الحمد لله رب العالمين ، والصلاه والسلام على رسولنا الحبيب معلم الخلق المبعوث رحمه للعالمين .
أما بعد :
فهذا حوار دار بين "عبد الله" و"سجادته " ، فلننظر على ما ابتدى ؟ / وعلى ما انتهى ؟ / وما حدث بينهم ؟؟؟ .
فلننظر
ولنقول : " اللهم ارزقنا حسن الخاتمه ، واللهم استعملنا ولا تستبدلنا "
.....................
آميييييين
يقول عبد الله
* * كنت نائما فى ليله من ليالى الشتاء البارده من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا ، وما أكثرها .
وقد استلقيت على فراشى ، وغرقت فى نوم عميق جدا ، فاستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد ألم بى ، فقمت لأشرب الماء فسمعت أنينا يخرج من الأرض ، تلفت حولى فذهب الأنين ، ثم ذهبت وشربت الماء فعدت الى الفراش ، واذا بالأنين يعود مره أخرى ، وفى هذه المره كان الأنين قويا وكأنه صوت بكاء ، فتحسست الأرض بيدى ، حتى أمسكت "سجادتى" فسكتت قلت مستغربا : أأنت التى تأنين يا سجادتى ؟ ! .
قالت : نعم .
قلت : ولماذا ؟! .
قالت : لقد أيقظك عطشك ، وشربت من الماء حتى ارتويت ، وأنا بحاجه الى الماء ولا أجد من يثبتنى الماء ؟! .
قلت : وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من الماء ؟! .
قالت : لا ، ليس هذا الماء الذى يثبتنى ، انما يثبتنى دموع العابدين التائبين .
قلت : ومن أين لى آتى لك بهذا النوع من الماء ؟ .
قالت : وهذا هو سبب بكائى فقم يا عبدالله وصل لله ركعتين فى ظلمه الليل ، حتى تنير لك ظلمه القبر ، والجزاء من جنس العمل ، ولم يبق من الوقت الا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاه الفجر .
قلت : دعينى وشأنى يا سجادتى .
قالت : يا عبدالله قم لصلاه الفجر ، فانها حياه للقلب والروح ، وقد حان موعد الأذان ليردد :
""" الصلاه خير من النوم" ، " الصلاه خير من النوم"""
وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم فى الليل والنهار ، ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!! .
قلت متضايقا : دعينى أنام يا سجادتى . فأنت تشاهديننى كل يوم ، لا أعود الى المنزل الا وأنا مرهق متعب . ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء واستسلم لسلطان النوم .
قالت السجاده : يا عبدالله ، وهل تعطى للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟ .
قلت بلهجه تهكميه : اسكتى يا سجادتى .
أرجوكى لا تتكلمى . فأنا متعب ومرهق . أريد أن أنام .
فسكتت السجاده برهه متأثره بما قال عبدالله ، وقالت بصوت حزين :
آآآآآآآآآآآآه لرجال الفجر !!!
آآآآآآآآآآآآه لرجال الفجر !!! .
ألم تسمع قول النبى "صلى الله عليه وسلم" : "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمش وقبل غروبها ـ يعنى (الفجر والعصر)- " .
· وقال "عليه الصلاه والسلام" : " من صلى البردين دخل الجنه " .
· وقال "عليه الصلاه والسلام" : " بشر المشائين فى الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامه " .
· وقال "عليه الصلاه والسلام" : " ليس صلاه أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما ؛ لأتوهما ولو حبوا " .
فانتبه عبدالله من غفلته وقال : فعلا ان صلاه الفجر مهمه .
السجاده : قم يا عبدالله قم .
قال : غدا أبدأ ان شاء الله . ولكن اتركينى اليوم لأنام فاننى مرهق .
السجاده : وهى متحسره " من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه فى كل الأحوال " .
ثم قالت : ستنام غدا فى قبرك كثيرا يا عبدالله ، وستذكر كلامى ونصحى .
"ثم تركته السجاده ، ونام عبدالله ، لكن ..... ! كانت أطول نومه ينامها فى حياته ، فقد قبض من تلك الساعه " .
فأنشدت السجاده حين علمت بوفاته قائله ::
يا من يعد غدا لتوبته . . . أعلى يقين من بلوغ الغد . . . المرء فى عيشه على أمل . . . ومنيه الانسان بالرصد . . . أيام عمرك كلها عدد . . . ولعل يومك آخر العدد .
وانا لله وانا اليه راجعون
ولا حول ولا قوة الا بالله
تعليق