أولا : أدلة وجود الله تعالى [ الفطرة والعقل والشرع والحس ] :
كان حريّاً بنا ألا نقف عند أدلة وجود الله كثيراً ، لأنّ الفطرة الإنسانية تشهد بذلك ، ولا يكاد يعرف منكر لوجود الخالق في الماضي إلا النزر اليسير ، وهم لا يمثلون في البشرية نسبة تذكر .
إلا أن الانحراف اليوم وصل الدّرك الأسفل ، فأصبحنا نرى أقواماً يزعمون أن لا خالق ، ويجعلون هذه المقولة مذهباً يقيمون عليه حياتهم ،وقامت دول على هذا المذهب تعدّ بمئات الملايين من البشر , وانتشرت هذه المقولة في كل مكان ، وألفت فيها كتب ، وأصبح لها فلسفة تدرس ، وحاول أصحابها أن يسموها بالمنهج العلمي ، ويدللوا عليها , من أجل ذلك كان لا بّد أن نتوسع شيئاً ما في الاستدلال على هذه القضية .( كتاب العقيدة في الله )
الدليل الأول : دليل الفطرة :
فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بالخالق من غير سبق تفكير أو تعلم , ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم [ كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه] ولم يقل أو يسلمانه لأنه مسلم بفطرته مقر بالتوحيد بفطرته قال عز وجل (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) . ( كتاب الثمرات الزكية ) .
كان حريّاً بنا ألا نقف عند أدلة وجود الله كثيراً ، لأنّ الفطرة الإنسانية تشهد بذلك ، ولا يكاد يعرف منكر لوجود الخالق في الماضي إلا النزر اليسير ، وهم لا يمثلون في البشرية نسبة تذكر .
إلا أن الانحراف اليوم وصل الدّرك الأسفل ، فأصبحنا نرى أقواماً يزعمون أن لا خالق ، ويجعلون هذه المقولة مذهباً يقيمون عليه حياتهم ،وقامت دول على هذا المذهب تعدّ بمئات الملايين من البشر , وانتشرت هذه المقولة في كل مكان ، وألفت فيها كتب ، وأصبح لها فلسفة تدرس ، وحاول أصحابها أن يسموها بالمنهج العلمي ، ويدللوا عليها , من أجل ذلك كان لا بّد أن نتوسع شيئاً ما في الاستدلال على هذه القضية .( كتاب العقيدة في الله )
الدليل الأول : دليل الفطرة :
فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بالخالق من غير سبق تفكير أو تعلم , ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم [ كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه] ولم يقل أو يسلمانه لأنه مسلم بفطرته مقر بالتوحيد بفطرته قال عز وجل (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) . ( كتاب الثمرات الزكية ) .
ومن دلائل الفطرة أن الإنسان يلجأ إلى الله تبارك وتعالى عند الشدائد فإذا وقعت به كربة أو أحاط به خطر دعا الله عز وجل واستغاث به , قال تعالى : "فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ " العنكبوت (65)
الدليل الثاني : دليل العقل ( كل مخلوق لا بد له من خالق ) :
فلأن هذه المخلوقات : سابقها ولاحقها ،لابد لها من خالق أوجدها ،إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛ولا يمكن أن توجد صدفة. لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛ لأن الشيء لا يخلقُ نفسه ؛ لأنه قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقًا ؟!ولا يمكن أن توجد صدفة ؛ لأن كل حادث لابد له من محدث ، ولأن وجودها على هذا النظام البديع ،والتناسق المتآلف ،و الارتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها ،وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنعُ منعًا باتًا أن يكون وجودها صدفة ،إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظمًا حـال بقائه وتطـوره ؟!,وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها ،ولا أن توجد صدفة ؛تعيَّن أن يكون لها موجد هو الله رب العالمين , وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي ، و البرهان القطعي ، حيث قال : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)[ سورة الطور : 35]. يعني : أنهم لم يُخْلَقُوا من غير خالق ، ولا هم الذين خلقُـوا أنفسهـم ؛ فتعين أن يكـون خالقـهم هو الله تبارك و تعالى ، ولهذا لما سمع جبير بن مطعم -رضي الله عنه- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السموات وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) [سورة الطور : 35-37].وكان جبير يومئذ مشركًا قال : (كاد قلبي أن يطير ، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي ). ( كتاب نبذة في العقيدة الاسلامية لابن عثيمين رحمه الله ) .
*وقيل لأعرابي من البادية : بم عرفت ربك ؟ فقال : الأثر يدلّ على المسير , والبعرة تدل على البعير , فسماء ذات أبراج , وأرض ذات فجاج , وبحار ذات أمواج , ألا تدل على السميع البصير. (كتاب شرح العقيدة الواسطية ) .
فلأن هذه المخلوقات : سابقها ولاحقها ،لابد لها من خالق أوجدها ،إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛ولا يمكن أن توجد صدفة. لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛ لأن الشيء لا يخلقُ نفسه ؛ لأنه قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقًا ؟!ولا يمكن أن توجد صدفة ؛ لأن كل حادث لابد له من محدث ، ولأن وجودها على هذا النظام البديع ،والتناسق المتآلف ،و الارتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها ،وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنعُ منعًا باتًا أن يكون وجودها صدفة ،إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظمًا حـال بقائه وتطـوره ؟!,وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها ،ولا أن توجد صدفة ؛تعيَّن أن يكون لها موجد هو الله رب العالمين , وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي ، و البرهان القطعي ، حيث قال : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)[ سورة الطور : 35]. يعني : أنهم لم يُخْلَقُوا من غير خالق ، ولا هم الذين خلقُـوا أنفسهـم ؛ فتعين أن يكـون خالقـهم هو الله تبارك و تعالى ، ولهذا لما سمع جبير بن مطعم -رضي الله عنه- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السموات وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) [سورة الطور : 35-37].وكان جبير يومئذ مشركًا قال : (كاد قلبي أن يطير ، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي ). ( كتاب نبذة في العقيدة الاسلامية لابن عثيمين رحمه الله ) .
*وقيل لأعرابي من البادية : بم عرفت ربك ؟ فقال : الأثر يدلّ على المسير , والبعرة تدل على البعير , فسماء ذات أبراج , وأرض ذات فجاج , وبحار ذات أمواج , ألا تدل على السميع البصير. (كتاب شرح العقيدة الواسطية ) .
فأدل شئ على وجود الخالق جل وعلا وجود المخلوق .
وبهذا الدليل كان علماء الإسلام ولا يزالون يواجهون الجاحدين ، فهذا أحد العلماء يعرض له بعض الزنادقة المنكرين للخالق ، فيقول لهم : ما تقولون في رجل يقول لكم : رأيت سفينة مشحونة بالأحمال ، مملوءة من الأنفال ، قد احتوشتها في لجة البحر أمواج متلاطمة ، ورياح مختلفة ، وهي من بينها تجري مستوية ، ليس لها ملاح يُجريها ، ولا متعهد يدفعها ، هل يجوز في العقل ؟ .
وبهذا الدليل كان علماء الإسلام ولا يزالون يواجهون الجاحدين ، فهذا أحد العلماء يعرض له بعض الزنادقة المنكرين للخالق ، فيقول لهم : ما تقولون في رجل يقول لكم : رأيت سفينة مشحونة بالأحمال ، مملوءة من الأنفال ، قد احتوشتها في لجة البحر أمواج متلاطمة ، ورياح مختلفة ، وهي من بينها تجري مستوية ، ليس لها ملاح يُجريها ، ولا متعهد يدفعها ، هل يجوز في العقل ؟ .
قالوا : هذا شيء لا يقبله العقل .فقال ذلك العالم : يا سبحان الله ، إذا لم يجز في العقل سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا مجر ، فكيف يجوز قيام هذه الدّنيا على اختلاف أحوالها ، وتغيّر أعمالها ، وسعة أطرافها ، وتباين أكنافها من غير صانع ولا حافظ ؟! فبكوا جميعاً ، وقالوا : صدقت وتابوا .( كتاب العقيدة في الله ) .
ونختم بهذه المناظرة بين مؤمن فقيه وبين ملحد حائر : قال ذلك الملحد للمؤمن ما معناه : أنت تؤمن بوجود الله ؟ قال نعم ولا شك ولا ريب . قال : هل رأيته ؟ قال : لا . قال : هل سمعته ؟ قال : لا . قال : هل شممته أو لمسته ؟ قال : لا . قال : فكيف تؤمن به ؟ قال المؤمن الفقيه للملحد ما معناه : أنت عاقل ؟ قال : نعم . قال : هل رايت عقلك ؟ قال : لا . قال : هل سمعته ؟ قال : لا . قال : هل شممته أو لمسته ؟ قال : لا . قال : كيف تزعم أنك عاقل . ( فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) .( كتاب الثمرات الزكية ) .
الدليل الثالث : دليل الشرع :
فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك قال الله عز وجل ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) وقال عز وجل ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون . الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أنداد وأنتم تعلمون ) . ومن أدلة الشرع كذلك أن ما جاءت به الكتب السماوية من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه , وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به .(كتاب الثمرات الزكية )
الدليل الرابع : دليل الحس :
وأما دلالة الحس على وجود الله :
* إجابة الدعوات :
الدليل الثالث : دليل الشرع :
فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك قال الله عز وجل ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) وقال عز وجل ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون . الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أنداد وأنتم تعلمون ) . ومن أدلة الشرع كذلك أن ما جاءت به الكتب السماوية من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه , وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به .(كتاب الثمرات الزكية )
الدليل الرابع : دليل الحس :
وأما دلالة الحس على وجود الله :
* إجابة الدعوات :
فإن الانسان يدعو الله عز وجل , يقول : يارب , ويدعو بالشئ , ثم يستجاب له فيه , وهذه دلالة حسية , هو نفسه لم يدع إلا الله , واستجاب الله له , رأى ذلك رأي العين وكذلك نحن نسمع عمن سبق وعمن في عصرنا , أن الله استجاب له , وهذا أمر واقع يدل على وجود الخالق دلالة حسية,
وفي القرآن كثير من هذا, مثل ( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له ) وغير ذلك من الآيات . ( كتاب شرح العقيدة الواسطية )
* كذلك هداية المخلوقات إلى ما فيه سر حياتها : فمن الذي هدى الإنسان ساعة ولادته إلى الرضاعة من ثدي أمه ؟؟ ومن الذي هدى الهدهد حتى يرى مواضع الماء تحت الأرض ولا يراها غيره ؟؟ إنه الله القائل (( .. رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )) .
وفي القرآن كثير من هذا, مثل ( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له ) وغير ذلك من الآيات . ( كتاب شرح العقيدة الواسطية )
* كذلك هداية المخلوقات إلى ما فيه سر حياتها : فمن الذي هدى الإنسان ساعة ولادته إلى الرضاعة من ثدي أمه ؟؟ ومن الذي هدى الهدهد حتى يرى مواضع الماء تحت الأرض ولا يراها غيره ؟؟ إنه الله القائل (( .. رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )) .
تعليق