Tweet
رحمك الله ياجدى (82 سنة) وعفا عنك ورزقك الفردوس الأعلى ...رفع اصبع الشهادة ثم توفى !!!...أسألكم الدعاء...قصة أيامه الأخيرة
إنا لله وإنا إليه راجعون
لا تنسوه من دعائكم الصالح بظهر الغيب ...وجزى الله خيرا من ينشر الموضوع
لا تنسوه من دعائكم الصالح بظهر الغيب ...وجزى الله خيرا من ينشر الموضوع
سبحان الله على حال الدنيا ! فبالأمس القريب أمامنا ونتكلم معه عادى جدا ولم يكون يظهر عليه أى شئ ماعدا ماكان عنده منذ زمن ثم تسارعت الأحداث وتوفى ...فلنسارع بعمل صدقات جارية لأنفسنا ونحن على قيد الحياة لتنفعنا بعد الممات ... فالإنسان لا يدرى هل سيتذكره احد ويعمل له صدقات جارية ؟!؟!
وهناك ذكر هام جدا علينا ان نحفظه ونقوله عندما نمرض ونقوله لكل مريض :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه وقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر ، وإذا قال لا إله إلا الله وحده قال يقول الله لا إله إلا أنا وحدي ، وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ، وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال الله لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد ، وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال الله لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار " صحيح
رحمك الله ياجدى ... وعفا الله عنك وغفر لك وأسعدك فى قبرك وادخلك الفردوس ...آمين
سبحان الله على توفيقه ورحمته بعباده ... قال من معه من الممرضات أنه رفع اصبع الشهادة وهو فى الغيبوبة التى قال الطبيب أنه لن يفيق منها...وقبل الغيبوبة كان يذكر الله ...وكان يصلى ...فالحمد لله على ما من علي جدى من تلك الأيام الأخيرة ... نحسبها حسن خاتمة بإذن الله
تبدأ القصة منذ أكثر من شهر ...وبالتحديد فى شهر رمضان الماضى ... أنعم عليه الله بالمكوث فى مكة حوالى 25 يوما والحمد لله عمل هو وجدتى عمرة فى رمضان ( بحجة بإذن الله ) وصمم أن يقوم بعملها كلها سيرا على الأقدام وهومتعب من السفر و صائم فى الحر والشمس - تخيلوا الأمر ...حتى الشباب يتعبون فما بالكم بشيخ عنده 82 سنة - ...مع أنه عنده خشونة بركبته والسكر والنقرس ويتعب من طول المشى...لدرجة أنه تمزق جلد قدمه وظهرت الطبقة الحمراء من كثرة ما فعل ...ولكن صمم ان يذهب للمسجد الحرام فى الايام التالية وكان يقول لى ضعى لى طبقات من القطن ولفي لى قدمى ويرتدى جوربا سميكا فى عز الحر حتى يستطيع ان يذهب ويصلى ...ولم يبرأ الجرح تماما حتى توفى رحمه الله
وفى ليالى رمضان كان يذهب ويصلى التروايح واحيانا التهجد فى المسجد الحرام ويجتهد فى الطاعات بصورة عجيبة !!! ويدعو ويذكر الله ويقرأ القرآن
وفى صلاة العيد ... من كثرة الزحام وغلق الطرق ...اضطر أن يسير مسافة كبيرة ويطلع كبرى يتعب منه الشاب قبل الشيخ ...فهو كان عنده 82 سنة...ولكنه صبر وتحمل وكنت أراه يتألم فكنت اسأله تستريح ؟ يقولى لا وصمم أن يكمل المسافة كلها مرة واحدة ليصلى الفجر والعيد فى المسجد الحرام وقال لى ان هذا المشوار لم امشى مثله من 20 عاما ... وكنت مذهولة فعلا من كثرة ما تحمل جدى خلال وجوده فى مكة واتعجب على كل ذاك الصبر وعلى ذلك الاصرار على الطاعات فى هذا السن !
فيا خجلنا على تقصيرنا نحن ...ونحن شبابا بتلك الصحة ...وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك" صححه الالبانى
ومن اراد ان يعينه الله فى كبره على الطاعات فليبدأ من شبابه ويحفظ اعضاءه عن المعاصى فيحفظها الله له فى كبره ويرزقه من حيث لا يحتسب ويعينه على الخير
وكنت اراه كأنه ينظر نظرات وداع للمسجد الحرام ... وكان كثيرا ما يجلس ويظل بالمسجد الحرام ولا يذهب للسكن بعد انتهاء الصلوات واراه يدعو ويصلى ويقرأ القرآن فيشجعنا ان نفعل مثله ...عفا الله عنه
ويطلب منى أن يذهب قبل الفجر بساعتين ليصلى قيام فى المسجد الحرام هناك مع أنه كان به ما به ويحاول البعض اثناؤه ولكنه يصمم ويظل مستيقظا قلقا فى الليل انتظارا ليصلى (وهو ماشاء الله متعود دائما ان ينام مبكرا ويستيقظ من حوالى الساعة 2 صباحا إلى الفجر يصلى ويقرأ القرآن حتى فى غير رمضان)...ويصمم أن يجلس لما بعد الشروق ليصلى الضحى ويقرأ قرآن ...وكان يختم القرآن كثيرا حتى فى غير رمضان
وجاءه بعض التعب هناك واضطر ان يجلس ولا يذهب للحرم فكان يحزن لذلك وانه غير قادر انه يعمل الطاعات التى يفعلها من قيام ليل وقراءة قرآن ... ومن فضل الله على عباده هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان العبد يعمل عملا صالحا فشغله عنه مرض أو سفر كتب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم " حسنه الالبانى
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده ، قال الله عز وجل للملك : اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل ، وإن شفاه غسله وطهره ، وإن قبضه غفر له ورحمه" حسن صحيح
هذه بإختصار ال25 يوم الآخيرة فى مكة قبل رجوعه الى مصر وفى نفس يوم رجوعه شعر بالتعب الشديد ونهجان لا يستطيع التنفس بطريقة سليمة فجاءه الطبيب واعطاه ادوية وتحسن واعتقدنا انه تعب عادى ثم ذهب ليعمل تحاليل فى المستشفى فتأخر فكلمنا جدتى فقالت انه تم حجزه فى العناية المركزة فذهلنا !!! وشعرت انه فى نهاية الحياة ... لذلك كنت ادعو له بالصبر وحسن الخاتمة
واستمر فى العناية تسوء حالته فشل فى الكلية وتعب بالقلب بالرغم من انه لم يشكى منهما قبل ذلك ثم تتحسن الحالة ثم تسوء وهاكذا حتى دخل بعد ذلك فى غيبوبة وتوفى رحمه الله
يعنى باختصار :
اجتهاد فى الطاعة فى اشرف مكان و من اشرف الزمان ثم مرض شديد ثم حسن خاتمة بفضل الله
اجتهاد فى الطاعة فى اشرف مكان و من اشرف الزمان ثم مرض شديد ثم حسن خاتمة بفضل الله
وفى أيام زمان ... لم يكن الالتزام منتشرا ...لكن كانت الصلاة والحفاظ عليها فى وقتها من اهم اولويات جدى وكان يقول لابناءه لا يجلس معى احد على مائدة الغداء وهو لا يصلى ... فيهتم للمحافظة على الصلاة لابناءه من صغرهم ...بل احفاده ...وعندما يلاحظ عليهم تقصيرا ينصحهم ...غفر الله له
وسبحان الله حقا البر لا يبلى ...وبر الوالدين فعلا من أسباب حسن الخاتمة ...فعندما تتبعت سيرا ممن مات بحسن الخاتمة علمت انه كان بارا بأهله ...فجدى كان بارا بأمه جدا من صغره وعندما كانت امه فى مرض الموت لم تكن تنادى من ابنائها إلا هو
بل الأعجب من ذلك ان كان يساعد جدتى فى تنظيف المنزل وغسل الصحون وهو فى ذلك السن الكبير... بل كان يفعل ذلك عندما يأتى لنا !!! ويصلح لنا الأشياء وعندما نرجع من السفر نجده وجدتى فعلا اشياء كثيرة طيبة فى المنزل من دون علمنا !!!
وكان يساعد أحفاده وأقاربه وجيرانه فى مذاكرة اللغة الانجليزية أوالفرنسية بل المواد التى تصعب علينا نذهب ونستشيره ...وعندما يعلم ان احد من احفاده عنده مشكلة او حزين لا يتركه بل يجلس معه ويكلمه ويوجهه ويحل المشكلة معه ...رحمه الله
وايضا من اسباب حسن الخاتمة - بعد المحافظة على جميع الفروض والحفاظ على الصلوات - بذل الخير للناس ومساعدتهم والابتعاد عن المال الحرام...فجدى كان مديرا ولكنه كان يعامل الناس معاملة حسنة وييسر لهم فيدعون له....ويرفض ان ياخذ الهدايا خوفا من الحرام...فالمال الحلال يبارك الله فيه ويحفظ اولاد الأسرة
وايضا من ابواب الخير اخراج نسبة من المال كصدقه لله سبحانه وتعالى فهذا ما يحفظ المال ويزيده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثلاث أقسم عليهن : ما نقص مال عبد من صدقة ، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عز وجل عزا ، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر " صحيح ...فالكثيرون ممن بارك الله فى رزقهم ورزقهم حسن الخاتمة كانوا يخرجون لله نسبة دائمة (غير الزكاة ) من مرتباتهم
وكان يساعدنى فى ترجمة الكتب الإسلامية الإنجليزية فقد كان ماهرا باللغتين الإنجليزية والفرنسية ...وهناك كتاب عن الإسلام ترجمه وبإذن الله اضع منه ليكون فى ميزان حسناته...فما أفضل استخدام تلك العلوم لنصرة دين الله والدعوة إليه
ودائما أراه صابرا ولا يشتكى أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله متحملا البلاء من مرض أو فقد الأحبة فقد توفى ابنه الشاب الوحيد "خالى " وحفيده الشاب "أخى " فى حياته ولم اكن اراه إلا صابرا نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله
فالحمد لله الذى وفق جدى فى بذل كل هذه الطاعات فى أيامه الاخيره ومع كبر سنه ومرضه وما هدأنا وربط على قلوبنا فضل ربنا اولا ثم معرفتنا بتلك الخاتمة وايضا الرؤا التى رأياها 2 من العائلة
الرؤيا الأولى : أن أخو جدى وهو متوفى منذ فترة طويلة يقف على باب كبير مفتوح بداخله اشجار جميلة وجدى يقف بلبس الإحرام ومعه مجموعة من أهله ...فقال له اخوه ان يدخل وقال لاهله ارجعوا ليس وقتكم الآن
الثانية : جدى كان يسأل أين حسناتى ؟ ففتح شئ وظهرت ملايين الحسنات
هذا ما تذكرته وان وجدت شيئا آخر ان شاء الله اضيفه لنتعلم ونحن شبابا من شيوخا كيف كان بذلهم للخير
اللهم اربط على قلب جدتى وصبرها وبارك فى حياتها وارزقها طول العمر وحسن العمل
اللهم ارزقنا عمل افضل الطاعات والثبات عليها وقدر لنا افضل الخير حيثما كنا وحيثما كان وجميع المسلمين
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة وتوفنا مسلمين والحقنا بالصالحين ...فالشيطان يهمه ان يزل الانسان ويضيع فى آخر حياته أكثر من هم اضلاله طوال حياته ...اللهم احفظنا وثبتنا على الحق حتى نلقاك
تعليق