الحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين
بداية نعطي مثالا واقعيا من الحياة التي نعيش فيها ( لكي يكون بينك وبين أي شخص لا تعرفه نوع من المودة والحب و التعاون المتبادل عليك أن تتعرف عليه أولا وتعرف عن أخلاقه وتعاملاته ما يدفعك إلى توثيق علاقتك به على أساس من المعرفة الصحيحة المبنية على علم وبصيرة بحال هذا الرجل مما يعزز أواصل ويقوي روابط هذه العلاقة ) ولله المثل الأعلى
لكي تعبد الله على يقين وعلم وبصيرة عليك أن تعرف أولا من هو الإله الذي تتقرب إليه بالعبادة وتفوض إليه أمرك وتتوكل عليه وتلجأ إليه وتستعين به في كل أمورك .
فاعلم علم اليقين أن هذه الكلمة لا ينتفع بها صاحبها إلا إذا أتي بشروطها ومقتضياتها وواجباتها ، واذكر هنا كلاما نفيسا للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب حيث قال (وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإنّ المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدّرك الأسفل من النار، مع كونهم يُصلون ويتصدقون، ولكن المراد قولها مع معرفتها بالقلب ومحبتها ومحبة أهلها وبغض ما خالفها ومعاداته، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « من قال لا إله إلاّ الله مخلصا » ، وفي رواية « خالصا من قلبه » ، وفي رواية « صادقا من قلبه » وفي حديث آخر: « من قال لا إله إلاّ الله وكفر بما يُعبد من دون الله » ، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة )
فاعلم أن هذه الكلمة نفي وإثبات نفي الإلهية عمّا سوى الله تعالى من المخلوقات، حتى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجبرائيل فضلا عن غيرهم من الأولياء والصالحين. إذا فهمت ذلك فتأمل هذه الألوهية التي أثبتها الله لنفسه
فإذا أردت أن تعرف هذا معرفة تامة، فذلك بأمرين:
الأول: أن تعرف أنّ الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقتلهم أخذ أموالهم، واستحلّ نساءهم، كانوا مقرين لله سبحانه، بتوحيد الربوبية، وهو أنه لا يخلق، ولا يرزق، ولا يحيي، ولا يميت، ولا يدبّر الأمور إلاّ الله وحده، كما قال الله تعالى: { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ } .
وهذه مسألة عظيمة مهمة، وهي أن تعرف أنّ الكفار شاهدون بهذا كله ومقرّون به ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام ولم يحرم دماءهم ولا أموالهم، وكانوا أيضا يتصدّقون ويحجون ويعتمرون ويتعبّدون ويتركون أشياء من المحرمات خوفا من الله عزّ وجل، ولكن الأمر الثاني هو الذي كفّرهم وأحلّ دماءهم وأموالهم، وهو أنهم لم يشهدوا لله بتوحيد الألوهية، وهو أنه لا يُدعى ولا يُرجى إلاّ الله وحده لا شريك له ولا يُستغاث بغيره ولا يُذبح لغيره ولا يُنذر لغيره، لا لملَك مقرّب ولا نبي مرسل، فمن استغاث بغيره فقد كفر، ومن ذبح لغيره فقد كفر، ومن نذر لغيره فقد كفر وأشباه ذلك.
وتمام هذا، أن تعرف أنّ المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يدعون الصالحين مثل الملائكة وعيسى وعُزير وغيرهم من الأولياء، فكفروا بهذا مع إقرارهم بأنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر، وإذا عرفت هذا عرفت معنى لا إله إلاّ الله، وعرفت أن من نخا نبيا أو ملكا أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن قال قائل من المشركين نحن نعرف أنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر، يمكّن هؤلاء الصالحين أن يكونوا مقرّبين ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل عليهم ونستغيث بهم ونريد بذلك الوجاهة والشفاعة، وإلاّ نحن نفهم أنّ الله هو الخالق المدبّر.
فقل: كلامك هذا مذهب أبي جهل وأمثاله فإنّهم يدعون عيسى وعزيرا والملائكة والأولياء يريدون ذلك، كما قال تعالى: { والذين اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } .
وقال تعالى: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } .
فإذا تأمّلت هذا تأملا جيدًا، عرفت أنّ الكفار يشهدون لله بتوحيد الربوبية، وهو تفرّد بالخلق والرزق والتدبير، وهم ينخون عيسى والملائكة والأولياء يقصدون أنهم يقرّبونهم إلى الله ويشفعون عنده.
ولنختم الكلام بآية ذكرها الله في كتابه، تبيّن لك أن كفر المشركين من أهل زماننا أعظم كفرًا من الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تعالى: { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا } .
فقد سمعتم أنّ الله سبحانه ذكر عن الكفار أنهم إذا مسّهم الضرّ تركوا السادة والمشائخ ولم يستغيثوا بهم بل أخلصوا لله وحده لا شريك له واستغاثوا به وحده، فإن جاء الرخاء أشركوا، وأنت ترى المشركين من أهل زماننا ولعل بعضهم يدّعي أنه من أهل العلم وفيه زهد واجتهاد وعبادة، إذا مسّه الضرّ قد يستغيث بغير الله مثل سيد البدوي أو عبد القادر الجيلاني ، وأجلّ من هؤلاء مثل زيد بن الخطاب والزبير ، وأجل من هؤلاء مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والله المستعان... وأعظم من ذلك وزرا أنّهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة ، مثل شمسان وإدريس ويونس وأمثالهم والله سبحانه أعلم.
- تعريف علم التوحيد :
التّوحيد لغة : جعل المتعدّد واحدًا ، ويُطلق على اعتقاد أن الشيء واحد متفرد ، ويطلق شرعًا على تفرّد الله بالربوبية والألهية ، وكال الأسماء والصفات.
وعلم التوحيد يبحث عما يجب لله من صفات الجلال والكمال ، وما يستحيل عليه من كل ما لا يليق به ، وما يجوز من الأفعال ، وعما يجب للرسل والأنبياء ، وما يستحيل عليهم ، وما يجوز في حقهم ، وما يتصل بذلك من الإيمان بالكتب المنزلة ، والملائكة الأطهار ، ويوم البعث والجزاء ، والقدر والقضاء ، وفائدته تصحيح العقيدة ، والسلامة في العواقب ، ونيل السعادة في الدارين ، واسمه : " علم التوحيد ، وعلم أصول الدين ".
أنواع التوحيد: ثلاثة:
1- توحيد الربوبية.
2- توحيد الأسماء والصفات. ويقال له أيضًا: توحيد الخبر ، وتوحيد المعرفة والإثبات.
3- توحيد العبادة ويسمى - أيضًا - : توحيد الإلهية ، وتوحيد الإرادة والقصد ، وتوحيد الطلب .
نكتفي بهذا القدر ونكمل شرح أنواع التوحيد في لقاء مقبل إن شاء الله
بداية نعطي مثالا واقعيا من الحياة التي نعيش فيها ( لكي يكون بينك وبين أي شخص لا تعرفه نوع من المودة والحب و التعاون المتبادل عليك أن تتعرف عليه أولا وتعرف عن أخلاقه وتعاملاته ما يدفعك إلى توثيق علاقتك به على أساس من المعرفة الصحيحة المبنية على علم وبصيرة بحال هذا الرجل مما يعزز أواصل ويقوي روابط هذه العلاقة ) ولله المثل الأعلى
لكي تعبد الله على يقين وعلم وبصيرة عليك أن تعرف أولا من هو الإله الذي تتقرب إليه بالعبادة وتفوض إليه أمرك وتتوكل عليه وتلجأ إليه وتستعين به في كل أمورك .
فاعلم علم اليقين أن هذه الكلمة لا ينتفع بها صاحبها إلا إذا أتي بشروطها ومقتضياتها وواجباتها ، واذكر هنا كلاما نفيسا للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب حيث قال (وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإنّ المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدّرك الأسفل من النار، مع كونهم يُصلون ويتصدقون، ولكن المراد قولها مع معرفتها بالقلب ومحبتها ومحبة أهلها وبغض ما خالفها ومعاداته، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « من قال لا إله إلاّ الله مخلصا » ، وفي رواية « خالصا من قلبه » ، وفي رواية « صادقا من قلبه » وفي حديث آخر: « من قال لا إله إلاّ الله وكفر بما يُعبد من دون الله » ، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة )
فاعلم أن هذه الكلمة نفي وإثبات نفي الإلهية عمّا سوى الله تعالى من المخلوقات، حتى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجبرائيل فضلا عن غيرهم من الأولياء والصالحين. إذا فهمت ذلك فتأمل هذه الألوهية التي أثبتها الله لنفسه
فإذا أردت أن تعرف هذا معرفة تامة، فذلك بأمرين:
الأول: أن تعرف أنّ الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقتلهم أخذ أموالهم، واستحلّ نساءهم، كانوا مقرين لله سبحانه، بتوحيد الربوبية، وهو أنه لا يخلق، ولا يرزق، ولا يحيي، ولا يميت، ولا يدبّر الأمور إلاّ الله وحده، كما قال الله تعالى: { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ } .
وهذه مسألة عظيمة مهمة، وهي أن تعرف أنّ الكفار شاهدون بهذا كله ومقرّون به ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام ولم يحرم دماءهم ولا أموالهم، وكانوا أيضا يتصدّقون ويحجون ويعتمرون ويتعبّدون ويتركون أشياء من المحرمات خوفا من الله عزّ وجل، ولكن الأمر الثاني هو الذي كفّرهم وأحلّ دماءهم وأموالهم، وهو أنهم لم يشهدوا لله بتوحيد الألوهية، وهو أنه لا يُدعى ولا يُرجى إلاّ الله وحده لا شريك له ولا يُستغاث بغيره ولا يُذبح لغيره ولا يُنذر لغيره، لا لملَك مقرّب ولا نبي مرسل، فمن استغاث بغيره فقد كفر، ومن ذبح لغيره فقد كفر، ومن نذر لغيره فقد كفر وأشباه ذلك.
وتمام هذا، أن تعرف أنّ المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يدعون الصالحين مثل الملائكة وعيسى وعُزير وغيرهم من الأولياء، فكفروا بهذا مع إقرارهم بأنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر، وإذا عرفت هذا عرفت معنى لا إله إلاّ الله، وعرفت أن من نخا نبيا أو ملكا أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن قال قائل من المشركين نحن نعرف أنّ الله هو الخالق الرازق المدبّر، يمكّن هؤلاء الصالحين أن يكونوا مقرّبين ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل عليهم ونستغيث بهم ونريد بذلك الوجاهة والشفاعة، وإلاّ نحن نفهم أنّ الله هو الخالق المدبّر.
فقل: كلامك هذا مذهب أبي جهل وأمثاله فإنّهم يدعون عيسى وعزيرا والملائكة والأولياء يريدون ذلك، كما قال تعالى: { والذين اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } .
وقال تعالى: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } .
فإذا تأمّلت هذا تأملا جيدًا، عرفت أنّ الكفار يشهدون لله بتوحيد الربوبية، وهو تفرّد بالخلق والرزق والتدبير، وهم ينخون عيسى والملائكة والأولياء يقصدون أنهم يقرّبونهم إلى الله ويشفعون عنده.
ولنختم الكلام بآية ذكرها الله في كتابه، تبيّن لك أن كفر المشركين من أهل زماننا أعظم كفرًا من الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تعالى: { وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا } .
فقد سمعتم أنّ الله سبحانه ذكر عن الكفار أنهم إذا مسّهم الضرّ تركوا السادة والمشائخ ولم يستغيثوا بهم بل أخلصوا لله وحده لا شريك له واستغاثوا به وحده، فإن جاء الرخاء أشركوا، وأنت ترى المشركين من أهل زماننا ولعل بعضهم يدّعي أنه من أهل العلم وفيه زهد واجتهاد وعبادة، إذا مسّه الضرّ قد يستغيث بغير الله مثل سيد البدوي أو عبد القادر الجيلاني ، وأجلّ من هؤلاء مثل زيد بن الخطاب والزبير ، وأجل من هؤلاء مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والله المستعان... وأعظم من ذلك وزرا أنّهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة ، مثل شمسان وإدريس ويونس وأمثالهم والله سبحانه أعلم.
- تعريف علم التوحيد :
التّوحيد لغة : جعل المتعدّد واحدًا ، ويُطلق على اعتقاد أن الشيء واحد متفرد ، ويطلق شرعًا على تفرّد الله بالربوبية والألهية ، وكال الأسماء والصفات.
وعلم التوحيد يبحث عما يجب لله من صفات الجلال والكمال ، وما يستحيل عليه من كل ما لا يليق به ، وما يجوز من الأفعال ، وعما يجب للرسل والأنبياء ، وما يستحيل عليهم ، وما يجوز في حقهم ، وما يتصل بذلك من الإيمان بالكتب المنزلة ، والملائكة الأطهار ، ويوم البعث والجزاء ، والقدر والقضاء ، وفائدته تصحيح العقيدة ، والسلامة في العواقب ، ونيل السعادة في الدارين ، واسمه : " علم التوحيد ، وعلم أصول الدين ".
أنواع التوحيد: ثلاثة:
1- توحيد الربوبية.
2- توحيد الأسماء والصفات. ويقال له أيضًا: توحيد الخبر ، وتوحيد المعرفة والإثبات.
3- توحيد العبادة ويسمى - أيضًا - : توحيد الإلهية ، وتوحيد الإرادة والقصد ، وتوحيد الطلب .
نكتفي بهذا القدر ونكمل شرح أنواع التوحيد في لقاء مقبل إن شاء الله
تعليق