إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة شيقة جداً سوف ألقيها إليكم كل يوم جزانا الله وإياكم كل خير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة شيقة جداً سوف ألقيها إليكم كل يوم جزانا الله وإياكم كل خير

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
    بسم اللهالرحمن الرحيم
    أخوة الإيمان والإسلام

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    الحمد لله المتفرد بصفات الكمال والجلال وحده .أحمده ربى وهو المتفضل علينابنعمه ظاهرة وباطنة تترا وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدعبده ورسوله .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آلإبراهيم. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . انك حميدُ مجيد ..



    أما بعد

    انظروا معي أخواني وأخواتي إلى العقيدة . وسوف نبدأ درسنا اليوم بملخص من كتاب منهاج المسلم لفضيلة شيخنا الكبير العلامة أبي بكر جابر الجزائري ويتحدث في هذا الكتاب عن الإيمان بالله وهو من أهم وأشيق الموضوعات (الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى والإيمان بربوبيته ) .
    ياالله سبحانك ربي لا اله الا أنت سبحانك يامن ملكت كل شئ إنظروا إلى أخواني وأخواتي إلى هذا الكون سبحانه فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة رب كل شئ ومليكه لا إله إلا هو حقاً ولا رب غيره وانه جل علاه موصوف بكل كمال منزه عن كل نقصان وبعد وذلك للأدلة النقلية والعقلية الآتيه .

    أولاً : الأدلة النقلية :

    1 – إخباره تعالى بنفسه عن وجوده وعن ربوبيته للخلق وعن أسمائه وصفاته وذلك قال في كتابه الكريم كما جاء في الآيات والسور (الأعراف الآية 54، القصص الآيه 30 ، طه الآيه 14 ، الحشر الآيه 22-24 ، الفاتحه 2-4) .
    - فحدثنا سبحانه وتعالى في سورة الأعراف بسم الله الرحمن الرحيم

    إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)

    فسبحانه وتعالى الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوي سبحانه وتعالى على العرش أي علا وارتفع استواءً يليق بعزته وجلاله يُدخل سبحانه الليل على النهار ، فيلبسه إياه حتى يذهب نوره ويُدخل النهار على الليل فيذهب ظلامه وكل واحدً منهما يطلب الآخر سريعاً دائماً – وهو سبحانه الذي خلق الشمس والقمر والنجوم مذللات له يسخرنه سبحانه كما يشاء وهو من آيات الله العظيمة ألا له سبحانه وتعالى الخلق كله وله الأمر كله تعالى وتعاظم رب الخلق أجمعين .
    - كما جاء أيضاً في سورة القص الأيه 30 في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم .

    فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ

    فلما أتى موسى النار ناداه الله من جانب الوادي الأيمن لموسى في البقعة المباركة من جانب الشجرة: أن يا موسى إني أنا الله رب العالين, وأن ألق عصاك, فألقاها موسى, فصارت حية تسعى, فلما رآها موسى تضطرب كأنها جانٌّ من الحيات ولَّى هاربًا منها, ولم يلتفت من الخوف, فناداه ربه: يا موسى أقبل إليَّ ولا تَخَفْ; إنك من الآمنين من كل مكروه.

    - وأيضاً في سورة طه الآيه 14

    إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14)



    فسبحانه وتعالى أمرنا بالعبادة له وحده لا شريك له وله الحمد والثاء وأمرنا أيضاً بإقامة الصلاة لذكره وحدة .


    - الحشر الآيه 22-24

    هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ
    هو الله سبحانه وتعالى المعبود بحق الذي لا إله سواه, عالم السر والعلن, يعلم ما غاب وما حضر, هو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء, الرحيم بأهل الإيمان به.
    هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)

    هو الله المعبود بحق, الذي لا إله إلا هو, الملك لجميع الأشياء, المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة, المنزَّه عن كل نقص, الذي سلِم من كل عيب, المصدِّق رسله وأنبياءه بما ترسلهم به من الآيات البينات, الرقيب على كل خلقه في أعمالهم, العزيز الذي لا يغالَب, الجبار الذي قهر جميع العباد, وأذعن له سائر الخلق, المتكبِّر الذي له الكبرياء والعظمة. تنزَّه الله تعالى عن كل ما يشركونه به في عبادته.

    هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْبِ (24)

    هو الله سبحانه وتعالى الخالق المقدر للخلق، البارئ المنشئ الموجد لهم على مقتضى حكمته, المصوِّر خلقه كيف يشاء, له سبحانه الأسماء الحسنى والصفات العلى, يسبِّح له جميع ما في السموات والأرض, وهو العزيز شديد الانتقام مِن أعدائه, الحكيم في تدبيره أمور خلقه.
    - سورة الفاتحة

    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)


    الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.

    الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
    (الرَّحْمَنِ) الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.
    مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
    وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة, وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر, وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح, والكف عن المعاصي والسيئات.


    2 – إخبار نحو مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء والمرسلين بوجود الله عز وجل وعن ربوبيته للعوالم كلها .

    3 – إخبار الملايين من العلماء عن وجود الله وعن صفاته وأسمائه وربوبيته لكل شئ وقدرته على كل شئ وأنهم لذلك عبدوه وأطاعوه وأحبوا له وأبغضوا من أجله .

    ثانياً : الأدلة العقلية :

    1 – وجود هذه العوالم المختلفة والمخلوقات الكثيرة المتنوعة فقد من الله سبحانه وتعالى على الإنسان وسخر له كل شئ وخلق ما على الأرض من دواب ومخلوقات مختلفة ألوانها وأشكالها وفوائدها فخلق لنا الأنعام وجاء في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم

    وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)

    والأنعامَ من الإبل والبقر والغنم خلقها الله لكم -أيها الناس- وجعل في أصوافها وأوبارها الدفء, ومنافع أُخر في ألبانها وجلودها وركوبها, ومنها ما تأكلون.
    وخلق أيضاً الخيل والبغال والحمير .

    وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8النحل )


    وخلق لكم الخيل والبغال والحمير; لكي تركبوها, ولتكون جمَالا لكم ومنظرًا حسنًا; ويخلق لكم من وسائل الركوب وغيرها ما لا عِلْمَ لكم به; لتزدادوا إيمانًا به وشكرا له

    وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13النحل )

    وسخَّر ما خلقه لكم في الأرض من الدوابِّ والثمار والمعادن, وغير ذلك مما تختلف ألوانه ومنافعه. إن في ذلك الخَلْق واختلاف الألوان والمنافع لَعبرةً لقوم يتعظون, ويعلمون أنَّ في تسخير هذه الأشياء علاماتٍ على وحدانية الله تعالى وإفراده بالعبادة.

    وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (النحل 14)
    وهو الذي سخَّر لكم البحر; لتأكلوا مما تصطادون من سمكه لحمًا طريًا, وتستخرجوا منه زينة تَلْبَسونها كاللؤلؤ والمرجان, وترى السفن العظيمة تشق وجه الماء تذهب وتجيء, وتركبونها; لتطلبوا رزق الله بالتجارة والربح فيها, ولعلكم تشكرون لله تعالى على عظيم إنعامه عليكم, فلا تعبدون غيره. وهناك العديد من المخلوقات هذا مثلاً الدواب والأسماك وما إلى ذلك وقال في كتابه الكريم وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
    وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (النحل 18)

    وإن تحاولوا حَصْرَ نِعَم الله عليكم لا تَفُوا بحَصْرها; لكثرتها وتنوعها. إن الله لَغفور لكم رحيم بكم؛ إذ يتجاوز عن تقصيركم في أداء شكر النعم, ولا يقطعها عنكم لتفريطكم, ولا يعاجلكم بالعقوبة.
    - وسبحانه وتعالى سخر الشمس والقمر وما حوت من أفلاك وشمس وقمر ونجوم وكواكب مختلفة الأشكال والأحجام والمقادير والأبعاد والسير عز وجل فسبحانه وتعالى ملكوت كل شئ يالله ...

    وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (النحل 12)


    وسخَّر لكم الليل لراحتكم, والنهار لمعاشكم, وسخَّر لكم الشمس ضياء, والقمر نورًا ولمعرفة السنين والحساب, وغير ذلك من المنافع, والنجوم في السماء مذللات لكم بأمر الله لمعرفة الأوقات, ونضج الثمار والزروع, والاهتداء بها في الظلمات. إن في ذلك التسخير لَدلائلَ واضحةً لقوم سيعقلون عن الله حججه وبراهينه.

    فانظروا أيضاً أخوتي في الله يالله سبحان ملكوتك يارب أسئلك يارب أن تغفر لنا خاطيانا وذنوبنا وأهدي الأمة المسلمه إلى ما تحباه وترضاه سبحانه وتعالى أنزل من السماء ماء فجعل به اليابس أخضر ياااااااااااااااااااااااااااااله .
    هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)

    هو الذي أنزل لكم من السحاب مطرًا, فجعل لكم منه ماءً تشربونه, وأخرج لكم به شجرًا تَرْعَوْن فيه دوابّكم, ويعود عليكم دَرُّها ونفْعُها.
    يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)
    وسخَّر لكم الليل لراحتكم, والنهار لمعاشكم, وسخَّر لكم الشمس ضياء, والقمر نورًا ولمعرفة السنين والحساب, وغير ذلك من المنافع, والنجوم في السماء مذللات لكم بأمر الله لمعرفة الأوقات, ونضج الثمار والزروع, والاهتداء بها في الظلمات. إن في ذلك التسخير لَدلائلَ واضحةً لقوم سيعقلون عن الله حججه وبراهينه.
    سبحانك يارب كل هذا مذكور في سورة واحدة تخيل لو أنك جمعت جميع سور القرآن لما تشمله من آيات ومعجزات وماخلقه الله للإنسان فهل أخوتي بالله عليكم هل نستطيع أن نحصوا هذه النعم سبحانك يارب أسألك اللهم أن تغفر لنا ذنوبنا يارب نحن الفقراء إليك وأنت الغني يارب العالمين .

    2 – وجود كلامه عز وجل بين أيدينا نقرأه ونتدبره ونفهمه لما اشتمل عليه من معاني فهو دليل على وجوده عز وجل . أي كتاب الله سبحانه الذي جاء بكل شئ وأحصى كل علم فكلامه تعالى دال على وجوده كما اشتمل على أصدق النظريات العلمية وعلى الكثير من العلوم والأمور الغيبية والحوادث التاريخيه وكان صادق في كل ذلك ولم ينتقص فيه أو في نظرية من ذلك النظريات العلمية ولم يختلف فيه غيباً واحدً مما أخبر به من الأمور الغيبية فمثل هذا الكلام الحكيم الصادق يحيل العقل البشري أن يشبه إلى أحد من البشر إذا هو فوق طوق كل البشر ومستوى معارفهم وهو دليل وجوده تعالى وعلمه وقدرته .

    3 – وجود هذا النظام الدقيق المتمثل في هذه السنن في الخلق والتكوين والتنئشة والتطوير لسائر الكائنات الحية في هذا الوجود فإن جميعها خاضع لهذه السنن متقيد بها لا يستطيع الخروج عنها بحال من الأحوال فتعالى ننظر للإنسان خلق الإنسان من نطفة في رحم الأم لقوله تعالى

    إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً
    (الإنسان 3)

    إنا خلقنا الإنسان من نطفة مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة, نختبره بالتكاليف الشرعية فيما بعد, فجعلناه من أجل ذلك ذا سمع وذا بصر؛ ليسمع الآيات, ويرى الدلائل, إنا بينَّا له وعرَّفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر; ليكون إما مؤمنًا شاكرًا, وإما كفورًا جاحدًا.

    سبحانك يارب سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب عليك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    التعديل الأخير تم بواسطة أم خطاب; الساعة 15-11-2010, 02:11 PM. سبب آخر: تكبير الخط

  • #2
    سلسلة شيقة جداً سوف ألقيها إليكم كل يوم جزانا الله وإياكم كل خير

    الإيمان بإلهية الله تعالى للأولين والآخرين
    الحمد لله المتفرد بصفات الكمال والجلال وحده .أحمده ربى وهو المتفضل علينابنعمه ظاهرة وباطنة تترا وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدعبده ورسوله .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آلإبراهيم. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . انك حميدُ مجيد ..
    أما بعد

    يؤمن المسلم بألوهية الله تعالى لجميع الأولين والآخرين ، وانه لا اله غيره ولا معبود بحق سواه ذلك للأدلة النقلية والعقلية التالية :

    أولاً : الأدلة النقلية .

    1 – شهادته تعالى ، وشهادة ملائكته وأولى العلم على أولهيته سبحانه وتعالى
    فقد فقال في كتابه الكريم .
    شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 18)
    شهد الله أنه المتفرد بالإلهية, وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم, على أجلِّ مشهود عليه, وهو توحيده تعالى وقيامه بالعدل, لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده, الحكيم في أقواله وأفعاله .
    2 – وحدثنا أيضاً في هذه الآيات .
    اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (البقرة 255)

    الله الذي لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو, الحيُّ الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله, القائم على كل شيء, لا تأخذه سِنَة أي: نعاس, ولا نوم, كل ما في السموات وما في الأرض ملك له, ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه, محيط علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها, يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة, وما خلفهم من الأمور الماضية, ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه. وسع كرسيه السموات والأرض, والكرسي: هو موضع قدمي الرب -جل جلاله- ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه, ولا يثقله سبحانه حفظهما, وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته, الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء. وهذه الآية أعظم آية في القرآن, وتسمى: (آية الكرسي).
    وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (البقرة 163)

    وإلهكم -أيها الناس- إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبودية خلقه له, لا معبود بحق إلا هو, الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق, الرحيم بالمؤمنين.

    فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (محمد 19)

    فاعلم -أيها النبي- أنه لا معبود بحق إلا الله, واستغفر لذنبك, واستغفر للمؤمنين والمؤمنات. والله يعلم تصرفكم في يقظتكم نهارًا, ومستقركم في نومكم ليلا.

    هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (الحشر 22)

    هو الله سبحانه وتعالى المعبود بحق الذي لا إله سواه, عالم السر والعلن, يعلم ما غاب وما حضر, هو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء, الرحيم بأهل الإيمان به.

    هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (الحشر 23 )

    هو الله المعبود بحق, الذي لا إله إلا هو, الملك لجميع الأشياء, المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة, المنزَّه عن كل نقص, الذي سلِم من كل عيب, المصدِّق رسله وأنبياءه بما ترسلهم به من الآيات البينات, الرقيب على كل خلقه في أعمالهم, العزيز الذي لا يغالَب, الجبار الذي قهر جميع العباد, وأذعن له سائر الخلق, المتكبِّر الذي له الكبرياء والعظمة. تنزَّه الله تعالى عن كل ما يشركونه به في عبادته.
    3 – إخبار رسله عليهم الصلاة والسلام بألوهيته تعالى ودعوة أمهم إلى الاعتراف بها وإلى عبادته تعالى وحده دون سواه فإن نوحاً قال

    وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (الأعراف 65 )

    ولقد أرسلنا إلى قبيلة عاد أخاهم هودا حين عبدوا الأوثان من دون الله, فقال لهم: اعبدوا الله وحده, ليس لكم من إله يستحق العبادة غيره جل وعلا فأخلصوا له العبادة أفلا تتقون عذاب الله وسخطه عليكم؟ وكنوح وهود وصالح وشعيب وقال موسى لني إسرائيل

    قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)

    قال موسى لقومه: أغير الله أطلب لكم معبودًا تعبدونه من دونه, والله هو الذي خلقكم, وفضَّلكم على عالمي زمانكم بكثرة الأنبياء فيكم, وإهلاك عدوكم وما خصَّكم به من الآيات؟ وقال يونس

    وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (الأنبياء 87)
    واذكر قصة صاحب الحوت, وهو يونس بن مَتَّى عليه السلام, أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا, فتوعَّدهم بالعذاب فلم ينيبوا, ولم يصبر عليهم كما أمره الله, وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم, ضائقًا صدره بعصيانهم, وظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة, فابتلاه الله بشدة الضيق والحبس, والتقمه الحوت في البحر, فنادى ربه في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت تائبًا معترفًا بظلمه; لتركه الصبر على قومه, قائلا: لا إله إلا أنت سبحانك, إني كنت من الظالمين. وكان النبي " يقول في تشهده في الصلاة
    ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له )

    ثانياً ً : الأدلة العقلية :

    1 – إن ربوبيته تعالى الثابته دون جدل مستلزمه لألوهيته وموجهة لها فالرب الذي يحيى ويميت ويعطي ويمنع وينفع ويضر هو المستحق لعبادة الخلق والمستوجب له بالطاعة والمحبة والتعظيم والتقديس وبالرغبة اليه والرهبه منه .

    2 – إذا كان كل شئ من المخلوقات مبروباً لله تعالى بمعنى أنه من جملة من خلقهم ورزقهم ودبر شئونهم وتصرف في أحوالهم وأمورهم . فكيف يعقل تأليه غيره من مخلوقاته المفتقره إليه ؟

    3 – اتصافه عز وجل دون غيره بصفات الكمال المطلق ككونه تعالى قوياً قديراً علياً كبيراً ، سميعاً بصيراً ، رزوقاً رحيماً ، لطيفاً خبيراً ، موجب له تأليه قلوب عباده له بمحبته وتأليه جوارجهم له بالطاعة والانقياد

    نسأل الله العفو والعافية في المال والصحة وأن ترزقنا يارب العالمين جنة الخلدين مع الصالحين
    التعديل الأخير تم بواسطة أم خطاب; الساعة 15-11-2010, 01:57 PM. سبب آخر: تكبير الخط

    تعليق


    • #3
      رد: سبحانك يامن ملكت كل شئ ....... يالله . أمر هام جداً

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      جزاكم الله خيرا

      تعليق


      • #4
        رد: سبحانك يامن ملكت كل شئ ....... يالله . أمر هام جداً

        جزاكم الله خير
        وبارك فيكم
        سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


        تعليق


        • #5
          الدرس الثالث

          الفصل الثالث
          الإيمان بأسمائه تعالى وصفاته
          ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها .
          الحمد لله المتفرد بصفات الكمال والجلال وحده .أحمده ربى وهو المتفضل علينابنعمه ظاهرة وباطنة تترا وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدعبده ورسوله .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . انك حميدُ مجيد ..
          أما بعد

          يؤمن المسلم بمالله تعالى من أسماء حسنى وصفات عليا وذلك للأدلة النقلية والعقلية :

          أولاً : الادلة النقلية :

          1 – إخباره تعالى بنفسه عن اسمائه وصفاته . ووصف نفسه بأنه سميع بصير ، عليم حكيم ، وقوي عزيز ولطيف خبير وشكور حليم وانه كلم موسى تكليماً وأنه استوى على عرشه وانه خلق بيديه وانه يحب المحسنين ورضى عن المؤمنين إلى غير ذلك من الصفات الذاتية والعقلية كمحبته تعالى ونزوله وإتيانه مما أنزله في كتابه ونطق به رسوله صلى الله عليه وسلم .

          2 – إخبار رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك كما ورد وصح عنه من أخبار صحيحة وأحاديث صريحه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يضحك الله سبحانهوتعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ،ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيستشهد متفق عليه . ونأتي لشرح هذا الحديث .

          هذان الحديثان في بيان التوبة وأن من تاب تاب الله عليه مهماعظم ذنبه لأن الله تعالى قال في كتابهوالذين لا يدعون معالله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلكيلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعملعملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما فالحديث الأولعن ابن عباس ومعناه أن ابن آدم لن يشبع من المال ولو كان له واد واحد لابتغى أي طلبأن يكون له واديان ولا يملأ جوفه إلا التراب وذلك إذا مات ودفن وترك الدنيا ومافيها حينئذ يقتنع لأنها فاتته ولكن مع ذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التوبةلأن الغالب أن الذي يكون عنده طمع في المال أنه لا يحترز من الأشياء المحرمة منالكسب المحرم ولكن دواء ذلك بالتوبة إلى الله ولذلك قالويتوبالله على من تابفمنتاب من سيئاته ولو كانت هذه السيئات مما يتعلق بالمال فإن الله يتوب عليه وأماالحديث الثاني فهو عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال يضحك الله إلىرجلين . . . الحديث . وسبب ضحك الله أنه كان بينهما تمام العداوة في الدنيا حتى إنأحدهما قتل الآخر فقلب الله هذه العداوة التي في قلب كل واحد منهما وأزال ما فينفوسهما من الغل لأن أهل الجنة يطهرون من الغل والحقد كما قال الله في وصفهمإخواناعلى سرر متقابلينوقال قبلهاونزعنا ما في صدورهم من غلفهذا وجه العجب من هذين الرجلين . ففيه دليل على أن الكافر إذا تاب من كفره ولو كان قد قتل أحداً من المسلمين فإنالله تعالى يتوب عليه لأن الإسلام يهدم ما قبله .
          وقوله . لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزه فيها رجله . وينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حينما يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له ؟ ومن سألني فأعطيه ؟ ومن يستغفر لي فأغفر له .

          3 – إقرار السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة رضى الله عنهم أجمعين بصفات فلم يثبت أن صحابياً واحداً تأول صفة من صفات الله تعالى أو ردها بل كانوا يؤمنون بمدلولها ويحملون على ظهرها وهم يعلمون أن صفات الله تعالى ليست كصفات المحدثين من خلفه .

          ثانياً : الادلة العقلية :

          1 – لقد وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بصفات وسمى نفسه بأسماء لم ينهنا عن وصفه وتسميته بها ولم يأمرنا بتأويلها أو حملها على غير ظاهرها .

          2 – اليس من نفى صفة من صفات الله تعالى خوفاً من التشبيه كان قد شبهها أولاً بصفات المحدثين ثم خاف من التشبيه ففر منه إلى النفي والتعطيل فنفى صفات الله تعالى التي اتيتها لنفسه وعطلها فكان بذلك قد جمع بين كبيرتين التشبيه والتعطيل .

          3– إن الإيمان بصفة الله تعالى ووصفه بها لا تستلزم التشبيه بصفات المحدثين . إذ العقل لا يحيل أن نكون لله صفات بذاته لا تشبيه صفات المخلوقين ولا تلتقى معها إلا في مجرد الاسم فقط فيكون للخالق صفات تخصه وللمخلوقات صفه تخصه .
          التعديل الأخير تم بواسطة أم خطاب; الساعة 15-11-2010, 03:44 PM. سبب آخر: تكبير الخط

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة شيقة جداً سوف ألقيها إليكم كل يوم جزانا الله وإياكم كل خير

            جزاكم الله خيرا
            نفع الله بنا وبكم

            تعليق


            • #7
              الإيمان بالملائكة عليهم السلام . ملخص منقول

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              هذا هو الفصل الرابع لما قد سلف من قبل إليكم من ملخص كتاب منهاج المسلم لأبو بكر الجزائري
              وهو .

              الإيمان بالملائكة عليهم السلام
              الحمد لله المتفرد بصفات الكمال والجلال وحده .أحمده ربى وهو المتفضل علينابنعمه ظاهرة وباطنة تترا وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدعبده ورسوله .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آلإبراهيم. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . انك حميدُ مجيد ..

              أما بعد

              يؤمن المسلم بملائكة الله تعالى وقد جعلهم الله في المرتبة الأعلى وخلقهم من أشرف الخلق وعباد مكرمون عباده خلقهم من نور كما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار وهنا المارج هو لهب صاف لا دخان فيه وأنه تعالى وكلهم بوظائف فهم بها قائمون فمنهم الحفظة على العباد والكاتبون لأعمالهم ومنهم أيضاً الموكلون بالجنة ونعيمها ومنهم الموكلون بالنار وعذابها ومنهم المسبحون الليل والنهار لا يفترون فسبحانه وتعالى جل جلاله وتعظسمت أسمائه وانه تعالى فاضل أي فضل بعضهم على بعض فمنهم الملائكة المقربون كجبريل وميكائيل وإسرافيل ومنهم دون ذلك ولذلك لهداية الله تعالى له أولاً للأدلة النقلية والعقليمة فيما يلي .

              أولاً : الأدلة النقلية :

              1 – أمره تعالى بالإيمان بهم وإخباره عنهم كما جاء قوله تعالى في سورة
              النساء
              يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (النساء 136)

              وفي هذه الآية الكريمة يحدثنا الله تعالى قائلاً يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه داوموا على ما أنتم عليه من التصديق الجازم بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم, ومن طاعتهما, وبالقرآن الذي نزله عليه, وبجميع الكتب التي أنزلها الله على الرسل. ومن يكفر بالله تعالى, وملائكته المكرمين, وكتبه التي أنزلها لهداية خلقه, ورسله الذين اصطفاهم لتبليغ رسالته, واليوم الآخر الذي يقوم الناس فيه بعد موتهم للعرض والحساب, فقد خرج من الدين, وبَعُدَ بعدًا كبيرًا عن طريق الحق.
              - كما جاء أيضاً قوله تعالى في سورة البقرة
              مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ
              (98)

              من عادى الله وملائكته، ورسله من الملائكة أو البشر، وبخاصة المَلَكان جبريلُ وميكالُ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم، وميكال وليُّهم ، فأعلمهم الله أنه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر، وعادى الله أيضًا، فإن الله عدو للجاحدين ما أنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
              - وفي قوله لا إله إلا هو

              لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ
              فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172)

              لن يَأْنف ولن يمتنع المسيح أن يكون عبدًا لله, وكذلك لن يأنَفَ الملائكة المُقَرَّبون من الإقرار بالعبودية لله تعالى. ومن يأنف عن الانقياد والخضوع ويستكبر فسيحشرهم كلهم إليه يوم القيامة, ويفصلُ بينهم بحكمه العادل, ويجازي كلا بما يستحق.
              - وفي قوله جلَّت قدرته في سورة الحاقة الآية 17

              وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ

              - وفي قوله عظمت حكمته في سورة المدثر الآيه 31
              وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)

              وما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ, وما جعلنا ذلك العدد إلا اختبارًا للذين كفروا بالله؛ وليحصل اليقين للذين أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأنَّ ما جاء في القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى, حيث وافق ذلك كتبهم, ويزداد المؤمنون تصديقًا بالله ورسوله وعملا بشرعه, ولا يشك في ذلك الذين أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى ولا المؤمنون بالله ورسوله؛ وليقول الذين في قلوبهم نفاق والكافرون: ما الذي أراده الله بهذا العدد المستغرب؟ بمثل ذلك الذي ذُكر يضلُّ الله من أراد إضلاله, ويهدي مَن أراد هدايته, وما يعلم عدد جنود ربك - ومنهم الملائكة- إلا الله وحده. وما النار إلا تذكرة وموعظة للناس.

              - وفي قوله تقدست أسماؤه والملائكة في سورة الرعد الآية 23-24

              جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)

              تلك العاقبة هي جنات عدن يقيمون فيها لا يزولون عنها, ومعهم الصالحون من الآباء والزوجات والذريات من الذكور والإنات, وتدخل الملائكة عليهم من كل باب; لتهنئتهم بدخول الجنة.

              سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)

              تقول الملائكة لهم: سَلِمْتم من كل سوء بسبب صبركم على طاعة الله, فنِعْمَ عاقبة
              الدار الجنة.

              - كما جاء قوله في سورة البقرية الآية 30

              وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30)

              واذكر -أيها الرسول- للناس حين قال ربك للملائكة: إني جاعل في الأرض قومًا يخلف بعضهم بعضًا لعمارتها. قالت: يا ربَّنا علِّمْنا وأَرْشِدْنا ما الحكمة في خلق هؤلاء, مع أنَّ من شأنهم الإفساد في الأرض واراقة الدماء ظلما وعدوانًا ونحن طوع أمرك, ننزِّهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، ونمجِّدك بكل صفات الكمال والجلال؟ قال الله لهم: إني أعلم ما لا تعلمون من الحكمة البالغة في خلقهم .

              2 – إخبار رسوله صلى الله عليه وسلم عنهم بدعائة وهو قائم لصلاة الليل

              " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "مسلم"

              وفي قوله
              " إن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لايعودون "
              "أصله في الصحيحين"

              وفي قوله
              " يتمثل لي الملك أحياناً رجلاً فيكلمني فأعي مايقول " "البخارى"

              وفي قوله
              " خلق الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم " (مسلم)

              3 – رؤية العدد الكثير من الصحابة رضي الله عنهم للملائكة يوم بدر ورؤيتهم
              الجماعية غير مرة لجبريل أمين الوحي " إذا كان يأتي أحياناً في صورة
              دحية الكلبى فيشاهدونه ، ومن أشهر ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله
              عننه في مسلم وفيه يقول الرصول "" أتدرون من السائل؟ " قالوا الله
              ورسوله أعلم قال " هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم "

              4 – إيمان آلاف الملايين من المؤمنين أتباع الرسول في كل زمان ومكان
              بالملائكة وتصديقهم بما أخبرت عنهم الرسل من غير شك ولا تردد .

              ثانياً : الأدلة العقلية :

              1 – إن العقلا لا يحيل وجود الملائكة ولا ينفيه ، لأن العقل لا يحيل ولا ينفى إلا
              ما كان مستلزماً لاجتماع الضدين ككون الشئ موجوداً ومعدوماً في آن
              واحد أو النقصين كوجود الظلمة والنور معاً مثلاً .

              2 – إذا كان من المسلم لدى كافة العقلاء أن أثر الشئ يدل على وجوده ، فإن
              للملائكة آثاراً كثيرة تقضى بوجودهم وتؤكده ومن ذلك .

              أولاً : وصول الوحي إلى الأنبياء والمرسلين .

              ثانياً : وفاة الخلائق بقبض أرواحهم فإنه أثر ظاهر كذلك دال على وجود ملك
              الموت وأعوانه .

              ثالثاً : حفظ الإنسان من آذى الجان والشيطان وشرورهما طول حياته ، وهو
              يعيش بينهما ويريانه ولا يراهما .

              3 – عدم رؤية الشئ لضعف البصر أو لفقد الاستعداد الكامل لرؤية الشئ لا ينفي
              وجوده .

              التعديل الأخير تم بواسطة أم خطاب; الساعة 17-11-2010, 02:35 PM. سبب آخر: تعديل كلمة الكلب إلى الكلبى

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة شيقة جداً سوف ألقيها إليكم كل يوم جزانا الله وإياكم كل خير

                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرا
                متابعون بإذن الله

                تعليق


                • #9
                  الفصل الخامس من ملخص منهاج المسلم

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  أخوتي في الله

                  هذا هو الفصل الخامس
                  من سلسلة ملخص منهاج المسلم .



                  الإيمان بكتب الله تعالى

                  الحمد لله المتفرد بصفات الكمال والجلال وحده .أحمده ربى وهو المتفضل علينابنعمه ظاهرة وباطنة تترا وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدعبده ورسوله .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آلإبراهيم. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . انك حميدُ مجيد ..
                  أما بعد
                  يؤمن المسلم بجميع ما انزله الله تعالى من كتب وماآتى بعض رسله من صحف وأنها كلام الله أوحاه إلى رسله ليبلغوا عن شرعيه ودينه وأن أعظم هذه الكتب الكتب الأربعة وهي : القرآن الكريم (المنزل على سيدنا محمد ) ، التوراه (المنزل على نبى الله موسى) ، الزبور(المنزل على نبي الله داود) ، الإنجيل (المنزل على عبد الله ورسولى عيسى) وأن القرآن الكريم أعظم هذه الكتب والمهيمن عليها والناسخ لجميع شرائعها وأحكامها وذلك للأدلة النقلية والعقلية .

                  أولاً : الأدلة النقلية :

                  1 – أمر الله تعالى بالإيمان كما جاء في سورة النساء 136 .
                  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (136)

                  يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه داوموا على ما أنتم عليه من التصديق الجازم بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم, ومن طاعتهما, وبالقرآن الذي نزله عليه, وبجميع الكتب التي أنزلها الله على الرسل. ومن يكفر بالله تعالى, وملائكته المكرمين, وكتبه التي أنزلها لهداية خلقه, ورسله الذين اصطفاهم لتبليغ رسالته, واليوم الآخر الذي يقوم الناس فيه بعد موتهم للعرض والحساب, فقد خرج من الدين, وبَعُدَ بعدًا كبيرًا عن طريق الحق.

                  2 – إخباره تعالى عنه في هذه السور .

                  أ – وفي إخباره الله تعالى هنا في سورة آل عمران الآية 2-4

                  اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)
                  هو الله, لا معبود بحق إلا هو, المتصف بالحياة الكاملة كما يليق بجلاله, القائم
                  على كل شيء.
                  نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)

                  نَزَّل عيك القرآن بالحق الذي لا ريب فيه, مصدِّقًا لما قبله من كتب ورسل, وأنزل التوراة على موسى علبه السلام, والإنجيل على عيسى عليه السلام من قبل نزول القرآن; لإرشاد المتقين إلى الإيمان, وصلاح دينهم ودنياهم, وأنزل ما يفرق بين الحق والباطل. والذين كفروا بآيات الله المنزلة, لهم عذاب عظيم. والله عزيز لا يُغَالَب, ذو انتقام بمن جحد حججه وأدلته, وتفرُّده بالألوهية.

                  ب - وفي قوله تعالى في سورة المائدة في الآية 48

                  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)

                  وأنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن, وكل ما فيه حقّ يشهد على صدق الكتب قبله, وأنها من عند الله, مصدقًا لما فيها من صحة، ومبيِّنًا لما فيها من تحريف، ناسخًا لبعض شرائعها, فاحكم بين المحتكمين إليك من اليهود بما أنزل الله إليك في هذا القرآن, ولا تنصرف عن الحق الذي أمرك الله به إلى أهوائهم وما اعتادوه, فقد جعلنا لكل أمة شريعة, وطريقة واضحة يعملون بها. ولو شاء الله لجعل شرائعكم واحدة, ولكنه تعالى خالف بينها ليختبركم, فيظهر المطيع من العاصي, فسارعوا إلى ما هو خير لكم في الدارين بالعمل بما في القرآن, فإن مصيركم إلى الله, فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون, ويجزي كلا بعمله.

                  جـ – وفي قوله في سورة الشعراء في الآية 192 – 196

                  وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)

                  وإن هذا القرآن الذي ذُكِرَتْ فيه هذه القصص الصادقة، لَمنزَّل مِن خالق الخلق, ومالك الأمر كله، نزل به جبريل الأمين, فتلاه عليك - أيها الرسول - حتى وعيته بقلبك حفظًا وفهمًا؛ لتكون مِن رسل الله الذين يخوِّفون قومهم عقاب الله، فتنذر بهذا التنزيل الإنس والجن أجمعين. نزل به جبريل عليك بلغة عربية واضحة المعنى، ظاهرة الدلالة، فيما يحتاجون إليه في إصلاح شؤون دينهم ودنياهم.

                  وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ (196)


                  وإنَّ ذِكْرَ هذا القرآن لَمثبتٌ في كتب الأنبياء السابقين, قد بَشَّرَتْ به وصَدَّقَتْه.


                  3 – إيمان العلماء والحكماء واهل الإيمان في كل زمان ومكان واعتقادهم بأن
                  الله تعالى قد أنزل كتباً أوحاها لرسله .

                  4 – إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم
                  "إنما بقاؤكم فيمن سلف كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي أهل "الإنجيل" الإنجيل فعلموا به حتى صليت العصر ، ثم عجزوا فأعطوا قيراطاً قيراطاً ثم أوتيتم "القرآن" فعلمتم به ختى غربت الشمس فأعطيتم قراطتيم قيراطين . فقال أهل الكتاب : أقل منا عملاً وأكثر أجراً قال الله هل ظلمتكم من حقكم من شئ ؟ قالوا لا قال : هو فضلي أوتيه من أشاء .

                  ثانياً : الأدلة العقلية :

                  1 – ضعف الإنسان واحتياجه إلى ربه في إصلاح جسمة وروحه .

                  2 – لما كان الرسول هو الواسطه بين الله تعالى الخالق وبين عبادة المخلوقين
                  وكان الرسول كغيرهم من البشر يعيشون زمناً ثم يميتون فلو لم تكن
                  رسالتهم قد تضمنتها كتب خاصة لكانت تضيع بموتهم . ويبقى الناس بعدهم
                  بلا رسالة ولا واسطة .

                  3 – إذا لم يكن الرسول الداعي إلى الله تعالى يحمل كتاباً من عند ربه فيه
                  التشريع والهداية والخير سهل على الناس تكذيبه وإنكار رسالته فكانت هذه
                  حالاً لا تقضى بإنزال الكتب الإلهية لإقامة الحجة على الناس .
                  وأقول لكم لا تنسوا الأمة الإسلامية في دعواكم بالخير وأن يتقون الله فيما يفعلوه وأن يسكنهم الله فسيح جناته يارب العالمين .
                  التعديل الأخير تم بواسطة أم خطاب; الساعة 18-11-2010, 04:46 PM. سبب آخر: التنسيق

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة شيقة جداً سوف ألقيها إليكم كل يوم جزانا الله وإياكم كل خير

                    جزاكم الله خير
                    وجعل الجنة مثواكم
                    سلسلة متميزة
                    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة شيقة جداً سوف ألقيها إليكم كل يوم جزانا الله وإياكم كل خير

                      تعليق


                      • #12
                        تابعونا مع منهاج المسلم

                        الفصل السادس
                        الإيمان بالقرآن الكريم
                        الحمد لله المتفرد بصفات الكمال والجلال وحده .أحمده ربى وهو المتفضل علينابنعمه ظاهرة وباطنة تترا وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدعبده ورسوله .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آلإبراهيم. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . انك حميدُ مجيد ..
                        أما بعد

                        يؤمن المسلم بأن الله سبحانه وتعالى نزل كتابة الكريم "القرآن الكريم" أنزله على خير خلقه وأفضل أنبيائه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما أنزل الله سبحانه وتعالى غيره من الكتب على من سبق من الرسل ، وأنه نسخ بأحكامه سائر الأحكام السماوية السابقة ، كما ختم برسالة صاحبة كل رسالة سالفة .
                        وأنه الكتاب الشامل لأعظم تشريع رباني تكفل منزله لمن أخذ به سيسعد في الحياتين وتوعد من أعرض عنه فلم يأخذ به بالشقاوه في الدارين وانه الكتاب الوحيد الذي ضمن الله سلامته من النقص والزيادة ومن التبديل والتغيير وبقاءه حتى يرفعه إليه عند آخر أجل هذه الحياه ، وذلك للأدلة النقلية والعقلية التالية .

                        أولاً : الأدلة النقلية : -

                        1 – إخباره تعالى بذلك في قوله في سورة الفرقان

                        "بسم الله الرحمن الرحيم"

                        تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1)

                        عَظُمَتْ بركات الله, وكثرت خيراته, وكملت أوصافه سبحانه وتعالى الذي نزَّل القرآن الفارق بين الحق والباطل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكون رسولا للإنس والجن, مخوِّفًا لهم من عذاب الله.
                        ب – كما ذكر الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى في سورة يوسف

                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الْغَافِلِينَ (3)

                        نحن نقصُّ عليك -أيها الرسول- أحسن القصص بوحينا إليك هذا القرآن, وإن كنت قبل إنزاله عليك لمن الغافلين عن هذه الأخبار, لا تدري عنها شيئًا.
                        جـ - وفي قوله تعالى في سورة النساء

                        "بسم الله الرحمن الرحيم"
                        إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً (105)

                        إنا أنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن مشتملا على الحق; لتفصل بين الناس جميعًا بما أوحى الله إليك, وبَصَّرك به, فلا تكن للذين يخونون أنفسهم -بكتمان الحق- مدافعًا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة.
                        ويوجد العديد من الآيات والسور التي شملت هذا الموضوع .

                        2 – إخبار رسوله المنزل عليه صلى الله عليه وسلم في قوله " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه"
                        وفي قوله " خيركم من تعلم القرآن

                        وعلمه " (أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو حسن) .

                        وقوله " لا حسد إلا في إثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " (البخاري)

                        3 – إيمان البلايين (وهي جمع بليون وهو ألف ألف ألف) من المسلمين بآن القرآن كتاب الله ووحيه أوحاه إلى رسوله واعتقادهم الجازم بذلك مع تلاوتهم وحفظ أكثرهم له وعملهم بما فيه من شرائع وأحكام .

                        ثانياً : الأدلة العقلية :

                        1 – اشتمال القرآن الكريم على العلوم المختلفة الآتيه : مع أن صاحبه المنزل عليه أمي لم يقرأ وليتكب قط ، ولم يسبق أنه دخل كتاباً ولا مدرسة .

                        1 – العلوم الكونية
                        2 – العلوم التاريخية .
                        3 – العلوم التشريعية والقانونية .
                        4 – العلوم الحربية والسياسية

                        فاشتماله على هذه العلوم المختلفة دليل قوى علي أنه كلام الله تعالى ووحى منه ، إذ العقل يجعل صدور هذه العلوم عن أمي لم يقرأ ولم يكتب .

                        2 – تحدي الله منزلة الإنس والجن على الإنسان بمثله بقوله تعالى في سورة الإسراء الآية
                        88

                        "بسم الله الرحمن الرحيم"

                        قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (88)

                        قل: لو اتفقت الإنس والجن على محاولة الإتيان بمثل هذا القرآن المعجز لا يستطيعون الإتيان به، ولو تعاونوا وتظاهروا على ذلك.

                        3 – إشتماله على أخبار الغيب العديدة ، والتي ظهر بعضها ( من ذلك بأن الروم ستغلب الفرس في بضع سنين ، وكانت يومئذ مغلوبة للفرس مهزومة أمامها ، ولم تمض بضع سنين حتى غلبت الروم فارس ) طبق بما أخبر به بلا زيادة ولا نقص .

                        4 – مادام قد أنزل الله عز وجل كتباً أخرى على غير محمد كالتوراة على موسى والإنجيل على عيسى عليهما السلام ، لم ينكر أن يكون القرآن قد أنزله الله تعالى كما أنزل الكتب السابقة له ؟ وهل العقل يحيل نزول القرآن أو يمنعه ؟ لا ... بل العقل يحتم نزوله ويوحيه .

                        5 – قد تتبعت تنبؤاته فكانت وفق ماتنبأ به تمامً كما قد تتبعت أخباره فكانت طبق ما قصه وأخبر به سواء بسواء كما جريت أحكامه وشرائعة وقوانينه فحققت كل ما أريد منها من أمن وعزه وكرامه (مصدق ذلك ماحدث في المملكة العربية السعودية فقد اختل الأمن في أرض الحجاز وعمت الفوضى وكثر السلب حتى أصبح الحاج لا يأمن على ماله ولا على نفسه وماأن أعلن عن دولة القرآن حتى عم البلاد أمن شامل لم تر مثله منذ أن كانت دولة الراشدين رضي الله عنهم .

                        ولا تنسونا من صالح دعاؤكم
                        التعديل الأخير تم بواسطة أم خطاب; الساعة 19-11-2010, 06:19 PM. سبب آخر: التسيق

                        تعليق

                        يعمل...
                        X