الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد
فإن كلمة «لا إله إلا الله» تعني أنه لا معبود بحق إلا الله
وهي كلمة جليلة القدر، عظيمة الشأن، ولها فضائل كثيرة ذكرها أهل العلم، سوف نتحدث عنها بإيجاز، فنقول وبالله تعالى التوفيق
كلمة التوحيد هي أفضل ما قاله النبيون
روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي قال «خيرُ الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» صحيح الترمذي
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعتُ رسول الله يقول «أفضلُ الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله» صحيح ابن ماجه
« لا إله إلا الله » من أجلها خلق الله الخلق
قال تعالى :(وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)( الذاريات:56) ،
من أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب
قال تعالى :(يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ)( النحل:2)
وقال تعالى :(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ) (النحل:36)
وقال سبحانه :(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25)
قال ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية كل نبي بعثه الله يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له تفسير ابن كثير
التوحيد هو أول ما يجب معرفته
قال تعالى: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)(محمد:19)
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن «إنك ستأتي قومًا أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائمَ أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» البخاري
لا إله إلا الله هي كلمة التقوى
قال تعالى :( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )(الفتح:26)
عن أُبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى قال لا إله إلا الله) صحيح الترمذي
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى ، قال شهادة أن لا إله إلا الله، وهي رأس كل تقوى تفسير الطبري
لا إله إلا الله هي الكلمة الطيبة التي ذكرها الله في كتابه
قال تعالى :(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)( إبراهيم:24،25)
عن ابن عباس رضي الله عنهما : في قوله مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً قال شهادة أن لا إله إلا الله، كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ هو المؤمن، يقول أَصْلُهَا ثَابِتٌ يقول لا إله إلا الله ثابت في قلب المؤمن، وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ يقول يُرفعُ بها عمل المؤمن إلى السماء تفسير الطبري
لا إله إلا الله تضمن العز والتمكين لأهلها في الدنيا والفلاح في الآخرة
قال تعالى :(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ)( النور:55)
من أجل لا إله إلا الله فرض الله الجهاد
قال تعالى :(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ)( البقرة:193) ، وقال سبحانه:( قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )(التوبة:29) وقال تعالى :(وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)( التوبة:36)
لا إله إلا الله تعصم الدماء والأموال والأعراض
عن أبي مالك الأشجعي رضي الله عنه عن أبيه قال سمعت رسول الله يقول «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبدُ من دون الله، حَرُمَ مَالُهُ ودمه وحسابه على الله» مسلم
وقد كان النبي يعرف المنافقين وسماهم لحذيفة بن اليمان، ولكن لما قالوا كلمة التوحيد، عصم النبي أنفسهم وأموالهم وترك حسابهم لله تعالى
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال «بعثنا رسول الله إلى الحُرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقتُ أنا ورجلٌ من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناهُ قال لا إله إلا الله، فكف الأنصاري فطعنتُهُ برمحي حتى قتلتُه، فلما بلغ النبي ، فقال يا أسامة، أقتلتهُ بعدما قال لا إله إلا الله ؟ قلت كان متعوذًا، فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم» البخاري
كلمة التوحيد هي الكلمة التي يُصدق قائلها
عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن رسول الله قال «إذا قال العبد لا إله إلا الله والله أكبر، قال يقول الله عز وجل صدق عبدي، لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وإذا قال العبد لا إله إلا الله وحدهُ، قال صدق عبدي، لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال لا إله إلا الله لا شريك له قال صدق عبدي، لا إله إلا أنا، ولا شريك لي، وإذا قال لا إله إلا الله، له الملك وله الحمد، قال صدق عبدي، لا إله إلا أنا، لي الملك ولي الحمد، وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال صدق عبدي، لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي» صحيح الترمذي
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال «قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركتُهُ وشَرِكْهُ» مسلم
قال الإمام النووي عند شرحه لهذا الحديث أنا غني عن المشاركة وغيرها، فمن عمل شيئًا لي ولغيري لم أقبله، بل أتركه لذلك الغير، والمراد أن عمل المرائي باطل، لا ثواب فيه ويأثم به مسلم بشرح النووي
كلمة التوحيد أفضل الحسنات
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «من قال لا إله الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عَدْلَ عشر رقاب، وكُتبتْ له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عَمِلَ أكثر من ذلك» البخاري ، ومسلم
لا إله إلا الله تفتح أبواب السماء وأبواب الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصًا إلا فتحت له أبواب السماء، حتى تفضي إلى العرش، ما اجتنبت الكبائر» صحيح الترمذي
وعن عقبة بن عامر الجُهَني رضي الله عنه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله قال «ما منكم من أحد يتوضأ فيُبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء» مسلم
كلمة التوحيد هي آخر ما يخرج به المسلم من الدنيا
ينبغي للمسلم إذا عاين احتضار أخيه أن يلقنه كلمة التوحيد، رجاء أن يموت عليها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله قال «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» مسلم
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» رواه أبو داود
لا إله إلا الله تنفع قائلها يوم القيامة
عن المسيب بن حَزَن رضي الله عنه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة أي قرب موته جاءه رسول الله فوجد عنده أبا جهل وعبد الله ابن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله «يا عَمِّ، قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله» فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ويعيدُ له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله» مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال «من قال لا إله إلا الله، نفعتهُ يومًا من دهره، يصيبه قبل ذلك ما أصابه» صحيح الجامع
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله «لقد ظننتُ يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك، لما رأيت حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه» البخاري
شهادة التوحيد ثقيلة في ميزان الحسنات يوم القيامة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي قال «إن الله سيُخلِّص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سِجلاً، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول أتنكر من هذا شيئًا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ يقول لا يا رب، فيقول أفلك عذر ؟ فيقول لا يا رب، فيقول بلى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول احضر وزْنَك، فيقول يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فقال إنك لا تُظلمُ، قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء» صحيح الترمذي
كلمة التوحيد تمنع خلود أصحاب المعاصي
من الموحدين في النار
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال «يقول الله تعالى وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجنَّ منها أي من النار من قال لا إله إلا الله» البخاري
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله يُغير إذا طلع الفجر، فإن سمع أذانًا أمسك وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول الله أكبر، الله أكبر، فقال رسول الله «على الفطرة»، ثم قال «أشهد ألا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله خَرجْتَ من النار» مسلم
نسأل الله عز وجل أن يحيينا على كلمة التوحيد، وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المصدر مجلة التوحيد
فإن كلمة «لا إله إلا الله» تعني أنه لا معبود بحق إلا الله
وهي كلمة جليلة القدر، عظيمة الشأن، ولها فضائل كثيرة ذكرها أهل العلم، سوف نتحدث عنها بإيجاز، فنقول وبالله تعالى التوفيق
كلمة التوحيد هي أفضل ما قاله النبيون
روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي قال «خيرُ الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» صحيح الترمذي
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعتُ رسول الله يقول «أفضلُ الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله» صحيح ابن ماجه
« لا إله إلا الله » من أجلها خلق الله الخلق
قال تعالى :(وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)( الذاريات:56) ،
من أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب
قال تعالى :(يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ)( النحل:2)
وقال تعالى :(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ) (النحل:36)
وقال سبحانه :(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25)
قال ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية كل نبي بعثه الله يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له تفسير ابن كثير
التوحيد هو أول ما يجب معرفته
قال تعالى: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)(محمد:19)
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن «إنك ستأتي قومًا أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائمَ أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» البخاري
لا إله إلا الله هي كلمة التقوى
قال تعالى :( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )(الفتح:26)
عن أُبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى قال لا إله إلا الله) صحيح الترمذي
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى ، قال شهادة أن لا إله إلا الله، وهي رأس كل تقوى تفسير الطبري
لا إله إلا الله هي الكلمة الطيبة التي ذكرها الله في كتابه
قال تعالى :(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)( إبراهيم:24،25)
عن ابن عباس رضي الله عنهما : في قوله مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً قال شهادة أن لا إله إلا الله، كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ هو المؤمن، يقول أَصْلُهَا ثَابِتٌ يقول لا إله إلا الله ثابت في قلب المؤمن، وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ يقول يُرفعُ بها عمل المؤمن إلى السماء تفسير الطبري
لا إله إلا الله تضمن العز والتمكين لأهلها في الدنيا والفلاح في الآخرة
قال تعالى :(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ)( النور:55)
من أجل لا إله إلا الله فرض الله الجهاد
قال تعالى :(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ)( البقرة:193) ، وقال سبحانه:( قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )(التوبة:29) وقال تعالى :(وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)( التوبة:36)
لا إله إلا الله تعصم الدماء والأموال والأعراض
عن أبي مالك الأشجعي رضي الله عنه عن أبيه قال سمعت رسول الله يقول «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبدُ من دون الله، حَرُمَ مَالُهُ ودمه وحسابه على الله» مسلم
وقد كان النبي يعرف المنافقين وسماهم لحذيفة بن اليمان، ولكن لما قالوا كلمة التوحيد، عصم النبي أنفسهم وأموالهم وترك حسابهم لله تعالى
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال «بعثنا رسول الله إلى الحُرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقتُ أنا ورجلٌ من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناهُ قال لا إله إلا الله، فكف الأنصاري فطعنتُهُ برمحي حتى قتلتُه، فلما بلغ النبي ، فقال يا أسامة، أقتلتهُ بعدما قال لا إله إلا الله ؟ قلت كان متعوذًا، فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم» البخاري
كلمة التوحيد هي الكلمة التي يُصدق قائلها
عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن رسول الله قال «إذا قال العبد لا إله إلا الله والله أكبر، قال يقول الله عز وجل صدق عبدي، لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وإذا قال العبد لا إله إلا الله وحدهُ، قال صدق عبدي، لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال لا إله إلا الله لا شريك له قال صدق عبدي، لا إله إلا أنا، ولا شريك لي، وإذا قال لا إله إلا الله، له الملك وله الحمد، قال صدق عبدي، لا إله إلا أنا، لي الملك ولي الحمد، وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال صدق عبدي، لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي» صحيح الترمذي
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال «قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركتُهُ وشَرِكْهُ» مسلم
قال الإمام النووي عند شرحه لهذا الحديث أنا غني عن المشاركة وغيرها، فمن عمل شيئًا لي ولغيري لم أقبله، بل أتركه لذلك الغير، والمراد أن عمل المرائي باطل، لا ثواب فيه ويأثم به مسلم بشرح النووي
كلمة التوحيد أفضل الحسنات
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «من قال لا إله الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عَدْلَ عشر رقاب، وكُتبتْ له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عَمِلَ أكثر من ذلك» البخاري ، ومسلم
لا إله إلا الله تفتح أبواب السماء وأبواب الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «ما قال عبد لا إله إلا الله قط مخلصًا إلا فتحت له أبواب السماء، حتى تفضي إلى العرش، ما اجتنبت الكبائر» صحيح الترمذي
وعن عقبة بن عامر الجُهَني رضي الله عنه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله قال «ما منكم من أحد يتوضأ فيُبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء» مسلم
كلمة التوحيد هي آخر ما يخرج به المسلم من الدنيا
ينبغي للمسلم إذا عاين احتضار أخيه أن يلقنه كلمة التوحيد، رجاء أن يموت عليها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله قال «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» مسلم
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» رواه أبو داود
لا إله إلا الله تنفع قائلها يوم القيامة
عن المسيب بن حَزَن رضي الله عنه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة أي قرب موته جاءه رسول الله فوجد عنده أبا جهل وعبد الله ابن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله «يا عَمِّ، قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله» فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ويعيدُ له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله» مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال «من قال لا إله إلا الله، نفعتهُ يومًا من دهره، يصيبه قبل ذلك ما أصابه» صحيح الجامع
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله «لقد ظننتُ يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك، لما رأيت حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه» البخاري
شهادة التوحيد ثقيلة في ميزان الحسنات يوم القيامة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي قال «إن الله سيُخلِّص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سِجلاً، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول أتنكر من هذا شيئًا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ يقول لا يا رب، فيقول أفلك عذر ؟ فيقول لا يا رب، فيقول بلى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها «أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول احضر وزْنَك، فيقول يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فقال إنك لا تُظلمُ، قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء» صحيح الترمذي
كلمة التوحيد تمنع خلود أصحاب المعاصي
من الموحدين في النار
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال «يقول الله تعالى وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجنَّ منها أي من النار من قال لا إله إلا الله» البخاري
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله يُغير إذا طلع الفجر، فإن سمع أذانًا أمسك وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول الله أكبر، الله أكبر، فقال رسول الله «على الفطرة»، ثم قال «أشهد ألا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله خَرجْتَ من النار» مسلم
نسأل الله عز وجل أن يحيينا على كلمة التوحيد، وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المصدر مجلة التوحيد
تعليق