كفى بالموت واعظا
الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، والصلاة والسلام على من ختمت به الرسل والأنبياء وعلى آله وأتباعه إلى يوم اللقاء .
فإن الموت لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه "وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ" ق:19. فمن يجادل في الموت وسكرته؟! ومن يخاصم في القبر وضمته؟! ومن يقدر على تأخير موته وتأجيل ساعته؟! "فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ" الأعراف 34
فلماذا تتكبر أيها الإنسان وسوف تأكلك الديدان؟!
ولماذا تطغى وفي التراب ستلقى ؟!
ولماذا التسويف والغفلة وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة ؟!
"كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ" آل عمران:185" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ" الرحمن: 26-27 " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" القصص:88.
حقيقة الموت
أخي المسلم:
يخطئ من يظن أن الموت فناء محض وعدم تام،ليس بعده حياة ولا حساب ولا حشر ولانشر ولا جنة ولا نار . إذ لو كان الأمركذلك لا نتفت الحكمة من الخلق والوجود، ولاستوى الناس جميعاً بعد الموت واستراحوا، فيكون المؤمن والكافر سواء، والقاتل والمقتول سواء، والظالم والمظلوم سواء،والطائع والعاصي سواء، والزاني والمصلي سواء، والفاجر والتقي سواء،وهذا مذهب الملاحدة الذين هم شر من البهائم، فلا يقول ذلك إلا من خلع رداء الحياء، ونادى على نفسه بالسفه والجنون. قال تعالى: " زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّه يَسِير" التغابن:7 وقال سبحانه: "وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم" يس 78،79
فالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن،ومفارقتها له، والانتقال من دار إلى دار، وبه تطوى صحف الأعمال،و تنقطع التوبة والإمهال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر). الترمذي وابن ماجةوصححه الحاكم وابن حبان.
أخي المسلم:
يخطئ من يظن أن الموت فناء محض وعدم تام،ليس بعده حياة ولا حساب ولا حشر ولانشر ولا جنة ولا نار . إذ لو كان الأمركذلك لا نتفت الحكمة من الخلق والوجود، ولاستوى الناس جميعاً بعد الموت واستراحوا، فيكون المؤمن والكافر سواء، والقاتل والمقتول سواء، والظالم والمظلوم سواء،والطائع والعاصي سواء، والزاني والمصلي سواء، والفاجر والتقي سواء،وهذا مذهب الملاحدة الذين هم شر من البهائم، فلا يقول ذلك إلا من خلع رداء الحياء، ونادى على نفسه بالسفه والجنون. قال تعالى: " زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّه يَسِير" التغابن:7 وقال سبحانه: "وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم" يس 78،79
ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غاية كل حي |
ولكنا إذا متنا بعـثنا ونسأل بعده عن كل شيء |
الموت أعظم المصائب
والموت من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه: " فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ " المائدة: 106 فإذا كانالعبد طائعاً ونزل به الموت ندم أن لايكون ازداد وإذا كان العبد مسيئاًتدم على التفريط وتمنى العودة إلى دار الدنيا، ليتوب إلى الله تعالى،ويبدأ العمل الصالح من جديد. ولكنهيهات هيهات!! قال تعالى : "وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ" فصلت: 24وقال سبحانه "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" المؤمنون: 99-100.
والموت من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه: " فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ " المائدة: 106 فإذا كانالعبد طائعاً ونزل به الموت ندم أن لايكون ازداد وإذا كان العبد مسيئاًتدم على التفريط وتمنى العودة إلى دار الدنيا، ليتوب إلى الله تعالى،ويبدأ العمل الصالح من جديد. ولكنهيهات هيهات!! قال تعالى : "وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ" فصلت: 24وقال سبحانه "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" المؤمنون: 99-100.
عبرة الموت
يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له، فخرالجمل ميتاً، فنزل الأعرابي عنه،وجعل يطوف به ويتفكر فيه، ويقول: مالك لا تقوم؟
مالك لا تنبعث؟
هذه أعضاؤك كاملة !!
وجوارحك سالمة !!
ماشأنك ؟
ماالذي كان يحملك ؟
ماالذي صرعك ؟
ماالذي عن الحركة منعك ؟
ثم تركه وانصرف متعجباً من أمره،متفكراً في شأنه!!
قال ابن السماك: (بينما صياد في الدهرالأول يصطاد السمك، إذ رمى بشبكته في البحر، فخرج فيها جمجمة إنسان، فجعل الصياد ينظر إليها ويبكي ويقول:
عزيزفلم تترك لعزك !!
غني فلم تترك لغناك !!
فقير فلم تترك لفقرك !!
جواد فلم تترك لجودك !!
شديد فلم تترك لشدتك !!
عالم فلم تترك لعلمك !! يردد هذا الكلام ويبكي
يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له، فخرالجمل ميتاً، فنزل الأعرابي عنه،وجعل يطوف به ويتفكر فيه، ويقول: مالك لا تقوم؟
مالك لا تنبعث؟
هذه أعضاؤك كاملة !!
وجوارحك سالمة !!
ماشأنك ؟
ماالذي كان يحملك ؟
ماالذي صرعك ؟
ماالذي عن الحركة منعك ؟
ثم تركه وانصرف متعجباً من أمره،متفكراً في شأنه!!
قال ابن السماك: (بينما صياد في الدهرالأول يصطاد السمك، إذ رمى بشبكته في البحر، فخرج فيها جمجمة إنسان، فجعل الصياد ينظر إليها ويبكي ويقول:
عزيزفلم تترك لعزك !!
غني فلم تترك لغناك !!
فقير فلم تترك لفقرك !!
جواد فلم تترك لجودك !!
شديد فلم تترك لشدتك !!
عالم فلم تترك لعلمك !! يردد هذا الكلام ويبكي
أذكروا هادم اللذات
أخي الكريم :
حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذكرالموت والإكثار منه، فقال عليه الصلاة والسلام : (أكثروا ذكر هادم اللذات) الترمذي وحسنه.
قال الإمام القرطبي: (قال علماؤنا: قوله عليه السلام: «أكثروا ذكر هادم اللذات»كلام مختصر وجيز، وقد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة، فإن من ذكر الموت حقيقة ذكره نغص عليه لذته الحاضرة، ومنعه من تمنيها في المستقبل، وزهده فيما كان منها يؤمل،ولكن النفوس الراكدة، والقلوب الغافلة، تحتاج إلى تطويل الوعاظ،وتزويق الألفاظ، وإلا ففي قوله عليه الصلاة والسلام: «أكثروا ذكر هادم اللذات» مع قوله تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ" آل عمران:185 ما يكفي السامع له،ويشغل الناظر فيه.
ولقد أحسن من قال:
أخي الكريم :
حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذكرالموت والإكثار منه، فقال عليه الصلاة والسلام : (أكثروا ذكر هادم اللذات) الترمذي وحسنه.
قال الإمام القرطبي: (قال علماؤنا: قوله عليه السلام: «أكثروا ذكر هادم اللذات»كلام مختصر وجيز، وقد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة، فإن من ذكر الموت حقيقة ذكره نغص عليه لذته الحاضرة، ومنعه من تمنيها في المستقبل، وزهده فيما كان منها يؤمل،ولكن النفوس الراكدة، والقلوب الغافلة، تحتاج إلى تطويل الوعاظ،وتزويق الألفاظ، وإلا ففي قوله عليه الصلاة والسلام: «أكثروا ذكر هادم اللذات» مع قوله تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ" آل عمران:185 ما يكفي السامع له،ويشغل الناظر فيه.
ولقد أحسن من قال:
أذكر الموت هاذم اللذات ... وتجهز لمصرع سوف يأتي
وقال غيره:
أذكر الموت تجد راحة في ... ادكار الموت تقصير الأمل
أولئك الأكياس..
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة،فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله ! من أكيس الناس وأحزم الناس؟قال: (أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس،ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة. الطبراني وحسنه المنذري
أذكر الموت تجد راحة في ... ادكار الموت تقصير الأمل
أولئك الأكياس..
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة،فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله ! من أكيس الناس وأحزم الناس؟قال: (أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس،ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة. الطبراني وحسنه المنذري
فوائد ذكر الموت
أخي الحبيب :
وفي الإكثار من ذكر الموت فوائد منها :
أخي الحبيب :
وفي الإكثار من ذكر الموت فوائد منها :
- أنه يحث على الاستعداد للموت قبل نزوله.
- أن ذكر الموت يقصر الأمل في طول البقاء. وطول الأمل من أعظم أسباب الغفلة.
- أنه يزهد في الدنيا ويرضي بالقليل منها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال: (أكثروا ذكر هادم اللذات) أحسبه قال: (فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقه عليه) البزار وحسنه المنذري.
- أنه يرغّب في الآخرة ويدعو إلى الطاعة .
- أنه يهوّن على العبد مصائب الدنيا .
- أنه يمنع من الأشر والبطر والتوسع في لذات الدنيا .
- أنه يحث على التوبة واستدراك ما فات .
- أنه يرقق القلوب ويدمع الأعين، ويجلب باعث الدين، ويطرد باعث الهوى.
- أنه يدعو إلى التواضع وترك الكبر والظلم.
- أنه يدعو إلى سل السخائم ومسامحة الإخوان وقبول أعذارهم.
أنفاس معدودة
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعاً، وخط خطا في الوسط خارجاً منه، وخط خططاًصغراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: (هذا الإنسان،وهذا أجله محيط به- أوقد أحاط به -وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا) البخاري.
وقال القرطبي: (وأجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم ، ولا زمن معلوم، ولامرض معلوم، وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعداً لذلك).
وكان بعض الصالحين ينادي بليل على سورالمدينة: الرحيل الرحيل. فلما توفي فقد صوته أمير المدينة، فسأل عنه فقيل: إنه قد مات فقال:
ما زال يلهج بالرحيل وذكره ... حتى أناخ ببابه الجمال
وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: (ويحك يايزيد! من ذا يصلي عنك بعد الموت؟ من ذايصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس!ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟مَن الموت طالبه .. والقبربيته .. والتراب فراشه .. والدود أنيسه.. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر .. كي يكون حاله؟ ) ثم يبكي رحمه الله.
بينا الفتى مرح الخطا فرح بما ... يسعى له إذ قيل قدمرض الفتى
إذ قـيـل بـات بلـيلـة مـا نامـها ... إذ قيـل أصـبـح مثخـنا مـا يرتـجى
إذ قيل أصبح شاخصا وموجها ... ومعـللا إذ قيــل أصبـح قـد مـضى
وقال التميمي: (شيئان قطعا عني لذة الدنيا:ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى).
وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يجمع العلماء فيتذكرون الموت والقيامة والآخرة، فيبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة!!
وقال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة،وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة)
وقال الحسن: (إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا عشياً لاموت فيه)
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعاً، وخط خطا في الوسط خارجاً منه، وخط خططاًصغراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: (هذا الإنسان،وهذا أجله محيط به- أوقد أحاط به -وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا) البخاري.
وقال القرطبي: (وأجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم ، ولا زمن معلوم، ولامرض معلوم، وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعداً لذلك).
وكان بعض الصالحين ينادي بليل على سورالمدينة: الرحيل الرحيل. فلما توفي فقد صوته أمير المدينة، فسأل عنه فقيل: إنه قد مات فقال:
ما زال يلهج بالرحيل وذكره ... حتى أناخ ببابه الجمال
وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: (ويحك يايزيد! من ذا يصلي عنك بعد الموت؟ من ذايصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس!ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟مَن الموت طالبه .. والقبربيته .. والتراب فراشه .. والدود أنيسه.. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر .. كي يكون حاله؟ ) ثم يبكي رحمه الله.
بينا الفتى مرح الخطا فرح بما ... يسعى له إذ قيل قدمرض الفتى
إذ قـيـل بـات بلـيلـة مـا نامـها ... إذ قيـل أصـبـح مثخـنا مـا يرتـجى
إذ قيل أصبح شاخصا وموجها ... ومعـللا إذ قيــل أصبـح قـد مـضى
وقال التميمي: (شيئان قطعا عني لذة الدنيا:ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى).
وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يجمع العلماء فيتذكرون الموت والقيامة والآخرة، فيبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة!!
وقال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة،وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة)
وقال الحسن: (إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا عشياً لاموت فيه)
موعظة
فتفكر يا مغرور في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ماأصدقه، ومن حاكم ما أعدله. كفى بالموت مقرحاً للقلوب، ومبكياً للعيون،ومفرقاً للجماعات، وهاذماً للذات،وقاطعاً للأمنيات.
فياجامع المال! والمجتهد في البنيان !ليس لك والله من مالك إلا الأكفان، بل هي والله للخراب والذهاب، وجسمك للتراب والمآب، فأين الذي جمعته من المال؟ هل أنقذك من الأهوال؟ كلا .. بل تركته إلى من لا يحمدك، وقد مت بأوزارك على من لا يعذرك.
ولقدأحسن من قال في تفسير قوله تعالى : "وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا " القصص: 77 هوالكفن، فهو وعظ متصل بما تقدم من قوله:"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ" القصص: 77 أي اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا للدار الآخرة وهي الجنة، فإن حق المؤمن أن يصرف الدنيا فيما ينفعه في الآخرة، لا في الطين والماء،والتجبر والبغي، فكأنهم قالوا: لاتنس أن تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن.
فيا أخي الحبيب :
أيناستعدادك للموت وسكرته؟
أين استعدادك للقبر وضمته؟
أين استعدادك للمنكر والنكير؟
أين استعدادك للقاء العلي القدير؟
وقال سعيد بن جبير: (الغرة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة).
فتفكر يا مغرور في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ماأصدقه، ومن حاكم ما أعدله. كفى بالموت مقرحاً للقلوب، ومبكياً للعيون،ومفرقاً للجماعات، وهاذماً للذات،وقاطعاً للأمنيات.
فياجامع المال! والمجتهد في البنيان !ليس لك والله من مالك إلا الأكفان، بل هي والله للخراب والذهاب، وجسمك للتراب والمآب، فأين الذي جمعته من المال؟ هل أنقذك من الأهوال؟ كلا .. بل تركته إلى من لا يحمدك، وقد مت بأوزارك على من لا يعذرك.
ولقدأحسن من قال في تفسير قوله تعالى : "وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا " القصص: 77 هوالكفن، فهو وعظ متصل بما تقدم من قوله:"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ" القصص: 77 أي اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا للدار الآخرة وهي الجنة، فإن حق المؤمن أن يصرف الدنيا فيما ينفعه في الآخرة، لا في الطين والماء،والتجبر والبغي، فكأنهم قالوا: لاتنس أن تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن.
فيا أخي الحبيب :
أيناستعدادك للموت وسكرته؟
أين استعدادك للقبر وضمته؟
أين استعدادك للمنكر والنكير؟
أين استعدادك للقاء العلي القدير؟
وقال سعيد بن جبير: (الغرة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة).
الأسباب الباعثة على ذكر الموت
- زيارة القبور، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
- زيارة مغاسل الأموات ورؤية الموتى حين يغسلون.
- مشاهدة المحتضرين وهن يعانون سكرات الموت وتلقينهم الشهادة.
- تشييع الجنائز والصلاة عليها وحضور دفنها.
- تلاوة القرآن، ولا سيما الآيات التي تذكر بالموت وسكراته كقوله تعالى: "وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ " ق:19.
- الشيب والمرض، فإنهما من رسل ملك الموت إلى العباد.
- الظواهر الكونية التي يحدثها الله تعالى تذكيراً لعباده بالموت والقدوم عليه سبحانه كالزلازل والبراكين والفيضانات والانهيارات الأرضية والعواصف المدمرة.
- مطالعة أخبار الماضين من الأمم والجماعات التي أفناهم الموت وأبادهم البلى.
سكرات الموت وشدته
أخي المسلم:
إن للموت ألماً لا يعلمه إلا الذي يعالجه ويذوقه، فالميت ينقطع صوته،وتضعف قوته عن الصياح لشدة الألم والكرب على القلب، فإن الموت قد هد كل جزء من أجزاء البدن، وأضعف كل جوارحه، فلم يترك له قوة للاستغاثة أما العقل فقد غشيته وسوسة، وأما اللسان فقد أبكمه، وأما الأطراف فقد أضعفها، ويود لو قدر على الاستراحة بالأنين والصياح، ولكنه لا يقدر على ذلك، فإن بقيت له قوة سمع له عند نزع الروح وجذبها خوار وغرغرة من حلقه وصدره، وقد تغير لونه، وأزبد، ولكل عضو من أعضائه سكرة بعد سكرة، وكربة بعد كربة، حتى تبلغ روحه إلى الحلقوم، فعند ذلك ينقطع نظره عن الدنيا وأهلها، وتحيط به الحسرة والندامة إن كان من الخاسرين، أوالفرح والسرور إن كان من المتقين.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ركوة أوعلبة فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه ويقول: (لا إله إلا الله إن للموت سكرات) البخاري وفي لفظ أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند موته: (اللهم أعني على سكرات الموت) أحمد والترمذي وحسنه الحاكم.والسكرات هي الشدائد والكربات.
وتشديد الله تعالى على أنبيائه عند الموت رفعة في أحوالهم، وكمال لدرجاتهم،ولا يفهم من هذا أن الله تعالى شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة والمخلطين، فإن تشديده على هؤلاء عقوبة لهم ومؤاخذة على إجرامهم، فلا نسبة بينه وبين هذا.
ياكثير السيئات غداً ترى عملك، وياهاتك الحرمات إلى متى تديم زللك؟ أماتعلم أن الموت يسعى في تبديد شملك؟ أما تخاف أن تؤخذ على قبيح فعلك؟واعجبا لك من راحل تركت الزاد في غيررحلك!! أين فطنتك ويقظتك وتدبير عقلك؟أما بارزت بالقبيح فأين الحزن؟ أماعلمت أن الحق يعلم السر والعلن؟ستعرف خبرك يوم ترحل عن الوطن،وستنتبه من رقادك ويزول هذا الوسن.
قال يزيد بن تميم : (من لم يردعه الموت والقرآن، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع !!
أخي المسلم:
إن للموت ألماً لا يعلمه إلا الذي يعالجه ويذوقه، فالميت ينقطع صوته،وتضعف قوته عن الصياح لشدة الألم والكرب على القلب، فإن الموت قد هد كل جزء من أجزاء البدن، وأضعف كل جوارحه، فلم يترك له قوة للاستغاثة أما العقل فقد غشيته وسوسة، وأما اللسان فقد أبكمه، وأما الأطراف فقد أضعفها، ويود لو قدر على الاستراحة بالأنين والصياح، ولكنه لا يقدر على ذلك، فإن بقيت له قوة سمع له عند نزع الروح وجذبها خوار وغرغرة من حلقه وصدره، وقد تغير لونه، وأزبد، ولكل عضو من أعضائه سكرة بعد سكرة، وكربة بعد كربة، حتى تبلغ روحه إلى الحلقوم، فعند ذلك ينقطع نظره عن الدنيا وأهلها، وتحيط به الحسرة والندامة إن كان من الخاسرين، أوالفرح والسرور إن كان من المتقين.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ركوة أوعلبة فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه ويقول: (لا إله إلا الله إن للموت سكرات) البخاري وفي لفظ أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند موته: (اللهم أعني على سكرات الموت) أحمد والترمذي وحسنه الحاكم.والسكرات هي الشدائد والكربات.
وتشديد الله تعالى على أنبيائه عند الموت رفعة في أحوالهم، وكمال لدرجاتهم،ولا يفهم من هذا أن الله تعالى شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة والمخلطين، فإن تشديده على هؤلاء عقوبة لهم ومؤاخذة على إجرامهم، فلا نسبة بينه وبين هذا.
ياكثير السيئات غداً ترى عملك، وياهاتك الحرمات إلى متى تديم زللك؟ أماتعلم أن الموت يسعى في تبديد شملك؟ أما تخاف أن تؤخذ على قبيح فعلك؟واعجبا لك من راحل تركت الزاد في غيررحلك!! أين فطنتك ويقظتك وتدبير عقلك؟أما بارزت بالقبيح فأين الحزن؟ أماعلمت أن الحق يعلم السر والعلن؟ستعرف خبرك يوم ترحل عن الوطن،وستنتبه من رقادك ويزول هذا الوسن.
قال يزيد بن تميم : (من لم يردعه الموت والقرآن، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع !!
رسل ملك الموت
وردفي بعض الأخبار أن نبيا من الأنبياء عليهم السلام قال لملك الموت: أما لك رسول تقدمه بين يديك، ليكون الناس على حذر منك ؟ قال : نعم، لي والله رسل كثيرة: من الإعلال، والأمراض،والشيب، والهموم، وتغير السمع والبصر.
وفي صحيح البخاري عن أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أعذر الله إلى امرئ بلغة ستين سنة)
وأكبرالأعذار إلى بني آدم بعثة الرسل إليهم، ليتم حجته عليهم كما قال سبحانه: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" الإسراء: 15 وقال سبحانه: "وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ"فاطر: 37 قيل: هو القرآن وقيل:الرسل وقال ابن عباس: هو الشيب.
وردفي بعض الأخبار أن نبيا من الأنبياء عليهم السلام قال لملك الموت: أما لك رسول تقدمه بين يديك، ليكون الناس على حذر منك ؟ قال : نعم، لي والله رسل كثيرة: من الإعلال، والأمراض،والشيب، والهموم، وتغير السمع والبصر.
وفي صحيح البخاري عن أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أعذر الله إلى امرئ بلغة ستين سنة)
وأكبرالأعذار إلى بني آدم بعثة الرسل إليهم، ليتم حجته عليهم كما قال سبحانه: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" الإسراء: 15 وقال سبحانه: "وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ"فاطر: 37 قيل: هو القرآن وقيل:الرسل وقال ابن عباس: هو الشيب.
كيف ماتوا ؟
أخي الحبيب :
اعلم أن حسن الخاتمة لا تكون إلا لمن استقام ظاهرة وصلح باطنه، أما سوء الخاتمة فإنها تكون لمن كان له فساد في العقل، أو إصرار على الكبائر،وإقدام على العظائم، فربما غلب عليه ذلك حتى ينزل به الموت قبل التوبة، أويكون مستقيماً ثم يتغير عن حاله،ويخرج عن سننه، ويقبل على معصية ربه،فيكون ذلك سبباً لسوء خاتمته،والعياذ بالله .
أخي الحبيب :
اعلم أن حسن الخاتمة لا تكون إلا لمن استقام ظاهرة وصلح باطنه، أما سوء الخاتمة فإنها تكون لمن كان له فساد في العقل، أو إصرار على الكبائر،وإقدام على العظائم، فربما غلب عليه ذلك حتى ينزل به الموت قبل التوبة، أويكون مستقيماً ثم يتغير عن حاله،ويخرج عن سننه، ويقبل على معصية ربه،فيكون ذلك سبباً لسوء خاتمته،والعياذ بالله .
صور من سوء الخاتمة
قيل لرجل عند الموت: قل لا إله إلا الله،وكان سمساراً، فأخذ يقول: ثلاثة ونصف..أربعة ونصف.. غلبت عليه السمسرة.
وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول:الدار الفلانية أصلحوا فيها كذاوكذا، والبستان الفلاني أعملوا فيه كذا، حتى مات.
وقيل لأحدهم وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله، فجعل يغني، لأنه كان مفتوناً بالغناء، والعياذ بالله.
وقيل لشارب خمر عند الموت: قل لا إله إلاالله، فجعل يقول: اشرب واسقني نسأل الله العافية.
قيل لرجل عند الموت: قل لا إله إلا الله،وكان سمساراً، فأخذ يقول: ثلاثة ونصف..أربعة ونصف.. غلبت عليه السمسرة.
وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول:الدار الفلانية أصلحوا فيها كذاوكذا، والبستان الفلاني أعملوا فيه كذا، حتى مات.
وقيل لأحدهم وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله، فجعل يغني، لأنه كان مفتوناً بالغناء، والعياذ بالله.
وقيل لشارب خمر عند الموت: قل لا إله إلاالله، فجعل يقول: اشرب واسقني نسأل الله العافية.
صور من حسن الخاتمة
دخل صفوان بن سليم على محمد بن المنكدروهو في الموت فقال له: يا أبا عبد الله!كأني أراك قد شق عليك الموت، فما زال يهون عليه ويتجلى عن وجه محمد، حتى لكأن وجهه المصابيح، ثم قال له: لوترى ما أنا فيه لقرت عينك، ثم مات .
وقال محمد بن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت فقلت: يا أبت! قل لا إله إلا الله. فقال: يا بني، خل عني، فإني في وردي السادس أو السابع!!
ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى .فقيل له: مم البكاء؟ فقال: أسفاً على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو القرآن حتى مات .
وسمع عامر بن عبد الله المؤذن وهو في مرض الموت فقال: خذوا بيدي إلى المسجد،فدخل مع الإمام في صلاة المغرب، فركع ركعة ثم مات رحمة الله.
دخل صفوان بن سليم على محمد بن المنكدروهو في الموت فقال له: يا أبا عبد الله!كأني أراك قد شق عليك الموت، فما زال يهون عليه ويتجلى عن وجه محمد، حتى لكأن وجهه المصابيح، ثم قال له: لوترى ما أنا فيه لقرت عينك، ثم مات .
وقال محمد بن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت فقلت: يا أبت! قل لا إله إلا الله. فقال: يا بني، خل عني، فإني في وردي السادس أو السابع!!
ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى .فقيل له: مم البكاء؟ فقال: أسفاً على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو القرآن حتى مات .
وسمع عامر بن عبد الله المؤذن وهو في مرض الموت فقال: خذوا بيدي إلى المسجد،فدخل مع الإمام في صلاة المغرب، فركع ركعة ثم مات رحمة الله.
تعليق