السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
أما بعد..
أنقل لكم بتصرف هذه القصة القصيرة.. قد تكون من نسج الخيال ولم تحدث؛ لكنها راقت لي حينما قرأتها، وراقت لي فكرتها،
أنقلها لكم بتصرف، عسى أن تجدوا فيها فائدة بأمر الله تعالى:
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
كان هناك زوجين ربط بينهما حب عميق وصداقة قوية....
كل منهما لا يجد راحته إلا بقرب الآخر...
إلَّا أنهما مُختلِفَيْن تماماً في الطباع ...
فالرجل - "هادئ ولا يغضب في أصعب الظروف" ...
وزوجه على العكس - "حادة وتغضب لأقل الأمور".
ذات يوم سافرا معاً في رحلة بحرية
أمضت السفينة عدة أيام في البحر وبعدها ثارت عاصفة كادت أن تُودِي بالسفينة،
فالرياح مضادة والأمواج عالية..
امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الذعر والخوف بين كل الركاب،
ولم يُخفِي قائد السفينة على الركاب أنهم في خطر، وأن فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله!.
لم تتمالك الزوجة أعصابها فأخذت تصرخ ولا تعلم ماذا تصنع ..
ذهبت مسرعه نحو زوجها لعلها تجد حل للنجاة من هذا الموت!!
كان جميع الركاب في حالة من الهياج؛ لكنها فوجئت بالزوج كعادته جالساً هادئاً،
فازدادت غضباً واتّهمتهُ بالبرود واللامبالاه.
نظر إليها الزوج وبوجه عابس وعين غاضبة استلَّ خِنجَره ووضعه على صدرها!!،
وقال لها بكل جِدِّيَّة وبصوت حادٍّ: ألا تخافين من الخنجر؟
نظرت إليه وقالت: لا
فقال لها: لماذا؟
قالت: لأنه ممسوك في يد من أثق به واحبه؟
فابتسم وقال لها: هكذا أنا، كذلك؛
فهذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق به وأحبه، فلماذا الخوف إن كان هو المُسيِطر على كل الأمور ؟
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
فــائـــدة
-.-.-.-.-.-
إذا أتعبتك أمواج الحياة.. وعصفت بك الرياح وصار كل شيء ضدك، لا تخف ولا تحزن؛
فالله يحبك.. فهو سبحانه الذي يدبر الأمر كله، وبيده سبحانه وحده حمايتك وصرف كل سوء عنك..
فلا تخف!!
سبحانه جلَّ شأنه، هو يعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك!،
ويكشف مستقبلك الذي لا تعلم عنه شيء، فهو سبحانه يعلم السّر وأخفى ..
فإذا كنت تحبه سبحانه جلَّ في عُلاه؛ فثق به تماماً واترك أمورك كلها إليه، متوكلًا عليه وواثقًا في عطائه، ومؤمنًا بقضائه وقدره
واعلم أنه سبحانه يحبك؛ ما دمت في طاعته مُؤتمِرًا بأوامره ومُجتنِبًا نواهيه...
فلا تخف، وثق بالله ربك، وتفكّر معي في معاني هذه الدعوات المشروعة:
" اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك ... " ،
" ... أبوء بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي... " ،
" اللهم إني استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، فإنك تعلم ولا أعلم... " ،
" اللهم لا حول ولا قوة لي إلا بِك... " ،
" اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي إلى حولك وقوّتك... " ،
" اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي... " ،
" اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك فأهلك... " ،
" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك... ".
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
ثبت الله قلوبنا وقلوبكم على طاعته وحسن عبادته وحسن التوكل عليه، وثبتنا وإياكم على حسن الظن به سبحانه،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق