لهذا دام الحب بينه و بينها
(قصة واقعية)
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف المرسلين المبعوث رحمة للعالمين عليه من الله اتم الصلاة و افضل التسليم نبينا محمد صلي الله عليه و سلم أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله
سأحكي لكم اليوم قصة سمعتها من شيخ بالمسجد في اثناء عقد زواج رواها الشيخ عن صاحب القصة الذي سيكون بطل قصتنا هذه و هو شخصية ذات مكانة و ذات حظوة يوقره الناس
يقول بطلنا :
سافرت الي لندن و في اثناء زيارتي قابلت رجلاً في الستين من عمره و كان يبدو من ملامحه انه مصري فسلمت عليه و تعرفنا ببعضنا البعض و علمت انه مسلم و في آخر حديثنا سألني عن افخم المحلات في لندن المختص ببيع الهدايا
فأجبته ثم سألته بإندهاش عن سبب سؤاله
فأجابني بأنه سيشتري هدية للحاجة (زوجته)
فتعجبت و ذهبت معه لنشتري الهدية و اذا به مسرور للغاية بعد شرائها و كأنه شاب في مرحلة الخطوبة يُقدم أول هدية لخطيبته فزادت دهشتي
أفي مثل هذا السن و يدوم الحب و المودة بينهم ؟ سبحان الله
فمازال هذا الموقف مؤثراً في ذهني حتي عندما عدنا إلي مصر فقررت الذهاب لزيارته في منزله علي غير موعد سابق حتي تكون زيارتي مفاجئة
و أري طبيعة هذا الرجل و هذا البيت الذي تدوم فيه المحبة حتي بعد هذه السن المتأخرة
ففتح لي الرجل بوجه بشوش و استقبلني
و قال لي : معذرة ستنتظر في الصالون نصف ساعة حتي انتهي من ورد القرآن اليومي انا و الحاجة و حيث انك لم تحدد موعد سابق للزيارة
فقلت : هذا هو السر اذا في دوام الحب و المودة في هذا البيت
و قلت له : شكرا لك فقد تحقق هدفي من الزيارة و سأنصرف الآن و بارك الله لكما انت و الحاجة
إنتهت القصة و علق الشيخ و هو يرويها بأن المحبة دامت بتعاونهما علي الطاعة و بتقوي الله في حياتهما
و قال : لو أن فلان جآئك لزيارتك و انت تعلم انه شخص مهم ذو مكانة هل كان من الممكن ان تُضَحي بورد القرآن لمقابلته؟ لكن هذا الرجل جعله ينتظر حتي يفرغ من ورده و هذا هو سر سعادة تلك الاسرة
انها ثمرة التمسك بدين الله و المداومة و الاستمرار علي هذا التمسك
و بقي سؤال يطرح نفسه : علاقة تدوم حتي بعد سن الستين بنفس المحبةو المودة و القوة
و علاقة اخري تنتهي في سن الشباب بل بعد سنة او اقل من الزواج
تُري ماذا يكون السبب ؟
اللهم ارزق شباب المسلمين الزوجات الصالحات و ارزق بنات المسلمين الازواج الصالحين
و في النهاية ما كان من خطأ أو نسيان فمن نفسي و الشيطان و ما كان من توفيق فمن الله سبحانه و تعالي
تعليق