بسم الله الرحمن الرحيم
·انبسط الشيء على الأرض اتسع.
·وتبسط في البلاد؛ أي سار فيها طولاً وعرضا.
·وبسيط الوجه يعني متهلل الوجه.
·بسط الكف على معان كثيرة, منها:
1.البذل والعطاء : ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ ( سورة المائدة الآية : 63 ) .
2.الإساءة والضرب: ﴿ وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ ( سورة الممتحنة ) .
3.الأخذ: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ﴾ ( سورة الأنعام الآية : 93 ) .
4.الطلب: ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ ﴾ ( سورة الرعد الآية : 14 ) .
5.مد يده: ﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ﴾ ( سورة المائدة الآية : 28 ) .
أما اسم الله " الباسط " ماذا يعني ؟
1.يبسط الرزق لعباده بجوده و كرمه:
·يقول عليه الصلاة والسلام : (( مَن سَرّه أن يَبْسُط الله له في رزقه ، وأن يَنْسَأ له في أَثَره فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )) . [أخرجه البخاري والترمذي عن أبي هريرة ] .
·ذات مرة تتبعت حبة قمح واحدة, زرعتها، أنبتت هذه الحبة خمس و ثلاثين سنبلة، كل سنبلة فيها خمسون حبة، إذا ضربت خمسة و ثلاثين بخمسين، ألف و سبعمائة و خمسون حبة, وكل هذا من حبة واحدة.
·"الباسط" في الرزق الذي يعطي بلا حساب، هو الذي يبسط الرزق لعباده بجوده ورحمته، ويوسعه عليهم ببالغ كرمه وحكمته.
2.القابض الباسط:
·بعض أهل العلم يرى أنه ينبغي أن نقول القابض "الباسط"، الضار النافع، المعطي المانع، المعز المذل، لأن كلاً من هذين الاسمين متكاملان، هو يضر لينفع، ويذل أحياناً ليعز، ويأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي، فقد ورد:
(( إن هذه الدنيا دار التواء لا در استواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا ، فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي )) . [ من كنز العمال عن ابن عمر ]
·لكن يجب أن نعلم علم اليقين أنه إذا قبض، أو إذا قنن فتقنين تأديب و تقنين علم
1.﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ .( سورة الشورى ) .
2.﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ﴾ . ( سورة الشورى الآية : 27 ) .
3.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فوالله مَا الْفقْرَ أخْشى عليكم ، ولكني أخشي أنْ تُبْسَط الدُّنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم ، فَتَنافَسُوها كما تَنافسوها وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ )) . [البخاري عن عبد الرحمن بن عوف] .
4.إنسان له دخل محدود، صائم، مصلٍّ، صالح، يا ترى لو كان دخله غير محدود كيف يكون ؟ لا أحد يعلم إلا الله, لذلك قالوا : الله سبحانه وتعالى علم ما كان ، وعلم ما يكون ، وعلم ما سيكون وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون .
3.يبسط يده بالتوبة لمن أساء:
(( إنَّ اللِهَ عزَّ وجلَّ يبْسُطُ يدَهُ باللَّيْلٍ ليَتوبَ مُسيءُ النهار، ويبسُطُ يدَه بالنَّهار ليتُوبَ مُسيء الليلِ، حتى تطْلُعَ الشمسُ من مغرِبِها )).[ مسلم عن أبي موسى الأشعري] .
و إذا تأملت هذا الحديث, لوجدت أن الله باسط يده إليك لتتوب, بالنهار, و بالليل, أي دائما و أبدا.
أما تستحي أن تتأخر في أن تلبي النداء ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ .( سورة الحديد الآية : 16 ) .
4.يبسط قلوب المؤمنين به:
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ .( سورة النحل الآية : 97 ) .
أثر الإيمان و العمل الصالح على المؤمن هو أن يتجلى عليك المولى باسمه "الباسط", فقد تجد إنساناً مؤمنا بالله بوضع بسيط جداً، دخله قليل، بيته صغير، أثاثه قديم، طعامه خشن، عنده آلاف المشكلات, لكنه سعيد سعادة لا توصف، وقد تجد إنساناً غير صالح, دخله فلكي، كل شيء بين يديه، ومع ذلك يقول لك: أنا أشقى الناس.
حال "الباسط" مع المؤمن هو بسط القلب
·إذا بسط الله لك الرزق, انسب الفضل إلى صاحب الفضل, الله, ولا تقل مثل ما قال قارون:
﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ .( سورة القصص ) .
·و إذا قدر عليك رزقك, فلا تجزع, فان له حكمة بليغة, ربما لن تكتشفها اليوم,وحينما يكشف الله لك يوم القيامة عن سر ما ساقه لك من متاعب في الدنيا يجب أن تذوب كما تذوب الشمعة محبة لله على كل ما ساقه لك.
·توجه إلي الباسط دائما, لطلب الرزق, الذرية الصالحة, الصحة, التوبة
·العمل الصالح هو الطريق الوحيد لانشراح الصدر, فأكثر منه.
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى-للدكتور محمد راتب النابلسي
تعليق