قال الإمام بن الجوزي رحمه الله في كتابه الماتع صيد الخاطر
إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها؛ فليس لك إلا الدعاء واللجوء بعد أن تُقدّم التوبة من الذنوب، فإنّ الزلل يوجب العقوبة، فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب، فإذا ثبت، ودعوت، ولم تر للإجابة أثرا، فتفقد أمرك، فربما كانت التوبة ما صحّت، فصححها ثم ادع ولاتملّ من الدعاء، فربّما كانت المصلحة في تأخير الإجابة، وربما لم تكن المصلحة في الإجابة، فأنت تثاب، وتجاب إلى منافعك، ومن منافعك ألاّ تعطى ما طلبت، بل تعوّض غيره.
فإذا جاء إبليس فقال: كم تدعوه ولا ترى إجابة، فقل: أنا أتعبّد بالدعاء، وأنا موقن أن الجواب حاصل، غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح عليّ مناسب، ولو لم يحصل حصل التعبّد والذل. فإيّاك أن تسأل شيئا إلا وتقرنه بسؤال الخيرة، فربّ مطلوب من الدنيا كان حصوله سببا للهلاك، وإذا كنت قد أمرت بالمششاورة في أمور الدنيا لجليسك ليبين لك في بعض الآراء مايعجز رأيك، وترى أن ماوقع لك لا يصلح، فكيف لاتسأل الخير ربك، وهوأعلم بالمصالح؟ والاستخارة من حسن المشاورة.
تعليق