قصة أهديها لك لأحد عباد بني إسرائيل
لقي من الله أقسى قضاء.. و مع ذلك لم يقطع حبل الرجاء و لم يبرح باب مولاه..
و لن أقول أكثر من أني إذ قرأتها.. لمست بأنامل الخشوع سويداء قلبي، حتى برقت دمعة في عيني..
حكي عن بعضهم عفا الله عنه قال: كان في بني إسرائيل رجل عابد في كهف في الجبل، لا يراه أحد و
عنده عين ماء كان يتوضأ منها ويشرب منها و يقتات من نبات الأرض، و كان يصوم النهار و يقوم
الليل، لا يفتر عن العبادة و عليه أنواه السعادة، فسمع به موسى عليه السلام فقصده بالنهار فوجده
مشغولا بالصلاة و الأذكار، ثم قصده بالليل فوجده مشغولا بمناجاة الجليل، فسلم عليه موسى عليه السلام
و قال له: يا هذا آرفق بنفسك فإن المولى كريم، فقال : يا نبي الله أخاف أن أؤخذ على غفلة فيقض نحبي
فأكون مقصرا بخدمة ربي. فقال له موسى عليه السلام: هل من حاجة إلى مولاك؟ فقال: نعم سله أن
يعطيني رضاه ولا يشغلني بأحد سواه حتى يقضى نحبي و ألقاه.
فلما صعد موسى عليه السلام إلى مناجاة ربه و استغرق في لذة كلام خالقه نسي كلام العابد فقال الله عز
و جل: يا موسى ما قال لك عبدي العابد؟
فقال موسى: يا رب أنت أعلم بما قال، فقال الله تعالى: اذهب إليه و قل له يتعبد ما شاء في الليل و
النهار فإنه من أهل النار لما سبق له من الذنوب و الأوزار. فأتاه موسى عليه السلام و أخبره بما قال له
مولاه و ما سبق من ذنوبه وخطاياه فقال العابد:
مرحبا بقضائه و حكمهن كل شيء بعين قدرته ثم بكى و قال: يا موسى و عزته و جلاله ما برحت عن
بابه و لو أطردني و لا حلت عن جنابه و لو أحرقني أو مزقني.
ثم أنشد يقول:
من ألذ بيت لو قطعن الغرام إربا إربا ما ازددت إلى لقائك إلا حبا
مازلت به أسير وجد وضنى حتى يقضي علي هواه نحبا
قال فلما صعد موسى عليه السلام إلى المناجاة قال: إلاهي أنت أعلم بما قال عبدك العابد فقال الله عز و
جل: يا موسى اذهب إليه و بشره أنه من أهل الجنة و قد أدركته الرحمة والمنة، و قل: تلقيت قضائي
الصبر و الرضا و رضيت مني بأصعب الحكم و القضاء فلو ملأت ذنوبك السماوات و الأرض و
الفضاء و ملأت جميع الأقطار لغفرتها لك و أنا العزيز الغفار. قال، ففرح موسى عليه السلام و أخيره
بما قال العزيز العلام. فخر العابد ساجدا لله تعالى وحمد ربه، فمازال في سجوده حتى قضي نحبه.
رضي الله تعالى عنه و نفعنا بعلمه (روض الرياحين)
أرأيت أخي ثمرة الإصرار..
و إن كان بعض الصبر مر مذاقه فقد يجتنى منه الثمر الحلو
أحسنت فيك الظن فسر في طريق النجاح
لقي من الله أقسى قضاء.. و مع ذلك لم يقطع حبل الرجاء و لم يبرح باب مولاه..
و لن أقول أكثر من أني إذ قرأتها.. لمست بأنامل الخشوع سويداء قلبي، حتى برقت دمعة في عيني..
حكي عن بعضهم عفا الله عنه قال: كان في بني إسرائيل رجل عابد في كهف في الجبل، لا يراه أحد و
عنده عين ماء كان يتوضأ منها ويشرب منها و يقتات من نبات الأرض، و كان يصوم النهار و يقوم
الليل، لا يفتر عن العبادة و عليه أنواه السعادة، فسمع به موسى عليه السلام فقصده بالنهار فوجده
مشغولا بالصلاة و الأذكار، ثم قصده بالليل فوجده مشغولا بمناجاة الجليل، فسلم عليه موسى عليه السلام
و قال له: يا هذا آرفق بنفسك فإن المولى كريم، فقال : يا نبي الله أخاف أن أؤخذ على غفلة فيقض نحبي
فأكون مقصرا بخدمة ربي. فقال له موسى عليه السلام: هل من حاجة إلى مولاك؟ فقال: نعم سله أن
يعطيني رضاه ولا يشغلني بأحد سواه حتى يقضى نحبي و ألقاه.
فلما صعد موسى عليه السلام إلى مناجاة ربه و استغرق في لذة كلام خالقه نسي كلام العابد فقال الله عز
و جل: يا موسى ما قال لك عبدي العابد؟
فقال موسى: يا رب أنت أعلم بما قال، فقال الله تعالى: اذهب إليه و قل له يتعبد ما شاء في الليل و
النهار فإنه من أهل النار لما سبق له من الذنوب و الأوزار. فأتاه موسى عليه السلام و أخبره بما قال له
مولاه و ما سبق من ذنوبه وخطاياه فقال العابد:
مرحبا بقضائه و حكمهن كل شيء بعين قدرته ثم بكى و قال: يا موسى و عزته و جلاله ما برحت عن
بابه و لو أطردني و لا حلت عن جنابه و لو أحرقني أو مزقني.
ثم أنشد يقول:
من ألذ بيت لو قطعن الغرام إربا إربا ما ازددت إلى لقائك إلا حبا
مازلت به أسير وجد وضنى حتى يقضي علي هواه نحبا
قال فلما صعد موسى عليه السلام إلى المناجاة قال: إلاهي أنت أعلم بما قال عبدك العابد فقال الله عز و
جل: يا موسى اذهب إليه و بشره أنه من أهل الجنة و قد أدركته الرحمة والمنة، و قل: تلقيت قضائي
الصبر و الرضا و رضيت مني بأصعب الحكم و القضاء فلو ملأت ذنوبك السماوات و الأرض و
الفضاء و ملأت جميع الأقطار لغفرتها لك و أنا العزيز الغفار. قال، ففرح موسى عليه السلام و أخيره
بما قال العزيز العلام. فخر العابد ساجدا لله تعالى وحمد ربه، فمازال في سجوده حتى قضي نحبه.
رضي الله تعالى عنه و نفعنا بعلمه (روض الرياحين)
أرأيت أخي ثمرة الإصرار..
و إن كان بعض الصبر مر مذاقه فقد يجتنى منه الثمر الحلو
أحسنت فيك الظن فسر في طريق النجاح
تعليق