إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا أختنا الكريمة
    (أم ياسمين)

    تقبل الله منا ومنكم

    تعليق


    • #17
      رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية
      محمد بن صالح العثيمين

      (6)

      الرضا والغضب والكراهة والمقت والأسف :
      الرضا صفة من صفات الله مقتضاها محبة المرضي عنه والإحسان إليه ،
      ودليلها قوله تعالى : ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )
      (المائدة: من الاية119) .

      والغضب صفة من صفات الله مقتضاها كراهة المغضوب عليه والانتقام منه ، وقريب منها صفة السخط ،
      ودليل اتصاف الله بهما قوله تعالى : ( وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ)
      (النساء: من الاية93). (ذَلِكَ بِانهُمُ اتَّبَعُوا مَا اسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانهُ )
      (محمد: من الاية28) .

      والكراهة صفه من صفات الله الفعلية مقتضاها إبعاد المكروه ومعاداته ،
      والدليل عليها قوله تعالى :( ً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ)
      (التوبة:46) .

      والمقت اشد البغض والبغض قريب من معني الكراهية
      ودليل المقت قوله تعالى :(كَبُرَ مَقْتا عِنْدَ اللَّهِ ان تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)
      (الصف:3)

      والأسف معنيان :
      أحدهما : الغضب ، وهذا جائز على الله ، والدليل قوله :( فَلَمَّا اسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ) (الزخرف:55) . أي أغضبونا .
      والثاني : الحزن ، وهذا لا يجوز على الله ، ولا يصح أن يوصف به ؛ لان الحزن صفة نقص والله منزه عن النقص .

      ولا يجوز تفسير الرضا بالثواب ، والغضب بالانتقام ، والكراهة والمقت بالعقوبة ، لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف ، وليس عليه دليل .

      المجيء والإتيان :
      المجيء والإتيان من صفات الله الفعلية ،
      وهما ثابتتان لله على الوجه اللائق به ،
      ودليلهما قوله تعالى : (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّا صَفّا) (الفجر:22) .
      وقوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أن يأتيهم اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ)(البقرة: من الاية210).

      ولا يصح تفسيرهما بمجيء أو اتيان أمره ، لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف ولا دليل عليه . والمراد بقوله تعالى:(أو يأتي بَعْضُ آيات رَبِّكَ)(الأنعام:من الاية158).

      طلوع الشمس من مغربها الذي به تنقطع التوبة كما جاء تفسيره بذلك مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

      ووجه ذكر المؤلف من أدلة مجيء الله قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلا) (الفرقان:25) .

      مع انه ليس في الآية ذكر المجيء : إن تشقق السماء بالغمام وتنزيل الملائكة إنما يكونان عند مجيء الله للقضاء بين عباده ؛ فيكون من باب الاستدلال بأحد الأمرين على الآخر لما بينهما من التلازم .

      الوجه :

      الوجه صفة من صفات الله الذاتية الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ،
      ودليله قوله تعالى :(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْاكْرَامِ) (الرحمن:27) .
      والجلال العظمة ، والإكرام إعطاء الطائعين ما اعد لهم من الكرامة .

      ولا يجوز تفسير الوجه بالثواب ، لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف ، وليس عليه دليل .

      هذا ما تيسر والله أعلم
      ألتقيكم على خير

      في الحلقة القادمة
      إن شاء الله

      و صفة اليد :
      أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
      أرحب باستفساراتكم وإضافاتكم
      تقبلوا تحيات محبكم في الله
      (أبو أنس)
      حادي الطريق
      رزقنا الله وإياكم حسن القول والعمل
      آمين

      تعليق


      • #18
        رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

        جزاكم الله خير اا......وفي انتظار الحلقة القادمة


        تعليق


        • #19
          رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاك الله خيرا وبارك فيك أختنا الفاضلة

          تعليق


          • #20
            رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيميةمحمد بن صالح العثيمين
            (7)

            اليد :
            إن يدي الله من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ، يبسطها كيف يشاء ويقبض بهما ما شاء ، ودليلهما قوله تعالى : ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان)(المائدة: من الاية6). و( مَا مَنَعَكَ أن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ)(صّ: من الاية75).

            ولا يجوز تفسير اليدين بالقوة ، لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف ، وليس عليه دليل . وفي السياق ما يمنعه وهو التثنية ؛ لان القوة لا يوصف الله بها بصيغة التثنية .

            العين :
            إن عيني الله من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ، ينظر بهما ويبصر ويري ، ودليل ذلك قوله تعالى :( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)(طـه: من الاية39). (تَجْرِي بأعيننا )(القمر: من الاية14). ولا يجوز تفسيرهما بالعلم ولا بالرؤية مع نفي العين ، لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف ، وليس عليه دليل .

            والجواب عن تفسير بعض السلف قوله تعالى : (تَجْرِي بأعيننا) أي بمرأى منا : أنهم لم يريدوا بذلك نفي حقيقة معني العين ، وانما فسروها باللازم مع إثبات العين ، وهذا لا باس به بخلاف الذين يفسرون العين بالرؤية وينكرون حقيقة العين .

            الوجوه التي وردت عليها صفتا اليدين والعينين :
            وردت هاتان الصفتان على ثلاثة أوجه : أفراد ، وتثنية ، وجمع ، فمثال الإفراد قوله تعالى:(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)(الملك: من الاية1) . وقوله تعالى :(وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طـه: من الاية39). ومثال التثنية قوله تعالى :( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان)(المائدة: من الاية64). وفي الحديث : ( إذا قام أحدكم يصلي فانه بين عيني الرحمن)1]). ومثال الجمع قوله تعالى : (أولَمْ يَرَوْا أنا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أيدينا أنعاما)(يّـس: من الاية71) . وقوله تعالى : (تَجْرِي بأعيننا )(القمر: من الاية14) .

            والجمع بين هذه الوجوه انه لا منافاة بين الأفراد والتثنية ؛ لان المفرد المضاف يعم ، فإذا قيل : يد الله وعين الله شمل كل ما ثبت له من يد أو عين ، وأما التثنية والجمع فلا منافاة بينهما أيضا ؛ لان المقصود بالجمع هنا التعظيم وهو لا ينافي التثنية

            السمع :
            سمع الله تعالى من الصفات الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ، ودليله : (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة: من الاية137).
            وينقسم على قسمين:
            الأول : بمعني الإجابة ، وهذا من الصفات الفعلية ، ومثاله قوله تعالى :(ان رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)(إبراهيم: من الاية39) .
            والثاني : بمعني إدراك المسموع ، وهذا من الصفات الذاتية ، مثال قوله تعالى :(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا)(المجادلة: من الاية1) .

            وهذا القسم قد يراد به أيضا النصر والتأييد كقوله تعالى لموسى وهارون:(انِي مَعَكُمَا اسْمَعُ وَارَى) (طـه: من الاية46).وقد يراد به أيضا التهديد كقوله تعالى : (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا ان اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أغنياء)(آل عمران: من الاية181). وقوله تعالى :(أم يَحْسَبُونَ انا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى)(الزخرف: من الاية80) .

            الرؤية :
            الرؤية صفة من صفات الله الذاتية الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ،
            وتنقسم إلى قسمين :
            أحدهما بمعني البصر وهو إدراك المرئيات والمبصرات ، ودليلها قوله تعالى : (اِنَّنِي مَعَكُمَا اسْمَعُ وَارَى)(طـه: من الاية46).
            وقوله تعالى :( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: من الاية11) .


            القسم الثاني : الرؤية بمعني العلم ، ودليلها قوله تعالى:(انهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدا *وَنَرَاهُ قَرِيبا) (المعارج:6 - 7) . أي نعلمه .

            والقسم الأول من الرؤية قد يراد به أيضا النصر والتأييد مثل قوله تعالى : (لا تَخَافَا اننِي مَعَكُمَا اسْمَعُ وَارَى)(طـه: من الاية46). وقد يراد به أيضا التهديد كقوله تعالى :(الَمْ يَعْلَمْ بِان اللَّهَ يَرَى) (العلق:14) .

            ألتقيكم على خير في الحلقة القادمة إن شاء الله
            و
            المكر والكيد والمِحَال :
            أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه و تقبلوا تحيات محبكم في الله
            (أبو أنس) حادي الطريق
            رزقنا الله وإياكم حسن القول والعمل
            آمين

            تعليق


            • #21
              رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -


              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية

              محمد بن صالح العثيمين

              (7)



              اليد :

              إن يدي الله من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ، يبسطها كيف يشاء ويقبض بهما ما شاء ، ودليلهما قوله تعالى : ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان)(المائدة: من الاية6). و( مَا مَنَعَكَ أن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ)(صّ: من الاية75).



              ولا يجوز تفسير اليدين بالقوة ، لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف ، وليس عليه دليل . وفي السياق ما يمنعه وهو التثنية ؛ لان القوة لا يوصف الله بها بصيغة التثنية .



              العين :

              إن عيني الله من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ، ينظر بهما ويبصر ويري ،
              ودليل ذلك قوله تعالى :( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)(طـه: من الاية39). (تَجْرِي بأعيننا )(القمر: من الاية14).

              ولا يجوز تفسيرهما بالعلم ولا بالرؤية مع نفي العين ، لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف ، وليس عليه دليل .




              والجواب عن تفسير بعض السلف قوله تعالى : (تَجْرِي بأعيننا) أي بمرأى منا : أنهم لم يريدوا بذلك نفي حقيقة معني العين ، وإنما فسروها باللازم مع إثبات العين ، وهذا لا باس به بخلاف الذين يفسرون العين بالرؤية وينكرون حقيقة العين .



              الوجوه التي وردت عليها صفتا اليدين والعينين :

              وردت هاتان الصفتان على ثلاثة أوجه : أفراد ، وتثنية ، وجمع ،

              فمثال الإفراد قوله تعالى:(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)(الملك: من الاية1) .
              وقوله تعالى :(وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طـه: من الاية39).

              ومثال التثنية قوله تعالى :( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان)(المائدة: من الاية64). وفي الحديث : ( إذا قام أحدكم يصلي فانه بين عيني الرحمن)
              1]).

              ومثال الجمع قوله تعالى : (أولَمْ يَرَوْا أنا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أيدينا أنعاما)(يّـس: من الاية71) . وقوله تعالى : (تَجْرِي بأعيننا )(القمر: من الاية14) .




              والجمع بين هذه الوجوه
              أنه لا منافاة بين الأفراد والتثنية ؛ لان المفرد المضاف يعم ،
              فإذا قيل : يد الله وعين الله شمل كل ما ثبت له من يد أو عين ، وأما التثنية والجمع فلا منافاة بينهما أيضا ؛ لان المقصود بالجمع هنا التعظيم وهو لا ينافي التثنية


              السمع :

              سمع الله تعالى من الصفات الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ،
              ودليله : (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة: من الاية137).


              وينقسم على قسمين:

              الأول :
              بمعني الإجابة ، وهذا من الصفات الفعلية ،
              ومثاله قوله تعالى :(ان رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)(إبراهيم: من الاية39) .


              والثاني :
              بمعني إدراك المسموع ، وهذا من الصفات الذاتية ، مثال قوله تعالى :(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا)(المجادلة: من الاية1) .

              وهذا القسم قد يراد به أيضا النصر والتأييد كقوله تعالى لموسى وهارون:(انِي مَعَكُمَا اسْمَعُ وَارَى) (طـه: من الاية46).

              وقد يراد به أيضا التهديد كقوله تعالى : (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا ان اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أغنياء)(آل عمران: من الاية181).

              وقوله تعالى :(أم يَحْسَبُونَ انا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى)(الزخرف: من الاية80) .



              الرؤية :
              الرؤية صفة من صفات الله الذاتية الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ،

              وتنقسم إلى قسمين :

              أحدهما
              بمعني البصر وهو إدراك المرئيات والمبصرات ،


              ودليلها قوله تعالى : (اِنَّنِي مَعَكُمَا اسْمَعُ وَارَى)(طـه: من الاية46).

              وقوله تعالى :( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: من الاية11) .



              القسم الثاني :
              الرؤية بمعني العلم ،
              ودليلها قوله تعالى:(انهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدا *وَنَرَاهُ قَرِيبا) (المعارج:6 - 7) . أي نعلمه .




              والقسم الأول
              من الرؤية قد يراد به أيضا النصر والتأييد مثل قوله تعالى : (لا تَخَافَا اننِي مَعَكُمَا اسْمَعُ وَارَى)(طـه: من الاية46).


              وقد يراد به أيضا التهديد كقوله تعالى :(الَمْ يَعْلَمْ بِان اللَّهَ يَرَى) (العلق:14) .


              ألتقيكم على خير في الحلقة القادمة إن شاء الله
              و
              المكر والكيد والمِحَال :

              أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه و تقبلوا تحيات محبكم في الله
              (أبو أنس) حادي الطريق

              رزقنا الله وإياكم حسن القول والعمل
              آمين

              تعليق


              • #22
                رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية
                محمد بن صالح العثيمين
                (8)

                المكر والكيد والمِحَال :

                معني هذه الكلمات الثلاثة متقارب وهو:

                التوصل بالأسباب الخفية إلى الانتقام من العدو.

                ولا يجوز وصف الله بها وصفا مطلقا بل مقيدا ؛



                لأنه عند الإطلاق تحتمل المدح والذم، والله سبحانه منزه عن الوصف بما يحتمل الذم ،



                أما عند التقييد بأن يوصف الله بها على وجه تكون مدحا لا يحتمل الذم دالا على علمه وقدرته وقوته ، فهذا جائز ؛ لأنه يدل على كمال الله .



                والدليل على اتصاف الله تعالى بهذه الصفات

                قوله تعالى : (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(الأنفال: من الاية30) .

                وقوله تعالى:(انهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدا * وَاكِيدُ كَيْدا) (الطارق:15-16).

                وقوله تعالى:( وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)(الرعد:من الاية13) .



                ويكون المكر والكيد والمحال صفة مدح إذا كان لإثبات الحق وإبطال الباطل ، وتكون ذما فيما عدا ذلك .



                ولا يجوز أن يشتق من هذه الصفات أسماء الله فيقال : الماكر والكائد ؛

                لأن أسماء الله الحسنى لا تحتمل بأي وجه ، وهذه عند إطلاقها تحتمل الذم كما سبق .



                العفو :

                العفو هو المتجاوز عن سيئات الغير ؛ وهو من أسماء الله ،

                ودليله قوله تعالى:( وَكَان اللَّهُ عَفُوّا غَفُورا)(النساء: من الاية99) .



                هذا ما تيسر من فضل الله

                ألتقيكم على خير في الحلقة القادمة إن شاء الله

                أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ... آمين

                (أبو أنس)

                تعليق


                • #23
                  رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

                  بارك الله فيكم ونفع بكم....متابعين ان شاء الرحمن وقدر


                  تعليق


                  • #24
                    رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -


                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة

                    تعليق


                    • #25
                      رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -


                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية

                      محمد بن صالح العثيمين

                      (9)



                      من نصوص الصفات السلبية:

                      سبق لك أن صفات الله ثبوتية وهي التي أثبتها الله لنفسه ،

                      وسلبية وهي التي نفاها عن نفسه،

                      وأن كل صفة سلبية فإنها تتضمن صفة مدح ثبوتية .



                      وقد ذكر المؤلف رحمه الله آيات كثيرة في الصفات السلبية منها:

                      (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا)(مريم: من الاية65)

                      (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أحد) (الإخلاص:4) .

                      ( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ اندَادا )(البقرة: من الاية22).



                      والسمي والكفء والند معناها متقارب وهو الشبيه والنظير ،

                      ونفي ذلك عن الله يتضمن انتفاء ما ذكر وإثبات كماله حيث لا يشابهه أحد لكماله.



                      ومنها قوله تعالى :

                      (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرا) (الإسراء:111) .



                      فأمر الله بحمده لانتفاء صفات النقص عنه وهي اتخاذ الولد ،

                      ونفيه عن الله يتضمن انتفائه كمال غناه .

                      ونفي الشريك عن الله يتضمن كمال وحدانيته وقدرته ،

                      ونفي الولي عنه من الذل يتضمن كمال عزه وقهره.



                      ونفي الولي هنا لا ينافي إثباته في موضع آخر

                      كقوله تعالى :(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ امَنُوا) (البقرة: من الاية257) .

                      وقوله :(َلا إن أولِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)(يونس: من الاية62) .

                      لأن الولي المنفي هو الوالي الذي سببه الذل ،

                      أما الولي بمعني الولاية فليس بمنفي .



                      ومنها قوله تعالى :

                      (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض)(الجمعة: من الاية1) .

                      والتسبيح تنزيه الله عن النقص والعيب ، وذلك يتضمن كمال صفاته .



                      وفي الآية دليل على أن كل شيء يسبح لله تسبيحا حقيقيا بلسان الحال والمقال إلا الكافر ؛ فان تسبيحه بلسان الحال فقط ؛ لانه يصف الله بلسانه بما لا يليق بالله عز وجل .



                      ومنها قوله تعالى:

                      ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَان مَعَهُ مِنْ الَهٍ إذا لَذَهَبَ كُلُّ الَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَان اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (المؤمنون:91) .



                      ففي هذه الآية نفي اتخاذ الولد

                      ونفي تعدد الالهة ،

                      وتنزيه الله عمل وصفه به المشركون ،



                      وهذا يتضمن مع انتفاء ما ذكر كمال الله وانفراده بما هو من خصائصه ،



                      وقد برهن الله على امتناع تعدد الالهة ببرهانين عقليين :

                      أحدهما : لو كان معه اله لا نفرد عن الله بما خلق . ومن المعلوم عقلا وحسا إن نظام العالم واحد لا يتصادم ولا يتناقض ، وهو دليل على أن مدبره واحد .



                      والثاني : لو كان مع الله اله آخر لطلب أن يكون العلو له ،



                      وحينئذٍ إما أن يغلب أحدهما الآخر فيكون هو الإله ،

                      وإما أن يعجز كل منهما عن الآخر فلا يستحق واحد منهما أن يكون إلها ،

                      لأنه عاجز .



                      ومنها قوله تعالى :

                      (قُلْ إنما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْاثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَان تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانا وَان تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33) .



                      وهذه المحرمات الخمس أجمعت عليها الشرائع ، وفيها إثبات الحكمة وإثبات الغيرة لأنه حرم هذه الأمور .



                      ومعني قوله :( مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانا ) أي ما لم ينزل به دليلا ، وهو قيد لبيان الواقع ؛

                      لأنه لا يمكن ان يقوم الدليل على الإشراك بالله ، وعلى هذا فلا مفهوم له .



                      وفي هذه الآية رد على المشبهة في قوله:

                      (وَان تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانا ) لان المشبهة أشركوا به حيث شبهوه بخلقه .

                      وفيها رد على المعطلة في قوله تعالى : (وَان تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) لأن المعطلة قالوا على الله ملا يعلمون ، حيث نفوا صفاته عنه بحجج باطلة ، وهذا هو وجه مناسبة ذكر هذه الآية في العقيدة .



                      ألتقيكم على خير في الحلقة القادمة إن شاء الله

                      و

                      العلو وأقسامه :

                      أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه فتقبلوا تحيات محبكم في الله

                      (أبو أنس)

                      رزقنا الله وإياكم حسن القول والعمل

                      آمين

                      تعليق


                      • #26
                        رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



                        مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية

                        محمد بن صالح العثيمين

                        (10)



                        العلو وأقسامه :

                        العلو : الارتفاع .
                        وأقسام علو الله تعالى ثلاثة :
                        1.علو الذات ، ومعناه إن الله بذاته فوق خلقه .
                        2.علو القدر، ومعناه أن الله ذو قدر عظيم لا يساويه فيه أحد من خلقه، ولا يعتريه معه نقص.
                        3.علو القهر، ومعناه أن الله تعالى قهر جميع المخلوقات فلا يخرج أحد منهم عن سلطانه وقهره.

                        وأدلة العلو :
                        الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة ،


                        فمن الكتاب قوله تعالى :(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)(البقرة: من الاية255) .
                        ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : ( ربنا الله الذي في السماء) (1) .


                        واقراره الجارية حين سألها : ( أين الله ؟ قالت :في السماء ، فلم ينكر عليها ، بل قال لسيدها : اعتقها فإنها مؤمنة ) (2) .

                        وفي حجة الوداع اشهد النبي صلى الله عليه وسلم ربه على إقرار أمته بالبلاغ ، وجعل يرفع إصبعه إلى السماء ثم ينكثها إلى الناس وهو يقول : ( اللهم فاشهد ) (3).

                        وأما الإجماع على علو الله فهو معلوم بين السلف ولم يُعلم ان أحدا منهم قال بخلافه .

                        وأما العقل فلان العلو صفة كمال ، والله سبحانه متصف بكل كمال ، فوجب ثبوت العلو له .

                        وأما الفطرة فان كل إنسان مفطور على الإيمان بعلو الله ، ولذلك إذا دعا ربه وقال : يارب ، لم ينصرف قلبه إلا إلى السماء .

                        والذي أنكره الجهمية من أقسام العلو علو الذات ونرد عليهم بما سبق في الأدلة (4).

                        استواء الله على عرشه :
                        معني استواء الله على عرشه علوه واستقراره عليه ، وقد جاء عن السلف تفسيره بالعلو والاستقرار والصعود والارتفاع ، والصعود والارتفاع يرجعان إلى معني العلو .
                        ودليله قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) .

                        وقد ذكر في سبعة مواضع من القرآن في سورة الأعراف، ويونس ، والرعد ، وطه ، والفرقان ، وتنزيل ، والسجدة ، والحديد .

                        وارد على من فسره بالاستيلاء والملك بما يأتي :
                        1. أنه خلاف ظاهر النص .
                        2. أنه خلاف ما فسره به السلف .
                        3. أنه يلزم عليه لوازم باطلة .

                        والعرش لغة ً : سرير الملك الخاص به .
                        وشرعا : ما استوى الله عليه ،

                        وهو من أعظم مخلوقات الله ، بل أعظم ما علمنا منها،
                        فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ما السماوات السبع و الأرضون السبع بالنسبة إلى الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض ، وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة) (5) .
                        فتبارك الله رب العالمين .

                        المعية والجمع بينها وبين العلو :

                        المعية لغة ً : المقارنة والمصاحبة .
                        ودليل ثبوت المعية لله قوله تعالى:(وَهُوَ مَعَكُمْ ايْنَ مَا كُنْتُمْ )(الحديد: من الاية4) .

                        وتنقسم إلى قسمين : عامة وخاصة .

                        فالعامة هي : الشاملة لجميع الخلق
                        كقوله تعالى: :(وَهُوَ مَعَكُمْ ايْنَ مَا كُنْتُمْ ).
                        ومقتضى المعية هنا الإحاطة بالخلق علما وقدرة ً وسلطانا وتدبيرا .

                        والخاصة هي: التي تختص بالرسل واتباعهم
                        كقوله تعالى : ( لا تَحْزَنْ ان اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: من الاية40).
                        وقوله:(إن اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل:128) .
                        وهذه المعية تقتضي مع الإحاطة النصر والتأييد .

                        والجمع بين المعية والعلو وجهين :

                        أولا ً : انه لا منافاة بينهما في الواقع ، فقد يجتمعان في شيء واحد ، ولذلك تقول : ما زلنا نسير والقمر معنا مع انه في السماء .

                        الثاني : انه لو فرض أن بينهما منافاة في حق المخلوق لم يلزم أن يكون بينهما منافاة في حق الخالق ؛ لأنه ليس كمثله شيء وهو بكل شيء محيط .

                        ولا يصح تفسير معية الله بكونه معنا بذاته في المكان .

                        أولا : لانه مستحيل على الله حيث ينافي علوه ، وعلوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها .
                        ثانيا : انه خلاف ما فسرها به السلف .
                        ثالثا : انه يلزم على هذا التفسير لوازم باطلة .

                        معني كون الله في السماء :
                        معناه على السماء أي فوقها ، ف (في) بمعني ( على ) كما جاءت بهذا المعني في قوله تعالى:(قُلْ سِيرُوا فِي الأرض)(الأنعام: من الاية11).

                        أي عليها ، ويجوز أن تكون (في) للظرفية فالسماء على هذا بمعني العلو ، فيكون المعني إن الله في العلو ، وقد جاء السماء بمعني العلو في قوله تعالى :(انزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاء)(الرعد: من الاية17)

                        ولا يصح أن تكون (في )للظرفية إذا كان المراد بالسماء الأجرام المحسوسة ؛ لان ذلك يوهم أن السماء تحيط بالله ، وهذا معني باطل ؛ لان الله اعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته .
                        ـــــــــــــــــــ
                        هامش:
                        (1) رواه احمد (6/20) وأبو داوود ، كتاب الطب ، باب كيف الرقى ، رقم (3892) والحديث حسنه شيخ الإسلام في الواسطية .
                        (2) رواه مسلم ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب تحريم الكلام في الصلاة رقم (573).
                        (3) رواه مسلم كتاب الحج ، باب حجة النبي صلى اللهعليه وسلم رقم ( 1218).
                        (4) آي أن قولهم لانه مخالف لظاهر اللفظ واجماع السلف ، وليس عليه دليل .
                        5)) سبق تخريجه .

                        رزقنا الله وإياكم حسن القول والعمل

                        تقبلوا تحيات محبكم في الله

                        (أبو أنس)

                        تعليق


                        • #27
                          رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                          مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية

                          محمد بن صالح العثيمين

                          (11)


                          قول أهل السنة في كلام الله تعالى :

                          قول أهل السنة في كلام الله تعالى: أنه صفة من صفاته لم يزل ولا يزال يتكلم بكلام حقيقي بصوت لا يشبه أصوات المخلوقين وحروف .

                          يتكلم بما شاء ومتي شاء وكيف شاء،



                          أدلتهم على ذلك كثيرة منها قوله تعالى :(وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيما)(النساء: من الاية164) .

                          وقوله تعالى : (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)(الأعراف: من الاية143) .



                          والدليل على أنه بصوت

                          قوله تعالى:(وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانبِ الطُّورِ الْايْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّا) (مريم:52).



                          ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم :

                          ( يقول الله تعالى : يا آدم . فيقول : لبيك وسعديك .

                          فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ، فيقول:يا ربي،وما بعث النار).الحديث متفق عليه



                          ودليلهم على انه بحروف

                          قوله تعالى:(وَقُلْنَا يَا ادَمُ اسْكُنْ انتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) (البقرة: من الاية35).

                          فمقول القول هنا حروف .



                          ودليلهم على أنه بمشيئة قوله تعالى:(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ) (الأعراف: من الاية143) .

                          فالتكليم حصل بعد مجيء موسى عليه الصلاة والسلام .



                          وكلام الله صفة ذات باعتبار أصله، فإن الله لم يزل ولا يزال قادرا على الكلام متكلما، وصفة فعل باعتبار آحاده، لان آحاد الكلام تتعلق بمشيئته متى شاء تكلم .



                          وأكثر المؤلف من ذكر أدلة الكلام، لأنه أكثر ما حصلت فيه الخصومة ووقعت به الفتنة من مسائل الصفات.



                          قول أهل السنة في القرآن الكريم :

                          يقولون:القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا واليه يعود؛

                          فدليلهم على انه كلام الله قوله تعالى:(وَان أحد مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَاجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ )(التوبة:من الاية6). يعني القرآن.



                          ودليلهم على انه منزل قولهم:(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَان عَلَى عَبْدِهِ ) (الفرقان:من الاية1) .



                          وقوله تعالى :(وَهَذَا كِتَابٌ انزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام:155).



                          والدليل على أنه غير مخلوق قوله تعالى :( ألا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمر ). فجعل الأمر غير الخلق ، والقرآن من الأمر ؛



                          لقوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ أوحَيْنَا الَيْكَ رُوحا مِنْ امْرِنَا)(الشورى: من الاية52) .



                          ولأن القرآن من كلام الله ؛ وكلام الله صفة من صفاته ؛ وصفات الله غير مخلوقة .



                          ومعني (منه بدا) إن الله تكلم به ابتداءً. ومعني (واليه يعود ) أنه يرجع إلى الله في آخر الزمان حيثما يرفع من المصاحف والصدور ؛ تكريما له إذ اتخذه الناس هزوا ولهوا.



                          السنة :

                          السنة لغة ً: الطريقة ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم شريعته من قوله أو فعله أو إقراره خبر كانت أو طلبا .



                          والإيمان بما جاء فيها واجب كالإيمان بما جاء في القرآن، سواء في أسماء الله أو صفاته أو في غيرها ؛

                          لقوله تعالى: (وَمَا اتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) (الحشر: من الاية7).

                          وقوله تعالى :(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ اطَاعَ اللَّهَ)(النساء: من الاية80).



                          وقد ورد في السنة صفات ليست في القرآن :

                          فمنها نزول الله إلي السماء الدنيا كل ليلة حين يبقي ثلث الليل الأخير

                          فيقول: من يدعوني فاستجيب له ؟

                          من يسألني فاعطيه ؟

                          من يستغفرني فاغفر له ؟ ).



                          ومعني النزول عند أهل السنة انه ينزل بنفسه سبحانه نزولا حقيقيا يليق بجلاله ، ولا يعلم كيفيته ألا هو .

                          ومعناه عند أهل التأويل نزول أمره ،



                          ونرد عليهم بما يأتي :

                          1. أنه خلاف ظاهر النص والإجماع .

                          2. أن أمر الله ينزل كل وقت وليس خاصا بثلث الليل الأخير .

                          3. إن الأمر لا يمكن أن يقول : من يدعوني فاستجيب له ... الخ .

                          ونزوله سبحانه إلى السماء الدنيا لا ينافي علوه ؛ لان الله سبحانه ليس كمثله شيء ، ولا يقاس نزوله بنزول مخلوقاته .
                          .................................................. .

                          هامش:

                          (1 ) رواه البخاري ، كتاب التفسير ، باب سورة الحج رقم (4741) ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب قوله : يقول الله تعالى لادم أخرج بعث النار رقم (222) .

                          (2 ) أخرجه البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : ( يُرِيدُونَ أن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ) رقم (7494) ومسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب الترغيب في الدعاء والذكر آخر الليل ، رقم (758) .

                          أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
                          آمين

                          تعليق


                          • #28
                            رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

                            ما شاء الله تبارك الرحمن... رحم الله الشيخين ابن تيمية و ابن عُثيمين... نسأل الله أن يجمعنا بهما بالجنات...

                            و جزاك الله خيرا أستاذنا أبا أنس على طريقة العرض الجميلة... قرأت الصفحة الأولى و إن شاء الله أتمكن من العودة للتكملة...

                            تعليق


                            • #29
                              رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

                              جزاكم الله خيرا
                              ولم أفهم معنى هذه الكلمات
                              ونرد عليهم بما يأتي :

                              1. أنه خلاف ظاهر النص والإجماع .

                              2. أن أمر الله ينزل كل وقت وليس خاصا بثلث الليل الأخير .

                              3. إن الأمر لا يمكن أن يقول : من يدعوني فاستجيب له ... الخ .

                              فمن المخالف هنا المردود عليه
                              وما معنى
                              إن الأمر لا يمكن أن يقول : من يدعوني فاستجيب له ... الخ .
                              إن كـان تـابـع أحمـدٍ متـوهِّباً * * * فـأنـا المقـرُّ بـأننـي وهَّـابـي
                              أنفي الشـريك عـن الإله فليس لي * * * ربٌّ سـوى المتفـرِّد الـوهَّـابِ
                              لا قبـةٌ تُــرجـى ولا وثنٌ ولا * * * قبـرٌ لـه سبـب مـن الأسبـابِ
                              كـلا ولا شجـرٌ ولا حجـرٌ ولا * * * عيـنٌ ولا نصـبٌ من الأنصابِ

                              تعليق


                              • #30
                                رد: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية / محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله -

                                { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
                                سورة الرعد الآية 17

                                تعليق

                                يعمل...
                                X