رواه مسلم .

    ولما قالت له عليه الصلاة والسلام أم سلمة وأم حبيبة رضي الله تعالى عنهما: إنهما رأتا في أرض
    الحبشة كنيسة، وذكرتا ما فيها من الصور، قال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح، بنوا على قبره
    مسجداً وصوروا فيه تلك الصور
    ، ثم قال عليه الصلاة والسلام: أولئك شرار الخلق عند الله فأخبر عن
    الذين يبنون على القبور مساجد، ويصورون عليها الصور، أنهم شرار الخلق؛ لأنهم فعلوا أمراً يجر الناس
    إلى الشرك، ويوقعهم في الشرك؛ لأن البناء على القبور وبناء المساجد عليها واتخاذ الصور عليها، كل
    هذا من وسائل الشرك، ولهذا حذر من ذلك النبي عليه الصلاة والسلام، وأبدى وأعاد في ذلك، والوليد
    حين أدخل الحجرة النبوية، لم يكن على باله هذا الأمر، ولم يظهر له أن الناس يشتبه عليهم الأمر
    ويعتقدون أن هذا مثل هذا، وأن إدخال الحجرة برمتها من جنس إدخال القبور في المساجد، أو من
    جنس إقامة المساجد على القبور، وليس هذا كهذا، فالحاصل أن إدخال الحجرة النبوية في المسجد
    ليس من جنس عمل الغلاة في القبور الذين بنوا عليها المساجد أو أحدثوها في المساجد هذا غير هذا.

    فإحداث القبر في المسجد أمر لا يجوز، ومنكر ووسيلة للشرك بصاحب القبر، وهكذا كون المسجد
    يبنى عليه كما فعلت بنو إسرائيل، هذا أيضاً لا يجوز ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث
    الصحيح المتفق عليه: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
    فالواجب على أهل الإسلام أينما كانوا في كل مكان ألا يبنوا على القبور مساجد، وألا يبنوا عليها قباباً
    ولا غيرها وأن يجعلوها ضاحية بارزة، كما كانت القبور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كذلك في
    البقيع وغيره ليس عليها بناء، وكما هو الحال في البقيع والحمد لله، قد أزيلت عنها المباني، وهكذا في
    مكة، المقصود أن الواجب أن تكون بارزة ظاهرة ليس عليها بناء، هذا هو الواجب ولا يبنى عليها قباب
    ولا مساجد ولا غير ذلك، وأما إدخال الوليد بن عبد الملك الحجرة النبوية، فكان لأجل التوسعة، وإن
    كان هذا غلطاً ينبغي أنه لم يقع، حذراً من هذه الفتنة التي وقعت لبعض الناس، لكنه رحمه الله وعفا الله
    عنا وعنه، لم يتنبه لهذا الأمر الذي حصل للناس الآن، ولعل أسباب عدم إخراجه من المسجد بعد ذلك أن كل وال يتولى المدينة يخشى أنه إن فعل ذلك أن يقام عليه الاحتجاج من الجهال وأن ينكر عليه.

    وأن يقال: أنت تبغض النبي صلى الله عليه وسلم، وأنت وأنت، فيتهم، فلهذا ترك الناس الحجرة بعدما
    أدخلت، لعل هذا هو السبب والله أعلم فيما أعتقد أن الولاة الذين تولوا الإمارة بعد الوليد، لعلهم خشوا
    إذا أخرجوا الحجرة من المسجد، أن يقال فيهم : إنهم كيت وكيت، إنهم ليسوا يحبون النبي صلى الله
    عليه وسلم، أو إنهم مقصرون في حق النبي عليه الصلاة والسلام، أو ما أشبه ذلك من الأقاويل التي
    يخشى منها، فلهذا ترك هذا الأمر ولم يخرج من المسجد، من أجل خوف قالة الناس، وفتنة الناس، في
    القيل والقال، في إخراجه من المسجد بعدما أدخل، ثم أيضاً مثل ما تقدم، ليس هذا من جنس ما يفعله
    الناس، بل هذه حجرة برمتها بيت برمته، أدخل فليس من المسجد وليس من أرض المسجد، وليس
    مدفوناً في المسجد، وليس المسجد مقاماً عليه، بل المسجد قائم مستقل، قبل إدخال الحجرة
    فالمسجد قائم، وإنما جاءت التوسعة فقط، اليسيرة التي جاءت من جهة الشرق، هذا هو الواقع فلا
    يجوز لأحد أن يحتج بهذا، على البناء على القبور أو إدخال القبور في المساجد، لا حجة له في هذا
    بل الواجب أن تكون القبور بعيدة عن المساجد، ليست في المساجد، كما تكون في أرض مستقلة وضاحية، شامسة مكشوفة ليس عليها بناء، وليس عليها مساجد، هذا الواجب على جميع المسلمين
    في كل مكان، طاعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وامتثالاً لأمره واتباعاً لسنته، وحذراً من وسائل الشرك
    ولهذا أبدى وأعاد عليه الصلاة والسلام، وأكثر في ذلك لئلا يقع الناس في الشرك، ومن ذلك ما تقدم
    في الأحاديث الصحيحة: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد

    ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ألا وإن من كان من قبلكم يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم
    مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك
    رواه مسلم في الصحيح من حديث جندب
    بن عبد الله البجلي، وهكذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح، يقول صلى الله عليه وسلم:
    قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .


    فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا ذلك، وألا يحتجوا بما فعله الوليد بن عبد الملك من إدخال
    الحجرة النبوية، فإنه أدخل بيتًا ولم يدفن في المسجد، ولم يحدث الوليد قبرًا في المسجد، وإنما أدخل
    الحجرة اجتهادًا منه للتوسعة للمسلمين، فليس هذا مثل ما أحدثه الناس، ولا ينبغي أن يقاس هذا على
    هذا، بل الواجب الحذر مما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولعن أهله الفاعلين له، ومن ذلك
    ما روى جابر بن عبد الله الأنصاري، رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه
    نهى أن تجصص القبور، وعن القعود عليها والبناء عليها.

    فالرسول نهى أن يجصص القبر، ونهى أن يقعد عليه، أو يبنى عليه، وهذا يشمل القبر والمسجد وغيرها
    فالواجب على جميع المسلمين طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وامتثال أمره والحذر مما نهى
    عنه في القبور وغيرها، فلا يبنى عليها، ولا يتخذ عليها قبة ولا مسجد ولا تجصص، كل هذا مما نهى
    عنه النبي عليه الصلاة والسلام، والمقصود من هذا كله سد الذرائع للشرك، والنهي عن وسائله؛ لأن
    الناس إذا رأوا قبرًا معظمًا بالقبة، والفراش ونحو ذلك، عظّموه بالدعاء والاستغاثة، دعوه واستغاثوا
    بصاحبه فوقع الشرك.

    فالواجب على المسلمين في أي مكان أن يتقوا الله، وأن يحذروا الدفن في المساجد، أو إقامة مسجد
    على القبر، وإن كان قبرًا عظيمًا وإن كان صاحبه صالحًا، فالأنبياء هم أصلح الناس، ولا يجوز البناء
    على قبورهم، فبقية الناس من باب أولى.


    فالواجب هو امتثال أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتقيد بما قاله عليه الصلاة والسلام
    والحذر مما نهى عنه عليه الصلاة والسلام ، والحكمة في هذا واضحة، والحكمة ظاهرة وهي سد
    الذرائع الموصلة للشرك، فإن وجود المسجد على القبر، أو وجود القبر في المسجد ، كل ذلك من
    وسائل الشرك بصاحب القبر نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، ونسأل الله أن يبصّر المسلمين
    ويمنحهم الفقه في الدين، وأن يعيذهم من أسباب الشرك، ووسائله وذرائعه .

    أما قوله: لماذا لا يعالج الخطأ الذي وقع فيه الوليد بن عبد الملك بإدخال الحجرة النبوية في المسجد
    فقد بيّنا أن أسباب ذلك أن كل دولة تخشى أنها إذا قامت بهذا الأمر، تتهم وأن يقال فيها إنها قصرت
    في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنها تبغض النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنها جاهلة
    بالإسلام، قد يتحاشون الدخول في هذا الأمر، يقولون: ما دام قد سكت من قبلنا، فنتركه، ولأن الحكمة
    في ذلك والعلة في ذلك واضحة، فإنه لم يدفن في المسجد عليه الصلاة والسلام، وإنما أُدخلت
    الحجرة برمتها، فليست هذه المسألة مثل المسائل التي وقع فيها الناس في بلدان كثيرة حيث دفنوا في
    المساجد، وأوجدوا قبورًا في المساجد، وبنوا مساجد على القبور، هذا هو الواقع، وهذا غير ما فعله
    الوليد، هذا فرق عظيم، وخوف الفتنة بين المسلمين هذا هو السبب الذي جعل الناس يتركون الأمور
    على حالها، خشية من فتنة تقوم بين الناس، بسبب ظنهم بمن أخرجه السوء، وأنه أراد بهذا تنقصًا للنبي
    - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه أو أنه أراد بذلك شيئًا آخر، قد لا يحمل على المعنى الشرعي، وقد
    يظن به خلاف ذلك، فلعل هذا السبب الذي من أجله تركته الدول السابقة، وقد يقوم حرب فكرية وغير
    فكرية من أعداء الإسلام، وقد يكون هذا من أسباب بعض الفتن، التي يوجدها بعض الناس، لأتفه
    الأسباب، وكيف هذا وهذا مما يتعلق بقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه وأكثر الخلق ليس
    عنده العلم الكافي، والبصيرة الكافية بهذه الأمور بل يعتقدون أن البناء على القبور، واتخاذ المساجد
    عليها أنه دين وقربة، بل بعضهم وكثير منهم يرى أن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات دين وقربة نسأل
    الله العافية، ولما قيل له - صلى الله عليه وسلم - في حجر إسماعيل قال: لولا أن قومك حديثو عهد
    بكفر، لنقضت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم
    فترك نقض الكعبة وإدخال الحجر فيها خوفًا من الفتنة
    عليه الصلاة والسلام فأبقاها على حالها، وهذا من جنس هذا.


    الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله

    المصدر: فتاوى نور على الدرب

    الفهرس

    2- الجواب المفصل على شبهات أهل الباطل وقولهم (نحن لا نشرك بالله بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق إلا الله)
    3- جواب مفصل على دعواهم أن من أتى بالتوحيد فإنه لا يكفر ولو فعل ما يناقضه
    4- رد على شبهة (تقبيل الحجر الأسود من الوثنية)
    5- الرد على شبهة حول حديث النزول
    6- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الأولى
    7- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الثانية
    8- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الثالثة
    9- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الرابعة
    10- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الخامسة
    11- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة السادسة
    12- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة السابعة
    13-
    من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الثامنة
    15- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة العاشرة
    16 -
    من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الحادية عشر
    17- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الثانية عشر
    18- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الثالثة عشر
    19-من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الرابعة عشر
    20- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الخامسة عشر
    21- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة السادسة عشر
    22- من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة السابعة عشر
    23-
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 28-03-2016, 07:42 PM.
    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .


  • #2
    رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ما شاء الله
    جزاك الله خيراً أخي الفاضل
    وفقك الله لكل خير
    يثبت الموضوع لأهميته
    وأرجو وضع الشبهات التالية في نفس الموضوع
    بارك الله فيك


    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


      الجواب المفصل على شبهات أهل الباطل وقولهم (نحن لا نشرك بالله بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق إلا الله)


      وأَمَّا الْجَوَابُ الْمُفصَّلُ، فَإِنَّ أعْدَاءَ اللَهِ لَهُم اعُتِرَاضَاتٌ كَثِيرَة عَلَى دِينِ الرُّسُلِ يَصُدُّونَ بِهَا النَّاسَ عَنْهُ، مِنْهَا قَوْلُهُمْ: نَحْنُ لاَ نُشْرِكُ باللَّهِ، بَلْ نَشْهَدُ أنَّهُ لا يَخْلُقُ، وَلا يَرْزُقُ، وَلاَ يَنْفَعُ، وَلا يَضُرُّ إِلاَّ اللَّهُ وَحُدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفعًا وَلاَ ضَرًّا، فَضْلاً عَنْ عَبْدِالْقَادِرِ أَوْ غَيْرِهِ، وَلكِنْ أنَا مُذْنِبٌ وَالصَّالِحُونَ لَهُمْ جَاهٌ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَطْلُبُ مِن اللَّهِ بِهِمْ. فَجَاوِبْهُ بِمَا تَقَدَّمَ، وَهُوَ أَنَّ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقِرُّونَ بِمَا ذَكَرْتَ، وَمُقِرُّونَ أَنَّ أَوْثَانَهُمْ لاَ تُدَبِّرُ شَيْئًا، وِإنَمَا أرَادُوا الْجَاهَ وَالشَّفَاعَةَ، وَاقْرَأْ عَلَيْهِ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَوَضَّحَهُ.

      فَإِنْ قَالَ: هَؤُلاَءِ الآَيَاتِ نَزَلَتْ فِيمَنْ يَعْبُدُ الأَصْنَامَ، كَيفَ تَجْعَلَونَ الصَالِحِينَ أصناماً؟ أَمْ كَيْفَ تَجْعَلُونَ الأنْبِيَاءَ أَصْنَاماً؟ فَجَاوِبْهُ بِمَا تَقَدَّمَ.

      فَإِنَّهُ إِذَا أقَرَّ أَنَّ الْكُفَارَ يَشْهَدُون بِالرُّبُوبِيَّةِ كُلِّهَا للَّهِ، وَأَنَّهُمْ مَا أرَادُوا مِمن قَصَدُوا إِلاَّ الشَّفَاعَةَ، وَلكِنْ أَرَادَ أنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ فِعْلِهِمْ وَفِعْلِهِ بِمَا ذَكَرَ.

      فَاذْكُرْ لَهُ: أنَّ الْكُفَّارَ مِنْهُمْ مَنْ يَدْعُو الصَّالحٍينَ والأَصْنَامَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَدْعُو الأَوْلِيَاءَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ) [الإسراء 57] ويَدْعُونَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ،
      وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [المائدة 75-76]
      وَاذْكُرْ له قَوْلَهُ تَعَالَى (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) [سبأ 40-41]
      وَقَوْلَهُ تَعَالَى (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَـهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) [المائدة 116]

      فَقُلْ لَهُ: أعَرَفْتَ أنَّ اللَّهَ كَفَّرَ مَنْ قَصَدَ الأَصْنَامَ، وَكَفَرَ - أَيْضاً - مَنْ قَصَدَ الصَّالِحِينَ، وَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟


      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:02 PM.
      إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

      تعليق


      • #4
        رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


        جواب مفصل على دعواهم أن من أتى بالتوحيد فإنه لا يكفر ولو فعل ما يناقضه
        فَأَمَّا حَدِيثُ أُسَامَةَ رضي الله عنه "فَإِنَّهُ قَتَلَ رَجُلًا ادَّعَى الإِسْلاَمَ بِسَبَبِ أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّهُ مَا ادَّعَى الإسلام إِلاَّ خَوْفَا عَلَى دَمِهِ وَمَالِهِ، وَالرَّجُلُ إِذَا أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ وَجَبَ الْكَفُّ عَنْهُ حَتَى يَتَبَيَّنَ مِنْهُ مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ".

        وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا) [النساء 94] أَيْ: فتَثَبَّتُوا؛ فَالآيـَةُ تَدُلُّ عَلَى أنَّهُ يَجِبُ الْكَفُّ عَنْهُ وَالتَّثَـبُّتُ، فَإِذا تَبَيَّنَ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا يُخَالِفُ الإِسْلاَمَ قُتِلَ لِقَوْلِهِ تعالى (فَتَبَيَّنُوا)؛ وَلَوْ كَانَ لاَ يُقْتَلُ إِذَا قَالَهَا لَمْ يَكُنْ لِلتَّثَـبُّتِ مَعْنًى.

        وَكَذلِكَ الْحَدِيثُ الآخَرُ وَأَمْثَالُهُ مَعْنَاهُ مَا ذَكَرْنَاه: أَنَّ مَنْ أَظْهَرَ التَّوْحِيدَ والإسلام، وَجَبَ الْكَفُّ عَنْهُ إِلاَّ أنْ يَتَبَيَّنَ مِنْهُ مَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ، وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وعَلَى آلِه وسلم هو الَّذِي قَالَ:
        (أقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟) وهُوَ الذي قال: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ) وهُوَ الَّذِي قَالَ في الْخَوَارِج: (أيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ, لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ) مَع كَوْنِهِمْ مِنْ أكْثَرِ النَّاسِ عِبَادَةً وتَهْلِيلاً وتسبيحاً؛ حَتَّى إِنَّ الصَّحَابَةَ ليَحْقِرُونَ أَنفُسَهُم عِنْدَهُمْ، والخَوَارِجُ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ مِن الصَّحَابَةِ؛ فَلَمْ تَنْفَعْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَهُ، وَلاَ كَثْرَةُ الْعِبَادَةِ، وَلاَ ادِّعَاءُ الإِسْلاَمِ لَمَّا ظَهَرَ مِنْهُمْ مِن مُخَالَفَةُ الشَّرِيعَةِ.

        وَكَذلِكَ مَا ذَكَرْنَاه مِنْ قِتَالِ الْيَهُودِ، وَقِتَالِ الصَّحَابَةِ بَنِي حَنِيفَة، وَكَذَلِكَ أرَادَ النَّبِيُ صلى الله عليه وعَلَى آلِه وسلم أنْ يَغْزُوَ بَنِي الْمُصْطَلِقْ؛ لَمَّا أَخْبَرَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ مَنَعُوا الزَّكَاةَ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات 6] وَكَانَ اَلرَّجُلُ كَاذِباً عَلَيْهِمْ.

        وكُلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مُرَادَ النَّبِيّ صلى الله عليه وعَلَى آلِه وسلم مِن الأحَادِيثِ التي احتجوا بها مَا ذَكَرْنَاه.


        يتبع ...
        التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:05 PM.
        إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

        تعليق


        • #5
          رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


          رد على شبهة (تقبيل الحجر الأسود من الوثنية)


          يدعي المستشرقون أن الإسلام أبقى على شيء من الوثنية وذلك مثل تقبيل الحجر الأسود فكيف ترد عليهم؟


          الجواب:

          ليست هذه وثنية، هذا أمر وضعه الله لنا لحكمة بالغة وليس لنا في هذا تشبه بالجاهلية ولا تعبد بالعبادة الجاهلية، والله يوجه أمره لعباده بما يشاء سبحانه وتعالى، فإذا أمرهم بشيء صار شرعاً مستقلاً ليس له تعلق بالجاهلية، فقد كان من أمور الجاهلية أمور طيبة أقرها الإسلام، وكان من أمور الجاهلية الدية مائة من الإبل وأقرها الإسلام، وكان من أمور الجاهلية القسامة وأقرها الإسلام، وكذلك تقبيل الحجر واستلامه، وهذا فيه تعظيم الله وطلب مرضاته، وليس التبرك بالحجر أو الطلب للحجر ولكنه طاعة لله في استلام الحجر والركن اليماني، والله امتحن عباده بذلك هل يطيعون أم يعصون، فإذا أمرهم الله بشيء امتثلوا، واستلام الحجر الأسود والركن اليماني أقر الله ذلك فيهم ابتلاءً وامتحاناً هل يسمعون ويطيعون، هل يمتثلون ما شرع الله لهم أم لا؛ فلهذا لما قبّل عمر رضي الله عنه الحجر الأسود قال
          (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبّلك ما قبلتك.)

          كما كان من أمر الجاهلية إكرام الضيف، وبقي في الإسلام إكرام الضيف، وكل هذا وغيره من مكارم الأخلاق التي يحبها الله وحث عليها رسوله صلى الله عليه وسلم، وجميع الخصال الطيبة من أمر الجاهلية قد بقيت في الإسلام وأقرها الإسلام.




          التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:06 PM.
          إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

          تعليق


          • #6
            رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


            الرد على شبهة حول حديث النزول

            السؤال: كيف نرد على من قال: إنكم تقولون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا بالثلث الأخير من الليل فإن ذلك يقتضي تركه العرش؛ لأن ثلث الليل الأخير ليس في وقت واحد على أهل الأرض؟


            الجواب: هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو القائل عليه الصلاة والسلام:
            ((ينزل ربنا تبارك وتعالي إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقي ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر))[1] متفق على صحته، وقد بين العلماء أنه نزول يليق بالله وليس مثل نزولنا، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى فهو ينزل كما يشاء، ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق به جل جلاله، والثلث يختلف في أنحاء الدنيا وهذا شيء يختص به تعالى لا يشابه خلقه في شيء من صفاته؛ كما قال سبحانه: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"[2]، وقال جل وعلا: "يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا"[3]؛ وقال عز وجل في آية الكرسي: "وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ"[4]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهو سبحانه أعلم بكيفية نزوله، فعلينا أن نثبت النزول على الوجه الذي يليق بالله، ومع كونه استوى على العرش، فهو ينزل كما يليق به عز وجل ليس كنزولنا، إذا نزل فلان من السطح خلا منه السطح، وإذا نزل من السيارة خلت منه السيارة فهذا قياس فاسد له؛ لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه، ولا يشبه خلقه في شيء من صفاته. كما أننا نقول استوى على العرش على الوجه الذي يليق به سبحانه، ولا نعلم كيفية استوائه، فلا نشبهه بالخلق ولا نمثله، وإنما نقول استوى استواء يليق بجلاله وعظمته، ولما خاض المتكلمون في هذا المقام بغير حق حصل لهم بذلك حيرة عظيمة حتى آل بهم الكلام إلى إنكار الله بالكلية، حتى قالوا: لا داخل العالم ولا خارج العالم، ولا كذا ولا كذا، حتى وصفوه بصفات معناها العدم وإنكار وجوده سبحانه بالكلية، ولهذا ذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل السنة والجماعة تبعاً لهم فأقروا بما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة، وقالوا لا يعلم كيفية صفاته إلا هو سبحانه، ومن هذا ما قاله مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) يعني عن الكيفية، ومثل ذلك ما يروى عن أم سلمة رضي الله عنها عن ربيعه بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمهما الله: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان بذلك واجب)،

            ومن التزم بهذا الأمر سلم من شبهات كثيرة ومن اعتقادات لأهل الباطل كثيرة عديدة، وحسبنا أن نثبت ما جاء في النصوص وأن لا نزيد على ذلك، وهكذا نقول يسمع ويتكلم ويبصر، ويغضب ويرضى على وجه يليق به سبحانه، ولا يعلم كيفية صفاته إلا هو، وهذا هو طريق السلامة وطريق النجاة، وطريق العلم وهو مذهب السلف الصالح، وهو المذهب الأسلم والأعلم والأحكم، وبذلك يسلم المؤمن من شبهات المشبهين، وضلالات المضللين، ويعتصم بالسنة والكتاب المبين، ويرد علم الكيفية إلى ربه سبحانه وتعالى، والله سبحانه ولي التوفيق.


            المصدر:
            موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله


            [1] رواه البخاري في الجمعة برقم 1077 وفي الدعوات برقم 5846 وفي التوحيد برقم 6940، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها برقم 1261 و 1262، وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 7275.
            [2] سورة الشورى الآية 11.
            [3] سورة طه الآية 110.
            [4] سورة البقرة الآية 255.
            التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:08 PM.
            إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

            تعليق


            • #7
              رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


              من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الأولى


              قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)﴿المائدة: ٣٥﴾
              يقول الزهاوي : ( لنا على جواز التوسل والاستغاثة دلائل : منها قوله تعالى : (
              يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) إلى أن قال : ( بل ظاهر الآية تخصيصها الذوات )
              الجواب : يقال لهم الآية حجة عليكم لا لكم ، ذلك أن المراد بالوسيلة فيها : هي : التقرب إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه.
              يقول ابن كـثير في تفسير هذه الآية : (يقول سبحانه وتعالى آمرا عباده المؤمنين بتقواه وهـي إذا قـرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات ، وقد قال بعدها : (
              وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) قـال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس : أي القربة . وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد . وقال قتادة : أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ، وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه) .

              وقـال ابن جرير : (
              وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) : واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل) ثم روى عن مجموعة منهم أبو وائل وعطاء ، وقتادة ، ومجاهد ، وعبد الله بن كثير كلهم يقولون بهذا القول .
              فـإذا كـان المـراد بالوسيلة في الآيـة : هـي الـتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة ، فالآية حجة في إثبات شرعية التوسل بالأعمال الصالحة لا ما زعمتم من التوسل بالذوات ونحوها .



              المصدر:
              التوسل المشروع والممنوع لعواد بن عبدالله المعتق.
              التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:10 PM.
              إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

              تعليق


              • #8
                رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


                من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الثانية

                الشبهة الثانية : قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)سورة الإسراء ﴿٥٦﴾ ﴿٥٧﴾
                يقول الزهاوي في معرض استدلاله بهذه الآية : ( إن الكفار يعبدون الأنبياء والملائكة على أنهم أرباب ، فيقول الله لهم : أولئك الذيـن تعبدونهم هـم يتوسـلون إلى الله بمن هـو أقـرب ، فكيـف تجعلونهم أربابا وهـم عبيد مفتقرون إلى ربهم متوسلون إليه بمن هو أعلى مقاما منهم ) الجواب : يقـال لهـم استدلالكـم بـاطل ، ذلك أن المـراد بالوسيلة التي أخـبر الله بأن الذين يدعوهم المشركون أربابا يبتغونها إليه ؛ لأنهم أهل الإيمان به هي- كما قـال شيخ الإسلام ما يتقرب به إلى الله من الواجبات والمستحبات ، فهي قربة بطاعة أمر الله بها عباده .

                قال الشوكاني : ( ولا خلاف في يبتغون أنها بالتحية والوسيلة القربة بالطاعة والعبادة ) .
                وقال الشنقيطي في تفسير هذه الآية : ( وقد قدمنا في سورة المائدة أن المراد بالوسيلة في هذه الآية الكـريمة وفي آية المائدة هو التقرب إلى الله بالعمل الصالح ) .
                وعليه فإنها لا تشمل شيئا من التوسل الممنوع ، إذ لم يأمر به الله يؤكـد ذلك أنه لم يعمل به الصحابة ومن أتى بعدهم من القرون المفضلة الذين هم أعلم هذه الأمة بكتاب الله ، ولو كان في هذه أو غير دلالـة عليه لعملوا ، به أيضل عنه الصحابة ويهتدي إليه هؤلاء المتأخرون ؟
                إضافة إلى ما ذكرت فإن طائفة من المشركيـن كانوا يدعون الملائكة والأنبياء ، وقيل يدعون الجن فأنزل الله هاتين الآيتين إنكارا عليهم ذلك ، لذا فهما تتضمنان النهي عن دعاء غير الله . والآية الأولى كما قال شيخ الإسلام قصد بها بالتعميم لكل ما يدعى من دون الله ، فكل من دعى ميتا أو غائبا من الأنبياء أو الصالحين سواء كان بلفظ الاستغاثة أو غيرها فقد تناولته هذه الآية كما تتناول من دعى الملائكة والجن ، إذ أنه شرك أو ذريعة إلى الشرك .
                وعليه فـإن من توسل بدعاء ميت فإن هذا النهي يتناوله إذ فيه دعاء لغير الله وهو دعاء الميت وذلك ذريعة إلى الشرك .
                يقول شيخ الإسلام في تعليقه على هذه الآية : ( قال طائفة من السلف كـان أقـوام يدعون الملائكـة والأنبياء فقال الله تعالى : هؤلاء الذين تدعونهم هم عبادي كما أنتم عبادي ، يرجون رحمتي كما ترجون رحمتي ، ويخافون عذابي كما تخافون عذابي ، ويتقربون إلي كما تتقربون إلي ، فنهى سبحانه عن دعاء الملائكة والأنبياء ؛ لأن ذلك ذريعة إلى الشرك بهم بخلاف الطلب من أحدهم في حياته فإنه لا يفضي إلى الشرك ) .
                وقال أيضا بعد أن ذكر هذه الآية : ( ومثل هذا كثير في القرآن ينهى أن يدعـى غـير الله لا من الملائكـة ولا الأنبياء ولا غيرهـم فـإن هـذا شرك أو ذريعة إلى الشرك بخلاف ما يطلب من أحدهم في حياته من الدعاء والشفاعة فإنه لا يفضي إلى ذلك ) وقـال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في تعليقه على هذه الآية :
                (وأما ادعاء المنحرفين عن الإيمان من أن الوسيلة هي التوسل إلى الله تعالى بالأنبياء والصـالحين فهذا باطل يناقض ما ذكره الله تعالى في أول الآية من تهديد من دعاهم وإنكاره عليهم دعوتهم )
                مما ذكـر اتضـح أن الآيتين إنما تدلان على التقرب إلى الله بالعمل الصالح وهو توسل مشروع كما تدلان على النهي عن التوسل بدعاء الميت وهو من أنواع التوسل الممنوع وعليه فالآيتان حجة عليهم لا لهم .



                المصدر:التوسل المشروع والممنوع لعواد بن عبدالله المعتق.
                التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:12 PM.
                إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

                تعليق


                • #9
                  رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


                  من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الثالثة


                  الشبهة الثالثة : قولـه تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
                  يقـول الزهاوي - بعد أن ذكـر هذه الآية مستدلا بها : (فقد علق الله تعالى قبول استغفارهم باستغفاره عليه الصلاة والسلام وفي ذلك صريح دلالة على جواز التوسل به صلى الله عليه وسلم) .
                  الجواب : يقال لهم : استدلالكم خاطئ ، فالآية إنما ترشد إلى توسل مشروع وهو التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم حال حياته .
                  يدل على ذلك ما يلي :

                  أولا : قولـه : (
                  جَاءُوكَ)
                  فـإن المجـيء إلى الرجل ليس معناه إلا المجيء إلى عـين الرجل ، أما المجيء إلى قبره فإنه ليس من أفراد المجيء إلى الرجل لا لغة ولا شرعا ولا عرفا ، ولا يفهم من هذا اللفظ - بحسب اللغة والعرف- إلا المجيء إليه في حياته الدنيوية المعهودة ، ولذا لم يفهم من هذه الآية أحد من السلف والخلف إلا المجيء إليه في حياته ليستغفر لهم

                  ثانيا : قوله : (
                  وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) .
                  واستغفاره صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا في حياته ذلك أن الاستغفار كغيره من الأعمال ينقطع بعد الموت لانقطاع التكليف عنه قال صلى الله عليه وسلم :
                  (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) . ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشمله الحديث لأنه من الإنسان .
                  ثالثا : أنه لو كـان استغفاره صلى الله عليه وسلم لمن جاءه مستغفرا بعد موته مشروعا لأمر به أمته ورغبهم فيه ولكان الصحابة وتابعوهم بإحسان أرغب شـيء فيه وأسبق إليه ، فهم أحرص هذه الأمة على الالتزام بأمر الله سبحانه وأشدهم تعظيما لنبيها ومعرفة لقدرته ، ولكـن شيئا من ذلك لم يحصل إذ لم ينقل عن أحد منهم قـط بنوع من أنواع الأسانيد أنه جاء إلى قبره ليستغفر له ولا شكا إليه ولا سأله ، كل ذلك يؤكد أنها خاصة في حياته .
                  قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومنهم من يتأول قوله تعالى : (
                  وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) . ويقولون : إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين فإن أحدا منهم لم يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئا ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم) .

                  وقـال الشيخ ابن سعدي في تفسير هذه الآية : ( وهذا المجـيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مختص بحياته؛ لأن السياق يدل على ذلك لكون الاستغفار من الرسول لا يكون إلا في حياته ، وأما بعد موته فإنه لا يطلب منه شيء بل ذلك شرك) وقال ابن عبد الهادي الحنبلي : ( وأما دلالتها على المجيء إليه في قـبره بعد موته فقد عرف بطلانه ) .
                  ممـا ذكـر اتضح أن الآية لا تدل على المجيء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وطلب الاستغفار والشفاعة منه أو التوسل بذاته وإنما تـدل على توسل مشروع وهو التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم حال حياته .

                  المصدر:
                  التوسل المشروع والممنوع لعواد بن عبدالله المعتق.
                  التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:13 PM.
                  إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

                  تعليق


                  • #10
                    رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


                    من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الرابعة


                    الشبهة الرابعة : قوله تعالى : (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)

                    وجه الدلالة : قالوا في هذه الآية وعد للمصدقين وهم الأولياء بأن لهـم ما يشاءون عند ربهم ، فيدخل في ما يشاءونه من الله تلبية من توسل بهم من العباد .
                    يقول محمد الفقي : ( وكيف لا يستعان بمن هذه صفتهم ولا يطلب العون ممن هذا حالهم ، وقد قال تعالى : (
                    لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) .

                    الجواب : يقال لهم : أولا : لنقرأ الآية التي قبلها والتي بعدها ، وماذا قيل فيها ؟
                    يقول سبحانه وتعالى : (
                    وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)

                    قيل : الآية خاصة (
                    وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ) : قيل هو جبريل ، وقيل محمد ، والذي صدق به : قيل محمد صلى الله عليه وسلم وقيل أبو بكر ، وقيل المؤمنون ، وقال النخعي : (الذي جاء بالصدق وصدق به هم المؤمنون الذي يجيئون بالقرآن يوم القيامة)

                    وقيل : هـي عامة عني بها كل من دعا إلى توحيد الله وتصديق رسوله والعمل بما ابتعث به رسوله صلى الله عليه وسلم وهو ما اختاره كثير من المفسرين ، كابن جرير ، وابن سعدي والشوكاني .
                    فيكـون المراد من الآية أن كل من آمن بالله وعمل صالحا فله ما يشـاء عند ربه ، وعليه فهي ليست خاصة سماعة بعينهم ، كما يزعمون .

                    ثانيا : المراد بقوله : (
                    لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ) في الآخرة لا في الدنيا .
                    بدليل قوله : (
                    عِنْدَ رَبِّهِمْ) .
                    يقول ابن جرير : ( لهم عند ربهم يوم القيامة ) ، وبدليل قوله تعالى : (
                    تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) .
                    وعليه فإن تلبية من توسل بهم لا تدخل في ما يشاءونه ؛ لأنها من أمور الدنيا .

                    ثالثا : على فرض دخول الأمور الدنيوية في ما يشاءونه فإن هؤلاء المحسنين كانوا يدعون إلى توحيد الله والعمل بما يرضيه ، ولذلـك وصفهم بالمتقين ، وهم الذين اتقوا الله بتوحيده والبراءة من الأوثان والأنداد وأداء الفرائض واجتناب المعاصـي ومن كان كذلك فلن يشاء الشرك أو شيئا من وسائله ، وبذلك يتضح بطلان استدلالهم بالآية .


                    المصدر: التوسل المشروع والممنوع لعواد بن عبدالله المعتق.
                    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:16 PM.
                    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


                      من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الخامسة
                      الشبهة الخامسة : استدلوا بقوله تعالى : (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)
                      وقوله تعالى: (
                      وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) قالوا : الآيتان تفيدان أن الأولياء أحياء بعد قتلهم وما داموا كذلك فيجوز نداؤهم والتوسل بهم كالأحياء في الدنيا
                      يقول محمد الفقي : (وحيث ثبتت حياة المتوفى في البرزخ بما أوردناه وبقوله تعالى : (
                      وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) جاز طلب العون منهم )

                      الجواب : يقال لهم هاتان الآيتان نزلتا في حق الشهداء :
                      فالآية الأولى : توجيه للمؤمنين أن لا يقولـوا لمـن يقتل في سبيل الله هو ميت ، فإن الميت من سلب حياته وأعد حواسه فلا يلتذ لـذة ولا يدرك نعيما ، أما من قتل في سبيل الله فإنهم في حياة ونعيم فرحين بما آتاهم الله من فضله .
                      والآية الثانية : إخـبار من الله تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار كما جاء في صحيح مسلم عن مسروق قال:
                      (سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية فقال : أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل) " الحديـث وعليه فالآيتان إنما تفيدان أن الشهداء أحياء بعد قتلهم حياة بـرزخية لا يعلم كنهها إلا الله سبحانه لا تقاس بالحياة الدنيا ولا تعطى أحكامها .
                      بل إن فيما زعمتم مصادمة لكتاب الله ؛ لأن الله يقول (
                      وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) فلم يجعلهما الله سواء بل فرق بين الأحياء والأموات وإذا لم يكونوا سواء فإنه يبطل قياس حياة الأموات على حياه الأحياء ، وعليه فتبطل هذه الشبهة .


                      المصدر: التوسل المشروع والممنوع لعواد بن عبدالله المعتق.
                      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:21 PM.
                      إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

                      تعليق


                      • #12
                        رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )

                        ما شاء الله
                        جزاك الله خيراً أخي الفاضل
                        وفقك الله لكل خير

                        قال الحسن البصري - رحمه الله :
                        استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                        [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                        تعليق


                        • #13
                          رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )

                          وفيك بارك الله أخي أبو ساجد
                          إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

                          تعليق


                          • #14
                            رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )


                            من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة السادسة


                            ثانيا : شبهاتهم فيما استدلوا به من السنة ، ومن أقوال وأفعال الصحابة والتابعين .
                            وهى : إما استشهاد في غير محله ، أو حديث أو أثر ضعيف أو موضوع منها ما يلي

                            حديـث استسـقاء عمر بالعباس الذي مر ذكـره في أدلة أهل السنة على مشروعية التوسل بدعاء الصالح الحي ، وهو ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
                            كـان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، قال : فيسقون) .
                            وجه استدلالهم : قالوا : ورد في الحديث
                            " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا " .
                            قالوا : المراد بعـم نبينا ، أي: بجاهه ، فهم فهموا أن توسله بالعباس كأنه مجرد ذكر منه للعباس في دعائه ، وطلب منه لله أن يسقيهم من أجله وقـد أقره الصحابة على ذلك ، فأفاد بزعمهم ما يدعون .
                            وعللوا : عدول عمر رضي الله عنه عن التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بالعباس صلى الله عليه وسلم- لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل
                            يقول أحمد دحلان بعد أن أورد هذا الحديث مستدلا به : ( وإنمـا خـص عمر العباس من دون سائر الصحابة رضي الله عنهم لإظهار شرف أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل ) .
                            ومثل ذلك قال محمد الفقي بعد أن أورده مستدلا به .

                            الجواب : يقال لهم : استدلالكم خاطئ فإن عمر رضي الله عنه والصحابة إنما توسلوا بدعاء العباس ، ويدل على ذلك أمور منها :
                            1 - أن عمر صرح بأنهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، وفي هذه الحادثة بالعباس .
                            ومما لا شك فيه أن التوسلين من نوع واحد وإذا تبين للقارئ - مما يأتي- أن توسلهم به صلى الله عليه وسلم إنما كان بدعائه ، فتكون النتيجة أن توسلهم بالعباس إنما هو توسل بدعائه ، ومما يؤكد أن توسلهم به صلى الله عليه وسلم في حياته إنما كان بدعائه صريح رواية الإسماعيلي في مستخرجه على الصحيح لهذا الحديث بلفظ :
                            كانوا إذا قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استسقوا به فيستسقي لهـم فيسـقون ، فـلما كـان في إمـارة عمـر فذكـر الحديث فقولـه : (فيستسقي لهم) صريح في أنه صلى الله عليه وسلم كان يطلب لهم السقيا من الله تعالى ، وهذا هو التوسل بدعائه ، كذلك حديث الأعرابي الذي دخل المسجد والرسول صلى الله عليه وسلم يخطب وشكا له الجدب ونحوهما ، كل ذلك يدل على أن توسلهم به صلى الله عليه وسلم في حياته إنما كان بدعائه .

                            2 - مـا ورد في بعـض روايات هذا الحديث الصحيحة أن العباس لما استسقى به عمر دعا . يقول ابن حجر في الفتح : (وقد بين الزبير بن بكـار في الأنساب صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة والوقت الذي وقع فيه ذلك ، فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال :
                            ( اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة ، وهـذه أيدينا إليك بـالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث ) .
                            هذه الرواية تدل على أنهم توسلوا بدعاء العباس لا بذاته ، إذ لو كـان التوسل بذاته أو جاهه لما كان هناك حاجة ليقوم العباس فيدعو بعد عمر بهذا الدعاء .

                            3 - لو كان توسلهم بالعباس - بذاته أو جاهه- لما عدلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى العباس ؛ إذ ذاته صلى الله عليه وسلم أفضل وجاهه أعظم من جاه العباس ، لكن لما كان بدعائه والرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكـن أن يدعـو لهـم لوفاته عدلوا إلى حي فاضل ، فاختاروا العباس لفضله رضي الله عنهم

                            قـال ابن تيمية :
                            (ودعاء أمـير المؤمنين عمر بن الخطاب في الاستسقاء المشهور بـين المهاجرين والأنصار وقوله : " اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا " يدل على أن التوسل المشروع عنهم هو التوسل بدعائه وشفاعته لا السؤال بذاته إذ لو كان هذا مشـروعا لم يعدل عمـر والمهاجـرون والأنصـار عن السـؤال بالرسول إلى السؤال بالعباس ) .
                            كل ما ذكـرنا يـدل دلالة واضحة على أن توسل الصحابة بالعباس إنما كان بدعائه .

                            وأما قولهـم : أن عمر رضـي الله عنه ، عدل عن التوسل بالرسـول صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بالعباس ، لبيان جـواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل .
                            فنقول : كلام مردود من وجوه ، منها :
                            الأول : أنه ليس من المعقول أن الصحابة يقرون عمر على ترك التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم- لو كان ممكنا- إلى التوسل بعمـه ، ولن يقبل العباس أن يتركوا التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم- لو كـان ممكنا- إلى التوسل به إذ في ذلك ترك للسنة المشروعة وعدول عن الأفضل ، أضف إلى ذلك أنهم رضي الله عنهم يعرفون قدر نبيهم صلى الله عليه وسلم ومكانته وفضله معرفة لا يدانيهـم فيها أحـد ، فـلن يؤثروا عليه أحـدا لو كان ممكنا لأي سبب من الأسباب .

                            الثاني : أن سؤال الله بأضعف السببين إنما يكون في وقت الرخاء ، أما في وقت الشدة فالناس أحرص على أكـبر وسيلة لزوالها ، وعام الرمادة معلوم ما أصاب المسلمين فيه من شدة .

                            الثالث : لنفرض أن الـذي حمـل عمـر على تـرك التوسـل بالرسـول صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بعمه ما زعموه ، فـما الـذي حمل معاويـة والضحاك بن قيس عندما توسلا بيزيد بن الأسـود الجرشي ، وأيضـا لو كان الأمر كذلك لفعل عمر ذلك مرة واحدة ولما استمر عليه كلما استسقى بدليل ما ورد في هذا الحديث من قوله :
                            ( إن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ) فإن في هذا إشارة إلى تكرار استسقاء عمر بالعباس كل ما ذكـرت يؤكـد بطلان استدلالهم بهذا الحديث على التوسل بالجاه أو غيره من التوسل الممنوع

                            المصدر: التوسل المشروع والممنوع لعواد بن عبدالله المعتق.
                            التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-03-2016, 03:24 PM.
                            إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي .

                            تعليق


                            • #15
                              رد: شبهات فى التوحيد ( كل يوم كشف شبهة )

                              جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                              اﻻخ الفاضل هل بامكانكم اﻻنضمام لفريق متابعين قسم العقيدة ان امكنكم ارجوا الدخول هنا وتقديم طلب
                              https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=265667

                              اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                              تعليق

                              يعمل...
                              X