إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [هام] سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

    الموضوع الأول : الفرق بين المشركين والكفار ومن أي الفريقين اليهود والنصارى؟
    الحمد لله
    أولاً :
    الكفر هو جحد الحق وستره ، فأصل الكفر في اللغة : التغطية ، وأما الشرك فهو صرف العبادة لغير الله تعالى .
    فالكفر قد يكون بالجحود والتكذيب ، أما المشرك فإنه يؤمن بالله تعالى ، هذا هو الفرق بين المشرك والكافر ‏.‏
    وقد يأتي كل من اللفظين بمعنى الآخر ، فيطلق الكفر بمعنى الشرك ، ويطلق الشرك بمعنى الكفر .
    قال النووي رحمه الله :
    " الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى ، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبادة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش ، فيكون الكفر أعم من الشرك " انتهى .
    "شرح صحيح مسلم" (2/71) .
    وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
    " الكفر جحد الحق وستره ، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا ، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك .
    أما الشرك فهو : صرف بعض العبادة لغير الله ، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك ، أو يذبح لهم أو ينذر لهم ، ويطلق على الكافر أنه مشرك ، وعلى المشرك أنه كافر ، كما قال الله عز وجل : ( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) المؤمنون/117 ، وقال سبحانه : ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ) المائدة/72 ، وقال جل وعلا في سورة فاطر : ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ . إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) فاطر/13، 14 ، فسمى دعاءهم غير الله شركا في هذه السورة ، وفي سورة المؤمنون سماه كفراً .
    وقال سبحانه في سورة التوبة : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) التوبة/32، 33 ، فسمى الكفار به كفاراً ، وسماهم مشركين ، فدلَّ ذلك على أن الكافر يسمى مشركاً ، والمشرك يسمى كافراً ، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة ،
    ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْك الصَّلاةِ ) ، أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ، والله ولي التوفيق " انتهى .
    "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (9/174، 175) .
    وقال الشيخ رحمه الله – أيضاً - :
    " ومن الشرك أن يعبد غير الله عبادة كاملة ، فإنه يسمى شركا ، ويسمى كفرا ، فمن أعرض عن الله بالكلية وجعل عبادته لغير الله كالأشجار أو الأحجار أو الأصنام أو الجن أو بعض الأموات من الذين يسمونهم بالأولياء ، يعبدهم أو يصلي لهم أو يصوم لهم وينسى الله بالكلية ، فهذا أعظم كفرا وأشد شركا ، نسأل الله العافية ، وهكذا من ينكر وجود الله ، ويقول ليس هناك إله ، والحياة مادة ، كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله ، هؤلاء أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركا وضلالا نسأل الله العافية ، والمقصود أن أهل هذه الاعتقادات وأشباهها كلها تسمى شركا ، وتسمى كفرا بالله عز وجل ، وقد يغلط بعض الناس لجهله فيسمي دعوة الأموات والاستغاثة بهم وسيلةً ، ويظنها جائزة ، وهذا غلط عظيم ؛ لأن هذا العمل من أعظم الشرك بالله ، وإن سماه بعض الجهلة أو المشركين وسيلة ، وهو دين المشركين الذي ذمهم الله عليه وعابهم به ، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لإنكاره والتحذير منه " انتهى .
    "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (4/32، 33) .
    ثانياً :
    واليهود والنصارى كفار ومشركون ، أما كفرهم فلأنهم جحدوا الحق ، وكذبوا به ، وأما شركهم فلأنهم عبدوا غير الله تعالى .
    قال الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/30، 31 . فوصفهم هنا بالشرك ، وفي سورة البينة وصفهم بالكفر ، قال الله تعالى : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) البينة/1 .
    قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ردّاً على من قال : إن لفظ المشركين بإطلاقه لا يتناول أهل الكتاب :
    " والأقرب أن أهل الكتاب داخلون في المشركين والمشركات عند الإطلاق رجالهم ونساؤهم ؛ لأنهم كفار مشركون بلا شك ، ولهذا يمنعون من دخول المسجد الحرام ، لقوله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ) التوبة/28. ولو كان أهل الكتاب لا يدخلون في اسم المشركين عند الإطلاق لم تشملهم هذه الآية ، ولما ذكر سبحانه عقيدة اليهود والنصارى في سورة براءة قال بعد ذلك : ( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/31 ، فوصفهم جميعا بالشرك ؛ لأن اليهود قالوا : عزير ابن الله ، والنصارى قالوا : المسيح ابن الله ؛ ولأنهم جميعاً اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ، وهذا كله من أقبح الشرك والآيات في هذا المعنى كثيرة " انتهى .
    "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (4/274) .
    والله أعلم .
    حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

    سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

  • #2
    رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

    سلسة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )
    الموضوع الثانى : إمام مسجد لا يرى كفر اليهود والنصارى ! ويرد الحديث المخالف لعقله !

    أولاً:
    لا ندري كيف يجهل مثل الأمر إن كان يقرأ الفاتحة في صلاته، وكيف يجهل أن ( المغضوب عليهم ) هم اليهود، وأن ( الضالين ) هم النصارى؟!
    ولا ندري كيف يكون أعلم بالقرآن منك وهو يقرأ فيه قوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة/ 17 ، وقوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة/ 72 ، وقوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة/ 73 ، وقوله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/ 30 ، 31 .
    فهل قرأ ذلك الإمام تلك الآيات ؟ وهل فيها غموض حتى يجهل معناها ؟ وهل علم هذا الإمام أن الإجماع قائم لا على كفر اليهود والنصارى فحسب ، بل على كفر من شكَّ في كفرهم !
    ثم هب أن هذا الإمام لا يعلم ذلك ، أو يظن أن اليهود والنصارى الذين يتعامل معهم ، أو يصادقهم ولا يكفرهم ، لا يشركون بالله ، ولا يعتقدون أن المسيح ابن الله ، أو غير ذلك من عقائدهم الشركية ؛ فماذا يعلم عن موقفهم من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ هل هم مؤمنون به ، مصدقون له في دينه ، متبعون له في شرعه ؟ أو هم كفار به ، مكذبون له ولرسالته ؟
    قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً ) النساء /150-151 .
    وفي صحيح مسلم (153) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
    ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار ) .
    قال الإمام النووي رحمه الله :
    " َأَمَّا الْحَدِيثُ فَفِيهِ نَسْخُ الْمِلَلِ كُلِّهَا بِرِسَالَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
    وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ) : أَيْ مِمَّنْ هُوَ مَوْجُودٌ فِي زَمَنِي وَبَعْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَكُلُّهُمْ يَجِبُ عَلَيْهِ الدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ . وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيَّ تَنْبِيهًا عَلَى مَنْ سِوَاهُمَا ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَهُمْ كِتَابٌ ؛ فَإِذَا كَانَ هَذَا شَأْنَهُمْ مَعَ أَنَّ لَهُمْ كِتَابًا ، فَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ لَا كِتَابَ لَهُ أَوْلَى . وَاللَّهُ أَعْلَمُ ." انتهى .
    فمثل هذا لا يخفى على موحِّد ، إلا أن يكون التوحيد والشرك عنده سواء ، وإذا كان لا يرى كفر اليهود والنصارى : فما حكم المسلمين عنده ؟! لأن المسلمين عند اليهود والنصارى كفار مخلدون في نار جهنم ! فهل يرى رأيهم ، ويعتقد اعتقادهم ؟! .
    والذي نقوله أنا لا نشك في أن ما قاله ردة عن الدين ، وكفر بإجماع المسلمين ، فإن كان مكلَّفاً يدري ما يقول ، وقد علم حكم ذلك في الإسلام ، فقد خرج من ملة الإسلام ، وكفر باعتقاده ذلك .
    1. قال ابن حزم – رحمه الله - :
    واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً .
    " مراتب الإجماع " ( ص 119 ) .
    2. وقال القاضي عياض – رحمه الله - :
    ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل ، أو وقف فيهم ، أو شك ، أو صحح مذهبهم ، وإن أظهر مع ذلك الإسلام ، واعتقده ، واعتقد إبطال كل مذهب سواه : فهو كافر بإظهار ما أظهره من خلاف ذلك .
    " الشفا في أحوال المصطفى " ( 2 / 610 ) .
    3. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
    قد ثبت في الكتاب ، والسنَّة ، والإجماع : أن من بلغته رسالته صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به : فهو كافر ، لا يقبل منه الاعتذار بالاجتهاد ؛ لظهور أدلة الرسالة ، وأعلام النبوة .
    " مجموع الفتاوى " ( 12 / 496 ) .
    4. وقال – رحمه الله – أيضاً - :
    إن اليهود والنصارى كفار كفراً معلوماً بالاضطرار من دين الإسلام .
    " مجموع الفتاوى " ( 35 / 201 ) .
    5. وقال الحجاوي - رحمه الله - :
    من لم يكفر من دان بغير الإسلام ، كالنصارى ، أو شك في كفرهم ، أو صحح مذهبهم : فهو كافر .
    " كشاف القناع " ( 6 / 170 ) .
    07 وفي الإقناع ـ أيضا ـ للحجاوي ، وشرحه ، للبهوتي (6/170) :
    " ( وقال الشيخ [ أي : شيخ الإسلام ابن تيمية ] : من اعتقد أن الكنائس بيوت الله ، وأن الله يُعبد فيها ، وأن ما يفعل اليهود والنصارى عبادة لله وطاعة له ولرسوله ، أو أنه يحب ذلك أو يرضاه ) فهو كافر، لأنه يتضمن اعتقاد صحة دينهم ، وذلك كفر كما تقدم ( أو أعانهم على فتحها ) أي الكنائس ( وإقامة دينهم ، و ) اعتقد ( أن ذلك قربة أو طاعة : فهو كافر ) ؛ لتضمنه اعتقادَ صحة دينهم . ( وقال ) الشيخ ( في موضع آخر : من اعتقد أن زيارة أهل الذمة في كنائسهم قربة إلى الله : فهو مرتد . وإن جهل أن ذلك محرم : عُرِّف ذلك ؛ فإن أصر : صار مرتدا ) ، لتضمنه تكذيب قوله تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام }" . انتهى .
    6. وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
    ما حكم مَن لم يكفِّر اليهود والنصارى ؟ .
    فأجاب :
    هو مثلهم ، مَن لم يكفر الكفار : فهو مثلهم ، الإيمان بالله هو تكفير من كفر به ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من وحَّد الله وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه وحسابه على الله ) ، ويقول جل وعلا : ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
    فلا بد من الإيمان بالله ، وتوحيده والإخلاص له ، والإيمان بإيمان المؤمنين ، ولا بد من تكفير الكافرين ، الذين بلغتهم الشريعة ولم يؤمنوا ، كاليهود ، والنصارى ، والمجوس ، والشيوعيين ، وغيرهم ، ممن يوجد اليوم ، وقبل اليوم ، ممن بلغتهم رسالة الله ولم يؤمنوا ، فهم من أهل النار كفار ، نسأل الله العافية .
    " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 28 / 46 ، 47 ) .
    7. وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
    عمَّا زعمه أحد الوعاظ في مسجد من مساجد " أوربا " من أنه لا يجوز تكفير اليهود والنصارى ؟ .
    فأجاب – بعد أن ساق بعض الآيات السابقة - :
    ... فمَّن أنكر كفر اليهود والنصارى الذين لم يؤمنوا بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، وكذبوه : فقد كذَّب الله عز وجل ، وتكذيب الله : كفر ، ومن شك في كفرهم : فلا شك في كفره هو .
    ويا سبحان الله ! كيف يرضى هذا الرجل أن يقول : إنه لا يجوز إطلاق الكفر على هؤلاء وهم يقولون : " إن الله ثالث ثلاثة " ، وقد كفرهم خالقهم عز وجل ؟ وكيف لا يرضى أن يكفر هؤلاء وهم يقولون : " إن المسيح ابن الله " ، ويقولون : " يد الله مغلولة " ، ويقولون : " إن الله فقير ونحن أغنياء " ؟! كيف لا يرضى أن يكفر هؤلاء وأن يطلق كلمة الكفر عليهم وهم يصفون ربهم بهذه الأوصاف السيئة التي كلها عيب ، وشتم ، وسب ؟! .
    وإني أدعو هذا الرجل ، أدعوه : أن يتوب إلى الله عز وجل ، وأن يقرأ قول الله تعالى : ( ودوا لو تدهن فيدهنون ) وألا يداهن هؤلاء في كفرهم ، وأن يبين لكل أحد أن هؤلاء كفار ، وأنهم من أصحاب النار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني من هذه الأمة - أي : أمة الدعوة - ثم لا يتبع ما جئت به - أو قال : لا يؤمن بما جئت به - إلا كان من أصحاب النار ) .
    فعلى هذا القائل أن يتوب إلى ربه من هذا القول العظيم الفرية ، وأن يعلن إعلاناً صريحاً بأن هؤلاء كفرة ، وأنهم من أصحاب النار ، وأن الواجب عليهم أن يتبعوا النبي الأمي محمَّداً صلى الله عليه وسلم ، فإنه مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) ...
    وإني أقول : إن كل مَن زعم أن في الأرض ديناً يقبله الله سوى دين الإسلام : فإنه كافر ، لا شك في كفره ؛ لأن الله عز وجل يقول في كتابه : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، ويقول عز وجل : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) .
    وعلى هذا - وأكررها مرة ثالثة - : على هذا القائل أن يتوب إلى الله عز وجل ، وأن يبين للناس جميعاً أن هؤلاء اليهود والنصارى كفار ؛ لأن الحجة قد قامت عليهم ، وبلغتهم الرسالة ، ولكنهم كفروا عناداً ... وهذا أمر لا إشكال فيه ، والله المستعان .
    " مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 3 / جواب السؤال رقم : 386 ) باختصار .
    وانظر جواب السؤال ( 6688 ) ففيه زيادات مهمة .
    ثانياً:
    وأما قوله : إن الحديث ينبغي رده إذا كان مخالفاً للمنطق : فهي دعوى فارغة ، لا تستحق الالتفات لها ، فمنطق من نعرض عليه الحديث ؟ هؤلاء الذين تزوج منهم ، وصادقهم ، ومن لم يكفرهم : من منطقهم : الشذوذ ، والربا ، والزنا ، وشرب الخمر ، وعبادة الدولار ، فأي حديث شريف فيه تحريم الربا ، وتحريم الخمر ، وحرمة البيع على البيع ، وحرمة كسب الحرام ، وحرمة الاختلاط ، والنظر إلى المحرمات : أي شيء من ذلك سيقبلونه ؟
    أو من منطق من تأثر ببلاد الكفر وما يراه فيها ، أو منطق أهل البدع والضلال ، أو منطق من ؟!
    وإذا كان الرجل يعجبه كلام أهل العقول ، فنذكر له هنا نصا مهما ، ليس لأحد أئمة أهل الحديث ، بل لأحد أصحاب المنهج العقلي ، وهو الفيلسوف المعروف : أبو الحسن العامري (ت: 381هـ) ، يقول :
    " وليس يُشَك أن أصحاب الحديث هم المعنيّون بمعرفة التواريخ العائدة بالمنافع والمضار ، وهم العارفون لرجال السلف بأنسابهم وأماكنهم ، ومقادير أعمارهم ، ومن اختلف إليهم وأخذ العلم عنهم . بل هم المتحققون لما يصِحّ من الأحاديث الدينية وما يسْقَم ، وما يقوى منها وما يضعف ؛ بل هم المتجشمون للحِلّ والترحال في أقاصي البلدان وأدانيها ، ليأخذوا عن الثقات سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل هم المجتهدون أن يصيروا نُقَّاد الآثار ، وجهابذة الأخبار ، فيعرفوا الموقوف منها والمرفوع ، والمسند والمرسل ، والمتصل والمنقطع ، والنسيب والمُلْصق ، والمشهور والمدلس ، وأن يصونوا صناعتهم صيانة لو رام أحد أن يفتعل حديثا مُزَوَّرا ، أو يغير إسنادا ، أو يحرف متنا ، أو يروج فيها ما روج في الأخبار الأدبية ، كالفتوح والسير والأسمار والوقائع : للحقه من جماعتهم أعنف النكير .
    وإذا كان هذا سعيهم ، وعليه مدار أمرهم : فمن الواجب أن نعتقد لهم فيما أكَّدوا من العناية أعظم الحق ، وأوفر الشكر ، وأتم الإحماد ، وأبلغ التقريط " . انتهى .
    الإعلام بمناقب الإسلام ، لأبي الحسن العامري (113
    لكن إذا كان الرجل يشك في كفر اليهود والنصارى ، ويجادل عنهم ؛ فأي شيء تنتظر منه بعد ذلك ؟!
    لكن ، لأن هذا الرجل مقيم في بلاد الكفر ، ونخشى أن يكون قد وقر في قلبه شيء من الشبهة في كفر هؤلاء ، أو ألقى عليه بعض أهل الضلالة شيئا من بدعهم وضلالالتهم ، لا سيما وقد وجدنا منذ سنوات من يتكلم بذلك الضلال : فبيِّن له ما ذكرناه لك ، وذكر بما زعم أنه عارف به من نصوص القرآن والسنة ، واعرض عليه نصوص أهل العلم على ذلك : فإن أبى وأصر على موقفه ، فليس هذا بمسلم أصلا ، فضلا عن أن يكون إماما .
    والذي ننصحك به ، على كل حال : ألا تصلي خلفه مثل هذا الرجل ، جمعة ولا جماعة ، ولا فرضا ولا نفلا ؛ وابحث لك عن مكان آخر ، إمامه سالم من تلك الضلالات .
    والله أعلم
    حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

    سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

      سلسة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )
      الموضوع الثالث : تفسير آيات كفر النصارى

      وقوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة/ 72
      يخبر تعالى عن كفر النصارى بقولهم { إن الله هو المسيح بن مريم } بشبهة أنه خرج من أم بلا أب و خالف المعهود من الخلقة الإلهية .
      و الحال أنه عليه الصلاة و السلام قد كذبهم فى هذه الدعوى و قال لهم :{ يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربى و ربكم } فأثبت لنفسه العبودية التامة و لربه الربوبية الشاملة لكل مخلوق .
      { إنه من يشرك بالله } أحداً من المخلوقين لا عيسى و لا غيره بالخالق و صرف ما خلقه الله له - و هو العبادة الخالصة - لغير من هى له فاستحق أن يخلد فى النار .
      { و ما للظالمين من أنصار } يتقذونهم من عذاب الله أو يرفعون عنهم بعض ما نزل بهم
      [ تفسير السعدى - صـ 194]

      قوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة/ 17
      لما ذكر تعالى أخذ الميثاق على أهل الكتابين و أنهم لم يقوموا به بل نقضوه ذكر أقوالهم الشنيعة :
      فذكر قول النصارى القول الذى ما قاله أحداً غيرهم بأن الله هو المسيح بن مريم ووجه شبهتهم أنه ولد من غير أب فاعتقدوا فيه هذا الإعتقاد الباطل مع أن حواء نظيره خلقت بلا أم و آدم أولى منه خلق بلا أب و لا أم فهل أدعوا فيهم الإلهية كما ادعوها فى المسيح ؟
      فدل على أن قولهم اتباع هوى من غير برهان و لا شبهة فرد الله عليهم بأدلة عقلية واضحة { قل من يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم و أمه و من فى الأرض جميعا}
      فإذا كان المذكورون لا إمتناع عندهم يمنعهم لو أراد الله أن يهلكهم و لا قدرة لهم على ذلك - دل على بطلان إلهية من لا يمتنع على الإهلاك و لا فى قوته شىء من الفكاك
      ومن الأدلة أن { الله } وحده { ملك السموات و الأرض و ما بينهما } يتصرف فيهم بحكمة الكونى و الشرعى و الجزائى و هم مملكون مدبرون
      فهل يليق أن يكون المملوك العبد الفقير إلها معبودا غنيا من كل وجه؟ ذا من أعظم المحال
      و لا وجه لاستغرابهم لخلق المسيح عيسى بن مريم من غير أب فإن الله { يخلق ما يشاء} إن شاء من أب و أم سائر بنى آدم و إن شاء من أب بلا أم كحواء و إن شاء من أم بلا أب كعيسى و إن شاء من غير أب و لا أم كآدم
      [ تفسير السعدى - صـ182]

      وقوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة/ 73

      { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ } و هذا من أقوال النصارى المنصوصة عندهم زعموا أن الله ثالث ثلاثة الله و عيسى و مريم تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
      و هذا أكبر دليل على قلة عقول النصارى كيف قبلوا هذه المقالة الشنعاء و العقيدة القبيحة ؟!
      كيف اشتبه عيهم الخالق بالمخلوق ؟!
      و كيف خفى عليهم رب العالمين ؟!
      قال تعالى ردا عليهم و على أشباههم { و ما من إله إلا إله واحد} متصف بكل صفة كمال منزة عن كل نقص منفرد بالخلق و التدبير ما بالخلق من نعمة إلا منه فكيف يجعل معه إله غيره ؟!! تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً
      ثم توعدهم بقوله :{ و إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم } ثم دعاهم إلى التوبة عما صدر منهم و بين أنه يقبل التوبة عن عباده
      [ تفسير السعد - صـ194]


      وقوله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/ 30 ، 31 .

      لما أمر تعالى بقتال أهل الكتاب ذكر أقوالهم الخبيثة ما يهيج المؤمنين الذين يغارون لربهم و لدينهم على قتالهم و الإجتهاد و بذل الوسع فيه فقال :{ وقالت اليهود عزير ابن الله } و هذه المقالة إن لم تكن مقاة لعامتهم فقد قالها فرقة منهم فيدل ذلك على أن فى اليهود من الخبث و الشر ما أوصلهم إلى أن قالوا هذه المقالة التى تجرؤوا فيها على الله و تنقصوا عظمته و جلاله
      و قد قيل : إن سبب إدعائهم فى عزير أنه ابن الله أنه لما تسلط الملوك على بنى إسرائيل و مزقوهم كل ممزق و تقول حملة التوراة وجدوا عزيرا بعد ذلك حافظا لها أو أكثرها فأملأها عليهم من حفظه و استنسخوها فادعوا فيه هذه الدعوى الشنيعة
      { و قالت النصارى المسيح } عيسى ابن مريم { ابن الله } قال الله تعالى : { ذلك } القول الذى قالوه { قولهم بأفواههم} لم يقيوا عليه حجة و لا برهانا
      و من كان لا يبالى بما يقول لا يتغرب علية أى قول يقوله فإنه لا دين و لا عقل يحجزه عما يريد من الكلام
      و لهذا قال :{ يضاهئون} أى : يشابهون فى قولهم هذا { قول الذين كفروا من قبل } أى : قول المشركين الذين يقولون :"الملائكة بنات الله" تشابهت أقولهم فى البطلان
      { قاتلهم الله أنى يؤفكون} أى : كيف يصرفون عن الحق الصرف الواضح المبين إلى القول الباطل المبين
      [ تفسير السعدى- صـ286]
      تعريف الكافر من القرآن :
      قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً ) النساء /150-151 .
      هناك قسمان قد وضحا لكل أحد : مؤمن بالله و رسله كلهم و كتبه و كافر بذلك كله و بقى قسم ثالث : و هو الذى يزعم أنه يؤمن ببعض الرسل دون بعض و أن هذا سبيل ينجيه من عذاب الله إن هذا إلا مجرد أمانى فإن هؤلاء يريدون التفريق بين الله و رسله فإن من تولى الله حقيقة تولى جميع رسله لأن ذلك
      من تمام تولية و من عادى أحداً من رسله فقد عادى الله و عادى جميع رسله كما قال الله تعالى :{ من كان عدوا لله } الآيات
      و كذلك من كفر برسول فقد كفر بجميع الرسل بل بالسول الذى يزعم أنه به مؤمن و لهذا قال :{ أولئك هم الكافرون حقا}
      و ذلك لئلا يتوهم أن منزلتهم متوسطة بين الإيمان و الكفر
      و وجة كونهم كافرين - حتى بمن زعموا الإيمان به - أن كل دليل دلهم على الإيمان بما آمنوا به موجود هو أو مثله أو ما هو فوقه النبى الذى كفروا به و كل شبهة يزعمون أنهم يقدحون فى النبى الذى كفروا به موجود مثلها أو أعظم منها فيما آمنوا به
      فلم يبقى بعد ذلك إلا التشهى و الهوى و مجرد الدعوى التى يمكن كل أحد أن يقابلها بمثلها و لما ذكر أن هؤلاء هم الكافرون حاقا ذكر عقابا شاملا لهم و لك كافر فقال :{ و أعتدنا للكافرين عذابا مهينا} كما تكبروا على الإيمان بالله أهانهم بالعذاب الأليم المخزى
      تعريف المؤمن من القرآن :
      { و الذين آمنوا بالله و رسله و لم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم و كان الله غفورا رحيما }

      {و الذين آمنوا بالله و رسله } و هذا يتضمن الإيمان بكل ما أخبر الله به عن نفسه و بكل ما جاءت به الرسل من الأخبار و الأحكام { و لم يفرقوا بين أحداً منهم } بل آمنوا بهم كلهم فهذا هو الإيمان الحقيقى
      { أولئك سوف يؤتيهم أجورهم } أى : جزاء إيمانهم و ما ترتب عليه و من عمل صالح و قول حسن و خلق جميل كل على حسب حاله و لعل هذا هو السر فى إضافة الأجور إليهم
      { وكان الله غفورا رحيما} يغفر السيئات و يتقبل الحسنات
      [ تفسير السعدى - صـ 168-169]

      حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

      سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

        [SIZE="5"][COLOR="DarkOliveGreen"]سلسة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )
        الموضوع الرابع : تهنئة النصارى في أعيادهم
        الحمد لله
        المحذور في تهنئة النصارى في أعيادهم هو إظهار الفرحة لهم ، وإبداء المجاملة والموافقة على صنيعهم ، ولو كان في الظاهر دون الباطن .
        فالتحريم واردٌ فيمَن أظهر لهم أي شكل من أشكال المشاركة والموافقة ، كالهدية ، والتهنئة القولية ، والإجازة عن العمل ، وصنع الطعام ، والذهاب إلى أماكن الألعاب ونحوها من عادات العيد ، والنية المخالفة لظاهر اللفظ لا تنقل الحكم إلى الجواز ، فظاهر هذه الأعمال كافٍ في القول بالتحريم .
        ومعلوم أن أكثر الناس المتساهلين في هذه الأمور لا يقصدون مشاركة النصارى في شركهم ، وإنما يدفعهم إليها المجاملة حينا ، والحياء أحيانا أخرى ، ولكن المجاملة على الباطل لا تجوز ، بل الواجب إنكار المنكر والسعي في تغييره .
        قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (2/488) :
        " لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء , مما يختص بأعيادهم , لا من طعام , ولا لباس ولا اغتسال , ولا إيقاد نيران , ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة , وغير ذلك ، ولا يحل فعل وليمة , ولا الإهداء , ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك ، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ، ولا إظهار زينة .
        وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم , بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم . وأما إذا أصابه المسلمون قصدا , فقد كره ذلك طوائف من السلف والخلف . وأما تخصيصه بما تقدم ذكره فلا نزاع فيه بين العلماء . بل قد ذهب طائفة من العلماء إلى كفر من يفعل هذه الأمور , لما فيها من تعظيم شعائر الكفر , وقال طائفة منهم : من ذبح نطيحة يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيرا .
        وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : من تأسى ببلاد الأعاجم , وصنع نيروزهم ومهرجانهم , وتشبه بهم حتى يموت , وهو كذلك , حشر معهم يوم القيامة .
        وقد شرط عليهم أمير المومنين عمر بن الخطاب والصحابة وسائر أئمة المسلمين أن لا يظهروا أعيادهم في دار [بلاد] المسلمين , وإنما يعملونها سرا في مساكنهم .
        وقد قال غير واحد من السلف في قوله تعالى : ( والذين لا يشهدون الزور ) قالوا : أعياد الكفار , فإذا كان هذا في شهودها من غير فعل , فكيف بالأفعال التي هي من خصائصها . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسند والسنن أنه قال : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وفي لفظ : ( ليس منا من تشبه بغيرنا ) . وهو حديث جيد . فإذا كان هذا في التشبه بهم , وإن كان من العادات , فكيف التشبه بهم فيما هو أبلغ من ذلك ؟ , وقد كره جمهور الأئمة - إما كراهة تحريم , أو كراهة تنزيه - أكل ما ذبحوه لأعيادهم وقرابينهم ، إدخالا له فيما أهل به لغير الله , وما ذبح على النصب , وكذلك نهوا عن معاونتهم على أعيادهم بإهداء أو مبايعة , وقالوا : إنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم , لا لحما , ولا دما , ولا ثوبا , ولا يعارون دابة , ولا يعاونون على شيء من دينهم ; لأن ذلك من تعظيم شركهم , وعونهم على كفرهم ، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك ؛ لأن الله تعالى يقول : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ، ثم إن المسلم لا يحل له أن يعينهم على شرب الخمور بعصرها , أو نحو ذلك ، فكيف على ما هو من شعائر الكفر ؟! وإذا كان لا يحل له أن يعينهم هو ، فكيف إذا كان هو الفاعل لذلك ؟! " انتهى.


        الحمد لله
        تهنئة الكفار في أعيادهم ، أمر محرم ،
        والذي يظهر أن إرسال رسالة إلى من تعرفه منهم ، في أيام أعيادهم ، مضمونها : أتمنى لك الخير أو الأفضل ، أن ذلك من التهنئة .
        لكن لو أرسلت هذه الرسالة في غير أيام الأعياد الخاصة بهم ، بنية دعوتهم والرغبة في هدايتهم ، فلا حرج .
        عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ [ يعني : يفتعلون العطاس من عندهم ] عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ فَيَقُولُ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ .
        رواه الإمام أحمد (19089) أبو داود (5038) والترمذي (2739) وصححه الألباني في الإرواء (1277) .
        قال في عون المعبود : " أَيْ وَلَا يَقُول لَهُمْ يَرْحَمكُمْ اللَّه , لِأَنَّ الرَّحْمَة مُخْتَصَّة بِالْمُؤْمِنِينَ بَلْ يَدْعُو لَهُمْ بِمَا يُصْلِح بَالَهُمْ مِنْ الْهِدَايَة وَالتَّوْفِيق لِلْإِيمَانِ" .
        فالدعاء للكافر بالهداية ، أو بصلاح البال : يعني : بالإيمان والهدى ، لا بأس به ، بل هو ثابت بسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
        والله أعلم .

        الحمد لله
        لا يجوز لأحدٍ من المسلمين أن يشارك في أعياد الكفَّار ، سواء بحضور أو تمكين لهم بإقامته أو ببيع مواد وسلع تتعلق بتلك الأعياد .
        كتب الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ إلى وزير التجارة قائلاً : من محمد إبراهيم إلى معالي وزير التجارة سلمه الله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
        ذُكر لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا خاصة بمناسبة العيد المسيحي لرأس السنة الميلادية ، من ضمن هذه الهدايا شجرة الميلاد المسيحي ، وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانب المسيحيين في بلادنا مشاركة منهم في هذا العيد .
        وهذا أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله ، ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك ، وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب في أعيادهم .
        فنأمل منكم ملاحظة منع ما يرد بالبلاد من هذه الهدايا وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم.
        فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " ( 3 / 105 ) .
        وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
        بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم ، فما توجيهكم ؟ .
        فأجاب :
        لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم ، بل يجب ترك ذلك ؛ لأن " مَن تشبَّه بقوم فهو منهم " ، والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم ، فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء لأنها أعياد مخالفة للشرع ، فلا يجوز الاشتراك فيها ، ولا التعاون مع أهلها ، ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ؛ ولأن الله سبحانه يقول : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان .
        " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 405 ) .
        وفي بيان لعلماء اللجنة الدائمة حول المشاركة باحتفالات الألفية قالوا :
        سادساً : لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ومن ذلك : إشهار أعيادهم وإعلانها ، ومنها الألفية المذكورة، ولا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام ، أو نصب الساعات واللوحات الرقمية ، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية ، أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية ، أو عمل التخفيضات التجارية والجوائز المادية من أجلها ، أو الأنشطة الرياضية، أو نشر شعار خاص بها . اهـ .
        وعليه : فلا يجوز لك – أخي – المشاركة في صنع شيء يتعلق بأعياد الكفار ، واترك هذه الوظيفة لله تعالى ، وسيبدلك الله خيراً منها إن شاء .
        والله أعلم
        الشيخ الشعراوى - رحمه الله - يقول : نحن لا نحب النصارى
        حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

        سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

          سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )
          الموضوع الخامس : حكم بدء اليهود والنصارى بالسلام وكيفية اضطرارهم لأضيق الطرق
          الحمد لله
          يجب أن تعلم أن أحسن الدعاة في الدعوة إلى الله هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن أحسن المرشدين إلى الله هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا علمنا ذلك فإن أي فهم نفهمه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يكون مجانباً للحكمة يجب علينا أن نتهم هذا الفهم ، وأن نعلم أن فهمنا لكلام النبي صلى الله عليه وسلم خطأ ، لكن ليس معنى ذلك أن نقيس أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بما ندركه من عقولنا ، وأفهامنا ، لأن عقولنا وأفهامنا قاصرة لكن هناك قواعد عامة في الشريعة يرجع إليها في المسائل الخاصة الفردية .
          فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ) والمعنى : لا تتوسعوا لهم إذا قابلوكم حتى يكون لهم السعة ويكون الضيق عليكم ، بل استمروا في اتجاهكم وسيركم ، واجعلوا الضيق إن كان هناك ضيق على هؤلاء ، ومن المعلوم أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ليس إذا رأى الكافر ذهب يزحمه إلى الجدار حتى يرصه على الجدار ، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا باليهود في المدينة ولا أصحابه يفعلونه بعد فتوح الأمصار .
          فالمعنى أنكم كما لا تبدؤونهم بالسلام لا تفسحوا لهم ، فإذا لقوكم فلا تتفرقوا حتى يعبروا ، بل استمروا على ما أنتم عليه ، واجعلوا الضيق عليهم إن كان في الطريق ضيق ، وليس الحديث تنفير عن الإسلام ، بل فيه إظهار لعزة المسلم ، وأنه لا يذل لأحد إلا لربه عز وجل .
          حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

          سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

            سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )
            الموضوع السادس : حكم لعن المعين
            الحمد لله
            قال صاحب لسان العرب : اللعن : الإبعاد والطرد من الخير ، وقيل الطرد والإبعاد من الله ، ومن الخَلْق السب والدعاء .
            واللعن يقع على وجهين :
            الأول : أن يلعن الكفار وأصحاب المعاصي على سبيل العموم ، كما لو قال : لعن الله اليهود والنصارى . أو : لعنة الله على الكافرين والفاسقين والظالمين . أو : لعن الله شارب الخمر والسارق . فهذا اللعن جائز ولا بأس به . قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (1/203) : ويجوز لعن الكفار عامة اهـ .
            الثاني : أن يكون اللعن على سبيل تعيين الشخص الملعون سواء كان كافراً أو فاسقاً ، كما لو قال : لعنة الله على فلان ويذكره بعينه ، فهذا على حالين :
            1- أن يكون النص قد ورد بلعنه مثل إبليس ، أو يكون النص قد ورد بموته على الكفر كفرعون وأبي لهب ، وأبي جهل ، فلعن هذا جائز .
            قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (1/214) : ويجوز لعن من ورد النص بلعنه ، ولا إثم عليه في تركه اهـ .
            2- لعن الكافر أو الفاسق على سبيل التعيين ممن لم يرد النص بلعنه بعينه مثل : بائع الخمر – من ذبح لغير الله – من لعن والديه – من آوى محدثا - من غير منار الأرض – وغير ذلك .
            " فهذا قد اختلف العلماء في جواز لعنه على ثلاثة أقوال :
            أحدها : أنه لا يجوز بحال .
            الثاني : يجوز في الكافر دون الفاسق .
            الثالث : يجوز مطلقا " اهـ
            الآداب الشرعية لابن مفلح (1/303) .
            واستدل من قال بعدم جواز لعنه بعدة أدلة ، منها :
            1- ما رواه البخاري (4070) عن عبد الله بن عمر أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ مِنْ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلانًا وَفُلانًا وَفُلانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ) .
            2- ما رواه البخاري ( 6780 ) عن عمر أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله ، وكان يلقب حمارا ، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ، قال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تلعنوه ، فو الله ما علمت ، إلا أنه يحب الله ورسوله ) .
            قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (6/511) :
            " واللعنة تجوز مطلقا لمن لعنه الله ورسوله ، وأما لعنة المعين فإن علم أنه مات كافرا جازت لعنته ، وأما الفاسق المعين فلا تنبغي لعنته لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يلعن عبد الله بن حمار الذي كان يشرب الخمر ، مع أنه قد لعن شارب الخمر عموما ، مع أن في لعنة المعين إذا كان فاسقا أو داعيا إلى بدعة نزاعاً " اهـ " انتهى .
            وقال الشيخ ابن عثيمين في "القول المفيد" (1/226) :
            " الفرق بين لعن المعين ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم ؛ فالأول (لعن المعين) ممنوع ، والثاني (لعن أهل المعاصي على سبيل العموم) جائز ، فإذا رأيت محدثا ، فلا تقل لعنك الله ، بل قل : لعنة الله على من آوى محدثا ، على سبيل العموم ، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صار يلعن أناسا من المشركين من أهل الجاهلية بقوله : (اللهم ! العن فلانا وفلانا وفلانا ) نهي عن ذلك بقوله تعالى : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) رواه البخاري" اهـ .
            والله تعالى أعلم .
            حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

            سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

              سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )
              الموضوع السابع : كيف يتعامل مع النصارى الموجودين الآن؟
              الحمد لله
              عليك أولا دعوتهم إلى الإسلام وشرح تعاليم الإسلام لهم ، فإذا أصروا فعليك أن تظهر لهم البغضاء والمقت والاحتقار ، فلا يجوز تصديرهم في المجالس ولا القيام لهم ، ولا بدايتهم بالسلام ولا مصافحتهم أو مجالستهم أو ممازحتهم ، بل يجب مقاطعتهم وإظهار البغض لهم واحتقارهم والتقليل من شأنهم ، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : (لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام ، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) .
              وأما البيع والشراء منهم فإنه جائز عند الحاجة إذا لم توجد تلك السلع إلا عندهم .
              وأما ما ذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام ابتاع من بعض النصارى جُبناً فالظاهر أن هذا غير صحيح ، ولكن لا مانع من شراء الجبن ونحوه منهم ، كما لا مانع من أكل ذبائحهم إذا ذبحت على الطريقة الشرعية .
              والله أعلم
              حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

              سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

                سلسة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة
                الموضوع الثامن : من لم يعتقد كفر الكفار فهو كافر

                1. نعم صحيح ، ومن لم يقتنع بكفر الكافر في دين الله فما صدَّق ما أخبر الله تعالى به من كفرهم ، وما اعتقد أن دين الإسلام ناسخ لما قبله من الأديان ، وأن على كل أحد من الناس أن يتبع هذا الدين كائناً ما كان دينه قبل ذلك .
                قال الله عز وجل { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } [ آل عمران 85 ] ، وقال { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً } [ الأعراف 158 ] .
                2. قال القاضي عياض :" ولهذا نكفِّر كل من دان بغير ملة المسلمين من الملل ، أو وقف فيهم، أو شك ، أو صحَّح مذهبهم ، وإن أظهر مع ذلك الإسلام ، واعتقده ، واعتقد إبطال كل مذهب سواه ، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك" . انتهى من" الشفا بتعريف حقوق المصطفى " ( 2 / 1071 ) .
                3. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى :
                " اعلم أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة :
                الأول : الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له والدليل قوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو القباب .
                الثاني : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة : كفرَ إجماعاً .
                الثالث : من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم : كفَرَ إجْماعاً .
                - وبعد أن عددها قال رحمه الله : -
                "ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره وكلها من أعظم ما يكون خطرا ومن أكثر ما يكون وقوعا فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه وصلى الله على محمد" .انتهى من" مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب" ( 212 ، 213 ) .
                4. والشرك والكفر سواء في الحكم .
                قال ابن حزم :
                "الكفر والشرك سواء ، وكل كافر فهو مشرك وكل مشرك فهو كافر وهو قول الشافعي وغيره".
                "الفِصَل" (3/124) .
                5. واليهود والنصارى كفار مشركون قال تعالى { وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ….. سبحانه عما يشركون } [ التوبة 30 ، 31 ] .
                عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" . رواه مسلم ( 153 ) .
                فمن قال إن اليهود ليسوا كفارا فهو مكذب بقوله تعالى عن اليهود : ( وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ .. (93) البقرة
                ومكذّب بقوله تعالى : (مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ .. (46) النساء
                ومكذّب بقوله تعالى : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا(155)وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا(156)وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ .. (157) النساء
                ومكذّب بقوله تعالى :
                إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا(150)أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا(151) النساء
                ومن قال إن النّصارى ليسوا كفارا فهو مكذّب بقول الله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ .. (17) المائدة
                ومكذّب بقوله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73) المائدة
                ومكذّب بقوله تعالى عن اليهود والنصارى الذين لا يؤمنون بنبينا ولا يتبعونه :
                إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا(150)أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا(151) النساء
                فماذا بقي بعد هذا البيان من الله عزّ وجلّ ؟! ، نسأل الله الهداية ، وصلى الله على نبينا محمد .
                حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

                سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

                تعليق


                • #9
                  رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

                  سلسة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة
                  الموضوع التاسع : هل اليهود والنصارى في هذا العصر مشركون وهل يجوز الزواج منهم؟

                  الحمد لله
                  الزواج من اليهودية أو النصرانية جائز في قول جماهير أهل العلم ، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (7/99) : ( ليس بين أهل العلم , بحمد الله , اختلاف في حل حرائر نساء أهل الكتاب . وممن روي عنه ذلك عمر , وعثمان , وطلحة , وحذيفة وسلمان , وجابر , وغيرهم .
                  قال ابن المنذر : ولا يصح عن أحد من الأوائل أنه حرم ذلك . وروى الخلال , بإسناده , أن حذيفة , وطلحة , والجارود بن المعلى , وأذينة العبدي , تزوجوا نساء من أهل الكتاب . وبه قال سائر أهل العلم ) اهـ .
                  والأصل في ذلك قوله سبحانه : ) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين َ) المائدة/5
                  والمراد بالمحصنة هنا : الحرة العفيفة ، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : ( وهو قول الجمهور ههنا ، وهو الأشبه ؛ لئلا يجتمع فيها أن تكون ذمية وهي مع ذلك غير عفيفة فيفسد حالها بالكلية ويتحصل زوجها على ما قيل في المثل : حشف وسوء كيل ، والظاهر من الآية أن المراد بالمحصنات : العفيفات عن الزنا ، كما قال تعالى في الآية الأخرى : ( مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَان ٍ) النساء/25 . انتهى .
                  والنصارى واليهود كفار مشركون بنص القرآن ، لكن إباحة نسائهم مخصص لقوله سبحانه :
                  ( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ) البقرة/221 وهذا أظهر الوجوه في الجمع بين الآيتين .
                  وقد وصفهم الله بالشرك في قوله : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/31
                  فهم كفار مشركون ، لكن الله تعالى أحل ذبائحهم ونساءهم إذا كن محصنات ، وهذا تخصيص لعموم آية البقرة .
                  لكن ينبغي أن يعلم أن الأولى والأسلم ترك نكاح الكتابيات ، لاسيما في هذا الزمن ، قال ابن قدامة رحمه الله : ( إذا ثبت هذا , فالأولى أن لا يتزوج كتابية ; لأن عمر قال للذين تزوجوا من نساء أهل الكتاب : طلقوهن . فطلقوهن إلا حذيفة , فقال له عمر : طلقها . قال : تشهد أنها حرام ؟ قال : هي جمرة , طلقها . قال : تشهد أنها حرام ؟ قال : هي جمرة . قال : قد علمت أنها جمرة , ولكنها لي حلال . فلما كان بعدُ طلقها , فقيل له : ألا طلقتها حين أمرك عمر ؟ قال : كرهت أن يرى الناس أني ركبت أمرا لا ينبغي لي . ولأنه ربما مال إليها قلبه ففتنته , وربما كان بينهما ولد فيميل إليها ) اهـ . المغني 7/99
                  قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( فإذا كانت الكتابية معروفة بالعفة والبعد عن وسائل الفواحش جاز ؛ لأن الله أباح ذلك وأحل لنا نساءهم وطعامهم .
                  لكن في هذا العصر يُخشى على من تزوجهن شر كثير ، وذلك لأنهن قد يدعونه إلى دينهن وقد يسبب ذلك تنصر أولاده ، فالخطر كبير ، والأحوط للمؤمن ألا يتزوجها ، ولأنها لا تؤمن في نفسها في الغالب من الوقوع في الفاحشة ، وأن تعلّق عليه أولادا من غيره ... لكن إن احتاج إلى ذلك فلا بأس حتى يعف بها فرجه ويغض بها بصره ، ويجتهد في دعوتها إلى الإسلام ، والحذر من شرها وأن تجره هي إلى الكفر أو تجر الأولاد ) اهـ .
                  فتاوى إسلامية 3/172
                  والله أعلم .
                  حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

                  سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

                    سلسة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( آخر درس )
                    الموضوع العاشر : هل يصح تسمية النصارى بـ ..المسيحيين؟

                    الحمد لله
                    لا شك أن الأفضل أن يسمون "نصارى" وبهذا الاسم جاء القرآن الكريم ، ولم يطلق عليهم ولو في موضع واحد أنهم "مسيحيون" ولفظ "مسيحي" نسبةً إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .
                    وهذه النسبة غير صحيحة في الواقع ، لأنهم لو كانوا أتباع المسيح حقاً لآمنوا أنه عبد الله ورسوله ، ولآمنوا بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ، كما بشرهم بذلك المسيح نفسه ، وأمرهم بالإيمان به ، قال الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف/6 .
                    فتبين بذلك أنهم ليسوا اتباعاً للمسيح عليه السلام حقيقةً .
                    ولكن .. نظراً لأنه غلب إطلاق "مسيحي" على أتباع الديانة النصرانية ، ولا يقصد كثير ممن يطلق هذا الاسم أنهم اتباعه حقيقةً ، وإنما يريد فقط التعريف بهم ، وأنهم ينسبون أنفسهم إليه ، فلا حرج من استعماله ، وممن استعمل هذا الاسم "مسيحي" من علمائنا : فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ، وفضيلة الشيخ صالح بن عبد الله الفوزان حفظه الله ، وعلماء اللجنة الدائمة للإفتاء ، كما يعلم ذلك من البحث في فتاواهم بكلمة "مسيحي" .
                    وإن كان الأولى والأفضل استعمال اسم " النصارى" .
                    فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
                    شاع منذ زمن استخدام كلمة "مسيحي" ، فهل الصحيح أن يقال : "مسيحي" ، أو "نصراني"؟.
                    فأجاب :
                    "معنى " مسيحي " نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام ، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه ، وهو بريء منهم ، وقد كذبوا ؛ فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله ، ولكن قال : عبد الله ورسوله . فالأولى أن يقال لهم : " نصارى " ، كما سماهم الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ) البقرة/ 113" انتهى .
                    " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 387 ) .
                    وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
                    يَرِدُ على ألسنة بعض المسلمين كلمة " مسيحية " حتى إنهم لا يميزون بين كلمتَي " نصراني " ، و " مسيحي " ، حتى في الإعلام الآن يقولون عن النصارى : مسيحيين ، فبدل أن يقولوا : هذا " نصراني " ، يقولون : هذا " مسيحي " ، فنرجو التوضيح لكلمة " المسيحية " هذه ، وهل صحيحٌ أنها تطلق على ما ينتهجه النصارى اليوم ؟ .
                    فأجاب :
                    "الذي نرى أن نسمي " النصارى " بـ " النصارى " ، كما سماهم الله عز وجل ، وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين ، كانوا يسمونهم : " اليهود والنصارى " ؛ لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين : سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين ؛ ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ، ولو باللفظ ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منهم ، وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله : ( أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) المائدة/ 116 ، سيقول : ( سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ...) المائدة/ 116، 117 ، إلى آخر الآية . سيقول هذا في جانب التوحيد ، وإذا سئل عن الرسالة فسيقول : يا رب! إني قلت لهم : ( يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) الصف/ 6 ، فهو مقرر للرسالات قَبْلَه ، وللرسالة بَعْدَه عليه الصلاة والسلام ، فأمر أمته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ؛ ولكن أمته كفََرَت ببشارته ، وكفَرَت بما أتى به من التوحيد ، فقالوا : ( إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ) المائدة/ 73 ، وقالوا : ( الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ) التوبة/ 30 ، وقالوا : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة/ 17 ، نسأل الله العافية .
                    الحاصل : أني أقول : إن المسيح عيسى بن مريم بريءٌ منهم ، ومما هم عليه من الدين اليوم ، وعيسى بن مريم يُلْزِمهم بمقتضى رسالته من الله أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ ليكونوا عباداً لله ، قال الله تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) آل عمران/ 64" انتهى .
                    " لقاءات الباب المفتوح " (43 / السؤال رقم 8 ) .
                    والله أعلم
                    حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

                    سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

                      سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( الخاتمة )

                      بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و الآل و الصحب و من والاه أما بعد :-
                      { و من بركة العلم أن نذكر أهله }

                      مصادر هذه السلسة :
                      1. موقع الإسلام سؤال و جواب تحت إشراف الشيخ / محمد صالح المنجد
                      2. تفسير السعدى
                      3. اليوتيوب الإسلامى

                      نرجو منكم نشر هذه المواضيع لكى يستفيد منها كل مسلم على وجة المعمورة فمن المسلمين من لا يعتقد بكفر النصارى و منهم من يعد النصارى إخواننا فإنا لله و إنا إلية راجعون حيث أن القاعدة الفقهية الذهبية تقول : من لم يكفر الكافر فهو كافر و قوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) و ليس النصارى و رغم ذلك كله فحقوق النصارى محفوظة الذى أمرنا بها النبى ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و ليس معنى هذا الكلام أن نقتل كل نصرانيا لا لا لا فنحن لنا ديننا الذى يضبط مشاعرنا و أفعالنا فنحن نعتقد بكفر و شرك النصارى و مع ذلك نتعامل معهم فى تعايش و سلام بدون حباً و لا إخاء
                      ... و أخيراً أسأل الله العلى العظيم بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يجعل عملنا كله خالصا و لا يجعل لأحداً غيره فيه شيئا و أن يتقبل منا صالح أعمالنا
                      هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده و ما كان من خطأ أو سهواً أو نسيان فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه براء و أعوذ بالله أن أذكركم به و أنساه ثم أعوذ به أن أكون جسراً تعبرون به إلى الجنة ثم يرم به فى جهنم
                      سبحان رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السم على خاتم النبين و الآل و الصحب و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
                      سبحانك اللهم و بحمد نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك و نتوب إليك

                      { الدال على الخير كفاعلة }
                      أنشر تؤجر
                      حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

                      سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                        جزاكم الله خيراً أخى الحبيب ورفع قدركم
                        وبارك فيكم على هذا التوضيح

                        وعذراًينقل الى القسم المناسب

                        [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
                        [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

                        تعليق


                        • #13
                          رد: سلسلة كفر و شرك النصارى من الكتاب و السنة ( متجددة بإذن الله )

                          [size="5"]جزاكم الله [/
                          size]
                          خيرا

                          اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

                          تعليق

                          يعمل...
                          X