السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إن الحمد لله نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً بلّغ
الرسالة وأدّى الامانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء
والمرسلين وعلى صحابته وآل بيته وعلى من أحبهم إلى يوم الدين.
من المعلوم أن شرف العلم بشرف المعلوم وليس هناك علم أشرف ولا أجل من علم تعلق بالله وصفاته، فهو يورث المسلم خوفاً وخشيةً وحباً وشوقاً لربه ولمنزلة هذا العلم كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يفتخر به على أصحابه فيقول: ( إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ) رواه البخاري . ويعود فضل هذا العلم إلى أن الغاية التي خلق الناس من أجلها هي عبادة الله سبحانه، وعبادته لا تتم إلا بمعرفته وكلما عظمت معرفة العبد بربه عظمت عبادته له فحريٌ بمن أراد ولوج أبواب المعارف والطاعات أن يسلك في سبيل ذلك التفكر في أسماء الله وصفاته فهما بابان عظيمان من أبواب العلم بالله سبحانه يقربان العبد من ربه ويعرفانه به .
وتسهيلاً لهذه المعرفة وتقريباً لها جمعنا هذا المعجم في صفات الله، وحرصنا أن نذكر في هذا المعجم ( معجم الصفات ) أغلب ما ثبت في الكتاب والسنة، واتفق عليها سلف الأمة، مع ذكر معاني تلك الصفات التي نص عليها العلماء .
وقبل أن نبدأ بسرد الصفات نذكر ببعض القواعد الهامة لضبط هذا الباب حتى يفهم فهما صحيحاً.
وأولى هذه القواعد: أن إثبات الصفات المقصود منه إثباتها لفظاً ومعنى مع السكوت التام عن الكلام في كيفياتها وإيكال علم ذلك إلى الله سبحانه
فالاستواء معلوم لفظا ومعنى لكن كيفيته مجهولة لنا، فيحظر على المسلم الكلام في ذلك، لأنه قول على الله بغير علم .
والقاعدة الثانية: وجوب نفي التمثيل عند الإثبات، فلا يجوز أن نثبت الصفات مع تشبيهها بصفات المخلوقين .
والقاعدة الثالثة: أن صفات الله لا يجوز أن يشتق منها أسماء لله فلا يشتق من صفة المشيئة اسم الشائي، ولا من صفة المجيء اسم الجائي .
والقاعدة الرابعة: عدم جواز التعبيد بالصفات فلا يقال عبد الاستواء ولا عبد المشيئة .
والقاعدة الخامسة: عدم جواز دعاء صفات الله فلا يقال يا عزة الله وحكمته وسمعه.
والقاعدة السادسة: جواز الاستعاذة بصفات الله كالقول: أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك.
وبعد ذكر هذه القواعد الهامة نشرع في سرد الصفات ونبتدأ بالأولية كون الله هو الأول الذي ليس قبله شيء ثم نسير وفق حروف المعجم .
( 1 )
الأولية: وهي أول صفاته – سبحانه - التي نقدمها على غيرها ثم نتبع بعد ترتيب المعجم:
وهي صفة ذاتية لله - عز وجل - مأخوذة من اسمه الأول الوارد في قوله تعالى:
{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ غ– وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } الحديد:3
والوارد في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( ..اللهم أنت الأوَّل؛ فليس قبلك شيء.. ) رواه مسلم .
وتعني صفة الأولية: أولية الله على كل ما سواه فمهما تصور الإنسان موجوداً قديما فالله أقدم منها
ولا يعني هذا الأولية النسبية بل هي أولية مطلقة، فهو الأول بإطلاق فلم يسبقه عدم البتة.
(2)
الأحدية: وهي صفة مأخوذة من اسمه الأحد، الوارد في قوله تعالى:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }الإخلاص:1
والوارد في الحديث القدسي الذي يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال فيما يرويه عن ربه:
( كذبني بن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته
وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفأ أحد ) رواه البخاري
ومعنى صفة الأحدية تفرد الله عن كل خلقه لا شيء مثله ولا نظير له ولا مثيل ولا شبيه فهو المتفرد حقاً والواحد صدقاً .
( 3 )
الإحسان: وهي صفة من صفات الفعل وهي ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى:
{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ }السجدة:7 وقال أيضاً:{ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ }غافر:64
وقال - صلى الله عليه وسلم -:( إذا حكمتم؛ فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله مُحْسِنٌ يحب الإحسان ) رواه الطبراني .
ومعنى الإحسان التفضل والاتقان وهذان المعنيان لله الغاية منهما فالله هو المتفضل حقا فهو الذي خلق ورزق وأعطى
وهو الذي يجزي المحسنين بأفضل مما قدموا وأعطوا فهو يجزي على الحسنة بعشر أمثالها
ولا يجزي على السيئة إلا بمثلها والله هو المتقن صدقاً فلا يعمل عملاً إلا كان في غاية الإتقان والإحكام
فانظر إلى خلق الإنسان والحيوان والسموات والأرض تجد إتقان خلقها جلياً وواضحاً ويدل دلالة واضحة على عظمة الخالق وحكمته وإتقانه .
يتبع إن شاء الله
إن الحمد لله نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً بلّغ
الرسالة وأدّى الامانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء
والمرسلين وعلى صحابته وآل بيته وعلى من أحبهم إلى يوم الدين.
من المعلوم أن شرف العلم بشرف المعلوم وليس هناك علم أشرف ولا أجل من علم تعلق بالله وصفاته، فهو يورث المسلم خوفاً وخشيةً وحباً وشوقاً لربه ولمنزلة هذا العلم كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يفتخر به على أصحابه فيقول: ( إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ) رواه البخاري . ويعود فضل هذا العلم إلى أن الغاية التي خلق الناس من أجلها هي عبادة الله سبحانه، وعبادته لا تتم إلا بمعرفته وكلما عظمت معرفة العبد بربه عظمت عبادته له فحريٌ بمن أراد ولوج أبواب المعارف والطاعات أن يسلك في سبيل ذلك التفكر في أسماء الله وصفاته فهما بابان عظيمان من أبواب العلم بالله سبحانه يقربان العبد من ربه ويعرفانه به .
وتسهيلاً لهذه المعرفة وتقريباً لها جمعنا هذا المعجم في صفات الله، وحرصنا أن نذكر في هذا المعجم ( معجم الصفات ) أغلب ما ثبت في الكتاب والسنة، واتفق عليها سلف الأمة، مع ذكر معاني تلك الصفات التي نص عليها العلماء .
وقبل أن نبدأ بسرد الصفات نذكر ببعض القواعد الهامة لضبط هذا الباب حتى يفهم فهما صحيحاً.
وأولى هذه القواعد: أن إثبات الصفات المقصود منه إثباتها لفظاً ومعنى مع السكوت التام عن الكلام في كيفياتها وإيكال علم ذلك إلى الله سبحانه
فالاستواء معلوم لفظا ومعنى لكن كيفيته مجهولة لنا، فيحظر على المسلم الكلام في ذلك، لأنه قول على الله بغير علم .
والقاعدة الثانية: وجوب نفي التمثيل عند الإثبات، فلا يجوز أن نثبت الصفات مع تشبيهها بصفات المخلوقين .
والقاعدة الثالثة: أن صفات الله لا يجوز أن يشتق منها أسماء لله فلا يشتق من صفة المشيئة اسم الشائي، ولا من صفة المجيء اسم الجائي .
والقاعدة الرابعة: عدم جواز التعبيد بالصفات فلا يقال عبد الاستواء ولا عبد المشيئة .
والقاعدة الخامسة: عدم جواز دعاء صفات الله فلا يقال يا عزة الله وحكمته وسمعه.
والقاعدة السادسة: جواز الاستعاذة بصفات الله كالقول: أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك.
وبعد ذكر هذه القواعد الهامة نشرع في سرد الصفات ونبتدأ بالأولية كون الله هو الأول الذي ليس قبله شيء ثم نسير وفق حروف المعجم .
( 1 )
الأولية: وهي أول صفاته – سبحانه - التي نقدمها على غيرها ثم نتبع بعد ترتيب المعجم:
وهي صفة ذاتية لله - عز وجل - مأخوذة من اسمه الأول الوارد في قوله تعالى:
{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ غ– وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } الحديد:3
والوارد في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( ..اللهم أنت الأوَّل؛ فليس قبلك شيء.. ) رواه مسلم .
وتعني صفة الأولية: أولية الله على كل ما سواه فمهما تصور الإنسان موجوداً قديما فالله أقدم منها
ولا يعني هذا الأولية النسبية بل هي أولية مطلقة، فهو الأول بإطلاق فلم يسبقه عدم البتة.
(2)
الأحدية: وهي صفة مأخوذة من اسمه الأحد، الوارد في قوله تعالى:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }الإخلاص:1
والوارد في الحديث القدسي الذي يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال فيما يرويه عن ربه:
( كذبني بن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته
وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفأ أحد ) رواه البخاري
ومعنى صفة الأحدية تفرد الله عن كل خلقه لا شيء مثله ولا نظير له ولا مثيل ولا شبيه فهو المتفرد حقاً والواحد صدقاً .
( 3 )
الإحسان: وهي صفة من صفات الفعل وهي ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى:
{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ }السجدة:7 وقال أيضاً:{ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ }غافر:64
وقال - صلى الله عليه وسلم -:( إذا حكمتم؛ فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن الله مُحْسِنٌ يحب الإحسان ) رواه الطبراني .
ومعنى الإحسان التفضل والاتقان وهذان المعنيان لله الغاية منهما فالله هو المتفضل حقا فهو الذي خلق ورزق وأعطى
وهو الذي يجزي المحسنين بأفضل مما قدموا وأعطوا فهو يجزي على الحسنة بعشر أمثالها
ولا يجزي على السيئة إلا بمثلها والله هو المتقن صدقاً فلا يعمل عملاً إلا كان في غاية الإتقان والإحكام
فانظر إلى خلق الإنسان والحيوان والسموات والأرض تجد إتقان خلقها جلياً وواضحاً ويدل دلالة واضحة على عظمة الخالق وحكمته وإتقانه .
يتبع إن شاء الله
تعليق