السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم يمكن رؤية الله...
ولكن في القيامة بإذنه تعالى
وهو المزيد في قوله تعالى
{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }،
كما فسرها النبي
– صلى الله عليه وسلم –
نعم يمكن رؤية الله...
ولكن في القيامة بإذنه تعالى
وهو المزيد في قوله تعالى
{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }،
كما فسرها النبي
– صلى الله عليه وسلم –
قال شيخُ شيخِنا (ابن عثيمين – رحمه الله -) في تفسيره على سورة البقرة
في قوله تعالى {ولدينا مزيد } "يعني نعطيهم فوق ما يشتهون ويتمنون. ومن الزيادة النظر إلى وجه الله - عز وجل –
ولهذا استدل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله –
وغيره من أهل العلم بهذه الآية على إثبات رؤية الله - عز وجل –
وقال: إن هذه الآية: {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد }.
كقوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }،
نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم، وأن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم.
قلت (أبو أنس): أما في الدنيا فمذهب أهل السنة أن لا رؤية في الدنيا لأحد ثابتة.و هم وسط بين طرفي نقيض
قال شيخنا (أبو عبد الله مصطفى العدوي – حفظه الله -):
لقد سأل موسى الكليم عليه الصلاة والسلام ربه الرؤية، فقال الله عز وجل: { لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا } [الأعراف:143] فرؤية الله عز وجل في الدنيا مستحيلة.
قلت(أبو انس):
وسؤال موسى النبي الرسول كليم الله ربَّه الرؤية دليل على أن الله لا يُرى في الدنيا وإجابة الله تعالى سؤال موسى عليه السلام من أعظم الأدلة على ذلك،
قال :{ لَنْ تَرَانِي } نفي مؤبد لكونه في الدنيا والله تعالى أعلم
وأما مذهب أهل البدع و الشطح والنطح (أصحاب الطرق والكباري ) فيدعون جواز ذلك وأعظموا على الله الفرية - هداهم الله -.
وهم يلبسون على الناس بشبهٍ ليس لهم دليل فيها وهم كعادتهم غير مؤتمنين على الأدلة كديْدن أهل البدع،
قال تعالى:( ... فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ... )[سورة آل عمران: 7].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتَ الذين يتَّبِعُون ما تشابه منه فأولئك الذين سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ" واللفظ للبخاري
(البخاري في صحيحه برقم (4547) ومسلم برقم (2665) وأبو داود في السنن برقم (4598).
قلت:(أبو أنس)
يا الله !!!
إنهم يتبعون
(وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)
عياذا بالله،
ولكن الجهل قتل صاحبه
ومن أفتى بغير علم ذُبح بغير سكين.
فلما اتبعوا الهدى بغير دليل ضلوا وأضلوا
(وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)،
وقد يدعون أنهم يريدون الخير
و لكن هيهات هيهات
فأقوالهم و (أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
ورُب مُريد للخير لا يبلغه،
نسأل الله السلامة،
فصل في من يَرى الله يوم القيامة؟
(اللهم اجعلنا منهم)
قلت (أبو أنس):
ومذهب أهل السنة ثبتنا الله على هداهم ـ أن الرؤية ثابتة لأهل الجنة فقط وهذا من أعظم النعيم، وأما أهل النار المخلدين فيها فلا رؤية لهم وهذا من أعظم العذاب.
قال العلامة (ابن عثيمين)رحمه الله في تفسير سور المطففين:
قال تعالى{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} أي حقًّا إنهم عن ربهم لمحجوبون، وذلك في يوم القيامة فإنهم يحجبون عن رؤية الله عز وجل كما حُجبوا عن رؤية شريعته وآياته فرأوا أنها أساطير الأولين.
وبهذه الآية استدل أهل السنة والجماعة على ثبوت رؤية الله عز وجل،
ووجه الدلالة ظاهر
فإنه ما حجب هؤلاء في حال السخط
إلا وقد مكن للأبرار من رؤيته تعالى في حال الرضا،
فإذا كان هؤلاء محجوبون فإن الأبرار غير محجوبين،
ولو كان الحجب لكل منهم لم يكن لتخصيصه بالفجار فائدة إطلاقاً.
ورؤية الله عز وجل ثابتة بالكتاب، ومتواتر السنة، وإجماع الصحابة والأئمة، لا إشكال في هذا أنه تعالى يُرى حقًّا بالعين كما قال تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة} [القيامة: 23].
قلت (أبو أنس)
وهذا بمفهوم المخالفة عند أهل التفسير
وهو أن أهل النار لن يرو ربهم ما داموا فيها وبالتالي فإن أهل الإيمان يرون ربهم يوم القيامة، وهذا من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، خلافاً للمعتزلة ولسائر الطوائف الخالفة لأهل السنة والجماعة ثبتنا الله على هداهم،
فإذا قال أحدهم :
إن أهل البدع يدعون أن النبي رأى ربه تعالى في المعراج فما الجواب عل ذلك؟
أقول مستعينا بالله راجيا منه الرشاد والسداد:
قد أجابت السيدة عائشة على هذه الدعوى العظيمة ،
قال الإمام مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه..
باب: معنى قول الله عز وجل: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) [لنجم:13]
عن مسروق قال: كُنْتُ مُتّكِئاً عِنْدَ عَائِشَةَ.
فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ! ثَلاَثٌ مَنْ تَكَلّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنّ فَقَدْ أَعْظَمَ علَى الله الْفِرْيَةَ.
قُلْتُ مَا هُنّ؟
قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنّ مُحَمّداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ.
قَالَ وَكُنْتُ مُتّكِئاً فَجَلَسْتُ.
فَقُلْتُ: يَا أُمّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِينِي وَلاَ تَعْجَلِينِي. أَلَمْ يَقُلِ الله عَزّ وَجَلّ: (وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ )(التكوير الاَية:23)
(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىَ) (النجم الاَية:13)
فَقَالَتْ: أَنَا أَوّلُ هَذِهِ الأُمّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم.
فَقَالَ: "إِنّمَا هُوَ جِبْرِيلُ. لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرّتَيْنِ. رَأَيْتُهُ مُنْهَبطاً مِنَ السّماءِ. سَادّاً عِظَمُ خلقه مَا بَيْنَ السّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ"
فَقَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَع أن الله يَقُولُ: (لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام آية:103)
أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنّ الله يَقُولُ: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلّمَهُ الله إِلاّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنّهُ عَلِيّ حَكِيمٌ) (الشورى الاَية: 51)
قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَمَ شَيْئاً مِنْ كِتَابِ الله فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ.
وَالله يَقُولُ: (يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ) (المائدة الاَية: 67)
قَالَتْ: "وَمَنْ زَعَمَ أَنّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى الله الْفِرْيَةَ".
وَالله يَقُولُ:( قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ الله ) (النمل:65)
مسلم (1/159) ورقم الحديث (177)، والترمذي في كتاب تفسير القرآن باب: ومن سورة الأنعام ورقمه (3068)، وهو عند والنسائي وابن حبان أيضا
قال شيخنا (أبو عبد الله)
و عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: ( نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر
فقال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر )،
وفي رواية في الصحيحين: ( إنكم سترون ربكم عياناً )،
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري و أبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: ( هل نرى ربنا يوم القيامة يا رسول الله؟!
فقال عليه الصلاة والسلام: هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟
قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في رؤية القمر في ليلة صحو؟
قالوا: لا يا رسول الله،
قال: فإنكم سترون ربكم ...) الحديث المطول وفيه:
( فيأتيهم ربهم في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا...) الحديث.
وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل:
( وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة )،
ومن الطرائف التي ذكرت في هذا الباب:
مناقشة جرت بين رجل سني بمدينة صنعاء باليمن وبين رجل معتزلي،
فقال السني: إننا سنرى ربنا يوم القيامة وهذه الأدلة على ذلك،
قال المعتزلي: لا يُرى الرب أبداً لا في الدنيا ولا في الآخرة، واستدل بقوله تعالى: { لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } [الأنعام:103]، { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } [الشورى:51]
السُّني حمل هذه الأدلة على الدنيا؛ لأن الأدلة الواردة في الآخرة ثابتة، فاشتد الجدل بينهما فقال له العالم السني: نتفق على شيء،
قال: وما هو؟
قال: نحن سنرى ربنا وأنتم لن تروا ربكم.
قلت (أبو أنس):
وفي الأدلة السابقة التي ذكرها شيخنا- حفظه الله ونفعنا بعلمه- ما يدل على أن أهل الإيمان سيرون الله تعالى في هذا الموقف رؤية حقيقية ثابتة بالأدلة الصحيحة وذلك قبل أن يدخلوا الجنة ...
والله تعالى أعلم
وأخيرا إليك نصيحة غالية:
قال الفضيل بن عياض: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه، ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة، وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له.
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
آمين
وجمعه بقوة الله وحده
(أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
آمين
وجمعه بقوة الله وحده
(أبو أنس)
عفا الله عنه وعنكم
تعليق