إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هو الله ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو الله ؟

    السلام عليكم
    من هو الله عزَّ وجلَّ ..
    فإن الإنسان كلما إزدادت معرفته وعلمه بالله، إزدادت خشيته وتحسن تعامله مع ربِّه ..
    قال تعالى {.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ..} [فاطر: 28]
    الله سبحانه وتعالى في السماء العليا لا يعلم حقيقة ذاته إلا هو، ويكفي لتدرك مدى عظمته أن تعلم أنه لا أحدٌ يستطيع أن يراه في الحياة الدنيا، وإلا لو نظر إليه أحدٌ لانهار تمامًا ..
    وفي الآخرة لا يوجد لذة أعظم من لذة رؤية الله جلَّ جلاله في الجنـة .. فإن الله تعالى يعلم كم إن أحبابه قد اشتاقوا لرؤيته؛ ولذلك فإنه سبحانه يقوي أجسادهم ويعطيها القدرة على رؤيته جلَّ جلاله في الآخرة ..

    فمن هو الله؟
    الله سبحــانه هو إله جميع المخلوقات وليس لهم إلهٌ غيره، هو سبحانه المُتكفِّل بأمورهم وحده .. يُدبِّر شؤون مملكته الواسعة التي تشمل السموات والأرض .. فهو وحده الخالق، الرازق، المُدبِّر، المالك .. وقد أخبرنا بصفاته جلَّ وعلا، ولكن توجد صفات أخرى لا نعلمها قد استأثر الله تعالى بها في علم الغيب عنده ..
    لأن العقل البشري قدرته على الإدراك محدودة، وهناك أشياء أكبر من مقدرته على استيعابها وتخيلُها .. وأولها: الخالق جلَّ وعلا.
    فلا يمكن لبشرٍ أن يتصوَّر الله جلَّ جلاله قبل أن يراه يوم القيامة .. لأنه سبحانه {.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
    فهو سبحــانه لديه من العظمة والجلال والجبـروت، ما لا يمكن تصوره أو تخيله .. ولم يثني أحدٌ قط عليه الثناء المكافيء لعظمته جلَّ جلاله .. وكل من يحاول الثناء عليه من خلقه وملائكته، فإنما يقتربون فقط من الثناء الذي يستحقه جلَّ وعلا.
    ولو جمعنا عبادة الخلق جميعًا من الملائكة والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وسائر الخلق أجمعين من بدء الخلق إلى يوم القيامة، ثمَّ ضاعفناها أضعافًا مضاعفة وقدمناها لله عزَّ وجلَّ لما كافأت ولا قاربت صفةً واحدةً من صفات الله تعالى.
    قال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]



    فالفضل له سبحانه إذا تقبَّل عباداتنا على ما فيها من نقص وسرحان في الصلاة وبعض الريـاء أحيانًا .. وقد سبقنا هذه العبادة بذنـــوب وألحقناها بذنوبٍ أخرى!
    ومع هذا فهو سبحانه يتفضَّل ويقبل هذه العبادة، إذا كانت خالصةً لوجهه الكريم .. مع إن عباداتنا لا تنفعه بشيء، بل نحن الذين نحتاج أن نرتاح بأدائنا للعبادة والاستمتاع بها، ونحتاج لأن نفوز بالجنـــة؛ حتى ننال السعادة الأبديــة.
    هو الغني سبحــانه، ونحن الفقراء إليـــه ..
    ومع هذا فإنه سبحانه يُغنينــا ويسقينــا ويكرمنا ويهدينــا، وإذا احتجنــا فإنه يُعطينــا .. بل إنه سبحانه وتعالى يحب أن نطلب منه، وكلما طلبنا منه أكثر أحبنا أكثر .. لأن محبته للكرم والجود فوق ما تتصوره العقول، وهذا من جمال أفعاله سبحانه وتعالى.

    الله سبحانه وتعالى أجمل ما في الكون .. ولهذا سمى الله نفسه الجميــل، كما أخبرنا بذلك النبي "إن الله جميل يحب الجمال" [صحيح الجامع (1742)]
    ويكفي للدلالة على جماله سبحانه، أن كل جمالٍ في هذا الكون ومخلوقاته إنما هو من أثر جمال خالق هذا الكون.
    ولهذا كانت أعظم نِعَم أهل الجنة أن يكشف لهم ربهم جلَّ وعلا عن جماله .. وكل من سيُكتب له رؤيته، سيفرح ويسعد سعادةً لم تمر به في حياته أبدًا ..
    لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق السعادة وإليه منتهاها؛ ولذلك سُيعطيها لمن جاء إليه وتقرَّب بين يديه، ولن يُعطيها لمن ابتعد عنه ..
    وكلما أقتربت من الله تعالى أكثر، زادت هذه السعادة أكثر .. ولهذا كانت الجنة قريبة منه في السماء السابعة؛ لأنها مُستقر السعادة.
    وكلما أرتفعت في الجنة أكثر، أقتربت من الذات الإلهية أكثر .. حتى تصل إلى الفردوس الأعلى من الجنة، وهي أسعد مكان في الجنة مع الأنبيـــاء والرسل والشهداء والصديقين .. وسقفها عرش الرحمن.

    ومع كل هذه العظمة والجلال والجمال، فإن أكثر من يُعصى ويُخالف ويُعرض عنه هو الله جلَّ جلاله.
    ورغم ذلك فهو سبحانه حليمٌ وصبــورٌ على عبــاده .. بل لو تاب أي عاصٍ ورجع إلى الله سبحانه، فإنه يفرح به فرحًا شديدًا ويكرمه غاية الإكرام.
    فليس العجب من عبدٍ مملوكٍ يتقرَّب إلى مولاه ويتودد إليه ويبتغي رضاه، بل العجب كل العجب إذا كان السيد هو الذي يتودد إلى عبده ويتحبب إليه بأنواعٍ من العطايا والهدايا .. ومع ذلك العبد يُعْرِض ويصرُّ على الابتعاد وعدم التوبة!!
    مع أن العبد لو رفع يديه إلى الله تعالى، لاستحى أن يردهما خائبتين ..
    هذا هو إلهنا سبحانه، الذي لا نريد إلهًا غيره ..
    هذا هو ربُّنــا، الذي نُعلق آمالنا على رحمته ومغفرته يوم القيامة ..
    فإذا كان إلهنا بكل هذا الجلال والجمال، فكيــف نتعامل مع كل هذه العظمة؟
    المصدر موقع الشيخ هاني حلمي
    التعديل الأخير تم بواسطة محبة السلف; الساعة 02-10-2011, 01:08 AM. سبب آخر: تعديل بسيط في التنسيق ربنا يرضى عنكِ
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2
    رد: من هو الله ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله كل خير
    لا إله إلا الله
    سبحانه تجلى في علاه
    ونسأل الله أن يرزقنا رؤية وجهه جل جلاله
    اللهم آمين
    بارك الله فيكم

    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: من هو الله ؟

      نقل طيب .. ربنا يبارك فيكِ أختي سهير ( يابنت فلسطين الحبيبة )..
      وفي هذا المعنى يوجد قصة أعجبتني ( في كتاب التوابين لابن قدامة رحمه الله ) وهي بعنوان توبة عابد صنم وإسلامه , وهي :
      حكي عن عبد الواحد بن زيد ، قال : " كنت في مركب ، فطرحتنا الريح إلى جزيرة ، وإذا فيها رجل يعبد صنما ، فقلنا له : يا رجل ، من تعبد ؟ فأومأ إلى الصنم ، فقلنا : إن معنا في المركب من يسوى مثل هذا ، وليس هذا إله يعبد.
      قال : فأنتم لمن تعبدون ؟ قلنا : الله ، قال : وما الله ؟ قلنا :الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي الأحياء والأموات قضاؤه ، فقال : كيف علمتم به ؟ قلنا : وجه إلينا هذا الملك رسولا كريما ، فأخبر بذلك ، قال : فما فعل الرسول ؟ قلنا : أدى الرسالة ، ثم قبضه الله.
      قال : فما ترك عندكم علامة ؟ قلنا : بلى ترك عندنا كتاب الملك ، فقال : أروني كتاب الملك ، فينبغي أن تكون كتب الملوك حسانا ، فأتيناه بالمصحف ، فقال : ما أعرف هذا.
      فقرأنا عليه سورة من القرآن ، فلم نزل نقرأ ويبكي حتى ختمنا السورة ، فقال : ينبغي لصاحب هذا الكلام أن لا يعصى ، ثم أسلم ، وحملناه معنا ، وعلمناه شرائع الإسلام ، وسورا من القرآن ، وكنا حين جننا الليل ، وصلينا العشاء ، وأخذنا مضاجعنا ، قال لنا : يا قوم ، هذا الإله الذي دللتموني عليه إذا جنه الليل ينام ؟ قلنا : لا يا عبد الله ، هو عظيم قيوم لا ينام.
      قال : بئس العبيد أنتم ، تنامون ومولاكم لا ينام ، فأعجبنا كلامه ، فلما قدمنا عبادان ، قلت لأصحابي : هذا قريب عهد بالإسلام ، فجمعنا له دراهم وأعطيناه ، فقال : ما هذا ؟ قلنا : تنفقها ، فقال : لا إله إلا الله دللتموني على طريق سلكتموها ، أنا كنت في جزائر البحر أعبد صنما من دونه ، ولم يضيعني ، يضيعني وأنا أعرفه ، فلما كان بعد أيام قيل لي : إنه في الموت ، فأتيته فقلت له : هل من حاجة ؟ فقال : قضى حوائجي من جاء بكم إلى جزيرتي.
      قال عبد الواحد : فحملتني عيني ، فنمت عنده ، فرأيت مقابر عبادان روضة ، وفيها قبة ، وفي القبة سرير عليه جارية لم ير أحسن منها ، فقالت : سألتك بالله إلا ما عجلت به ، فقد اشتد شوقي إليه ، فانتبهت وإذا به قد فارق الدنيا ، فقمت إليه فغسلته وكفنته وواريته ، فلما جن الليل نمت ، فرأيته في القبة مع الجارية ، وهو يقرأ : وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ { 23 } سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ سورة الرعد آية 23-24 " أ.هـ
      --------------
      ربنا يثبتني وإياكِ ويتوفانا على طاعة يرضى بها عنا ..



      رحمك الله أبي الحبيب, لا تنسوه من الدعاء , الله المستعان

      تعليق


      • #4
        رد: من هو الله ؟

        المشاركة الأصلية بواسطة كريشان مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        جزاكم الله كل خير
        لا إله إلا الله
        سبحانه تجلى في علاه
        ونسأل الله أن يرزقنا رؤية وجهه جل جلاله
        اللهم آمين

        بارك الله فيكم
        راقب نفسك في الخلوات..
        إنَّ الإيمان لا يظهر ؛ في صلاة ركعتين ، أو صيام نهار ..
        بل يظهر ؛؛ في مجاهدة النفس و الهوى ..



        تعليق


        • #5
          رد: من هو الله ؟

          المشاركة الأصلية بواسطة كريشان مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          جزاكم الله كل خير
          لا إله إلا الله
          سبحانه تجلى في علاه
          ونسأل الله أن يرزقنا رؤية وجهه جل جلاله
          اللهم آمين

          بارك الله فيكم
          السلام عليكم
          وجزاكم الله بالمثل , وبارك الله فيكم , واثابكم الفردوس الاعلى
          عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

          تعليق


          • #6
            رد: من هو الله ؟

            المشاركة الأصلية بواسطة محبة السلف مشاهدة المشاركة
            نقل طيب .. ربنا يبارك فيكِ أختي سهير ( يابنت فلسطين الحبيبة )..


            وفي هذا المعنى يوجد قصة أعجبتني ( في كتاب التوابين لابن قدامة رحمه الله ) وهي بعنوان توبة عابد صنم وإسلامه , وهي :
            حكي عن عبد الواحد بن زيد ، قال : " كنت في مركب ، فطرحتنا الريح إلى جزيرة ، وإذا فيها رجل يعبد صنما ، فقلنا له : يا رجل ، من تعبد ؟ فأومأ إلى الصنم ، فقلنا : إن معنا في المركب من يسوى مثل هذا ، وليس هذا إله يعبد.
            قال : فأنتم لمن تعبدون ؟ قلنا : الله ، قال : وما الله ؟ قلنا :الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي الأحياء والأموات قضاؤه ، فقال : كيف علمتم به ؟ قلنا : وجه إلينا هذا الملك رسولا كريما ، فأخبر بذلك ، قال : فما فعل الرسول ؟ قلنا : أدى الرسالة ، ثم قبضه الله.
            قال : فما ترك عندكم علامة ؟ قلنا : بلى ترك عندنا كتاب الملك ، فقال : أروني كتاب الملك ، فينبغي أن تكون كتب الملوك حسانا ، فأتيناه بالمصحف ، فقال : ما أعرف هذا.
            فقرأنا عليه سورة من القرآن ، فلم نزل نقرأ ويبكي حتى ختمنا السورة ، فقال : ينبغي لصاحب هذا الكلام أن لا يعصى ، ثم أسلم ، وحملناه معنا ، وعلمناه شرائع الإسلام ، وسورا من القرآن ، وكنا حين جننا الليل ، وصلينا العشاء ، وأخذنا مضاجعنا ، قال لنا : يا قوم ، هذا الإله الذي دللتموني عليه إذا جنه الليل ينام ؟ قلنا : لا يا عبد الله ، هو عظيم قيوم لا ينام.
            قال : بئس العبيد أنتم ، تنامون ومولاكم لا ينام ، فأعجبنا كلامه ، فلما قدمنا عبادان ، قلت لأصحابي : هذا قريب عهد بالإسلام ، فجمعنا له دراهم وأعطيناه ، فقال : ما هذا ؟ قلنا : تنفقها ، فقال : لا إله إلا الله دللتموني على طريق سلكتموها ، أنا كنت في جزائر البحر أعبد صنما من دونه ، ولم يضيعني ، يضيعني وأنا أعرفه ، فلما كان بعد أيام قيل لي : إنه في الموت ، فأتيته فقلت له : هل من حاجة ؟ فقال : قضى حوائجي من جاء بكم إلى جزيرتي.
            قال عبد الواحد : فحملتني عيني ، فنمت عنده ، فرأيت مقابر عبادان روضة ، وفيها قبة ، وفي القبة سرير عليه جارية لم ير أحسن منها ، فقالت : سألتك بالله إلا ما عجلت به ، فقد اشتد شوقي إليه ، فانتبهت وإذا به قد فارق الدنيا ، فقمت إليه فغسلته وكفنته وواريته ، فلما جن الليل نمت ، فرأيته في القبة مع الجارية ، وهو يقرأ : وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ { 23 } سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ سورة الرعد آية 23-24 " أ.هـ
            --------------
            ربنا يثبتني وإياكِ ويتوفانا على طاعة يرضى بها عنا ..

            السلام عليكم
            امين
            اولا شكرا على التنسيق صراحة هنا في هذا القسم لا مجال لان نرى هل نسق الموضوع بشكل الجيد ام لا لانه مباشرة يتوجه للمراقبة , لا مشكلة ولا اعتراض ربما هكذا افضل

            اقول لك اخيتي شكرا جزيل على هذه القصة التي اضفتها , قصة مؤثرة وجميلة , بارك الله فيك , وجزاك الله الفردوس الاعلى امين, وجمعك والحبيب المصطفى(صل الله عليه وسلم) في الفردوس الاعلى
            عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

            تعليق


            • #7
              رد: من هو الله ؟

              السلام عليكم
              امين
              شكرا لمروركم الكريم اخانا المستعصم بالله , وبارك الله فيكم , واثابكم الفردوس الاعلى
              عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

              تعليق

              يعمل...
              X