دورة طيران في الاتحاد السوفيتي
كان هنالك شاب تخرج من سلاح الجو العراقي في أول الثمانينيات، تم ارسالة في بعثة سنة 1984 الى الاتحاد السويفيتي، دورة طيران عسكري، وكان ذلك الشاب الذي يراه الكل متألق لا يعرف طريق الصلاة ولا شيء من الاسلام، وكانت همته في سفره انه سوف يرتكب جميع الموبقات والمحرمات في ايام الاجازة هناك، عندما وصل وجاء يوم الاجازة الذي خطط له،استقل قطار يذهب به الى مدينة سياحية، وخلال رحلته في القطار تعرف على شابة، وتحدثوا معا بلغة انجليزية مكسرة ...
قالت: من اين انت ؟
قال: من العراق
قالت: يعني انت عربي ومسلم؟؟؟
قال : بالتأكيد
قالت: هل تأتي معي للمنزل؟!!! ، فإن منزلي في المدينة التي سوف يصل لها القطار ...
فرح الشاب وقال: اكيييد بكل سرور
لكن ما ان وصل منزل الشابة حتى استقبله ابوها وامها وبعض الصبية الصغار، وقالت هذا شاب عربي مسلم سوف يقرأ لنا القرآن لأننا منذ زمن لم نسمع صوت القرآن، وسوف يصلي بنا إماما ونحن سوف نصلي خلفة ...
لقد كانوا مسلمين، لقد دعته تلك الشابة للمنزل كي يتباركوا به لكونه عربي مسلم وليس لشيء آخر ...
يقول صاحبنا: خرجت من ارض مسلمة وانا غير مسلم، وذهبت الى ارض غير مسلمة فأسلمت ...
لقد تعلمت من اناس مسلمين لكنهم لا يعرفوا شيئا عن اسلامهم جوهر الإيمان الحقيقي، كانوا ينظرون الي وكأني من الصالحين، ويبتسمون بوجهي ويقربون مني اطفالهم كي ادعوا لهم بالبركة والخير، كنت انظر لهم وانظر لحالي، اقول في نفسي، ويلك يا فلان، متى عرفت الاسلام قبل يومك هذا وانت ابن الخامسة والعشرين ...
لقد اوقد هؤلاء الناس جذوة الاسلام التحقيقي في قلبي، لقد خرجت من بغداد الى هناك وكلي فجور، وعدت لبغداد وانا مولود من جديد، كانوا اصحابي بعد عودتي يسألوني عن مغامراتي في الاتحاد السوفيتي لأنهم يعرفون مدى فجوري، وكانوا هم مثلي، لكن بفضل الله عز وجل استطعت ان يكون لاصحابي نصيب في الهداية والتوبة ... انتهى
اخوتي الاحبة، احداث القصة التي اوردتها لكم حقيقية، كتبها صاحب القصة (الطيار) في مجلة التربية الاسلامية التي تصدر ببغداد عام 1996، اليوم اعيد روايتها عسى ان ينتفع بها من هو بحاجة لأن يصلح حاله مع الله ....
تعليق