السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الخَواءُ العقدي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :
فإن العقيدة (روح) تُنفخ في كثافة البدن، و (نور) يسري في ظلمات القلب، فيصبح للحياة معنى، وغاية، وثمرة.
وحين تُفقد العقيدة أو تضعف، تظهر أعراض الموات، أو المرض، فتستحيل الحياة بهيميةً، شقيةً، نكِدة. قال تعالى :
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف/179] .
هكذا تتعطل الحواس عن أدائها الصحيح، وتضيع في العماء، والخواء.
وفي هذا العصر الذي اكتنفت البشرية سحب الشهوات، والشبهات، والغفلات، وأصاب لفحها بعض مسلمة الوراثة
بتنا نرى، ونسمع، أموراً لا عهد لأهل الإسلام بها، نبتت كما تنبت الفطريات في الماء الآسن، وربما ظن أهلها ألا
شأن لها بأمر الإيمان والاعتقاد. والواقع أنها أثر، وعرض لمرض (الخواء العقدي) و(التصحر الروحي)، وفقد الصلة
بالله العظيم. وكان أشد فئات المجتمع تأثراً بها، الناشئة من فتيان، وفتيات، ممن خضعوا لتأثير مكثف، وتلويث مخ
لا غسيل مخ، من الآلة الإعلامية الغربية، والشرقية، عبر مختلف الوسائط؛ من فضائيات، ومواقع انترنت، وغيرها.
ومن تلك المظاهر :
1- الولع بالاتجاهات الفكرية، والفلسفية، والأدبية، المنافية لحقيقة الإسلام، وأصل الدين؛ من علمانيةٍ، وليبرالية، وحداثةٍ وغيرها، وحسبانها مسالك موازية للتدين الشخصي، لا تتنافى مع رسومه، ولا تتعارض مع مقاصده.
2- التعلق بالأوهام الحديثة التي تقذف بها آلة الظن، والكهانة المعاصرة، تحت أسماء مزخرفة، مثل (الطاقة الكونية) و(قوة الجذب)، بل وبعض صور (البرمجة اللغوية العصبية) الخ ، فتستهوي أصحاب العقول الضعيفة
وتجرجرهم في ظلمات الظن، والتخمين، وإثبات أسبابٍ لم ينصبها الله أسباباً؛ لا حساً، ولا شرعاً. حتى باتت رفوف
المكتبات تجيش بهذا اللون من الكتب العبثية، التي تتلاعب بعقول الناس، وتبيعهم الوهم صِرفاً. ثم لا يشعر كثير
من هؤلاء، أن الأمر يتصل بأمر الاعتقاد، أو يدانيه.
3- الانخراط في الجماعات ذات الطقوس الغريبة، والممارسات المريبة؛ كجماعات (الإيمو) التي تستغل
(الحرمان العاطفي) و (فقر المشاعر) لدى المراهقين، والمراهقات، لتستدرجهم إلى ما يشبه عبادة الشيطان
من حيث يعلمون، أولا يعلمون، فيتزيَّون
بأزياء منكرة، ويتكلمون بلغة تنبو على السمع، وتفضي إلى الكفر، دون أن يشعر من حولهم بأن ذلك يمس جناب العقيدة، ويهدم بنيانها.
4- الانغماس في الشذوذ الجنسي، ومناقضة الفطرة السوية، وانتماء بعض الفتيان، علانيةً، إلى فئة
(الجنس الثالث) من المخنثين وانتماء بعض الفتيات، علانيةً، إلى فئة (الجنس الرابع) من المسترجلات
أو من يُسمَّين، بالرطانة (البويات). وقد يتوهم بعض المراقبين، ألا صلة لذلك بأمر الاعتقاد، وأنه لا يعدو أن
يكون انحرافاً سلوكياً.
إن هذه الممارسات، والانتماءات، جميعها، لتكشف عن (قصور) بالغ في فهم حقيقة الدين، لدى كثير من
المنتسبين إليه وتكشف عن (تقصير) بالغ لدى حملة العلم والعقيدة، في بيانه للناس، وكشف ما ينافيه.
إن على الراسخين في العلم والإيمان، والمتخصصين في علوم العقيدة، أن يعيدوا النظر في اهتماماتهم، ويرتبوا
أولوياتهم ويتنبهوا للخطر الداهم الذي يجتاح الجيل الجديد، ولا يضيعوا أوقاتهم في استحياء رفات صراعات
تاريخية، أو تحقيقات تراثية تجاوزها الزمن. على حملة العقيدة أن يرتقوا إلى أفق العقيدة، ويبصروا المشهد الواقعي
بمختلف تجاذباته، لكي تكون جهودهم في محلها، وتؤتي أكلها، وتحمي الأمة، وتصون بيضتها.ونحن على ثقة
مطلقة، من أن جميع هذه المظاهر السلبية ما كانت لتطل برأسها، وترفع عقيرتها، إلا في غياب الطرح الواعي
والمعالجة المستنيرة، والاستدلال بالنص المعصوم
والعقل السليم، والفطرة السوية. و( إذا جاء نهر الله، بطل نهر معقل )
المصدر
الخَواءُ العقدي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :
فإن العقيدة (روح) تُنفخ في كثافة البدن، و (نور) يسري في ظلمات القلب، فيصبح للحياة معنى، وغاية، وثمرة.
وحين تُفقد العقيدة أو تضعف، تظهر أعراض الموات، أو المرض، فتستحيل الحياة بهيميةً، شقيةً، نكِدة. قال تعالى :
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف/179] .
هكذا تتعطل الحواس عن أدائها الصحيح، وتضيع في العماء، والخواء.
وفي هذا العصر الذي اكتنفت البشرية سحب الشهوات، والشبهات، والغفلات، وأصاب لفحها بعض مسلمة الوراثة
بتنا نرى، ونسمع، أموراً لا عهد لأهل الإسلام بها، نبتت كما تنبت الفطريات في الماء الآسن، وربما ظن أهلها ألا
شأن لها بأمر الإيمان والاعتقاد. والواقع أنها أثر، وعرض لمرض (الخواء العقدي) و(التصحر الروحي)، وفقد الصلة
بالله العظيم. وكان أشد فئات المجتمع تأثراً بها، الناشئة من فتيان، وفتيات، ممن خضعوا لتأثير مكثف، وتلويث مخ
لا غسيل مخ، من الآلة الإعلامية الغربية، والشرقية، عبر مختلف الوسائط؛ من فضائيات، ومواقع انترنت، وغيرها.
ومن تلك المظاهر :
1- الولع بالاتجاهات الفكرية، والفلسفية، والأدبية، المنافية لحقيقة الإسلام، وأصل الدين؛ من علمانيةٍ، وليبرالية، وحداثةٍ وغيرها، وحسبانها مسالك موازية للتدين الشخصي، لا تتنافى مع رسومه، ولا تتعارض مع مقاصده.
2- التعلق بالأوهام الحديثة التي تقذف بها آلة الظن، والكهانة المعاصرة، تحت أسماء مزخرفة، مثل (الطاقة الكونية) و(قوة الجذب)، بل وبعض صور (البرمجة اللغوية العصبية) الخ ، فتستهوي أصحاب العقول الضعيفة
وتجرجرهم في ظلمات الظن، والتخمين، وإثبات أسبابٍ لم ينصبها الله أسباباً؛ لا حساً، ولا شرعاً. حتى باتت رفوف
المكتبات تجيش بهذا اللون من الكتب العبثية، التي تتلاعب بعقول الناس، وتبيعهم الوهم صِرفاً. ثم لا يشعر كثير
من هؤلاء، أن الأمر يتصل بأمر الاعتقاد، أو يدانيه.
3- الانخراط في الجماعات ذات الطقوس الغريبة، والممارسات المريبة؛ كجماعات (الإيمو) التي تستغل
(الحرمان العاطفي) و (فقر المشاعر) لدى المراهقين، والمراهقات، لتستدرجهم إلى ما يشبه عبادة الشيطان
من حيث يعلمون، أولا يعلمون، فيتزيَّون
بأزياء منكرة، ويتكلمون بلغة تنبو على السمع، وتفضي إلى الكفر، دون أن يشعر من حولهم بأن ذلك يمس جناب العقيدة، ويهدم بنيانها.
4- الانغماس في الشذوذ الجنسي، ومناقضة الفطرة السوية، وانتماء بعض الفتيان، علانيةً، إلى فئة
(الجنس الثالث) من المخنثين وانتماء بعض الفتيات، علانيةً، إلى فئة (الجنس الرابع) من المسترجلات
أو من يُسمَّين، بالرطانة (البويات). وقد يتوهم بعض المراقبين، ألا صلة لذلك بأمر الاعتقاد، وأنه لا يعدو أن
يكون انحرافاً سلوكياً.
إن هذه الممارسات، والانتماءات، جميعها، لتكشف عن (قصور) بالغ في فهم حقيقة الدين، لدى كثير من
المنتسبين إليه وتكشف عن (تقصير) بالغ لدى حملة العلم والعقيدة، في بيانه للناس، وكشف ما ينافيه.
إن على الراسخين في العلم والإيمان، والمتخصصين في علوم العقيدة، أن يعيدوا النظر في اهتماماتهم، ويرتبوا
أولوياتهم ويتنبهوا للخطر الداهم الذي يجتاح الجيل الجديد، ولا يضيعوا أوقاتهم في استحياء رفات صراعات
تاريخية، أو تحقيقات تراثية تجاوزها الزمن. على حملة العقيدة أن يرتقوا إلى أفق العقيدة، ويبصروا المشهد الواقعي
بمختلف تجاذباته، لكي تكون جهودهم في محلها، وتؤتي أكلها، وتحمي الأمة، وتصون بيضتها.ونحن على ثقة
مطلقة، من أن جميع هذه المظاهر السلبية ما كانت لتطل برأسها، وترفع عقيرتها، إلا في غياب الطرح الواعي
والمعالجة المستنيرة، والاستدلال بالنص المعصوم
والعقل السليم، والفطرة السوية. و( إذا جاء نهر الله، بطل نهر معقل )
المصدر
تعليق