إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أحقـًا.. انتكست صاحبتي؟؟ [قصة واقعية]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحقـًا.. انتكست صاحبتي؟؟ [قصة واقعية]

    أحقـًا.. انتكست صاحبتي؟؟ [قصة واقعية]

    منقول من أخوات طريق اإسلام

    http://akhawat.islamway.com/modules.php?name=News&file=article&sid=770




    أرسل إلينا فضيلة الداعية الشيخ مشعل العتيبي القصة الواقعية المؤلمة التالية، حيث كانت مكالمة من إحدى الأخوات تروي ماحدث لها مع صاحبتها التي لم تعد كما كانت للأسف:







    قالت بصوت متهدج بعد أن سلمت وهي تردد النشيج والبكاء والزفرات:

    في تلك الليلة الباردة .. وقد غطى الثلوج كوخ أفكاري ... وتجمد نهر أشعاري... بينما انكسر مجداف قاربي العابر بحور الأحزان.. أخذت أبكي بحرقة .. لترسم تلك الدمعات الأنين على أمواج البحر مدى الأيام والسنين .. أخذت أتمتم بكلمات جالت في خاطري .. ليتردد صداها في أنحاء قاربي الصغير .. مرت عجلة الزمان .. وتحركت عربة الأيام لتحمل معها تلك الذكريات الجميلة .. ولم تدع سوى بقايا حطمتها رياح القسوة ..
    عندما رحلت صاحبتي .. لم يعد في الشارع حب ولا أمان ... ولا في دروب نور ولا ضياء .. بل ظلام قاتم يعم أرجائي .. تركتني خلف الجدران وحيده أبكي في سكون الليل المخيف ... رحلت ولم تترك شيئا سوى الآهات والأنين الذي يتردد صداها في عالمي الحزين .
    وها هي دمعة سقطت سقطت على
    سِجادتي

    احتضنت كل أسراري

    و استنّشقت أنفاسي ..ورَفعتُ رأسي ... ومددت للسماءِ كفي..وعيوني
    بالدمع غـــارقة ..
    هتف القلب.. في أَوجِّ حزنه وذكرياته رغم أناته و زفراته.. في غرفتي لوحدي تشاركني أحزاني وآلامي
    حتى بدأ لساني يلهج وقلبي ينبض..نعم إنه يلهج باسمها وبنبض يناديها.
    تذكرتها وقد أنهيت صلاتي .. تذكرتها ولساني يناديها.
    أمسكت بسماعة الهاتف بعد ماطال هجرها فلعلي أوفق هذه المرة بصوتها عبر جوالها .. استعنت بالله .. لحظات .. وقد رفعت: نعم.. سكت والله غلبني الصمت حتى تشجعت

    ونطقت لأقول لها

    السلام عليكم أخيتي .. أرجوك أسألك بربك إذا بقي لله محبة في قلبك لاتقفلين هذه المره بل اسمعيني..

    اسمعيني فقط ولاتتكلمين إن أحببت
    فقط أريد أن أسألك ..أريد أن أسألك....فما الذي حدث؟ أهان عليك فراقنا؟
    أهكذا تصدين عنا .... أهكذا تهجريننا ..أنسيت صحبتنا وماكنا عليه؟ أنسيت ماكنا عليه .؟! أنسيت أياماً مضت ...أنسيت همومنا وشجوننا؟ ألم تكوني أنت .. نعم أنت من يذكرني ..من ينصحني ويناديني
    أين عتبك على انقطاعي وهجري؟ أين أيام مضت .. أين أيام الثانوي؟ بل أين لحظات السعادة فى الكلية .. أنسيت مصلانا؟ أنسيت ما كنا عليه ونحن نعمل لغيرنا ... ألم نكن نعمل لله؟ وكنت تقولين دوما ما أروع العمل لله.
    أهكذا رفيقتي .. أهكذا أنيستي؟ أين تلك الكلمات التي كنت ترددّينها وأنت في المصلى؟ كم وكم صرخت في وجوهنا وأنت تذكريننا بالصلوات؟ أين ذلك الإيمان .. أين تلك الهمة والنشاط؟ فما أروعه من نشاط .. وما أروعها من صحبة ...
    أنسيت أنك أنت .. نعم أنت الذي كان يختار لنا شريط التوزيع في الكلية. أنت التي كانت تجدّد جدول المحاضرات والندوات. أنسيت ذلك اليوم عندما اقتربت منك ودموعك تخفينها وسألتك نعم سألتك ماذا بك؟ فقلت لي إن أختنا نوال قد هجرتنا ولم تعدُ معنا ... فبكيتُ معك فاحتضنتني وأنت تقولين يالله والله قلتيها يالله ما قيمة الحياة إذا لم تكن لله نعم أنت ... أنت تقولينها ...
    لا خير في حياة نحياها لا نريد بها وجه الله ... فأين أنت الآن؟
    يا رفيقتي... حبيبتي ... عودي إليّ.. أنا بحاجتك .. والله بحاجتك .. مصلانا يناديك ... زوايا الكلية تشتكي إليك .
    ليتك رأيت دموع الأخوات وهنّ ينظرن إلى لوحاتك في المصلى.. ليتك رأيت بكاء أختنا أمل .. أمل التي كانت هدايتها على يديك. ها هي تسألنا كل يوم عنك وقد أحضرت بطاقة زواجها ولازالت تردد لن يتم زواجي إلا بأغلى الناس. كنا نعلم أنها تقصدك أنت .. أنت من وعدتيها أن تقرئى القرآن فى زواجها .. أنت من وعدها أن تنشدي في ليلتها. نعم أنتِ.. فهل ستكونين معنا؟ هيا رديّ علي .. هيا كلميني ... أين أنت عنا؟ أهكذا تموتين من بيننا؟ أرجوك .. عودي إليّ. يا من أنت قدوتنا وشمعتنا. ماذا تقولين بعد هذا؟ أتظنين أنني سأنساك؟ أتظنين أنك بهذا ستنتهين من حياتنا؟ أتزرعين الحب في قلوبنا ثم تهجرينا؟!!!
    كم مرةً سمعتك ترددّين أحبك .. بل كنت تقولين لي أحبك في الله ...هل لازلت تحبينني؟

    أين الحب في الله ؟؟
    نعم الحب في الله. أنسيت ذلك الدرس؟ ألم يكن هذا هو درسك كل يوم جمعة في بيتي؟ يامن كنت ترددين وتذكريننا ساعة الجمعة .. ساعة الإجابة يا رفيقتي أتسمعين؟ ليتك تسمعين؟
    والله إن أشرطتك وهداياك وبطاقاتك بين يدي وعلى سجادتي فقد كانت فرحتي ويليتها لا تكون هي دمعتي.
    رفيقتي ارحمي دمعتي .. ارحمي عيونا بكت من أجلك .. ارحمي قلبا يتفطر من ذكراكِ.
    أنسيت حفظنا؟ أنسيت تسميعنا لبعضنا؟ من الذي كان يوقظني لصلاة الفجر قولي بربك من؟؟
    من أول صوت أسمعه في صباحي؟؟ من؟!أين ذلك الصوت؟ يا حسرتاه على تلك الأيام ...يا حسرتاه على مكان فقدناه بيننا.
    هل انتهى؟ قولي لا ... لم ينتهِ.. كيف سأكون من بعدك؟ ألم تسألي نفسك ؟ كيف هي حياتي من غيرك؟ أتظنين اني سأكون كما كنت؟ أنت معي في مصلانا أتظنين أني سأحضر تلك الدروس التي كنا نحضرها سويًا؟ أنسيت زيارتنا للمريضات والمسنات؟ ماذا أقول لكل من سألت عنك ؟ بل كيف سأزور أم عمر في المستشفى؟ أنسيت أم عمر المرأة المسنة في دار المسنين التي كانت لاتبتسم إلا إذا رأتك؟ ماذا أقول لها ؟ هل أقول لها أنك .. أنك لم تعودي معنا ؟ أنك لست على طريقنا..
    هل أقول لها أنك لن تزوريها ؟؟ ليتني مت قبل أن أقول لها هذا الكلام.
    هل أقول لها أنك أصبحت من الغافلات؟ أنك اتبعت الهوى والشهوات..
    رفيقتي ... ارحميني .....اسمعيني .. أجيبيني.. من أجل تلك الجلسات والسهر على الآيات أجيبيني .... من أجل حافلة ركبناها ... عودي إلي.. من أجل مصلى أعددناه ...وفطور أكلناه ودرس حضرناه .. تكلمي..
    أنسيت تلك الدمعات؟ انسيت تلك الغرفة في الكلية الغرفة الصغيرة خلف المقصف التي كنت تصلين بها سنه الضحى.. سنوات وأنت تصلين بها ولم يعلم عن مكانك أحد ولما علمت بكيتِ وقلتِ إلا الرياء قلت لك نيتك صادقة إن شاء الله .... فقلت واحسرتاه على إخلاصنا. من الذي كان يردد محروم من حُرم الإخلاص؟هذه العبارات حفظناها منك أنت. والله حفظناها منك أنت. والآن ماذا عن إخلاصك؟؟ أين هو؟؟ أسألك بالله أين هو؟ أين ذلك الثمين ؟!! هل لازلت تصلين النوافل ؟؟ هل لازلت تتقربين ؟؟ يا قاسية!! أتبكين؟؟ نعم أسمعك الأن تبكين .. على ماذا تبكين؟ تهجرينا.. وتبكين .. تتركيننا برغبتك وتبكين.
    يامن كنت تشحذين هممنا.. يامن كنت تذكريننا وتقرئين علينا سيرة عائشة. نسيت عائشة؟
    نسيت قدوتك .. نسيت أمنا عائشة؟ أتذكرين وأنت كنت تقرئين علينا شيئا من سيرتها؟
    حتى رأيناك تبكين .. أبكيتينا ببكائك.. أيهون عليك ذلك كله؟
    والله لن أنسى أيامنا .. لن أنسى وإن نسيت كيف أنسى أياما كنا نتواصى فيها على الخيرات؟ كيف أنسى أياما كنا نتدافع فيها للقربات؟
    أتدرين ما لذي ذكرني بك هذا اليوم؟ هذا اليوم هو يوم الخميس. أنسيت يوم الخميس وما كنا نعمل فيه؟
    يوم الخميس الذى خصصناه لزيارة المريضات وكنت ترددين الملائكة ستكون معنا والمريضات يفرحن بزيارتنا ... والله لن أنسى وإن نسيت أنت ..كيف أنساك؟ ما أقساك .. أهكذا فجأة تتصددين؟ أهكذا في لحظه تهجرين؟
    تبكين أو لاتبكين .. والله كل شيء كنا نتوقعه..
    كل احتمال كنا نحسب له إلا أنك أنت.. أنت.. يا الله أين رمضان الماضي عنا؟ ليته يعود لتعود معه أيامنا
    ليته يعود لتعود معه ذكرياتنا. والله لن أنسى تلك الليلة وإن نسيت وقد تأخرت عن الصلاة معنا في العشر الأواخر. أنسيت ما الذي أخرك أتريدين أن أذكرك؟؟ التي أخرتك لا زالت حية. التي أخرتك لا زالت تسأل عنك. تلك الفقيرة التي تعول البنات جارتك أنسيت عملك تلك الليلة وأنت تلبسينهم ملابس العيد التي اشتريتها لهم؟ أنسيت أنك أنت من قالت أنا من يلبسهم واختلطت دموعك بدموع الصغيرات ....
    يا الله ... فهل آن الآوان أن تختلط دموعك بدموعي؟
    يا الله ... قلبك في قلبي ... أرجوك قلبك في جسدي وجوارحي.
    حبيبتي .....أحبك.. أحبـك رغم إحساســــــــــي بأنـكلاتجببــــــــــــــــــــني.
    والله لن أستطيع أن أتحمل الدنيا من غيرك...... أعلم أنك تحبيننا وإن هجرتينا ... وإن قطعتينا.. أعلم أنني ضايقتك وأثقلت عليك لكن هذه هي نبضات قلبي .. هذه هي هتافات مشاعري.
    والله لو تعلمين ما رأيته فيك في تلك الرؤيا كم أبكتبي بل والله كم أفزعتني.. هل أخبرك عنها؟ لقد رأيتك وأنت باللباس الأبيض وبيدك كأس اللبن فبدأتِ تشربين حتى سقط من يديك فأقبلت علي وأنت خائفة مفزوعة.
    والله لن ننساك وإن نسيت.. سـأظل
    دوماً أذكرك.. سـأظل دوماً أذكرتلك الروح الّتي شاركتني نبضي..
    ستظل تلك الروح روحي.. ورحيلك يعني رحيلا لروح فيّني.

    فكيف يَهنأ قلب مُحب..قلب مُخلص..قلب آخاء بكل صدق.. أن ترى دموع أخيتها تتلألأ أمام ناظريها..وتصمت؟ أيهون الزاد..أيهون ذاك الوداد؟ أيُنسى الدعاء..وتُنسى المُنآجاة؟

    رغم الألم في القلب ..رغم كل نزف .. إلا أن صاحبتك والله لن تقوى على الهجران.. لن تقوى..على التواريخ لف الجدران.. فقلبي سيظل يهمس صادقاً.. قلبي بات باكيا..يتلوى شاكيا..لكنه يتسلح بالصبر والدعاء. سأظل بـثقتي وحسن ظني بربي أنك ستعودين ستعودين.. فقلبك لن يحتمل .. لن يحتمل نداء قلبي إليه..

    آآه كم أتألم
    آآه كم أعاني
    فقد خسرت الكلام
    وفقدت المعاني
    واستسلمت لدمعتي
    اعذريني فأنا لم أخالفكيوماً

    ولم أجادلك يوماً
    ولم أفارقك يوماً
    أما الآن فقد رالله له رأي آخر
    وأي رأي ذاك؟؟
    ليفرض علي الدموع والحسرة
    ليحرمني منك .. ومن تلك النظرة
    ليجعلني أراك في كل مكان... في كل مكان
    إلا بين يدي... إلا بين يدي.


    لكنني لازلت على أمل.. على أمل أن نلتقي رغم وداعنا.. أن نزرع الآمال. وننشر ظلها. أن ننبت الأحلام.. بين دموعنا فإن كانت الأيام قد عصفت بنافغداً يعود لنا اللقاء.. سنعود لذكرى أيامنا
    ونعانق الأشواق بيننا. ونذكر ما طوته مناالسنين بعد أن يجمعنا.. الحنين...ونعود لنودع الأنين.
    التعديل الأخير تم بواسطة حاملة الرايه; الساعة 30-07-2010, 01:50 AM. سبب آخر: تعديل الفواصل بين الكلمات
    سبحان الله وبحمده ::. . .:: سبحان الله العظيم
    الحمد لله عدد ما خلق . الحمد لله ملء ما خلق . الحمد لله عدد ما في السموات و ما في الأرض . الحمد لله عدد ما أحصى كتابه و الحمد لله ملء ما أحصى كتابه . و الحمد لله عدد كل شيئ والحمد لله ملء كل شيئ




  • #2
    قصة مؤثرة ومحزنة فى ذات الوقت

    جزاك الله خير الجزاء اخى ابو يحيى ونقل موفق بإذن الله

    نعوذ بالله من الانتكاس ومن فتنة والمحيا والممات

    اللهم امين ..
    أتردّني وتردّ صادقَ توبتِي ؟؟
    حاشاكَ ترفضُ تائباً حاشاكَ

    تعليق


    • #3
      جزاك ربي خيرا أخي الحبيب أبو يحيى

      وقد سمعت من شيخا لنا رحمه الله بعض الاسباب المعينه على الثبات وأحببت أن أكتبها هنا ليعم الأجر :

      إخوة الإسلام، إن من رحمة الله عز وجل بنا أن بين لنا في كتابه وعلى لسان نبيه وفي سيرة نبيه وسائل كثيرة للثبات لعلنا نتناول بعضًا منها، فمن هذه العوامل:

      أولاً: الإقبال على كتاب الله، كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان:32]، لأنه يزرع الإيمان ويزكي النفوس، ولأنه يزوّد المسلم بالتصوّرات الصحيحة لواقعهم، فيردّ على الشبهات ويفضح المخططات. والإقبال على القرآن يكون بتلاوته وحفظه ومعرفة تفسيره والعمل به، فداوم على تلاوته، ولا تقطع صلتك به، ولا تعرض عنه.

      ثانيًا: الالتزام بشرع الله والإكثار من الأعمال الصالحة والسنن الرواتب والنوافل المطلقة، وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ [محمد:17]، يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة [إبراهيم:27].

      وهذا والله واضح ومرئي رأي العين، وإلا فهل نتوقع ثباتًا من الكسالى القاعدين والعصاة المنافقين إذا أطلقت الفتنه رأسها وادلهم الخطب؟! فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [الصف:5].

      ثالثًا: ومن عوامل الثبات على دين الله والاستمرار عليه تدبر قصص الأنبياء ودراستها والتأسي بها، وَكُلاً نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [هود:12]، فكم نالهم عليهم الصلاة والسلام من الأذى والعذاب والفتن من أقوامهم.

      رابعا: ومن ذلك أيضا التربية الصحيحة للنفس، تربية إيمانية علمية واعية قائمة على الدليل الصحيح، منافية للتقليد، ولكي ندرك أهمية هذا الأمر لنعُد على سيرة رسول الله ، ولنسأل أنفسنا: ما مصدر ثبات صحابته رضوان الله عليهم؟ كيف ثبت بلال وخبيب ومصعب وآل ياسر وغيرهم من المستضعفين وحتى كبار الصحابة في حصار الشعب ذلك العقاب الجماعي أو تحت التعذيب الفردي؟ هل يمكن أن يكون ثباتهم بغير تربية عميقة من مشكاة النبوة صقلت شخصياتهم؟! فهذا خباب بن الأرت كانت مولاته تحمي أسياخ الحديد حتى تحمر ثم تطرحه عليها عاري الظهر، فلا يطفئها إلا شحم ظهره حين يسيل عليها، ما الذي جعله يصبر على هذا كله؟! وبلال تحت الصخرة في الرمضاء، وسمية في الأغلال والسلاسل، فهل يتبصر المسلمون مثل هذه الثلة المشرفة والأنوار المضيئة؟!

      خامسًا: من عوامل الثبات أيضا الحرص على أن يسلك المسلم في هذه الحياة الطريق المستقيم خالصًا لله ومتبعًا هدي رسول الله بهمة عالية تربي فيها نفسك كما تربي النبته الصغيرة.

      والنفس كالطفل إن تتركه شبّ على حبّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم
      سائرًا إلى الله بقصد وتأني، فقليل دائم خير من كثير منقطع، ومع ذلك تقف مع نفسك محاسبًا ولتقصيرها معاتبًا ولإقبالها مشجعًا.

      سادسًا: الالتفاف حول من يعينك على الثبات والإقبال على طاعة الله من جليس صالح وجماعة معينة ومنهج مثبّت على الطريق، فإن من الناس أناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر، فابحثوا عن العلماء والصالحين والدعاة المؤمنين الذين هم كالنجوم في الليلة الظلماء، بهم يهتدي الضالون، فإخوانكم الصالحون هم العون لكم في الطريق والركن الشديد الذي تأوون إليه، فيثبتونكم بما معهم من آيات الله والحكمة، فألَفوهم وعيشوا في كنفهم، وإياكم والوحدة فتتخطفكم شياطين الإنس والجن.

      سابعًا: البصيرة وفهم الواقع وعرض كل صغير وكبير على شرع الله، وأن تعرف الباطل وأن لا تغتر به، لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ [آل عمران:196، 197].

      فوالله، إن الباطل وأهله ضعفاء جبناء، أصول مخططاتهم أوهى من بيت العنكبوت، ويتبين ذلك كله لمن رزقه الله بصيرة واعية وحكمة نافذة وعلمًا نافعًا، ومع ذلك كله يجب أن نثق بنصر الله للمؤمنين، وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى [مريم:76]، إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ [غافر:51].

      وكذلك العلم بأن المستقبل للإسلام والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وهذا هو العامل الثامن من عوامل الثبات على دين الله.

      تاسعًا: تقوى الله ولزوم الاستغفار؛ فإنهما خير معين على الثبات، وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ [الطلاق:2، 3].

      وأخيرًا إخوة الإسلام
      إن كل تلك الوسائل فقيرة ومحتاجة إلى الالتجاء إلى الله، فعليكم بالإكثار من الدعاء في كل حين ووقت بأن يثبتكم الله على دينه أن لا يفتنكم، فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر من قول: ((اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك)).

      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ [فصلت:30-32].

      ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب، اللهم احفظنا بالإسلام واحفظ أبائنا ذرياتنا واحفظ مجتمعاتنا من كل كائد ومن كل مفسد، اللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

      اللهم صل وسلم وبارك على خير خلقك أجمعين محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى من سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
      وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
      وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
      صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

      تعليق


      • #4
        جزاكما الله خيرا ً

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا
          اللهم صلِّ على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً

          الحمد
          لله الذي تتم بفضله الصالحات

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرا أخوتي في الله و جعله في ميزان حسناتكما و الله القصة مؤثرة جدا و محزنة
            اللهم تب علينا لنتوب

            تعليق


            • #7
              جزاكم الله خيرا والله انا بكيت وانا بقرأها لانى انا اعانى مشكله الا وهى انى اشعراحيانا انه ليس يوجد احد اقرب منى الى الله والاحساس ده مش بيستمر على طول بعدها بشويه ببقى عاديه خالص حتى بيفوتنى القيام وانا زعلانه جدا علشان كده نفسى افضل على طووووووووووووووووول قريبه من الله كده لكن مش عارفه ازاى؟؟؟؟

              تعليق


              • #8
                رد: أحقـًا.. انتكست صاحبتي؟؟ [قصة واقعية]

                نقل طيب جدا

                كلام مؤثر بالفعل

                جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                امل لا ينقطع = حاملة الرايه
                انتظروا قسم القصص الدعويه في ثوبه الجديد قريبا ان شاء الله

                تعليق


                • #9
                  رد: أحقـًا.. انتكست صاحبتي؟؟ [قصة واقعية]

                  جزاكم الله خيرا
                  اللهم ارحم ابي برحمتك الواسعة وغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
                  اللهم إجعل قبره روضه من رياض الجنه

                  تعليق


                  • #10
                    رد: أحقـًا.. انتكست صاحبتي؟؟ [قصة واقعية]

                    المشاركة الأصلية بواسطة ●..مـُحـب الجـنـة..● مشاهدة المشاركة
                    قصة مؤثرة ومحزنة فى ذات الوقت

                    جزاك الله خير الجزاء اخى ابو يحيى ونقل موفق بإذن الله

                    نعوذ بالله من الانتكاس ومن فتنة والمحيا والممات

                    اللهم امين ..

                    تعليق


                    • #11
                      رد: أحقـًا.. انتكست صاحبتي؟؟ [قصة واقعية]

                      جزاكم الله خيراً قصه محزنه جداً والله رأيت قصه تشبه هذه القصه لأخت لنا كانت على طريق الاستقامه كانت تحفظ القران وكانت فى معهد إعداد دعاه كانت دائماً ماتنصح الاخوات وتحضر لهم الكتب الدينيه ليقرؤها وقد لبست أخوات النقاب على يديها ثم انتكست هذه الاخت نعوذ بالله من الإنتكاسه كانت تلبس النقاب ثم خلعت حجابها وكشفت عن رأسها اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبى على طاعتك يارب




                      يارب إن أبى وأمى قد مسهما الضروأنت أرحم الراحمين


                      أسألكم الدعاء لهما بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً

                      تعليق


                      • #12
                        رد: أحقـًا.. انتكست صاحبتي؟؟ [قصة واقعية]

                        جزاكم الله خيرا
                        أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ

                        تعليق


                        • #13
                          رد: أحقـًا.. انتكست صاحبتي؟؟ [قصة واقعية]

                          اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك جزاكم الله خيرا لا اله الا الله

                          تعليق

                          يعمل...
                          X