أبشركم .. تركت سماع الأغاني ، وسلكت طريق الهداية
من المعلوم أن الأصدقاء لهم دور كبير في تغير مسير حياة كل إنسان ،
سواء بالهداية ، أو بالضلال والعياذ بالله ،
فالصاحب إما أن يأخذ بيدك إلى بر الأمان والسعادة في الدارين
الدنيا والآخرة ، ويعرفك طريق العبادة ، الطريق الذي يريده الله
وأرشدنا إليه رسوله صلى الله عليه وسلم ،
وإما أن يأخذ بيدك إلى الإغواء وسلك طريق الضلال واتبع مسار
الشيطان ثم الهلاك أعاذنا الله وإياكم في الآخرة
بعد النكد والضيف في الدنيا . ولعلي إحدى اللواتي تغيرت مسيرة حياتها بفضل الله وحده ثم بفضل تلك الصاحبة التي أسأل الله أن يجمعنا بالجنة ، التي أخذت بيدي إلى طريق الهداية .
بداية أخبركم عن حالي قبل الهداية فأنا فتاة تقضي أغلب
أوقاتها على التلفزيون وسماع الأغاني الماجنات وأحب
كل أنواع الطرب ، وكنت اعرف الأغنية قبل أن تبدأ ومن مُغنيها ومُلحنها وأعرف أسماء المطربين ، والممثلين ، وأعرف سيرتهم ،
وأتابع كل صغيرة وكبيرة عن حياتهم ، وفي حال يرثى لها حياة كنت
أظن أنها سعادة ، لكن كنت دائما أتسائل لماذا تأتيني
نوبات الضيق والنكد ، لماذا عندما أريد أن أنام أحسس بالجاثوم
على صدري ، وهل ما أقوم به صحيح ، وكيف أتخلص من هذا الضيق ، كانت أسئلة تختفي مع نومي ، وهكذا هي حياتي ، وكانت لي صاحبة عزيزة على قلبي ، بل هي صديقة الطفولة ، أشاطرها حياتي ،
بل أقدمها على نفسي ، أقرب إلي حتى من أخواتي ،
وجاءت إجازة الصيف فسافرت مع عائلتي وتركتها لمدة تزيد على الشهر .
وعند عودتي من الإجازة ذهبت لرؤية صديقتي
المحببة ولأحدثها عن مغامراتي في هذه الإجازة وعن
احدث الالبومات الغنائية التي جلبتها معي .
فوجئت بل صدمت من إجابتها لي عن سؤالي قالت لي وبالحرف " أنا هداني الله و ما عدت استمع لهذه الأغاني ولله الحمد "
جلست أنظر لها وبذهول كيف ؟ وما معنى ذلك ؟ ولا أخفيكم سرا أن هذا المعنى العظيم كان جديدا علي ما سمعت به من قبل ،
كنت غافلة ساهية ، فقد ملئت أذناي بالكل ما يغضب الله ولم أتعود على سماع كلمة الهداية ، وذهبت إلى المنزل وان أفكر في كلماتها التي لم تفارقني ولو ثانيه
وفي نفس الليلة ، جلست أنا وأخواتي ننتظر حفلة غنائية لمطرب معروف ودخلت علينا والدتي متأثرة بحديث لشيخ جزاه الله عني
وعن أمي والمسلمين كل خير فأخذت بتوبيخنا على استماعها وتذكيرنا بعاقبة ذلك فوالله كأني كنت مفارقة للحياة وعادة لي عند سماع كلام
أمي لنا فوالله كان الكلام موجه لي دون أخواتي فأخذت
أقول لامي بخوف وقلق أنا لم اكن راغبة بهذه الحفلة وذهبت
إلى غرفتي وأنا في خوف وقلق لم أعهده من ذي قبل
وأخذت اقلب الأشرطة لعلي أجد ما ابحث عنة ... ونعم ولله الحمد وجدت شريطا إسلامي عندي من المدرسة للمشاركة في مسابقة قديمة ، كان هذا الشريط لفضيلة الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني
جزاه الله عني خيرا بعنوان " نعمة الإيمان " وبعد استماعي له رأيت النور من جديد بعد الظلام وأخذت عهدا على نفسي أن لا اسمع مرة أخري للأغاني أبدا .
وعند الصباح ذهبت لمن كان لها الفضل بعد الله في صحوتي
فوالله لم يقف معي أحد من أصدقائي سواها وفرحت
لي كأنها هي والله والفضل يعود لامي بعد الله
و أسال المولى بمنة وكرمة أن يثبتنا
على هذا الدين إلى
الممات آمين .
تعليق