وأول من أثِر عنه هذا اللفظ الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، إذ قال في تفسير قوله تعالى (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) [آل عمران106] حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة، ذكرها الحافظ ابن كثير في تفسيره
نسأل الله أن نكون منهم
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب وزادك علما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم / أبو أنس ..... صاحب الموضوع
أولآ : جزاك الله خيرآ على هذا التوضيح ، وجعله فى ميزان حسناتك ... آمين
ثانيآ : لا أختلف معك فى كلمة واحدة أو حتى حرف واحد مما كتبت ، ولكنى لاحظت أنك فى بداية تعريفك لأهل السنة والجماعة ذكرت بأنهم الملتزمون بالقرآن الكريم - وهو المنزل من قبل الله سبحانه وتعالى - وسنة رسوله الكريم وخاتم النبيين - محمد صلى الله عليه وسلم - ... ثم اقتصر الكلام فى باقى الموضوع وحتى النهاية على أنهم الجماعة ( أو الفرقة ) من المسلمين المتمسكين و الملتزمين بسنة الحبيب صلى الله علية وسلم ، حتى وصل الأمر الى أن بعض العلماء الأفاضل سماهم أهل الحديث ، ومعروف طبعآ أن المقصود بالحديث هنا هو أحاديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه .... ولست أدرى لماذا ! ... أليس أهل السنة والجماعة أهل قرآن كريم أيضآ ؟ ... أم أنه يوجد من بين المسلمين فى أيامنا هذة من ينكر حديثآ صحيحآ واحدآ عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ثالثآ : وفقنا الله جميعآ لما فيه خير الدين والدنيا والعاقبة ... آمين
رابعآ : تقبل تحيات أخوك فى الله سبحانه وتعالى .
لاحظت أنك فى بداية تعريفك لأهل السنة والجماعة ذكرت بأنهم الملتزمون بالقرآن الكريم - وهو المنزل من قبل الله سبحانه وتعالى - وسنة رسوله الكريم وخاتم النبيين - محمد صلى الله عليه وسلم - ... ثم اقتصر الكلام فى باقى الموضوع وحتى النهاية على أنهم الجماعة ( أو الفرقة ) من المسلمين المتمسكين و الملتزمين بسنة الحبيب صلى الله علية وسلم ، حتى وصل الأمر الى أن بعض العلماء الأفاضل سماهم أهل الحديث ، ومعروف طبعآ أن المقصود بالحديث هنا هو أحاديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه .... ولست أدرى لماذا ! ... أليس أهل السنة والجماعة أهل قرآن كريم أيضآ ؟ ... أم أنه يوجد من بين المسلمين فى أيامنا هذة من ينكر حديثآ صحيحآ واحدآ عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
نعم أخي الحبيب هم أهل قرآن أيضا لا شك في ذلك ولكنهم تميزوا باجتهادهم في تحقيق وضبط أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم ولذلك نسبهم الإمام أحمد لأهل الحديث حيث أنهم محققون لا يأخذون إلا بما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم...
وقد جمع بعض إخواننا بموقع أهل الحديث ملخا لأصول نضبط بها أحوال من ينسب لأهل السنة والجماعة أنقله لك فيما يلي:
1) ما هو تعريف أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب :
أ) أهل السنة و الجماعة هم :
- المتمسكون بمنهج الإتباع للكتاب و السنة،
- و العارفين بهذا المنهج،
- و القائمين عليه،
- و المتّبعين للإجماع.
ب) فــ :
- أهل الشيء هم العارفين به و المتمسكين به و القائمين عليه.
- و السنة هي طريق إتباع النبي محمد صلى الله عليه و سلّم و سبيل الصحابة،
- و الجماعة هي اتباع الإجماع و عدم الخروج عليه.
و من التناقض أن يقال عند إطلاق مصطلح أهل السنة و الجماعة بأنّه : ثلاث جماعات. و في منهج إثتان من هؤولاء الثلاثة ما يتناقض مع بعضهم البعض و مع الجماعة الأخرى في الأصول و ليس جميع أفراد تلك الجماعتين ممن هو حريص بل فيهم من عنده تقصير شديد و ليس هؤولاء المقصرين أقلية حتى يكون لهم حكم الشاذ إذ لو كانوا أقلية لزال هذا الخلاف منذ زمن طويل.
و المقصود بإطلاق مصطلح أهل السنة و الجماعة أن نقول : أهل السنة و الجماعة.
ج) و عليه : فيدخل في هذا المصطلح الحادث: بالدرجة الأولى من عامة أصوله سليمة من العلماء و هم المقصود بهم عند إطلاق وصف أهل السنة و الجماعة.
د) و يلحق بهم حكما من أحبهم و اتّبع إرشاداتهم من العامة فالمرىء مع من أحب.
هـ) و أما من وافق أهل السنة و الجماعة في أغلب مسائلهم و لكنه خالف في بعض الأصول فطالما كان يُظهر الحرص على اتباع السنة و ظهر بأنّ الأمر قد التبس عليه من غير قصد و دون تقصير منه فهذا :
- يُطلق عليه وصف السنة بالمعنى الغير خالص مع وجود قرينة تدل على هذا المعنى، (أو)
- يوصف بأهل السنة و الجماعة و لكن مع تقييد ذلك بما وافق فيه الحق من أصول و مع بيان بطلان أصوله فيما خالف فيه منهج السلف الصالح، فيقال : أهل السنة و الجماعة في كذا و ليس من أهل السنة و الجماعة في كذا.
- فهذا لا تُسوى منزلته بمنزلة من يدخل في هذا المصطلح بالدرجة الأولى و ذلك لتفادي : التلبيس، و اعتقاد أنّ الحق متعدد، و أنّ طريق السنة متناقضة.
و) و أما من كانت موافقته لأهل السنة و الجماعة ضعيفة و عادى أهل السنة و الجماعة فهذا لا يوصف بهذا الوصف، لعدم معرفته بالسنة و أهلها فضلا عن أن يقوم بها و يتمسك بها، غيره أنّه يُعذر طالما لم تقم عليه الحجة.
ن) و أما من كان يقرّر غير منهج الإتباع ولو في شيء يسير و أقيمت عليه الحجّة و بقي مصرا على ذلك التقرير فهذا ليس من أهل السنة و الجماعة في شيء.
2) متى لا نعتبر منهجا بأنّه منهج أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب : إذا خالف أصلا من الأصول التي حصل عليها إجماع سابقا و إذا كانت أدلة هذا المنهج غير مستندة إلى الإتباع للكتاب و السنة بفهم من سبقنا من أهل الفضل.
3) هل يخرج العاصي المسلم من أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب : لا يخرج العاصي من أهل السنة و الجماعة لأنّه :
- لم يَرُدّ إجماعا ظاهرا و
- لأنّه لم يقرّر قولا في الدين من (غير اتباع للكتاب و السنة بفهم سلف الأمّة).
4) هل يُسلَب إطلاق وصف أهل السنة و الجماعة على أصحاب الكبائر؟
الجواب : في اللسان العربي كمال الأوصاف المحمودة يُعبّر عنه بإطلاق الوصف، و مقارفة الكبائر تنافي كمال الأوصاف الحميدة. فلا يطلق وصف السنة على مقارف الكبائر إلا و مع قرينة تدل على ذم أفعاله الشنية.
5) ما معنى قاعدة : "اتباع منهج السلف" ؟
الجواب :المقصود بإتباع منهج السلف الصالح هو : اتباع إجماع سابق لمجتهدي أهل السنة و الجماعة في عصر من العصور، فهاته القاعدة تندرج ضمن ما يعبر عليه علماء أصول الفقه بمصطلح الإجماع. و قد درج العلماء على تسمية أهل القرون الثلاثة الأولى بالسلف الصالح من باب الإصطلاح و لا مشاحة في الإصطلاح و إلا فكلمة السلف الصالح في الأصل تعني كل من سبقنا من أهل الفضل من الصحابة و من تبعهم بإحسان.
6) قاعدة : "وجوب اتباع منهج السلف" هل هي أصل من أصول أهل السنة و الجماعة ؟
الجواب : نعم لأنّه حصل إجماع سابق على هذا الأصل و عليه أدلة نصية من الكتاب و السنة قطعية.
7) ما رأيك في مقولة : "منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم" ؟
الجواب : ما تحته سطر باطل و اعتبره ابن تيمية -رحمه الله - (كما في الفتاوى المجلد الرابع صفحة 68 على هذ الرابط : اضغط هنا) بأنّه شعبة من شعب الرفض ووجه تشبييه هذا هو أنّ الرافضة طعنوا في الكثير من الصحابة، لإعتقادهم أنّهم أفهم من الصحابة و أعلم منهم, فمن قرّر بأنّ منهج الخلف أعلم و أحكم من منهج السلف فقد شابه الرافضة في شعبة من شعب بدعتهم و لكن تبقى مسألة تبديعه فينظر إلى التفصيل الوارد في إجابتي على السؤال التاسع.
8) هل هناك تعارض بين مقولة : "منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم" و بين قاعدة : "وجوب اتباع منهج السلف" ؟
الجواب : بينهما تناقض لأنّه :
- في المقولة الأولى : يوجد تسويغ لإمكانية عدم اتباع منهج السلف الصالح، (و أما)
- في المقولة الثانية : فيوجد إيجاب لإتباع منهج السلف.
و لا يجتمع : (إيجاب إتباع شيء) و (عدم إيجابه) فلا يجتمع النقيضين
9) القائل بمقولة : "منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم"، هل يعتبر من أهل السنة عندك أم لا ؟
الجواب :
--- أما أن يكون من أهل السنة و الجماعة بالمعنى الخالص؛ فلا، (و)
--- أما أن يكون من أهل السنة و الجماعة بالمعنى (العام أو الإجمالي أو الذي في مقابلة أصحاب البدع الغالية كالرافضة)، فهناك تفصيل :
أ - إن أقيمت عليه الحجة و بقي مصرا على القول بهاته المقولة فلا يُعتَبَرُ من أهل السنة و الجماعة لمخالفته الظاهرة لأصل من أصول أهل السنة و الجماعة ألا وهو وجوب اتباع منهج السلف الصالح.
ب - و أما إن لم تقم عليه الحجة فعندنا حالتين :
(1) فإن كان ظاهره الحرص على اتباع السنة في جميع أمور الدين غير أنّه حدث له لبس في فهم تلك العبارة ظنا منه أنّ السلف يُسوّغون تأويل صفات الله، فهذا لا يبدّع و منزلته منزلة عوام أهل السّنة و الجماعة فلا يعتّد بكلامه في المجالات التي طبّق فيها هاته القاعدة فمثله مثل العوام إن تكلموا فيما لا يحسنون => فلا يستشهد بأقوالهم على سبيل التقرير في المسائل العلمية المتعلقة بالقواعد التي خلطوا فيه خلطا واضحا.
(2) و أما إن كان يرفض النقاش و يعادي أهل الحديث و يصفهم بالحشوية و يرفض أن يفهم كلامهم فهذا هو الذي رضي بنفسه أن يفارق أهل السنة و الجماعة و رضي لنفسه بالبدعة.
انتهى
أرجو من الله أن أكون قد وفقت لما أردت أخي الكريم وفي انتظار جديدكم
وفقكم الله
أخى الكريم / أبو أنس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولآ : أشكرك على سعة صدرك واهتمامك وردك المستفيض ، وجزاك الله سبحانه وتعالى خيرآ .
ثانيآ : أود أن أوضح لك بأننى أؤمن بأن السنة النبوية الصحيحة ( 100 % ) هى شرح وتوضيح وتطبيق عملى للأحكام التكليفية الموجودة فى القرآن الكريم ، حتى وان لم نجد نصآ قرآنيآ فى موضوع تطرقت اليه السنة فهى - أى السنة - قد جاءت مسايرة ومتمشية مع روح القرآن لأنها جاءت من رسول القرآن - عليه الصلاة والسلام - ومن نبى شرح الله سبحانه وتعالى له صدره ، فلا يتوقع أبدآ أن تبتعد عن روح القرآن الكريم ، وهذا ما أؤمن وأسلم به قطعآ .
وهى بذلك - أى السنة النبوية - واجبة الاتباع قدر المستطاع وعدم الرفض أو الخروج عنها أو محاولة تغييرها .
هذا بالنسبة للأحكام التكليفية ، وأما عن باقى آيات القرآن الكريم المعجزات على مر الزمان والى ما شاء الله - وذلك هو مكمن الاعجاز - فقد قال في تفسيره - وبالتالى فهمه - فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى ( رحمه الله ) قال فيه قولآ صريحآ جاء فى مقدمة خواطره الايمانية حول القرآن الكريم هذا نصه :
( ان تفسير القرآن متروك للزمن الى أن تقوم الساعة ، وكل زمن سيتسع لتفسيره تفسيرآ يتفق مع قضايا الكون كله ) . انتهى كلامه
وبالتالى ... يمكن للأجيال المتعاقبة بتعاقب الأزمنة أن تختلف فيما بينها فى تفسيرها وفهمها لآيات ومعجزات القرآن الكريم وبما يتفق ومعطيات العصر أو الزمان ، ويكون كل جيل فى زمنه على صواب وهذا من اعجاز القرآن الكريم ، وهنا لابد من ذكر الآية الكريمة :
قال تعالى ( هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، وما يعلم تأويله الا الله . والراسخون فى العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا ، وما يذكر الا أؤلوا الألباب ) صدق الله العظيم ،7 : آل عمران .
فما رأيكم ؟
وفقنا الله جميعآ لما يحب ويرضى .... آمين .
وتقبل تحياتى .
تعليق