سبل نشر الإلحاد المعاصر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلم يكن الإلحاد في التاريخ الإنساني ظاهرة بارزة ذات تجمع بشري أو مذهبًا مدعمًا بمنظمات ودول، إنما كان الإلحاد ظاهرة فردية شاذة، يجتمع عليها فئات قليلة من هواة الإجرام والظلم والعدوان، وربما كان نزعة متأله متسلط من البشر، يجحد الرب الخالق؛ ليجعل نفسه إلهًا؛ فيعبده الناس من دون الله -تعالى-.
ولم يصبح الإلحاد ظاهرة وبائية إلا بعد أن خطط اليهود لنشر الإلحاد في الناس، ولجعله مذهبًا، وإقامة منظمات ودول كبيرة تدين به.
ولقد جاء في البروتوكول الرابع من "بروتوكولات شياطين صهيون": "يجب علينا أن ننزع فكرة الله ذاتها من عقول "الجوييم" الأميين، وأن نضع مكانها عمليات حسابية، ورغبات مادية".
أما انتشار الإلحاد في الناس خلال القرنين: التاسع عشر والعشرين؛ فكان له سبيلان اتخذهما اليهود وأجراؤهم ووكلاؤهم:
السبيل الأول: رفع شعار العقلانية والعالمانية الذي سيطر بقوة على الفكر الغربي.
السبيل الثاني: نشر الماركسية بكل فلسفتها، وشعاراتها، وبرامجها، وألوان مكرها وكيدها.
ولقد سلكت في سبيل نشر الإلحاد مسالك، منها:
1- تشويه سمعة رجال الدين والحكام المتدينين، وإلصاق التهم بهم، فلقد جاء في البروتوكول السابع قولهم: "لقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كئودًا في طريقنا".
وجاء في البروتوكول التاسع: "ولقد خدعنا الجيل الناشئ، وجعلناه فاسدًا متعفنًا بما علمناه من مبادئ ونظريات معروف لنا زيفها التام، وكنا نحن الملقنين لها".
2- الحيلولة دون قيام حركات دينية في البلاد -مهما كان شأنها ضعيفًا-، والعمل الدائم بيقظة؛ لمحو أي انبعاث ديني، والضرب بعنف بلا رحمة فيه، ومع علمهم بأن للدين دوره الخطير في بناء المجتمعات؛ عملوا على محاصرته من كل الجهات، وفي كل مكان، وإلصاق التهم به، وتنفير الناس منه بكافة الأساليب.
3- تشجيع الكتاب الملاحدة، وإعطاؤهم الحرية كلها في مواجهة الشعور الديني، والتركيز في الأذهان على أن الإسلام انتهى عصره، ولم يبقَ منه اليوم إلا العبادات الشكلية.
4- قطع الروابط الدينية بين الشعوب قطعًا تامًا، وإحلال روابط أخرى مكانها، كالقومية.
5- تعميم ما يهدم الدين من القصص، والمسرحيات، والمحاضرات، والصحف، والأخبار، والمؤلفات التي تروج للإلحاد، وتدعو إليه، وتهزأ بالدين ورجاله، وتدعو إلى العلم وحده، وجعله الإله المسيطر.
6- تحطيم القيم الدينية والروحية؛ بادعاء أن منها خلل وعيوب، ولا تتوافق مع العقل أو العصر، وزعزعة الثقة برجال الدين في كل قطر إسلامي.
ومع ذلك ورغم هذه القوى التي تحارب الدين؛ فإن الإسلام ما يزال يرسل إشعاعًا، وما يزال يتفجر قوة، بدليل أن ملايين من الجيل الجديد بدءوا يعودون إلى الدين ويحملون همه، ويدافعون عنه، وينشرونه في أرجاء المعمورة.
وبدأ ملايين من البشر في العالم يعتنقون الإسلام، ويجاهرون بتعاليمه ويدعون إليه: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد: 17].
كتبه/ محمود عبد الحميد
موقع صوت السلف
تعليق