هل تحب ابنتك ؟ كانت تراقبه عن كثب، وهو يلاعب طفلته الصغيرة يداعبها حتى تضحك، وتقهقه ببراءة وعذوبة ، كان مغرماً بطفلته سعيداً بها يحتضنها ويلاعبها ، ويحملها ويغني لها ، وهي تراقب بهدوء ثم اقتربت
منه وسألته: إلى أي حد تحبها ؟ فأجاب متحمساً وهو لا زال يلاعبها : إلى حد الجنون، إني أحبها بجنون إنها طفلتي الغالية، حبيبة قلبي، ماستي الثمينة. اقتربت منه أكثر، وقالت له مازحة : غداً تكبر وتتزوج، ترى ماذا ستفعل إن أساء زوجها معاملتها؟ فرد بحماس وجدية : سأقتله فنظرت للأسفل، وقالت بأسى : كنت طفلة في سنها ذات يوم ، وكان أبي مغرماً بي ، سعيداً بضحكتي وبراءة عمري وكان حريصاً على سعادتي، واجتهد في تربيتي ، ومن المؤكد أنه تمنى لي الخير طوال حياتي عندما جئتَ لخطبتي وافق عليك، لأنه أعتقد أنك الرجل الذي يستحق ثقته والذي سيصون ابنته الحبيبة، ويسعدها … صمتت لثواني قليلة ثم تابعت قائلة: أبي أيضا، كان ذات يوم أب مثلك، أحب ابنته التي هي أنا وخاف علي وطواني في تلابيب قلبه ، ليحميني من لفحات النسيم واجتهد في تدليلي وعز عليه رؤية الدمعة في عيني، وصارع الهوان ليطعمني، ويسقيني. ثم بعد جهاده لأجلي ولرغبته في أن تكتمل سعادتي زوجني بك فالمرأة لا تكون سعيدة بلا زواج واختارك وحدك أنت بالذات لأنه وجد فيك الشهم الذي سيصون درته النادرة وماسته الثمينة وهنا التفت نحوها ، وقد بات يشعر بألم في رأسه ، لكنها تابعت الحديث بهدوء وود: تُرى كيف ستشعر لو أن زوج ابنتك الذي أمنته عليها يستولي على راتبها ليصرفه على سهراته مع رفاق السوء؟ وكيف ستفعل لو علمت أنه يحرمها حقها الشرعي ؟ أو أنه يهينها ، ولا يجالسها، ويمتنع عن الحديث معها لعدة أيام وهم في منزل واحد ؟ وكيف ستفعل لو علمت أنه لأجل شجار صغير يمزق ملابسها ؟ أو يطردها خارج المنزل ؟ وأنه يمد يده عليها لأتفه سبب صباحاً ومساءَ ؟ وأنه يشتمها ويشتم أهلها وينعتها بصفات شنيعة ؟ وخنقت العبرات صوتها المكسور الضعيف وقالت: إن كنت تخشى على ابنتك من كل ذلك ، فصن أمانة أبي ! فإن الجزاء من جنس العمل. وانتفض كمن لدغته أفعى وسألها بعدوانية : إلى ماذا تلمحين ؟ أجابت بهدوء وانكسار: لست ألمح، لكني أذكرك وأسرد لك حكاية طفلة بريئة وأب مطعون مغدور ألن تشعر بمرارة الغدر، حينما تجد الحارس الأمين بات يغتال الأمانة ؟ ألن تشعر بسياط الذنب تقطعك لأنك لم تحسن الاختيار؟ إني أخاف على أبي، لأني متأكدة أنه لو علم ما أعانيه فسيموت حسرة وكمدا وإني لأخشى على ابنتي من انتقام المنتقم العزيز الجبار من أبيها الذي خان الأمانة ، فأخشى أن يريه الله العبرة في ابنته فهل تحبها يا زوجي، هل تحب ابنتك ؟ نظر إليها غير مصدق وتمتم قائلاً : أنتِ غير، وابنتي غير ! قالت بهدوء وبرود: بل كلنا سواء، كما أنكم سواء وغداً سيأتي من يقول لابنتك: أنتي غير وابنتي غير !
منه وسألته: إلى أي حد تحبها ؟ فأجاب متحمساً وهو لا زال يلاعبها : إلى حد الجنون، إني أحبها بجنون إنها طفلتي الغالية، حبيبة قلبي، ماستي الثمينة. اقتربت منه أكثر، وقالت له مازحة : غداً تكبر وتتزوج، ترى ماذا ستفعل إن أساء زوجها معاملتها؟ فرد بحماس وجدية : سأقتله فنظرت للأسفل، وقالت بأسى : كنت طفلة في سنها ذات يوم ، وكان أبي مغرماً بي ، سعيداً بضحكتي وبراءة عمري وكان حريصاً على سعادتي، واجتهد في تربيتي ، ومن المؤكد أنه تمنى لي الخير طوال حياتي عندما جئتَ لخطبتي وافق عليك، لأنه أعتقد أنك الرجل الذي يستحق ثقته والذي سيصون ابنته الحبيبة، ويسعدها … صمتت لثواني قليلة ثم تابعت قائلة: أبي أيضا، كان ذات يوم أب مثلك، أحب ابنته التي هي أنا وخاف علي وطواني في تلابيب قلبه ، ليحميني من لفحات النسيم واجتهد في تدليلي وعز عليه رؤية الدمعة في عيني، وصارع الهوان ليطعمني، ويسقيني. ثم بعد جهاده لأجلي ولرغبته في أن تكتمل سعادتي زوجني بك فالمرأة لا تكون سعيدة بلا زواج واختارك وحدك أنت بالذات لأنه وجد فيك الشهم الذي سيصون درته النادرة وماسته الثمينة وهنا التفت نحوها ، وقد بات يشعر بألم في رأسه ، لكنها تابعت الحديث بهدوء وود: تُرى كيف ستشعر لو أن زوج ابنتك الذي أمنته عليها يستولي على راتبها ليصرفه على سهراته مع رفاق السوء؟ وكيف ستفعل لو علمت أنه يحرمها حقها الشرعي ؟ أو أنه يهينها ، ولا يجالسها، ويمتنع عن الحديث معها لعدة أيام وهم في منزل واحد ؟ وكيف ستفعل لو علمت أنه لأجل شجار صغير يمزق ملابسها ؟ أو يطردها خارج المنزل ؟ وأنه يمد يده عليها لأتفه سبب صباحاً ومساءَ ؟ وأنه يشتمها ويشتم أهلها وينعتها بصفات شنيعة ؟ وخنقت العبرات صوتها المكسور الضعيف وقالت: إن كنت تخشى على ابنتك من كل ذلك ، فصن أمانة أبي ! فإن الجزاء من جنس العمل. وانتفض كمن لدغته أفعى وسألها بعدوانية : إلى ماذا تلمحين ؟ أجابت بهدوء وانكسار: لست ألمح، لكني أذكرك وأسرد لك حكاية طفلة بريئة وأب مطعون مغدور ألن تشعر بمرارة الغدر، حينما تجد الحارس الأمين بات يغتال الأمانة ؟ ألن تشعر بسياط الذنب تقطعك لأنك لم تحسن الاختيار؟ إني أخاف على أبي، لأني متأكدة أنه لو علم ما أعانيه فسيموت حسرة وكمدا وإني لأخشى على ابنتي من انتقام المنتقم العزيز الجبار من أبيها الذي خان الأمانة ، فأخشى أن يريه الله العبرة في ابنته فهل تحبها يا زوجي، هل تحب ابنتك ؟ نظر إليها غير مصدق وتمتم قائلاً : أنتِ غير، وابنتي غير ! قالت بهدوء وبرود: بل كلنا سواء، كما أنكم سواء وغداً سيأتي من يقول لابنتك: أنتي غير وابنتي غير !
تعليق