السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،
أما بعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،
أما بعد:
قال السادة العلماء:-
"إن مصطلح أهل السنة والجماعة ليس توقيفيا، وإنما اصطلح عليه ليكون علامة على طائفة من المسلمين لهم صفات وخصائص معينة، وهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة"
"إن مصطلح أهل السنة والجماعة ليس توقيفيا، وإنما اصطلح عليه ليكون علامة على طائفة من المسلمين لهم صفات وخصائص معينة، وهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة"
ومصطلح أهل السنة والجماعة نشأ عندما ظهرت البدع في أواخر عهد الصحابة كبدعة التشيع، والقدرية، والخوارج،
وأول من أثِر عنه هذا اللفظ الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، إذ قال في تفسير قوله تعالى (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) [آل عمران106] حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة،
ذكرها الحافظ ابن كثير في تفسيره
ذكرها الحافظ ابن كثير في تفسيره
والمقصود من هذا المصطلح إظهار أعظم ما تميز به أهل السنة آنذاك،
* وهو تمسكهم بطريقة النبي صلى الله عليه وسلم في العلم والعمل،
* وتمسكهم بجماعة المسلمين فلم يفرقوها،
ولم ينزعوا يداً من طاعةٍ لمن وجبت طاعته،
= وهذان الوصفان مجتمعان يعتبران من أهم ما خالف فيه الخوارج أهل السنة،
وأكثر خلاف باقي الفِرَق التي حادت عن الجادة إنما كان في الوصف الأول.
وأكثر خلاف باقي الفِرَق التي حادت عن الجادة إنما كان في الوصف الأول.
وأهل السنة والجماعة(نسأل الله أن نكون منهم)
هم المستمسكون بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذين اجتمعوا على ذلك، وهم الصحابة والتابعون، وأئمة الهدى المتبعون لهم، ومن سلك سبيلهم في الاعتقاد والعمل إلى يوم الدين، الذين استقاموا على اتباع الكتاب والسنة، ومجانبة محدثات الأمور والبدع في الدين، في أي مكان وزمان ، وهم باقون منصورون إلى يوم القيامة.
هم المستمسكون بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذين اجتمعوا على ذلك، وهم الصحابة والتابعون، وأئمة الهدى المتبعون لهم، ومن سلك سبيلهم في الاعتقاد والعمل إلى يوم الدين، الذين استقاموا على اتباع الكتاب والسنة، ومجانبة محدثات الأمور والبدع في الدين، في أي مكان وزمان ، وهم باقون منصورون إلى يوم القيامة.
* فائدة هامة:-
وقد يُسمى أهل السنة ببعض أسمائهم أو صفاتهم المأثورة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوعن أئمتهم المقتدى بهم،
وقد يُسمى أهل السنة ببعض أسمائهم أو صفاتهم المأثورة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوعن أئمتهم المقتدى بهم،
= فقد يُطلق عليهم ((أهل السنة))
دون إضافة ((الجماعة)).
= ومن ذلك أن بعض من صنف في الاعتقاد في القرون المفضلة أطلق على كتابه اسم (السنة) مثل:
((السنة)) للإمام أحمد ،
و((السنة)) لعبدالله بن الإمام أحمد،
و((السنة)) للخلال .
دون إضافة ((الجماعة)).
= ومن ذلك أن بعض من صنف في الاعتقاد في القرون المفضلة أطلق على كتابه اسم (السنة) مثل:
((السنة)) للإمام أحمد ،
و((السنة)) لعبدالله بن الإمام أحمد،
و((السنة)) للخلال .
= وقد يُطلق عليهم ((الجماعة)) فقط،
أخذاً من وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة . رواه أبوداود وحسنه الألباني .
أخذاً من وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة . رواه أبوداود وحسنه الألباني .
وكذلك أخذًا من الاجتماع، وهو الاتفاق، وضده الاختلاف، فأهل السنة موصوفون بالاجتماع على أصول الدين، وكذلك بالاجتماع على أئمة الدين وولاة الأمر.
= كما يُطلق عليهم - أيضاً - ((أهل الأثر))
أي السنة المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
أي السنة المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
= وكذلك يُسمون: ((أهل الحديث))،
وهم الآخذون بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواية ودراية ، والمتبعون لهديه - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً. فأهل السنة كلهم أهل حديث على هذا المعنى.
وهم الآخذون بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواية ودراية ، والمتبعون لهديه - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً. فأهل السنة كلهم أهل حديث على هذا المعنى.
فائدة هامة :-
تسمية أهل السنة والطائفة المنصورة والفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث هذا أمر مستفيض عن السلف، لأنه مقتضى النصوص ووصف الواقع والحال،
تسمية أهل السنة والطائفة المنصورة والفرقة الناجية بأنهم أهل الحديث هذا أمر مستفيض عن السلف، لأنه مقتضى النصوص ووصف الواقع والحال،
وقد ثبت ذلك عن ابن المبارك، وابن المديني، وأحمد بن حنبل ، وغيرهم - رضي الله عنهم أجمعين.
وكذا سماهم كثير من الأئمة ، وصدّروا مؤلفاتهم بذلك، مثل: كتاب ((عقيدة السلف أصحاب الحديث)) للإمام إ سماعيل الصابوني، ت:449.
وكذا سماهم كثير من الأئمة ، وصدّروا مؤلفاتهم بذلك، مثل: كتاب ((عقيدة السلف أصحاب الحديث)) للإمام إ سماعيل الصابوني، ت:449.
= ويطلق عليهم أيضًا: ((الفرقة الناجية))،
وهي التي تنجو من النار باتباعها سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذاً من قوله - صلى الله عليه وسلم -: إن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة . رواه أبوداود وحسنه ا لألباني .
وهي التي تنجو من النار باتباعها سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذاً من قوله - صلى الله عليه وسلم -: إن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة . رواه أبوداود وحسنه ا لألباني .
= وكذا كان كثير من السلف وأئمة الدين يصفون ((أهل السنة)) بـ ((الطائفة المنصورة))،
وهم الذين عناهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة . رواه مسلم .
وهم الذين عناهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة . رواه مسلم .
= ويُوصفون - أيضاً - بـ ((أهل الاتباع))
لأن من طريقتهم اتباع آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باطناً وظاهراً، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .
رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني .
لأن من طريقتهم اتباع آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باطناً وظاهراً، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .
رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني .
مما سبق يتبين أنه لا مشاحة في اصطلاح تسمية لأهل الحق يُعرَفون بها ـ من تلك الأوصاف التي ذكرها الأئمة في مصنفاتهم ـ في مقابل الفرق الضالة وأصحاب المناهج المنحرفة المنسوبة للإسلام.
بحيث يكون الانتماء لمنهجهم الذي أمرنا باتباعه والذي ورثوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تنبيه:-
ومما ينبغي التنبه عليه هنا هو أن العبرة بالمنهج الذي عليه الفرد أو الجماعة، وأنه لا اعتبار لهذه المسميات إذا لم يكن المتسمي بها ملتزما بمنهج الحق الذي كان عليه سلف هذه الأمة الأخيار.
ولمزيد بيان راجع: ((شرح العقيدة الواسطية)) لمحمد خليل هراس . و ((مفهوم أهل السنة والجماعة عند أهل السنة والجماعة)) لعبد الكريم بن ناصر العقل .
.................................................. .....
ومما ينبغي التنبه عليه هنا هو أن العبرة بالمنهج الذي عليه الفرد أو الجماعة، وأنه لا اعتبار لهذه المسميات إذا لم يكن المتسمي بها ملتزما بمنهج الحق الذي كان عليه سلف هذه الأمة الأخيار.
ولمزيد بيان راجع: ((شرح العقيدة الواسطية)) لمحمد خليل هراس . و ((مفهوم أهل السنة والجماعة عند أهل السنة والجماعة)) لعبد الكريم بن ناصر العقل .
.................................................. .....
وهنا سؤال هام:
* أين نجد أهل السنة الذين هم الطائفة المنصورة؟
قال السادة العلماء:-
الطائفة المنصورة لا يلزم أن تكون من المجاهدين فقط
ولكنها منهم ومن غيرهم
كالعالم
والعابد
والآمر بالمعروف
والناهي عن المنكر،
قال الإمام النووي في شرح مسلم عن قوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله .
قال البخاري : هم من أهل العلم،
وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم،
قال عياض:
إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث، قلت ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى ولا يلزم أن يكون مجتمعين بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض .اهـ.
إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث، قلت ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى ولا يلزم أن يكون مجتمعين بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض .اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
"..صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوائب هم أهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى... و الأئمة الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة .
"..صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوائب هم أهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى... و الأئمة الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة .
لمزيد تفصيل يراجع كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية
اقتضاء الصراط المستقيم وفتاوى الشبكة الإسلامية
ونقله لكم محبكم في الله
(أبو أنس) حادي الطريق
عفا الله عنه وعن إخوانه
وكل من شاركنا برأيه
_________________________
تم إضافة هذه المداخلة من كلام أخونا المفضال "أبو أنس"_حفظه الله_ ليكتمل الموضوع بإذن الله
يقول أخونا الفاضل ::
وقد جمع بعض إخواننا بموقع أهل الحديث ملخصا لأصول نضبط بها أحوال من ينسب لأهل السنة والجماعة أنقله لك فيما يلي:
1) ما هو تعريف أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب :
أ) أهل السنة و الجماعة هم :
- المتمسكون بمنهج الإتباع للكتاب و السنة،
- و العارفين بهذا المنهج،
- و القائمين عليه،
- و المتّبعين للإجماع.
ب) فــ :
- أهل الشيء هم العارفين به و المتمسكين به و القائمين عليه.
- و السنة هي طريق إتباع النبي محمد صلى الله عليه و سلّم و سبيل الصحابة،
- و الجماعة هي اتباع الإجماع و عدم الخروج عليه.
و من التناقض أن يقال عند إطلاق مصطلح أهل السنة و الجماعة بأنّه : ثلاث جماعات. و في منهج إثتان من هؤولاء الثلاثة ما يتناقض مع بعضهم البعض و مع الجماعة الأخرى في الأصول و ليس جميع أفراد تلك الجماعتين ممن هو حريص بل فيهم من عنده تقصير شديد و ليس هؤولاء المقصرين أقلية حتى يكون لهم حكم الشاذ إذ لو كانوا أقلية لزال هذا الخلاف منذ زمن طويل.
و المقصود بإطلاق مصطلح أهل السنة و الجماعة أن نقول : أهل السنة و الجماعة.
ج) و عليه : فيدخل في هذا المصطلح الحادث: بالدرجة الأولى من عامة أصوله سليمة من العلماء و هم المقصود بهم عند إطلاق وصف أهل السنة و الجماعة.
د) و يلحق بهم حكما من أحبهم و اتّبع إرشاداتهم من العامة فالمرىء مع من أحب.
هـ) و أما من وافق أهل السنة و الجماعة في أغلب مسائلهم و لكنه خالف في بعض الأصول فطالما كان يُظهر الحرص على اتباع السنة و ظهر بأنّ الأمر قد التبس عليه من غير قصد و دون تقصير منه فهذا :
- يُطلق عليه وصف السنة بالمعنى الغير خالص مع وجود قرينة تدل على هذا المعنى، (أو)
- يوصف بأهل السنة و الجماعة و لكن مع تقييد ذلك بما وافق فيه الحق من أصول و مع بيان بطلان أصوله فيما خالف فيه منهج السلف الصالح، فيقال : أهل السنة و الجماعة في كذا و ليس من أهل السنة و الجماعة في كذا.
- فهذا لا تُسوى منزلته بمنزلة من يدخل في هذا المصطلح بالدرجة الأولى و ذلك لتفادي : التلبيس، و اعتقاد أنّ الحق متعدد، و أنّ طريق السنة متناقضة.
و) و أما من كانت موافقته لأهل السنة و الجماعة ضعيفة و عادى أهل السنة و الجماعة فهذا لا يوصف بهذا الوصف، لعدم معرفته بالسنة و أهلها فضلا عن أن يقوم بها و يتمسك بها، غيره أنّه يُعذر طالما لم تقم عليه الحجة.
ن) و أما من كان يقرّر غير منهج الإتباع ولو في شيء يسير و أقيمت عليه الحجّة و بقي مصرا على ذلك التقرير فهذا ليس من أهل السنة و الجماعة في شيء.
2) متى لا نعتبر منهجا بأنّه منهج أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب : إذا خالف أصلا من الأصول التي حصل عليها إجماع سابقا و إذا كانت أدلة هذا المنهج غير مستندة إلى الإتباع للكتاب و السنة بفهم من سبقنا من أهل الفضل.
3) هل يخرج العاصي المسلم من أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب : لا يخرج العاصي من أهل السنة و الجماعة لأنّه :
- لم يَرُدّ إجماعا ظاهرا و
- لأنّه لم يقرّر قولا في الدين من (غير اتباع للكتاب و السنة بفهم سلف الأمّة).
4) هل يُسلَب إطلاق وصف أهل السنة و الجماعة على أصحاب الكبائر؟
الجواب : في اللسان العربي كمال الأوصاف المحمودة يُعبّر عنه بإطلاق الوصف، و مقارفة الكبائر تنافي كمال الأوصاف الحميدة. فلا يطلق وصف السنة على مقارف الكبائر إلا و مع قرينة تدل على ذم أفعاله الشنية.
5) ما معنى قاعدة : "اتباع منهج السلف" ؟
الجواب :المقصود بإتباع منهج السلف الصالح هو : اتباع إجماع سابق لمجتهدي أهل السنة و الجماعة في عصر من العصور، فهاته القاعدة تندرج ضمن ما يعبر عليه علماء أصول الفقه بمصطلح الإجماع. و قد درج العلماء على تسمية أهل القرون الثلاثة الأولى بالسلف الصالح من باب الإصطلاح و لا مشاحة في الإصطلاح و إلا فكلمة السلف الصالح في الأصل تعني كل من سبقنا من أهل الفضل من الصحابة و من تبعهم بإحسان.
6) قاعدة : "وجوب اتباع منهج السلف" هل هي أصل من أصول أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب : نعم لأنّه حصل إجماع سابق على هذا الأصل و عليه أدلة نصية من الكتاب و السنة قطعية.
7) ما رأيك في مقولة : "منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم" ؟
الجواب : ما تحته سطر باطل و اعتبره ابن تيمية -رحمه الله - (كما في الفتاوى المجلد الرابع صفحة 68 على هذ الرابط : اضغط هنا) بأنّه شعبة من شعب الرفض ووجه تشبييه هذا هو أنّ الرافضة طعنوا في الكثير من الصحابة، لإعتقادهم أنّهم أفهم من الصحابة و أعلم منهم, فمن قرّر بأنّ منهج الخلف أعلم و أحكم من منهج السلف فقد شابه الرافضة في شعبة من شعب بدعتهم و لكن تبقى مسألة تبديعه فينظر إلى التفصيل الوارد في إجابتي على السؤال التاسع.
8) هل هناك تعارض بين مقولة : "منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم" و بين قاعدة : "وجوب اتباع منهج السلف" ؟
الجواب : بينهما تناقض لأنّه :
- في المقولة الأولى : يوجد تسويغ لإمكانية عدم اتباع منهج السلف الصالح، (و أما)
- في المقولة الثانية : فيوجد إيجاب لإتباع منهج السلف.
و لا يجتمع : (إيجاب إتباع شيء) و (عدم إيجابه) فلا يجتمع النقيضين
9) القائل بمقولة : "منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم"، هل يعتبر من أهل السنة عندك أم لا ؟
الجواب :
--- أما أن يكون من أهل السنة و الجماعة بالمعنى الخالص؛ فلا، (و)
--- أما أن يكون من أهل السنة و الجماعة بالمعنى (العام أو الإجمالي أو الذي في مقابلة أصحاب البدع الغالية كالرافضة)، فهناك تفصيل :
أ - إن أقيمت عليه الحجة و بقي مصرا على القول بهاته المقولة فلا يُعتَبَرُ من أهل السنة و الجماعة لمخالفته الظاهرة لأصل من أصول أهل السنة و الجماعة ألا وهو وجوب اتباع منهج السلف الصالح.
ب - و أما إن لم تقم عليه الحجة فعندنا حالتين :
(1) فإن كان ظاهره الحرص على اتباع السنة في جميع أمور الدين غير أنّه حدث له لبس في فهم تلك العبارة ظنا منه أنّ السلف يُسوّغون تأويل صفات الله، فهذا لا يبدّع و منزلته منزلة عوام أهل السّنة و الجماعة فلا يعتّد بكلامه في المجالات التي طبّق فيها هاته القاعدة فمثله مثل العوام إن تكلموا فيما لا يحسنون => فلا يستشهد بأقوالهم على سبيل التقرير في المسائل العلمية المتعلقة بالقواعد التي خلطوا فيه خلطا واضحا.
(2) و أما إن كان يرفض النقاش و يعادي أهل الحديث و يصفهم بالحشوية و يرفض أن يفهم كلامهم فهذا هو الذي رضي بنفسه أن يفارق أهل السنة و الجماعة و رضي لنفسه بالبدعة.
انتهى
تعليق