يقول النبى صلى الله عليه وسلم:"اذا أراد الله بعبد خيرا عسله, قبل: وما عسله؟ قال: يفتح الله له عملا صالحا ثم يقبضه عليه".رواه أحمد وحسنه الألبانى
وها هى بعض النماذج، ممن أراد الله بهم خيرا فعسلهم, عسانا بأخبارهم نتعظ وعلى دربهم نسير.
وشاب نشأ فى طاعة الله..
يقول الدكتور خالد الجبير:(كنت مناوبا فى أحد الأيام، وتم استدعائى الى الاسعاف، فاذا بشاب فى السادسة عشر أو السابعة عشر من عمره يصارع الموت، والذين أتوا به يقولون: انه كان يقرأ القرآن فى المسجد ينتظر اقامة صلاة الفجر، فلما أقيمت الصلاة، رد المصحف مكانه، ونهض ليقف فى الصف، فاذا به يخر مغشيا عليه، فأتينا به الى هنا، تم الكشف عليه، فاذا به مصاب بجلطة كبيرة فى القلب لو أصيب بها جمل لخر صريعا، كنا نحاول اسعافه، حالته كانت خطيرة جدا.
أوقفت طبيب الاسعاف عنده وذهبت لأحضر بعض الأشياء، عدت بعد دقائق، فرأيت الشاب ممسكا بيد طبيب الاسعاف، والطبيب واضع أذنه عند فم الشاب، والشاب يهمس فى أذن الطبيب، لحظات وأطلق الشاب يد الطبيب، ثم أخذ يقول أشهد أن لااله الا الله و أشهد أن محمدا رسول الله، وأخذ يكررها حتى فارقت روحه الحياة، أخذ طبيب الاسعاف فى البكاء، تعجبنا من بكائه، قلنا له: انها ليست أول مرة ترى فيها متوفيا أومحتضرا!!! فلم يجب.
وعندما هدأ سألناه: ماذا كان يقول لك الشاب؟وما الذى يبكيك؟
قال: لما رآك يا دكتورخالد تأمر وتنهى، وتذهب وتجئ، عرف أنك الدكتور المسئول عن حالته فنادانى، وقال لى:
قل لطبيب القلب هذا لا يتعب نفسه، فوالله انى ميت ميت، والله إني لأرى الحور العين، وأرى مكاني فى الجنة الآن، ثم أطلق يدى
ريحانة يفوح منها المسك..
تقول احدى المغسلات للأخوات:(توفيت فتاة فى العشرين من عمرها بحادث سيارة, وقبل وفاتها بقليل سألها أهلها: كيف حالك يا فلانة: فتقول: بخير ولله الحمد, ولكنها بعد قليل توفيت, جاءوا بها الى المغسلة, وحين وضعناها على خشبة المغسلة, وبدأنا بتغسيلها فاذا بنا ننظر الى وجه مشرق مبتسم, وكأنها نائمة على سريرها, وليس فيها جروح أو كسور
ولا نزيف.
والعجيب كما تقول أننا كلما أردنا رفعها لاكمال التغسيل, خرجت من أنفها مادة بيضاء ملأت غرفة التغسيل بريح المسك, سبحان الله!! انها فعلا رائحة مسك, فكبرنا وذكرنا الله تعالى, ثم سألت خالتها: كيف كانت حياتها؟! فقالت:
لم تكن تترك فرضا منذ سن التمييز, ولم تكن تشاهد الأفلام والمسلسلات والتلفاز, ولاتسمع الأغانى, ومنذ بلغت الثالثة عشر من عمرها, وهى تصوم الاثنين والخميس, وكانت تنوى التطوع للعمل فى تغسيل الموتى, ولكنها غسّلت قبل أن تغسّل غيرها وكان كل من حولها يذكر تقواها وحسن خلقها وتعاملها وقد أثرت فى زميلاتها فى حياتها وبعد موتها)...
وبعد أن شاهدنا تلك النماذج نقول:
أن من عاش على شئ مات عليه ومن مات على شئ بعث عليه, ولا يظلم ربك أحدا, فلا والله لا يستويان, لا يستوى أبدا من عاش فى الدنيا وهو يعلم أنه مفارقها, ويعدها فرصة للتزود للقاء الله جل وعلا, فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون مع من عاش فيها وهو يعدها فرصة لانتهاب الشهوات من حلها وحرامها, فعاش لبطنه وفرجه, مبارزا لربه ومولاه بالمعاصى وبكل قبيح.
وفى لحظة الخاتمة يتبين الفرق بين الاعمى والبصير, بين الظلمات والنور, بين الظل والحرور...
اللهم أحسن خاتمتنا..اللهم أحسن خاتمتنا..اللهم أحسن خاتمتنا
تعليق