إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليـلـة خــمــيـــس . . .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليـلـة خــمــيـــس . . .

    المكان : أحد الحياء الفقيرة بعزبة (....) في إحدى مدن مصر
    الزمان: الواحدة بعد منتصف الليل.

    تزايد الألم في ذراع "محمود" وهو يجاهد ليحاول حمل الكيس الثقيل في يده ومجاراة "عماد" وهو يمشي بسرعة ، وقال عماد ، أخيرا ! هذا آخر كيس ...كان محمود يشعر أن ذراعه

    سينخلع وكان الظلام دامسا في ذلك الزقاق الضيق ، إلا أن عماد بدا أنه يعرف المكان جيدا وهو يتجاوز الصخور والبالوعات في الأرض و يدخل في أزقة متشابكة يمكن أن تتوه فيها بسهولة..


    قال محمود وهو يتلفت حوله في توتر..:

    -أكان يجب أن ناتي في هذا الوقت المتأخر؟
    رد عماد في اقتضاب:
    -الليل أفضل لكي لا نلفت الأنظار لنا ، لا تنس أن كثيرين يتمنون ما بداخل هذا الكيس
    هنا مر جوارهم شاب عائد إلى بيته وقد رمقهما بنظرة تمتليء بالريبة ،فمظهرهما يثير الشك حقا خاصة مع التوتر البادي على وجه محمود والكيس الأسود في يده
    ، إلا أنه لم ينبس بكلمة ومر سريعا ، قال محمود :لو أن هذا الأخ كان لصا لكان هذا الوقت المناسب لكي يهاجمنا ، رد عماد ، لا تقلق ، لقد جئت إلى هنا مرارا


    نقل محمود الكيس الثقيل إلى اليد الأخرى فلاحظ عماد ذلك وعرض أن يحمله بدلا منه إلا أن محمود رفض وقال :


    -لأ، ركز انت في الطريق...

    -لقد اقتربنا من آخر بيت على كل حال ، تخيل أننا أضفنا هذا البيت إلى الخطة بالأمس فقط ، انه في آخر هذا الشارع.

    ******


    كانت أم علي تجلس وسط أولادها (هبة وعلي) وهي تعتصر مخها اعتصارا لتأتي بفكرة جديدة تلهيهما بها عن العشاء الذي لم يتناولاه منذ يومين ، كانت تدرك أن ثلاجتها فارغة تماما كجيبها

    ودعت الله أن يغلب الطفلين الإرهاق والنعاس ، إلا أن الطفلين أخذا يلعبان ويقفزان دون أي تعب كالعفاريت! وأخذت أم علي ترجع بذاكرتها وتتذكر أياما مرت عليها كانت البسمة لا تفارق وجهها


    إلا أنها منذ توفى زوجها وهل تفعل المستحيل لكي تحاول تدبير الطعام والملبس لطفليها و لكي يظل ابنها في المدرسة ولا تضطر للنزول بهما في الشارع والتسول أمام الجوامع ، كانت دائما تعرف كيف تقتصد في صرف معاش زوجها وتقترض أحيانا من أخيها وجارتها ، إلا أن الشهرين الأخيرين كانا الأسوأ على الإطلاق...لقد انتهى كل ما لديها من نقود في منتصف الشهر ، وعزمت على الذهب غدا إلى أي مخلوق يمكنه أن يقرضها مالا ، أو تنظف بيتا أو حى مئة بيت ، يمكنها تماما ان تلغي كلمة كرامة من قاموسها (حتى وان كانت تحمل دبلوم زراعة )

    في مقابل أن تطعم هذين الطفلين ، طالما أنها لا تسرق أو تطعمهما حراما أو تتسول.....


    قاطع أفكارها صياح الطفلين وقد أخذا يلعبان لعبة يتخيلان فيها أنهما يأكلان في وليمة ضخمة وأخذا

    يقطعان ويأكلان لحما وهميا في الهواء ويشربون الكثير من العصير الوهمي أيضا

    كانت تشعر أن الكون يضيق عليها ، كأن جبلا يجثم على قلبها ، وتمنت لو كانت تستطيع أن تقطع جزءا من ذراعها وتطبخه لهؤلاء المسكينين!


    هنا سمعت دقات على الباب ففزعت ،وتوقف الطفلان عن اللعب ثم جرى علي ذو الثمان سنوات إلى الباب ونظر في العين السحرية ، ورجع إلى أمه مفزوعا وهو يهتف:

    -ماما ، في راجلين بره
    -مين، خالك مصطفى؟ ايه اللي جايبه الساعة دي؟
    -لأ دول ناس غريبة

    توكلت ام علي على الله واتجهت الباب في حذر شديد ونوت في سرها أنهما لو كانا لصين فهما لن يجدا لديها مقشة حتى ليسرقانها ! وستملأ الدنيا صراخا وتوقظ الحي كله في ثوان

    قالت بصوت خشن من وراء الباب :
    من؟
    جاءها صوت هاديء: أنا عماد يا أم علي..

    لم تستطع تذكر صاحب الاسم إلا ان شيئا ما في صوته أوحى لها بالراحة ففتحت الباب في حذر ، ثم طالعها وجه محمود الممتقع خجلا وتوترا بلا سبب ورأت عماد الذي تذكرته على الفور

    بابتسامته المضيئة ولحيته الشابة ، وبدا لها في هذه اللحظة بالذات كأفضل شيء حصل لها...


    قالت وهي لا تصدق أنهما قد جاءا فعلا:

    -أهلا يابني
    قال عماد:

    -ازيك يا أم علي ، وازي هبة وعلي ،

    قال ذلك وهو يضع الكيس الأسود بجانب الباب ، هنا اندفع كل من علي وهبة من وراء الباب يتأملان الشابين الواقفين في فضول ، وقال علي: مش ده الأستاذ عماد؟
    سلم عماد على الصغير وسأله عن حاله وعما إذا كان مواظبا على حفظ القرآن ، في هذه الأثناء وقعت عينا محمود على البيت من الداخل ورأى في ثانيتين الحجرة الواحدة التي يتكون منها البيت والتي من الواضح أنهم يعيشون ويأكلون وينامون بها ، بالإضافة إلى مطبخ صغير في مواجهة الباب وحمام على اليمين يبلغ عرضه المسافة بين كتفيك بالضبط!


    ناول عماد أم علي شيئا في يدها وقال: المدارس على الأبواب ، هذا للبس المدارس، أخذت المرأة تتمتم بكلمات ودعوات لا آخر لها وهي تأخذ المبلغ في خجل وتتساءل عن

    المعجزة التي جعلت هذين يأتيان في هذه الساعة بالذات وسألها عماد:

    -مش عايزة أي حاجة تاني يا أم علي


    ردت أم علي وهي تنظر بوجهها بعيدا وقد احتقنت عيناها:

    -سلامتكم ، شكرا ، ربنا يكرمكم يا أستاذ عماد

    هنا استعد محمود للرحيل إلا أن عماد وارب الباب في هدوء حتى لا يسمعه الطفلان الذين كانا قد دخلا البيت ومعهما الكيس يفحصان ما فيه ، وسألها ثانية:
    -لو عايزة أي حاجة احنا تحت أمرك
    ردت وووجهها مازال ينظر للجهة الخرى :
    -الحمد لله ، ربنا يكرمكم
    قال عماد:
    -طب هبة وعلي؟ عايزين ايه ؟

    بدت أم علي وكأنما تصارع أفكارا في مخها وترددت قبل ان تقول بصوت مخنوق:

    -لا الحمد لله ، دول عفاريت...هما بس كان نفسهم ف...
    تقطع صوتها قليلا ومسحت بحركة سريعة دمعة فرت من عينها دون إرادتها وهي تكمل بصوت كالهمس:
    -كان نفسهم في..."اللحمة"...أصلهم ماكلوهاش من شهرين ،

    بحّ صوتها وهي تنطق كلمة (لحمة) وعضت على شفتها السفلى بعد ذلك كأنها ندمت على ما تفوهت به

    ولعدة ثوان تسمر كل من محمود وعماد في مكانهما ، وأحس محمود بغصة غريبة في حلقه كأن ريقه استحال إلى حجر ، ثم قال عماد في كلمات سريعة خافتة :

    -بكرة الصبح إن شاء الله هتكون عندك ، إحنا تحت أمرك،

    سلما عليها وانصرفا بسرعة وقد اخذت تمطرهما بدعوات لا أول لها ولا آخر بينما مشيا هما في سرعة للرجوع إلى السيارة وقد استغرق ذلك خمس دقائق مشيا فيها متجاورين دون أن

    ينطق أحدهما بكلمة....لم يكن محمود يعرف هذا الشعور الذي يشعر به لأول مرة في حياته ، مزيج من الألم والغضب وبعض السعادة أن هذه الأم لن تقضي الأيام الباقية امام أبواب الجوامع.
    ثم ارتفع صوت أفكاره حتى زفر بعنف وقال فجأة دون مقدمات :

    -عارف المشكلة في ايه؟ إننا بنصرف آلافات طول السنة على تفاهات ويمكن على حاجات حرام ، ولما الواحد يطلع جنيه لواحد فقير بيبقى كده حس بالرضا عن نفسه!


    لم يرد عماد وإنما أخذ يراجع أشياء في عدة أوراق امتلأت بأسماء وعناوين عشرات العائلات...وبعد عدة دقائق قال:

    -طب انت شفت دول بس....ما بالك ان هناك أسر مالهاش بيت أساسا وفيه قرى كاملة مفيهاش ميه...لكن مهما حصل الخير لسه موجود ، تعرف ان فيه أفراد لوحدهم متكفلين
    بعشرات الأسر؟ بس طبعا نسب التبرعات ممكن تبقى أكتر من كده بكتير....

    كانا قد وصلا إلى السيارة وتأمل محمود سيارته الجديدة لثوان وحمد الله في سره من أعماق قلبه ، وعندما ركبا قال عماد:

    -احنا تعبناك النهارده معانا، كنا فعلا محتاجين عربية عشان....


    قاطعه محمود:
    -متكملش ، وبعد كده عايزك تقللي في كل مرة تروحو تعملو فيها أي حاجة عشان آجي معاكم...هو انتو لسه مأشهرتوش الجمعية؟

    -ماشيين في الإجراءات..هانت
    -وهتسموها ايه؟
    -إن شاء الله هنسميها..."خير زاد"

    تمــــــــــــــت

    منـقـــــــول




  • #2
    رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

    جزاكم الله خيرا
    وبارك فيكم
    لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
    لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
    لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية
    لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

    تعليق


    • #3
      رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

      جزانا و اياكم



      تعليق


      • #4
        رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

        جزاكم الله خيرا

        نقل موفق بارك الله فيكم
        امل لا ينقطع = حاملة الرايه
        انتظروا قسم القصص الدعويه في ثوبه الجديد قريبا ان شاء الله

        تعليق


        • #5
          رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

          جزانا و اياكم



          تعليق


          • #6
            رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

            جزاكم الله خيرا
            اللهم ارحم ابي برحمتك الواسعة وغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
            اللهم إجعل قبره روضه من رياض الجنه

            تعليق


            • #7
              رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

              جزانا و اياكم



              تعليق


              • #8
                رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

                جزاكم الله خيرا
                وبارك الله بكم ونفع بكم
                اللهم إشفى أمي وأبي عاجلاً غير آجل وإرزقني برهما
                اللهم إشفها وعافها وإجمعني بها في الدنيا والآخرة
                اللهم آميـــــــــــــــــــــن
                يا رب إن من عبادك من نعجز عن شكره
                فإجزه يا رب عنا خير الجزاء وأوفره
                يــــــــا رب

                تعليق


                • #9
                  رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

                  ما شاء الله يا اخ زيدان نقل طيب
                  بارك الله فيك
                  أخشى على هواة الطعن والتجريح
                  سوء الخاتمة !!


                  تعليق


                  • #10
                    رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

                    جزانا و اياكم, و بارك فيكم



                    تعليق


                    • #11
                      رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

                      جزاكم الله خيرا

                      وجعله فى ميزان حسناتكم
                      لا اله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

                        جزانا و اياكم و جعله فى ميزان حسناتنا و جزى الله القائمين على هذا المشروع خير الجزاء



                        تعليق


                        • #13
                          رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

                          اللهم اجعل بكل شارع من شوارع المسلمين شباب يقومون على الاسلام ويحفظون اوامر الله
                          ويقفوا مع المحتاج بارك الله فيكم ونفع بكم

                          اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

                          تعليق


                          • #14
                            رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

                            اللهم اجعل بكل شارع من شوارع المسلمين شباب يقومون على الاسلام ويحفظون اوامر الله
                            ويقفوا مع المحتاج
                            آمين



                            تعليق


                            • #15
                              رد: ليـلـة خــمــيـــس . . .

                              بارك الله فيكم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X