رحل جدي هي أشبه بالخاطره ولكنني حولتها لقصه لفائده رجوتها لكم ..
هي قصه حقيقيه وهو بالفعل جدي توفي في شهر رمضان الذي مضى ، رحمه الله ..
أتمنى أن تصل كلماتي إليكم ،،
،،،،،
في ليلةٍ من ليــالي رمضـان .. قضبت روح جدي ورحلت إلـى بارئـها
قد أصــابه مرضٌ فتـاك وتعب كثيراً في أواخر تلك الأيـام .. فعلمت أنه مفارق هذه الدار
جعلت أدعو له لعله يفارقها في ذلك الشهر المبــآرك .. كم كان صالحـاً رحمه الله ورعــاه ..
ألا إن فقد الأحبة مؤلـم في زمن كثرت فيه الفتن وندر فيه أهل الصلاح ،
كـان بفضل ربـي كالجبل الثابت الذي يتكئ عليه النـاس ، فبمعاملاته الحسنه وكلامه الطيب وزياراته الغير متكلفه
آلفــته قلوب النـاس ، والأجمل من ذلك كله .. صبره في تلك اللحظات الشديده ألا وهي سكرات الموت !
كم كان صابراً إذ سُئل ذات مره وهو في حال لا حول له ولا قوة وهو في أشد أوجاعه ، قال له أقربائه وهو في المشفـى
يصـارع سكرات الموت
~: كيف حالك الآن يا جد
أجـاب بثبات :
~ : أنـا بأفضـل حال ..
فتعجب أقربائه من رده وهم على علم بوجعه فلم يكن يشتكي أبداً بل يتحمل بصمت ، فما أجمل أن تكون صالحـاً وقوي الإيمان
عندما حل ذلك اليوم ، لم أفاجئ من وقع الخبر لحالته .. ولم أشعر بوجع قلبي وحنيني
إليه إلا في تلك اللحظه التي أخرجت فيها جنازته إلــى أحضـان القبـر ،
عندها شعرت برعشة قلبي وافتقده ولكنني شجعت نفسي ودعوت ليكون من الصالحين
وأن ماهو ذاهب إليه فهو خير له من هذه الدار وإلى حبيب القلوب ودعــنـاه !
الأجمل من ذلك أنهم إخوة ثلاثه متشابهون في صفاتهم فكان هو آخرهم ودفنوه بالقرب من بعضهم
ولكل منهم أعماله التي تميزه .. فما أجمل أن يكون الأخوة مترابطين فيربط الموت مرة أخرى بينهم في تقاربهم
في قبورهم بأعمالهم ..
وددت لزيارة القبور لولا أني فتاة منهيةٍ عن ذلك ، فجعلت أتخيل الأمر
فتخيلو معــي ،،
هـاهي جنازتةٍ أمـامي يحملها أقربائه بعد أن فُرغ من الصلاة عليه وأنـا أسير خلفهم أتمتم بذكر الله ليثبت لي قلبي فأثبت
فشاهدت حفرهم للقبر وتلك الحفرة المظلمه فبدت أدعو أن يكون ربي أنيسه ويوسع عليه قبره
وهاهو الآن قد أستقر حاله في القبر وحث على وجهه وبدنه التراب ..جعلت أخبر نفسي يوما ما سأكون مكانه
إنتظرت .. وانتظرت تلك اللحظة لحظت خلوي به دون الناس ، فقط لعلها تكون تذكرة لي ..
نظرت حولي فإذا بالقبور محيطةٍ بي وإذا بالمكان موحش ومظلم وكل ساكن قبرٍ لايدري عن جاره شيئاً
سوى نفسه فنفسه ولا يعلم بما يدور في دار قد غادرها .. نظرت إلى جدي وأنـا أقول
جدي .. قد رحلت عنا إلى دار أفضل وإنا إن شاء الله عن قريب بك لاحقون :~
فكيف مسكنك الآن ياترى ؟ ..أهو مريح .. ضيق .. واسع .. مظلم .. مُنير ..
أتشعر بالوحده أم ربي أنيسك ؟ ..
أحانت الآن لحظت سؤالك عن تلك الأسئله الخمسه التي يترتب عليها مصيرك الآخروي ؟ ،
بماذا أجبت ؟ أصدقت أم كذبت .. ،
أيفرشون لك الآن من الجنه أم النار ؟
أأتـتك ملائكة بيض الوجه مستبشره أم سود الوجه منذره ؟
بماذا بشرت ؟
بروضةٍ من ريـاض الجنة وأن ما سيأتي سيكون أخف بعد هذه اللحظه بإذن الله
أم بحفرة من حفر النار عياذا بالله وأن ماهو آتٍ بأشد والعياذ بالله
أفوزت برضى رحـمانك ورحمته أم خسرته ورحمته ؟
أأنت سعيد الآن وقد أشتاقت نفسك للآخره لملاقاة الأحبه وربــك ..
أم شقي تندب حظك وتتمنى الرجعة لعل وعسـى ولاتريد أن يأتي ذلك اليوم !
الآن وقد تخيلتهم ، فهـلا حاولتم وأعددتم العدة لأنفسكم وتشبثتم بالأعمال وإن قلت
لعل إستمراركم عليها ودعوتكم لربكم بأن يثبتكم ويديمكم عليها يجعلكم تفوزون برضــآه
جعلني الله وإيــاكم ممن يفزّن بمحبتـه ورضـــآه ..
تعليق