قصة معجزات المسيح عليه السلام

[اقرأ كتابك ترتقي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مختصر من درس " معجزات المسيح "

هذا هو الدّرس الثّامن في قصّة المسيح ابن مريم عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام. وكنّا تعاهدنا أن يكون هذا اللّقاء عن معجزات المسيح وهو بعنوان "آية من ربّكم"، قال الله جلّ وعلا: {أَنِّيقَدْجِئْتُكُمبِآيَةٍ مِّن رَّ*بِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ*فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرً*ا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُبْرِ*ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ*صَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰبِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُ*ونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [آل عمران:49]

سيّدنا المسيح قلنا عاش في الأرض ثلاث وثلاثين سنة وبُعِث على رأس الثلاثين ومكث رسولا ونبيّا بين قومه ثلاث سنوات، وأوحى الله عزّ وجلّ أن يدعو النّاس إلى عبادة الله عزّ وجلّ فخرج يجوب البلاد ويجول في القرى يدعو إلى الدّين الحقّ قائلا أن اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا وآمنوا بأنّي رسول الله إليكم {مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَ*اةِ وَمُبَشِّرً*ابِرَ*سُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُأَحْمَدُ} [الصف:6].

عندنا قاعدة أنّه لا نبيّ بغير معجزة ولا وليّ بغير كرامة. لا نبيّ بغير معجزة، الله سبحانه وتعالى أيّد الأنبياء بالمعجزات

وللبشر والاولياء كرامات وأوّل طريق الكرامة هو الاستقامة على منهج النّبي صلى الله عليه وسلم

أيّد الله المسيح ابن مريم بمعجزات ليكون ذلك الفعل دليلا على صدقه وصدق نبوّته وصحّة أخباره التي يخبر بها عن الله تبارك وتعالى وحتّى لا يدّعي النّبوّة غيره من الكذّابين

تعالوا نرى المعجزات كانت عبارة عن ماذا؟ أوّل شيء خلقه كان معجزة أليس كذلك؟ من الأوّل تماما كان خلقه لوحده معجزة، وأخذنا تكليمه للنّاس في المهد كان معجزة.

من الأمور كذلك التي حكاها لنا القرآن، ما هو أوّل شيء حكاه القرآن؟ {أَنِّيقَدْجِئْتُكُمبِآيَةٍمِّنرَّ*بِّكُمْ} [آل عمران:49]،

رقم 1: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ*فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرً*ا بِإِذْنِ اللَّـهِ} [آل عمران:49]

لماذا اخترت سيّدنا عيسى؟ لأنّ سيّدنا عيسى يحقّق لي معادلة التّوازن التي لا نجدها في المسلمين، معادلة التّوازن قلتها كثيرا وسأظلّ ألحّ عليها: إيمان، عمران، أخلاق القرآن، ما هذه؟ شخص عنده حال مع ربّنا لا ينسى ربّنا على ذكر من الله عزّ وجلّ، بينه وبين ربّنا شيء في قلبه،


وفي نفس الوقت انسان عملي له بصمة في الحياة ليس درويشا، منتج، إيجابي، متقدّم، عنده علم، عنده عمل. سيّدنا عيسى بُعِث في قوم كانوا أهل طبّ، فأراد الله عزّ وجلّ أن يعجزهم كما أعجز قوم موسى وكما أعجز قريش لمّا بُعث النّبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم وإذا كان النّبي بعث للنّاس عامّة، كلّ شخص بُعِث للنّاس بمفتاحهم، وانت هكذا لمّا تريد أن تكلّم أحدا وتدلّه على طريق الله سبحانه وتعالى من مفتاحه وليس بطريقتك، ليس بما تعلّمته بل بما يناسبه "خاطبوا النّاس على قدر عقولهم، على قدر ثقافاتهم

: إحياء الموتى، إحياء الموتى قالوا أنّه أحيى أربعة من الخلق بمشيئة وقدرة الله عزّ وجلّ

، ذكر وهب ابن منبّه أنّه بينما كان عيسى يلعب مع الصّبيان إذ وثب غلام على صبيّ فوكزه برجله فقتله، فألقاه بين يدي عيسى وهو ملطّخ بالدّم فاطّلع النّاس عليه فاتّهموا من؟ عيسى فأخذوه وانطلقوا به إلى قاضي مصر فقالوا: هذا قتل هذا، فسأله القاضي فقال عيسى: لا أدري من قتله وما أنا بصاحبه، فأرادوا أن يضربوا عيسى


فقال: ائتوني بالغلام فقالوا: ما تريد؟ قال: أسأله من قتله، فقالوا: كيف يكلّمك وهو ميّت؟ فأخذوه وأتوا به إلى الغلام القتيل فأقبل عيسى على الدّعاء فأحياه الله. وروي عن عيسى في إحياء الموتى بإذن الله كان يضرب بعصا الميّت أو القبر أو الجمجمة فيحيى الإنسان ويكلّمه ويعيش. وقيل أنّه يحيي الأموات ب"يا حيّ يا قيّوم"، ابن القيّم يقول أنّ الحيّ القيّوم اسم الله الأعظم، هذا ترجيح، بعضهم


قال أنّ اسم الله الأعظم ذو الجلال والإكرام والبعض قال: اسم الله الأعظم ذا العصمة والجبروت وبعضهم قال اسم الجلالة "الله" وبعضهم قال الرّحمن {قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِادْعُواالرَّ*حْمَـٰنَ}

يعلم الغيب لأنّه في مرّة من المرّات قالوا له: إن كنت بحقّ نبيّ فأخبرنا ما كنّا نأكل (يعني قل لنا شيئا لكي نشعر أنّك مختلف عنّا) فصار ينبّؤهم على ما يأكلونه وما يدّخرونه في بيوتهم: أنت أكلت كذا وكذا وادّخرت في بيتك كذا وكذا ويقول لهم عن كلّ شيء، فكان هذا أيضا من تأييد الله له. آخر شيء من الأشياء المعجزة التي أيّد بها عيسى وستأتي معنا في الدّرس القادم كلّه وهو "المائدة" فلن نتكلّم عليها الآن قصّة المائدة وتعنّت بني إسرائيل مع نبيّ الله عيسى سيأتي لها كلام.

، أنا أريد أن أقوم بمقارنة بسرعة وبعد ذلك أغلق بسرعة المعجزة "هل هذه المعجزات دليل نبوّة أم دليل ألوهيّة؟. أريد أن أقارن بين معجزات عيسى الحسيّة هذه "يبرأ الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وينبّئهم بما يأكلون وما يدّخرون" وبين المعجزات الحسّية للنّبي محمد صلى الله عليه وسلم .

انشقاق القمر له {اقْتَرَ*بَتِالسَّاعَةُوَانشَقَّالْقَمَرُ*} [القمر:1] وهو في مكّة، سأله أهل مكّة أن يريهم آية فأراهم القمر شقّين –والنّاس الذين صعدوا إلى القمر وجد أثر هذا وهذا الكلام تجدونه على النت وفي الأبحاث التّابعة للإعجاز العلمي بأنّه هناك خطّ كأنّه "خطّ لحام" وجدوه هكذا علماء الجيولوجيا

فنزول المطر كان بدعائه صلى الله عليه وسلم . نصر الله للنّبي بالرّيح {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا} [الأحزاب:9]. من الأشياء أنّه كان يتصرّف في الجنّ والإنس والبهائم والحيوان، كيف ذلك؟ سيّدنا علي عندما اشتكى عينه (مرض بالرّمد) فإذا بالنّبي صلى الله عليه وسلم يبصق في عينه فكانت أحدّ عين (لم تصبح 6/6 بل 60/6 شيء آخر تماما، كانت أحدّ عين له

سلمة ابن الأكوع أصيب في ساقه يوم خيبر فنفث (بدون بصاق يعني) النّبي صلّى الله عليه وسلّم على قدمه ثلاث نفثات فما اشتكاها سلمة بعد ذلك وكان أعدى الصّحابة (يعني أكثر شخص بين الصّحابة يجري).


إخراجه الجنّ بمجرّد المخاطبة حديث رواه الإمام أحمد أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم لمّا وجد ممسوسا قال: "أخرج عدوّ الله أنا رسول الله" فبرأ الرّجل [صحيح، البخاري، دلائل النّبوة(22/6)]. إخراجه الشّيطان من صدر عثمان ابن أبي العاص، ضرب النّبي صلى الله عليه وسلم صدر عثمان ثلاثا وتفل في فمه وقال: "أخرج عدوّ الله" فعل ذلك ثلاث مرّات فما دخل الشّيطان صدر عثمان بعد ذلك، حديث رواه ابن ماجة بإسناد حسن. الحيوان كان يأتمر بأمره صلى الله عليه وسلم ، جاء بعير للنّبي صلى الله عليه وسلم فسجد له، فقال الصّحابة: يا رسول الله تسجد لك البهائم والشّجر نحن أحقّ أن نسجد لك، فقال: "أعبدوا ربكم وأكرموا أخاكم ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" الحديث رواه الإمام أحمد في المسند بإسناد جيّد. الشّجر والثّمر والخشب، الحديث رواه الدّارني حديث جميل جدّا، في المقدّمة وإسناده صحيح صحّحه الشّيخ الألباني في مشكاة المصابيح: جاء أعرابي إلى النّبي صلى الله عليه وسلم وهو في سفر، فدعاه النّبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فقال الأعرابي: ومن يشهد لك على ما تقول؟ فقال النّبي صلى الله عليه وسلم : "هذهالسَّلَمَةُ (أي الشّجرة)، فدعاها رسولُ اللهِ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وهو بشاطئِ الوادي، فأقبَلَتْ تَخُدُّ (يعني وهي تمشي تقوم بعمل حفرة) الأرضَ حتى قامت بين يَدَيْهِ، فاستَشْهَدها ثلاثًا، فشَهِدَت ثلاثًا أنه كما قال، ثم رَجَعَتْ إلى مَنْبَتِها". [صحيح، الألباني، تخريج مشكاة المصابيح(5868)]

الفائدة المهمّة والواجب العملي الذي سنخرج به اليوم من هذه المعجزات التي أيّد الله عزّ وجلّ بها نبيّ الله عيسى، أوّلا: أثبتنا صدق نبوّته في ذلك وأنّ الله عزّ وجلّ إذا أراد أن يؤيّد عبده بشيء فإن أراد الله شيئا هيّأ أسبابه، خذها قاعدة: "إذا أراد الله شيئا هيّأ أسبابه".

قلنا: نفسك تطلب منك الكرامة والله يريد منك الإستقامة، الواجب العملي: استقم كما أمرت، الواجب العملي: {إِنْهُوَإِلَّاذِكْرٌ*لِّلْعَالَمِينَ} [التكوير:27] ذكر، اجعل لك حال مع القرآن وأنا قلت لك هذا لمّا تكلّمنا عن {آتَانِيَالْكِتَابَوَجَعَلَنِينَبِيًّا} [مريم:30] لمّا تكلّمنا على منهج المسيح، حال مع القرآن.

مختصر من درس قصه المسيح معجزات المسيح عليه السلام للشيخ هانى حلمى


http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=6005

[عقيـــــ جهاد ـــــدتي]

رد: قصة معجزات المسيح عليه السلام

جزاكم الله خيرا كثيرا
وبارك في مجهودكم

[حوراء الجنان]

رد: قصة معجزات المسيح عليه السلام

جزاكِ الله كل خير أختى الكريمة على القصة.