خلدون قصة ستظل باقية بقلوبنا وعالقة بأذهاننا ما حيينا خلدون صديقنا وصديق صفحتنا ” علاج إدمان الإباحية “ ، وعضو
جروب التعافي ” حرر نفسك “ على التليجرام.خلدون قصته العجيبة ستبقى عبرة وعظة لنا نحكيها على مر الأعوام.
لن أطيل عليكم تعالوا سويا لنعرف قصة خلدون ، وسأترك صديقه أحمد الوفي يحكيها لكم
أرسل إلي أحمد من أمريكا يقول :
خلدون قصة تقشعر لها الأبدان أسردها لكم ، لعل الضمائر الميتة تصحو قبل فوات الأوان ، نحن 5 شباب من دولة عربية هاجرنا
إلى أمريكا منذ عشر سنوات للعمل والدراسة نعيش سويا في بيت واحد ، كنا عائلة واحدة تسود بيننا المحبة والأخوة والصداقة القوية.
لدرجة أن كل أسرارنا يعرفها بعضنا البعض .
كنا شبابا ضائعين كان همنا الأول والأخير العمل لتنفيذ أحلامنا والتسلية ، وكان ديننا آخر همنا ، وكان من بيننا صديق اسمه يوسف وهو أعز الناس على قلبنا .
يوسف كان أكبرنا وكان أكثرنا صلاحا ، والتزاما ، وكان من خير الشباب الملتزمين ،كان شديد الحرص على أن نقيم
صلواتنا في وقتها ، وكان يسأل كل شخص بالبيت عن متى صليت ؟
يوسف كان يخاف علينا من أن نضيع في الغربة في بلد مليئة بالمغريات والفتن، فقد كان يحبنا حب أخوي ويتمنى الخير لنا
قبل ما يتمناه لنفسه ، فبحكمته كرس كل وقته لتغيير حياة شباب ضائعين إلى شباب صالحين مقبلين على طاعة الله ورسوله .
فكان نعم الأخ والصديق الغيور على أصدقائه والهادي لهم ، كان لا يسمح لأحد منا أن يتعدى على أخوه وصديقه داخل البيت ،
فكان شديد على من يتهاون أو يقصر في عباداته ، وكان يعاقب كل من يخالف ذلك ، يوسف حبب لنا ديننا وحبب إلينا القرآن ، وجعلنا من أهل القرآن .
حياتنا كلها تغيرت للأفضل بفضل الله ثم بفضل أخينا وصديقنا يوسف ، عشر سنوات عشناها سويا كإخوة ،علاقتنا مبنية على الأخوة القوية ، وحسن الخلق .
لن أطيل عليكم ، جاء يوم 26/12/2015 وكان يوم السبت حدث خلاف بين يوسف وخلدون وهو أصغر الشباب بالبيت ، وسبب الخلاف هذا سأحكيه لكم لاحقا ، وبعد حصول ذلك الخلاف بينهما خرج يوسف من البيت ، وبعد ساعتين تعرض يوسف لحادث سير قوي أدخله في غيبوبة ،وبعد ساعات أعلنوا وفاته في نفس اليوم .
وفاة يوسف كانت أكبر صدمة في حياتنا خسرنا الشخص الذي نور حياتنا بالإيمان، مات يوسف وكان راضٍ لله ، فوالله لم يقترب من الحرام طوال حياته .
القصة لم تنتهِ هنا بل بدأت قصة جديدة و هي قصة خلدون .
خلدون سابقا كان الشاب المتهور وصاحب الطباع السيئة ، ولاحقا كان اكثرنا صلاحا بفضل الله ثم بفضل صديقنا يوسف .
خلدون في بداية شبابه كان سيء الخلق غير مبالٍ ، مهملا لعباداته ، فعندما جاء إلى أمريكا تأثر بشكل كبير بثقافة البلد ومغرياتها ،لكن يوسف اعتبر خلدون أخاه الصغير وأعز الناس على قلبه ، على الرغم من مشاكله ، وأصر أن يكرس كل وقته وجهده لإصلاح خلدون وتقوية إيمانه ، وصبر كثيرا على طباعه الغريبة، كل هذا في سبيل تغييره.
خلدون لمسنا فيه طيبة قلبه ورغبته الشديدة في التغيير وأن يكون إنسانا صالحا ، فكان يجاهد نفسه ، ثم يسقط ، ومن ثم يجاهد نفسه ثم يسقط ، وهكذا طوال السنوات الماضية .
يوسف حاول معه بكل الطرق باللين والحزم في سبيل تغييره بمحافظته على صلواته وعبادته ، فكان في كل مرة يقع في المحرمات يجعله يجلس مع نفسه لمحاسبتها وجلدها لكي تستقيم وتتهذب .
وخلدون بدوره كان يحب يوسف حبا أخويا ، ويوسف رغم المشاكل التي تحدث بينهما بسبب طباع خلدون حيث إن خلدون كان يقع سريعا في شهواته ، وكان أسيرا للأفلام الإباحية والتي عرفها من بداية شبابه ولم يعرف أحد منا هذا إلا يوسف .
يوسف حاول مع خلدون ليحرره من أسر تلك المواد الإباحية ، ووقف معه خطوة بخطوة فكان كلما جاهد نفسه سقط ولعدة مرات ، ولكن يوسف صبر عليه وظل يحاول معه حتى وجد أن آخر الحلول معه هو مصادرة هاتفه وفصل النت عنه مؤقتا لحين إعادة السيطرة على نفسه وفي يوم الحادث حصل خلاف قوي بينهما واشتد النقاش بينهما بسبب أن خلدون أراد أن يعيد له هاتفه الجوال .
وأترككم مع خلدون نفسه يقص عليكم قصته مع إدمان الإباحية ومع يوسف صديقه ، فحين راسلني رحمه الله على صفحتنا بالفيس يطلب مني ضمه إلى جروب التعافي ” حرر نفسك” على التليجرام وفور اضافته ملأ الجروب حماسة وحبا بأسلوبه المميز لكن كان حزينا جدا لفقدان يوسف وحاولنا جميعا تهدئته وافهامه أنه لم يكن السبب في وفاته وان هذا قدر الله ، ومع الوقت تحسنت حالته لكنه لم يكن ينسى يوسف أبدا .
فهذا منشور على صفحته يذكر فيه حبه ليوسف قبل وفاته رحمه الله بأيام .
وكان يحضر معنا لقاء الخميس الصوتي أون لاين ، وكان متحمسا جدا لنشر فكرة علاج إدمان الإباحية على جروبات الفيس ، وتواصل مع شخص يعرفه متخصص في التسويق عبر الانترنت ليساعدنا في نشر الفكرة ، فكان جذوة نشاط رحمه الله وكان يرسل لي بأخباره عبر صفحتي الخاصة بالفيس بوك، وآخر ما أرسله لي كان مقطعا صوتيا للشيخ محمد المختار الشنقيطي يتحدث فيه عن التوبة وطلب مني نشره لينتفع به المتابعين .
يقول خلدون في مشاركته التي كان قد شارك بها على مجموعتنا :
لي صديق بالغربة كان بمثابة أخ كبير اسمه يوسف كان من خيرة الشباب وكان دائما الناصح الأمين لنا نحن أصدقائه ، وكان غيورا على دينه .
كان دائما خائف علينا من الضياع بالغربة
حصلت مشكلة كبيرة بيني وبين يوسف فغضب ثم خرج من البيت
وبعد ساعات من الخلاف توفى يوسف تاركا كل اصدقائه ، وتركني أموت حسرة وندما لأنه مات وبيننا خصام .
طوال الـ 9 سنوات من صداقتنا أنا والشباب لم يحصل أي خلاف بيننا إلا في اليوم الذي توفى فيه .
انا أريد أن أحكي لكم عن سبب المشكلة التي صارت بيني وبين يوسف .
للعلم هذه هي المرة الأولى التي أنشر فيها السبب.
أنا مثل كثير من الشباب كنت شخصا ضعيف النفس ، وبسرعة أقع في الشهوات ويوسف كان يحاول بكل الطرق أن يساعدني .
فلقد كنت مدمنا على الإباحية مع الأسف الشديد ، ومدمن بدرجة كبيرة ولسنوات ،وكنت أعرف أنه حرام لكن كان الشيطان أقوى مني .
ما كان هناك أحد يعرف بالموضوع حتى يوسف كان لا يدري بهذا الموضوع .
ولكن رب العالمين يمهل ولا يهمل ، وانكشفت الحقيقة ، وعرف يوسف بالصدفة لما طلب مني موبايلي ليفتحه وعرف من خلال سجلات البحث حقيقة أمري .
يوسف حاول أن يكون هاديء بقد ر ما استطاع ، وواجهني ، أنا لحظتها ما عرفت ما أقوله ؟
خجلان وحتى ما قدرت ارفع عيني لأنظر بعينه ، ولكن يوسف أصر أن أنظر بعينه ، وانا ما قدرت أتحمل .
قال لي جملة هزت بدني :
اقتباس:
” إذا أنت خجلان مني ومش قادر تتطلع بعيني فكيف رح تتطلع بعين خالقك ” |
لكن يوسف كان هاديء ، وماسك أعصابه ، وحكي بكل هدوء ، وانا وعدته أن أتركها ووقف معي خطوة بخطوة، وحكى معي بكل حنية ، وأكد لي لي مرارا أنه إذا جاءتني الرغبة أحكي معه ، وأروح عنده ، وراح يوقف بجانبي ، المهم ما استسلم وحكا لي عن صفحتكم [ علاج إدمان الإباحية ] ونصحني أن أتابعها باستمرار .
وبالفعل تركتها فترة ورجعت من جديد ، أو بالأحرى كنت أكذب على نفسي وعليه ، ثم عرف يوسف وأيضا تصرف معي بنفس الاسلوب القديم ، لا عصبية ولا شيء ، وحكى معي بكل هدوء ومودة ، والله العظيم ما أشعرني أني إنسان حقير أو قذر ، بالعكس كان يعطيني دفعة أمل بأنني قادر إني أتخلص من هذا الإدمان وطوال هذه الفترة ما تغير أسلوبه معي ، وكان معطيني الثقة اني ما أخيب أمله .
لو أحد غيره يصبر علي شوي ثم يتركني لكن يوسف وقف معي .
لكن من جديد ضعفت ووقعت وطبعا حاولت أداري الموضوع فكنت أكذب عليه لكن بالأخير انكشفت ، ويوسف تعصب بعد ما صبر كثيرا علي فما كان منه إلا أن أخذ مني الموبايل واللاب توب .
من داخلي ما حزنت أبدا لأني أستحق ذلك ، أعطاني فرصتين وكان واثق مني وأنا خيبت أمله .
ومع ذلك أيضا ما غير تعامله معي ، وكان يعاملني بكل احترام وما قلل من قيمتي ،
ثم بعد فترة حاولت أكتر من مرة أن أقنعه لاسترجاع الموبايل ولكن رفض بشدة قبل انتهاء المدة.
في يوم الحادث حاولت معه من جديد ويوسف ما أعطاني مجال حتى أقنعه ، كان رافض أن استرجع الموبايل وكلمة مني وكلمة منه اشتد الخلاف بيننا وبلحظة الغضب طلعت مني كلمة كبيرة جرحته ويوسف انصدم مني فأحضر موبايلي، وسلمه لي وأعطاني نظرة غضب ، نظرة خيبة أمل ، نظرة ما راح انساها طول حياتي طلع من البيت بدون ما ينطق بكلمة .
خرج وأنا لحظتها شعرت بشناعة تصرفي فقد كنت أود أن أذهب وأعتذر له لكن كيف أعتذر وأنا جرحته كثيرا، جلست ألوم نفسي على تصرفي ، وبعد ساعتين من الخلاف عرفت أنه عمل حادث ، شعرت بأن الدنيا قد اسودت بوجهي ، كنت أتوقع حادث بسيط لما عرفت إنه عمل حادث ، لكن لما ذهبت إلى المستشفى وأخبروني أن وضعه خطير ما استطعت أن أتحمل .
انا ظلمت نفسي وظلمته كثيرا ، وجرحته ، وحرمت منه .
أنا الآن تبت عن شي غلط وحرام ورجعت لربي وتغيرت كتير .
وقسما بالله قرفت من شيء اسمه الإباحية والشهوة انطفأت تماما يجوز بسبب موت يوسف حيث أيقظني من غفلتي ، ويجوز بسبب احساسي بالذنب بسبب الذي حدث بيننا .
وتركت كل الحرام ، أتمنى لو يرجع يوسف ، ويسامحني ، والله العظيم أنا ندمان على كل لحظة ألم سببتها له .
يا ليته يرجع ويضربني ويعاقبني بالذي يريده لكن أراه من جديد .
يا أحباتبي أترجاكم انتبهوا لأنفسكم ولحياتكم ولدينكم
الحرام إياكم والحرام
الحرام طريق سريع ، وصيد سهل ، لكن الحلال هو الطريق الوحيد للنجاة والوصول إلى الجنة .
واختاروا دائما الصديق الصالح الذي يقف بجنبك ، ويأخذ بيدك نحو الخير والصلاح .
انا خسرت كنز من ثمين خسرت يوسف .
يوسف عملة نادرة فقدتها بسبب إصراري على ذنبي فالله حرمني منه للأبد عقابا لي وأنا اتحسر ندما عليه .
والحمد لله على كل حال
هاي قصتي للعبرة
وبالفعل تركتها فترة ورجعت من جديد ، أو بالأحرى كنت أكذب على نفسي وعليه ، ثم عرف يوسف وأيضا تصرف معي بنفس الاسلوب القديم ، لا عصبية ولا شيء ، وحكى معي بكل هدوء ومودة ، والله العظيم ما أشعرني أني إنسان حقير أو قذر ، بالعكس كان يعطيني دفعة أمل بأنني قادر إني أتخلص من هذا الإدمان وطوال هذه الفترة ما تغير أسلوبه معي ، وكان معطيني الثقة اني ما أخيب أمله .
لو أحد غيره يصبر علي شوي ثم يتركني لكن يوسف وقف معي .
لكن من جديد ضعفت ووقعت وطبعا حاولت أداري الموضوع فكنت أكذب عليه لكن بالأخير انكشفت ، ويوسف تعصب بعد ما صبر كثيرا علي فما كان منه إلا أن أخذ مني الموبايل واللاب توب .
من داخلي ما حزنت أبدا لأني أستحق ذلك ، أعطاني فرصتين وكان واثق مني وأنا خيبت أمله .
ومع ذلك أيضا ما غير تعامله معي ، وكان يعاملني بكل احترام وما قلل من قيمتي ،
ثم بعد فترة حاولت أكتر من مرة أن أقنعه لاسترجاع الموبايل ولكن رفض بشدة قبل انتهاء المدة.
في يوم الحادث حاولت معه من جديد ويوسف ما أعطاني مجال حتى أقنعه ، كان رافض أن استرجع الموبايل وكلمة مني وكلمة منه اشتد الخلاف بيننا وبلحظة الغضب طلعت مني كلمة كبيرة جرحته ويوسف انصدم مني فأحضر موبايلي، وسلمه لي وأعطاني نظرة غضب ، نظرة خيبة أمل ، نظرة ما راح انساها طول حياتي طلع من البيت بدون ما ينطق بكلمة .
خرج وأنا لحظتها شعرت بشناعة تصرفي فقد كنت أود أن أذهب وأعتذر له لكن كيف أعتذر وأنا جرحته كثيرا، جلست ألوم نفسي على تصرفي ، وبعد ساعتين من الخلاف عرفت أنه عمل حادث ، شعرت بأن الدنيا قد اسودت بوجهي ، كنت أتوقع حادث بسيط لما عرفت إنه عمل حادث ، لكن لما ذهبت إلى المستشفى وأخبروني أن وضعه خطير ما استطعت أن أتحمل .
انا ظلمت نفسي وظلمته كثيرا ، وجرحته ، وحرمت منه .
أنا الآن تبت عن شي غلط وحرام ورجعت لربي وتغيرت كتير .
وقسما بالله قرفت من شيء اسمه الإباحية والشهوة انطفأت تماما يجوز بسبب موت يوسف حيث أيقظني من غفلتي ، ويجوز بسبب احساسي بالذنب بسبب الذي حدث بيننا .
وتركت كل الحرام ، أتمنى لو يرجع يوسف ، ويسامحني ، والله العظيم أنا ندمان على كل لحظة ألم سببتها له .
يا ليته يرجع ويضربني ويعاقبني بالذي يريده لكن أراه من جديد .
يا أحباتبي أترجاكم انتبهوا لأنفسكم ولحياتكم ولدينكم
الحرام إياكم والحرام
الحرام طريق سريع ، وصيد سهل ، لكن الحلال هو الطريق الوحيد للنجاة والوصول إلى الجنة .
واختاروا دائما الصديق الصالح الذي يقف بجنبك ، ويأخذ بيدك نحو الخير والصلاح .
انا خسرت كنز من ثمين خسرت يوسف .
يوسف عملة نادرة فقدتها بسبب إصراري على ذنبي فالله حرمني منه للأبد عقابا لي وأنا اتحسر ندما عليه .
والحمد لله على كل حال
هاي قصتي للعبرة
تعليق