بدأت الطيور صباح اليوم التالى بأعلان فجر جديد خرج الفلاجين كعاداتهم
يحملون أدوات الزراعة وهم يتمتمون بأغنية خاصة بهذا الموسم الزراعى الذى تنتعش فيه حركة البيع والشراء
خاصة لمحصول القمح الذهبى الجيد
وكان مينو من ضمن هؤلاء الفلاحين كان يمشى على طريق النهر القديم ليصل الى حقله الواسع
وهو يلوح بيديه مغنيا سعيدا فرحة لعودة حقله وفرحة لانتعاش التجارة
ولكن سرعان ما أحمر وجهه وحملق بعينيه لهذا الطيف البعيد ولكنه لم يكن طيف أنه شارل المستعلى الفظ
وهو يجرى بسيارته الرثة وعندما أقترب من مينو قال له ::أنقذك صديقك ذو اللحية ولكن المرة القادمة أعدك أننى سأنال منك
انتاب مينو صمت طويل ثم فجأة قال:: ذو اللحية صديقى وشرد بذهنه فقال فى سرعة ::أدم يا للهول
حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ
هكذا نطق مينو أسم ادم متعجبا محدثا نفسه ::صحيح ان أدم رجل له اخلاق جميلة يشهد لها الجميع ولكن ما الذى دفعه ليفعل هذا الامر وهو يعلم فى قرارة نفسه اننى من منافسيه فى بيع المحصول
وصل مينو الى حقله وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه النحيل حيث ان حبات القمح اصبحت كبيرة وجميلة قاربت على الحصاد
وبينما مينو منشغل فى حديثه مع التاجر الذى سيشترى محصوله سمع صوت من وراءه يقول::
مبارك عليك صديقى محصولك الجميل تلفت مينو الى الصوت أنه أدم بوجهه المشرق الصبوح يحتضن مينوويضمه بين ذراعيه
فحدث مينو نفسه قائلا اكيد أتى ليأخذ نقوده
وما هى الا برهة حتى قال ادم :أنه سيسافر الى بلد بعيد ويريد من مينو ان يرعى حقله حين العودة تفاجأ مينو من رده ولكنه حزن لغياب أدم عن دياره ولو شهور قليلة
قال مينو لأدم :أدم اريد أن أحدثك فى امر هام بخصوص حقلى
فأدرك أدم بفراسته انه يريد سد دينه
فقال أدم :لا عليك اخى لست أريد منك الا ان ترعى حقلى حين عودتى بعد شهران
تداركت مسامعهم صوت عربة تقترب منهم أنها عربة تشارل
ترى ما الذى اتى به الان
حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ
أقترب تشارل من مينو يرمقه بنظرات خبيثة يملؤها غدر بين وعندما وصل امامه مباشرة مد يده للسلام ولكن مينو ظل محدقا به غضبا فمد أدم يده وصافح تشارل انقاذا للموقف وصاح ضاحكا لمينو ::انت دائما هكذا تكون معنا ولست معنا فطأطأ مينو برأسه ولكن آبى أن يصافح تشارل مطلقا فأشار شارل بأصبعه ناحية المحصول قائلا:: بكم تبيع زرعك مينو فقال مينو حانقا ::بأعلى سعر فقال تشارل أنا لها فتفجأ مينو من ردة فعل هذا الرجل
ولكنه قال فى نفسه عله يريد أن أسامحه على تغلظه معى فأسرد مينو فى الحديث معه واتفقا على البيعة وأدم شهد تلك الصفقة المربحة مرددا ::بارك الله لكم وأنصرف مودعا بسلام الحار وهو يقبض على يد مينو وتشارل كما يفعل المسلمين .
وعندما انهى مينو صفقته عاد الى كوخه تتصارع بداخله مشاعر خوف ورهبة وفرح فى آن واحد
ويشعر بأنقباض قلبه .
فتح الباب ودخل فاتحا ذراعيه يجثو على ركبتيه لاحتضان رونى كعادته وهى تقول ::مرحبا ابى وتطبع على خده قبله صغيرة مثلها ثم تجرى الى غرفتها لتكمل لعبها.
وبينما ام رونى تطهو الطعام دخل اليها مبتسما مبشرا بهذا الربح فلم تتمالك ام رونى نفسها الاوهى تحتضنه قائلة اشكرك آلهى آشكرك .
واتفق معها مينو ان ينتقلا الى بيت جديد بجوار صديقه أدم حيث انه يعلم فى قرارة نفسه أنه لن يجد جارا احسن منه فى البلدة كلها متمنيا ان يوفى ولو جزء بسيط من أفضال أدم .
وفى المساء خرج مينو للاتفاق مع صاحب البيت على شرائه وشراء المزرعة القريبة منه .
ولكن بآت محاولات مينو بلفشل ليرفض الرجل ان يبيع البيت فتسأل مينو لماذا سيدى اجابه الرجل.
هناك من قدم لى عرض اكبر منك انه السيد تشارل الغنى .
شعر مينو بخنجر فى قلبه وهو فى طريقه ظل يحدث نفسه لماذا يفعل هذا بى لماذا لماذا ؟؟.
وعند وقت نومه اسند ظهره وجلس ولم يرغب ان ينام فتسألت زوجته عن السبب
فروى لها ما حدث ولكنها هى الوحيدة التى كانت تعرف لماذا دائما تشارل يحاول ايذاء زوجها.
حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونْ
تعليق