- حبيبي يا فارس .. أنا يا جدعان بضيع أنا بأحلم في الحلم بواحدة منتقبة وخلاص قررت مسيبش نفسي للشيطان ووصيت يدورولي على أخت وربنا ييسر وأشيل المسئولية
- ربنا يوفقك يا محمد .. إحنا في زمن فتن
- وأنا واخد بالي برده أن الخطوبة ممكن تبقى فتنة
ومتنمناش أبدًا تبقى عندي كده .. أنا بإذن الله هأسعى لكتب الكتاب والله المستعان
-ما شاء الله يا شيخ محمد ..عقبالنا
- ومتنسوش يا شياب امتحاناتنا لازم نتفوق .. عاوزين نبقى قدوة للشباب اللي بندعوهم وكمان الأمة محتاجة لنا
- أيوة يا عم يا كبير (ابتسامة) الناس اللي بترتب على دفعتها دي .. بإذن الله يا فارس تبقى معيد هنا
-الله المستعان
في بيت ما ليلاً
هناك فتاة قابعة أمام شاشة حاسوب وأمامهما مقاطع عن أحوال الأمة
مقاطع عن المسلمين المستضعفين
وتبكي الفتاة
متي أري الأمة في عزة ؟؟
آه من معاصينا وغفلتنا وسباتنا
يا لنوم ورقود ....!!!
طرقات على باب غرفتها
- دكتورة أنتي صاحية ؟؟
- إنها أمي ..جففت دموعها وما زالت آثار البكاء في عينيها المتورمتين
-أيوة يا أمي اتفضلي بعد السلام
- هااا .. نظرات أم لابتها الكبرى
هنـد يا بنتي .. ما شاء الله كبرتي وإيه ده بطلي سهر شايفة عنيكي وكمان أنتي عندك برد ولا كنتي بتعيطي ؟؟ -معلهش يا أمي ..خير يا غالية -خير إن شاء الله .. أبوكي كلمني وعاوزني أقولك أن جايلك عريس وهو معجب بيه
"في مخيلتها تفكر وقع الخبر في موقف كانت فيه من حزنها ومشاهد الأطفال والثكالى لكنها راعت مشاعر والدتها وتصرفت بهدوء وحياء في صمت "
- إيه رأيك يا دكتورة موافقة تشوفي العريس ؟ لم تجب هند فما زالت متألمة .. وأمامها والدة تريد أن تفرح بابنتها وبعد صمت -أنتي عارفة يا أمي أن مش أي عريس نقعد معاه - طبعًا يا بنتي ومواصفات العريس اللي متقدملك واثقة أنها مناسبة ليكي ايه رأيك موافقة يجي الخميس ؟؟ - الخميس عندي درس في المسجد - خلاص الجمعة ؟ صمتت -ماشي يبقي الجمعة -طيب
فتهلل وجه الأم
وغادرتها
-هنـد .. دكتورة هند .. طالبة علم تشق الطريق ..وأيضًا لم تنه الدراسة في طب الأسنان .. مهتمة بتحفيظ القرآن والدعوة وطلب العلم هند .. التي عاشت متخبطة وتعلمت من مواقف دفعت ثمنها آلامًا وليالٍ دفعت ثمنها أزمة نفسية خرجت منها بعد ندم وموعظة وتعلمت الفتـاة ..
-هييييييييييج يا رجالة .. دلوني على أخت ورايح يوم الجمعة (ابتسامة) إن شاء الله .. عقبالكم ودعواتكم
- افتح فيس بالليل هأبعت لك شوية حاجات يا محمد - حبيبي يا فارس .. ظبطني يا كبير - وأنا مش هتبعت لي حاجة .. هي بقت كوسة ولا إيه يا شيخ فارس ؟؟ - ابعت يا عوض ياحبيبي أنت وخذ ثواب بفضل الله -إذا كان كده ماشي (ابتسامة) - وبالمناسبة دي أنا هأعزمكم وأمري لله -بينا يا شباب
مرت الأيام وتمت الخطبة .. وانهمك الشباب في طلب العلم والدعوة والدراسة
وفي صباح يوم
التقي الشباب وفارس لقيهم بمعصم مربوط -إيه يا فارس حصل ايه ؟؟؟ -سلامتك -خير يا رجالة متقلقوش
"فارس ذاك الذي أمضي ساعات في دعوة شاب على شبكة الانترنت حادثة طويلا ووجد فيه رفيقًا .. لكم هو مؤلم حال الشباب .. تعهده فارس بالنصح والاستماع وتمضي الأيام ويتابع معه خطوات التقدم .. وأوقات كانت خطوات الرجوع من كثرة الكتابة .. أصيب معصم فارس
فارس وصديقه "خالد" أحاديث كتابية وهاتفية ..ثبتك الله يا خالد كافح يا فتى ولا تمل .. كانت تلك المهمة سرية بالنسبة لفارس وما أحلاه من سر ~
وتمضي الأيام صاروا في إجازة نصف العام وحان موعد كتب الكتاب ومضي يوم فيه كثير من الفرح في سلام ..
وبعده بفترة عادت هنـد لمنزلها وهي تبكي دخلت غرفتهـا وأوصدت الباب .. ذكريـات مؤلمة تذكرينها يا هند ..كم كنت ساذجة يا هنـد
فجر تلك الذكريات أن كانت هند في الشارع وأثناء التفاتة لتعبر الطريق وهي ترفع رأسها ورأت زوجها وإذا بجواره سبب تلك الذكريات هربت ببصرها سريعًا
-صديقه .. ترى هل هو أحد صاحبيه ؟؟ يا حسرتي .. ذاك صديقه .... أحمد !! سبب عنائي فيما مضي ..لااا ليس هو سبب إنما أنا ... أنا تلك الغبية الحمقاء متبعة الهوي
تعلقت بشخصيته من خلال مواقع التواصل ومن خلال الواقع وعشت في سراب ووهم ... أتذكر ذاك اليوم حيتما راسلته بالكتابة حول الالتزام!!! وأبهرني وكان يتابعني !! يا لغبائي .. كم أكرهني ساعتها كبريت ونار وأطلب ألا أشتعل !!! كم تأذيت عندما رأيت على صفحته أصدقاؤه يتحدثون عن خطبته "في الواقع كان أمرًا لم يتم بالنسبة لأحمد " وساعتها أحسست باختناق وأني فقدت أملي -هل كان يلهو بي ؟؟ - نعم .. يا هند وماذا كان يفعل حتي تقولي ذلك ؟؟ ربما كان يظنك تحتاجين للمساعدة ! -لقد أخطأ نعم .. كان مخطئًا وما يدريك لعله تاب وندم كما ندمتِ ؟؟ -لم يعرف اسمك حتي .. أنت من تعلقتي به وبنيتي حلمًا بساحتك .. وهو لا يدري عنك .. نعم لقد أخطأ وأخطأت لكن لعله تغير
- حقًا لقد تغير أحمد وتعلم من درسه واتخذ قرارات حازمة بشأن الحديث مع الفتيات وكلما تذكر تلك الفتاة التي كانت تحدثه والتي شعر أنه أخطأ في حقها أيضًا ولا يدري من هي دعا الله أن يغفر له ولها
- هند .. ذاك عهد قد مضي كنتِ لستِ كما أنتِ الآن يا هند ..صرتي أكثر وعيًا وفهمًا
- يا الله .. اعف عني ووفقني .. أرجو ألا تعيش فتاة أخرى محنتي ... تجنبي يا فتاة كل سبل الشيطان وحيلة غضي بصرك .. وغضي قلبك .. تزيني بالحياة .. واستشعري أن الله يراك .. كوني عفيفة ~ كوني قوية بالله ...هكذا فلتنطلقي نحو المكارم يا فتـاة ..
وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .
صوت ينهج في الهاتف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا خالد
-أهلاً فارس ..فارس سامعي
-أيوة خير مالك ؟
-أنا بأهرب الوقتي ومعايا صاحبي جورج أقتعته بالإسلام وحاليًا هربانين
-أفرح ولا أقلق ؟؟ اللهم لك الحمد أكيد فرحان ربنا يسددك
أنتو فين ؟؟
-أنا وهو حاليا رحنا الواحات وزي ما أنتا عارف إحنا في أجازة وهو مخلص دراسته والمفروض يلحق يسافر مكة عاوزك تظبط الموضوع معانا الفلوس
-اممم طيب تقدروا تستخبوا لإمتى -كبيرنا أسبوع
-كويس الله المستعان وبالمناسبة هيبقى اسمه إيه ؟؟ -إسلام (ابتسامة)
-اللهم بارك .. ربنا يستعملنا كلنا أنا فرحااان أوووووووووووي وبعد مرور 4 أيام الوضع انضبط وهاهم يودعون إسلام في المطار
-ابقى ادعيلنا يا إسلام
وألقوا عليه السلام
-يا رب بلغنا -يا رب يبلغي وإياك يا فارس
-بس أنت ما شاء الله يا خالد انطلقت بفضل الله -إسلام ده كان صاحبي من زمان وكنا مع بعض في الضياع ،
هو أصلا من أم تونسية وأب مصري وكان علاقته بيا قوية جدًا وسبحان الله شافني اتغيرت وبقيت أحسن ،، وشاف بعينه وأعطيته كذا كتاب وسي دي والحمد لله اتصل بيا وقال
:أشهد أن لا إله إلا الله ,وأشهد أن محمدًا رسول الله
من الوقتي أنا مش جورج أنا إسلام
-الله أكبر
- أنا كفارس انشكحت
-وأنا كخالد انبسطت وأتمني تكون دي البداية -معاك حق يا خالد ..ربنا يستعملنا
--
-أحمد ..
-نعم يا محمد
-أنت غلطت في الرد على محمود ومكنش ينفع تتعصب يا حبيبي ؟..فيه حاجة اسمها فقه الخلاف ..وإحنا طلبة علم ومينفعش نبقي زي العيال الصغيرة
-اممم أيوة أيوة عندك حق الله يخرب بيت شيطاني -خلاص كلمه
-وهو كذلك واتصل أحمد بمحمود واعتذر له عن أسلوبه ومحمود تقبل كده
وعزمه علي العشا بعد صلاة العشاء وتم اللقاء وكان كويس جدًا واتفقوا يتنافسوا في الطلب ويشجعوا بعض
--
روح فارس بيتهم وكان منهك ونام وهو نايم كان بيحلم طفل صغير في زاوية جمب سرير بيبكي
كراسة جمبه وقلب مرميين -اكتب اكتب الواجب يا غبي أنت حمار ؟؟ كل ده غلط هتضرب يعني هتضرب ويضرب بالحزام ويسيبه يعيط
فجأة صحي فارس على صوت وحركة نور اللي كانت هاجمة عليه
-خالووووووووووو هأنام هنا
-بعد ارتباك في صحيانه اشتالها فارس نامي يا نور
يا خبر الساعة بقت كام
الساعة سالب أربعين يا للهول لازم ألحق وهب واتوضأ وصلي -بقت سالب عشرة
أنا بحبك يا رب أنا مش عاوز حاجة تبعدني عنك اللهم لا تحرمني منك أبدًا ولا تبعدني عنك أبدًا ولا تشغلني عنك أبدًا
دي كانت دعوات سجوده وبعد الشروق راجع بيجري ولحق عم حسين اللي بيكنس وكنس مكانه
وبسرعة جري وجاب له الإفطار والشاي وبعدين رجع البيت منشرح الصدر
-ربنا يريحك يا ابني
دعوة عم حسين لفارس
ونام فارس شوية وصحوه -أبوك تعبان يا فارس
وجري فارس بوالده عالمستشفى وكانت حالة والده متدهورة وبعد مرور شهر حالة والده بتسوء وطلب يقابل فارس - وشاورله يقرب وقاله يسامحه فبكي فارس وقبل راسه ويده وقاله متقولش كده يا حبيبي ساحني أنت فكي والده وقاله :أنا حاسس أنه مش فاضل كتير سامحني يا ابني أنا غلطت في حقك كتير كان نفسي تطلع راجل والحمد لله أنت طلعت راجل بجد أحسن من ما كنت عاوز أنا فخور بيك يا ابني
وعاوزك تحفظني سورة البقرة أنا معدش ورايا شغل وقاعد عالسرير -ربنا يبارك لك يا حاج حاضر
وبدأ فارس مع والده الحفظ ووفي خلال شهرين ونص كان والد فارس في حالة مرضية صعبة وكان أنهي الحفظ وبيسمع سورة البقرة
وعند الآية "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ* تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١٠﴾"صمت والد فارس
وبدأ في الاحتضار وحرك شفتيه ورفع إصبعه كما لو كان يقول الشهادة وفاضت روحه ولم يتمالك فارس دموعه وحمد الله على خاتمة والده وظل يبكي ويبكي
وفي جنازة والده وهو يحمله -من قلبي مسامحك يا حبيبي ..ربنا يحسن ختامي
بيفتكر والده في آخر أيامه معاه أد إيه أعطاه حب وحنان وقعد معاه قعدة من زمان كان نفسه يقعد معاه قد إيه حضنه وقد ايه حسسه بالأبوة وأد إيه شاف والده مصر يحفظ وشاف لحظة موته وكان بيدعي لوالده وبيتمني ربنا يبلغه الفردوس الأعلى
..
وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .
نظرات على جدران منزل لطالما حوى ذكريات تناثرت هنا وهناك
لكم طوت آلامًا ..نعم ولكنها في أواخر عهده بها طوت لطفًا وقطرات من ندى قلب
بل قلبان عاشا في سلام بعد مدة
كم أدركت أن الحب أمر عميق
مات أبي .. والآن فرصتي لبره لم تنته
وكذالك أمي علي أن أبرها وأكون رجلاً يحمل هذا المنزل على كتفيه
إنها الدنيا .. حيث تنزل الابتلاءات ويعلم الله أن قلبي يعمره الرضا
وعزم فارس على أن يسير في طريق الكفاح قويًا
إنها معركته في الحياة
إن تنحى فغيره موجود ..لكن هو من يحتاج
هو من يحتاج لله ويحتاج أن يكون تقيًا
صار فارس على الدرب .. درب علو الهمم
أصدقاؤه في الكتب ما أكثرهم .. سير أعلام النبلاء
كم من نبيل جال في قلبه وأشعل في صدره الحماس ~
ويالهذه العبارة التي سطرها
ابن القيم :(الهمة العلية لا تزال حائمة حول ثلاثة أشياء: تعرُّف لصفة من الصفات العليا، تزداد بمعرفتها محبة، وإرادة، وملاحظة لمنة تزداد بملاحظتها شكرًا، أو إطاعة؛ وتذكُّر لذنب تزداد بتذكره توبة، وخشية، فإذا تعلقت الهمة بسوى هذه الثلاثة، جالت في أودية الوساوس والخطرات، من عشق الدنيا نظرت إلى قدرها عنده، فصيَّرته من خدمها وعبيدها وأذلَّته، ومن أعرض عنها نظرت إلى كبر قدره فخدمته، وذلَّت له. إنما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة، وسير الليل، فإذا حاد المسافر عن الطريق، ونام الليل كلَّه، فمتى يصل إلى مقصده؟
نعم ..متى يصل يا ترى ؟؟؟
سأمضي والكفاح طريقي والإخلاص سبيلي وربي وكيلي
لن أترك مكاني
كم تذخر هذه الدنيا بمن عاشوا وماتوا ولكن ماذا قدموا ؟؟ تراهم أخذوا ما جمعوا أم تركوه إرثًا ؟؟
وعاش بذاك اليقين فارس في قلب الميدان
----
-أنتي حد كويس أوي .. -الله يكرمك ..لو احتجتجتي حاجة أنا قاعدة جوه شوية
-أصل أنا عندي محاضرة سلام
كان هذا جزء من حوار عميق علمها الكثير
لقد تلاقت هند في مدخل المسجد مع فتاة متبرجة تسألها عن أمر يتعلق بالذكر
-وبتقولوا إيه ؟؟33 مرة صح ؟؟ -ده لو بعد الصلاة ..لكن زي ما أنتي عاوزة اذكري ربنا قولي سبحان الله ..الحمد لله ..لا إله إلا الله ..الله أكبر ..أستغفر الله
أي ذكر بأي عدد وربنا يتقبل منك
-والجوانتي ده جايباه من عند الحاجة ؟؟ -لا بس تقدري تجيبي منها وبنظرة خاطفة :أنتي إيديكي تعبانة؟
-آه عرفتي منين.. عشان السكـر
يا الله ..قد ايه البنت دي علمتني ..أد إيه بتسأل عن الأذكار .. قد إيه صوابعها تعباها
قد إيه شكلها معجبة بالدين ونفسها تتغير ..يا رب من عليها ..يا رب نتقابل تاني
علمتني تلك الفتاة .. من مهمتنا دعوة الناس لا مفر
وصعدت هند درجات لتلتقي
بمن تكلمها وتناديها
فتعجبت : أنتي تعرفيني ؟
-لا .. بس عاوزة أصلي جماعة صلي بيا جماعة ..عاوزة آخد أجر الجماعة
يا الله على الحرص ..أخت حريصة على الأجر
--أبكي على نفسي ... ؟؟؟ كما قيل "يظن الناس بي خيرًا وإني ..لشر الناس إن لم تعف عني "
-الناس بيقدروا أهل الدين كده ؟؟ منتظرين منهم إغاثة ؟؟كلمة طيبة ؟؟
يااه أد إحنا مقصرين
كفاية بقي حجج فارغة مشغولين بإيه ؟؟؟
------
واتصل محمد بهند يسألها عن حاجة في العقيدة إن كانت أخدتها ولا لأ
فحست هند :أختها بس مش فاكرة
آه أهملتي العلم يا هند ؟؟
ليه كده يا هند ..هو أنتي لسه خدتي حاجة
عاوزين صيانة يا هند ؟؟
----
واتصلت هند بصديقة لها "رضوى " أخت مجتهدة في طلب العلم
واتفقت تلقاها عشان تدلها تعمل ايه وتروح فين
----
أما أحمد فوضع يده على مشكلة سوء الخلق وأنه عاوز يبقى أحسن
عاوز يدخل الجنة وميتحرمش منها
وبدأ طريق جهاد
ومكنش أمر سهل أن يقمع نفسه
وواصل الشباب حياتهم يقوموا ويقعوا
فيه اللي بيطلع وبيتقدم وفيه اللي بيتعثر وبياخدوا بإيد بعض
من إنجاز لإنجاز
نشاطات دعوية
يلفوا عالشباب في الجامعة
ويكلموهم
ويتفقوا مينسوش نفسهم
طريقنا علم وعمل ودعوة
جهاد نفس وهوي
وجه اليوم اللي اتخرج فيه الشباب
وفارس ولله الحمد الأول على دفعته وهيتعين معيد
-مبروك يا فارس ..من تقدم لتقدم يا شيخ
الجملة دي اتقالت لفارس من صاحبنا اللي زمااان قابلة في الأتوبيس
طالب الثانوية العامة ..اللي الوقتي دخل هندسة وانضم لفارس وأصحابه في الدعوة وطلب العلم
وكان فارس بيحرص يعطيله خلاصة حياته اللي عاشها
-الله يبارك فيك يا مصطفى
-وناوي على إيه يا شيخ ؟ -ناوي أروح لحبيبتي وأقعد هناك شوية
علامات اندهااااش -احم احم إيه ده يا شيخ أنت خطبت من غير ما تقول وعقدت كمان ؟؟
ابتسم فارس .. يا رااجل !
قصدي مكة .. رايح مكـة إن شاء الله أعمل عمرة وأعيـش بقي
-
وودعوه يومها وذهب فارس ومعه أمه وأخته وابنتها
وتوجهوا نحو مكة والمشاعـر تفيض
قضي فارس أيامـا زاد فيها شوقـًا للقاء
فليس لديه أحب منه حتى يشتاق للقائه
طال شوقــي ... أحبك
أحبك ربي ~
حنين سري في قلبه لربه ..ما يود أن تشغله الدنيا عنــه
مع الله حيث يكون قلبي في سـلام ..أحبك ربي ~
وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .
بينما كانت منة في المطبخ إذ انخفض ضغطها فلما وقعت على الأرض أثناء الوقوع
لامست يدها مقلاة زيت ساخنة فوقع الزيت عليها
وحدثت تشوهات !
عمة منة : يا فارس منة وقع عليها زيت
فارس : إنا لله وإنا إليه راجعون أنتو فين أنا جاي
وأخذ العنوان وذهب
فلما دخل خرجت عمتها
ودار الحوار
تبكي منة
: أنت من حقك تعيش مع واحدة سليمة وأنا خلاص بقيت محروقة
يبتسم فارس -أنتي نش عارفة ولا إيه ؟؟ حضرتك زوجتي والفرح عن قريب إن شاء الله
ثانيا يا ستي مين اللي اتحرق ده فترة بسيطة بإذن الله وشوية مراهم والحكاية ولا كأن
صمتت منة وبقلبها سعادة وحمدت الله
ومرت الأيام وخرجت منة من المستشفى
وسارت على العلاج والآثار تتلاشى بفضل الله
واقترب موعد الفرح
وكثير من القلوب تتنظر لتفرح
ايه ده يا فارس
أنت أورادك حصل لها ايه ؟
محاسبتك لنفسك قلت ؟؟
أنت انشغلت ولا ايه ؟؟
كيف يكون وفيًا من ألهي بالنعمة عن المنعم ؟؟
ويح قلبي أغرتـه الدنيــا ؟؟
من أولها كده هأسقط في الامتحــــــــــــان
ركز يا قلبي ..
وقرر فارس يحزم مع نفسه ويضع خطة للتغلب على الوهن واستعان بالله فيها
تحسنت حاله
أتى يوم زفافه ولديه قلب أثقل بالكثير
وأفكار تزاحمت بعقله ومسئوليات ارتسمت أمام عينه
فهتف قلبه بالدعاء
قد كان يومًا في المسجد وقلب في المسجد
ومر اليوم بسلام
وتستمر الأيام
والكل في كفــــــاح
كل وراءه مسئوليات
سافرت أم نور ونور ليستقرا بالمملكة مع كريم
وهنا قرر فارس أن يأخذ والدته عنده
فارس يدرك جيدًا معني البر
وذهب لوالدته ليقنعها
فأجابته :مسيبش بيتي اللي عشت فيه واللي عاش جوايا هنا ربيتكم وهنا ذكرياتي
المكان ده عايشة فيه سنين يا ابني
بسرعة جري فارس عليها وقبل يدها ورأسها متقوليش كده أبدًا يا أمي
أنا ابنك اللي سهرتي عليه وتعبتي كتير
وعمري ما هأسيبك إن شاء الله
وميهونش عليا تقعدي لوحدك أبدًا
أرجوك تعالي عندي البيت بيتك
ولو تحبي نيجي إحنا عندك
-لا ده ينفع ولا ده ينفع أنت ناسي أنك مش لوحدك فيه واحدة بقت زوجتك وهتبقى أم عيالك وليها رأي وقرار
وأصرت والدة فارس على بقاء الوضع
وتمضي الأيام
والعائلة تزداد فردًا
أتي "طلحة"
مرت السنون والعمل ما زال دأبًا
إلى أن
صلوا عليــــــــــــه ..
نعم مات فارس
والحزن عم العيون
ما بين من يتمثل قول من قال "أخي سوف تبكي عليك العيون"
وما بين زوجة تتمثل بيت كاتبة هل ترانا نلتقي
"ودفنا الشوق في أعماقنا ..ومضينا في رضـاء واحتساب "
تعليق